سودانيون يلتقطون أنفاسهم في أبو سمبل المصرية

تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» عن كواليس رحلتهم الشاقة من الخرطوم

سيارات تقل لاجئين سودانيين بميناء أبو سمبل المصري 29 أبريل 2023
سيارات تقل لاجئين سودانيين بميناء أبو سمبل المصري 29 أبريل 2023
TT

سودانيون يلتقطون أنفاسهم في أبو سمبل المصرية

سيارات تقل لاجئين سودانيين بميناء أبو سمبل المصري 29 أبريل 2023
سيارات تقل لاجئين سودانيين بميناء أبو سمبل المصري 29 أبريل 2023

حاول الطفل السوداني إسلام (4 سنوات) كسر رتابة رحلته الشاقة من الخرطوم إلى أسوان، بخطف لحظات «ممتعة» عبر الجلوس على مقعد قائد الحافلة وتقليده في الإمساك بالمقود، وسط تشجيع الركاب الذين حصلوا لتوّهم على قسط يسير من الراحة في إحدى كافتيريات مدينة أبو سمبل (أقصى جنوب مصر) التي تحولت بدورها إلى «استراحة مؤقتة»، للاجئين الفارين من الحرب التي تدور رحاها في بلادهم بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وتعد مدينة أبو سمبل المطلة على الضفة الغربية لبحيرة ناصر، إحدى محطات الطريق الواصل بين ميناء قسطل البري ومدينة أسوان، حيث تمر من داخلها الحافلات التي تقل اللاجئين السودانيين والأجانب الذين يصلون على متن معدية من الجانب الشرقي لبحيرة ناصر، ويبحث فيها النازحون عن تجديد نشاطهم بالماء والطعام والراحة قبل استكمال رحلتهم إلى القاهرة، التي تبعد نحو 1300 كيلومتر.
كان الطفل إسلام واحداً من بين نحو 10 أطفال على متن حافلة «النور الجديد» القادمة من الخرطوم، ولا يدركون سبب بقائهم أمام المعابر المصرية والسودانية نحو يومين، أو سبب نزوحهم المفاجئ إلى القاهرة، على غرار الطفلة «براءة»، البالغة من العمر 9 سنوات، التي نظرت طويلاً إلى عدسات الكاميرا، قبل أن تباغت بسؤالها: «هتعرض الصور فين». بينما أعرضت أمها عن الكاميرا، مفضلة الصمت، وتوفير طاقتها المنخفضة لما هو قادم.
سائق الحافلة محمد، الذي يعمل على خط (الخرطوم - أسوان) منذ عام 2019، تحدث عن معاناة السودانيين، قائلاً لـ«الشرق الأوسط»: «ارتفعت جميع أسعار السلع إلى الضعف، ما دفع بعض الأسر إلى توفير احتياجاتهم من الماء والطعام قبل مغادرتهم الخرطوم»، مشيراً إلى «تواضع الخدمات والمرافق في البلد الذي تمزقه المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ أكثر من 14 يوماً».
يتحدث سائق الحافلة عن محطات الرحلة، ويقول: «بعد السير نحو 900 كيلومتر داخل شمال السودان، توجهت إلى معبر أرقين، لكن بسبب تكدس النازحين، غيّرنا طريقنا إلى وادي حلفا ومنها إلى ميناء قسطل المصري، وبقينا في المعبر نحو يومين، بسبب تدفق النازحين عليه».
خلف عدسات نظارته الشمسية، كان يخفي مصطفى عثمان، الطالب السوداني بالجامعة العربية المفتوحة، والمقيم بالسعودية، عينيه المجهدتين؛ إذ لم ينم منذ أسبوع.
يقول عثمان لـ«الشرق الأوسط»: «هذا الأسبوع مر عليّ كأنه عام كامل»

لاجئان من السودان يلتقطان أنفاسهما في ميناء أبو سمبل المصري
باغتت المعارك الضارية التي تشهدها العاصمة السودانية، مصطفى الذي رافق والده لدى زيارته للخرطوم قبيل قدوم شهر رمضان بأربعة أيام، لكن مع اندلاع الاشتباكات في الخرطوم، وتعطل حركة الطيران، تعذر سفره إلى الخارج، حتى تمكن أخيراً من تدبير طريقة للخروج من محل إقامته بالخرطوم وحتى موقف قندهار غرب أم درمان، ومرافقة والده للعودة إلى السعودية عبر مصر.
قبل اندلاع الحرب في السودان، كانت تتمتع مدينة أبو سمبل الواقعة في أقصى جنوب مصر، بحالة لافتة من الهدوء، فهي مدينة سياحية يعيش فيها نحو 10 آلاف نسمة، لكنها تحولت إلى محطة عبور للنازحين السودانيين والجاليات العربية والأجنبية.
التقت «الشرق الأوسط» أسرة هندية كانت تحاول التقاط أنفاسها بأبو سمبل قبل استكمال رحلتها إلى أسوان، وحجز تذاكر للعودة إلى بومباي من القاهرة، قال رب الأسرة الذي كان يعمل في مجال تدريس اللغة الإنجليزية بالخرطوم: «بعد أن تيقنا من استحالة العيش في العاصمة السودانية، بحثنا عن طريق للعودة بأسرع وقت إلى بلادنا، ووجدنا أن مصر هي أفضل طريق، رغم الزحام على المعابر».
واستغل أصحاب السيارات الأجرة والخاصة نزوح السودانيين إلى مصر، وقاموا برفع سعر الأجرة، من ألفي جنيه مصري (الدولار الأميركي يعادل 31 جنيهاً مصرياً)، إلى 5 آلاف للانتقال من معبر أرقين الحدودي، أو قسطل إلى أسوان»، بحسب الأسرة الهندية وسائقين.
وشوهدت في المدينة عشرات السيارات التابعة لهيئات دبلوماسية، والتي تساعد في عمليات إجلاء البعثات الأجنبية التي غادرت الخرطوم من المعابر الحدودية إلى أسوان.
واستقبل مستشفى أبو سمبل بعض المصابين بأمراض مزمنة من النازحين السودانيين، كان من بينهم زينب زبير 65 عاماً، والتي تعاني من الإصابة بنزيف في المخ، وجلطة في الرجل اليمنى، تقول ابنتها التي رافقتها في رحلة علاجها: «انتقلنا من بيتنا في الخرطوم قبل يومين، ثم وصلنا إلى وادي حلفا بإسعاف خاص، بعدما أصيبت والدتي مجدداً بجلطة في شهر رمضان، وانتقلنا من معبر قسطل إلى المستشفى في سيارة إسعاف مصرية، وفور الاطمئنان على حالتها سنقوم بالتوجه إلى القاهرة للقاء شقيقي الذي يقيم بها منذ 5 سنوات».

مستشفى أبوسمبل
ويؤكد الدكتور محمد أبو الوفا، مدير مستشفى «أبو سمبل»، لـ«الشرق الأوسط»، «استعداد المستشفى لاستقبال المزيد من المرضى النازحين، حيث تم التوجيه بدعم المستشفى بأطباء ومعدات طبية، بجانب وجود وحدة للعناية المركزة، ووحدة طوارئ»، مضيفاً أن «المستشفى استقبل خلال الأيام الماضية بعض الحالات التي تعاني الإجهاد ومضاعفات الأمراض المزمنة، وخصوصاً بين النازحين من كبار السن، والذين يغادرون إلى أسوان بعد تحسن صحتهم وتلقي الرعاية اللازمة».


مقالات ذات صلة

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

شمال افريقيا «أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

نقلت سفينة «أمانة» السعودية، اليوم (الخميس)، نحو 1765 شخصاً ينتمون لـ32 دولة، إلى جدة، ضمن عمليات الإجلاء التي تقوم بها المملكة لمواطنيها ورعايا الدول الشقيقة والصديقة من السودان، إنفاذاً لتوجيهات القيادة. ووصل على متن السفينة، مساء اليوم، مواطن سعودي و1765 شخصاً من رعايا «مصر، والعراق، وتونس، وسوريا، والأردن، واليمن، وإريتريا، والصومال، وأفغانستان، وباكستان، وأفغانستان، وجزر القمر، ونيجيريا، وبنغلاديش، وسيريلانكا، والفلبين، وأذربيجان، وماليزيا، وكينيا، وتنزانيا، والولايات المتحدة، وتشيك، والبرازيل، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وهولندا، والسويد، وكندا، والكاميرون، وسويسرا، والدنمارك، وألمانيا». و

«الشرق الأوسط» (جدة)
شمال افريقيا مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

بعد 3 أيام عصيبة قضتها المسنة السودانية زينب عمر، بمعبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان، وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على غر

شمال افريقيا الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

أعلنت الأمم المتحدة، الخميس، أنها تحتاج إلى 445 مليون دولار لمساعدة 860 ألف شخص توقعت أن يفروا بحلول أكتوبر (تشرين الأول) المقبل من القتال الدامي في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع. وأطلقت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين هذا النداء لجمع الأموال من الدول المانحة، مضيفة أن مصر وجنوب السودان سيسجّلان أكبر عدد من الوافدين. وستتطلب الاستجابة للأزمة السودانية 445 مليون دولار حتى أكتوبر؛ لمواجهة ارتفاع عدد الفارين من السودان، بحسب المفوضية. وحتى قبل هذه الأزمة، كانت معظم العمليات الإنسانية في البلدان المجاورة للسودان، التي تستضيف حالياً الأشخاص الفارين من البلاد، تعاني نقصاً في التمو

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شمال افريقيا الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

وجّه الصراع المحتدم الذي يعصف بالسودان ضربة قاصمة للمركز الرئيسي لاقتصاد البلاد في العاصمة الخرطوم. كما عطّل طرق التجارة الداخلية، مما يهدد الواردات ويتسبب في أزمة سيولة. وفي أنحاء مساحات مترامية من العاصمة، تعرضت مصانع كبرى ومصارف ومتاجر وأسواق للنهب أو التخريب أو لحقت بها أضرار بالغة وتعطلت إمدادات الكهرباء والمياه، وتحدث سكان عن ارتفاع حاد في الأسعار ونقص في السلع الأساسية. حتى قبل اندلاع القتال بين طرفي الصراع في 15 أبريل، عانى الاقتصاد السوداني من ركود عميق بسبب أزمة تعود للسنوات الأخيرة من حكم الرئيس السابق عمر البشير واضطرابات تلت الإطاحة به في عام 2019.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
شمال افريقيا فيصل بن فرحان وغوتيريش يبحثان وقف التصعيد في السودان

فيصل بن فرحان وغوتيريش يبحثان وقف التصعيد في السودان

بحث الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم (الخميس)، الجهود المبذولة لوقف التصعيد العسكري بين الأطراف في السودان، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين السودانيين والمقيمين على أرضه. وأكد الأمير فيصل بن فرحان، خلال اتصال هاتفي أجراه بغوتيريش، على استمرار السعودية في مساعيها الحميدة بالعمل على إجلاء رعايا الدول التي تقدمت بطلب مساعدة بشأن ذلك. واستعرض الجانبان أوجه التعاون بين السعودية والأمم المتحدة، كما ناقشا آخر المستجدات والتطورات الدولية، والجهود الحثيثة لتعزيز الأمن والسلم الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

أزمة بيع مواد الإغاثة تتفاقم في السودان... وتبرؤ حكومي

أطفال يحملون حزماً من المساعدات الإنسانية في مدرسة للنازحين بمدينة القضارف شرق السودان (أ.ف.ب)
أطفال يحملون حزماً من المساعدات الإنسانية في مدرسة للنازحين بمدينة القضارف شرق السودان (أ.ف.ب)
TT

أزمة بيع مواد الإغاثة تتفاقم في السودان... وتبرؤ حكومي

أطفال يحملون حزماً من المساعدات الإنسانية في مدرسة للنازحين بمدينة القضارف شرق السودان (أ.ف.ب)
أطفال يحملون حزماً من المساعدات الإنسانية في مدرسة للنازحين بمدينة القضارف شرق السودان (أ.ف.ب)

تبرَّأت «مفوضية العون الإنساني» التابعة للحكومة السودانية، من بيع المواد الإغاثية في الأسواق، مؤكدةً أنه «لا يوجد تسريب للمساعدات الإنسانية (من جهتها)، وأن تصرفات بعض المواطنين لا يمكن أن تُحسب عليها»

وتفاقمت أزمة بيع المواد الإغاثية في الأسواق خلال الفترة الماضية، وأفاد سودانيون بأنهم شاهدوا في عدد من الولايات مواد غذائية مخصصة للمساعدات معروضة للبيع في الأسواق العامة، دون رقابة من السلطات.

لكنَّ مفوضة العون الإنساني، سلوى آدم بنيه، قالت لـ«الشرق الأوسط» إن «بيع مواطن لحصته من الإغاثة في السوق ليست مسؤوليتنا»، مشيرةً إلى أن «بعض المتلقين للمساعدات يضطرون إلى بيعها لشراء معونات أخرى يحتاجون إليها مثل دقيق حبوب الذرة والدخن».

وتَسبب الصراع الدائر بين الجيش و«قوات الدعم السريع» الذي تعدّه الأمم المتحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في التاريخ الحديث، في مقتل ما بين 20 ألفاً و150 ألف شخص، بالإضافة إلى إجبار نحو 11 مليون شخص على النزوح.

لجنة للمراجعة

وكشفت المسؤولة الحكومية عن «تشكيل لجنة مكونة من ممثلي عدد من المؤسسات ذات الصلة لمراجعة مخازن تابعة لبعض المنظمات لمعرفة ما يوجد بها من مواد إغاثة، ولماذا لم يتم توزيعها؟».

وأكدت أن «اللجنة ستقف على تنفيذ المشاريع الخاصة بالمنظمات، وسترفع تقريرها إلى المفوضية في غضون أسبوعين لاتخاذ الإجراءات تجاهها».

وقالت الأمم المتحدة، الاثنين، إن أكثر من 30 مليون شخص، أكثر من نصفهم من الأطفال، يحتاجون إلى المساعدة في السودان بعد عشرين شهراً من الحرب المدمرة.

جانب من مساعدات الإغاثة في السودان (الأمم المتحدة)

ووجهت الأمم المتحدة نداءً لجمع 4.2 مليار دولار لتوفير المساعدات لـ20.9 مليون شخص داخل السودان من إجمالي 30.4 مليون شخص قالت إنهم في حاجة إلى المساعدة فيما سمتها «أزمة إنسانية غير مسبوقة».

وفي سبتمبر (أيلول ) 2023 أصدر مجلس الوزراء قراراً بإقالة مفوض العون الإنساني، نجم الدين موسي، وكان ذلك بعد نشر تقارير إعلامية أشارت إلى «فساد كبير» في ملف الإغاثة.

وتفيد وسائل إعلام محلية سودانية برصد بيع مواد غذائية «بكميات كبيرة» في أسواق ولاية بورتسودان التي تعد العاصمة المؤقتة للبلاد، في حين يشكو ملايين النازحين في مراكز الإيواء بعدد من الولايات من نقص المساعدات.

ورغم وصول آلاف الأطنان من المساعدات الإنسانية بعد أشهر قليلة من اندلاع الحرب في السودان أبريل (نيسان) 2023، فإن مئات الآلاف من النازحين في مراكز الإيواء بالولايات التي تقع تحت سيطرة الجيش السوداني لم يتلقوا المعونات، ويعتمدون على توفير معاشهم من إمكانات ذاتية.

تسريب مُسبق

وقال ناشطون ومتطوعون في مجال العمل الإنساني لـ«الشرق الأوسط» إن «تسريب المساعدات الإنسانية قد يحدث مسبقاً قبل وصولها إلى مراكز الإيواء».

وشرح بعضهم أن «المواد الغذائية لا تصل إلى كل المحتاجين إليها بسبب تسريبها إلى الأسواق»، ورجحوا «تورط مسؤولين» في عملية التسريب تلك، من دون أن يحددوا أسماء.

لكن الناشطين أنفسهم أكدوا كذلك أن «بعض المواطنين يبيعون الفائض عن حاجتهم من المواد الغذائية في الأسواق»، وأفادوا بأنهم رصدوا «بعض تلك المواد في منازل لمواطنين».

لاجئون سودانيون فروا من العنف يتلقون المساعدات بالقرب من الحدود بين السودان وتشاد (رويترز)

وقال نشطاء آخرون في مدينة حلفا الجديدة شرق السودان، أنهم سألوا بعض أصحاب المحال التجارية عن مصدر البضائع (المصنَّفة مساعدات) التي تحصلوا عليها، لكنهم رفضوا الإفصاح عنها.

وفي ديسمبر (كانون الأول) الماضي وصلت أولى المساعدات الإنسانية إلى جنوب العاصمة السودانية الخرطوم، للمرة الأولى بعد 21 شهراً من اندلاع الحرب في البلاد بين الجيش و«قوات الدعم السريع».

وفي حين ترفض الحكومة السودانية الإقرار بحدوث مجاعة في البلاد، يشير أحدث تقرير للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، إلى أن 24 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة.

ومنذ بداية الحرب، توجَّه اتهامات إلى طرفي الحرب بتعطيل المساعدات الإنسانية كجزء من استخدام «سلاح التجويع».