تركيا: إردوغان وكليتشدار أوغلو التقيا وجهاً لوجه بلا مصافحة

إردوغان ومنافسه الأبرز على الرئاسة كمال كليتشدار أوغلو خلال الاحتفال بذكرى تأسيس المحكمة الدستورية العليا في أنقرة أمس (أ.ف.ب)
إردوغان ومنافسه الأبرز على الرئاسة كمال كليتشدار أوغلو خلال الاحتفال بذكرى تأسيس المحكمة الدستورية العليا في أنقرة أمس (أ.ف.ب)
TT

تركيا: إردوغان وكليتشدار أوغلو التقيا وجهاً لوجه بلا مصافحة

إردوغان ومنافسه الأبرز على الرئاسة كمال كليتشدار أوغلو خلال الاحتفال بذكرى تأسيس المحكمة الدستورية العليا في أنقرة أمس (أ.ف.ب)
إردوغان ومنافسه الأبرز على الرئاسة كمال كليتشدار أوغلو خلال الاحتفال بذكرى تأسيس المحكمة الدستورية العليا في أنقرة أمس (أ.ف.ب)

التقى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ومنافسه الأبرز على الرئاسة مرشح المعارضة رئيس حزب «الشعب الجمهوري» كمال كليتشدار أوغلو وجهاً لوجه «لكن من دون مصافحة» خلال الاحتفال بالذكرى 61 لتأسيس المحكمة الدستورية العليا، وسط احتدام الحملة الدعائية لكل منهما مع اقتراب الانتخابات البرلمانية والرئاسية التي ستجرى في 14 مايو (أيار) المقبل.
خلال الاحتفال الذي أقيم أمس الثلاثاء في مقر المحكمة الدستورية في أنقرة، دخل زعيم المعارضة كليتشدار أوغلو أولاً إلى القاعة ثم أعقبه دخول إردوغان، الذي صافح الحضور من دون أن يصافح كليتشدار أوغلو. وجلس كل منهما على مقربة في الصف الأول بالقاعة، حيث جلس كليتشدار أوغلو على يسار رئيس المحكمة الدستورية زهدي أرسلان، وعن يمينه جلس إردوغان وفقاً للبروتوكول المعمول به في هذه المناسبة.
واستدعى مشهد تغاضي إردوغان عن مصافحة كليتشدار أوغلو، الذي تكرر مراراً في المناسبات التي تجمعهما، تعليقات من جانب وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي.
ووصفت وسائل الإعلام اللقاء بـ«البارد» وسط مباراة الانتخابات الساخنة، قائلة إن الرياح الباردة هبت على قاعة المحكمة الدستورية وسط الماراثون الانتخابي. وأضافت أن الأمر الذي لفت الانتباه هو أن الزعيمين لم ينظرا بعضهما إلى بعض، ولم يتصافحا قبل الجلوس.
وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، كان هناك استهجان واسع للمشهد، مع إشارات إلى أن إردوغان هو من دخل بعد كليتشدار أوغلو، وبذلك فإنه تعمد عدم مصافحته، وأنه مهما كان الأمر فالتنافس في الانتخابات لا يمنع المصافحة بين المتنافسين.
وفي كلمته خلال الاحتفال، أورد رئيس المحكمة زهدي أرسلان ملاحظات لافتة مستنكراً الاتهامات والانتقادات التي توجه إلى المحكمة وقراراتها وتتعارض مع الإنصاف والتفاهم، وتهدف في التحليل النهائي إلى الإضرار بالسمعة الشخصية والمؤسسية لهذه الهيئة التي تعد من أركان الدولة الاجتماعية الديمقراطية، كما نصت على ذلك المادة الثانية للدستور، معتبراً أن مثل هذه الأمور لا طائل من ورائها.
وكانت المحكمة الدستورية قد تعرضت لهجوم حاد من جانب رئيس حزب «الحركة القومية» دولت بهشلي، حليف الرئيس رجب طيب إردوغان في تحالف «الشعب» الذي طالب أكثر من مرة بإغلاق المحكمة الدستورية، وهاجمها بعنف بعد قرارها رفع التجميد عن حسابات حزب «الشعوب الديمقراطية»، المؤيد للأكراد، في مارس (آذار) الماضي، في إطار القضية المقامة منذ عام 2021 لإغلاق الحزب وحظر نشاط 450 من قياداته وأعضائه ومنعهم من ممارسة السياسة لمدة 5 سنوات، بدعوى أنه تحول إلى بؤرة لدعم الإرهاب والأنشطة التي تستهدف وحدة الدولة مع شعبها، وذراع لحزب «العمال الكردستاني»، المصنف منظمة إرهابية.
وقال أرسلان إن المحكمة الدستورية هي المنوطة بتفسير الدستور، وتطبق سيادة القانون كمبدأ رئيسي، ومن ناحية أخرى، غالباً ما تستخدم المحكمة الدستورية مزيجاً من دولة القانون الديمقراطية للتأكيد على الديمقراطية الدستورية، وهي الفهم الحالي للديمقراطية.


مقالات ذات صلة

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

شؤون إقليمية أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية. وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين إن بلاده تتوقع موقفاً واضحاً من دمشق حيال «تنظيم حزب العمال الكردستاني الإرهابي» والتنظيمات التابعة له، في إشارة إلى وحدات حماية الشعب الكردية، أكبر مكونات قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التي تنظر إليها أنقرة على أنها امتداد لـ«العمال الكردستاني» في سوريا.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية خصوم إردوغان يتهمونه بـ«مفاوضة» أوجلان في سجنه طلباً لأصوات كردية

خصوم إردوغان يتهمونه بـ«مفاوضة» أوجلان في سجنه طلباً لأصوات كردية

واجه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ادعاءً جديداً من خصومه في المعارضة، بشأن إرساله مبعوثين للتفاوض مع زعيم «حزب العمال الكردستاني» السجين مدى الحياة، عبد الله أوجلان، من أجل توجيه رسالة للأكراد للتصويت لصالحه في الانتخابات الرئاسية المقررة في 14 مايو (أيار) الحالي. وقالت رئيسة حزب «الجيد» المعارض، ميرال أكشنار، إن إردوغان أرسل «شخصية قضائية» إلى أوجلان في محبسه، وإنها تعرف من الذي ذهب وكيف ذهب، مشيرة إلى أنها لن تكشف عن اسمه لأنه ليس شخصية سياسية. والأسبوع الماضي، نفى المتحدث باسم الرئاسة التركية، إعلان الرئيس السابق لحزب «الشعوب الديمقراطية» السجين، صلاح الدين دميرطاش، أن يكون إردوغان أرسل وف

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية دخول تركيا «النادي النووي» مهم... وزوال مخاوف «تشيرنوبل» مسألة وقت

دخول تركيا «النادي النووي» مهم... وزوال مخاوف «تشيرنوبل» مسألة وقت

<div>دفع إقدام تركيا على دخول مجال الطاقة النووية لإنتاج الكهرباء عبر محطة «أككويو» التي تنشئها شركة «روساتوم» الروسية في ولاية مرسين جنوب البلاد، والتي اكتسبت صفة «المنشأة النووية» بعد أن جرى تسليم الوقود النووي للمفاعل الأول من مفاعلاتها الأربعة الخميس الماضي، إلى تجديد المخاوف والتساؤلات بشأن مخاطر الطاقة النووية خصوصاً في ظل بقاء كارثة تشيرنوبل ماثلة في أذهان الأتراك على الرغم من مرور ما يقرب من 40 عاما على وقوعها. فنظراً للتقارب الجغرافي بين تركيا وأوكرانيا، التي شهدت تلك الكارثة المروعة عام 1986، ووقوعهما على البحر الأسود، قوبلت مشروعات إنتاج الكهرباء من الطاقة النووية باعتراضات شديدة في البد</div>

شؤون إقليمية أنقرة: وزراء خارجية تركيا وسوريا وروسيا قد يجتمعون في 10 مايو

أنقرة: وزراء خارجية تركيا وسوريا وروسيا قد يجتمعون في 10 مايو

قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، اليوم الأربعاء، إن اجتماع وزراء خارجية تركيا وسوريا وروسيا قد يُعقَد بموسكو، في العاشر من مايو (أيار)، إذ تعمل أنقرة ودمشق على إصلاح العلاقات المشحونة. كان جاويش أوغلو يتحدث، في مقابلة، مع محطة «إن.تي.في.»

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
شؤون إقليمية «أككويو» تنقل تركيا إلى النادي النووي

«أككويو» تنقل تركيا إلى النادي النووي

أصبحت تركيا رسمياً عضواً في نادي الدول النووية بالعالم بعدما خطت أولى خطواتها لتوليد الكهرباء عبر محطة «أككويو» النووية التي تنفذها شركة «روسآتوم» الروسية في ولاية مرسين جنوب البلاد. ووصف الرئيس التركي رجب طيب إردوغان خطوة تزويد أول مفاعل من بين 4 مفاعلات بالمحطة، بـ«التاريخية»، معلناً أنها دشنت انضمام بلاده إلى القوى النووية في العالم، مشيراً إلى أن «أككويو» هي البداية، وأن بلاده ستبني محطات أخرى مماثلة. على ساحل البحر المتوسط، وفي حضن الجبال، تقع محطة «أككويو» النووية لتوليد الكهرباء، التي تعد أكبر مشروع في تاريخ العلاقات التركية - الروسية.


إيران توقف زوج المحامية والناشطة نسرين ستوده

المحامية والناشطة الإيرانية نسرين ستوده وزوجها رضا خندان (أرشيفية - أ.ف.ب)
المحامية والناشطة الإيرانية نسرين ستوده وزوجها رضا خندان (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

إيران توقف زوج المحامية والناشطة نسرين ستوده

المحامية والناشطة الإيرانية نسرين ستوده وزوجها رضا خندان (أرشيفية - أ.ف.ب)
المحامية والناشطة الإيرانية نسرين ستوده وزوجها رضا خندان (أرشيفية - أ.ف.ب)

أوقفت السلطات الإيرانية، اليوم الجمعة، رضا خندان زوج المحامية والناشطة نسرين ستوده التي اعتُقلت عدة مرات في السنوات الأخيرة، بحسب ابنته ومحاميه.

ونشرت ابنته ميراف خاندان عبر حسابها على موقع «إنستغرام»: «تم اعتقال والدي في منزله هذا الصباح». وأكد محاميه محمد مقيمي المعلومة في منشور على منصة «إكس»، موضحاً أن الناشط قد يكون أوقف لقضاء حكم سابق.

ولم ترد تفاصيل أخرى بشأن طبيعة القضية أو مكان احتجازه، وفق ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأوقفت زوجته ستوده البالغة 61 عاماً والحائزة عام 2012 جائزة «ساخاروف» لحرية الفكر التي يمنحها البرلمان الأوروبي، آخر مرة في أكتوبر (تشرين الأول) 2023 أثناء حضورها جنازة أرميتا غاراواند التي توفيت عن 17 عاماً في ظروف مثيرة للجدل. وكانت دول أوروبية والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة قد أعربت عن دعمها للمحامية التي أُطلق سراحها بعد أسبوعين.

وقد دافعت عن العديد من المعارضين والناشطين، من بينهم نساء رفضن ارتداء الحجاب الإلزامي في إيران، وكذلك مساجين حُكم عليهم بالإعدام بسبب جرائم ارتكبوها عندما كانوا قاصرين. وكان زوجها يساندها باستمرار، ويطالب بالإفراج عنها في كل فترة اعتقال. ويأتي توقيفه فيما من المقرر أن يدخل حيز التنفيذ في الأيام المقبلة قانون جديد يهدف إلى تشديد العقوبات المرتبطة بانتهاك قواعد اللباس في إيران.

وقالت منظمة العفو الدولية في تقرير إن النساء قد يواجهن عقوبة تصل إلى الإعدام إذا انتهكن القانون الرامي إلى «تعزيز ثقافة العفة والحجاب».