تسريب «وثائق البنتاغون» بدأ بعد أقل من 48 ساعة على بداية حرب أوكرانيا

جندي أوكراني خلال إحدى المعارك في دونيتسك (أ.ف.ب)
جندي أوكراني خلال إحدى المعارك في دونيتسك (أ.ف.ب)
TT

تسريب «وثائق البنتاغون» بدأ بعد أقل من 48 ساعة على بداية حرب أوكرانيا

جندي أوكراني خلال إحدى المعارك في دونيتسك (أ.ف.ب)
جندي أوكراني خلال إحدى المعارك في دونيتسك (أ.ف.ب)

كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» أن المتهم بتسريب وثائق وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) كان ينشر معلومات حساسة، منذ بداية الحرب الأوكرانية في 28 فبراير (شباط) 2022، أي قبل وقت طويل مما كان معروفاً في السابق، ولمجموعة أكبر بكثير.
وذكرت الصحيفة، التي كانت أول من كشف تلك التسريبات في بداية هذا الشهر، أنها بعد مراجعتها للكثير من المنشورات على الإنترنت، وجدت أنه في فبراير 2022، وبعد أقل من 48 ساعة من اجتياح أوكرانيا، بدأ حساب على منصة «ديسكورد» للتواصل الاجتماعي، مطابق لحساب المتهم جاك تيكسيرا عضو الحرس الوطني الأميركي، نشر معلومات استخباراتية سرية عن المجهود الحربي الروسي على مجموعة دردشة لم تُكشف مسبقاً.
وأوضحت أن المجموعة ضمت حوالى 600 عضو، وأن غرفة الدردشة المعنية أدرجت علناً تلك المنشورات على موقع «يوتيوب» للمقاطع المصورة، وكان من السهل الوصول إليها. وأشارت إلى أن المعلومات المكتشفة حديثاً، والمنشورة على مجموعة الدردشة الأكبر، تضمنت تفاصيل عن القتلى والمصابين في صفوف القوات الروسية والأوكرانية، وأنشطة وكالات الاستخبارات الأميركية في موسكو، وتحديثات بشأن المساعدات المقدمة لأوكرانيا.
آثار قصف روسي على أوكرانيا (أ.ف.ب)

ولفتت إلى أن المستخدم زعم أنه ينشر معلومات من وكالة الأمن القومي ووكالة الاستخبارات المركزية الأميركية ووكالات استخبارات أخرى.
وبينما لم يُعرف بعد ما إذا كانت السلطات على علم بالمواد السرية المنشورة في مجموعة الدردشة الإضافية هذه، فإنها أثارت تساؤلات حول سبب عدم اكتشاف السلطات للتسريبات في وقت مبكر، خصوصاً أن مئات الأشخاص الآخرين كانوا قادرين مطّلعين على تلك المنشورات.
وأثار كشف بعض أسرار أميركا، انتقادات حول كيفية حماية البنتاغون ووكالات الاستخبارات للبيانات السرية، وما إذا كانت هناك نقاط ضعف في كل من فحص الأشخاص للحصول على التصاريح الأمنية، والحفاظ على قواعد الوصول إلى الأسرار من الأشخاص الذين يحق لهم المعرفة بها.
ولم تعلق وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) على المعلومات الجديدة التي أوردتها الصحيفة.
صورة تعبيرية لمحاكمة جاك تيكسيرا المتهم بتسريب وثائق سرية أميركية (أ.ب)

ورفض جوشوا هاني، أحد محامي تيكسيرا، المعيّن من مكتب محامي الدفاع العام في بوسطن، التعليق على أحدث ما تم كشفه. كما رفض مسؤولون من مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) ووزارة العدل التعليق.
وألقي القبض على جاك تيكسيرا (21 عاماً) الأسبوع الماضي، ليواجه تهماً جنائية بتسريب وثائق استخباراتية عسكرية سرية للغاية عبر الإنترنت، وانتهاك قانون التجسس عبر نسخ مواد دفاعية حساسة ونشرها، ونقل مواد دفاعية بشكل غير قانوني إلى مكان غير مصرح به.
وقال خبراء قانونيون إنه سيواجه على الأرجح مزيداً من الاتهامات.
ويُعتقد أن هذه القضية هي أخطر خرق أمني أميركي منذ ظهور أكثر من 700 ألف وثيقة ومقطع مصور وبرقيات دبلوماسية على موقع «ويكيليكس» في عام 2010.
ووصف البنتاغون التسريب بأنه «عمل إجرامي متعمد»، ولم يتم تسليط الضوء على التسريبات إلى أن نشرتها صحيفة «نيويورك تايمز» أوائل أبريل (نيسان) رغم أن الوثائق كانت قد نشرت في وقت سابق لهذا التاريخ.


مقالات ذات صلة

ماسك ونجل ترمب يتفاعلان مع صورة تقارن زيلينسكي ببطل فيلم «وحدي في المنزل»

الرئيس الأوكراني زيلينسكي خلال لقائه ترمب في نيويورك الأسبوع الماضي (أ.ب)

ماسك ونجل ترمب يتفاعلان مع صورة تقارن زيلينسكي ببطل فيلم «وحدي في المنزل»

تفاعل الملياردير الأميركي إيلون ماسك ودونالد ترمب جونيور، نجل الرئيس المنتخب دونالد ترمب، مع صورة متداولة على منصة «إكس»

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا ألسنة لهب كثيفة تتصاعد من مبنى مدمر وسيارة محترقة في منطقة زابوريجيا الأوكرانية نتيجة قصف روسي (خدمة الطوارئ الأوكرانية- أ.ف.ب)

4 قتلى و19 جريحاً بضربة روسية على زابوريجيا الأوكرانية

قُتل 4 أشخاص على الأقل وأُصيب 19، الثلاثاء، في ضربة صاروخية روسية «دمَّرت» عيادة خاصة في مدينة زابوريجيا جنوب أوكرانيا، في حصيلة مرشحة للارتفاع.

أوروبا صورة مركبة تابعة للوكالة الدولية للطاقة الذرية تعرضت لأضرار بسبب غارة بطائرة مسيرة على طريق في منطقة زابوريجيا في أوكرانيا 10 ديسمبر 2024 (رويترز)

مسيّرة تستهدف مركبة لوكالة الطاقة الذرية قرب محطة زابوريجيا النووية في أوكرانيا

قال مدير الطاقة الذرية إن مركبة تابعة للوكالة تعرضت لأضرار جسيمة بسبب هجوم بمسيرة على الطريق المؤدي إلى محطة زابوريجيا للطاقة النووية في أوكرانيا، الثلاثاء.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ورئيس وزراء إستونيا كريستين ميشال لدى اجتماعهما في كييف الاثنين (أ.ب)

زيلينسكي: 800 ألف جندي روسي منتشرون في أوكرانيا

أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي انتشار مئات الآلاف من الجنود الروس حالياً في أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (كييف - لندن)
أوروبا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال اجتماع في كييف بأوكرانيا 9 ديسمبر 2024 (أ.ب)

زيلينسكي منفتح على انتشار قوات غربية في أوكرانيا

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه منفتح على الانتشار المحتمل لقوات غربية في كييف لضمان أمن البلاد في إطار جهود أوسع نطاقاً لإنهاء الحرب.

«الشرق الأوسط» (كييف)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
TT

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

ووفقاً للتقرير العالمي بشأن الاتجار بالأشخاص والصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإنه في عام 2022 -وهو أحدث عام تتوفر عنه بيانات على نطاق واسع- ارتفع عدد الضحايا المعروفين على مستوى العالم 25 في المائة فوق مستويات ما قبل جائحة «كوفيد- 19» في عام 2019. ولم يتكرر الانخفاض الحاد الذي شهده عام 2020 إلى حد بعيد في العام التالي، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال التقرير: «المجرمون يتاجرون بشكل متزايد بالبشر لاستخدامهم في العمل القسري، بما في ذلك إجبارهم على القيام بعمليات معقدة للاحتيال عبر الإنترنت والاحتيال الإلكتروني، في حين تواجه النساء والفتيات خطر الاستغلال الجنسي والعنف القائم على النوع»، مضيفاً أن الجريمة المنظمة هي المسؤولة الرئيسية عن ذلك.

وشكَّل الأطفال 38 في المائة من الضحايا الذين تمت معرفتهم، مقارنة مع 35 في المائة لأرقام عام 2020 التي شكَّلت أساس التقرير السابق.

وأظهر التقرير الأحدث أن النساء البالغات ما زلن يُشكِّلن أكبر مجموعة من الضحايا؛ إذ يُمثلن 39 في المائة من الحالات، يليهن الرجال بنسبة 23 في المائة، والفتيات بنسبة 22 في المائة، والأولاد بنسبة 16 في المائة.

وفي عام 2022؛ بلغ إجمالي عدد الضحايا 69 ألفاً و627 شخصاً.

وكان السبب الأكثر شيوعاً للاتجار بالنساء والفتيات هو الاستغلال الجنسي بنسبة 60 في المائة أو أكثر، يليه العمل القسري. وبالنسبة للرجال كان السبب العمل القسري، وللأولاد كان العمل القسري، و«أغراضاً أخرى» بالقدر نفسه تقريباً.

وتشمل تلك الأغراض الأخرى الإجرام القسري والتسول القسري. وذكر التقرير أن العدد المتزايد من الأولاد الذين تم تحديدهم كضحايا للاتجار يمكن أن يرتبط بازدياد أعداد القاصرين غير المصحوبين بذويهم الذين يصلون إلى أوروبا وأميركا الشمالية.

وكانت منطقة المنشأ التي شكلت أكبر عدد من الضحايا هي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 26 في المائة، رغم وجود كثير من طرق الاتجار المختلفة.

وبينما يمكن أن يفسر تحسين الاكتشاف الأعداد المتزايدة، أفاد التقرير بأن من المحتمل أن يكون مزيجاً من ذلك ومزيداً من الاتجار بالبشر بشكل عام.

وكانت أكبر الزيادات في الحالات المكتشفة في أفريقيا جنوب الصحراء وأميركا الشمالية ومنطقة غرب وجنوب أوروبا، وفقاً للتقرير؛ إذ كانت تدفقات الهجرة عاملاً مهماً في المنطقتين الأخيرتين.