الفيديوهات الفورية... القفزة النّوعية التالية لتقنية الذكاء الصناعي

تسرِّع عمل الفنانين... وقد توظف للتضليل الإلكتروني

فيديو أُنتج بعد طبع عبارة «بقرة في عيد ميلاد»
فيديو أُنتج بعد طبع عبارة «بقرة في عيد ميلاد»
TT

الفيديوهات الفورية... القفزة النّوعية التالية لتقنية الذكاء الصناعي

فيديو أُنتج بعد طبع عبارة «بقرة في عيد ميلاد»
فيديو أُنتج بعد طبع عبارة «بقرة في عيد ميلاد»

تعمل واحدة من مجموعة من الشركات الناشئة في نيويورك، على تطوير نظام لإنتاج فيديوهات قصيرة، بالاعتماد على بضع كلمات تُطبع على جهاز الكمبيوتر.
طبع إيان سانسافيرا، مهندس برمجة بشركة «رانوي إي.آي.» الناشئة في نيويورك، توصيفاً مختصراً لما يريد رؤيته في مقطع فيديو، فكتب: «نهرٌ هادئ في الغابة»... وبعد أقلّ من دقيقتين، ولّدت خدمة إنترنت تجريبية مقطع فيديو قصيراً لنهرٍ هادئ في غابة. تدفّقت مياه النهر تحت ضوء الشمس، وتقاطعت بين الأشجار والأعشاب، ثمّ استدارت وضربت برفقٍ على الصخور.

فيديو بطباعة كلمتين
تُعدّ «رانوي Runway»، التي وفّرت خدمتها لمجموعة صغيرة لاختبارها، بداية هذا الشهر، واحدةً من شركات عدّة تعمل حالياً على تطوير تقنية ذكاء صناعي قد تتيح قريباً للناس صناعة فيديوهات بطباعة بضع كلمات في مربّع على شاشة الكمبيوتر.


فيديو أُنتج بعد طبع عبارة «كلب يحمل هاتفاً»

تمثّل هذه الشركات المرحلة المقبلة من السباق الذي تشهده هذه الصناعة - والذي يضمّ عمالقة كمايكروسوفت وغوغل بالإضافة إلى شركات ناشئة صغيرة أخرى - لابتكار أنظمة يعتقد البعض أنّها ستكون الاختراق المقبل في عالم الذكاء الصناعي، كما حصل عند ابتكار المتصفّحات الإلكترونية والآيفون.
قد تسرِّع أنظمة توليد الفيديوهات الجديدة عمل صانعي الأفلام وغيرهم من الفنّانين الرقميين، ولكنها يمكن أن تتحوّل أيضاً إلى وسيلة تضليل إلكتروني جديدة يصعب رصدها، وتزيد، من ثم، صعوبة التمييز بين الحقيقي والمزيف على شبكة الإنترنت.
تُعدّ هذه الأنظمة من الأمثلة على ما يُعرف بالذكاء الصناعي التوليدي «generative A.I»، القادر على صناعة النصوص، والصور، والأصوات بشكلٍ فوري. ومثلها الآخر هو «تشات جي.بي.تي.»، برنامج المحادثة الذي طوّرته شركة «أوبن إيه.آي.» وأذهل صناعة التقنية بقدراته، منذ أواخر العام الماضي.
وكانت شركتا «غوغل» و«ميتا (الشركة المالكة لفيسبوك)» قد كشفتا عن أوّل نظم صناعة الفيديوهات، العام الماضي، ولكنّهما لم تشاركاه مع المستخدمين بسبب مخاوف من استخدامه لنشر المعلومات المضلّلة بمستوى جديد من السرعة والفعالية.

فيديو أُنتج بعد طبع عبارة «نهرٌ هادئ في الغابة»

ويعتقد كريستوبال فالنزويلا، الرئيس التنفيذي لـ«رانوي»، أن التقنية أهمّ بكثير من أن تُترك في المختبر، رغم مخاطرها، واصفاً إيّاها «بواحدة من أكثر التقنيات المثيرة للإعجاب، التي طُوّرت في السنوات المائة الأخيرة. يجب أن نسمح للنّاس باستخدامها».
لا يُعدّ توليف الأفلام والفيديوهات، والتلاعب بها، بالأمر الجديد طبعاً، إذ يستخدم صانعو الأفلام هذه الأدوات منذ ما يقارب قرناً من الزمن. وعمد الباحثون والفنّانون الرقميون، في السنوات الأخيرة، إلى استخدام تقنيات ذكاء صناعي وبرمجيات متنوّعة لصناعة وتعديل الفيديوهات التي تشتهر باسم «ديب فيك».
لكنّ الأنظمة الشبيهة بنظام «رانوي» قد تحلّ، مع الوقت، محلّ مهارات التعديل التقليدية بكبسة زرّ.

صور غير مألوفة
تولِّد تقنية «رانوي» الجديدة فيديوهات من أي توصيف مختصر. في البداية، يمكنكم طباعة توصيف أشبه بالملاحظة القصيرة.
وقد تحصلون على نتائج أفضل، إذا تضمّن التوصيف قليلاً من الحركة - ولكن ليس الكثير - كـ«يوم ممطر في المدينة الكبيرة»، أو «كلب مع هاتف محمول في الحديقة»، ثمّ انقروا على «إدخال»، ليولّد لكم النظام مقطع الفيديو في دقيقة أو اثنتين. تستطيع التقنية أيضاً إنتاج صور مألوفة لقطٍّ ينام على بساط مثلاً، أو أن تدمج أفكاراً متباينة لتوليد فيديوهات مسلِّية لبقرةٍ في حفلة عيد ميلاد.
ينتج النظام الجديد فيديوهات لا تتعدّى مدّتها الـ4 ثوانٍ، وبنوعية تبدو باهتة وغير واضحة، عند النظر إليها عن قرب. في بعض الأحيان، تكون صوره غريبة ومشوَّهة ومريبة، خصوصاً أنّ النظام يستطيع دمج حيوانات، كالكلاب والقطط، بأجسام جامدة كالكرات والهواتف المحمولة، لكن عندما يحصل على الطلب الصحيح، ينتج فيديوهات تظهر بوضوح أين تتّجه هذه التقنية.
من جهته، قال فيليب إيزولا، أستاذ متخصص بالذكاء الصناعي في «معهد ماساتشوستس للتقنية»: «في هذه المرحلة، إذا رأيتُ مقطع فيديو عالي الدقّة، فسأثق به على الأرجح، ولكنّ هذا الأمر سيتغيّر بسرعة كبيرة».
وكغيره من تقنيات الذكاء الصناعي التوليدي، يتعلّم نظام «رانوي»، من خلال تحليل البيانات الرقمية - في هذه الحالة، من الصور، والفيديوهات، والملاحظات المرفقة التي توصّف محتوى الصور. يبدي الباحثون ثقة بقدرتهم على تحسين وتوسيع مهارات هذا النظام بسرعة، من خلال تدريبه على كميات متنامية من البيانات. ويعتقد الخبراء أن هذا النوع من التقنيات سيستطيع قريباً صناعة أفلامٍ قصيرة عالية الجودة، مع موسيقى وحوارات.
من الصعب تحديد ما يبتكره هذا النظام، في الوقت الحالي؛ لأنه ليس صورة ولا رسوماً متحركة، بل مجموعة من البيكسلات الكثيرة الممزوجة مع بعضها لتشكيل فيديو واقعي. تخطّط «رانوي» لتوفير تقنيتها، مع مجموعة من الأدوات الأخرى التي تعتقد أنّها ستسرِّع عمل الفنّانين المحترفين.
وعمدت شركات ناشئة أخرى؛ من بينها «أوبن إيه.آي.»، إلى إطلاق تقنيات مشابهة تنتج صوراً جامدة من طلبات قصيرة، كـ«صورة دبّ محشوّ يركب لوح تزلّج في تايمز سكوير». ويرجّح التقدّم السريع، الذي تشهده الصور المصنوعة بالذكاء الصناعي، أن تقنية الفيديو الجديدة ستسير في الاتجاه نفسه.
وقد عجّت وسائل التواصل الاجتماعي، الشهر الماضي، بصورٍ للبابا فرنسيس يرتدي معطفاً منفوخاً من علامة «بالنسياغا» يبدو عصرياً جداً، بالنسبة لرجل دين في السادسة والثمانين من عمره، ولكن هذه الصور لم تكن حقيقية، بل من تركيب عامل بناء (31 عاماً)، من شيكاغو، استخدم أداة ذكاء صناعي شهيرة اسمها «ميدجورني» لهذه الغاية.
تعتمد «ميدجورني Midjourney» على شبكة عصبية تتعلّم مهاراتها من خلال تحليل كميات هائلة من البيانات، وتبحث عن أنماط معيّنة في ملايين الصور الرقمية والنصوص التي توصّف ما يظهر في الصور.
عندما يوصّف أحدهم صورة ما للنظام، يولّد الأخير لائحة من المزايا التي قد تتضمّنها الصورة.
يلفت فالنزويلا إلى أنّ «الفيديو هو مجموعة من الإطارات - الصور الجامدة - المدمجة بطريقة توحي بالحركة. الحيلة هنا تكمن في تدريب نموذج يفهم العلاقة والتماسك بين كلّ إطار وإطار». وكما في الإصدارات الأولى من أدوات كـ«دال-إي»، و«ميدجورني»، تجمع التقنية أحياناً الأفكار والصور بأشكال مثيرة للفضول. فإذا طلبتم دبّاً محشوّاً يلعب كرة السلّة، فقد يعطيكم نوعاً من الحيوانات المحشوة الغريبة، مع كرة سلّة في يده، وإذا طلبتم كلباً مع هاتف محمول في الحديقة، فقد تحصلون على هاتف في يد كائن بشري بجسم غريب.
• خدمة «نيويورك تايمز».


مقالات ذات صلة

أفضل الأقفال الذكية

تكنولوجيا القفل الذكي «نوكي«

أفضل الأقفال الذكية

• القفل الذكي «نوكي» Nuki. يتميز القفل الذكي «نوكي» بمكونات عالية الجودة، وقدرات تكامل سلسة، وتصميم أنيق، كما تصفه الشركة. يعتبر هذا القفل المبتكر جديداً على ال

غريغ إيلمان (واشنطن)
علوم تعرف على معلم الذكاء الاصطناعي الجديد... الخاص بك

تعرف على معلم الذكاء الاصطناعي الجديد... الخاص بك

أصبحت تطبيقات المساعدة المعتمدعلى الذكاء الاصطناعي، اليوم، أكثر من مجرد أجهزة للرد الآلي. وفي واقع الأمر، يعدّ كل من «وضع الدراسة» الجديد من «تشات جي بي تي»،

جيرمي كابلان (واشنطن)
الخليج المهندس أحمد الصويان وأنطونيو غوتيريش يبحثان الموضوعات المشتركة وسُبل التعاون (هيئة الحكومة الرقمية)

غوتيريش يشيد بتقدم السعودية النوعي في الحكومة الرقمية

أشاد أنطونيو غوتيريش، أمين عام الأمم المتحدة، بما حققته السعودية من تقدم نوعي في مجال الحكومة الرقمية، عادّاً ما وصلت إليه نموذجاً دولياً رائداً.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
تكنولوجيا تكشف البيانات أن المستخدمين يلجأون للمساعد لطرح أسئلة صحية وعاطفية وفلسفية وليس فقط لحلول تقنية أو عملية (شاترستوك)

كيف يتحول «مايكروسوفت كوبايلوت» من أداة عمل إلى رفيق يومي للمستخدمين؟

يكشف التقرير أن «كوبايلوت» لم يعد مجرد أداة إنتاجية بل أصبح شريكاً رقمياً يلجأ إليه المستخدمون للعمل والقرارات اليومية بما يطرح تحديات ثقة ومسؤولية للمطوّرين.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا تُفقد الهيميانوبيا آلاف الناجين من السكتات نصف مجال رؤيتهم وتحدّ بشدة من قدرتهم على أداء الأنشطة اليومية (أدوبي)

علاج مبتكر وواعد لاستعادة المجال البصري لدى الناجين من السكتات

تقنية تجمع تدريباً بصرياً مع تحفيز دماغي متعدد الترددات أعادت تنسيق الإشارات البصرية لدى مرضى الهيميانوبيا، محققة تحسناً في إدراك الحركة وتوسّعاً في مجال الرؤية

نسيم رمضان (لندن)

هيمنة شركة «أوبن إيه آي» على سوق الذكاء الاصطناعي تهتز بعد 3 سنوات صدارة

ستبقى شركة «أوبن إيه آي» اليافعة من سان فرانسيسكو بالولايات المتحدة رمزاً للعبقرية التي أطلقت الذكاء الاصطناعي التوليدي وأتاحته على أوسع نطاق (رويترز)
ستبقى شركة «أوبن إيه آي» اليافعة من سان فرانسيسكو بالولايات المتحدة رمزاً للعبقرية التي أطلقت الذكاء الاصطناعي التوليدي وأتاحته على أوسع نطاق (رويترز)
TT

هيمنة شركة «أوبن إيه آي» على سوق الذكاء الاصطناعي تهتز بعد 3 سنوات صدارة

ستبقى شركة «أوبن إيه آي» اليافعة من سان فرانسيسكو بالولايات المتحدة رمزاً للعبقرية التي أطلقت الذكاء الاصطناعي التوليدي وأتاحته على أوسع نطاق (رويترز)
ستبقى شركة «أوبن إيه آي» اليافعة من سان فرانسيسكو بالولايات المتحدة رمزاً للعبقرية التي أطلقت الذكاء الاصطناعي التوليدي وأتاحته على أوسع نطاق (رويترز)

حقق برنامج «تشات جي بي تي» نجاحاً باهراً ارتقى بشركة «أوبن إيه آي» سريعاً إلى مصاف عمالقة التكنولوجيا. لكن بعد ثلاث سنوات من الصدارة، بات هذا الموقع الريادي مهدداً بفعل اشتداد المنافسة، ما يثير انتقادات وشكوكاً في أوساط القطاع الرقمي والمستثمرين.

كتب المستثمر مايكل بوري الذي اشتُهر بفضل فيلم «ذي بيغ شورت»، على منصة «إكس» مطلع ديسمبر (كانون الأول): «(أوبن إيه آي) هي (نتسكيب) المقبلة، مصيرها الفشل وتستنزف أموالها»، وفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية».

ويشير بوري في هذا المنشور إلى بوابة «نتسكيب» الإلكترونية التي كانت تسيطر على ما يقرب من 90 في المائة من سوق متصفحات الإنترنت في أوائل عام 1996، لكنها لم تعد تستحوذ إلا على أقل من 1 في المائة من هذه السوق بعد تسع سنوات.

حقق برنامج «تشات جي بي تي» نجاحاً باهراً ارتقى بشركة «أوبن إيه آي» سريعاً إلى مصاف عمالقة التكنولوجيا (رويترز)

وقال غاري ماركوس، الباحث المعروف بتشكيكه في هيكلية منظومة الذكاء الاصطناعي: «كان هذا حتمياً. فقدت (أوبن إيه آي) ريادتها وبالغت كثيراً في خطواتها».

ستبقى هذه الشركة اليافعة من سان فرانسيسكو بالولايات المتحدة، رمزاً للعبقرية التي أطلقت الذكاء الاصطناعي التوليدي وأتاحته على أوسع نطاق.

حقق برنامج الدردشة الآلي الشهير «تشات جي بي تي» التابع لشركة «أوبن إيه آي» نمواً قياسياً غير مسبوق، إذ ارتفع عدد مستخدميه من الصفر تقريباً في نوفمبر (تشرين الثاني) 2022 إلى أكثر من 800 مليون مستخدم أسبوعياً حالياً.

وبلغت قيمته السوقية 500 مليار دولار، وهو رقم أتاح البقاء في موقع الريادة بفارق كبير إلى أن نجحت «سبايس إكس» في التفوق عليه قبل أيام.

لكن في المقابل، من المتوقع أن تنهي «أوبن إيه آي» العام بخسارة بمليارات الدولارات، ولا تتوقع تحقيق أرباح قبل عام 2029.

وقد التزمت الشركة نفسها بدفع أكثر من 1.4 تريليون دولار لشركات تصنيع الرقائق الإلكترونية وجهات معنية ببناء مراكز البيانات لزيادة قدرتها الحاسوبية بشكل كبير، وهو أمر بالغ الأهمية لتطوير الذكاء الاصطناعي.

ويثير مسارها المالي تساؤلات، خصوصاً في ظل إعلان «غوغل» أن واجهتها للذكاء الاصطناعي «جيميناي» Gemini AI باتت تضم 650 مليون مستخدم شهرياً.

باتت منصة «غوغل» للذكاء الاصطناعي «جيميناي» Gemini AI تضم 650 مليون مستخدم شهرياً (رويترز)

«حصة من الكعكة»

وأظهر الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» سام ألتمان، وهو رجل بارع في مجال التجارة وصاحب شخصية جذابة، علامات استياء لأول مرة في أوائل نوفمبر عندما سُئل عن هذه العقود الضخمة بأكثر من ألف مليار دولار.

بعد أيام قليلة، حذّر في رسالة داخلية من أن الشركة تواجه خطر «بيئة مضطربة» و«مناخاً اقتصادياً غير موات»، متحدثاً عن تقدّم «غوغل» في المنافسة.

ثم أصدر إنذاراً عاجلاً حثّ فيه فرقه على تركيز جهودهم على «تشات جي بي تي».

الخميس، كشفت «أوبن إيه آي» عن نموذجها الجديد للذكاء الاصطناعي «جي بي تي 5.2» الذي يُصنّف أداؤه من بين الأفضل في معايير عدة، وأعلنت في اليوم نفسه عن شراكة رئيسية مع «ديزني».

يقول الشريك في شركة الاستثمار المباشر «فاونديشن كابيتال» Foundation Capital آشيو غارغ إن «(أوبن إيه آي) تستثمر مبالغ طائلة في تطوير نماذجها، لكن من غير الواضح كيف سينعكس ذلك اقتصادياً».

بالنظر إلى الخسائر المالية التي تتكبدها والتزاماتها الكبيرة، تُطرح علامات استفهام وفق آشيو غارغ عن تقييم «أوبن إيه آي» التي «تجمع حالياً أموالاً بأسعار تُثير تساؤلات حول عائد الاستثمار».

يقول إسبن روباك، الخبير المرموق في تقييم الأصول غير المدرجة لدى شركة بلوريس للاستشارات المالية: «لطالما توقعتُ انخفاض قيمة (أوبن إيه آي) السوقية نظراً لتزايد حدة المنافسة وعدم ملاءمة هيكلها الرأسمالي، لكنها تستمر في الارتفاع».

ويرى البعض أن هذه الفترة المضطربة قد تدفع «أوبن إيه آي» إلى تأجيل طرحها الأولي للاكتتاب العام، أو على العكس، تسريعه لجذب المستثمرين الأفراد الذين لا يزال ملايين منهم مهتمين بها.

كما ينتقد البعض شركة الذكاء الاصطناعي الناشئة لتنويعها المفرط لأنشطتها، بدءاً من البنية التحتية وصولاً إلى شبكة «سورا» الاجتماعية للفيديوهات، وحتى تصميم جهاز متصل بالإنترنت.

لكن باستثناء بعض المعلقين المتشددين، لا تتوقع سوى قلة قليلة انهيار «أوبن إيه آي».

ويتوقع المحلل في مركز البحوث والتحليلات المالية CFRA أنجيلو زينو أنه «لن يكون هناك فائز» في سباق الذكاء الاصطناعي، «لكن لا بد من وجود عدة مزودين لنماذج عالية الجودة»، ومن بينهم «أوبن إيه آي» التي يرى أنها قادرة على النجاح من دون أن تبقى في الصدارة.

ويبدو أيضاً أن العديد من الاتفاقيات المبرمة مع مزودي خدمات الحوسبة والمعالجات والحوسبة السحابية تتضمن شروطاً مرنة إلى حد كبير.

في هذه الأوقات المضطربة، يُعدّ وجود مساهم رئيسي مثل «مايكروسوفت» (27 في المائة من رأس المال) أمراً بالغ الأهمية، لا سيما أن الشراكة الوثيقة مع مُبتكر نظام «ويندوز» تضمن لـ«أوبن إيه آي» إيرادات متكررة وكبيرة.

ويؤكد أنجيلو زينو أن «كل هذه الشركات ستحصل على حصتها من الكعكة، وسيزداد حجم الكعكة بشكل كبير».


استطلاع جديد: الذكاء الاصطناعي يحقق مكاسب كبيرة في زيادة الإنتاجية والنمو

استطلاع جديد: الذكاء الاصطناعي يحقق مكاسب كبيرة في زيادة الإنتاجية والنمو
TT

استطلاع جديد: الذكاء الاصطناعي يحقق مكاسب كبيرة في زيادة الإنتاجية والنمو

استطلاع جديد: الذكاء الاصطناعي يحقق مكاسب كبيرة في زيادة الإنتاجية والنمو

كُتب الكثير عن تأثير الذكاء الاصطناعي على الوظائف، لكن أحدث استطلاع أجرته شركة«إي واي» EY حول الذكاء الاصطناعي، كشف عن نتائج مُفاجئة، كما كتبت جينيفر ماتسون(*).

تعزيز الإنتاجية وتسريح العمال

من بين 500 من كبار المديرين التنفيذيين في كبرى الشركات الأميركية الذين أفادوا بأن الذكاء الاصطناعي يُعزز الإنتاجية في شركاتهم، لم يلجأ سوى 17في المائة منهم إلى تسريح العمال أو تقليص وظائفهم. لكن الاستطلاع الجديد وجد أنهم يُعيدون استثمار هذه المكاسب في الشركة.

يقول كولم سباركس-أوستن، رئيس قسم الاستشارات في «إي واي» في الأميركتين: «يُعيد المديرون التنفيذيون استثمار مكاسب الإنتاجية في المزيد من أدوات الذكاء الاصطناعي والمزيد من الكفاءات. إن الإنجاز الحقيقي ليس في الأتمتة، بل في تضخيم الأعمال. تستخدم الشركات الرائدة الذكاء الاصطناعي لتوسيع نطاق القدرات البشرية بوتيرة لم نشهدها من قبل».

نصف المؤسسات حققت نتائج «كبيرة»

أظهر الاستطلاع الموسوم بـ«EY US AI Pulse»، وهو الرابع ضمن سلسلة استطلاعات، الذي شمل 500 من كبار صناع القرار في قطاع الأعمال الأميركي (من نواب الرئيس التنفيذي فما فوق) في مختلف القطاعات، أن جميع المؤسسات تقريباً (96 في المائة) التي تستثمر في الذكاء الاصطناعي تشهد تحسناً في الإنتاجية بفضل الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك 57 في المائة منها وصفت مكاسبها بأنها «كبيرة».

مع ذلك، من بين المؤسسات التي شهدت تحسناً في الإنتاجية بفضل الذكاء الاصطناعي، وكما ذكر أعلاه، أفاد 17في المائة فقط بأن هذه المكاسب أدت إلى تقليص عدد الموظفين؛ بينما أفادت نسبة أكبر بكثير بإعادة استثمار هذه المكاسب في قدرات الذكاء الاصطناعي الحالية (47 في المائة)، وتطوير قدرات جديدة (42 في المائة)، وتعزيز الأمن السيبراني (41 في المائة)، والاستثمار في البحث والتطوير (39 في المائة)، ورفع مستوى مهارات الموظفين وإعادة تأهيلهم (38 في المائة).

التركيز على النمو بدلاً من الإنتاجية

ووفقاً لدان دياسيو، رئيس قسم استشارات الذكاء الاصطناعي العالمية في EY: «بينما يُحسّن الذكاء الاصطناعي بشكل ملحوظ من خلال رفع مستوى الكفاءة، فإن إمكاناته التحويلية الحقيقية تكمن في رفع سقف التوقعات».

وتوظف المؤسسات، التي تنتقل من التركيز على الإنتاجية إلى التركيز على النمو، الذكاء الاصطناعي لدفع عجلة الابتكار، وخلق أسواق جديدة، وتحقيق ما كان يُعدّ مستحيلاً في السابق.

وقال دياسيو إن نتائج الاستطلاع تُظهر أن الشركات الناجحة تُعيد استثمار مكاسبها اليوم لبناء أعمال المستقبل، وليس فقط لتحسين عملياتها الحالية.

استثمار أكبر... عوائد أكبر

كما وجد الاستطلاع أن حجم استثمار الشركة في الذكاء الاصطناعي يؤثر على حجم مكاسب الإنتاجية التي حققتها في عام 2025.

* مكاسب إنتاجية

على سبيل المثال، كان كبار القادة في المؤسسات التي تستثمر حالياً 10 ملايين دولار أو أكثر في الذكاء الاصطناعي في جميع وحدات الأعمال أو الفرق، أكثر ترجيحاً من أولئك الذين يستثمرون أقل من 10 ملايين دولار بالقول إن مؤسساتهم شهدت مكاسب إنتاجية كبيرة مدفوعة بالذكاء الاصطناعي خلال العام الماضي، بنسبة 71 في المائة مقابل 52 في المائة.

* عوائد مالية

وأخيراً، عند سؤالهم عن تأثير استثمارات الذكاء الاصطناعي على نتائجهم المالية، أفادت غالبية كبار القادة (56 في المائة) الذين حققوا عائداً إيجابياً على الاستثمار من استثمارات الذكاء الاصطناعي بأنها أدت إلى تحسينات ملموسة وكبيرة في الأداء المالي العام.

* زيادة ميزانية تكنولوجيا المعلومات

وأخيراً، عند سؤالهم عن تأثير استثمارات الذكاء الاصطناعي على نتائجهم المالية، أفاد غالبية كبار القادة (56 في المائة) الذين شهدوا عائداً إيجابياً على الاستثمار من استثمارات الذكاء الاصطناعي بأنها أدت إلى تحسينات كبيرة وقابلة للقياس في الأداء المالي العام. ونتيجةً لذلك، يُؤدي هذا الأداء إلى زيادة الإنفاق المُخطط له على الذكاء الاصطناعي من قِبل الشركات. فبينما يُخصص 27 في المائة من المُستطلَعين الذين يستثمرون في الذكاء الاصطناعي حالياً ربع ميزانيتهم ​​لتكنولوجيا المعلومات أو أكثر لهذا الغرض، من المُتوقع أن يتضاعف هذا الرقم تقريباً ليصل إلى 52 في المائة في عام 2026.

* مضاعفة الإنفاق على الذكاء الاصطناعي

كما يُتوقع أن تتضاعف نسبة المجموعة التي تُنفق نصف ميزانيتها الإجمالية لتكنولوجيا المعلومات أو أكثر على الذكاء الاصطناعي خمس مرات، لتقفز من 3 في المائة فقط في عام 2025 إلى 19في المائة في عام 2026. ويُشير التقرير إلى أن الشركات التي تستثمر بكثافة في الذكاء الاصطناعي اليوم ستتفوق على منافسيها بفارق كبير في المستقبل.

محرك حقيقي

وأوضح ويت بتلر، نائب رئيس قسم الاستشارات في «إي واي - في الأميركتين»: «الشركات الرائدة في الاستثمار في الذكاء الاصطناعي تُحقق تقدماً ملحوظاً. فحجم الاستثمار مُهم. ​​تُحقق المؤسسات التي تُخصص تمويلاً أكبر للذكاء الاصطناعي أقوى مكاسب الإنتاجية، ما يُشير إلى أن الذكاء الاصطناعي يتجاوز مرحلة التجارب ليُصبح مُحركاً حقيقياً لقيمة المؤسسة».

* مجلة«فاست كومباني»، خدمات «تريبيون ميديا».


دليل شامل لإعداد نظام الصوت المحيطي المثالي في منزلك

سماعات أمامية وجانبية لتجسيم الصوتيات وسماعة متخصصة في الصوتيات الجهورية بتقنية 5.1
سماعات أمامية وجانبية لتجسيم الصوتيات وسماعة متخصصة في الصوتيات الجهورية بتقنية 5.1
TT

دليل شامل لإعداد نظام الصوت المحيطي المثالي في منزلك

سماعات أمامية وجانبية لتجسيم الصوتيات وسماعة متخصصة في الصوتيات الجهورية بتقنية 5.1
سماعات أمامية وجانبية لتجسيم الصوتيات وسماعة متخصصة في الصوتيات الجهورية بتقنية 5.1

يُعتبر الاستثمار في نظام صوت تجسيمي Surround Sound قراراً ممتازاً وأفضل طريقة لجلب تجربة السينما الغامرة إلى المنزل. وسواء كنت تخطط لإعداد نظام تجسيمي بتقنية 5.1 أم 7.1 أو نظام أكثر تقدما يدعم تقنية «دولبي آتموس» Dolby Atmos، فإن تحديد مواضع السماعات بشكل صحيح هو مفتاح الأداء الصوتي الأمثل. ونقدم في هذا الموضوع دليلاً شاملاً للحصول على إعداد صوت محيطي مثالي.

ويجب التنويه بأنه يجب أن يكون المحتوى الذي تشاهده يدعم تجسيم الصوتيات للحصول على أفضل تجربة ممكنة. وتقدم بعض نظم التجسيم آلية التجسيم التلقائي للمحتوى الذي لا يدعم هذه التقنية، ولكن النتائج ستكون أقل مقارنة بمشاهدة محتوى (فيلم أو مسلسل أو لعبة إلكترونية) يدعم هذه التقنية كما أراد المخرج للمستخدم سماعه.

فهم مكونات النظام الصوتي التجسيمي

قبل شراء أو استخدام نظام صوتي تجسيمي، يجب معرفة ما تعنيه الأرقام الخاصة به:

* الرقم الأول من اليسار (5 مثلاً): تمثل عدد السماعات الرئيسية (الأمامية والمركزية والجانبية).

* الرقم الثاني من اليسار (1 مثلاً): يمثل عدد مضخمات الصوت Subwoofer أو سماعة الصوتيات الجهورية Bass.

* الرقم الثالث من اليسار أو الأول من اليمين (لأنظمة «دولبي آتموس» فقط): يمثل عدد السماعات العلوية المثبتة في السقف أو الموجهة نحو السقف وتعكس الصوت من عليه نحو المستخدم، لإضافة بُعد الارتفاع الصوتي والشعور بـ«قبة» صوتية عوضاً عن «دائرة» صوتية.

الأرقام الأكثر شيوعاً هي 5.1 وتعني سماعتين في يمين ويسار التلفزيون، وسماعة في الوسط، وسماعتين بجانب المستخدم، إضافة إلى سماعة تضخيم الصوتيات، و7.1 التي تعني نفس السماعات السابقة، ولكن يضاف إليها سماعتين خلفيتين.

سماعات أمامية وجانبية وخلفية لتجسيم الصوتيات وسماعة متخصصة في الصوتيات الجهورية بتقنية 7.1

إعداد السماعات الأمامية: الأساس المتين

السماعات الأمامية الجانبية والمركزية هي الأساس الذي تُبنى عليه التجربة الصوتية بالكامل، حيث تتعامل مع معظم الموسيقى والمؤثرات والحوار.

+ السماعتان الأماميتان الجانبيتان (اليسرى واليمنى): يجب أن تشكل السماعتان الأماميتان الجانبيتان مع وضعية الجلوس الرئيسية ما يُعرف بالمثلث متساوي الأضلاع مع مكان جلوسك، لضمان وصول الصوت إلى أذنيك في الوقت نفسه ولخلق مجال صوتي متماسك.

* المسافة: يجب أن تكون المسافة بين السماعة اليمنى ومكان الجلوس مساوية تقريباً للمسافة بين السماعة اليسرى ومكان الجلوس، ومساوية كذلك للمسافة بين السماعتين نفسيهما.

* الزاوية والتوجيه: يجب توجيه السماعتين قليلاً نحو نقطة الاستماع المثلى للمُشاهد، والتي عادة ما تكون مقعدك الرئيسي. وتتراوح الزاوية المثالية لكل سماعة بين 22 إلى 30 درجة من المركز، أي مائلة قليلاً نحو المستخدم.

* الارتفاع: يُنصح بوضع السماعات بحيث يكون مُكبر الصوت للترددات العالية Tweeter بمستوى الأذن أثناء الجلوس.

+ السماعة الأمامية المركزية: هذه السماعة هي بطلة الحوارات، حيث يتم توجيه معظم كلام الشخصيات إليها لربطها.

* الموقع: يجب وضعها مباشرة فوق أو تحت شاشة التلفزيون أو جهاز العرض ومحاذية لمركزها.

* المحاذاة: يفضل أن يكون الصوت للترددات العالية Tweeter على نفس ارتفاع السماعات الأمامية الجانبية قدر الإمكان، وتوجيهها نحو مكان جلوس المستخدم.

تحديد المواقع المثالية للسماعات المحيطية والخلفية

+ السماعات المحيطية والخلفية لنظام 5.1:

* الموقع: توضع السماعتين الجانبية اليسرى واليمنى إلى جانبي مكان المستخدم، أو خلفه قليلاً.

* الزاوية: يجب أن تشكل زاوية تتراوح بين 90 إلى 110 درجات بالنسبة لعين المستخدم لدى النظر إلى الشاشة.

* الارتفاع: يوصى بوضعها بارتفاع 60 إلى 90 سنتيمتراً فوق مستوى الأذن لإنشاء مجال صوتي أكثر انتشاراً، مما يجعل الصوت المحيطي تجربة أكثر انغماسا.

+ السماعات المحيطية والخلفية لنظام 7.1:

+ السماعتان الجانبيتان: توضعان مباشرة إلى الجانبين بزاوية 90 درجة بالنسبة لعين المستخدم لدى النظر إلى الشاشة.

* الخلفية: توضع خلف مكان الجلوس بزاوية تتراوح بين 135 إلى 150 درجة بالنسبة لعين المستخدم لدى النظر إلى الشاشة.

* ملاحظة: إن كان نظامك يدعم تقنية «دولبي آتموس»، فيُنصح بوضع السماعات المحيطية الجانبية والخلفية في مستوى الأذن لخلق تباين واضح مع سماعات الارتفاع العلوية.

+ سماعة تضخيم الصوتيات الجهورية: مضخم الصوت مسؤول عن الترددات المنخفضة الجهورية، مثل الانفجارات والأصوات العميقة. وبما أن الترددات المنخفضة غير اتجاهية، فإن وضع السماعة لا يتطلب دقة زاوية.

«قبة صوتية» في تقنية «دولبي آتموس» لأفضل مستويات الانغماس الممكنة بفضل الصوتيات القادمة من الأعلى

* التجربة: أفضل مكان لمضخم الصوت يعتمد بشكل كبير على شكل غرفتك وأبعادها.

* زاوية الغرفة: يفضل البعض وضع السماعة في زاوية الغرفة لتعزيز الأصوات الجهورية، ولكن قد يؤدي هذا الأمر أحياناً إلى حدوث طنين جهوري Boomy Bass مزعج قليلاً وغير مرغوب به.

الخطوة الأخيرة: المعايرة اليدوية والآلية للأداء الأمثل

بعد تثبيت السماعات وتوصيلها، تأتي أهم خطوة وهي معايرة النظام:

1. المعايرة التلقائية Auto Calibration: تقدم العديد من نظم التجسيم الحديثة ميزة المعايرة التلقائية التي تستخدم ميكروفوناً خاصاً متصلاً بالنظام. يجب وضع الميكروفون في مكان الجلوس الرئيسي وترك الميكروفون يقوم بقياس المسافات ومستويات الصوتيات ومدة تأخير إصدار صوت كل سماعة. وتقدم بعض نظم التجسيم الأخرى القدرة على الاتصال بهاتفك الجوال لاسلكياً واستخدام تطبيق خاص بها لإجراء المعايرة التلقائية.

2. المعايرة اليدوية: إذا لم تتوفر المعايرة التلقائية في نظامك الصوتي، أو لتحسين نتائجها، قم بضبط الإعدادات التالية:

- المسافة بين السماعات والمستخدم Distance: أدخل قيمة المسافة الفعلية لكل سماعة من مكان الجلوس.

- درجة ارتفاع صوت كل سماعة Levels: اضبط مستوى صوت كل سماعة (بوحدة «ديسيبل» Decibel) لضمان أن تكون جميعها بنفس الارتفاع في نقطة الاستماع.

- تردد التقاطع الصوتي للسماعات Crossover: حدد النقطة التي تبدأ عندها السماعات بإرسال الترددات المنخفضة إلى مضخم الصوت (عادة ما تكون بين 80 و100 هرتز).

والهدف النهائي هو أن «يختفي» مصدر الصوت، وتصبح أنت مغموراً بالكامل بالمؤثرات الصوتية للفيلم أو اللعبة دون التفكير بمكان خروج الصوت.

مقارنة بين عمالقة الصوت التجسيمي الحديث

* تقنية "دولبي آتموس": تعد هذه التقنية الأفضل حاليا، حيث تعتمد على مبدأ الصوت المبني على تحويل الصوتيات إلى عناصر يمكن التحكم بخصائصها لدى تحرير مهندس الصوت الذي يقوم بإعداد المحتوى Object-based. ويركز هذا المبدأ على إضافة البُعد العمودي أو الارتفاع إلى التجربة الصوتية، ما يسمح بوضع الأصوات بدقة متناهية حول المستمع وفوقه. وللحصول على هذه التجربة، يتطلب النظام استخدام سماعات توضع في السقف وموجهة للأسفل أو سماعات موجهة للأعلى تعكس الصوت عن السقف. ويتم الإشارة إلى عدد سماعات الارتفاع بالرقم الثالث من اليسار او الأول من اليمين (مثل 7.1.4).

وتتميز هذه التقنية بانتشارها الواسع، حيث إنها مهيمنة في خدمات البث عبر الإنترنت (مثل "نتفليكس" و"ديزني بلاس") بالإضافة إلى تواجدها في أقراص "بلو راي" فائقة الدقة. ولتحسين صوتيات المحتوى القديم، تستخدم هذه التقنية آلية "دولبي ساراوند أبمكسر" Dolby Surround Upmixer لتحويل المحتوى الذي لا يدعمها إلى صوت محيطي من الأمام واليمين واليسار والأعلى.

* تقنية "أورو 3 دي" Auro 3D: هذه التقنية هي الأكثر تخصصا وتعتمد على مبدأ هجين يجمع بين العناصر الصوتية والقنوات الصوتية، مع تركيز خاص على نظام الطبقات الصوتية. وتتطلب هذه التقنية إعدادا متقدما، حيث تحتاج إلى طبقة ثانية من السماعات مثبتة على الجدران بزوايا ارتفاع محددة فوق السماعات التقليدية، وقد تتضمن سماعة سقف اختيارية لتعزيز الصوت المركزي العلوي.

وعلى الرغم من أن محتواها محدود كونها متوفرة فقط في عدد قليل ومختص من أقراص "بلو راي" ولا تكاد تتوافر في خدمات البث عبر الإنترنت، إلا أنها مفضلة لمحبي الموسيقى لجودة صوتها، حيث تخلق إحساسا أكثر شمولا وتناسقا مكانيا ونغمة موسيقية طبيعية. وتتميز باستخدام آلية "أوروماتيك" AuroMatic لتجسيم الصوتيات في المحتوى الذي لا يدعمها، والتي تُعد من بين أفضل آليات تجسيم المحتوى القديم.

* تقنية "دي تي إس: إكس" DTS:X: تُعتبر هذه التقنية المنافس الرئيسي لـ"دولبي آتموس"، وهي أيضا تقنية تعتمد على العناصر الصوتية. إلا أنها تتميز بـمرونة فائقة في وضع السماعات، حيث يمكنها التكيف مع أي مجموعة سماعات موجودة تقريبا، بما في ذلك المجموعات المصممة لـ"دولبي آتموس" و"أورو 3 دي". وتُعرف هذه التقنية بقوتها الديناميكية وتقديم تجربة صوتية ذات مؤثرات صوتية بارزة وانغماس مبهر جدا. وعلى الرغم من مرونتها، لا يزال يُوصى باستخدام سماعات الارتفاع للحصول على أفضل تجربة. وتنتشر هذه التقنية بشكل كبير في أقراص "بلو راي"، ولكن محتواها أقل شيوعا في خدمات البث عبر الإنترنت مقارنة بـ"دولبي آتموس". وبالنسبة للمحتوى الذي لا يدعمها، فتستخدم هذه التقنية آلية "دي تي إس نيوترال:إكس"DTS Neural:X المتقدمة في تحديد مواقع المؤثرات الصوتية وتعزيزها عند تحويل المحتوى إلى الصوت المجسم.