رحلة البحث عن جرعة ماء في الخرطوم قد تكون قاتلة

شح المياه في جنوب الخرطوم بسبب المعارك المستمرة (أ.ف.ب)
شح المياه في جنوب الخرطوم بسبب المعارك المستمرة (أ.ف.ب)
TT

رحلة البحث عن جرعة ماء في الخرطوم قد تكون قاتلة

شح المياه في جنوب الخرطوم بسبب المعارك المستمرة (أ.ف.ب)
شح المياه في جنوب الخرطوم بسبب المعارك المستمرة (أ.ف.ب)

تعاني العاصمة السودانية الخرطوم أزمة مياه حادة، على الرغم من إحاطة ثلاثة أنهار بها، وبسبب الحرب اضطر المواطنون إلى البحث عن الماء في أماكن بعيدة، بل خطيرة أيضاً، قد تكلفهم حياتهم؛ فالرحلة إلى «مورد» الماء غالباً ما تضع العطشى بين تقاطع نيران الجيش و«الدعم السريع»، اللذين يتقاتلان منذ عشرة أيام.
ومع خطورة رحلة السعي إلى الماء فإن آفاق الارتواء لا تزال غير محمودة العواقب؛ إذ إن القتال يدور دون توقف، والقذائف تقع على رؤوس الناس ومنازلهم دون توقف.
إمدادات المياه انقطعت منذ اشتعال الحرب في معظم أحياء الخرطوم ومدن أخرى في البلاد، فلجأ المواطنون بادئ الأمر إلى المياه المعبأة في قوارير، لكن مع استمرار الطلب والحرب معاً نفدت الكمية الموجودة في المخازن، فاضطر الناس إلى جلب المياه من النيل مباشرة. لكن، لكي يصلوا إلى النهر، فإنهم عادة ما يمرون بمناطق تشهد أعمالاً قتالية، وقصفاً بالأسلحة الثقيلة والخفيفة والطيران الحربي، لكن الماء «غلاب»، لأنه عصب الحياة.
إزاء ذلك، وُلدت سوق سوداء لبيع مياه النهر عبر العربات التي تجرها الدواب، وبلغ سعر برميل الماء 9 آلاف جنيه سوداني (نحو 6 دولارات)، رغم أنه قد لا يصلح للشرب، بل يستخدم فقط في أغراض تنظيف المسكن أو غسل الأدوات والملابس.
ومما تجدر الإشارة إليه في رحلة البحث عن جرعة ماء أن بعض المواطنين تعرضوا لإطلاق نار.
يؤكد المواطن علي حسن أنه كاد، مساء السبت الماضي، يفقد حياته برصاصة طائشة في أثناء رحلة البحث عن الماء. وأضاف في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «استيقظت باكراً صبيحة العيد، ووضعت خزان مياه متنقلاً على سيارتي، وهممت بالخروج بحثاً عن الماء. حاولت زوجتي منعي لأن أصوات الرصاص والقذائف كانت تصم الآذان، لكني توكلت على الله وخرجت». وتابع: «قبل أن أبلغ النيل، اخترقت رصاصة باب سيارتي الخلفي، فأصابني الخوف، وعدت إلى المنزل دون ماء، لكن جاري أنقذنا من العطش بلتريْ ماء من مخزونه».
وبحرقة موجعة، تحدثت مودة محمد، من سكان مدينة الخرطوم بحري، قائلة: «أبكي بحرقة، وألعن الحرب؛ لعجزي عن توفير ماء يروي عطش صغاري في الليل، خصوصاً أن السماء مضاءة بالقذائف ونيران مضادات الطيران»، علماً بأن مكان إقامتها لا يفصله عن القصر الرئاسي والمعارك الدائرة حوله سوى جسر المك نمر.
وتستطرد مودة: «الأسبوع الماضي كنت أجلب الماء في الصباح من حي الصافية مستخدمة طرقاً آمنة قدر الإمكان، لكن مع استمرار القتال لم تعد هناك منطقة آمنة؛ لأن الاشتباكات في كل مكان». وتتابع: «زاد الأمر سوءاً أن وقود سيارتي نفد، ولا أدري كيف ستكون حالنا في الأيام القادمة: هل سنموت عطشاً أم بالرصاص؟».
وفي تفسيره لشح المياه والعطش اللذين يهددان حياة المواطنين، قال مدير عام هيئة مياه الخرطوم، محمد علي العجب، لـ«الشرق الأوسط»، إن محطة المياه في بحري خرجت من الخدمة؛ لأن قوات «الدعم السريع» منعت دخول مهندسي المياه لإصلاح العطب الذي نتج عن تعرض المحطة لإطلاق النار، الأمر الذي خلق أزمة كبيرة في مياه الشرب، وأضاف: «هذه المحطة تغطي مناطق واسعة: كل مدينة الخرطوم بحري، ومنطقة شرق النيل، ومدينة أم درمان».
وأكد العجب بقاء مهندسي المياه في «محطتي المقرن وسوبا» في الخرطوم داخل المحطات منذ بداية القتال، وأضاف: «هم يعملون طوعاً رغم أن حياتهم معرّضة للخطر». وتابع: «بعض الحلول التي اتبعناها هي تزويد محطات بيت المال والملازمين في أم درمان من محطة مياه القماير». وأضاف أن «مياه النيل قد تكون ملوثة، وقد لا تصلح للشرب، فقط يمكن استخدامها للنظافة، ويجب غليها قبل الشرب».
وبدوره، قال المدير العام السابق لهيئة مياه الخرطوم، نهيزي محمد، إن إنتاج المياه يبلغ مليوني متر مكعب يومياً، وبلغ العجز نحو 1.8 مليون متر مكعب كل يوم، موضحاً أن «محطة بحري متوقفة عن الخدمة بسبب الحرب، ويصعب الوصول إليها. وقد كانت تنتج 3 آلاف متر مكعب يومياً، وتغطي مدينة بحري وجزءاً من أم درمان، ومثلها خرجت محطة بيت المال عن الخدمة، وتنتج 60 ألف متر مكعب». وأضاف: «عدد الآبار في الخرطوم 1800 بئر، لكن بحري لا توجد فيها آبار كبيرة».
وحذر نهيزي محمد من تلوث مياه النيل، ومن شرب مياهه دون غلي، لأن كثيرين صاروا يستحمون في النهر مباشرة.
ويواجه العاملون في محطات المياه ظروفاً صعبة؛ إذ يواجهون الموت بشكل مستمر، لا سيما بعد أن أُطلقت النار على بعض المحطات من قبل قوات «الدعم السريع»، وفق بيان صادر عن القوات المسلحة.
ورغم تطمينات الجيش للعاملين في المياه والكهرباء، ووعوده ببذل الجهود اللازمة لإعادة الخدمة للمواطنين وإصلاح الأعطال، فإن العطش لا يزال سيد الموقف في الخرطوم. لكن شح المياه لا يعود إلى الحرب وحدها، إذ إن عدداً من المناطق في الخرطوم والخرطوم بحري وأم درمان ظلت تعاني أزمة مياه منذ بداية شهر رمضان المنصرم، وكانت المياه حين تصل تكون شحيحة وفي وقت متأخر من الليل. وقال المواطن أحمد الحاج إن الحصول على لتر ماء للشرب «أصبح من سابع المستحيلات»، وتابع: «غداة آخر أيام شهر رمضان، صرخ أبنائي من شدة الفرح؛ لأني أحضرت مياهاً للاستحمام، وغسل المنزل استعداداً للعيد».
وقد فاقمت الحرب والاقتتال أزمة مياه الشرب، لكنها ليست سببها الوحيد؛ فالمدينة التي تتوسد ثلاثة أنهار لا تجد ما يسد عطش سكانها بمياه صحية، وهذا منذ ما قبل اندلاع المعارك.


مقالات ذات صلة

الرياض تكثف اتصالاتها لوقف التصعيد في السودان

شمال افريقيا الرياض تكثف اتصالاتها لوقف التصعيد في السودان

الرياض تكثف اتصالاتها لوقف التصعيد في السودان

كثَّفت المملكة العربية السعودية، جهودَها الدبلوماسية لوقف التصعيد في السودان، إلى جانب مساعداتها لإجلاء آلاف الرعايا من أكثر من مائة دولة عبر ميناء بورتسودان. وأجرى وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، أمس، اتصالات هاتفية، مع الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، ووزير الخارجية الجيبوتي محمود علي يوسف، بحث خلالها الجهود المبذولة لوقف التصعيد العسكري بين الأطراف السودانية، وإنهاء العنف، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين، بما يضمن أمنَ واستقرار ورفاه السودان وشعبه.

شمال افريقيا «أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

نقلت سفينة «أمانة» السعودية، اليوم (الخميس)، نحو 1765 شخصاً ينتمون لـ32 دولة، إلى جدة، ضمن عمليات الإجلاء التي تقوم بها المملكة لمواطنيها ورعايا الدول الشقيقة والصديقة من السودان، إنفاذاً لتوجيهات القيادة. ووصل على متن السفينة، مساء اليوم، مواطن سعودي و1765 شخصاً من رعايا «مصر، والعراق، وتونس، وسوريا، والأردن، واليمن، وإريتريا، والصومال، وأفغانستان، وباكستان، وأفغانستان، وجزر القمر، ونيجيريا، وبنغلاديش، وسيريلانكا، والفلبين، وأذربيجان، وماليزيا، وكينيا، وتنزانيا، والولايات المتحدة، وتشيك، والبرازيل، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وهولندا، والسويد، وكندا، والكاميرون، وسويسرا، والدنمارك، وألمانيا». و

«الشرق الأوسط» (جدة)
شمال افريقيا مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

بعد 3 أيام عصيبة قضتها المسنة السودانية زينب عمر، بمعبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان، وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على غر

شمال افريقيا الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

أعلنت الأمم المتحدة، الخميس، أنها تحتاج إلى 445 مليون دولار لمساعدة 860 ألف شخص توقعت أن يفروا بحلول أكتوبر (تشرين الأول) المقبل من القتال الدامي في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع. وأطلقت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين هذا النداء لجمع الأموال من الدول المانحة، مضيفة أن مصر وجنوب السودان سيسجّلان أكبر عدد من الوافدين. وستتطلب الاستجابة للأزمة السودانية 445 مليون دولار حتى أكتوبر؛ لمواجهة ارتفاع عدد الفارين من السودان، بحسب المفوضية. وحتى قبل هذه الأزمة، كانت معظم العمليات الإنسانية في البلدان المجاورة للسودان، التي تستضيف حالياً الأشخاص الفارين من البلاد، تعاني نقصاً في التمو

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شمال افريقيا الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

وجّه الصراع المحتدم الذي يعصف بالسودان ضربة قاصمة للمركز الرئيسي لاقتصاد البلاد في العاصمة الخرطوم. كما عطّل طرق التجارة الداخلية، مما يهدد الواردات ويتسبب في أزمة سيولة. وفي أنحاء مساحات مترامية من العاصمة، تعرضت مصانع كبرى ومصارف ومتاجر وأسواق للنهب أو التخريب أو لحقت بها أضرار بالغة وتعطلت إمدادات الكهرباء والمياه، وتحدث سكان عن ارتفاع حاد في الأسعار ونقص في السلع الأساسية. حتى قبل اندلاع القتال بين طرفي الصراع في 15 أبريل، عانى الاقتصاد السوداني من ركود عميق بسبب أزمة تعود للسنوات الأخيرة من حكم الرئيس السابق عمر البشير واضطرابات تلت الإطاحة به في عام 2019.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)

مصر تُكثف دعمها للسودان في إعادة الإعمار وتقليل تأثيرات الحرب

حضور «الملتقى المصري - السوداني لرجال الأعمال بالقاهرة» (مجلس الوزراء المصري)
حضور «الملتقى المصري - السوداني لرجال الأعمال بالقاهرة» (مجلس الوزراء المصري)
TT

مصر تُكثف دعمها للسودان في إعادة الإعمار وتقليل تأثيرات الحرب

حضور «الملتقى المصري - السوداني لرجال الأعمال بالقاهرة» (مجلس الوزراء المصري)
حضور «الملتقى المصري - السوداني لرجال الأعمال بالقاهرة» (مجلس الوزراء المصري)

في سياق تكثيف مصر دعمها للسودان في إعادة الإعمار، ناقش ملتقى اقتصادي في القاهرة الاستثمارات المشتركة بين البلدين، والتعاون الاقتصادي بهدف تقليل تأثيرات وخسائر الحرب السودانية، ودعم الأمن الغذائي بين البلدين.

واستضافت العاصمة المصرية القاهرة فعاليات «الملتقى المصري - السوداني الأول لرجال الأعمال»، اليوم السبت، بعد أيام من انعقاد «المؤتمر الاقتصادي الأول» في السودان، وناقش مسؤولون ورجال أعمال من البلدين فرص التوسع في الشراكات الاقتصادية.

ويشهد السودان منذ أبريل (نيسان) 2023 حرباً داخلية بين الجيش السوداني، و«قوات الدعم السريع»، راح ضحيتها آلاف المدنيين، ودفعت «نحو 13 ملايين سوداني للفرار داخلياً وخارجياً لدول الجوار»، حسب تقديرات الأمم المتحدة.

وأكد نائب رئيس مجلس الوزراء المصري، ووزير النقل والصناعة، كامل الوزير، في كلمته بالملتقى، أن التحديات التي تواجهها مصر والسودان «تفرض التعاون المشترك في مختلف المجالات»، لافتاً إلى حرص بلاده على «دعم السودان لتجاوز محنة الحرب وعودة الاستقرار».

وعدد الوزير المصري مجموعة من الفرص، التي يمكن استثمارها لدفع مجالات التجارة والصناعة والاستثمار في البلدين، منها «ثلاثة محاور للنقل البري، والمواني الجافة على الحدود المشتركة في معبري (قسطل وأرقين)»، إلى جانب ميناء للملاحة النهرية بين بحيرة ناصر (جنوب مصر) إلى وادي حلفا (شمال السودان)، معلناً عن مخطط مصري لمد مشروع خط القطار السريع «أبو سمبل - الإسكندرية» إلى السودان في منطقة «وادي حلفا»، ومؤكداً أن دراسات المشروع «باتت جاهزة للتنفيذ وتتبقى موافقة الجانب السوداني».

ويربط مصر والسودان منفذان بريان، هما معبرا «أرقين»، و«أشكيت» (ميناء قسطل) بوادي حلفا بالولاية الشمالية، ويعتمد البلدان على المعبرين في التبادل التجاري ونقل الأفراد.

وزير النقل المصري خلال كلمته بـ"الملتقى المصري-السوداني" (مجلس الوزراء المصري)

ودعا كامل الوزير المستثمرين السودانيين لتوسيع أعمالهم في السوق المصرية، مشيراً إلى أن حكومة بلاده «مستعدة لإزالة أي عقبات أمام الشركات السودانية للاستفادة من الفرص المتاحة في قطاعات التجارة والقطاعات الإنتاجية»، ومنوهاً بـ«إجراءات تحسين مناخ الاستثمار بمصر لتسهيل تأسيس الشركات، وإقامة المشروعات الصغيرة والمتوسطة».

وأضاف الوزير موضحاً أن «ملتقى رجال الأعمال المصري - السوداني» سيشكل «نواة للشراكة في المجال الصناعي بين البلدين، بما يعزز من التكامل الإقليمي، مع التعاون في مجال الأمن الغذائي».

وشارك في الملتقى وفد حكومي سوداني، ضم وزراء الصناعة والنقل والتموين والنفط والكهرباء، إلى جانب ممثلين من مجتمع الأعمال المصري - السوداني، وروابط الجالية السودانية بمصر.

وحسب تقديرات رسمية، تستضيف مصر نحو مليون و200 ألف سوداني، فروا من الحرب الداخلية، إلى جانب آلاف آخرين من الذين يعيشون في المدن المصرية منذ سنوات.

وعدّ السفير السوداني بمصر، عماد الدين عدوي، أن مبادرة انعقاد (ملتقى رجال الأعمال) بين البلدين «تستهدف تدشين شراكة لإعادة الإعمار في بلاده بعد الحرب»، مشيراً إلى أن الشركات المصرية (حكومية وخاصة) «هي الأجدر والأقدر على القيام بعملية الإعمار، وإعادة بناء ما دمرته الحرب».

كما أشار عدوي إلى أن الحرب «أثرت على النشاط الاقتصادي لبلاده، وحدّت من فرص التبادل التجاري»، غير أنه لفت إلى أن «نسب التجارة المصرية - السودانية لم تتأثر كثيراً، إذ حافظت على استقرارها عامي 2022 و2023»، وقال إن من أهداف الملتقى «دفع الشراكة لتحقيق الأمن الغذائي».

وسجل حجم التبادل التجاري بين مصر والسودان نحو 1.4 مليار دولار خلال عام 2023، مقابل 1.5 مليار دولار عام 2022، بنسبة انخفاض قدرها 6.4 في المائة، وفق إفادة لـ«الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء» بمصر، في مارس (آذار) الماضي. (الدولار الأميركي يساوي 49.65 جنيه في البنوك المصرية).

مشاركات واسعة في "الملتقى المصري-السوداني لرجال الأعمال بالقاهرة" (مجلس الوزراء المصري)

من جانبه، تحدث وزير التموين المصري، شريف فاروق، عما تنفذه بلاده من مشروعات بنية تحتية ولوجيستية، وقال إن تلك المشروعات «تمنح فرصاً للمستثمرين المصريين والسودانيين لتعزيز شراكتهم واستثماراتهم».

بينما أشار وزير التموين والتجارة السوداني، عمر محمد أحمد، إلى تأثير الحرب الداخلية على القطاعات الإنتاجية في بلاده، لافتاً في كلمته بالملتقى إلى «حاجة بلاده لمزيد من الاستثمارات في الأمن الغذائي»، ودعا إلى «تأسيس تحالف استراتيجي اقتصادي تجاري بين البلدين».

وناقش الملتقى ورقتي عمل حول عملية «إعادة الإعمار في السودان»، وفرص «تحقيق الأمن الغذائي بين البلدين»، وقدّر مدير «مركز التكامل المصري - السوداني»، عادل عبد العزيز، حجم خسائر القطاع الاقتصادي في السودان بسبب الحرب بنحو «89 مليار دولار»، من دون احتساب خسائر تدمير البنية التحتية والمنشآت، وقال في كلمته بالملتقى إن السودان «يواجه إشكالية مع المجتمع الدولي، ويعوّل على الشراكة مع الدول الصديقة مثل مصر لتجاوز أي تحديات».

وخلال فعاليات الملتقى، تحدث ممثلون عن المستثمرين ورجال الأعمال بالبلدين، وأشار ممثل مجتمع الأعمال السوداني، سعود مؤمن، إلى أن الملتقى «يروم تكامل جهود البلدين في إعادة الإعمار، وتوفير احتياجات السودان من السلع الضرورية»، منوهاً بـ«رغبة القطاع الخاص السوداني في تدشين تجمعات اقتصادية مع نظرائهم بمصر في مجال الصناعات الغذائية».

كما أشار رجل الأعمال المصري، نجيب ساويرس، إلى أن «الزراعة تعد من أكثر المجالات جذباً للاستثمار بالسودان لتوافر المياه والأرض الصالحة»، فيما رأى ممثل مجتمع الأعمال المصري، أحمد السويدي، أن «التصنيع الزراعي أحد المجالات التي يمكن الاستثمار بها في السودان».