معبر «أرقين» الحدودي... أمل الفارين من الاشتباكات

معبر «أرقين» على الحدود السودانية - المصرية (وكالة الأنباء السودانية)
معبر «أرقين» على الحدود السودانية - المصرية (وكالة الأنباء السودانية)
TT
20

معبر «أرقين» الحدودي... أمل الفارين من الاشتباكات

معبر «أرقين» على الحدود السودانية - المصرية (وكالة الأنباء السودانية)
معبر «أرقين» على الحدود السودانية - المصرية (وكالة الأنباء السودانية)

بات معبر «أرقين البري»، الفاصل بين الحدود المصرية والسودانية، أمل الفارين من اشتباكات السودان، خصوصاً من مدينتي الخرطوم وأم درمان القريبتين. وعلى مدار الأسبوعين الماضيين، واصل المعبر الذي افتُتح عام 2016 استقبال حافلات نقل الركاب التي تتوافد من المدن السودانية، والتي تحمل آلاف السودانيين والرعايا المصريين الفارين. ووفق مصادر مصرية، فإنه قد عبر «ما لا يقل عن 5000 شخص من معبر (أرقين) إلى أسوان بجنوب مصر خلال الأيام الماضية».
يقع المعبر على مسافة 850 كيلومتراً شمال العاصمة السودانية الخرطوم، على الضفة الغربية لنهر النيل، ويستغرق الوافدون من الخرطوم أكثر من نصف يوم للوصول إليه، نظراً لصعوبة الطريق.
يقول عماد أحمد، أحد النازحين السودانيين الذين نجحوا في الوصول إلى القاهرة: «الرحلة من الخرطوم إلى معبر (أرقين) تتجاوز الـ12 ساعة بالحافلات، لأن بعض الكباري مغلقة والطرق وعرة... ومن المعبر إلى مدينة أسوان المصرية نحو 3 ساعات».
ورغم عدم الإعلان رسمياً عن إلغاء تأشيرة دخول السودانيين إلى مصر، يقول أحمد لـ«الشرق الأوسط» إن «تسهيلات مصرية واسعة تقدم هناك خصوصاً مع كبار السن والأطفال، وإنه سُمح لنازحين سودانيين بالدخول بلا تأشيرة مسبقة»، لكنه «شكا من استغلال بعض التجار وقادة حافلات نقل الركاب في الجانبين للأزمة».
ووفق فضائية «القاهرة الإخبارية»، التي تنقل بثاً من هناك فإن الجانب المصري استمر في استقبال وتيسير وخروج المواطنين المصريين والسودانيين ومن مختلف الجنسيات الذين توافدوا على المعبر، والذين أكدوا «حسن تعامل السلطات المصرية معهم».
وذكرت القناة أن «الدولة المصرية تقدم كثيراً من التسهيلات من أجل تسريع دخول الموجودين في المعبر، فيما تنتشر الخدمات الطبية والإنسانية التي تقدم لكل الموجودين داخل المعبر».
والاثنين، أعلن «الهلال الأحمر المصري» إقامة مركز خدمة إغاثي إنساني عبر معبر «أرقين» الحدودي، لتقديم الخدمات للنازحين من جنسيات مختلفة، وحسب إفادة مصرية، نقلتها «وكالة أنباء الشرق الأوسط» الرسمية، فإن «فرق الإغاثة الدولية بـ(الهلال الأحمر المصري) توجهت فور اندلاع الأزمة السودانية باتجاه الحدود والمعابر المصرية السودانية، بالتنسيق مع فرع (الهلال الأحمر المصري)، بمحافظة أسوان في أقصى جنوب مصر، وأقامت مركز خدمة إغاثياً إنسانياً عبر معبر (أرقين) الحدودي».
وتقدم فرق «الهلال الأحمر المصري» عبر ذلك المركز «خدمات الإغاثة والطوارئ، التي تشمل خدمات الدعم النفسي والأدوية والوجبات الغذائية الخفيفة، ووسائل الاتصال بين العابرين، خلال المعبر، من مختلف الجنسيات وبين ذويهم»، وفق البيان.
ويخدم معبر «أرقين» حركة نقل البضائع والركاب من وإلى مصر والسودان، وعند افتتاحه عام 2016 وصفت وزارة التعاون الدولي بمصر هذا المعبر بأنه «نقطة الانطلاق الأولى لمحور الإسكندرية- كيب تاون، الذي يربط أكبر تكتل أفريقي من البحر المتوسط حتى المحيط الهادئ»، مشيرة إلى أنه سيخدم الحركة التجارية مع 15 دولة أفريقية تقع على الطريق التجارية البرية لهذه الدول.
الجدير بالذكر أن وزارة الخارجية المصرية أعلنت، مساء الاثنين، إجلاء 134 مواطناً بالسودان عبر الإجلاء الجوي، و334 مواطناً من خلال الإجلاء البري، ليصل عدد من جرى إجلاؤهم من المصريين في السودان إلى 904 مواطنين منذ بدء خطة الإجلاء. وتشير تقديرات غير رسمية إلى أن عدد المصريين بالسودان في حدود 10 آلاف، بينهم نحو 5 آلاف طالب.
إضافة إلى ذلك، قرر وزير التربية والتعليم والتعليم الفني المصري الدكتور رضا حجازي، تأجيل امتحانات الثانوية العامة والدبلومات الفنية بمدارس البعثة التعليمية المصرية بالسودان؛ لحين استقرار الأوضاع الأمنية بالأراضي السودانية.
ووجّه الوزير الإدارة العامة للامتحانات بالوزارة «لاستقبال أبنائنا من طلاب الصف الثالث الثانوي المصريين العائدين من دولة السودان لأرض الوطن، الراغبين في أداء امتحانات الثانوية العامة داخل مصر، لتسهيل الإجراءات الخاصة بتسكينهم في مدارسهم السابقة وفقاً لمحل سكنهم، وتأدية امتحانات نهاية العام الدراسي 2022– 2023، وتتابع الوزارة باستمرار تطورات أوضاع الطلاب المصريين الموجودين حالياً في الأراضي السودانية»، وفقاً لبيان الوزير، بالتنسيق مع وزارة الخارجية ووزارة الدولة للهجرة وشؤون المصريين في الخارج.


مقالات ذات صلة

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

شمال افريقيا «أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

نقلت سفينة «أمانة» السعودية، اليوم (الخميس)، نحو 1765 شخصاً ينتمون لـ32 دولة، إلى جدة، ضمن عمليات الإجلاء التي تقوم بها المملكة لمواطنيها ورعايا الدول الشقيقة والصديقة من السودان، إنفاذاً لتوجيهات القيادة. ووصل على متن السفينة، مساء اليوم، مواطن سعودي و1765 شخصاً من رعايا «مصر، والعراق، وتونس، وسوريا، والأردن، واليمن، وإريتريا، والصومال، وأفغانستان، وباكستان، وأفغانستان، وجزر القمر، ونيجيريا، وبنغلاديش، وسيريلانكا، والفلبين، وأذربيجان، وماليزيا، وكينيا، وتنزانيا، والولايات المتحدة، وتشيك، والبرازيل، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وهولندا، والسويد، وكندا، والكاميرون، وسويسرا، والدنمارك، وألمانيا». و

«الشرق الأوسط» (جدة)
شمال افريقيا مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

بعد 3 أيام عصيبة قضتها المسنة السودانية زينب عمر، بمعبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان، وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على غر

شمال افريقيا الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

أعلنت الأمم المتحدة، الخميس، أنها تحتاج إلى 445 مليون دولار لمساعدة 860 ألف شخص توقعت أن يفروا بحلول أكتوبر (تشرين الأول) المقبل من القتال الدامي في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع. وأطلقت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين هذا النداء لجمع الأموال من الدول المانحة، مضيفة أن مصر وجنوب السودان سيسجّلان أكبر عدد من الوافدين. وستتطلب الاستجابة للأزمة السودانية 445 مليون دولار حتى أكتوبر؛ لمواجهة ارتفاع عدد الفارين من السودان، بحسب المفوضية. وحتى قبل هذه الأزمة، كانت معظم العمليات الإنسانية في البلدان المجاورة للسودان، التي تستضيف حالياً الأشخاص الفارين من البلاد، تعاني نقصاً في التمو

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شمال افريقيا الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

وجّه الصراع المحتدم الذي يعصف بالسودان ضربة قاصمة للمركز الرئيسي لاقتصاد البلاد في العاصمة الخرطوم. كما عطّل طرق التجارة الداخلية، مما يهدد الواردات ويتسبب في أزمة سيولة. وفي أنحاء مساحات مترامية من العاصمة، تعرضت مصانع كبرى ومصارف ومتاجر وأسواق للنهب أو التخريب أو لحقت بها أضرار بالغة وتعطلت إمدادات الكهرباء والمياه، وتحدث سكان عن ارتفاع حاد في الأسعار ونقص في السلع الأساسية. حتى قبل اندلاع القتال بين طرفي الصراع في 15 أبريل، عانى الاقتصاد السوداني من ركود عميق بسبب أزمة تعود للسنوات الأخيرة من حكم الرئيس السابق عمر البشير واضطرابات تلت الإطاحة به في عام 2019.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
شمال افريقيا فيصل بن فرحان وغوتيريش يبحثان وقف التصعيد في السودان

فيصل بن فرحان وغوتيريش يبحثان وقف التصعيد في السودان

بحث الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم (الخميس)، الجهود المبذولة لوقف التصعيد العسكري بين الأطراف في السودان، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين السودانيين والمقيمين على أرضه. وأكد الأمير فيصل بن فرحان، خلال اتصال هاتفي أجراه بغوتيريش، على استمرار السعودية في مساعيها الحميدة بالعمل على إجلاء رعايا الدول التي تقدمت بطلب مساعدة بشأن ذلك. واستعرض الجانبان أوجه التعاون بين السعودية والأمم المتحدة، كما ناقشا آخر المستجدات والتطورات الدولية، والجهود الحثيثة لتعزيز الأمن والسلم الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

 تطمينات موريتانية لدول أفريقية بعد ترحيل قسري لمهاجرين أفارقة

العنف المتصاعد في مالي التي تمتلك حدوداً مشتركة مع موريتانيا يفاقم مخاوف الحكومة الموريتانية (إ.ب.أ)
العنف المتصاعد في مالي التي تمتلك حدوداً مشتركة مع موريتانيا يفاقم مخاوف الحكومة الموريتانية (إ.ب.أ)
TT
20

 تطمينات موريتانية لدول أفريقية بعد ترحيل قسري لمهاجرين أفارقة

العنف المتصاعد في مالي التي تمتلك حدوداً مشتركة مع موريتانيا يفاقم مخاوف الحكومة الموريتانية (إ.ب.أ)
العنف المتصاعد في مالي التي تمتلك حدوداً مشتركة مع موريتانيا يفاقم مخاوف الحكومة الموريتانية (إ.ب.أ)

أعلنت وزارة الخارجية الموريتانية، أن وزير الخارجية والتعاون والموريتانيين في الخارج محمد سالم ولد مرزوق، أجرى مساء السبت محادثات هاتفية مع وزراء خارجية ساحل العاج والسنغال وغامبيا ومالي ساعات بعد اندلاع أعمال عنف وشغب قام بها مهاجرون من مالي أبعدتهم السلطات الموريتانية بسبب وضعيتهم غير القانونية.

مهاجر من أفريقيا جنوب الصحراء على متن قارب قبالة سواحل موريتانيا (أ.ف.ب)
مهاجر من أفريقيا جنوب الصحراء على متن قارب قبالة سواحل موريتانيا (أ.ف.ب)

وأوضح بيان للخارجية أنه تم خلال هذه المحادثات التأكيد على أهمية تعزيز وتكثيف التنسيق في مواجهة التحديات المرتبطة بالهجرة غير النظامية، في إطار الامتثال للقوانين والنظم ذات الصلة والالتزامات المشتركة، وبما يتماشى مع ما رسخته الروابط التاريخية التي تجمع الشعوب الشقيقة من مبادئ حسن الجوار وقيم الضيافة والتضامن.

وأضاف البيان أنه تم كذلك في نفس السياق تجديد الالتزام بحماية حقوق الأفراد وتوفير بيئة آمنة ومستقرة لجميع المواطنين والمقيمين، ومواصلة العمل المشترك لتعزيز التعاون والتكامل، بما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة والازدهار المشترك.

تشير تقارير إلى أن ما يقارب 90 % من زوارق الموت تنطلق من سواحل موريتانيا باتجاه أرخبيل الكناري الإسباني (أ.ف.ب)
تشير تقارير إلى أن ما يقارب 90 % من زوارق الموت تنطلق من سواحل موريتانيا باتجاه أرخبيل الكناري الإسباني (أ.ف.ب)

تأتي مباحثات وزير خارجية موريتانيا بعد قيام مئات المهاجرين الماليين باجتياح وإحراق مركز تفتيش للشرطة الموريتانية يقع على الحدود بين مالي وموريتانيا في وقت سابق من يوم أمس السبت.

وعبر المهاجرون عن غضبهم مما يصفونها بالمعاملة السيئة التي تعرضوا لها أثناء ترحيلهم من موريتانيا إلى الحدود وانتزاع أغراضهم الشخصية منهم، وقالوا إنه لم يسمح لهم باستعادتها. وأفادت مصادر رسمية بأن تعزيزات من قوات الشرطة والدرك تمكنت من استعادة الأمن وأحكمت سيطرتها على نقطة التفتيش الموريتانية.

مهاجر أفريقي في نواكشوط في انتظار الفرصة للهجرة سراً نحو أوروبا (أ.ف.ب)
مهاجر أفريقي في نواكشوط في انتظار الفرصة للهجرة سراً نحو أوروبا (أ.ف.ب)

وتواصل السلطات الموريتانية منذ أيام حملة اعتقالات وترحيل قسري لمهاجرين أفارقة من بلدان أفريقيا جنوب الصحراء من مالي والسنغال وغامبيا وساحل العاج، ممن هم في وضعية غير قانونية، ضمن خطة أشمل لمحاربة الهجرة غير النظامية نحو أوربا بعد توقيع اتفاق موريتاني أوروبي إسباني لمحاربة تدفق المهاجرين غير الشرعيين إلى أوروبا عبر السواحل
الموريتانية.