اتهامات متبادلة بين الجيش السوداني و«الدعم السريع» بخرق الهدنة

291 قتيلاً وإصابة 1699 وسط المدنيين

الدخان الناجم عن القتال يحلق فوق مساكن أحياء الخرطوم (رويترز)
الدخان الناجم عن القتال يحلق فوق مساكن أحياء الخرطوم (رويترز)
TT

اتهامات متبادلة بين الجيش السوداني و«الدعم السريع» بخرق الهدنة

الدخان الناجم عن القتال يحلق فوق مساكن أحياء الخرطوم (رويترز)
الدخان الناجم عن القتال يحلق فوق مساكن أحياء الخرطوم (رويترز)

لم تصمد الهدنة الجديدة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع طويلاً، إذ بعد ساعات من سريانها خرج كل طرف يتهم الآخر بخرقها، فيما قال الجيش إنه رصد تحركات عسكرية مكثفة لقوات الدعم السريع بالولايات في طريقها لتنفيذ عمليات عسكرية في العاصمة الخرطوم. بدورها، اتهمت قوات الدعم السريع، الجيش، بمهاجمة قواتها المتمركزة بالقصر الجمهوري الرئاسي بقلب العاصمة الخرطوم بالمدفعية الثقيلة، واستهداف مناطق المدنيين، فيما ارتفعت أعداد الضحايا من المدنيين منذ اندلاع الحرب الأسبوع قبل الماضي إلى 291 قتيلاً و1699 مصاباً.
وأفاد شهود عيان بأن الطيران الحربي للجيش السوداني نفذ غارات جوية في مدينة أم درمان استهدفت منازل المدنيين، ونقلت تقارير مؤكدة استهداف رتل متحرك من السيارات العسكرية لقوات الدعم السريع شمال مدينة بحري. وأبلغت مصادر محلية «الشرق الأوسط» بتحليق الطيران العسكري في عدد من الأحياء الشرقية للعاصمة الخرطوم. ورضخ الطرفان تحت ضغوط ومساعي قوى دولية وإقليمية وداخلية بتمديد الهدنة ووقف القتال لمدة 3 أيام جديدة، وأكدا التزامهما التام بها.
وأعلنت القوى الدولية والإقليمية أنها ستعمل على تطوير الهدنة لوقف دائم لإطلاق النار ولتمهيد الطريق أمام الحل السلمي المتفاوض عليه لإنهاء الأزمة. وقال الجيش السوداني، في بيان أمس الثلاثاء، إنه رصد الكثير من الخروقات التي تقوم قوات الدعم السريع، مشيراً إلى استمرار تحركاتها العسكرية داخل وخارج الخرطوم في محاولة لتقييد تحركات المواطنين. وذكر البيان أن مجموعات من قوات الدعم السريع تعمل على استغلال (الهدنة) للسيطرة على مصفى للبترول في منطقة الجيلي شمال مدينة الخرطوم بحري بغرض خلق أزمة في إمدادات الوقود بالبلاد.
وكشف بيان الجيش عن تحركات لأرتال عسكرية من مناطق بغرب البلاد متجهة إلى العاصمة الخرطوم لتنفيذ عمليات عسكرية. وقال الجيش السوداني: رغم التزامنا بالهدنة سنحتفظ بالحق الكامل في التعامل مع هذه الخروقات الخطيرة التي تحاول قوات الدعم السريع استغلالها لإنقاذ موقفها العملياتي المتدهور. وبدورها، قالت قوات الدعم السريع في بيان إن الطرف الآخر لم يلتزم بشروط الهدنة، ولا تزال طائراته تحلق في سماء مدن الخرطوم، وعمليات القصف بالمدافع مستمرة على مواقع تمركز قواتنا. وأشارت إلى أن كسر شروط الهدنة المعلنة يؤكد ما ظلت تشير إليه باستمرار عن وجود أكثر من مركز قرار داخل قيادة الجيش.
واعتبرت قوات الدعم السريع أن استمرار الجيش في القصف يعرض حياة المواطنين والرعايا الأجانب من الدول الأجنبية والعربية للخطر ويعيق تنفيذ الهدنة الإنسانية التي خصصت لفتح ممرات آمنة للمواطنين. وقالت: نود أن نلفت انتباه الرأي العالمي والمحلي إلى الهجوم العشوائي الذي تقوم به قيادات القوات المسلحة ضد الأبرياء، عبر الطيران الذي تسبب في مقتل العشرات في مناطق متفرقة من الخرطوم، بالإضافة إلى عمليات القصف العشوائي بالمدافع التي لا تزال تحصد أرواح الأبرياء من أبناء الشعب السوداني. وأكدت في البيان سيطرتها بشكل كامل على مدينة بحري ومنطقة شرق النيل، مجددة التزامها بالهدنة المعلنة والمساعدة في تسهيل أي إجراءات، أو القيام بأي أعمال من شأنها أن تخفف معاناة المواطنين.
وفي موازاة ذلك، وجهت قوات الدعم السريع قادتها الميدانيين بالتعامل الصارم مع كل أشكال التفلت والنهب وتخريب الممتلكات العامة والخاصة، مشيرة إلى أنها تقوم بحملات مكثفة لحسم مظاهر التفلتات ونهب حقوق المواطنين.
وأعلنت هيئة شؤون الأنصار، المرجعية الدينية لحزب الأمة القومي، أكبر الأحزاب السودانية، تعرض 3 مواقع بضاحية ودنوباوي بمدينة أم درمان للضرب بالقنابل تسببت في أضرار جزئية بعدد من منازل المواطنين.
ومن جانبها، رحبت القوى الموقعة على الاتفاق الإطاري بتمديد مدة الهدنة بعد المجهودات المقدرة التي قامت بها الحكومة الأميركية، و«نشد على أيدي قيادة القوات المسلحة والدعم السريع على استجابتهما لهذه المبادرة». وقالت في بيان: ستشهد هذه الهدنة نقاشات للتوصل لاتفاق شامل لوقف إطلاق النار بصورة دائمة لحل سلمي ينهي هذه الحرب.
ودعت (القوى) الطرفين إلى الالتزام بالهدنة والامتناع عن أي أفعال عدائية، والسماح بتيسير الوصول إلى المستشفيات والخدمات الأساسية. وقالت القوى الموقعة على الاتفاق الإطاري وتضم أحزاب تحالف قوى الحرية والتغيير وقوى أخرى: «سنبذل أقصى جهدنا للتنسيق بين أوسع قاعدة من القوى المدنية من أجل التعجيل بوضع حد لهذه الحرب، واستعادة المسار السياسي السلمي لمعالجة القضايا الوطنية الرئيسية».
ومن جانبها، قالت لجنة أطباء السودان (غير حكومية) إن أعداد القتلى وسط المدنيين ارتفعت إلى 291 وإصابة 1699، مشيرة إلى توقف المستشفيات بالقرب من مناطق الاشتباكات عن العمل تماماً.
وأضافت في بيان، أمس الثلاثاء، أن 13 مستشفى تم قصفها في الاشتباكات و19 تعرضت للإخلاء القسري. ولم يلتزم الجيش وقوات الدعم السريع بالهدنة السابقة التي استمرت 3 أيام، إذ تجددت الاشتباكات وإطلاق النار والغارات الجوية في عدد من المناطق بالعاصمة الخرطوم.


مقالات ذات صلة

الرياض تكثف اتصالاتها لوقف التصعيد في السودان

شمال افريقيا الرياض تكثف اتصالاتها لوقف التصعيد في السودان

الرياض تكثف اتصالاتها لوقف التصعيد في السودان

كثَّفت المملكة العربية السعودية، جهودَها الدبلوماسية لوقف التصعيد في السودان، إلى جانب مساعداتها لإجلاء آلاف الرعايا من أكثر من مائة دولة عبر ميناء بورتسودان. وأجرى وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، أمس، اتصالات هاتفية، مع الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، ووزير الخارجية الجيبوتي محمود علي يوسف، بحث خلالها الجهود المبذولة لوقف التصعيد العسكري بين الأطراف السودانية، وإنهاء العنف، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين، بما يضمن أمنَ واستقرار ورفاه السودان وشعبه.

شمال افريقيا «أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

نقلت سفينة «أمانة» السعودية، اليوم (الخميس)، نحو 1765 شخصاً ينتمون لـ32 دولة، إلى جدة، ضمن عمليات الإجلاء التي تقوم بها المملكة لمواطنيها ورعايا الدول الشقيقة والصديقة من السودان، إنفاذاً لتوجيهات القيادة. ووصل على متن السفينة، مساء اليوم، مواطن سعودي و1765 شخصاً من رعايا «مصر، والعراق، وتونس، وسوريا، والأردن، واليمن، وإريتريا، والصومال، وأفغانستان، وباكستان، وأفغانستان، وجزر القمر، ونيجيريا، وبنغلاديش، وسيريلانكا، والفلبين، وأذربيجان، وماليزيا، وكينيا، وتنزانيا، والولايات المتحدة، وتشيك، والبرازيل، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وهولندا، والسويد، وكندا، والكاميرون، وسويسرا، والدنمارك، وألمانيا». و

«الشرق الأوسط» (جدة)
شمال افريقيا مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

بعد 3 أيام عصيبة قضتها المسنة السودانية زينب عمر، بمعبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان، وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على غر

شمال افريقيا الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

أعلنت الأمم المتحدة، الخميس، أنها تحتاج إلى 445 مليون دولار لمساعدة 860 ألف شخص توقعت أن يفروا بحلول أكتوبر (تشرين الأول) المقبل من القتال الدامي في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع. وأطلقت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين هذا النداء لجمع الأموال من الدول المانحة، مضيفة أن مصر وجنوب السودان سيسجّلان أكبر عدد من الوافدين. وستتطلب الاستجابة للأزمة السودانية 445 مليون دولار حتى أكتوبر؛ لمواجهة ارتفاع عدد الفارين من السودان، بحسب المفوضية. وحتى قبل هذه الأزمة، كانت معظم العمليات الإنسانية في البلدان المجاورة للسودان، التي تستضيف حالياً الأشخاص الفارين من البلاد، تعاني نقصاً في التمو

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شمال افريقيا الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

وجّه الصراع المحتدم الذي يعصف بالسودان ضربة قاصمة للمركز الرئيسي لاقتصاد البلاد في العاصمة الخرطوم. كما عطّل طرق التجارة الداخلية، مما يهدد الواردات ويتسبب في أزمة سيولة. وفي أنحاء مساحات مترامية من العاصمة، تعرضت مصانع كبرى ومصارف ومتاجر وأسواق للنهب أو التخريب أو لحقت بها أضرار بالغة وتعطلت إمدادات الكهرباء والمياه، وتحدث سكان عن ارتفاع حاد في الأسعار ونقص في السلع الأساسية. حتى قبل اندلاع القتال بين طرفي الصراع في 15 أبريل، عانى الاقتصاد السوداني من ركود عميق بسبب أزمة تعود للسنوات الأخيرة من حكم الرئيس السابق عمر البشير واضطرابات تلت الإطاحة به في عام 2019.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)

الجزائر: نقض أحكام بإعدام 38 شخصاً في «قضية حرائق القبائل»

مدانون بالإعدام في قضية الانتماء إلى «ماك» وحرائق القبائل (الشرق الأوسط)
مدانون بالإعدام في قضية الانتماء إلى «ماك» وحرائق القبائل (الشرق الأوسط)
TT

الجزائر: نقض أحكام بإعدام 38 شخصاً في «قضية حرائق القبائل»

مدانون بالإعدام في قضية الانتماء إلى «ماك» وحرائق القبائل (الشرق الأوسط)
مدانون بالإعدام في قضية الانتماء إلى «ماك» وحرائق القبائل (الشرق الأوسط)

قال محامون في الجزائر إن المحكمة العليا قبلت طعناً بالنقض في قضية أثارت جدلاً كبيراً العام الماضي، تمثلت في إصدار محكمة الجنايات بالعاصمة حكماً بإعدام 38 شخصاً، بتهمة «إشعال النار في منطقة القبائل، بناءً على توجيهات من تنظيم إرهابي»، يُسمى «حركة الحكم الذاتي في القبائل».

صورة لنيران منطقة القبائل صيف 2021 (الشرق الأوسط)

وأكد المحامي والحقوقي الشهير، مصطفى بوشاشي، الذي ترافع لصالح بعض المتهمين، لصحافيين، أن أعلى غرفة الجنايات بأعلى هيئة في القضاء المدني نقضت، مساء أمس الخميس، الأحكام التي صدرت فيما بات يعرف بـ«قضية الأربعاء ناث إراثن»، وهي قرية ناطقة بالأمازيغية (110 كيلومترات شرق)، شهدت في صيف 2021 حرائق مستعرة مدمرة، خلفت قتلى وجرحى، وإتلافاً للمحاصيل الزراعية ومساحات غابات كبيرة، وعقارات ومبانٍ على غرار قرى أخرى مجاورة.

مبنى المحكمة العليا بأعالي العاصمة الجزائرية (الشرق الأوسط)

غير أن الحرائق ليست أخطر ما حدث يومها في نظر القضاء، فعندما كان سكان القرية يواجهون النيران بوسائلهم الخاصة البسيطة، تناهى إليهم أن شخصاً بصدد إضرام النار في بلدتهم عمداً، وفعلاً ألقت الشرطة بهذه الشبهة على ثلاثيني من منطقة بوسط البلاد، يُدعى جمال بن سماعين، فتوجهوا وهم في قمة الغضب إلى مقر الأمن، وكان الشاب في تلك الأثناء داخل سيارة الشرطة فأخرجوه منها، غير عابئين بالعيارات النارية، التي أطلقها رجال شرطة لثنيهم عن قتله، وأخذوه إلى الساحة العامة، فنكّلوا به وأحرقوا جثته، بينما كان يتوسل إليهم أن يخلوا سبيله، وبأنه حضر إلى القرية للمساعدة وليس لإشعال النار.

وجرى تصوير مشاهد التنكيل المروعة بكاميرات الهواتف النقالة، واعتقل الأمن لاحقاً كل الذين ظهروا في الصور.

جمال بن سماعين قُتل على أيدي سكان قرية التهمتها النيران (متداولة)

على أثر ذلك، طالبت قطاعات واسعة في المجتمع بـ«القصاص»، ورفع التجميد عن عقوبة الإعدام، التي تصدرها المحاكم دون أن تنفذ، وذلك منذ تطبيقه بحق 3 إسلاميين عام 1993، بتهمة تفجير مطار العاصمة صيف 1992 (42 قتيلاً). لكن أثبت التحقيق بأن بن سماعين لا يد له في الأحداث المأساوية.

وبثّ الأمن الجزائري «اعترافات» لعدد كبير من المعتقلين بعد الأحداث، أكدوا كلهم أنهم وراء النيران المستعرة، وبأنهم ارتكبوا الجريمة بأوامر من رئيس تنظيم «حركة الحكم الذاتي في القبائل»، المعروف اختصاراً بـ«ماك»، فرحات مهني، الذي يتحدر من المنطقة، ويقيم منذ سنوات طويلة بفرنسا بصفته لاجئاً سياسياً.

فرحات مهني المتهم بإشعال النار في منطقة القبائل (الشرق الأوسط)

وقال محامو المتهمين بعد تداول هذه «الاعترافات» إن القضاء «يبحث عن مسوّغ لإنزال عقوبة ثقيلة في حقهم»، وهو ما حدث بالفعل في أكتوبر (تشرين الأول) 2023، بإدانتهم بالإعدام. علماً بأن التهم وجهت لمائة شخص في هذه القضية، وحُكم على بعضهم بالسجن بين عام و5 سنوات مع التنفيذ، في حين نال آخرون البراءة.

وتمثلت التهم أساساً في «نشر الرعب في أوساط السكان بإشعال النيران»، و«الانتماء إلى منظمة إرهابية» تُدعى «ماك»، و«قتل شخص عن سبق إصرار والتنكيل بجثته»، و«القيام بأفعال إرهابية وتخريبية تستهدف أمن الدولة والوحدة الوطنية، واستقرار المؤسسات وسيرها العادي، عن طريق بث الرعب في أوساط السكان، وخلق جو انعدام الأمن»، وتم تثبيت الأحكام بعد استئنافها.

أما فرحات مهني فكذّب، في فيديو نشره بالإعلام الاجتماعي، التهمة المنسوبة إليه، وطالب بفتح تحقيق مستقل في الأحداث «من طرف جهة أجنبية».

وفي نظر عدد كبير من المحامين على صلة بهذا الملف، فإن القضاء يبحث من خلال نقض الأحكام عن «إصلاح أخطاء تسبب فيها بإصدار قرارات متسرعة»، وبأن القضاة «كانوا تحت ضغط رأي عام طالب بالقصاص». ووفق ما ينص عليه القانون، ستعاد محاكمة المتهمين في محكمة الجنايات بتشكيل قضاة غير الذين أدانوهم في المرة السابقة.