تتواصل المعارك في العاصمة السودانية الخرطوم، وفي إقليم دارفور بغرب البلاد، الجمعة، رغم الإعلان عن تمديد الهدنة بين الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع». وارتفعت حصيلة ضحايا القتال المستمر منذ منتصف أبريل (نيسان) إلى نحو 574 قتيلاً، مع إعلان مقتل 74 شخصاً في مدينة الجنينة مطلع الأسبوع.
وقالت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان في بيان، الجمعة، إن المعارك في مدينة الجنينة، عاصمة ولاية غرب دارفور، أسفرت الاثنين والثلاثاء، عن سقوط 74 قتيلاً، ولم يتم بعد حصر ضحايا الأربعاء والخميس، اللذين شهدا استمراراً للقتال العنيف في المدينة.
وكانت الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد)، ودول «الرباعية»؛ وهي السعودية والولايات المتحدة وبريطانيا والإمارات، قد رحّبت بتمديد وقف إطلاق النار. وذكرت في بيان مشترك: «نرحب باستعدادهم للانخراط في حوار من أجل التوصل إلى وقف دائم للأعمال العدائية وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق».
لكن البيت الأبيض عبّر الخميس، عن قلقه البالغ إزاء الانتهاكات المتكررة لوقف إطلاق النار، وحذر من أن الوضع قد يتفاقم في أي لحظة.
وتحدّثت هيئة محامي دارفور عن ظهور مقاتلين مزودين بـ«رشاشات وقذائف آر بي جي ومضادات للطائرات في الجنينة، عاصمة ولاية غرب دارفور، حيث أطلقوا قذائف على المنازل».
فيما أوردت نقابة الأطباء في بيان، أن هناك «عمليات نهب وحرق واسعة طالت الأسواق والمرافق الحكومية والصحية ومقرات منظمات طوعية وأممية والبنوك في الجنينة. الأحداث الدموية لا تزال جارية في المدينة مخلفة عشرات القتلى والجرحى». وتحدَّثت الأمم المتحدة عن «توزيع أسلحة على المدنيين في دارفور».
وحذّرت الأمم المتحدة، التي علّقت نشاطها في السودان بعد مقتل 5 من موظفيها في الأيام الأولى للمعارك، من أن 50 ألف طفل يعانون من «نقص تغذية حاد» محرومون من أي مساعدة غذائية في دارفور.
وقال منسّق نشاط منظمة «أطباء بلا حدود» في الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، إن «الوضع صعب جداً جداً هنا».
وحذَّرت نقابة الأطباء السودانيين الجمعة، من أن «انهيار نظام الرعاية الصحية في البلاد وشيك»، فيما يواجه أكثر من 12 ألف مريض خطر الوفاة لأنهم لا يستطيعون الحصول على غسل كلى منتظم.
وبحسب إحصاء وزارة الصحة السودانية، أسفرت المعارك عن مقتل 512 شخصاً، وإصابة 4193، لكن حصيلة الضحايا أكبر، وفق تقديرات مراقبين.
* هدنة هشة
في الساعات الأخيرة قبل انتهاء هدنة من 3 أيام لم يتم الالتزام بها فعلياً، أعلن الجيش بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقوات «الدعم السريع» بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، موافقتهما مساء الخميس، على تمديد وقف إطلاق النار لـ72 ساعة إضافية، بمساعٍ سعودية وأميركية.
ومنذ 15 أبريل (نيسان)، أُعلن عن أكثر من هدنة، سُجلّ خلال بعضها تراجع محدود في حدة المعارك، أسهم في حصول عمليات إجلاء رعايا أجانب، لكن لم يتم الالتزام بها بشكل ثابت.
ويسعى كثير من سكان الخرطوم، البالغ عددهم 5 ملايين، إلى الفرار من المدينة التي تشهد انقطاعاً في الماء والكهرباء والاتصالات وأزمة وقود، بالإضافة إلى القصف المتواصل.
ووصل عشرات الآلاف من السودانيين إلى دول مجاورة، خصوصاً إثيوبيا ومصر. وتقول الأمم المتحدة إن 270 ألفاً يمكن أن يفرّوا إلى تشاد وجنوب السودان.
وأعلنت السعودية أن سفينتي إجلاء أخريين وصلتا إلى جدة، عبر البحر الأحمر من السودان، الجمعة، على متنهما 252 شخصاً من مختلف البلدان، ليرتفع العدد الإجمالي للذين أجلتهم الرياض إلى أكثر من 3 آلاف، معظمهم غير سعوديين.
ونفّذت دول عدة، لا سيما الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، عمليات إجلاء خلال الأيام الأخيرة.
الهدنة الهشّة لا تبدّد القلق من تدهور الوضع في السودان
المعارك متواصلة في الخرطوم ودارفور
الهدنة الهشّة لا تبدّد القلق من تدهور الوضع في السودان
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة