أشرف العشماوي: الكتابة الأدبية جعلتني قاضياً أكثر رحمة وإنسانية

قال لـ «الشرق الأوسط» إنه يهرب من قيوده وقت الكتابة كما يهرب من الرقابة

عناوين روايات لأشرف عشماوي
عناوين روايات لأشرف عشماوي
TT

أشرف العشماوي: الكتابة الأدبية جعلتني قاضياً أكثر رحمة وإنسانية

عناوين روايات لأشرف عشماوي
عناوين روايات لأشرف عشماوي

تمثل السيرة المهنية للروائي والقاضي والمستشار المصري أشرف العشماوي، حقلاً ثريّاً بالأحداث والمواقف والقضايا التي يوظفها ليصنع منها أعمالاً إبداعية تلامس حياة الناس وتحاكي معاناتهم.
عمل العشماوي في الصحافة، والمحاماة، كما عمل رئيساً لنيابة أمن الدولة العليا، وقاضياً، ومساعداً لوزير العدالة الانتقالية، صدرت له 11 رواية، منها: «زمن الضباع» 2010، و«تويا» التي وصلت للقائمة الطويلة لجائزة البوكر للرواية العربية 2012، و«سرقات مشروعة» 2012، و«المرشد» التي فازت بجائزة أفضل رواية في استفتاء القراء عام 2013 على موقع «جودريدز»، و«البارمان» التي فازت بجائزة أفضل رواية عربية من الهيئة العامة للكتاب لعام 2014، و«كلاب الراعي» التي فازت بجائزة أفضل رواية تاريخية من ملتقى البحرين الثقافي عام 2019، وغيرها. وصدرت روايته الأخيرة «الجمعية السرية للمواطنين» 2022.
كان العشماوي قد شارك أخيراً في إحدى الفعاليات الثقافية شرق السعودية، وكان معه هذا الحوار:

> دعنا نتحدث عن بداياتك... رغم أنك عملت في سلك النيابة إلا أنه كان لديك خوف من القارئ منعك من النشر 10 سنوات على الأقل... كيف تغلبت على هذه المشاعر؟
- في ظني أنني لم أتغلب على المشاعر المتباينة والمتأرجحة بين الخوف من النشر والرغبة فيه بسهولة، بدليل أنني أمضيت نحو عشر سنوات أكتب ولا أنشر، اكتفيت بالمقالات التي كنت أكتبها بانتظام، لكن في الوقت ذاته كنت أكتب الرواية؛ وظل الحال هكذا حتى شعرتُ أن الرغبة داهمت الخوف بداخلي وحاصرته فخرّ مدحوراً، ربما ساعدني الكاتب الكبير أنيس منصور عندما التقيته مصادفة، وقرأ مسودة روايتي الأولى وشجعني على النشر، وجعل بعض دور النشر تتصل بي، لكن قبلها ظللت عشر سنوات كاملة أخاف من القارئ العربي لأني أراه ناقداً وقارئاً كبيراً ليس من السهل تقديم أي نصّ له، ربما يغفر لي مرة لكنه بالتأكيد لن يرحمني في الثانية. لكن عندما كسرت حاجز الخوف بعد اللقاء مع أنيس منصور أصابتني مشاعر عكسية، ربما يمكنني وصفها بجرأة الجهل، فقد تولدت بداخلي رغبة النشر بصورة غير مسبوقة ولم أعد أفكر في القارئ، لكنها مرة، ومن وقت الرواية الثانية عادت لي مخاوفي، وظلت مصاحبة لي حتى الآن. ما زلت أهاب القارئ وأعمل له حساباً.
> من أين تأتيك الفكرة؟ هل تتصور شخصياتك قبل سكبها على الورق؟
- أنا من المدرسة الأدبية التي تنتظر الفكرة حتى تعبر من أمامي لكني في الوقت ذاته أقطع الدروب التي ربما مرت الفكرة بها، بمعنى أنني لا أكتب نصّاً بعمدية عن مدينة معينة أو حادث معين أو فكرة مسبقة، فالقصدية ضد الفن في رأيي، لكن في المقابل أنا مهموم بقضايا وطني وبتاريخي الحديث وتقلب المجتمع وتبدل أحواله، وأيضاً تأثير العالم علينا، أيضاً قضايا المهمشين تشغلني، ومفاهيم مثل العدل والمساواة والحرية والقهر لا تغيب عن بالي، كما أنني أقضي وقتاً بين الناس على المقهى وفي الشوارع، كما أنني كثير الأسفار، وأقرأ بصورة يومية منذ خمسين عاماً تقريباً، وألتقي أصحاب مهن غريبة وأناساً لهم تجارب متفردة في الحياة، وأجالس أطفالاً وشباباً وسيدات ورجالاً وفتيات.
> وكونك قاضياً.. وتواجه عدداً من القضايا..
- نعم، هذه البوتقة الاجتماعية مع القضايا اليومية التي أراها بحكم عملي في المحكمة قاضياً جعلتني أنصهر فيها مع الناس، ومن خلالها تولد فكرة رواية من الفراغ وتلح على ذهني أياماً وأياماً، ثم أجد نفسي أتخيل مسارات لها من خلال شخصية رئيسية تحرك الحدث، فالرواية تولد من بعض التفاصيل الصغيرة جداً... جملة عابرة، خبر صغير بجريدة، تعليق لصديق أو رأي في قضية ما وهكذا، هنا تحديداً أعرف أنني اصطدت فكرة وأظل أجذب في خيوطها حتى تكتمل في ذهني ثم أدونها في ورقة وأتركها أسابيع، وإذا ما ظلت تلح على عقلي أبدأ في رسم شخصياتها، وتخيل المزيد من الخيوط فيها، وهكذا حتى أراها كاملة وكأنها فيلم سينمائي طويل صرت أحفظ مشاهده من البداية للنهاية، ووقتها أكتب، وفي هذه المرحلة أبدأ في تقمص الشخصية التي أكتبها، أتقمص روحها، وأتخيل صوتها وملامحها ومشيتها وطريقة حياتها، ملبسها ومشربها وردود أفعالها ونبرة صوتها ولزماتها حتى أتشربها تماماً، وأكتب وأبدل وأكتب حتى تظهر الشخصية من لحم ودم، وأصبح راضياً عنها. في كل الأحوال لم ولن أقلد روائياً آخر، ولا أظن أن الروائي الحقيقي يقلد، بل لا بد أن يكون له صوته الخاص، الإبداع عمل ذاتي للغاية ولا بد أن يكون لكل منا لون مختلف.

الروائي والقاضي
> عملتَ في الصحافة، والمحاماة، كما عملتَ رئيساً لنيابة أمن الدولة العليا، وقاضياً، ومساعداً لوزير العدالة الانتقالية... كيف أثرت هذه المناصب على كتابتك للروايات؟
- أظن أنها أثرت إيجاباً، أعطتني خبرة حياتية كبيرة وجعلتني أرى أنماطاً مختلفة من البشر، وأن أفهم الحياة بطريقة أعمق. في المجمل صقلتني، وأعد نفسي محظوظاً لأنني من خلال المناصب العديدة التي تقلدتها رأيت كواليس السلطة واتخاذ القرار وصنعه، رأيت الشيء وعكسه، رأيت ما لا تراه الأغلبية، وهو وإن كان مرهقاً نفسياً إلا أنه مفيدٌ حياتياً للغاية. وبالطبع أفادني تنوع مناصبي في كتابة روايتي، فكل خبرة يمكنني نقلها على لسان شخصياتي، وأظن أنني فعلت ذلك لحد كبير، خصوصاً في روايتي الأولى «زمن الضباع» والأخيرة «الجمعية السرية للمواطنين».
> كيف تداخلت الشخصيات في داخلك: بين الصحافة والقانون والقضاء والأدب؟ حين تكتب الرواية من تقفز للمقدمة لكي تقود الأحداث وتصنع الشخصيات؟
- الصحافة قريبة لروحي حتى الآن، وكتابة الرواية بالنسبة لي حياة، والقضاء مهنتي التي أعتز بها - لا شك - وأقدرها، لكن عند كتابة الرواية لا يبقى إلا أنا، أشرف العشماوي الإنسان العادي الذي يتقمص شخصيات رواياته ويجسدها على الورق لتصبح حقيقية أمام عين القارئ، أنا أنصهر تماماً وقت كتابة الرواية مع العوالم التي أخلقها بحيث أصبح جزءاً منها، متفاعلاً معها، لا أفكر في سواها، في المسودة الأولى لكل رواية أكون شارد الذهن بصورة لا تصدق، حتى أنني أحياناً أخشى ارتكاب الحوادث أثناء قيادة سيارتي، ولا أستطيع التركيز في أي شيء طالما أكتب في المسودة الأولى؛ تلك مرحلة ولادة حرجة للغاية أشبه بغرفة العمليات، كل حركة محسوبة ولا تركيز إلا فيما أفعله حتى يخرج المولود حيّاً، وبعدها نرى ما يمكن أن نفعله معه.
> من يؤثر في الآخر: الروائي أم القاضي؟ سمعتك تقول إن عملك قاضياً أعطاكَ عُمقاً أكثر في رؤيتك للواقع، أما النشر والكتابة الأدبية التي تعبق بالجانب الإنساني فجعلاك قاضياً أكثر رحمة..
- بالطبع عملي خدمني في معرفة أعماق نفسية شخصيات رواياتي، من فرط ما رأيت من نماذج إنسانية في لحظات حرجة، بل هي لحظات ضعف إنساني ليس من السهل رؤيتها كل يوم، لكن النشر والاتصال بالقراء عبر الندوات واستمرارية الكتابة الأدبية جعلتني قاضياً أكثر رحمة وأكثر إنسانية، ألتمس العذر للكثيرين، فكلنا ضحايا مجتمعنا بصورة أو بأخرى.
> بالنسبة إليك، ماذا أعطى القاضي للروائي وماذا أخذ منه؟
- القاضي الذي بداخلي ربما يكون عادلاً أيضاً لحد كبير، أعطاني الكثير لفهم النفس البشرية ورؤية المجتمع عن قرب وفرصة للحكم، رغم أنها مهنة شديدة الصعوبة في تقديري، لكنه في المقابل أخذ مني الكثير من حرية الفنان وجنوحه وجنونه وفرصته في المغامرة والتجريب، مهنتي تفرض قيوداً من الصرامة وسياجاً من الهيبة وهالات وقار لا بد من الحفاظ عليها، بعكس الفن الذي يمنح حرية بلا قيود.. أنا إلى الأن أرى نفسي بكل صدق تائهاً في المسافة الفاصلة بين المهنة والهواية، وحيرتي تحاصرني ورغبتي في الكتابة سلاحي الوحيد في مقاومة قيودي والتغلب عليها، أو حتى محاولة التعود على وجودها وذلك أضعف الإيمان.
> هل يقيّد القاضي حريتك حين تجنح في عوالم الرواية؟ ألا تشعر برقابته الصارمة؟ هل تضررت شخصياتك من صرامة وحدود القاضي؟
- لو فكرت بعقل القاضي وكتبت سأتقيد تماماً، وربما لن أكتب حرفاً مما أريد، الشخصية الروائية ليست أشرف العشماوي القاضي، إنما هي نتاج أفكار القاضي والإنسان والأب والشاب والرجل... إلخ، لذا أنا أهرب من قيودي وقت الكتابة، أمرح على الورق بحرية، أهرب من الرقابة وأستمتع بتلك اللحظات، ومهما طالت أشعر أنها قصيرة، لكنها ملاذي الوحيد.

أشرف عشماوي

> هل تشعر بقيود أثناء الكتابة؟ هل تدخلت في الأحداث وغيّرت مسارها، لأن الرقيب الداخلي نهرك عن الاستمرار؟ ممَ يخّشى الأديب؟
- ربما لا أشعر بالحرية كاملة إلا وقت الكتابة تلك لحظات خارج الزمن، عندما تتدفق الكلمات ويكتمل مشهد أو حتى فقرة، ثم يظهر فصل كامل وتبدأ ملامح الشخصيات في التبلور والتطور، أشعر أنني أطير بمسافة عن الأرض، أعيد القراءة وأشذب الكلمات وأختصر فقرات، وأضيف أخريات، تلك متعة لا توازيها أي متعة أخرى في رأيي. لكن وقت المراجعة يطل الرقيب الداخلي برأسه، يحاصرني مهما حاولت الإفلات منه ويشهر قلماً، ويجبرني على الحذف في أحيان كثيرة لكني مؤخراً أتحايل عليه وألجأ إلى أصدقائي الفنانين ليقرأوا معي مسودة روايتي، وإذا ما أعجبهم ما يرفضه الرقيب أتركه بالرواية وأسكت رقيبي بكلامهم. ما زلت قادراً على المقاومة. الشيء الوحيد الذي أخشاه هو الزمن، أنا لا أخاف الموت، لكن أخاف من الحياة الساكنة الرتيبة، أخاف لو فقدت بعض ذاكرتي أو نضب خيالي أو أمضيت سنوات مريضاً أو لا أستطيع الكتابة، الزمن هو عدوي الأول والأخير. أنا أكتب لأعيش... الكتابة بالنسبة لي حياة.

> ماذا عن حضور المهمشين في أعمالك الروائية؟ كنتَ تقول ذات حوار: إن المهمشين مادة خصبة للكتابة... هل كانت رواية «بيت القبطية» تتناول ثيمة المهمشين، خصوصاً النوبيين؟
- الكتابة عن المهمشين في تقديري رسالة مهمة شريطة أن يكون لدي ما أقوله، المهم أن ننقل للعالم مشاعر المهمشين وحياتهم بتفاصيلها، وإذا لم ننجح في تسليط الضوء على مشكلاتهم، فعلى الأقل أعطيناهم دور البطولة في رواياتنا، لعل أحداً يقرأ يوماً ما ويلتفت إليهم، فعلتها في ثلاث روايات: «تذكرة وحيدة للقاهرة» عندما رويت حكايات أهل النوبة في القاهرة بعد بناء السد وغرق النوبة، وفي رواية «بيت القبطية» عندما تكلمت عن الفتنة الطائفية وطريقة تعاملنا معها ونظرة المجتمع لها، وأخيراً من خلال «الجمعية السرية للمواطنين»، وهي تحكي عن مهمشين بقلب القاهرة يعيشون بيننا ولا نراهم ولا نحس بهم مع أنهم حولنا كل يوم لكننا حولناهم إلى مجرمين بتهميشهم.
> لديك سجل من الأعمال الإبداعية، قدّمت أكثر من 10 روايات حقق بعضها جوائز أدبية، وترجمت بعض أعمالك، كيف يتكون الأديب العالمي؟ هل يراود الأديب العربي قلق العالمية؟
- الأديب يُصبح عالمياً كلما كان مغرقاً في المحلية ومفرطاً في تفاصيل مجتمعه الإنسانية، الأدب عمل إنساني بالدرجة الأولى، وكلما زادت جرعة الإنسانية راجت فرص الوصول للعالمية، بالطبع هناك هاجس لدى كل كاتب أن يصل للعالمية، أنا شخصياً لدي حلم لا ينتهي... أن أكون في كل بيت في الوطن العربي، وعندما ترجمت نصف رواياتي لعدة لغات صار الحلم عالمياً أيضاً أن أصبح في كل بيت في العالم. هذا هاجس مشروع لا قلق بالمعنى السلبي. وفي ظني أن الأدب العربي قادر على المنافسة والوصول للعالمية.
> في روايتك «تويا» التي وصلت إلى القائمة الطويلة لجائزة الرواية العربية «بوكر» عام 2012، تقول فيها: «لا يمكن أن يشعر الطائر بمتعة تحليقه في الفضاء إذا ما كانت اليابسة قريبة منه»، هل ترى أن المغامرة سمة لازمة لخلق الفضاءات الروائية الحرة؟
- بالطبع لا بد من المغامرة والتحليق في آفاق بعيدة كل مرة وكل رواية وإلا يصبح الكاتب نمطياً متوقعاً، فيفقد القارئ الدهشة، وإذا ما راحت الدهشة خفتت البهجة، الروائي لا بد أن يكون متنوعاً مُغامراً مُجرباً في كل مرة.
> ما السرّ في روايتك «صالة أورفانيللي» خلال ثلاثة أشهر صدرت خمس طبعات لها؟ هل كونها تتناول قضية بيع مقتنيات الأسرة العلوية في المزاد بأسعار زهيدة، أم لأنها تعرضت لحياة اليهود المصريين؟
- ربما لأنني محظوظ كما قلت لك وربما يكون السبب حياة اليهود المصريين، وربما لأنها أول رواية عربية تتحدث عن المزادات بالتفصيل، وبالطبع بيع مقتنيات الأسرة العلوية احتل فصلاً في الكتاب بتفاصيل ربما لا يعرفها أغلب القراء لاعتمادي على وثائق حقيقية، كلها عوامل جذب للقارئ، لكن بعيداً عن الأكثر مبيعاً لا بد أيضاً من أسلوب أدبي وبناء روائي في المقام الأول وألا تحول الأمر لتحقيق صحافي.


مقالات ذات صلة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

يوميات الشرق «تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر  في تشجيع الشباب على القراءة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

كشفت تقارير وأرقام صدرت في الآونة الأخيرة إسهام تطبيق «تيك توك» في إعادة فئات الشباب للقراءة، عبر ترويجه للكتب أكثر من دون النشر. فقد نشرت مؤثرة شابة، مثلاً، مقاطع لها من رواية «أغنية أخيل»، حصدت أكثر من 20 مليون مشاهدة، وزادت مبيعاتها 9 أضعاف في أميركا و6 أضعاف في فرنسا. وأظهر منظمو معرض الكتاب الذي أُقيم في باريس أواخر أبريل (نيسان) الماضي، أن من بين مائة ألف شخص زاروا أروقة معرض الكتاب، كان 50 ألفاً من الشباب دون الخامسة والعشرين.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق «تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

«تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

كل التقارير التي صدرت في الآونة الأخيرة أكدت هذا التوجه: هناك أزمة قراءة حقيقية عند الشباب، باستثناء الكتب التي تدخل ضمن المقرّرات الدراسية، وحتى هذه لم تعد تثير اهتمام شبابنا اليوم، وهي ليست ظاهرة محلية أو إقليمية فحسب، بل عالمية تطال كل مجتمعات العالم. في فرنسا مثلاً دراسة حديثة لمعهد «إبسوس» كشفت أن شاباً من بين خمسة لا يقرأ إطلاقاً. لتفسير هذه الأزمة وُجّهت أصابع الاتهام لجهات عدة، أهمها شبكات التواصل والكم الهائل من المضامين التي خلقت لدى هذه الفئة حالةً من اللهو والتكاسل.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

من جزيرة تاروت، خرج كم هائل من الآنية الأثرية، منها مجموعة كبيرة صنعت من مادة الكلوريت، أي الحجر الصابوني الداكن.

يوميات الشرق خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

صدور كتاب مثل «باريس في الأدب العربي الحديث» عن «مركز أبوظبي للغة العربية»، له أهمية كبيرة في توثيق تاريخ استقبال العاصمة الفرنسية نخبةً من الكتّاب والأدباء والفنانين العرب من خلال تركيز مؤلف الكتاب د. خليل الشيخ على هذا التوثيق لوجودهم في العاصمة الفرنسية، وانعكاسات ذلك على نتاجاتهم. والمؤلف باحث وناقد ومترجم، حصل على الدكتوراه في الدراسات النقدية المقارنة من جامعة بون في ألمانيا عام 1986، عمل أستاذاً في قسم اللغة العربية وآدابها في جامعة اليرموك وجامعات أخرى. وهو يتولى الآن إدارة التعليم وبحوث اللغة العربية في «مركز أبوظبي للغة العربية». أصدر ما يزيد على 30 دراسة محكمة.

يوميات الشرق عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

على مدار العقود الثلاثة الأخيرة حافظ الاستثمار العقاري في القاهرة على قوته دون أن يتأثر بأي أحداث سياسية أو اضطرابات، كما شهد في السنوات الأخيرة تسارعاً لم تشهده القاهرة في تاريخها، لا يوازيه سوى حجم التخلي عن التقاليد المعمارية للمدينة العريقة. ووسط هذا المناخ تحاول قلة من الباحثين التذكير بتراث المدينة وتقاليدها المعمارية، من هؤلاء الدكتور محمد الشاهد، الذي يمكن وصفه بـ«الناشط المعماري والعمراني»، حيث أسس موقع «مشاهد القاهرة»، الذي يقدم من خلاله ملاحظاته على عمارة المدينة وحالتها المعمارية.

عزت القمحاوي

«لا تكن منهم»... مديرون يكشفون 3 أنواع من «الموظفين السامين»

العمال السامون يمكن أن يجعلوا بيئة المكتب غير مريحة (رويترز)
العمال السامون يمكن أن يجعلوا بيئة المكتب غير مريحة (رويترز)
TT

«لا تكن منهم»... مديرون يكشفون 3 أنواع من «الموظفين السامين»

العمال السامون يمكن أن يجعلوا بيئة المكتب غير مريحة (رويترز)
العمال السامون يمكن أن يجعلوا بيئة المكتب غير مريحة (رويترز)

يعترف كثيرون من المديرين أن موظفاً ساماً واحداً لديه القدرة على تدمير ثقافة الشركة بأكملها.

ووفقاً لجمعية إدارة الموارد البشرية في الولايات المتحدة، يمكن للعمال السامين أن يجعلوا المكتب غير مريح؛ بحيث يعرقلون الإنتاجية، ويتسببون في ترك الآخرين لوظائفهم. قد يكونون مزعجين أو غير صريحين أو من الصعب التعامل معهم.

لذا، سواء أكنت تريد المساعدة في التعرُّف على الموظفين السامين من حولك أم كنت ترغب في تجنُّب أن تصبح واحداً منهم بنفسك، فاحترس من هذه العلامات الحمراء الثلاث، كما يقول الرؤساء التنفيذيون، وفق تقرير لشبكة «سي إن بي سي»:

«الموظف المستحق»

لا تتصرف أبداً كأنك تستحق ترقية أو زيادة في الأجر، كما أوضح توم غيمبل، الرئيس التنفيذي لشركة التوظيف «LaSalle Network».

وتابع: «الأشخاص الذين يقولون (سأفعل فقط ما هو مدرج في وصف وظيفتي، ولن أبذل جهداً إضافياً) ويتوقعون الحصول على مكافأة ليسوا موظفين مرغوبين... هذا يكشف أنك تشعر بأنك أفضل من زملائك».

في بعض الأحيان، يفاجأ الموظفون عندما تتم ترقية زملاء لديهم سنوات عمل أقل، لكن الوقت وحده لا يمنح أي شخص الحق في الترقية. يمكن أن يساعد ذلك بالطبع، لكن الترقيات غالباً ما تعتمد بشكل أكبر على جودة عملك، وقوة علاقاتك في مكان العمل، وسجلك الحافل في دفع الشركة إلى الأمام، كما يلاحظ غيمبل.

إذا رأيت أن زملاءك «يعملون أكثر» منك، فابحث عن مشروع مميز، أو طرق إبداعية للمساهمة في الوظيفة لمساعدتك على البقاء في خانة التنافس، كما ينصح.

المراوغ

يرتكب الجميع أخطاءً في بعض الأحيان. وقد أفادت تاليا فوكس، مديرة شركة الاستشارات التنفيذية «KUSI Global»، بأن إلقاء اللوم على الآخرين يعد علامة تحذيرية كبيرة.

وأضافت تاليا فوكس: «إن الاعتراف بأخطائك والتمتع بمستوى عالٍ من النزاهة أمر بالغ الأهمية. عليك إظهار بعض الصدق حول الأمور».

وأشارت إلى أنها أعطت ذات مرة موظفاً مهمة، وتأكدت من الإفراط في التواصل بشأن توقعاتها مقدماً. وعندما سلَّم الموظف العمل، كان يحتوي على خطأ ملحوظ، وألقى باللوم عليها، قائلاً إن تعليماتها غير واضحة.

وتابعت: «كان علينا إجراء محادثة حول هذا التضليل وعملية المراوغة»، مشيرة إلى أن الشخص اعترف لاحقاً بسلوكه.

وأكدت تاليا فوكس أنه بدلاً من صرف الانتباه عن أخطائك، اعتذر وقم بما يلزم لتصحيح المواقف.

صاحب «النعم الدائمة»

قد ترغب في الرد بـ«نعم» على كل ما يقوله مديرك في العمل، حتى عندما لا تتفق معه، وهذا يعد علامة تحذيرية، وفقاً لرائد الأعمال الملياردير مارك كوبان.

وعند البحث عن شركاء أو موظفين جدد، يحاول كوبان العثور على أولئك الذين «يُكملون» مجموعة مهاراته ولكنهم لا يخشون التحدث عن شيء لا يعجبهم.

وقد تجعل تصرفات، مثل كبت اقتراحاتك وآرائك منك شخصاً غير جدير بالثقة. إذا كان مديرك يُشبه كوبان، فسوف يحترمك أكثر لكونك صريحاً بشأن أفكارك، باستخدام الأدلة والبحث لدعمها، عند الضرورة.

قال كوبان: «لا أحتاج إلى أشخاص يقولون لي نعم. أستطيع أن أقول نعم لنفسي... أحتاج إلى أشخاص يتحدون الحكمة التقليدية ويتحدونني، وعندما يعتقدون أنني فعلت شيئاً خاطئاً، يوضحون ذلك».