ليندركينغ: هناك تقدم حقيقي لتحقيق السلام في اليمن

قال لـ«الشرق الأوسط» إن بايدن يقود حملة دبلوماسية قوية ومكثفة لإنهاء الصراع

تيم ليندركينغ (رويترز)
تيم ليندركينغ (رويترز)
TT

ليندركينغ: هناك تقدم حقيقي لتحقيق السلام في اليمن

تيم ليندركينغ (رويترز)
تيم ليندركينغ (رويترز)

(حوار سياسي)
أكد تيموثي ليندركينغ، المبعوث الأميركي لليمن، أن الرئيس بايدن يقود حملة دبلوماسية مكثفة متكاملة وينفذها فريقه عبر استخدام القوة الدبلوماسية للولايات المتحدة لحل الصراع اليمني على نحو دائم.
كان من المقرر أن نلتقي الدبلوماسي الأميركي المخضرم في مدينة جدة الساحلية خلال زيارته قبل نحو أسبوعين، إلا أن جدول أعماله المزدحم حال دون الجلوس بشكل مباشر.
وبحسب الخارجية الأميركية فإن جولة ليندركينغ إلى منطقة الخليج العربي ركزت على دعم الجهود القائمة لضمان التوصل إلى اتفاق جديد بشأن عملية سلام شاملة في اليمن.
وتحدث ليندركينغ في حوار موسع مع «الشرق الأوسط» عن تقدم «حقيقي» في الملف اليمني، مبيناً أن العمل جار لضمان استمرار تحسن الأوضاع على المدى الطويل، وأن تقدم النقاشات المستمرة أفضل فرصة للسلام شهدناها منذ سنوات.
وشدد المبعوث الأميركي على أن عملية سياسية يمنية - يمنية شاملة تعالج القضايا والمسائل الجوهرية، مثل تخصيص الموارد، هي التي يمكنها حل الصراع بشكل دائم، معترفاً بأن الطريق صعب، لكن هنالك أمل في أن نشهد تقدماً حقيقياً في هذا الاتجاه، على حد تعبيره.
وفي رده على سؤال حول الضمانات لتنفيذ الحوثيين لأي اتفاقات قادمة، تجنب تيم ليندركينغ التعليق على ما وصفها بـ«النقاشات الحساسة الجارية»، لكن هناك حسن نية أظهرته الأطراف أخيراً، مبدياً تفاؤلاً إزاء إمكانية توصل الأطراف المعنية لاتفاق جديد موسع يمهد الطريق لسلام شامل ودائم.
وشجع المسؤول الأميركي الحوثيين على الاستمرار في اختيار مسار المفاوضات، وتفضيله على الهجمات، مشيداً في الوقت نفسه بدور مجلس القيادة الرئاسي في تخفيف معاناة الشعب اليمني، والتزامه بالهدنة التي مهدت الطريق أمام التقدم الذي نعاينه اليوم.
وعن تصور الولايات المتحدة لشكل الدولة اليمنية ما بعد الحرب، قال الدبلوماسي الأميركي المخضرم إن لدى الولايات المتحدة إيماناً راسخاً بأن اليمنيين فقط من يمكنهم تقرير مستقبل بلادهم، وإن أميركا مع أي جهود من قبل مجلس القيادة الرئاسي للتنسيق حول وضع رؤية لمستقبل اليمن، بما في ذلك القضايا الحرجة مثل قضية الجنوب.
كما عرج ليندركينغ على العديد من القضايا والملفات المتعلقة بالأزمة اليمنية، وانعكاس الاتفاق السعودي – الإيراني على الاستقرار في المنطقة فإلى تفاصيل الحوار...
- تقدم حقيقي في مناقشات السلام
أشار الدبلوماسي الأميركي إلى أن الهدنة التي تمت بوساطة الأمم المتحدة في أبريل (نيسان) 2022، وما أعقبها من فترة تخفيف للتصعيد، أتاحت تحقيق ما نراه اليوم من تقدم، حيث قلّصت القتال بشكل كبير، وأوقفت الهجمات التي تحدث على الحدود، وأنقذت آلاف الأرواح خلال فترة هدوء تعدّ هي الأطول منذ بداية الحرب، كما أتاحت إجراء حوار مكثّف بين الأطراف، وتحقيق تقدم في خطوات مهمة لبناء الثقة مثل الإفراج عن 900 معتقل في بداية الشهر الحالي.
وأنهت الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي أخيراً صفقة لتبادل الأسرى والمحتجزين استمرت 3 أيام؛ تم الإفراج خلالها عن 887 شخصاً من الطرفين، بإشراف من اللجنة الدولية للصليب الأحمر. كما أفرجت السعودية، من جانبها عن 104 أسرى من عناصر الجماعة الحوثية بالتنسيق مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر ضمن مبادرة إنسانية.
وأوضح ليندركينغ أن الولايات المتحدة الأميركية ساعدت، بالتنسيق مع الأمم المتحدة، في تأمين الهدنة، وأضاف «توصلنا إلى توافق دولي بشأن جهود السلام، وقمنا بتأييد المشاركة الإقليمية المتجددة في جهود السلام التي نشهدها اليوم، لقد فعلنا، وسوف نستمر في فعل كل ما يسعنا فعله، من أجل المساعدة في إنهاء الصراع اليمني في أقرب وقت ممكن، وتمثل الزيارة السعودية والعمانية الحالية لصنعاء خطوة مهمة نحو الأمام فيما يتعلق بهذه الجهود».
وأجرى وفد سعودي برئاسة السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر نقاشات مباشرة مع الحوثيين لخمسة أيام منتصف أبريل الحالي ركزت على الوضع الإنساني، وإطلاق جميع الأسرى، ووقف إطلاق النار، والحل السياسي الشامل في اليمن.
ووصفت الخارجية السعودية حينها النقاشات بـ«الشفافة»، وأنها جرت وسط أجواء تفاؤل، على أن تستكمل تلك اللقاءات في أقرب وقت؛ بما يؤدي إلى التوصل إلى حل سياسي شامل ومستدام ومقبول من جميع الأطراف اليمنية.
وشدد المبعوث الأميركي على أن «الإدارة الأميركية منحت الأولوية لحل الصراع في اليمن منذ اليوم الأول، حيث أوضح أول خطاب للسياسة الخارجية ألقاه الرئيس بايدن، والذي تم إلقاؤه في غضون أسابيع قليلة عقب توليه للرئاسة، أننا سوف نتبع دبلوماسية قوية للمساعدة في إنهاء الحرب الدائرة رحاها في اليمن».
وتابع «لقد أشركت كافة الأطراف ذات الصلة، منذ تعييني في فبراير (شباط) 2021، لتحقيق تقدم نحو إنهاء الحرب، ويتوافق هذا الهدف مع استراتيجية الأمن القومي التي تبناها الرئيس، والتي تعطي الأولوية لتخفيف التصعيد الإقليمي، وحل الصراع من خلال الدبلوماسية».
وتحدث تيم عن «انعطاف ملحوظ عن النقطة التي كنا عندها حين تولت إدارة بايدن شؤون الحكم» مضيفاً بقوله «نحن لا نقلل من شأن التحديات الكبرى التي نواجهها، لكن التقدم حقيقي، ونحن نعمل حالياً على القيام بكل ما نستطيع فعله لضمان استمرار تحسن الأوضاع على المدى الطويل».
- مسار الدبلوماسية والإنسانية
أكد تيم ليندركينغ أن بلاده تركز في الملف اليمني على شقين: الأول الجبهة الدبلوماسية، حيث تنخرط الولايات المتحدة الأميركية بشكل فاعل وكبير مع الشركاء اليمنيين والإقليميين والدوليين من أجل بناء توافق حول جهود السلام، والحثّ على التوصل إلى مواءمات وحلول وسط، والحرص على أن يحظى اليمن بالأولوية.
ولفت المبعوث إلى أنه في الوقت الذي يقود فيه الدبلوماسية اليومية، هناك جهود يبذلها فريق من المستوى الأعلى القيادي إلى المستوى الأسفل، وفصّل ذلك بقوله «ركّزت زيارة الرئيس بايدن إلى جدة خلال الصيف الماضي بشكل كبير على الصراع اليمني، وقد شاركت في تلك المناقشات التي دعمت فيها الولايات المتحدة المشاركة السعودية - الحوثية المباشرة التي نراها اليوم، وخلال الشهرين الماضيين فقط شهدنا مشاركة أميركية مستمرة لدعم جهود السلام في اليمن، منها تواصل الرئيس بايدن مع سلطان عمان، وتواصل بلينكن، وزير الخارجية الأميركي، مع وزير الخارجية السعودي، وتواصل جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي، مع ولي العهد السعودي، كذلك يعزز كل من المنسق بريت ماكغورك، وباربرا ليف، مساعدة وزير الخارجية، جهودنا الدبلوماسية على مستويات قيادية في المنطقة باستمرار».
ووفقاً لليندركينغ فإن هناك «حملة دبلوماسية مكثفة متكاملة يقودها الرئيس وينفذها فريقه» مستطرداً بالقول «نحن ملتزمون باستغلال كل القوة الدبلوماسية الأميركية من أجل المساعدة في حل هذا الصراع على نحو دائم».
الشق الثاني الذي تعمل عليه الإدارة الأميركية – بحسب تيم - هو الجبهة الإنسانية، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة الأميركية تظل واحدة من أكبر المتبرعين في المساعدات الإنسانية لليمن، وأضاف «في 27 فبراير، أعلن وزير الخارجية عن تقديم أكثر من 444 مليون دولار كجزء من حزمة مساعدات إنسانية جديدة، مما يجعل إجمالي ما نقدمه من دعم أكثر من 5.4 مليار دولار منذ بداية الصراع».
وتابع «كذلك نعمل بدأب لحشد مجتمع المتبرعين الدوليين باتجاه منح أموال وفيرة لتمويل مساعدات إنقاذ الحياة لليمنيين في إطار خطة الاستجابة الإنسانية للأمم المتحدة لعام 2023، التي لا يزال بها فجوة تمويلية كبيرة، كما عملت الولايات المتحدة على دفع حملة دولية لتفريغ النفط من الخزان العائم المتهالك (صافر) لمنع حدوث كارثة بيئية إقليمية، واضطراب اقتصادي في هذا المجرى المائي العالمي الحيوي، وتفاقم الأزمة الإنسانية الأكبر في اليمن».
ورحب في الوقت نفسه بالأنباء التي تشير إلى أن الناقلة الجديدة «نوتيكا»، التي تم شراؤها حديثاً، في طريقها الآن إلى اليمن من أجل إتمام هذه العملية.
- طريق صعب للسلام
في رده على سؤال عما إذا كانت هنالك فرص حقيقية هذه المرة لإنهاء النزاع المستمر منذ ثماني سنوات، أجاب المبعوث الأميركي بقوله «في رأيي تقدم النقاشات المستمرة أفضل فرصة للسلام شهدناها منذ سنوات، لقد أنقذ تخفيف التصعيد بالفعل آلاف الأرواح، وتدعم الولايات المتحدة الأميركية أي جهود سلام في اليمن، لقد طال أمد هذه الحرب، ويجب أن تنتهي في أقرب وقت ممكن».
ولفت إلى أن بلاده «ترى بوضوح أن عملية سياسية يمنية - يمنية شاملة تعالج القضايا والمسائل الجوهرية، مثل تخصيص الموارد، هي التي يمكنها حل الصراع بشكل دائم، والمساعدة في وضع حد للأزمة الإنسانية الأليمة في اليمن». معترفاً بأن «الطريق إلى مثل هذه العملية صعب، لكن يحدوني الأمل في أن نشهد تقدماً حقيقياً في هذا الاتجاه».
- إجماع دولي لتسوية دائمة في اليمن
تسوية دائمة للصراع من خلال عملية سياسية يمنية ـ يمنية تضطلع الأمم المتحدة بدور الوساطة فيها هو ما يتفق عليه المجتمع الدولي والشركاء الإقليميون بحسب ليندركينغ، مضيفاً «نحن متحدون في دعم مثل هذه العملية، ومن ناحيتها، تعمل الولايات المتحدة على ضمان أن أي عملية سياسية تتكامل مع جهود التعافي، والتي تحظى بدعم قوي من الشركاء الإقليميين والدوليين، وتعزز التعاون الاقتصادي بين اليمن وجيرانها».
- يجب على الحوثيين اختيار المفاوضات على الهجمات
تجنب المبعوث الأميركي لليمن الحديث عن الضمانات لتنفيذ الحوثيين أي اتفاقات قادمة، بالقول إنه لا يود «التعليق على تفاصيل المناقشات الحساسة الجارية» لكنه استطرد حديثه قائلاً «أعتقد أن هناك تقديراً بأن العديد من القضايا التي يرغب الحوثيون في تناولها لا يمكن تسويتها سوى من خلال عملية سياسية يمنية ـ يمنية بوساطة الأمم المتحدة».
وأضاف «لقد أظهرت الأطراف المعنية في الفترة الأخيرة حسن النية تجاه تنفيذ اتفاق، بوساطة من الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر، للإفراج عما يقرب من 900 محتجز من جميع أطراف النزاع، ما يشكل مؤشراً إيجابياً يوحي باستعداد وقدرة الأطراف على خوض التفاوض».
وتابع «ما زال التفاؤل يخالجني إزاء إمكانية توصل الأطراف المعنية لاتفاق جديد موسع يمهد الطريق لسلام شامل ودائم، لكن تحقيق ذلك يستلزم من الحوثيين الاستمرار في اختيار مسار المفاوضات، وتفضيله على الهجمات، إننا نعيش الآن لحظة جديدة مفعمة بالفرص، ومن المهم أن يبقي المجتمع الدولي بأسره على اهتمامه بهذه القضية، وأن يدعو الحوثيين والأطراف الأخرى للتعاون مع جهود السلام».
- دور مجلس القيادة الرئاسي في استمرار الهدنة
تحدث المبعوث الأميركي بإيجابية عن دور مجلس القيادة الرئاسي لا سيما في تثبيت الهدنة وتخفيف معاناة اليمنيين رغم الهجمات الحوثية المستمرة، وقال «سبق وأشدنا بحكومة الجمهورية اليمنية، بقيادة مجلس القيادة الرئاسي، لاستمرارها في التمسك ببنود اتفاقية الهدنة التي لعبت فيها الأمم المتحدة دور الوساطة، وكذلك لممارستها ضبط النفس في مواجهة هجمات الحوثيين على البنية التحتية الاقتصادية لليمن». وأضاف بقوله «من خلال الاستمرار في التمسك ببنود الهدنة، ساعد مجلس القيادة الرئاسي في تخفيف معاناة الشعب اليمني، ومهد الطريق أمام التقدم الذي نعاينه اليوم، كما نرحب بالالتزام المعلن من جانب مجلس القيادة الرئاسي تجاه اتخاذ خطوات إضافية لتحقيق السلام قبل سفر الوفدين السعودي والعماني إلى صنعاء في وقت سابق من الشهر».
- اليمنيون فقط يقررون مستقبل دولتهم
في إطار التحضير لمشاورات سلام قادمة بين الأطراف اليمنية، والحديث عن ماهية شكل الدولة وما يجب عليه أن تكون، لا سيما المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يطالب باستعادة دولة الجنوب ما قبل الوحدة اليمنية التي تحققت عام 1990، أكد الدبلوماسي الأميركي أن لدى الولايات المتحدة إيماناً راسخاً بأن اليمنيين فقط من يمكنهم تقرير مستقبل بلادهم، ولذلك، ندعم عملية سياسية يمنية ـ يمنية شاملة للمساعدة في تناول المسائل المتعلقة بمستقبل الدولة اليمنية.
وأضاف «بوجه عام، ندعم أي جهود من قبل مجلس القيادة الرئاسي للتنسيق حول وضع رؤية لمستقبل اليمن، والاستعداد لعملية سياسية، وأود التأكيد مجدداً أن اليمنيين فقط من يمكنهم تقرير مستقبل بلادهم، بما في ذلك القضايا الحرجة مثل قضية الجنوب، وستساند الولايات المتحدة عملية شاملة بوساطة الأمم المتحدة لمعالجة هذه القضايا وغيرها».
- الاتفاق السعودي الإيراني يعزز السلام في اليمن
يرى ليندركينغ أن التقدم الأخير على صعيد جهود السلام في اليمن، يعد ثمرة عامين من الجهود الدبلوماسية المكثفة بقيادة الأمم المتحدة، وبدعم من الولايات المتحدة والشركاء الإقليميين.
وقال في تعليقه على الاتفاق السعودي الإيراني الأخير «ترحب الولايات المتحدة بأي جهود لتهدئة التوترات في منطقة الشرق الأوسط، الاتفاق الأخير بين المملكة العربية السعودية وإيران، لا يمكنه إقرار السلام في اليمن، وأرى أن أولئك الذين يساورهم هذا الاعتقاد، يسيئون فهم العلاقة بين إيران والحوثيين، وطبيعة جهود السلام الحالية».
ويعتقد المبعوث الأميركي أن «التقدم على صعيد جهود السلام في اليمن ـ بما في ذلك وقف الهجمات الكبرى للحوثيين عبر الحدود ضد السعودية لأكثر عن عام ـ هو الذي ساعد على تسهيل إبرام الاتفاق السعودي ـ الإيراني، وكلاهما يعتبر جهداً مهماً من قبل المملكة العربية السعودية للمضي في خفض التصعيد».
وأضاف «منذ بداية عهد إدارتنا، أيدنا التفاوض المباشر بين السعودية وإيران، بما في ذلك جولات متعددة من المحادثات جرت في بغداد ومسقط، ونتفهم أن إيران قد قطعت تعهدات في إطار هذه العملية بالحد من بعض أنشطتها المزعزعة للاستقرار الإقليمي، والتي أدت حتى الآن إلى الإسراع من وتيرة حل الأزمة في اليمن، وإذا التزمت إيران بذلك، فسيكون أمراً يعود بالنفع على منطقة الشرق الأوسط بأكملها، ويقلل من خطر إفساد جهود السلام في اليمن، إلا أننا جميعاً لا نزال بانتظار رؤية فيما إذا كانت ستجري ترجمة هذه الالتزامات إلى أفعال على أرض الواقع».


مقالات ذات صلة

بن مبارك لـ«الشرق الأوسط»: الحوثيون يستخدمون أمن البحر الأحمر لأغراض دعائية

العالم العربي وزير الخارجية اليمني أحمد عوض بن مبارك (سبأ)

بن مبارك لـ«الشرق الأوسط»: الحوثيون يستخدمون أمن البحر الأحمر لأغراض دعائية

في حين تقود السعودية، بالتعاون مع الأمم المتحدة، جهوداً لاتفاق سلام شامل في اليمن، تُصعد الجماعة الحوثية عملياتها لتهديد الملاحة والتجارة الدولية بالبحر الأحمر.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي يمنيتان بالقرب من صنعاء تجلبان الماء على رأسيهما بسبب شح المياه وانقطاع الخدمات في البلاد (إ.ب.أ)

ازدياد تحديات المعيشة في اليمن مع تراجع مؤشرات التنمية

تزداد التحديات المعيشية التي يواجهها اليمنيون بفعل الانقلاب الحوثي والتغيرات المناخية والأزمات المختلفة في المنطقة، وسط توقعات بمزيد من الخسائر الاقتصادية.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي تشهد الأسواق اليمنية في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية مزيداً من الركود (أ.ف.ب)

عقوبات أميركية تستهدف تمويل الحوثيين

فرضت الولايات المتحدة أمس الخميس عقوبات تستهدف تمويل الحوثيين في اليمن. وطالت هذه العقوبات 13 شخصاً وكياناً متهمين بتحويل عشرات الملايين من الدولارات بالعملة

إيلي يوسف ( واشنطن)
العالم العربي وزارة الخزانة الأميركية (رويترز)

ردا على الحوثيين... واشنطن تعاقب 13 شخصاً وكياناً وفرّوا ملايين الدولارات للجماعة

أعلنت وزارة الخزانة الأميركية، الخميس، فرض عقوبات على 13 شخصاً وكياناً قالت إن لهم دوراً في توفير عشرات الملايين من الدولارات للحوثيين عبر بيع وشحن سلع إيرانية.

إيلي يوسف (واشنطن)
العالم العربي معظم الصراعات المحلية في اليمن تدور حول المياه الجوفية (إعلام حكومي)

دراسة دولية: تغيرات المناخ في اليمن تزيد الصراعات المحلية

خلصت دراسة دولية إلى أن الصراعات السياسية والحرب المستمرة في اليمن أعاقا جهود البلاد خلال العقد الماضي للاستجابة لآثار تغير المناخ.

محمد ناصر (تعز)

غوتيريش: حرب غزة أصابت مجلس الأمن بـ«الشلل»

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يتحدث في «منتدى الدوحة» (أ.ف.ب)
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يتحدث في «منتدى الدوحة» (أ.ف.ب)
TT

غوتيريش: حرب غزة أصابت مجلس الأمن بـ«الشلل»

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يتحدث في «منتدى الدوحة» (أ.ف.ب)
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يتحدث في «منتدى الدوحة» (أ.ف.ب)

أعلن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الأحد، أنه لن يستسلم أمام الضغوط لإثنائه عن المضي قدماً في المطالبة بوقف إطلاق النار في قطاع غزة، حاملاً على مجلس الأمن الدولي الذي أخفق في التصويت على قرار بوقف الحرب، بعد أن استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) لمنع إصدار قرار يلزم إسرائيل بوقف حربها على القطاع.

ووصف غوتيريش في كلمة أمام «منتدى الدوحة» الـ21، الذي بدأ أعماله، الأحد، في العاصمة القطرية الدوحة، مجلس الأمن بـ«المشلول»، متعهداً بعدم الاستسلام للضغوط.

وافتتح أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني «منتدى الدوحة» تحت شعار: «معاً نحو بناء مستقبل مشترك»، وسيستمر مدة يومين، بحضور الأمين العام للأمم المتحدة، ودينيس فرنسيس رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، وجاسم البديوي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، وعدد من رؤساء ووفود الدول.

جثث عائلة قضت بقصف إسرائيلي على قطاع غزة (أ.ب)

عدد قياسي للقتلى

وأشار غوتيريش إلى أن عدد الضحايا المدنيين في قطاع غزة في هذه الفترة القصيرة قياسي وغير مسبوق، إضافة إلى أن منظومة الرعاية الصحية تشهد انهياراً كاملاً، وتوقع «انهيار النظام العام في وقت قريب في قطاع غزة مع انتشار الأمراض المعدية، واحتمال انتقال اللاجئين إلى مصر»، قائلاً: «إننا نواجه احتمال انهيار النظام الإنساني، وتدهور الوضع ووصوله إلى حالة كارثية مع مضامين وتبعات لا تُحمد عقباها للفلسطينيين بشكل خاص، وللأمن والسلم في المنطقة بشكل عام».

وأضاف أنه طلب من مجلس الأمن العمل من أجل تلافي هذه الكارثة، والتوصل إلى اتفاق إنساني لوقف إطلاق النار، «ولكن للأسف عجز مجلس الأمن عن اتخاذ قرار بهذا الشأن. وأعدكم بأنني لن أستسلم». وأشار إلى أن «مجلس الأمن مشلول بفعل الانقسامات الجيواستراتيجية؛ ما أدى إلى عرقلة الحلول، بدءاً من أوكرانيا مروراً بميانمار ووصولًا إلى الشرق الأوسط».

أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني افتتح «منتدى الدوحة 2023» (قنا)

الوساطة مستمرة

ومن جانبه، قال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، خلال افتتاح «منتدى الدوحة»، إن الحرب والأزمة في قطاع غزة أظهرتا حجم الفجوة بين الشرق والغرب، وازدواجية المعايير في المجتمع الدولي. وقال إنه لا بدّ لنا من وقفة أمام من يريد إعادة صياغة الصراع على شكل حرب دينية، «فهذا الصراع كان وما زال قضية احتلال ومطالبة بالحق المسلوب في تقرير المصير». وأضاف أن الخطوة الأهم حالياً بالنسبة للمجتمع الدولي هي الدفع من أجل وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

كما تحدث رئيس الوزراء القطري عن جهود بلاده في إطلاق سراح الرهائن، فقال إن قطر ملتزمة ببذل جهودها في هذه السبيل «رغم الانتقادات الموجهة إليها» في هذا الشأن. وأكد أن قطر ستواصل جهودها، وقال: «لن نستسلم في محاولة إطلاق سراح الرهائن رغم الانتقادات الغزيرة بحق قطر». وقال: «إن إسرائيل التي أسهمت في تعطيل جهود الوساطة، فشلت في تحرير الرهائن عبر العمليات الحربية».

فلسطينيون يفرون من خان يونس في جنوب قطاع غزة باتجاه رفح (أ.ف.ب)

محاسبة الولايات المتحدة

وطالب رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية، خلال مشاركته في «منتدى الدوحة»، بفرض عقوبات على إسرائيل، وعدم السماح لها بالاستمرار في انتهاك القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي وقرارات مجلس الأمن، مؤكداً أن الأمر لا يتعلق بإسرائيل وحدها، بل بكل الأطراف التي أعطت إسرائيل الضوء الأخضر لمواصلة قتل الفلسطينيين.

وتساءل أشتية عن عدد الفلسطينيين الذين يجب أن يفقدوا أرواحهم حتى تشعر إسرائيل بأنها انتقمت لما حدث، وقال إن الإسرائيليين لن يحققوا أهدافاً سياسية، وإنما يسعون للانتقام، مشيراً إلى «أن 17 ألف شهيد معظمهم من الأطفال والنساء قُتلوا خلال 60 يوماً في غزة، ومن ثم فإن حجم القتل غير مسبوق».

وشدد أشتية على أن إسرائيل مسؤولة بصفتها قوة احتلال عن تأمين الكهرباء والماء والأغذية والأدوية لقطاع غزة، وفي الواقع فإن وزير الطاقة الإسرائيلي هو الذي قام بقطع الكهرباء والماء عن قطاع غزة، بما يشمل المستشفيات... وغيرها من المرافق الحيوية، وهذا عمل إجرامي ومحرّم وفق القوانين الدولية، ويجب وضع حد للإسرائيليين.

دخان يتصاعد بعد غارة جوية إسرائيلية على منطقة الشجاعية في غزة كما يُرى من ناحل عوز بإسرائيل (إ.ب.أ)

«إسرائيل تتحدى العالم»

وقال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، أمام «منتدى الدوحة»، إن إسرائيل تنفذ سياسة ممنهجة لإبعاد الفلسطينيين من قطاع غزة من خلال الحرب الطاحنة التي أودت بحياة آلاف المدنيين في القطاع.

وأضاف أن إسرائيل «تتحدى العالم» خلال حربها المستمرة على قطاع غزة، منذ أكثر من شهرين، وخلقت قدراً من الكراهية سيطارد المنطقة. وقال أيضاً إن «إسرائيل تضرب بعُرض الحائط جميع المبادرات، وتتجاهل جميع القوانين الإنسانية»، واصفاً أعمالها في قطاع غزة بـ«البلطجة».

وأكّد الصفدي: «لن تحصل إسرائيل على الأمن إلّا إذا حصل الفلسطينيون عليه، ولا يمكن تحقيق السلام إلا بإنهاء الاحتلال». ودعا لضرورة امتثال إسرائيل لقواعد القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، مطالباً الولايات المتحدة بالعمل على ممارسة ضغط أكبر عليها. وقال الصفدي، إن «العرب على خلاف كبير مع واشنطن لإنهاء فظائع إسرائيل».

أطفال صغار يدفعون عربة نقل محملة في رفح جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

على شفا الانهيار

وفي مداخلته، حذر فيليب لازاريني المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) من أن الوكالة تقف على شفا الانهيار في قطاع غزة، نتيجة الهجمات الإسرائيلية التي تشنها إسرائيل على القطاع المحاصر.

وأكد لازاريني أن تجريد الفلسطينيين من إنسانيتهم خوّل للمجتمع الدولي التسامح مع الهجمات الإسرائيلية المتواصلة في قطاع غزة. وأشار إلى الحاجة لإقرار وقف فوري لإطلاق النار لإنهاء «الجحيم على الأرض» في غزة، قائلاً: «لن نستسلم في وقف الجحيم الجاري حالياً في غزة. نحن على حافة الانهيار، وقد دُفِعْنا نحو حد التحمل الأقصى».

وتحدث عن تفاقم معاناة الفلسطينيين، قائلاً إن «هناك فلسطينيين يستخدمون أحذيتهم وسائد. الناس محطمون نفسياً، ويرون انعدام المستقبل في غزة بسبب تعدد الحروب».


قطر: مستقبل غزة يرسمه الفلسطينيون ولن يقبل أحد دخولها على دبابة إسرائيلية

رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني قال إن المطلوب حالياً هو وقف الحرب في غزة ومستقبل القطاع يرسمه الفلسطينيون و«لن يقبل أحد من المنطقة أن يدخل غزة على دبابة إسرائيلية» (تصوير: ميرزا الخويلدي)
رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني قال إن المطلوب حالياً هو وقف الحرب في غزة ومستقبل القطاع يرسمه الفلسطينيون و«لن يقبل أحد من المنطقة أن يدخل غزة على دبابة إسرائيلية» (تصوير: ميرزا الخويلدي)
TT

قطر: مستقبل غزة يرسمه الفلسطينيون ولن يقبل أحد دخولها على دبابة إسرائيلية

رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني قال إن المطلوب حالياً هو وقف الحرب في غزة ومستقبل القطاع يرسمه الفلسطينيون و«لن يقبل أحد من المنطقة أن يدخل غزة على دبابة إسرائيلية» (تصوير: ميرزا الخويلدي)
رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني قال إن المطلوب حالياً هو وقف الحرب في غزة ومستقبل القطاع يرسمه الفلسطينيون و«لن يقبل أحد من المنطقة أن يدخل غزة على دبابة إسرائيلية» (تصوير: ميرزا الخويلدي)

أعلن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، (الأحد)، أنه لن يستسلم أمام الضغوط لثنيه عن المضي قدماً في المطالبة بوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وأشار إلى أن مجلس الأمن الدولي أخفق في التصويت على قرار بوقف الحرب التي يعاني منها المدنيون الفلسطينيون، بعد أن استخدمت الولايات المتحدة (الفيتو) لمنع إصدار قرار يلزم إسرائيل بوقف حربها على القطاع.

ووصف غوتيريش في كلمة أمام «منتدى الدوحة» الـ21 الذي بدأ أعماله (الأحد) في العاصمة القطرية، مجلس الأمن بـ«المشلول»، متعهداً بعدم الاستسلام للضغوط.

في حين قال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، إن المطلوب حالياً هو وقف الحرب في غزة، متعهداً باستمرار جهود الوساطة القطرية للإفراج على الأسرى والرهائن، لكنه أكد أن مستقبل قطاع غزة يرسمه الفلسطينيون، وليس لأحد الحقّ في تقرير مصيرهم في غيابهم، وقال: «من يعطينا الحق لمناقشة قضية فلسطينية في غياب الشعب الفلسطيني»، كما رفض المشاركة في أي ترتيبات أمنية عربية في قطاع غزة، فيما تصر إسرائيل على تدمير «حركة حماس» التي تدير قطاع غزة وقال وزير الخارجية القطري: «لن يقبل أحد من المنطقة أن يدخل غزة على دبابة إسرائيلية».

غوتيريش: لن أستسلم

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إن عدد الضحايا المدنيين في قطاع غزة في هذه الفترة القصيرة غير مسبوق، إضافة إلى أن منظومة الرعاية الصحية تشهد انهياراً كاملاً.

وتوقع «انهيار النظام العام في وقت قريب في قطاع غزة مع انتشار الأمراض المعدية واحتمال انتقال اللاجئين إلى مصر»، موضحا «أننا نواجه احتمال انهيار النظام الإنساني، وأن الوضع قد يتدهور إلى وضع كارثي مع مضامين وتبعات لا تحمد عقباها للفلسطينيين بشكل خاص وللأمن والسلم في المنطقة بشكل عام».

وقال إنه طلب من مجلس الأمن العمل لأجل تلافي هذه الكارثة والتوصل إلى اتفاق إنساني لوقف إطلاق النار «ولكن للأسف عجز مجلس الأمن عن اتخاذ قرار بهذا الشأن»، مضيفا «أعدكم بأنني لن أستسلم». وأشار إلى أن «مجلس الأمن مشلول بفعل الانقسامات الجيواستراتيجية ما أدى إلى عرقلة الحلول من أوكرانيا مرورا بميانمار والشرق الأوسط».

كما تحدث غوتيريش عن العجز الدولي في التعامل مع التهديد المناخي، مؤكدا أنه على الرغم من الوعود والتعهدات فإن المناخ ينهار والانبعاثات وصلت إلى مستوى غير مسبوق تاريخيا، وما زال الوقود الأحفوري السبب الرئيسي. وأشار إلى «وجود الطاقة المتجددة زهيدة الثمن، وهي متوفرة وقادرة على حل كثير من المشاكل التي تقلق عالمنا».

أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني افتتح «منتدى الدوحة 2023» (قنا)

آل ثاني: الوساطة مستمرة

وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، خلال افتتاح «منتدى الدوحة»، (الأحد)، إن الحرب والأزمة في قطاع غزة أظهرت حجم الفجوة بين الشرق والغرب، وازدواجية المعايير في المجتمع الدولي.

وقال وزير الخارجية القطري، إنه لا بدّ لنا من وقفة أمام من يريد إعادة صياغة الصراع على شكل حرب دينية، وأضاف «هذا الصراع كان وما زال قضية احتلال، ومطالبة بالحق المسلوب في تقرير المصير».

وفي جلسة بعنوان «الوضع في الشرق الأوسط»، شارك فيها الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري، ومحمد أشتية، رئيس الوزراء الفلسطيني، وأيمن الصفدي وزير الخارجية الأردني، وفيليب لازاريني المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، قال وزير الخارجية القطري إن الخطوة الأهم حالياً بالنسبة للمجتمع الدولي هي الدفع من أجل وقف إطلاق النار في قطاع غزة. وقال إنه في الوقت الذي ندين قتل المدنيين الإسرائيليين، فإننا نتوقع أن تتم إدانة قتل الأبرياء الفلسطينيين.

وتحدث رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري عن جهود بلاده في إطلاق سراح الرهائن فقال إن قطر ملتزمة ببذل جهودها في هذه السبيل «رغم الانتقادات الموجهة إليها» في هذا الشأن. وأكد أن قطر ستواصل جهودها، وقال: «لن نستسلم في محاولة إطلاق سراح الرهائن رغم الانتقادات الغزيرة بحق قطر».

وقال الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني: «ملتزمون بالعمل من أجل إطلاق الرهائن ووقف الحرب». وقال إن إسرائيل التي أسهمت في تعطيل جهود الوساطة، فشلت في تحرير الرهائن عبر العمليات الحربية، وأضاف «حتى الآن فشل العمل العسكري الإسرائيلي في إطلاق أكثر من رهينة واحدة».

لكنه أضاف أن وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن يحتاج إلى طرفين راغبين، ولا يوجد حاليا هذان الطرفان. وتحدث عن مساعي الدول العربية لإقرار السلام في الشرق الأوسط، وقال: «دولنا مستعدة للسلام ولا ترى العنف حلا... المنطقة مدت يدها لإسرائيل لعقود من أجل السلام وحل الدولتين، ولكن للأسف لا يوجد شريك ولا جدية عند الإسرائيليين».

وقال الشيخ محمد آل ثاني إنه «على مر العقود كان خيار السلام مطروحا، ولكنه كان ضحية المماطلة والتسويف، وعلينا أن نسأل من هو الطرف الذي واجه كل مبادرات السلام بوضع العراقيل أمامها والتصعيد لإفشالها».

وأشار إلى أن «ما يحدث في غزة من كارثة إنسانية غير مسبوقة يدفع الشعوب الحرة حول العالم إلى توجيه أسئلة مشروعة حول ماهية النظام الدولي وفاعلية أدواته القانونية وصدق مبادئه، وهذه الأسئلة تزداد إلحاحا مع تزايد المشاهد المؤلمة التي ربما نشيح بوجوهنا عنها من فظاعتها».

وأضاف أنه «من المؤسف أن تكون الذرائع التي تصاغ حول استهداف المدنيين مقبولة لدى البعض». ورداً على سؤال بشأن بحث مستقبل غزة بعد الحرب... قال الشيخ محمد آل ثاني: «من يعطينا الحق لمناقشة القضية الفلسطينية في غياب الشعب الفلسطيني».

وبشأن إمكانية المساهمة في الترتيبات الإقليمية لإدارة غزة، قال: «لن يقبل أحد من المنطقة أن يدخل غزة على دبابة إسرائيلية».

رئيس الوزراء الفلسطيني: محاسبة الولايات المتحدة

من جانبه، طالب رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية، خلال مشاركته في «منتدى الدوحة» (الأحد)، بفرض عقوبات على إسرائيل وعدم السماح لها بالاستمرار في انتهاك القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي وقرارات مجلس الأمن. مؤكداً أن الأمر لا يتعلق بإسرائيل وحدها، بل بالأطراف كافة التي أعطت إسرائيل الضوء الأخضر لمواصلة قتل الفلسطينيين.

وأضاف «لقد قامت الولايات المتحدة برفض قرار مجلس الأمن، وبالتالي علينا أن نحاسب الولايات المتحدة بصفتها جزءا من الهجوم الذي يشن ضد الفلسطينيين في قطاع غزة وفي الضفة الغربية».

وتساءل أشتية عن عدد الفلسطينيين الذين يجب أن يفقدوا أرواحهم حتى ترى إسرائيل أنها انتقمت لما حصل؟ وقال إن الإسرائيليين لن يحققوا أهدافا سياسية وإنما يسعون للانتقام. مشيراً إلى «أن 16 ألف شهيد معظمهم من الأطفال والنساء قتلوا خلال 60 يوما في قطاع غزة، وبالتالي فإن حجم القتل غير مسبوق».

وأضاف أن السؤال الذي يتعين طرحه يتعلق بما يتعين القيام به لوضع حد لهذا الاعتداء، فالأمر لا ينحصر فقط في القتل، إذ يتعرض المواطنون في القطاع للتجويع، وهناك أكثر من 40 ألف مصاب بحاجة إلى الدواء والعلاج، بينما يعمل معبر واحد فقط في قطاع غزة من أصل 5 معابر، وهذا ليس كافيا.

وشدد أشتية على أن إسرائيل مسؤولة بصفتها قوة احتلال عن تأمين الكهرباء والماء والأغذية والأدوية لقطاع غزة، وفي الواقع فإن وزير الطاقة الإسرائيلي هو الذي قام بقطع الكهرباء والماء عن قطاع غزة، بما يشمل المستشفيات وغيرها من المرافق الحيوية، وهذا عمل إجرامي بحسب القوانين الدولية، ويجب وضع حد للإسرائيليين.

«الأونروا» على شفا الانهيار

وفي مداخلته، حذر فيليب لازاريني المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) من أن الوكالة تقف على شفا الانهيار في قطاع غزة نتيجة الهجمات الإسرائيلية التي تشنها إسرائيل على القطاع المحاصر.

وأكد لازاريني أن تجريد الفلسطينيين من إنسانيتهم خول للمجتمع الدولي التسامح مع الهجمات الإسرائيلية المتواصلة في قطاع غزة. وأشار إلى الحاجة لإقرار وقف فوري لإطلاق النار لإنهاء «الجحيم على الأرض» في غزة.

ووصف الوضع في غزة بأنه لا يوصف، قائلاً: «لن نستسلم لوقف الجحيم الجاري حاليا في غزة»، وقال: «نحن على حافة الانهيار وقد تم دفعنا نحو حد التحمل الأقصى». وتحدث عن تفاقم معاناة الفلسطينيين، قائلاً إن «هناك فلسطينيين يستخدمون أحذيتهم وسائد. الناس محطمون نفسيا ويرون انعدام المستقبل في غزة بسبب تعدد الحروب».

الصفدي: إسرائيل تتحدى العالم

من جانبه، قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، أمام «منتدى الدوحة» (الأحد)، إن إسرائيل تنفذ سياسة ممنهجة لإبعاد الفلسطينيين من قطاع غزة من خلال الحرب الطاحنة التي أودت بحياة آلاف المدنيين في القطاع. مضيفاً أن إسرائيل «تتحدى العالم» خلال حربها المستمرة على قطاع غزة، منذ أكثر من شهرين.

وأضاف الصفدي أن إسرائيل خلقت قدراً من الكراهية سيطارد المنطقة، كما أضاف «إسرائيل تضرب بعرض الحائط جميع المبادرات وتتجاهل جميع القوانين الإنسانية»، واصفاً أعمالها في قطاع غزة بـ«البلطجة».

وأكدّ الصفدي، «لن تحصل إسرائيل على الأمن إلّا إذا حصل الفلسطينيون عليه، ولا يمكن تحقيق السلام إلا بإنهاء الاحتلال». ودعا لضرورة امتثال إسرائيل لقواعد القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، مطالباً الولايات المتحدة بالعمل على ممارسة ضغط أكبر عليها.

كما انتقد الموقف الدولي مما يجري في غزة، وقال «موقف العالم تجاه الفلسطينيين ليس في المكان الصحيح». وتحدث عن لقاء اللجنة الوزارية المكلفة من القمة العربية الإسلامية المشتركة، مع وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن في واشنطن، قائلاً إن النقاش مع وزير الخارجية الأميركي كان «صريحا»، مضيفاً أن «الأزمة الفلسطينية لم تبدأ في السابع من أكتوبر»، في إشارة لعملية «حماس» ضد إسرائيل.

وقال الصفدي إن «العرب على خلاف كبير مع واشنطن لإنهاء فظائع إسرائيل».

جائزة «منتدى الدوحة» إلى الأونروا

وكان أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني افتتح «منتدى الدوحة 2023»، تحت شعار «معاً نحو بناء مستقبل مشترك»، والذي يستمر لمدة يومين، بحضور أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة، ودينيس فرنسيس رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، وجاسم البديوي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، وعدد من رؤساء ووفود الدول.

وقام الأمير تميم، بتسليم جائزة «منتدى الدوحة» إلى فيليب لازاريني وكيل الأمين العام للأمم المتحدة والمفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).

وقال أمير قطر في تغريدة عبر منصة «إكس»: «افتتحت اليوم (منتدى الدوحة 2023) تحت شعار (معاً نحو بناء مستقبل مشترك)، ونأمل أن يسهم في إثراء النقاش بين القادة وصناع القرار من مختلف المشارب بما يقود إلى مقترحات وحلول ملموسة للتحديات المعقدة لعالمنا. مستقبل الإنسانية المشترك رهين بالاستقرار والأمن وحق الجميع في الوجود».


في «وادي السيليكون»... شركات سعودية تطّلع على أحدث توجهات الأمن السيبراني

تضمّن البرنامج لقاء عدد من المؤسسات التعليمية المتخصصة ومن ضمنها جامعة ستانفورد
تضمّن البرنامج لقاء عدد من المؤسسات التعليمية المتخصصة ومن ضمنها جامعة ستانفورد
TT

في «وادي السيليكون»... شركات سعودية تطّلع على أحدث توجهات الأمن السيبراني

تضمّن البرنامج لقاء عدد من المؤسسات التعليمية المتخصصة ومن ضمنها جامعة ستانفورد
تضمّن البرنامج لقاء عدد من المؤسسات التعليمية المتخصصة ومن ضمنها جامعة ستانفورد

نظمت مسرعة الأمن السيبراني بنسختها الثانية التي تضم 9 شركات محلية ناشئة مجموعة من الفعاليات وورش العمل المتخصصة في «وادي السيليكون» بالولايات المتحدة الأميركية، بهدف الاطلاع على أفضل التجارب الناجحة عالمياً في مجال ريادة الأعمال والاستثمار بقطاع الأمن السيبراني، وتمكين الشركات المنضمة لها من التعرف على أحدث التوجهات المبتكرة والواعدة في القطاع، وتبادل المعرفة العلمية مع الخبراء والمختصين في ريادة الأعمال، وذلك ضمن برنامج «سايبرك» لتنمية قطاع الأمن السيبراني في السعودية.

وشمل البرنامج الذي جرى تنظيمه على مدى 3 أسابيع، تنفيذ جولات ميدانية على الشركات العالمية الرائدة في الأمن السيبراني للوقوف على تجاربها في التأسيس وخبراتها في عملية النمو والتوسع الاستثماري في القطاع، ولقاء عدد من المؤسسات التعليمية المتخصصة في مجالات البحث والابتكار؛ من ضمنها جامعة ستانفورد، كما اشتمل على لقاء رواد الأعمال السعوديين العاملين في وادي السيليكون للاطلاع على تجاربهم الناجحة في تأسيس الشركات الناشئة، والمشاركة في مؤتمر وادي السيليكون الذي عُقد بحضور عدد من الخبراء والمختصين في مجال ريادة الأعمال.

وتضمن البرنامج عقد ورش عمل متخصصة لتمكين الشركات الناشئة المنضمة إلى مسرعة الأمن السيبراني بنسختها الثانية من تطوير أعمالها، حيث تضمنت هذه الورش التعريف باستراتيجيات دخول السوق وتحليل المنافسين، وأساسيات الابتكار والمراجعة الدورية للمنتج، واستعراض أفضل الأساليب والحلول للتحديات التي قد تواجه الشركات الناشئة في مجال الأمن السيبراني، ومناقشة مجموعة من الموضوعات من بينها «استراتيجيات التعامل المالي بين الشركات، والخطط الحديثة لتسويق المنتجات وجذب العملاء والمستثمرين» والتي من شأنها تسريع نمو الشركات الناشئة، ورفع نسبة المحتوى المحلي في المجال.

وأكدت الهيئة الوطنية للأمن السيبراني أن البرنامج يأتي انطلاقاً من أهداف الهيئة الاستراتيجية في تحفيز منظومة الصناعة المحلية في مجالات الأمن السيبراني، وتمكين رواد الأعمال والشركات الناشئة في المجال، إلى جانب تعزيز البيئة التنافسية لجذب الاستثمارات المحلية والدولية في المجال بما يسهم في تنمية سوق الأمن السيبراني على المستوى الوطني.


«الوزارية العربية الإسلامية» تطالب بسرعة التحرك لحماية المدنيين في غزة

جانب من جلسة المباحثات التي عقدت في العاصمة الكندية أوتاوا (واس)
جانب من جلسة المباحثات التي عقدت في العاصمة الكندية أوتاوا (واس)
TT

«الوزارية العربية الإسلامية» تطالب بسرعة التحرك لحماية المدنيين في غزة

جانب من جلسة المباحثات التي عقدت في العاصمة الكندية أوتاوا (واس)
جانب من جلسة المباحثات التي عقدت في العاصمة الكندية أوتاوا (واس)

شدد أعضاء اللجنة الوزارية المكلفة من القمة العربية الإسلامية غير العادية برئاسة الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي، على أهمية تهيئة الظروف السياسية الجادة لقيام دولة فلسطينية على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) لعام 1967، وفقاً للقرارات الدولية ذات الصلة، معربين عن رفضهم تجزئة القضية الفلسطينية ومناقشة مستقبل قطاع غزة بمعزل عن القضية الفلسطينية.

وطالب أعضاء اللجنة في جلسة مباحثات رسمية عُقدت مع ميلاني جولي وزيرة خارجية كندا في العاصمة أوتاوا، السبت، بمشاركة رياض المالكي وزير الخارجية الفلسطيني، وهاكان فيدان وزير خارجية تركيا، بسرعة تحرك المجتمع الدولي والاضطلاع بمسؤوليته تجاه حماية المدنيين الأبرياء من آلة القتل التي تمارسها قوات الاحتلال الإسرائيلي، مشيرين إلى أن الحديث عن مستقبل غزة والقضية الفلسطينية يجب أن يكون عقب الوقف الفوري لإطلاق النار وتهدئة التصعيد العسكري غير المبرر.

وأكد أعضاء اللجنة على أهمية اتخاذ الخطوات الجادة والعاجلة لضمان تأمين الممرات الإغاثية لإيصال المساعدات الإنسانية والغذائية والطبية العاجلة لقطاع غزة، معبّرين عن رفضهم تقييد دخول المساعدات الإنسانية بشكلٍ سريع وآمن.

وزير الخارجية السعودي في حديث جانبي مع ميلاني جولي وزيرة خارجية كندا (واس)

وشهدت جلسة المباحثات، مناقشة التطورات في قطاع غزة وتداعياتها، والتصعيد العسكري تجاه المدنيين العزل، حيث جدّد أعضاء اللجنة الوزارية التأكيد على أهمية الوقف الفوري لإطلاق النار وبشكلٍ عاجل، بما يضمن عودة الأمن والاستقرار للقطاع.

ووصل وفد اللجنة الوزارية المكلف من القمة العربية الإسلامية المشتركة غير العادية بشأن غزة إلى العاصمة الكندية أوتاوا في محطته الثامنة، في وقت سابق (السبت)، بعد اختتام زيارته للولايات المتحدة.


«منتدى الدوحة» ينطلق غداً... و«غزة» تتصدر المشهد

«منتدى الدوحة» ينطلق غداً... و«غزة» تتصدر المشهد
TT

«منتدى الدوحة» ينطلق غداً... و«غزة» تتصدر المشهد

«منتدى الدوحة» ينطلق غداً... و«غزة» تتصدر المشهد

تبدأ في العاصمة القطرية، الدوحة، صباح الأحد، فعاليات النسخة الـ21 من «منتدى الدوحة»، التي تقام تحت رعاية أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، بحضور عدد من قادة الرأي وكبار صناع السياسات، ومسؤولي الخارجية والدفاع، وعدد كبير من رجال الأعمال والإعلام. ويُعقد هذا العام تحت شعار «معاً نحو بناء غدٍ مشرق».

ويعدُّ المنتدى الذي يُقام على مدى يومين منصة عالمية للحوار، حول قضايا العالم لطرح حلول مبتكرة للأزمات التي يشهدها العالم.

وبالإضافة للقضايا السياسية والأمنية وقضايا الطاقة يناقش «منتدى الدوحة» عدداً من الموضوعات الراهنة بما فيها التنمية الاقتصادية، والاستدامة البيئية، والأمن الغذائي، والذكاء الاصطناعي، من خلال الحدث الرئيسي، والفعاليات الجانبية، والمناقشات مع العديد من شركائه.

ويكتسب «منتدى الدوحة» في نسخته هذا العام أهمية كبرى في ظل الظروف الإقليمية والدولية الراهنة، والتطورات السياسية أبرزها الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة والانقسام العالمي تجاهها، والتصعيد الخطير في الشرق الأوسط.

وكانت النسخة السابقة من «منتدى الدوحة» عقدت في مارس (آذار) 2022، بحضور أكثر من أربعة آلاف ضيف، بينهم أكثر من 300 متحدث من 117 دولة، شاركوا في أكثر من 80 جلسة على مدار يومين.

الوضع في غزة

تحمل الندوة الأولى في «منتدى الدوحة»، التي تقام (يوم الأحد) عنوان «الوضع في الشرق الأوسط»، ويتحدث فيها الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري، ومحمد أشتية، رئيس الوزراء الفلسطيني، وأيمن الصفدي، وزير الخارجية الأردني، ودينيس فرانسيس، رئيس الدورة الثامنة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة.

ويحتل الوضع المأساوي في قطاع غزة والأزمة الحالية التي تمرّ بها القضية الفلسطينية على مناقشات هذه الندوة.

وإلى جانب هذه الندوة، يحفل برنامج «منتدى الدوحة» بندوة أخرى تعقد تحت عنوان: «فلسطين أصبحت أزمة عالمية؛ فهل لها حل عالمي؟»، ويشارك في الندوة السفير حسام زملط، سفير البعثة الفلسطينية لدى المملكة المتحدة، والدكتور محمد بن عبد العزيز الخليفي، وزير الدولة بوزارة الخارجية القطرية، ودانييل ليفي، رئيس مشروع مركز أبحاث الشرق الأوسط الأميركي، والمفاوض الإسرائيلي الأسبق في عمليتي طابا وأوسلو.

ومن المتوقع كذلك؛ أن يهيمن الوضع في غزة على الحوار المفتوح الذي يجريه وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبداللهيان، (مقابلة صانع الأخبار) بعد ظهر اليوم الثاني من المنتدى (الاثنين).

الدبلوماسية والتحديات

وتعقد ندوة رئيسية بعنوان «الدبلوماسية الإنسانية في عالم مليء بالتحديات... نظرة عامة على العمل الإنساني العالمي 2024»، يشارك فيها مارتن غريفيث، وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، وأفراح الزوبة، المدير العام للمكتب التنفيذي لتسريع استيعاب المساعدات ودعم إصلاحات السياسات، والسفير هشام يوسف، زميل أول، معهد الولايات المتحدة للسلام، والسفير ديك بوتزل، المدير العام لمنع الأزمات وتحقيق الاستقرار وبناء السلام والمساعدة الإنسانية والمبعوث الخاص للقضايا الإنسانية في الشرق الأوسط، ولولوة الخاطر، وزيرة الدولة لشؤون التعاون الدولي، في وزارة الخارجية القطرية، وتيد شيبان، نائب المدير التنفيذي للعمل الإنساني وعمليات الإمدادات، في اليونيسيف.

اليمن والسودان

ويشهد المنتدى عقد جلسة مغلقة لمناقشة الوضع في اليمن، تحت عنوان: «الديناميكيات المحلية والإقليمية والدولية في اليمن». حيث أدت التطورات في المنطقة هذا العام إلى تراجع التصعيد في اليمن، مما أتاح الفرصة لإعادة النظر في سبل دعم السلام الشامل في البلد الذي مزقته الحرب. لكن في الوقت نفسه، أدى امتداد الحرب في غزة إلى نقل اليمن إلى مستوى جديد من الحروب بالوكالة والتصعيد الإقليمي مع تأثير عالمي يهدد أحد أهم الطرق البحرية والتجارية في العالم وهو باب المندب.

وستنظر المائدة المستديرة في النقاش في هذا الموضوع والمكونة من جزأين (والمغلقة) في كيفية مساهمة الجهات الفاعلة والعوامل الإقليمية والدولية في الصراع والتصعيد، أو في تحقيق الاستقرار بالإضافة إلى آفاق المستقبل الاقتصادي للبلاد من خلال الأطراف الإقليمية.

كما تعقد خلال يومي المنتدى جلسة نقاش بعنوان: «السودان في حالة حرب»، يتحدث فيها حنا تيتيه، المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى القرن الأفريقي، والسفير مايكل هامر، المبعوث الأميركي الخاص للقرن الأفريقي، والسفير نور الدين ساتي، سفير السودان السابق لدى الولايات المتحدة، والدكتور كومفورت إيرو، الرئيس والمدير التنفيذي لمجموعة الأزمات الدولية (منسق هذه الجلسة).

مستقبل الطاقة

وتعقد ندوة عن: «آسيا ودول مجلس التعاون الخليجي: شراكة عميقة»، يتحدث فيها الدكتور عبد العزيز بن صقر، رئيس مركز الخليج للأبحاث، والبروفسور شوجي هوساكا، عضو مجلس إدارة معهد اقتصاديات الطاقة باليابان، والدكتور نيلانجان غوش، مدير مؤسسة «أوبزرفر» للأبحاث، والبروفسور وو بينج بينج، مدير مركز دراسات الشرق الأوسط بجامعة بكين، والدكتورة دانيا ظافر، زميل أول، مجلس الشرق الأوسط للشؤون العالمية (مديرة الجلسة).

كما تقام ندوة بعنوان: «تحول الطاقة: تعزيز التعاون الأخضر بين أوروبا والخليج»، يتحدث فيها سالم بن ناصر العوفي، وزير الطاقة والمعادن بسلطنة عمان، ولويجي دي مايو، الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي لمنطقة الخليج، والدكتورة إليف كاليك، الخبيرة في الطاقة الذكية من المملكة المتحدة، والدكتورة سينزيا بيانكو، زميلة أبحاث الخليج في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية (المنسقة).

وجلسة أخرى بعنوان: «أمن الطاقة والاستقرار الاقتصادي في الأوقات المضطربة»، يتحدث فيها أليبك كوانتيروف، وزير الاقتصاد الوطني في كازاخستان، وكوليندا جرابار كيتاروفيتش، رئيسة جمهورية كرواتيا السابقة، وتدير الحوار ميليسا بيل، مراسلة «CNN».

كما تعقد جلسة بعنوان: «آفاق السلام في أوكرانيا»، يشارك فيها الدكتور هوياو وانغ، مؤسس ورئيس مركز الصين والعولمة (CCG)، والدكتور فابيان زوليج، الرئيس والمدير التنفيذي لمركز السياسات الأوروبية، والسفيرة باولا دوبريانسكي، زميلة أولى بجامعة هارفارد، ونائبة رئيس مركز سكوكروفت للاستراتيجية والأمن التابع للمجلس الأطلسي، وجاسيك سيويرا، رئيس مكتب الأمن القومي، في بولندا، وتدير الحوار ميليسا بيل، مراسلة «CNN».


«التعاون الإسلامي» تستنكر إخفاق مجلس الأمن في التصويت لوقف النار بغزة

دمار واسع خلفه قصف إسرائيلي على رفح في جنوب قطاع غزة اليوم (أ.ف.ب)
دمار واسع خلفه قصف إسرائيلي على رفح في جنوب قطاع غزة اليوم (أ.ف.ب)
TT

«التعاون الإسلامي» تستنكر إخفاق مجلس الأمن في التصويت لوقف النار بغزة

دمار واسع خلفه قصف إسرائيلي على رفح في جنوب قطاع غزة اليوم (أ.ف.ب)
دمار واسع خلفه قصف إسرائيلي على رفح في جنوب قطاع غزة اليوم (أ.ف.ب)

أعربت منظمة التعاون الإسلامي، عن خيبة أملها واستنكارها لإخفاق مجلس الأمن الدولي في التصويت لصالح قرار حاسم بوقف إطلاق النار في غزة.

وعدّت المنظمة، أن هذا الإخفاق ينعكس سلباً على دور مجلس الأمن الدولي في حفظ السلم والأمن الدوليين وحماية المدنيين الأبرياء، ووضع حد لهذه الكارثة الإنسانية المتفاقمة نتيجة استمرار العدوان الإسرائيلي الغاشم على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

وحذر الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، حسين إبراهيم طه، من أن إخفاق مجلس الأمن الدولي في تحمل مسؤولياته في هذه المرحلة الحرجة يعطي الاحتلال الإسرائيلي فرصة لمواصلة وتصعيد عدوانه على الشعب الفلسطيني.

وأشاد بمواقف جميع الدول التي دعمت مشروع القرار في مجلس الأمن الدولي، مجدداً التأكيد على ضرورة مواصلة الجهود لتحقيق وقف فوري لإطلاق النار، وضمان إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني.


وزير الخارجية السعودي يبحث مع نظيره الأميركي تطورات غزة ومحيطها

وزير الخارجية السعودي خلال لقائه نظيره الأميركي في واشنطن (واس)
وزير الخارجية السعودي خلال لقائه نظيره الأميركي في واشنطن (واس)
TT

وزير الخارجية السعودي يبحث مع نظيره الأميركي تطورات غزة ومحيطها

وزير الخارجية السعودي خلال لقائه نظيره الأميركي في واشنطن (واس)
وزير الخارجية السعودي خلال لقائه نظيره الأميركي في واشنطن (واس)

التقى وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله، اليوم، في واشنطن، نظيره الأميركي أنتوني بلينكن.

وجرى خلال اللقاء استعراض العلاقات الثنائية بين، كما جرت مناقشة التطورات في قطاع غزة ومحيطها، إضافةً إلى عدد من الموضوعات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك.

وأكد الوزير السعودي على أهمية اتخاذ الخطوات العاجلة كافة لوقف إطلاق النار في غزة، وبذل الجهود الممكنة كافة لخفض وتيرة التصعيد وضمان عدم اتساع رقعة العنف لتلافي تداعياته الخطيرة على الأمن والسلم الدوليين.

الأمير فيصل بن فرحان والوزير أنتوني بلينكين لدى لقائهما في واشنطن (واس)

ووفقا لوكالة الأنباء السعودية (واس)، شدد وزير الخارجية السعودي على ضرورة تهيئة الظروف لعودة الاستقرار واستعادة مسار السلام، بما يكفل حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة، وبذل مزيد من الجهود لضمان تأمين الممرات الإغاثية لإيصال المساعدات الإنسانية والغذائية والطبية العاجلة لقطاع غزة.

من جهته، أوضح المتحدث الرسمي باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر في بيان أن الوزير الأميركي أكد الحاجة الملحة لتلبية الاحتياجات الإنسانية في غزة وكذلك منع المزيد من انتشار الصراع وتعزيز الاستقرار والأمن الإقليميين. كما رحب بلينكن بجهود السعودية لتأمين اتفاق سلام دائم في اليمن وكذلك إطلاق حوار سياسي بين اليمنيين تحت رعاية الأمم المتحدة وضمان استمرار تركيز الجهات اليمنية على هذا الجهد.

وأدان بلينكن أيضاً الهجمات الأخيرة التي شنها الحوثيون على السفن التجارية العاملة في المياه الدولية في جنوب البحر الأحمر، وشدد على ضرورة تعاون جميع الشركاء لدعم الأمن البحري.


وزير الخارجية السعودي يطالب بوقف فوري لإطلاق النارفي غزة

وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان (واس)
وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان (واس)
TT

وزير الخارجية السعودي يطالب بوقف فوري لإطلاق النارفي غزة

وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان (واس)
وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان (واس)

طالب وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، بوقف إطلاق النار في قطاع غزة، مؤكداً أن العمليات العسكرية الإسرائيلية في القطاع «غير مبررة وتشكل اعتداء على كافة القوانين الدولية».

ونقلت الخارجية السعودية عن الأمير فيصل قوله في مركز ويلسون الدولي في واشنطن، إن المساعدات التي تم إدخالها للقطاع "لا تكفي نظرا لحجم الأزمة"، مطالباً المجتمع الدولي بتوفير الطرق الآمنة بشكل فوري لدخول المزيد من المساعدات لقطاع غزة.

وفي وقت سابق اليوم، فشل مجلس الأمن في تبني مشروع قرار يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، وذلك بعدما استخدمت الولايات المتحدة حق النقض الفيتو لعرقلة مشروع القرار.

وحصل مشروع القرار، الذي تقدمت به بعثة الإمارات لدى الأمم المتحدة، على دعم 13 عضواً بالمجلس وامتناع عضو واحد عن التصويت، هو بريطانيا، بينما استخدمت الولايات المتحدة حق النقض.


رئيس «برشلونة»: الدوري السعودي رائع وأتابعه

لابورتا رئيس نادي برشلونة الإسباني (الشرق الأوسط)
لابورتا رئيس نادي برشلونة الإسباني (الشرق الأوسط)
TT

رئيس «برشلونة»: الدوري السعودي رائع وأتابعه

لابورتا رئيس نادي برشلونة الإسباني (الشرق الأوسط)
لابورتا رئيس نادي برشلونة الإسباني (الشرق الأوسط)

أكد خوان لابورتا رئيس نادي برشلونة الإسباني، أن أندية الدوري في بلاده، وعلى رأسها النادي الكاتالوني العريق، جاهزة لشراكة حقيقية مع الدوري السعودي للمحترفين، وذلك من أجل المساهمة في تطويره بشكل أكبر ومجاراة التغير الملحوظ على نسخته المحدثة بما تتضمنه من نجوم عالميين.

وقال لابورتا في حديث خاص لـ«الشرق الأوسط»، إنه بات من ضمن متابعي الدوري السعودي في الوقت الراهن، واصفاً إياه بالدوري الذي يسير بشكل رائع.

وتابع: «في الواقع أعلم أن أصدقائي السعوديين فخورون جداً، لأنهم كانوا الوحيدين الذين هزموا بطل كأس العالم منتخب الأرجنتين.

كمنتخب وطني، لقد قاموا بعمل جيد للغاية. إنهم لاعبون أقوياء، لاعبون موهوبون. إنهم يقومون بتحسين الدوري السعودي للمحترفين». ويرى لابورتا أنه «يجب البحث عن فرصة تعاون مع الأندية الإسبانية، يمكن أن يساعدهم ذلك في تحسين جودة الفرق السعودية والدوري السعودي للمحترفين بشكل كبير.

على سبيل المثال مع نادي برشلونة لكرة القدم سيكون التعاون مع الأندية في صالح الدوري السعودي للمحترفين».

كما أكد لابورتا أنه «مقتنع بأننا سنفوز بالدوري الإسباني، لأننا استعدنا اللاعبين المصابين المهمين في خط الوسط».

وشدد على أنهم في أتم الجاهزية للمنافسة بقوة على اللقب الكبير.


فيصل بن فرحان وبوريل يناقشان جهود وقف النار في غزة

فيصل بن فرحان وبوريل يناقشان جهود وقف النار في غزة
TT

فيصل بن فرحان وبوريل يناقشان جهود وقف النار في غزة

فيصل بن فرحان وبوريل يناقشان جهود وقف النار في غزة

ناقش الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله، وزير الخارجية السعودي، الجمعة، في اتصال هاتفي مع جوزيب بوريل، الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، تطورات الأوضاع في قطاع غزة ومحيطها، والجهود المبذولة للوصول إلى وقف فوري لإطلاق النار في القطاع.

كما بحث الأمير فيصل بن فرحان، خلال الاتصال الهاتفي الذي تلقّاه من بوريل، تداعيات الأزمة الراهنة، ولا سيما على الصعيد الإنساني.