ما خيارات مصر للتعامل مع ملف النازحين السودانيين؟

تقديرات ما قبل الأزمة الأخيرة تشير إلى 5 ملايين مقيم حالياً

نازحون فارون من النزاع في محطة حافلات وادي كركر بمحافظة أسوان (أ.ف.ب)
نازحون فارون من النزاع في محطة حافلات وادي كركر بمحافظة أسوان (أ.ف.ب)
TT
20

ما خيارات مصر للتعامل مع ملف النازحين السودانيين؟

نازحون فارون من النزاع في محطة حافلات وادي كركر بمحافظة أسوان (أ.ف.ب)
نازحون فارون من النزاع في محطة حافلات وادي كركر بمحافظة أسوان (أ.ف.ب)

تسود حالة من الترقب أوساط المصريين منذ اندلاع اشتباكات السودان، لا تنبع فقط من روابط رسمية وشعبية، لكنها ترتبط أيضا بحسابات المستقبل في ضوء التطورات الميدانية وما يمكن أن تسفر عنه من تداعيات على أصعدة استراتيجية واقتصادية وإنسانية وأمنية. وتصدرت التساؤلات بشأن خيارات مصر في التعامل مع حركة نزوح سودانية كبيرة متوقعة، خاصة مع بدء تدفق آلاف السودانيين وأصحاب جنسيات أخرى ممن كانوا يقيمون بالسودان إلى المعابر البرية الحدودية مع مصر، فرارا من الاشتباكات الجارية في الخرطوم ومدن سودانية أخرى. وترتبط مصر والسودان بحدود برية يزيد طولها على 1200 كيلومتر، وتوجد عدة معابر حدودية، كما تتوفر وسائل نقل متعددة بين الجانبين تتنوع بين السكك الحديدية وحافلات النقل الجماعي.
وبدأت مصر منذ أيام إجلاء رعاياها المقيمين في السودان، الذين قُدر عددهم بنحو 10 آلاف مواطن، أغلبهم من الطلاب بالجامعات السودانية، فيما يقيم أكثر من 5 ملايين سوداني في مصر، بحسب أرقام رسمية للسفارة السودانية بالقاهرة، بينما يزيد عدد المسجلين السودانيين بوصفهم لاجئين لدى مفوضية شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة على 60 ألف شخص.

- زيادة أعداد اللاجئين
وزادت أعداد الوافدين واللاجئين السودانيين في السنوات الأخيرة بسبب تصاعد التوترات السياسية والاقتصادية في السودان وجنوب السودان، ما جعل الرحيل هو الخيار الأول للمواطنين السودانيين، وكانت مصر وجهتهم الأولى. وبحسب تقرير المفوضية الدولية لشؤون اللاجئين لشهر مارس (آذار) 2023، فإن مصر تستضيف أكثر من 288 ألف شخص من طالبي اللجوء المسجلين واللاجئين من 60 دولة مختلفة، غالبيتهم من سوريا تليها السودان وجنوب السودان وإريتريا وإثيوبيا واليمن والصومال. وأوضح التقرير الأممي أن اللاجئين وطالبي اللجوء يعيشون بمصر في بيئة حضرية (مدن)، ويتركزون إلى حد كبير في القاهرة الكبرى والإسكندرية ودمياط وعدة مدن في الساحل الشمالي.
ونوه التقرير إلى أنه «في السنوات الأخيرة، زادت الظروف الاقتصادية الصعبة في مصر بشكل كبير من احتياج اللاجئين وأفراد المجتمع المُضيف، ومع افتقار العديد من اللاجئين إلى مصدر دخل ثابت إلى جانب زيادة التضخم (تتم تلبية الاحتياجات الأساسية بالكاد)».

- ترحيب شعبي
وأثار ترقب نزوح جماعي متوقع من بعض المواطنين السودانيين إلى مصر، تفاعلاً ونقاشاً في أوساط شعبية. وبينما لم يصدر أي رد فعل رسمي حتى الآن، حفلت وسائل التواصل الاجتماعي بمواقف متباينة، كان من بينها مبادرات عبر وسائل التواصل الاجتماعي لتقديم الدعم والمساعدة وتنظيم حملات تغريد إلكتروني لمنح السودانيين حق دخول مصر من دون تأشيرة.
واعتبر رامي زهدي، خبير الشؤون الأفريقية، أن نزوح أعداد كبيرة من السودان إلى مصر بات «أمرا محتوما»، مشيرا إلى أن «الفرار من الموت في ظل الاشتباكات الجارية من السودان، أو الهروب من تداعيات تلك الأزمة المتمثلة في نقص مواد الإعاشة، وتوقعات تدهور الاقتصاد، وفقدان فرص العمل، ستدفع بقطاعات واسعة من السودانيين إلى النزوح نحو مصر».
وأوضح زهدي لـ«الشرق الأوسط»، أن مصر «تتعامل مع الأزمة وفق إدراك للتحديات التي يفرضها الموقف، فضلاً عن فهم لمسؤولياتها التاريخية والإنسانية تجاه السودان»، واصفا مصر بأنها «الدولة الأجدر والأكثر عناية بالملف السوداني منذ سنوات الاستقلال وحتى الآن».
وتوقع «ألا تتوقف مصر عن دعمها لأبناء الشعب السوداني، رغم الضغوط الاقتصادية والتحديات الأمنية التي يمكن أن تفرضها الأزمة الراهنة»، مشيرا إلى أهمية أن يكون هناك «دعم لوجيستي واقتصادي وسياسي لمصر، حتى تتمكن من أداء واجبها على الوجه الأكمل». ونوه خبير الشؤون الأفريقية إلى أنه «لا سبيل أمام القاهرة سوى الوفاء بمسؤولياتها تجاه الشعب السوداني»، ولفت إلى أن كل التقارير الواردة من المعابر الحدودية، وبخاصة معبر «أرقين» تشير إلى تقديم تسهيلات كبيرة في هذا الشأن. وأشار زهدي إلى أن القاهرة قدمت حتى قبل اندلاع الاشتباكات الأخيرة «تيسيرات عديدة لتسهيل دخول وإقامة المواطنين السودانيين على الأراضي المصرية».
ووافقت السلطات المصرية، بداية أبريل (نيسان) الحالي، على تمديد المهلة التي جاءت بقرار من الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي لمدة 6 أشهر أخرى ليتمكن السودانيون المقيمون بمصر من توفيق أوضاعهم. ويسمح نظام التأشيرات المعمول به حاليا للأطفال والنساء من السودان بالدخول دون تأشيرة، وكذلك للرجال فوق الستين عاما، بينما يوجب على الرجال البالغين القادرين على العمل (من 16 إلى 60 عاما) الحصول على تأشيرة مسبقة.

- تغليب الاعتبارات الإنسانية
من جانبه، توقع الدكتور أيمن السيد عبد الوهاب، نائب مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، وخبير الشؤون الأفريقية، أن يزداد تدفق المواطنين السودانيين على مصر خلال الآونة المقبلة، مؤكدا أن «كل المؤشرات الواردة من السودان ومن المناطق الحدودية تصب في هذا الاتجاه». وأضح عبد الوهاب لـ«الشرق الأوسط» أن «نمط الاستجابة المصرية في مثل هذه الأزمات (يميل إلى تغليب الاعتبارات الإنسانية)». مشيرا إلى «استقبال مصر الملايين من مواطني دول عربية وأفريقية، خلال السنوات الماضية جراء اضطرابات سياسية وأمنية عصفت بتلك الدول».
وأشار نائب مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إلى أن مصر «لم تعهد من قبل إقامة مخيمات للاجئين رغم العدد الكبير من المقيمين على أراضيها، ولا تقبل مثل هذه الحلول في ضوء خبراتها التاريخية وتجاربها السابقة للتعامل مع الوافدين إليها». وأضاف أن الجالية السودانية: «من بين الأكبر في مصر، ولها جذور قديمة، ويتمتع أبناؤها بمزايا تقترب مما يحصل عليه المواطن المصري تماما»، كما أن هناك العديد من السودانيين لهم أقارب مستقرون في مصر منذ سنوات بعيدة، ويمكنهم استيعاب أعداد إضافية، ومساعدتهم في تدبير احتياجاتهم.
ولفت عبد الوهاب إلى أن التحدي الذي ربما يواجه السلطات المصرية في المرحلة المقبلة هو «التدفق بأعداد كبيرة على المعابر الحدودية وبما يفوق قدرة الأجهزة المعنية على تقديم الخدمات الإدارية والتنظيمية اللازمة في هذا الشأن»، مؤكدا أن «هناك حاجة ماسة للتعاون على جانبي الحدود، تجنبا لأي ضغط مفاجئ». ولم يغفل الخبير المتخصص في القضايا الأفريقية، عن أن تكون لموجة النزوح المتوقعة من السودانيين إلى مصر انعكاسات وضغوط على البنية الاقتصادية المصرية، في وقت تواجه فيه البلاد ضغوطا اقتصادية ملموسة نتيجة ارتفاع معدلات التضخم وتداعيات الأزمة العالمية.


مقالات ذات صلة

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

شمال افريقيا «أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

نقلت سفينة «أمانة» السعودية، اليوم (الخميس)، نحو 1765 شخصاً ينتمون لـ32 دولة، إلى جدة، ضمن عمليات الإجلاء التي تقوم بها المملكة لمواطنيها ورعايا الدول الشقيقة والصديقة من السودان، إنفاذاً لتوجيهات القيادة. ووصل على متن السفينة، مساء اليوم، مواطن سعودي و1765 شخصاً من رعايا «مصر، والعراق، وتونس، وسوريا، والأردن، واليمن، وإريتريا، والصومال، وأفغانستان، وباكستان، وأفغانستان، وجزر القمر، ونيجيريا، وبنغلاديش، وسيريلانكا، والفلبين، وأذربيجان، وماليزيا، وكينيا، وتنزانيا، والولايات المتحدة، وتشيك، والبرازيل، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وهولندا، والسويد، وكندا، والكاميرون، وسويسرا، والدنمارك، وألمانيا». و

«الشرق الأوسط» (جدة)
شمال افريقيا مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

بعد 3 أيام عصيبة قضتها المسنة السودانية زينب عمر، بمعبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان، وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على غر

شمال افريقيا الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

أعلنت الأمم المتحدة، الخميس، أنها تحتاج إلى 445 مليون دولار لمساعدة 860 ألف شخص توقعت أن يفروا بحلول أكتوبر (تشرين الأول) المقبل من القتال الدامي في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع. وأطلقت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين هذا النداء لجمع الأموال من الدول المانحة، مضيفة أن مصر وجنوب السودان سيسجّلان أكبر عدد من الوافدين. وستتطلب الاستجابة للأزمة السودانية 445 مليون دولار حتى أكتوبر؛ لمواجهة ارتفاع عدد الفارين من السودان، بحسب المفوضية. وحتى قبل هذه الأزمة، كانت معظم العمليات الإنسانية في البلدان المجاورة للسودان، التي تستضيف حالياً الأشخاص الفارين من البلاد، تعاني نقصاً في التمو

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شمال افريقيا الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

وجّه الصراع المحتدم الذي يعصف بالسودان ضربة قاصمة للمركز الرئيسي لاقتصاد البلاد في العاصمة الخرطوم. كما عطّل طرق التجارة الداخلية، مما يهدد الواردات ويتسبب في أزمة سيولة. وفي أنحاء مساحات مترامية من العاصمة، تعرضت مصانع كبرى ومصارف ومتاجر وأسواق للنهب أو التخريب أو لحقت بها أضرار بالغة وتعطلت إمدادات الكهرباء والمياه، وتحدث سكان عن ارتفاع حاد في الأسعار ونقص في السلع الأساسية. حتى قبل اندلاع القتال بين طرفي الصراع في 15 أبريل، عانى الاقتصاد السوداني من ركود عميق بسبب أزمة تعود للسنوات الأخيرة من حكم الرئيس السابق عمر البشير واضطرابات تلت الإطاحة به في عام 2019.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
شمال افريقيا فيصل بن فرحان وغوتيريش يبحثان وقف التصعيد في السودان

فيصل بن فرحان وغوتيريش يبحثان وقف التصعيد في السودان

بحث الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم (الخميس)، الجهود المبذولة لوقف التصعيد العسكري بين الأطراف في السودان، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين السودانيين والمقيمين على أرضه. وأكد الأمير فيصل بن فرحان، خلال اتصال هاتفي أجراه بغوتيريش، على استمرار السعودية في مساعيها الحميدة بالعمل على إجلاء رعايا الدول التي تقدمت بطلب مساعدة بشأن ذلك. واستعرض الجانبان أوجه التعاون بين السعودية والأمم المتحدة، كما ناقشا آخر المستجدات والتطورات الدولية، والجهود الحثيثة لتعزيز الأمن والسلم الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

السودان يسعى للعودة إلى الاتحاد الأفريقي وهيئة «إيغاد»

أعلام دول «الاتحاد الأفريقي» الـ55 خلال القمة الـ38 في أديس أبابا الشهر الماضي (أ.ف.ب)
أعلام دول «الاتحاد الأفريقي» الـ55 خلال القمة الـ38 في أديس أبابا الشهر الماضي (أ.ف.ب)
TT
20

السودان يسعى للعودة إلى الاتحاد الأفريقي وهيئة «إيغاد»

أعلام دول «الاتحاد الأفريقي» الـ55 خلال القمة الـ38 في أديس أبابا الشهر الماضي (أ.ف.ب)
أعلام دول «الاتحاد الأفريقي» الـ55 خلال القمة الـ38 في أديس أبابا الشهر الماضي (أ.ف.ب)

أبدى السودان رغبته في استئناف نشاط عضويته في الهيئة الحكومية للتنمية بشرق أفريقيا، المعروفة اختصاراً بـ«إيغاد»، بعدما كان قد جمد عضويته في يناير (كانون الثاني) 2024، بينما دعت «إيغاد» وفي وقت سابق، إلى فتح صفحة جديدة مع السودان. كما تسعى الحكومة السودانية التي يرأسها قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، إلى فك تعليق عضويتها في الاتحاد الأفريقي، بعدما كان الاتحاد قد علّق عضوية السودان إثر الانقلاب العسكري الذي قاده الجيش على الحكومة المدنية الانتقالية في أكتوبر (تشرين الأول) 2021.

جاء ذلك خلال زيارة رسمية أجراها نائب رئيس مجلس السيادة، مالك عقار، إلى جيبوتي، حيث التقى الرئيس إسماعيل عمر غيلة، وسلمه رسالة خطية من البرهان تتعلق بالعلاقات الثنائية بين البلدين، كما التقى رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، محمود علي يوسف.

نائب رئيس مجلس السيادة السوداني مالك عقار (إكس)
نائب رئيس مجلس السيادة السوداني مالك عقار (إكس)

من جانبه، أكد وكيل وزارة الخارجية السودانية، حسين الأمين الفاضل، أن نائب رئيس مجلس السيادة قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، جدد رغبة السودان في استئناف نشاطه بمنظمة «إيغاد».

وخلال اللقاء، هنأ عقار الرئيس الجيبوتي بفوز بلاده برئاسة مفوضية الاتحاد الأفريقي، معرباً عن ثقته في أن تتمكن القيادة الجديدة من تصحيح مسار المفوضية نحو القيام بدورها المطلوب في إيجاد الحلول الناجعة للقضايا الأفريقية.

وبحث الجانبان تطورات الأوضاع العسكرية والمسار السياسي في السودان، وملف السودان في الاتحاد الأفريقي ومنظمة «إيغاد»، وفق إعلام مجلس السيادة السوداني.

وعلق السودان عضويته بعد يوم من القمة التي عقدتها «إيغاد» في يناير بالعاصمة الأوغندية كمبالا، والتي شارك فيها قائد «قوات الدعم السريع»، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، الذي تخوض قواته حرباً ضد الجيش منذ منتصف أبريل (نيسان) 2023.

وكانت الحكومة السودانية قد احتجت حينها على تجاهل الهيئة لقرار السودان الذي نُقل إليها رسمياً، بوقف انخراطه في «إيغاد» وتجميد تعامله معها في أي موضوعات تخص السودان، بسبب دعوة الهيئة لحميدتي، وأيضاً بسبب رفض السودان رئاسة دولة كينيا للجنة الرفيعة المعنية بملف الحرب السودانية، بحجة أن كينيا منحازة لـ«قوات الدعم السريع». وتطالب «إيغاد» طرفي النزاع في السودان بوقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار وإنهاء الحرب.

الرئيس الجيبوتي إسماعيل عمر غيلة خلال حضوره الدورة الاستثنائية 42 لمنظمة «إيغاد» (رويترز)
الرئيس الجيبوتي إسماعيل عمر غيلة خلال حضوره الدورة الاستثنائية 42 لمنظمة «إيغاد» (رويترز)

كما سبق أن اتهم السودان «إيغاد» بإضفاء الشرعية على «قوات الدعم السريع»، التي يعدها الجيش السوداني قوات متمردة عليه، رغم أنها كانت فصيلاً يتبع له حتى اليوم الأخير قبل اشتعال الحرب. واستنكر السودان حينها دعوة حميدتي إلى اجتماع قمة يحضره رؤساء الدول والحكومات، وعدّ ذلك تحيزاً وتدخلاً في الشأن الداخلي للبلاد.

وذكرت وكالة أنباء السودان الرسمية «سونا» أن اللقاء تناول تطورات الأوضاع بالبلاد وسبل تفعيل آليات عودة السودان لمقعده في الاتحاد الأفريقي، لا سيما أن ملابسات تعليق عضويته جاءت في مرحلة مختلفة عن المرحلة التي يمر بها السودان الآن. وأبدى رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي استعداد المفوضية التام لمناقشة قضية عودة السودان ومزاولة نشاطه مع المؤسسات ذات الصلة داخل الاتحاد الأفريقي.

واندلع القتال بين الجيش و«قوات الدعم السريع» في منتصف أبريل 2023، بعد توتر على مدى أسابيع بين الطرفين بشأن عملية سياسية مدعومة دولياً تهدف إلى نقل السلطة إلى المدنيين وتنحي العسكريين عن الحكم.