الجفاف يهدّد الحركة التجارية البحرية عبر قناة بنما

صورة عامة من قناة بنما في 19 أبريل 2023 (إ.ب.أ)
صورة عامة من قناة بنما في 19 أبريل 2023 (إ.ب.أ)
TT

الجفاف يهدّد الحركة التجارية البحرية عبر قناة بنما

صورة عامة من قناة بنما في 19 أبريل 2023 (إ.ب.أ)
صورة عامة من قناة بنما في 19 أبريل 2023 (إ.ب.أ)

يهدّد الجفاف حركة النقل البحري في قناة بنما، وهو ممرّ إلزامي لـ6 في المائة من حركة الملاحة التجارية العالمية بين المحيطين الأطلسي والهندي، حسبما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية.
تزود بحيرتان صناعيتان، هما بحيرة ألاخويلا وغاتون، القناة بالمياه اللازمة لتشغيل بوابات التحكّم بمرور المياه والسفن. لكن مستواهما انخفض بشكل كبير بسبب الجفاف الذي يضرب الحوض المائي هذا.
يقول ليدين غيفارا (43 عاماً) الذي يصطاد في بحيرة ألاخويلا مرتين شهرياً: «تفتقر (هذه البحيرة) للمياه أكثر فأكثر يوماً بعد يوم». وفي بحيرة غاتون العملاقة، تعبر السفن من ضفة إلى أخرى.
أمام هذا الوضع، اضطرت هيئة قناة بنما، للمرة الخامسة خلال هذا الموسم الجاف، إلى تقييد الوصول إلى القناة التي يمرّ عبرها 6 في المائة من التجارة البحرية العالمية، وبشكل أساسي من الولايات المتحدة والصين واليابان.
توفّر البحيرتان المياه التي تسمح بتشغيل البوابات الضخمة لمرور المياه التي ترفع السفن، من جانبَي الهادئ والأطلسي، إلى مستوى القناة، أو تُنزلها إلى مستوى المحيطات.
ومع كلّ مرور سفينة، يُصرّف نحو 200 مليون لتر من المياه العذبة في البحر.
ويقول المسؤول في هيئة قناة بنما إريك كوردوبا: «تؤثر قلة الأمطار أولاً على مخزون المياه لدينا». بالتالي، لم يعد بإمكان السفن من فئة «نيوبنماكس» Neopanamax، وهي الأكبر ويزيد طول غاطسها على 15 متراً بقليل في المياه العذبة - المرور، على حد قوله.
في السنة المالية 2022، مرّ أكثر من 14 ألف قارب تحمل ما مجموعه 518 مليون طن من البضائع عبر القناة، ما جلب 2,5 مليار دولار إلى دولة بنما.
في العام 2019، دقّ ناقوس الخطر للمرة الأولى، إذ لم تعد القناة تتلقى إلّا ثلاثة مليارات متر مكعب من المياه العذبة فيما هي بحاجة إلى أكثر من 5,2 مليار لتعمل.
مذاك الحين، تخشى سلطات بنما من أن يبحث أصحاب السفن عن طرق أخرى بديلة بسبب حالة عدم اليقين بشأن إمكان المرور عبر القناة.
أقر مدير هيئة قناة بنما ريكاورتي فاسكيس مؤخراً في حديث مع موقع «إس إن إي بي نوتيثياس» (SNIP Noticias) الإخباري البَنمي بأن النقص في المياه هو التهديد الرئيسي لحركة المرور عبر القناة الرابطة بين المحيطين.
ويقول المدير السابق لهيئة قناة بنما خورخيه خويكانو لوكالة الصحافة الفرنسية: «من دون توفير كميات جديدة من المياه، سيمنع الوضع نمو» نشاط القناة.
ويضيف: «من الأساسي إيجاد مصادر جديدة للمياه في وقت بدأنا نشعر بالتغير المناخي، ليس فقط في بلدنا بل في جميع أنحاء العالم».
يؤمن حوض القناة المائي مياهاً عذبة لأكثر من نصف سكان بنما البالغ عددهم 4,3 مليون نسمة.
تسبب الجفاف بانقطاع المياه الجارية في عدة مناطق في البلاد. احتجّ بعض السكان فيما يخشى خبراء من نزاعات بين مستخدمي المياه وهيئة تشغيل القناة التي تتوسع حولها المدينة من دون خطة عمرانية فعلية ما قد يؤدي إلى ارتفاع كبير جدا في الطلب على مياه الشرب.
ويحذّر مدير هيئة القناة ريكاورتي فاسكيس: «لا نريد الوصول إلى صراع فلسفي حول تأمين المياه إمّا لسكان بنما أو للتجارة الدولية».
ودعا مكتبه الثلاثاء الحكومة إلى «ضمان الوصول إلى خدمات توزيع المياه بأسعار معقولة وموثوقة» لأن الوصول إلى المياه «حقّ من حقوق الإنسان الأساسية».
لكن القناة عانت من «نقص في المتساقطات مثل باقي أنحاء البلاد لكن ضمن الحدود الطبيعية لموسم الجفاف» المداري، حسبما تقول مديرة معهد الأرصاد الجوية في بنما، لوس دي كالساديا، لوكالة الصحافة الفرنسية.
لكنها تحذر من أنه «من المحتمل جداً» أن تتأثر دولة بنما خلال النصف الثاني من العام بظاهرة إل نينيو المناخية، التي تتميز بتراجع نسبة المتساقطات.
وتضيف: «في الحقيقة، تصنع هيئة إدارة القناة معجزات من أجل الحفاظ على النشاط التجاري مع الوفاء بمسؤوليتها الاجتماعية المتمثلة في توفير مياه الشرب للاستهلاك البشري».
من جهته، يقول الصيّاد ليدين غيفارا: «هذا العام، رأيت أسوأ جفاف» في بحيرة ألاخويلا.


مقالات ذات صلة

تراجع حاد في مستويات المياه العذبة عالمياً

يوميات الشرق مهمة القمر الاصطناعي «GRACE-FO» استهدفت الكشف عن تغيرات كتلة المياه على سطح الأرض وتحتها (ناسا)

تراجع حاد في مستويات المياه العذبة عالمياً

كشفت بيانات الأقمار الاصطناعية التابعة لوكالة الفضاء والطيران الأميركية (ناسا) بالتعاون مع ألمانيا، عن تراجع حاد في إجمالي كميات المياه العذبة على كوكب الأرض.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
علوم «فقاعة المياه»... على وشك الانفجار

«فقاعة المياه»... على وشك الانفجار

بسبب البنية التحتية المتقادمة والإهدار

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الوزير المصري سويلم يلتقي السفير الألماني بالقاهرة (وزارة الموارد المائية والري)

مصر تحذّر دول نهر النيل من تفعيل اتفاقية «عنتيبي»

حذّرت مصر دول نهر النيل، من تفعيل «الاتفاقية الإطارية لدول حوض النيل»، المعروفة باسم اتفاقية «عنتيبي»، مؤكّدةً أنها بشكلها الحالي «تخالف قواعد القانون الدولي».

أحمد إمبابي (القاهرة)
شمال افريقيا وزير الموارد المائية المصري هاني سويلم خلال حفل تخريج متدربين أفارقة (وزارة الموارد المائية والري المصرية)

مصر تتمسك بقاعدة «الإجماع» لحل «الخلافات المائية» في حوض النيل

أكّدت مصر تمسكها بضرورة العمل وفق قاعدة «الإجماع» في إدارة وحل «الخلافات المائية» مع دول حوض النيل.

عصام فضل (القاهرة)
شمال افريقيا سويلم يلتقي سفيرة الإمارات في القاهرة (وزارة الموارد المائية)

مصر تطالب بتكاتف الجهود العربية لمواجهة «الشح المائي»

طالبت مصر بتكاتف الجهود العربية لمواجهة «الشح المائي» الذي تعاني منه المنطقة عبر إيجاد حلول مبتكرة للتعامل مع تحديات المياه الأمر الذي عدّه خبراء «ضرورة ملحة».

عصام فضل (القاهرة)

ميركل تعرب عن حزنها لعودة ترمب إلى الرئاسة الأميركية

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث خلال اجتماع ثنائي مع المستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في واتفورد ببريطانيا... 4 ديسمبر 2019 (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث خلال اجتماع ثنائي مع المستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في واتفورد ببريطانيا... 4 ديسمبر 2019 (رويترز)
TT

ميركل تعرب عن حزنها لعودة ترمب إلى الرئاسة الأميركية

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث خلال اجتماع ثنائي مع المستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في واتفورد ببريطانيا... 4 ديسمبر 2019 (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث خلال اجتماع ثنائي مع المستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في واتفورد ببريطانيا... 4 ديسمبر 2019 (رويترز)

أعربت المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل عن «حزنها» لعودة دونالد ترمب إلى السلطة وتذكرت أن كل اجتماع معه كان بمثابة «منافسة: أنت أو أنا».

وفي مقابلة مع مجلة «دير شبيغل» الألمانية الأسبوعية، نشرتها اليوم الجمعة، قالت ميركل إن ترمب «تحد للعالم، خاصة للتعددية».

وقالت: «في الحقيقة، الذي ينتظرنا الآن ليس سهلا»، لأن «أقوى اقتصاد في العالم يقف خلف هذا الرئيس»، حيث إن الدولار عملة مهيمنة، وفق ما نقلته وكالة «أسوشييتد برس».

وعملت ميركل مع أربعة رؤساء أميركيين عندما كانت تشغل منصب مستشار ألمانيا. وكانت في السلطة طوال ولاية ترمب الأولى، والتي كانت بسهولة أكثر فترة متوترة للعلاقات الألمانية الأمريكية خلال 16 عاما، قضتها في المنصب، والتي انتهت أواخر 2021.

وتذكرت ميركل لحظة «غريبة» عندما التقت ترمب للمرة الأولى، في البيت الأبيض خلال شهر مارس (آذار) 2017، وردد المصورون: «مصافحة»، وسألت ميركل ترمب بهدوء: «هل تريد أن نتصافح؟» ولكنه لم يرد وكان ينظر إلى الأمام وهو مشبك اليدين.

الرئيس الأميركي دونالد ترمب والمستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل يحضران حلقة نقاشية في اليوم الثاني من قمة مجموعة العشرين في هامبورغ بألمانيا... 8 يوليو 2017 (أ.ف.ب)

ونقلت المجلة عن ميركل القول: «حاولت إقناعه بالمصافحة بناء على طلب من المصورين لأنني اعتقدت أنه ربما لم يلحظ أنهم يريدون التقاط مثل تلك الصورة... بالطبع، رفضه كان محسوبا».

ولكن الاثنان تصافحا في لقاءات أخرى خلال الزيارة.

ولدى سؤالها ما الذي يجب أن يعرفه أي مستشار ألماني بشأن التعامل مع ترمب، قالت ميركل إنه كان فضوليا للغاية وأراد معرفة التفاصيل، «ولكن فقط لقراءتها وإيجاد الحجج التي تقويه وتضعف الآخرين».

وأضافت: «كلما كان هناك أشخاص في الغرفة، زاد دافعه في أن يكون الفائز... لا يمكنك الدردشة معه. كان كل اجتماع بمثابة منافسة: أنت أو أنا».

وقالت ميركل إنها «حزينة» لفوز ترمب على كامالا هاريس في الانتخابات الرئاسية التي أجريت في الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني). وقالت: «لقد كانت خيبة أمل لي بالفعل لعدم فوز هيلاري كلينتون في 2016. كنت سأفضل نتيجة مختلفة».