حكومة نتنياهو تناقش قانوناً جديداً لتعزيز التفوق اليهودي

الأحزاب العربية في إسرائيل: هذه نسخة صريحة للأبرتهايد ضدنا

نتنياهو خلال جلسة أسبوعية لحكومته في 2 أبريل الحالي (أ.ف.ب)
نتنياهو خلال جلسة أسبوعية لحكومته في 2 أبريل الحالي (أ.ف.ب)
TT

حكومة نتنياهو تناقش قانوناً جديداً لتعزيز التفوق اليهودي

نتنياهو خلال جلسة أسبوعية لحكومته في 2 أبريل الحالي (أ.ف.ب)
نتنياهو خلال جلسة أسبوعية لحكومته في 2 أبريل الحالي (أ.ف.ب)

وافق رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، على إجراء مداولات في مشروع قانون جديد، خلال جلسة الحكومة يوم الأحد المقبل، ينص على تعزيز التفوق اليهودي الصهيوني في إسرائيل وإضافة بنود إلى «قانون القومية» تتيح منح امتيازات أخرى في مجالات البناء والتنظيم والأراضي للمواطنين اليهود وتستثني المواطنين العرب.
ويقول القانون إنه يجب إعطاء اليهود، الذين يخدمون في الجيش أو الخدمة المدنية وينفذون مبادئ الصهيونية على أصولها، امتيازات واضحة في الحقوق.
طرح هذا القانون وزير تطوير الجليل والنقب، يتسحاك فاسرلاف، الذي يعتبر الرجل الثاني في حزب اليمين المتطرف، «عوتسما يهوديت» (عظمة يهودية)، بقيادة إيتمار بن غفير، الذي كان قد أبدى امتعاضه من «انفلات الحكم» ومن «سيطرة العرب على النقب والجليل»، وطالب بوزارة الأمن الداخلي لكي تُفرض سيادة القانون ويُحرم «أعداء الدولة العرب من الامتيازات». وينص المشروع المقترح، على أن «يصبح قانون أساس إسرائيل - الدولة القومية للشعب اليهودي - ذا مكانة دستورية بحيث يتم إلزام جميع الوزارات والمؤسسات الرسمية بتنفيذه وفرض روحه على الحياة اليومية للمواطنين، بحيث يحصل فقط من يخدم في الجيش على امتيازات».
كما هو معروف، فإن إسرائيل قامت بسن قانون القومية في سنة 2018، في زمن حكومة نتنياهو السابقة، الذي يمنح اليهود تفوقاً على بقية السكان ويمنح اللغة العبرية تفوقاً على اللغة العربية. وينص القانون على أن «إسرائيل هي الوطن التاريخي للأمة اليهودية»، وأن «هذه الأمة فقط لها الحق في تقرير المصير الوطني فيها». كما يؤكد أن القدس «كاملة» عاصمة لإسرائيل. ويلغي القانون اللغة العربية باعتبارها لغة رسمية ثانية في إسرائيل، لكنه منحها «وضعاً خاصاً»، واعتبر العبرية لغة الدولة الرسمية.
ولكن اليمين المتطرف لا يكتفي بهذا النص ويدعي أن هناك ثغرات كثيرة فيه تمنع تطبيق العديد من بنوده بشكل صحيح وتتيح للمحكمة العليا أن تغيره وتقلصه وتفرغه من مضمونه، مع أن المحكمة العليا هي التي منحت هذا القانون الشرعية؛ لذلك يريدون «توسيعه وتعميقه وجعله محفزاً على القرارات الحكومية المالية والوطنية»، كما صرح الوزير فاسرلاف. ويضيف: «يجب أن يسري القانون المقترح، على سياسة الإدارة العامة للدولة، وعلى السياسة الداخلية والخارجية لإسرائيل، وعلى تشريعات وإجراءات الحكومة، وجميع وحداتها ومؤسساتها، من دون الخروج عن المبادئ المنصوص عليها، في باقي قوانين الأساس». وقال الوزير إن مشروعه يعتبر «ثورة تاريخية في حياة إسرائيل لأنه يطبق بشكل فعلي مبدأ الدولة اليهودية».
وجاء في نص الاقتراح الذي تم توزيعه على الوزراء، أنه سيتم التركيز على سياسة الأراضي والبناء وتوزيع الأراضي، ويكون التمييز لليهود في مجال تعيينات في الوظائف وفي مجال منح رخص البناء وفي مجال تخصيص الأراضي. ومن المتوقع أن يعطي القانون، في حال المصادقة عليه بالفعل، الأولوية للمواطنين اليهود، في هذه المجالات، ويحرم منها العرب الذين يشكلون نحو 20 في المائة من المواطنين.
وعلّق خبير الشؤون القانونية في المعهد الإسرائيلي للديمقراطية، عمير فوكس، على القانون الجديد بالقول إنه «قانون إشكالي مليء بالتعقيدات، لأنه يتناقض مع وثيقة الاستقلال، التي تنص على المساواة ومن المحتمل أن ترفضه المستشارة القضائية للحكومة وتشطبه محكمة العدل العليا، وهذا إضافة إلى احتمال أن يثير موجة رفض واعتراض بين صفوف المواطنين العرب والمعارضة السياسية الليبرالية اليهودية».
وترى فيه الأحزاب العربية في إسرائيل «نسخة صريحة للأبرتهايد ضد المواطنين العرب».


مقالات ذات صلة

غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

شؤون إقليمية غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

في اليوم الذي استأنف فيه المتظاهرون احتجاجهم على خطة الحكومة الإسرائيلية لتغيير منظومة الحكم والقضاء، بـ«يوم تشويش الحياة الرتيبة في الدولة»، فاجأ رئيس حزب «المعسكر الرسمي» وأقوى المرشحين لرئاسة الحكومة، بيني غانتس، الإسرائيليين، بإعلانه أنه يؤيد إبرام صفقة ادعاء تنهي محاكمة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بتهم الفساد، من دون الدخول إلى السجن بشرط أن يتخلى عن الحكم. وقال غانتس في تصريحات صحافية خلال المظاهرات، إن نتنياهو يعيش في ضائقة بسبب هذه المحاكمة، ويستخدم كل ما لديه من قوة وحلفاء وأدوات حكم لكي يحارب القضاء ويهدم منظومة الحكم. فإذا نجا من المحاكمة وتم تحييده، سوف تسقط هذه الخطة.

نظير مجلي (تل أبيب)
المشرق العربي هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

سادَ هدوء حذِر قطاع غزة، صباح اليوم الأربعاء، بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، على أثر وفاة المعتقل خضر عدنان، أمس، مُضرباً عن الطعام في السجون الإسرائيلية، وفقاً لوكالة «الأنباء الألمانية». وكانت وسائل إعلام فلسطينية قد أفادت، فجر اليوم، بأنه جرى التوصل لاتفاق على وقف إطلاق النار بين فصائل فلسطينية والجانب الإسرائيلي، وأنه دخل حيز التنفيذ. وقالت وكالة «معاً» للأنباء إن وقف إطلاق النار في قطاع غزة «مشروط بالتزام الاحتلال الإسرائيلي بعدم قصف أي مواقع أو أهداف في القطاع».

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد مرور 75 عاماً على قيامها، أصبح اقتصاد إسرائيل واحداً من أكثر الاقتصادات ازدهاراً في العالم، وحقّقت شركاتها في مجالات مختلفة من بينها التكنولوجيا المتقدمة والزراعة وغيرها، نجاحاً هائلاً، ولكنها أيضاً توجد فيها فروقات اجتماعية صارخة. وتحتلّ إسرائيل التي توصف دائماً بأنها «دولة الشركات الناشئة» المركز الرابع عشر في تصنيف 2022 للبلدان وفقاً لنصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، متقدمةً على الاقتصادات الأوروبية الأربعة الأولى (ألمانيا والمملكة المتحدة وفرنسا وإيطاليا)، وفقاً لأرقام صادرة عن صندوق النقد الدولي. ولكن يقول جيل دارمون، رئيس منظمة «لاتيت» الإسرائيلية غير الربحية التي تسعى لمكافحة ا

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

أعلن رئيس مجلس النواب الأميركي، كيفين مكارثي، في تل أبيب، امتعاضه من تجاهل الرئيس الأميركي، جو بايدن، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو وامتناعه عن دعوته للقيام بالزيارة التقليدية إلى واشنطن. وهدد قائلاً «إذا لم يدع نتنياهو إلى البيت الأبيض قريباً، فإنني سأدعوه إلى الكونغرس». وقال مكارثي، الذي يمثل الحزب الجمهوري، ويعدّ اليوم أحد أقوى الشخصيات في السياسة الأميركية «لا أعرف التوقيت الدقيق للزيارة، ولكن إذا حدث ذلك فسوف أدعوه للحضور ومقابلتي في مجلس النواب باحترام كبير. فأنا أرى في نتنياهو صديقاً عزيزاً.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

بدأت المواجهة المفتوحة في إسرائيل، بسبب خطة «التعديلات» القضائية لحكومة بنيامين نتنياهو، تأخذ طابع «شارع ضد شارع» بعد مظاهرة كبيرة نظمها اليمين، الخميس الماضي، دعماً لهذه الخطة، ما دفع المعارضة إلى إظهار عزمها الرد باحتجاجات واسعة النطاق مع برنامج عمل مستقبلي. وجاء في بيان لمعارضي التعديلات القضائية: «ابتداءً من يوم الأحد، مع انتهاء عطلة الكنيست، صوت واحد فقط يفصل إسرائيل عن أن تصبحَ ديكتاتورية قومية متطرفة.

«الشرق الأوسط» (رام الله)

مسؤول إسرائيلي يوضّح كيف تسبب نتنياهو في قرار «الجنائية الدولية»

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (رويترز)
TT

مسؤول إسرائيلي يوضّح كيف تسبب نتنياهو في قرار «الجنائية الدولية»

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (رويترز)

صرّح مسؤول كبير لهيئة البث العامة الإسرائيلية، اليوم الجمعة، بأن قرار المحكمة الجنائية الدولية بإصدار أمرَيْ اعتقال ضد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، كان من الممكن تجنبه لو سمح نتنياهو بفتح لجنة تحقيق رسمية في هجوم حركة «حماس» الفلسطينية يوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 والحرب التي اندلعت بسببه.

وقد رفض نتنياهو دعوات إجراء التحقيق، مدعياً أن مثل هذا التحقيق يجب أن ينتظر إلى ما بعد انتهاء الحرب، مع اتهامات من منتقديه أنه يحاول تجنب المسؤولية عن الفشل الذي حدث خلال الهجوم، وفق ما ذكرته صحيفة «تايمز أوف إسرائيل».

وأوضح المسؤول الإسرائيلي الكبير، الذي لم يتم الكشف عن هويته، أن «الإجراءات التي تقررها المحاكم الدولية يتم اتخاذها ضد دول ليس لديها قضاء مستقل قادر على التحقيق بنفسه. وكان من شأن لجنة تحقيق أن تثبت أن إسرائيل مستعدة للقيام بذلك».

وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية، الخميس، مذكرات اعتقال بحق نتنياهو وغالانت والقائد العسكري في حركة «حماس» الفلسطينية إبراهيم المصري المعروف باسم محمد الضيف، بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في الحرب الدائرة بقطاع غزة.