الحرب على الإرهاب في بوركينا فاسو... مقتل 33 جندياً و40 إرهابياً

جمعية مستقلة تتحدث عن «مذابح» وتحذر من انزلاق «عرقي»

جنود من جيش بوركينا فاسو (أ.ف.ب)
جنود من جيش بوركينا فاسو (أ.ف.ب)
TT

الحرب على الإرهاب في بوركينا فاسو... مقتل 33 جندياً و40 إرهابياً

جنود من جيش بوركينا فاسو (أ.ف.ب)
جنود من جيش بوركينا فاسو (أ.ف.ب)

أعلن الجيش في بوركينا فاسو أن 33 من جنوده قتلوا في هجوم نفذته مجموعة إرهابية على موقع عسكري، يقع في شرق البلاد، وذلك في آخر تطورات الحرب الدائرة على الإرهاب بهذا البلد الأفريقي الذي يعاني من انعدام الأمن منذ 2015.
وقال الجيش في بيان صحافي إن مجموعة من المسلحين هاجمت فجر الخميس موقعاً عسكرياً في منطقة أوجارو، شرق البلاد، على الحدود مع دولة النيجر، وحاصروا وحدة من الجيش كانت تتمركز في الموقع، لتقع اشتباكات عنيفة بين الطرفين.
وأعلن الجيش أن الحصيلة تشير إلى مقتل 33 جندياً وإصابة 12 آخرين، لكنهم في المقابل قتلوا ما لا يقلُّ عن 40 من عناصر المجموعة الإرهابية التي ظلت تحاصرهم حتى وصلت تعزيزات فكت عنهم الحصار.
لكن مصادر عسكرية وصفت الهجوم الذي تعرض له الموقع العسكري بأنه «هجوم كبير ومعقد»، مشيرة إلى أن منفذي الهجوم كانوا «مدججين بالسلاح»، فيما تخلف عدد من الجنود عن الدخول في مواجهة مباشرة مع المسلحين».
يأتي هذا الهجوم ليزيد من جراح بوركينا فاسو التي تخوض حرباً شرسة على الإرهاب، في ظل نواقص كبيرة يعاني منها جيشها المنهك المشغول بالسياسة منذ أكثر من عام، حيث خاض انقلابين عسكريين سيطر بموجبهما على الحكم في البلد الذي فقد السيطرة على 40 في المائة من أراضيه لصالح مجموعات إرهابية مسلحة.
لكن بالتوازي مع الحرب على الإرهاب، بدأت مخاوف تتصاعد من انزلاق البلاد نحو الاقتتال العرقي، كما حدث في دولة مالي المجاورة، بعد أن وجهت اتهامات للقوات المسلحة بقتل المدنيين بشكل عشوائي خلال مهام مكافحة الإرهاب.
وقالت الأمم المتحدة إن رجالاً يرتدون زياً عسكرياً قتلوا ما لا يقل عن 150 شخصاً خلال مداهمة لقرية كارما شمال البلاد، الأسبوع الماضي، فيما أعلنت «جمعية مناهضة للإفلات من العقاب» أن ما حدث في قرية كارما يوم 20 أبريل (نيسان) الحالي كان «تصفية جماعية».
وأضافت الجمعية المستقلة، التي تهتم بحقوق الإنسان في بوركينا فاسو، أن «التصفية الجماعية» وقعت في عدة قرى من طرف «رجال كانوا يرتدون الزي العسكري»، مشيرة في السياق ذاته إلى أن فرقها في الميدان «تمكنت من إحصاء 136 جثة في قرية كارما وحدها، منها 50 امرأة و21 طفلاً، منهم رضع لم تزد أعمارهم على شهر واحد، قتلوا على صدور أمهاتهم». وقالت الجمعية إن فرقها عثرت في قرية كارما على جثث الإمام والمؤذن والمسؤول البلدي، وقد تمت تصفيتهم بدم بارد، وأضافت أنها التقت عدداً كبيراً من الناجين والمصابين، وجمعت شهاداتهم حول ما وقع، وقالت إن جميع الشهادات اتفقت على أن «مسلحين يرتدون الزي العسكري وصلوا إلى القرية صباح الخميس 20 أبريل، كانوا على سيارات رباعية الدفع ودراجات نارية ومدرعات، جمعوا السكان في مجموعات على مستوى كل حي، قبل أن يصدر لهم أمر أن (اقتلوا الجميع)».
وأشارت الجمعية إلى أن منفذي الهجوم «كانوا يتحدثون بعدة لهجات أفريقية محلية، بالإضافة إلى اللغة الفرنسية»، قبل أن تطالب بفتح تحقيق يكشف حقيقة ما جرى، محذرة في السياق ذاته من أن «الإفلات من العقاب أصبح يفتح الباب أمام انزلاق محتمل، يمكن أن يتحول من عمليات تصفية حسابات ليصل إلى مذابح على نطاق واسع». وأضافت أن «قوات الأمن والدفاع تثير الذعر والقلق في أوساط السكان المحليين».


مقالات ذات صلة

تونس: إيقافات ومحاكمات لتونسيين وأفارقة متهمين بتهريب البشر

شمال افريقيا الرئيس التونسي قيس سعيّد في اجتماع قبل أيام حول ملف الهجرة غير النظامية مع وزير الداخلية خالد النوري وكاتب الدولة للأمن سفيان بالصادق (من موقع الرئاسة التونسية)

تونس: إيقافات ومحاكمات لتونسيين وأفارقة متهمين بتهريب البشر

كشفت مصادر أمنية وقضائية رسمية تونسية أن الأيام الماضية شهدت حوادث عديدة في ملف «تهريب البشر» من بلدان أفريقيا جنوب الصحراء نحو تونس.

كمال بن يونس (تونس)
شؤون إقليمية مجلس الأمن القومي التركي برئاسة إردوغان أكد استمرار العمليات العسكرية ودعم الحل في سوريا (الرئاسة التركية)

تركيا ستواصل عملياتها ضد «الإرهاب» ودعم الحل السياسي في سوريا

أكدت تركيا أنها ستواصل عملياتها الهادفة إلى القضاء على التنظيمات الإرهابية في سوريا إلى جانب تكثيف جهود الحل السياسي بما يتوافق مع تطلعات ومصالح الشعب السوري.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
آسيا قوات باكستانية خلال دورية في بيشاور (وسائل إعلام باكستانية)

فشل جهود الحكومة الباكستانية في منع تصاعد العنف بالبلاد

استمر العنف في الارتفاع بمقاطعتين مضطربتين في باكستان مع مواصلة الجيش المشاركة في عمليات مكافحة الإرهاب في شمال غربي وجنوب غربي البلاد

عمر فاروق (إسلام آباد )
أوروبا من أمام السفارة الإسرائيلية في استوكهولم (إ.ب.أ)

السويد تلمّح لتورط إيران في هجمات قرب سفارتين إسرائيليتين

أعلنت وكالة الاستخبارات السويدية، الخميس، أن إيران قد تكون متورطة في الانفجارات وإطلاق النار قرب السفارتين الإسرائيليتين في السويد والدنمارك هذا الأسبوع.

«الشرق الأوسط» (استوكهولم)
الولايات المتحدة​ عافية صديقي (متداولة)

«سيدة القاعدة» السجينة تقاضي الولايات المتحدة لتعرُّضها لاعتداءات جسدية وجنسية

رفعت سيدة باكستانية سجينة في سجن فورت وورث الفيدرالي دعوى قضائية ضد المكتب الفيدرالي للسجون والإدارة الأميركية، قالت فيها إنها تعرَّضت لاعتداءات جسدية وجنسية

«الشرق الأوسط» (تكساس)

«سي آي إيه» تسعى لتجنيد مخبرين في الصين وإيران وكوريا الشمالية

المبنى الرئيسي لوكالة المخابرات المركزية الأميركية في ولاية فيرجينيا (أرشيفية - رويترز)
المبنى الرئيسي لوكالة المخابرات المركزية الأميركية في ولاية فيرجينيا (أرشيفية - رويترز)
TT

«سي آي إيه» تسعى لتجنيد مخبرين في الصين وإيران وكوريا الشمالية

المبنى الرئيسي لوكالة المخابرات المركزية الأميركية في ولاية فيرجينيا (أرشيفية - رويترز)
المبنى الرئيسي لوكالة المخابرات المركزية الأميركية في ولاية فيرجينيا (أرشيفية - رويترز)

دشنت وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي آي إيه)، اليوم (الأربعاء)، مسعى جديداً لتجنيد مخبرين في الصين وإيران وكوريا الشمالية، لتضيف إلى ما تقول إنه جهد ناجح في تجنيد مواطنين روس.

وقال متحدث باسم الوكالة، في بيان، إن الوكالة نشرت إرشادات بلغة الماندرين الصينية والفارسية والكورية على حساباتها على منصات «إكس» و«فيسبوك» و«إنستغرام» و«تلغرام» و«لينكد إن» والويب المظلم (دارك ويب) حول كيفية التواصل معها بصورة آمنة.

وأضاف المتحدث: «جهودنا في هذا الصدد نجحت في روسيا، ونريد التأكد من أن إبلاغ أفراد في أنظمة استبدادية أخرى أننا نتيح العمل»، لافتاً إلى أن الوكالة تتأقلم مع تزايد قمع الدول والمراقبة العالمية.

ووردت إرشادات مكتوبة في مقطع فيديو بلغة الماندرين على «يوتيوب» تنصح الأفراد بالتواصل مع «سي آي إيه» عبر موقعها الرسمي باستخدام الشبكات الخاصة الافتراضية أو شبكة تور المشفرة الموثوقة.

وقالت الوكالة: «أمنكم وسلامتكم هما اعتبارنا الأول».

وطلبت الوكالة من الأفراد أسماء ومواقع وبيانات تواصل غير مرتبطة بهوياتهم الحقيقية، بالإضافة إلى معلومات قد تكون محل اهتمام للوكالة، وحذرت من أن الردود غير مضمونة وقد تستغرق وقتاً.

ويتزايد طلب «سي آي إيه» للمعلومات المخابراتية في ظل توسيع الصين تعاونها مع روسيا وإيران واستعراض قدراتها العسكرية بالمنطقة.

وتُعرف روسيا والصين وإيران وكوريا الشمالية داخل مجتمع المخابرات الأميركي بأنها «أهداف صعبة»، وذلك لأنها دول يصعب اختراق حكوماتها.

وتواجه واشنطن أيضاً صعوبات في صراع إيران مع إسرائيل وكذلك برنامج طهران النووي وتزايد صلاتها بروسيا ودعمها لوكلاء مسلحين.

ولم ترد السفارتان الروسية والصينية في واشنطن وبعثة إيران لدى الأمم المتحدة بعد على طلبات للتعليق.