مساعٍ مصرية لاستخدام الذكاء الصناعي في الإنذار المبكر بالزلازل

عبر تفعيل إجراءات احترازية تلقائية للحد من المخاطر

الذكاء الصناعي يمكن توظيفه في الإنذار المبكر بالزلازل (دورية «Geoscience Frontiers»)
الذكاء الصناعي يمكن توظيفه في الإنذار المبكر بالزلازل (دورية «Geoscience Frontiers»)
TT
20

مساعٍ مصرية لاستخدام الذكاء الصناعي في الإنذار المبكر بالزلازل

الذكاء الصناعي يمكن توظيفه في الإنذار المبكر بالزلازل (دورية «Geoscience Frontiers»)
الذكاء الصناعي يمكن توظيفه في الإنذار المبكر بالزلازل (دورية «Geoscience Frontiers»)

تسعى مصر لاستخدام الذكاء الصناعي في الإنذار المبكر بالزلازل، وذلك عبر «تفعيل إجراءات احترازية تلقائية للحد من المخاطر». وأكد رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية في مصر، جاد القاضي، أن «مصر قطعت خطوات عملية نحو توظيف الذكاء الصناعي في الإنذار المبكر للزلازل». وأضاف القاضي، في تصريحات أوردتها «وكالة أنباء الشرق الأوسط» الرسمية في مصر (الاثنين)، أنه «يجري العمل حالياً على تنفيذ وتطوير استخدام نظام (خوارزميات) الذكاء الصناعي، في الشبكة القومية المصرية للزلازل، لتفعيل الإنذار المبكر بحدوث الزلازل»، مشيراً إلى أن ذلك يتيح «تفعيل بعض الإجراءات الاحترازية الفورية بصورة تلقائية، التي تحد بشكل كبير من خطورة الزلزال، وإنقاذ الأرواح البشرية»، موضحاً أن «هذا التوجه يخدم (رؤية مصر 2030) واستراتيجيتها للتنمية المستدامة، خاصة هدف الاستدامة البيئية والقدرة على مواجهة المخاطر والكوارث الطبيعية، وكذا حماية الأمن القومي».
و«بدأت أولى خطوات توظيف الذكاء الصناعي في الإنذار المبكر للزلازل، عن طريق زيادة عدد محطات الشبكة القومية للزلازل، كخطوة أولى»، هكذا ذكر الباحث المتخصص في الذكاء الصناعي بقسم الزلازل بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، عمر السعيد. وأضاف السعيد لـ«الشرق الأوسط» أنه «عدد المحطات التابعة للشبكة القومية للزلازل رُفع إلى مائة محطة، وتتيح تلك المحطات كمية من البيانات اليومية التي سيتم استخدامها في خوارزميات الذكاء الصناعي؛ لتدريبها على اكتشاف الموجة الأولية للزلازل».
وتسبق الموجة الأولية للزلازل، والتي تكون غير محسوسة، الموجة المدمرة التي يشعر بها الناس، بعدة ثوانٍ، ويمكن للخوارزميات المدربة بكم كبير من البيانات، اكتشاف تلك الموجة، وتحديد مكان الزلزال وقوته، وهو نظام معمول به في اليابان.
السعيد أوضح «أن أنظمة الإنذار المبكر في اليابان تكون متصلة بشبكات الكهرباء والمياه والغاز والطرق، بحيث يتم إغلاقها بشكل آلي عند استشعار الموجة الأولية للزلازل، كما يتم إرسال رسائل على الهاتف المحمول للمواطنين في المناطق المحتمل تضررها من الزلزال».
ورغم أن مصر ليست في منطقة «حزام الزلازل»، فإن السعيد يؤكد على أن العلم يجب أن يكون جاهزاً بحلول لكل المشاكل، مشيراً إلى أن المسؤولية التطبيقية لهذا العلم، كما يحدث في اليابان، لا تقع ضمن اختصاصات المعهد.
وكان السعيد وفريق بحثي من المعهد قد نجح أخيراً في الفوز بالمركز الأول في مسابقة «منظمة التوقع بالزلازل باستخدام الذكاء الاصطناعي» الصينية، والتي تستخدم خوارزميات الذكاء الصناعي لهدف آخر، وهو توقع حدوث الزلازل، حيث يتم تدريب خوارزمية على قراءة البيانات التي توفرها محطات الزلازل، ومن ثم الخروج بتوقع حول توقيت مقترح لحدوث زلازل وأماكن وقوعها وشدتها.
ويقول السعيد «إن هذه المسابقة الصينية تقام سنوياً، وتم إعلان نتائج مسابقة عام 2022، في مارس (آذار) الماضي، حيث يتم استخدام البيانات التي توفرها 120 محطة زلازل تم إنشاؤها في منطقتي (يونان) و(سيتشوان) بالصين؛ لتدريب خوارزمية تعتمد على التعلم الآلي، لتوقع حدوث أو عدم حدوث الزلازل بشكل أسبوعي، حيث تستطيع الخوارزمية تحديد إشارات استباقية للزلازل قبل حدوثها، وفي حالة توقع حدوث زلزال يتم توقع مكان وقوعه، وكلما اقترب التوقع في المكان والقوة للزلزال الذي حدث، زاد تقييم الفرق المتنافسة في المسابقة، واستطعنا تحقيق دقة وصلت إلى 70 في المائة».
في سياق متصل، قال رئيس قسم الزلازل بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، شريف الهادي، «إنه يتم حالياً توظيف الذكاء الصناعي لمراقبة النشاطات الصناعية التي تؤدي إلى بعض الهزات». وأوضح الهادي لـ«الشرق الأوسط»: «تطبق الشبكة القومية لرصد الزلازل حالياً (خوارزميات) تراقب النشاطات الصناعية، التي تؤدي إلى بعض الهزات الصناعية كأعمال التفجير الخاصة بالمناجم والمحاجر»، وأوضح «أنه باستخدام الذكاء الصناعي يتم تحديد أماكن الصدوع والكسور الناتجة من أعمال الحفر»، مضيفاً أن «رصد هذه الهزات الصناعية وتحديد أماكنها وقوتها يحمي بشكل كبير الأفراد والمجتمع من حدوث انهيارات أرضية؛ بسبب تلك الأعمال الصناعية».


مقالات ذات صلة

الاقتصاد شعارات «أمازون» و«أبل» و«فيسبوك» و«غوغل» في صورة مركبة (رويترز)

الذكاء الاصطناعي ينعش أرباح عمالقة التكنولوجيا رغم تحديات الرسوم

تتباين حظوظ الشركات التكنولوجية الكبرى في مشهد الأعمال سريع التغير، حيث يُغذّي الطلب المتزايد على الذكاء الاصطناعي النمو في مجالات الإعلانات السحابية، والرقمية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
خاص لا تزال كلمات المرور نقطة ضعف رئيسة في البنية الرقمية للمؤسسات (شاترستوك)

خاص في اليوم العالمي لكلمات المرور: أمن الهوية الرقمية مهدد في عصر الأجهزة الذكية

تزداد التهديدات مع انتشار أجهزة xIoT (الإنترنت الممتد للأشياء) بينما تبقى كلمات المرور الافتراضية والأخطاء البشرية ثغرات خطيرة تتطلب أتمتة وتوعية

نسيم رمضان (لندن)
خاص «فيراري» و«آي بي إم» تطلقان تطبيقاً جديداً يعزز تجربة مشجعي «فورمولا 1» من خلال الذكاء الاصطناعي (آي بي إم)

خاص «فيراري» و«آي بي إم» تُطلقان تجربة رقمية جديدة لعشاق «فورمولا 1»

التطبيق الجديد المدعوم بالذكاء الاصطناعي يقدم محتوى تفاعلياً ومخصصاً ويعيد تعريف تجربة مشجعي «فورمولا 1» رقمياً وعلى مدار الساعة.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا يفيد مستخدمون بأن الإصدار الجديد من «شات جي بي تي» أصبح يبالغ في الإطراء ويبدو مفرط الحماسة حتى في أبسط التفاعلات (أدوبي)

هل بات «تشات جي بي تي» متملقاً أكثر من اللازم؟ جرّبناه لنكتشف

شكاوى من مستخدمين وحتى سام ألتمان بأن ردود «GPT - 4o» أصبحت أشبه بتحفيز مفرط وابتسامة رقمية لا تختفي، حتى في المواقف التي لا تستدعي ذلك.

نسيم رمضان (لندن)

أطول وأصغر كلبين بالعالم يجتمعان في لحظة صداقة نادرة

«غينيس» للأرقام القياسية
«غينيس» للأرقام القياسية
TT
20

أطول وأصغر كلبين بالعالم يجتمعان في لحظة صداقة نادرة

«غينيس» للأرقام القياسية
«غينيس» للأرقام القياسية

في مشهد مؤثر ونادر جمع بين التناقض والجمال، التقى أطول كلب في العالم «ريجي» وأصغر كلبة «بيرل» في موعد لعب ودّي بمدينة أيداهو فولز الأميركية؛ حيث جسَّد اللقاء رسالة محبة تقول إن الصداقات لا تعترف بالحجم أو الشكل.

الكلبان، وكلاهما يحمل رقماً قياسياً عالمياً في موسوعة «غينيس»، قدما من ولايتين مختلفتين داخل الولايات المتحدة، وفقاً لموسوعة «غينيس» للأرقام القياسية.

«ريجي»، كلب من فصيلة «الدنماركي» العظيم، يبلغ طوله أكثر من متر، ويعيش مع عائلته في أيداهو، في حين لا يتجاوز ارتفاع «بيرل» من نوع «شيواوا» حاجز التسعة سنتيمترات، وتعيش في ولاية فلوريدا.

«غينيس» للأرقام القياسية
«غينيس» للأرقام القياسية

صداقة رغم التباين

وعلى الرغم من الفرق الكبير في الحجم بين الكلبين -بما يعادل تقريباً طول غيتار- فقد اندمج «ريجي» و«بيرل» بسرعة مدهشة. وفور لقائهما، عبَّرا عن ترحيب فوري بهزّ الذيل والاستكشاف الودي، ثم جلسا معاً على الأريكة؛ حيث خفض «ريجي» جسده ليكون أقرب إلى مستوى صديقته الصغيرة التي راحت تركض فوق ساقيه بحماسة.

قصتان ملهمتان خلف الكلبين

بدأت قصة «ريجي» عندما تبنّاه صاحبه سام، وهو مجرد جرو صغير في قطيعه. لم يكن يتوقع أن يتحول هذا الصغير إلى أطول كلب في العالم، لكنه نما بسرعة، وأدهش الجميع بحجمه وشخصيته المحبة، ورغم ضخامة بنيته لا يزال سام يراه طفلاً كبيراً يعشق اللعب، ويمطر من حوله باللعق والحب.

«غينيس» للأرقام القياسية
«غينيس» للأرقام القياسية

أما «بيرل»، فكانت بمثابة شعاع نور لعائلة سيمبلر، بعد أن واجهت الأم فانيسا وزوجها تحديات صحية جعلتهما يلجآن لحيوان أليف يمنحهما الدفء العاطفي. وعلى الرغم من حجمها المتناهي الصغر، فإن بيرل تتمتع بشخصية قوية، وهي مولعة بالموضة وتختار ملابسها يومياً من خزانة تفوق في مساحتها خزانة صاحبتها!

مشاهد دافئة ولحظات لا تُنسى

خلال الزيارة التي امتدت يومين، ركضا ريجي وبيرل في الحديقة، واستمتعا باستكشاف المنزل معاً، في حين جلس سام وفانيسا يتبادلان القصص الطريفة عن تحديات العناية بكلاب ذات أحجام غير معتادة.

«غينيس» للأرقام القياسية
«غينيس» للأرقام القياسية

قال سام مازحاً: «يظن الناس أن الكلاب الصغيرة فقط مرهقة في العناية... لكن ريجي يثبت أن الكلاب الكبيرة يمكن أن تكون أكثر إرهاقاً».

واتفقت فانيسا مع هذه النظرة، مضيفة: «كلاهما مختلف في الحجم، لكنهما متشابهان في الروح. في النهاية، هما مجرد طفلين محبّين».

«غينيس» للأرقام القياسية
«غينيس» للأرقام القياسية

لقاء برسالة إنسانية

بعيداً عن الطرافة، حمل اللقاء رسالة إنسانية عميقة حول الرفق بالحيوانات، وأهمية دمجها في الحياة الأسرية، لا بصفتها حيوانات أليفة فحسب، بل بوصفها أفراداً حقيقيين من العائلة.

قال سام بتأثر: «ريجي لا يدرك كم هو مميز... لكن إذا استطاع أن يسعد شخصاً واحداً فقط، فهذا يكفي... هذه طريقة رائعة لتكريم هذه الكائنات الجميلة، التي تستحق أن تُحتفى بها».

أما فانيسا فاختتمت اللقاء برسالة حب: «من خلال الصور واللحظات التي شاركناها، نأمل أن يشعر الآخرون بمدى الجمال في هذه الكائنات... هم أكثر من مجرد حيوانات... إنهم أرواح صغيرة تُضيء حياتنا».