انطلاقة متعثرة لولاية ماكرون الثانية في الداخل والخارج

ماكرون خلال مؤتمر صحافي في بلجيكا أول من أمس (رويترز)
ماكرون خلال مؤتمر صحافي في بلجيكا أول من أمس (رويترز)
TT

انطلاقة متعثرة لولاية ماكرون الثانية في الداخل والخارج

ماكرون خلال مؤتمر صحافي في بلجيكا أول من أمس (رويترز)
ماكرون خلال مؤتمر صحافي في بلجيكا أول من أمس (رويترز)

قبل ست سنوات، عندما انتخب إيمانويل ماكرون في ربيع عام 2017 رئيساً للجمهورية، عرفت فرنسا موجة تفاؤل استثنائية مع وصول مرشح شاب عمره 39 عاماً إلى قصر الإليزيه من خارج المنظومة التقليدية، يحمل مشروعاً إصلاحياً متكاملاً، متخطياً بذلك اليمين واليسار، وجاذباً إلى جانبه سياسيين من الطرفين، خصوصاً مجموعة من الشباب الذين نصبهم في مواقع حكومية، فيما مكّن العشرات منهم من الوصول إلى الندوة البرلمانية. وخلال السنوات الخمس لولايته الأولى، سعى ماكرون الذي سبق له أن شغل منصب مساعد أمين عام الرئاسة ثم أصبح وزيراً للاقتصاد، إلى نفض الغبار عن المؤسسات من خلال مجموعة قوانين إصلاحية اعتبرها ضرورية لكي تبقى فرنسا قادرة على المنافسة في عالم متغير. وفي الخارج، أراد أن يكون رائداً على المستوى الأوروبي بالدعوة لما سماه، في خطاب شهير في جامعة «السوربون»، في عامه الرئاسي الأول، حيازة «الاستقلالية الاستراتيجية» للقارة القديمة، ما يعني عملياً خروجها من العباءة الأميركية - الأطلسية.
سعى ماكرون، بالتوازي، إلى إقامة علاقات «شخصية وخاصة» مع كبار زعماء العالم، فدعا الرئيس فلاديمير بوتين، بعد شهر واحد من انتخابه، إلى باريس واستقبله في قصر فرساي التاريخي. ثم دعاه مرة ثانية إلى حصن بريغونسون، منتجعه الصيفي المطل على مياه المتوسط في عام 2019 عندما كانت بلاده ترأس مجموعة الدول السبع الأكثر تصنيعاً في محاولة منه لـ«ربط روسيا بالعربة الأوروبية بدل توجهها شرقاً نحو الصين». وفي الوقت عينه، عمل على التقرب من الرئيس الأميركي دونالد ترمب الذي سبقه إلى الرئاسة بعام واحد فدعاه إلى باريس، في صيف عام 2017، أي بعد شهرين فقط من دعوة بوتين، ضيفاً خاصاً بمناسبة العيد الوطني ولحضور العرض العسكري التقليدي الذي أبهر الرئيس الأميركي، إذ أكد أنه سيطلب من وزير دفاعه القيام بالشيء نفسه في واشنطن. كذلك لم يتوان للحظة عن القيام بالزيارة التقليدية لكل رئيس فرنسي يتم انتخابه إلى برلين، وغرضه تجاوز البروتوكول من أجل إقامة علاقة خاصة مع المستشارة أنجيلا ميركل من زاوية أن باريس وبرلين تعدان «محرك» الاتحاد الأوروبي، وبالتالي فإن التفاهم بينهما على مستوى القمة يعد أمراً بالغ الأهمية.
لم تتوقف جهود ماكرون عند ما سبق ذكره. فالصين كانت من أولوياته، وهو زارها للمرة الأولى في يناير (كانون الثاني) 2018، ورجع إليها في العام التالي، كما استقبل بين الزيارتين رئيسها شي جينبينغ في قصر الإليزيه. واهتمامه بالكبار لم يحجب عنه أهمية علاقات فرنسا بالبلدان العربية والأفريقية، خصوصاً دول الساحل الخمس، حيث نشرت باريس منذ عام 2014 قوة «برخان» العسكرية لمحاربة التنظيمات الإرهابية والجهادية من غير أن تنجح تماماً في مهمتها.
كذلك أراد ماكرون أن تكون له كلمته داخل الحلف الأطلسي الذي وصفه، بسبب تنديده بسياسة تركيا في المتوسط، وعلاقاته العاصفة مع رئيسها رجب طيب إردوغان، بأنه «في حال موت سريري».
وباختصار، كان ماكرون موجوداً على الجبهات كافة في الداخل والخارج، ساعياً إلى بث دينامية جديدة، وطارحاً مبادرات متلاحقة كما بخصوص ليبيا والسودان ولبنان والعراق والملف النووي الإيراني...
- ماكرون القديم والجديد
استفاد ماكرون في سنوات حكمه الأولى من كونه «جديداً»، والدليل على ذلك الشعبية التي كان يتمتع بها في الداخل، والاهتمام الذي لاقاه في الخارج، إلا أن الأمور بدأت تتحول بالنسبة إليه في الداخل مع اندلاع حركة «السترات الصفراء» التي، على الرغم من عنفها، نجح في الخروج منها بأقل الأضرار.
كذلك نجح ماكرون في الفوز بولاية رئاسية ثانية من خمس سنوات. بيد أن انتصاره الانتخابي في أبريل (نيسان) الماضي جاء منقوصاً لسببين: الأول، تقلص الفارق بينه وبين منافسته مارين لوبن، مرشحة اليمين المتطرف، والثاني أنه فشل في الحصول على الأكثرية المطلقة في البرلمان بعكس الأكثرية الفضفاضة التي تمتع بها في ولايته الأولى، والتي مكّنته من أن يحكم فرنسا ويقر بسهولة القوانين التي أرادها. يضاف إلى ما سبق أن ماكرون، وفق ما يؤكد المحللون السياسيون في باريس، فقد نوعاً من «السطوة» التي كان يمارسها خلال السنوات الخمس الأولى، كونه لم يعد قادراً على الترشح لولاية ثالثة، وبالتالي فإن التنافس بين الطامحين للرئاسة انطلق منذ اليوم الثاني لإعادة انتخابه. ثم إن شعبية ماكرون انهارت، ويفيد آخر استطلاع للرأي أجري لصالح قناة «بي إف إم» الإخبارية، ونشرت نتائجه أول من أمس بأن 69 في المائة من الفرنسيين يعتبرون أن إعادة انتخاب ماكرون كانت أمراً سيئاً. وكما أن السياسة التي يتبعها الرئيس الفرنسي تعد «مخيبة للآمال» بالنسبة لـ66 في المائة من العينة التي تم استفتاؤها، فيما 30 في المائة فقط يعتبرون أنها كانت «أمراً جيداً». ونتائج الاستطلاع الأخير تتوافق تماماً مع ما سبقه من استطلاعات التي تبين كلها وجود «طلاق» بين أكثرية الفرنسيين ورئيسهم.
لا شك أن المطبات التي رافقت إقرار قانون التقاعد الجديد الذي يرفع سن التقاعد من 62 عاماً إلى 64 وأيام التعبئة الـ11 التي أنزلت ملايين الفرنسيين إلى الشوارع والساحات منذ يناير الماضي مسؤولة إلى حد بعيد عن انهيار شعبية ماكرون. وعلى الرغم من مساعيه الأخيرة لإعادة التواصل مع الفرنسيين، فإن «العداء» المستحكم ما زال على حاله، والدليل على ذلك المظاهرات والتجمعات التي تستقبله أينما حلّ في زياراته للمناطق التي عاود القيام بها منذ أسبوعين في محاولة منه لرأب الصدع. ولدى كل جولة من جولاته، يُستقبل بقرع الطناجر إلى حد أن أحد محافظي المناطق منع حمل الطناجر والأواني المطبخية لما تتسبب به من «إخلال بالنظام العام». وعادت إلى الواجهة الاتهامات التي تلاحقه منذ ولايته الأولى، والتي تعتبره «رئيساً للأغنياء». ولا شك أن الارتفاع غير المسبوق للأسعار بما فيها أسعار المواد الغذائية الأساسية، والتضخم بما ينتج عنه من انهيار القدرة الشرائية، ليس للطبقة الدنيا وحدها بل أيضا للطبقة المتوسطة، أسهما في تداعي شعبية ماكرون.
- سياسة ماكرون في الخارج
أما في الخارج، فإن سياسة ماكرون تواجه انتقادات متلاحقة، لعل ما ظهر منها خلال زيارته للصين، وتصريحاته عن تايوان وعن «التبعية» للولايات المتحدة جعلته موضع هجمات حادة من داخل الاتحاد الأوروبي، حيث ترى أكثرية أعضائه أن الحديث عن «الاستقلالية الاستراتيجية» الأوروبية، فيما تواجه أوروبا حرباً عدوانية تقوم بها روسيا منذ 14 شهراً على أوكرانيا لم تأت في الوقت المناسب.
كذلك تتواتر الإشارات إلى فشله في انتزاع شيء ملموس من الصين فيما يخص سياستها إزاء روسيا وحربها. وبعيداً عن أوكرانيا، لم تحقق الدبلوماسية الفرنسية نجاحاً ما في الخارج؛ إذ إن الجهود التي تبذلها باريس في لبنان لم تفض بعد إلى ملء الفراغ على رأس المؤسسات اللبنانية.
كذلك، فإن الجهود التي بذلتها لصالح السودان والعملية الانتقالية السلمية ذهبت سدى مع الانقلاب الذي قام به الجنرالان المتقاتلان اليوم: البرهان وحميدتي.
وفي الجزائر، على الرغم من زيارته صيف العام الماضي، ما زالت العلاقات معها متقلبة، والدليل التأجيل الجديد لزيارة الرئيس تبون، الأولى من نوعها لرئيس جزائري منذ 23 عاماً.
وفي الوقت عينه، ما زالت علاقات فرنسا والمغرب تعاني من «برودة»، حيث إن الزيارة التي كان ماكرون ينوي القيام بها إلى الرباط غابت عن التداول.
هكذا تبدو صورة الأوضاع بعد انقضاء عام كامل على ولاية ماكرون الثانية. والسؤال الذي تطرحه الأوساط السياسية في باريس يتناول مدى قدرته على التغلب على صعوباته الحالية، واستعادة المبادرة في الداخل والخارج.


مقالات ذات صلة

فرنسا تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

شؤون إقليمية فرنسا تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

فرنسا تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

ندّدت فرنسا باحتجاز البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع عَلَم بنما، في مضيق هرمز الاستراتيجي، وذلك صبيحة الثالث من مايو (أيار)، وفق المعلومات التي أذاعها الأسطول الخامس، التابع لـ«البحرية» الأميركية، وأكدها الادعاء الإيراني. وأعربت آن كلير لوجندر، الناطقة باسم «الخارجية» الفرنسية، في مؤتمرها الصحافي، أمس، أن فرنسا «تعرب عن قلقها العميق لقيام إيران باحتجاز ناقلة نفطية» في مياه الخليج، داعية طهران إلى «الإفراج عن الناقلات المحتجَزة لديها في أسرع وقت».

ميشال أبونجم (باريس)
العالم باريس «تأمل» بتحديد موعد قريب لزيارة وزير الخارجية الإيطالي

باريس «تأمل» بتحديد موعد قريب لزيارة وزير الخارجية الإيطالي

قالت وزارة الخارجية الفرنسية إنها تأمل في أن يُحدَّد موعد جديد لزيارة وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني بعدما ألغيت بسبب تصريحات لوزير الداخلية الفرنسي حول سياسية الهجرة الإيطالية اعتُبرت «غير مقبولة». وكان من المقرر أن يعقد تاياني اجتماعا مع وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا مساء اليوم الخميس. وكان وزير الداخلية الفرنسي جيرار دارمانان قد اعتبر أن رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني «عاجزة عن حل مشاكل الهجرة» في بلادها. وكتب تاياني على «تويتر»: «لن أذهب إلى باريس للمشاركة في الاجتماع الذي كان مقررا مع الوزيرة كولونا»، مشيرا إلى أن «إهانات وزير الداخلية جيرالد دارمانان بحق الحكومة وإي

«الشرق الأوسط» (باريس)
طرد الطيور في مطار «أورلي الفرنسي»  بالألعاب النارية

طرد الطيور في مطار «أورلي الفرنسي» بالألعاب النارية

يستخدم فريق أساليب جديدة بينها الألعاب النارية ومجموعة أصوات لطرد الطيور من مطار أورلي الفرنسي لمنعها من التسبب بمشاكل وأعطال في الطائرات، حسب وكالة الصحافة الفرنسية. وتطلق كولين بليسي وهي تضع خوذة مانعة للضجيج ونظارات واقية وتحمل مسدساً، النار في الهواء، فيصدر صوت صفير ثم فرقعة، مما يؤدي إلى فرار الطيور الجارحة بعيداً عن المدرج. وتوضح "إنها ألعاب نارية. لم تُصنّع بهدف قتل الطيور بل لإحداث ضجيج" وإخافتها. وتعمل بليسي كطاردة للطيور، وهي مهنة غير معروفة كثيراً لكنّها ضرورية في المطارات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم فرنسا: المجلس الدستوري يصدر عصراً قراره بشأن قبول إجراء استفتاء على قانون العمل الجديد

فرنسا: المجلس الدستوري يصدر عصراً قراره بشأن قبول إجراء استفتاء على قانون العمل الجديد

تتجه الأنظار اليوم إلى فرنسا لمعرفة مصير طلب الموافقة على «الاستفتاء بمبادرة مشتركة» الذي تقدمت به مجموعة من نواب اليسار والخضر إلى المجلس الدستوري الذي سيصدر فتواه عصر اليوم. وثمة مخاوف من أن رفضه سيفضي إلى تجمعات ومظاهرات كما حصل لدى رفض طلب مماثل أواسط الشهر الماضي. وتداعت النقابات للتجمع أمام مقر المجلس الواقع وسط العاصمة وقريباً من مبنى الأوبرا نحو الخامسة بعد الظهر «مسلحين» بقرع الطناجر لإسماع رفضهم السير بقانون تعديل نظام التقاعد الجديد. ويتيح تعديل دستوري أُقرّ في العام 2008، في عهد الرئيس الأسبق نيكولا ساركوزي، طلب إجراء استفتاء صادر عن خمسة أعضاء مجلس النواب والشيوخ.

ميشال أبونجم (باريس)
«يوم العمال» يعيد الزخم لاحتجاجات فرنسا

«يوم العمال» يعيد الزخم لاحتجاجات فرنسا

عناصر أمن أمام محطة للدراجات في باريس اشتعلت فيها النيران خلال تجدد المظاهرات أمس. وأعادت مناسبة «يوم العمال» الزخم للاحتجاجات الرافضة إصلاح نظام التقاعد الذي أقرّه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (أ.ف.ب)


اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
TT

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)

وجهت الشرطة الفيدرالية الأسترالية اتهاماً لرجل يبلغ من العمر 36 عاماً بعرض رمز منظمة مصنفة «إرهابية» علناً، وذلك خلال مظاهرة في منطقة الأعمال المركزية بمدينة ملبورن في سبتمبر (أيلول) الماضي.

الرجل، المقيم في منطقة فيرنتري غولي، سيمثل أمام محكمة ملبورن الابتدائية في 6 مارس (آذار) المقبل؛ حيث يواجه عقوبة قد تصل إلى 12 شهراً من السجن إذا ثبتت إدانته، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

جاءت المظاهرة ضمن فعاليات يوم وطني للعمل من أجل قطاع غزة، الذي نظمته شبكة الدعوة الفلسطينية الأسترالية في 29 سبتمبر الماضي، وشهد تنظيم مسيرات مماثلة في مختلف أنحاء البلاد احتجاجاً على التصعيد المتزايد للعنف في الشرق الأوسط.

وأطلقت الشرطة الفيدرالية الأسترالية بولاية فيكتوريا عملية تحقيق تحت اسم «أردفارنا»، عقب احتجاج ملبورن؛ حيث تلقت 9 شكاوى تتعلق بعرض رموز محظورة خلال المظاهرة.

ووفقاً للشرطة، تم التحقيق مع 13 شخصاً آخرين، مع توقع توجيه اتهامات إضافية قريباً. وصرح نيك ريد، قائد مكافحة الإرهاب، بأن أكثر من 1100 ساعة قُضيت في التحقيق، شملت مراجعة أدلة من كاميرات المراقبة وكاميرات الشرطة المحمولة، إضافة إلى مصادرة هواتف محمولة وقطعة ملابس تحتوي على رمز المنظمة المحظورة.

تأتي هذه الإجراءات بعد قرار الحكومة الفيدرالية الأسترالية في ديسمبر (كانون الأول) 2021 بتصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية، ومع التشريعات الفيدرالية الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ في يناير (كانون الثاني) 2024، التي تحظر عرض رموز النازيين وبعض المنظمات.

وقالت نائبة مفوض الأمن القومي، كريسي باريت، إن الادعاء يحتاج إلى إثبات أن الرمز المعروض مرتبط بمنظمة إرهابية وأنه قد يحرض على العنف أو الترهيب.

المظاهرة، التي استمرت في معظمها سلمية، جاءت بعد إعلان مقتل قائد «حزب الله» حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلية، وهو ما اعتبره العديد تصعيداً كبيراً في الصراع المستمر في الشرق الأوسط.

وفي وقت لاحق، نُظمت مظاهرات أخرى في سيدني وملبورن وبريزبين، وسط تحذيرات للمتظاهرين بعدم عرض رموز محظورة.