مؤسسة البابطين تستعد لإصدار معجم شعراء العصر العباسي

يغطي 524 عاماً ويضم ترجمة لـ12934 شاعراً

المجلد الأول  من معجم البابطين  للشعر العربي
المجلد الأول من معجم البابطين للشعر العربي
TT

مؤسسة البابطين تستعد لإصدار معجم شعراء العصر العباسي

المجلد الأول  من معجم البابطين  للشعر العربي
المجلد الأول من معجم البابطين للشعر العربي

بعد أن احتفلت نهاية مارس (آذار) الماضي بصدور «معجم البابطين لشعراء العربية في عصر الدول والإمارات»، تستعد مؤسسة عبد العزيز سعود البابطين الثقافية في الكويت، لإصدار المعجم الرابع من مشروع معاجم البابطين للشعر العربي عبر العصور.
ويتمثل المعجم الرابع من هذا المشروع التاريخي في إعداد «معجم البابطين لشعراء العربية في العصر العباسي»، الذي يغطي مساحة زمنية واسعة تزيد على خمسة قرون (132- 656هـ، 749- 1258م)؛ معتمداً على نحو 5 آلاف مصدر ومرجع مخطوط ومطبوع بين كتب ورسائل جامعية وبحوث علمية ومقالات أدبية.
وقد بلغ عدد الشعراء الذين سجل هذا المعجم أسماءهم وطرفاً من أخبارهم ونماذج من أشعارهم 12934 شاعراً ممن عاشوا في تلك الفترة الزاهرة من تراثنا الأدبي. ويتوقع صدور المعجم في منتصف العام المقبل.
وترى المؤسسة المعنية بحفظ التراث الشعري العربي وتوثيقه، في المشروع الجديد أولوية قصوى، وتوفر له إمكانات كبيرة على المستويات كافة، حتى يقدم للمكتبة العربية أول رصد موثق مكتمل لحركة الشعر العربي منذ اللحظة الراهنة وحتى أبعد نقطة معروفة في مصادر تاريخ الشعر العربي قبل الإسلام.
وكانت المؤسسة قد أطلقت مشروع معاجم الشعراء سنة 1991، حينما فكر رئيسها في إعداد معجم للشعراء العرب الأحياء، صدرت الطبعة الأولى منه سنة 1995 تحت عنوان «معجم البابطين للشعراء العرب المعاصرين»، وهو يمثل الشعراء الذين عاشوا من سنة 1318 هـ - 1900م إلى الآن.
ومعجم المعاصرين معجم متجدد حسب طبيعته وغايته، يتسع باستمرار للأسماء الشعرية التي تظهر تباعاً على الساحة الأدبية من خلال طبعاته المتوالية. وقد ظهرت الطبعة الثانية منه سنة 2002م، ثم صدرت الطبعة الثالثة سنة 2014 في 9 مجلدات تشتمل على 6891 صفحة. وبلغ عدد العاملين بالمعجم 171 أستاذاً وباحثاً وتقنياً، ويضم المعجم إلى اليوم 2512 شاعراً، ولا يزال العمل جارياً على إعداد الطبعة الرابعة منه التي يتوقع صدورها قريباً.
وفي سنة 1997 بدأ العمل في «معجم البابطين لشعراء العربية في القرنين التاسع عشر والعشرين» وهو يرصد شعراء الفترة من 1214- 1420 هـ، 1800- 2000م، وقد صدر المعجم سنة 2008م في 25 مجلداً تشتمل على 18357 صفحة، واشترك في العمل به 615 أستاذاً وباحثاً وتقنياً، وبلغ عدد الشعراء الذين سجّل أشعارهم وسيرهم ومصادرهم 9518 شاعراً.
أما «معجم البابطين لشعراء العربية في عصر الدول والإمارات»، فقد بدأ العمل به سنة 2008م، واستمر لمدة 11 عاماً، وهو يتناول الشعراء الذين عاشوا من 656- 1215هـ، 1258- 1800م، وقد صدر المعجم سنة 2019م في 25 مجلداً، تشتمل على 16412 صفحة، وعمل به 281 أستاذاً وباحثاً وتقنياً، وضم 9462 شاعراً من أبناء ذلك العصر.
وأكد الشاعر عبد العزيز سعود البابطين عزمه أن تستكمل المؤسسة هذا المشروع حتى يغطي المسارات كافة التي مضى فيها الشعر العربي في سائر عهوده.


مقالات ذات صلة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

يوميات الشرق «تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر  في تشجيع الشباب على القراءة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

كشفت تقارير وأرقام صدرت في الآونة الأخيرة إسهام تطبيق «تيك توك» في إعادة فئات الشباب للقراءة، عبر ترويجه للكتب أكثر من دون النشر. فقد نشرت مؤثرة شابة، مثلاً، مقاطع لها من رواية «أغنية أخيل»، حصدت أكثر من 20 مليون مشاهدة، وزادت مبيعاتها 9 أضعاف في أميركا و6 أضعاف في فرنسا. وأظهر منظمو معرض الكتاب الذي أُقيم في باريس أواخر أبريل (نيسان) الماضي، أن من بين مائة ألف شخص زاروا أروقة معرض الكتاب، كان 50 ألفاً من الشباب دون الخامسة والعشرين.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق «تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

«تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

كل التقارير التي صدرت في الآونة الأخيرة أكدت هذا التوجه: هناك أزمة قراءة حقيقية عند الشباب، باستثناء الكتب التي تدخل ضمن المقرّرات الدراسية، وحتى هذه لم تعد تثير اهتمام شبابنا اليوم، وهي ليست ظاهرة محلية أو إقليمية فحسب، بل عالمية تطال كل مجتمعات العالم. في فرنسا مثلاً دراسة حديثة لمعهد «إبسوس» كشفت أن شاباً من بين خمسة لا يقرأ إطلاقاً. لتفسير هذه الأزمة وُجّهت أصابع الاتهام لجهات عدة، أهمها شبكات التواصل والكم الهائل من المضامين التي خلقت لدى هذه الفئة حالةً من اللهو والتكاسل.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

من جزيرة تاروت، خرج كم هائل من الآنية الأثرية، منها مجموعة كبيرة صنعت من مادة الكلوريت، أي الحجر الصابوني الداكن.

يوميات الشرق خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

صدور كتاب مثل «باريس في الأدب العربي الحديث» عن «مركز أبوظبي للغة العربية»، له أهمية كبيرة في توثيق تاريخ استقبال العاصمة الفرنسية نخبةً من الكتّاب والأدباء والفنانين العرب من خلال تركيز مؤلف الكتاب د. خليل الشيخ على هذا التوثيق لوجودهم في العاصمة الفرنسية، وانعكاسات ذلك على نتاجاتهم. والمؤلف باحث وناقد ومترجم، حصل على الدكتوراه في الدراسات النقدية المقارنة من جامعة بون في ألمانيا عام 1986، عمل أستاذاً في قسم اللغة العربية وآدابها في جامعة اليرموك وجامعات أخرى. وهو يتولى الآن إدارة التعليم وبحوث اللغة العربية في «مركز أبوظبي للغة العربية». أصدر ما يزيد على 30 دراسة محكمة.

يوميات الشرق عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

على مدار العقود الثلاثة الأخيرة حافظ الاستثمار العقاري في القاهرة على قوته دون أن يتأثر بأي أحداث سياسية أو اضطرابات، كما شهد في السنوات الأخيرة تسارعاً لم تشهده القاهرة في تاريخها، لا يوازيه سوى حجم التخلي عن التقاليد المعمارية للمدينة العريقة. ووسط هذا المناخ تحاول قلة من الباحثين التذكير بتراث المدينة وتقاليدها المعمارية، من هؤلاء الدكتور محمد الشاهد، الذي يمكن وصفه بـ«الناشط المعماري والعمراني»، حيث أسس موقع «مشاهد القاهرة»، الذي يقدم من خلاله ملاحظاته على عمارة المدينة وحالتها المعمارية.

عزت القمحاوي

خالد النبوي يعوّل على غموض أحداث «سراب»

خالد النبوي ويسرا اللوزي مع المخرج أحمد خالد خلال التصوير (الشركة المنتجة)
خالد النبوي ويسرا اللوزي مع المخرج أحمد خالد خلال التصوير (الشركة المنتجة)
TT

خالد النبوي يعوّل على غموض أحداث «سراب»

خالد النبوي ويسرا اللوزي مع المخرج أحمد خالد خلال التصوير (الشركة المنتجة)
خالد النبوي ويسرا اللوزي مع المخرج أحمد خالد خلال التصوير (الشركة المنتجة)

في عودة للمسلسلات المأخوذة عن «فورمات» أجنبية، انطلق عرض مسلسل «سراب» المأخوذ عن رواية بعنوان «سبعة أنواع من الغموض» (Seven Types Of Ambiguity) للكاتب الأسترالي إليوت بيرلمان، التي حُوّلت مسلسلاً عُرض عام 2017، وحقّق نجاحاً لافتاً. وتدور أحداثه في قالبٍ من الغموض والإثارة، وهو ما يعوّل عليه بطل المسلسل المصري الفنان خالد النبوي، بمشاركة مجموعة كبيرة من الفنانين، من بينهم، يسرا اللوزي، ونجلاء بدر، ودياموند بوعبود، وأحمد مجدي، وهاني عادل، وأحمد وفيق، وإنجي المقدم، وسيناريو وحوار ورشة كتابة بإشراف المؤلف هشام هلال وإخراج أحمد خالد.

يؤدي خالد النبوي في المسلسل شخصية «طارق حسيب»، الذي يتمتّع بحاسة تجعله يتوقع الأحداث قبل تحقُّقها، في حين تجسد يسرا اللوزي دور زوجته «الطبيبة ملك». يفاجأ الزوجان باختفاء طفلهما زين (7 سنوات) من مدرسته، ورغم عودته سالماً لوالديه، تتكشف لهما وقائع صادمة كثيرة؛ مما يقلب حياتهما الهادئة رأساً على عقب.

المسلسل تعرضه منصة «TOD» القطرية حصرياً في 10 حلقات ابتداءً من الثلاثاء، وقد عُرضت 3 حلقات منه، وحظي باهتمام لافتٍ منذ بثّ الإعلان الرسمي له، الذي أثار حالة تشوّق كبيرة من متابعين عبر مواقع التواصل الاجتماعي لمشاهدته.

وأكد المؤلف هشام هلال، أن «المسلسل المصري لا يُقدّم نسخة مطابقة للمسلسل الأسترالي، بل يقدم معالجة مصرية خالصة، بحيث لا يمكن المشاهد أن يشكك في كونها عملاً غير مصري»، لافتاً إلى تولّيه الإشراف على فريق من الكتابة يضمّ 5 مؤلفين هم، محمود حسن، ومحمود شكري، وخالد شكري، ودعاء حلمي، وبسنت علاء. منوهاً إلى أن «المسلسل الأسترالي دارت أحداثه في 6 حلقات، في حين يُقدّم العمل المصري في 10 حلقات لإضافة شخصيات جديدة لأن الموضوع يسمح بذلك»، حسب قوله.

بوستر المسلسل (الشركة المنتجة)

ويشير هلال إلى اختلاف طريقة السّرد الدرامي في الحلقات قائلاً: «اتبعنا أسلوباً غير سائدٍ في كتابة الأعمال الدرامية، لم يعتده المُتفرج المصري والعربي؛ إذ تتناول كلّ حلقة شخصية من الشخصيات التسع الرئيسية، في حين تجمعهم الحلقة العاشرة والأخيرة. كما أن المخرج أحمد خالد يُقدم أسلوباً مغايراً ينتقل خلاله بين الزمن الحالي والأزمنة السابقة التي وقعت فيها أحداث في المسلسل».

من جانبه، قال الناقد الفني محمد عبد الرحمن، لـ«الشرق الأوسط»: إن «الحلقات الثلاث الأولى من المسلسل تمتّعت بمستوى عالٍ من التّشويق، خصوصاً بعد العثور سريعاً على الطفل المفقود، بشكل يجعل علامات الاستفهام أكبر، وفي اتجاه غير معتادٍ درامياً، فبدلاً من السؤال عن مكان الطفل، بات البحث عمّا حدث في ماضي الأبطال للوصول إلى لحظة اختفائه».

الفنان أحمد مجدي خلال تصوير المسلسل (الشركة المنتجة)

ويرى عبد الرحمن أن أداء الممثلين في «سراب» جيّدٌ واحترافي، وأن خالد النبوي يقدم شخصية «طارق» بتركيزٍ واضح بجانب الاهتمام بتفاصيل الشخصيات نفسياً، وهو أمر يُحسب لورشة الكتابة بإشراف هشام هلال، وللمخرج أحمد خالد أيضاً، الذي حرص على توفير إيقاع سريع للأحداث، واستغلال كل أحجام الكادرات للتعبير الدرامي عن التفاصيل، مثل مشهد وصول «النبوي» إلى مقرّ عمله، وتقسيم جسده إلى كادرات تعكس ثراءه الشديد وثقته بنفسه.