«تحت الوصاية» يلقي الكرة في ملعب البرلمان المصري

مشهد من مسلسل «تحت الوصاية» من بطولة منى زكي (الشرق الأوسط)
مشهد من مسلسل «تحت الوصاية» من بطولة منى زكي (الشرق الأوسط)
TT

«تحت الوصاية» يلقي الكرة في ملعب البرلمان المصري

مشهد من مسلسل «تحت الوصاية» من بطولة منى زكي (الشرق الأوسط)
مشهد من مسلسل «تحت الوصاية» من بطولة منى زكي (الشرق الأوسط)

أحدثت نهاية مسلسل «تحت الوصاية» ضجة كبيرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بين مؤيد للنهاية التي قد تكون عاملاً لتحريك القضية، وبين معارض للنهاية الحزينة التي لم تنتصر للأم.
وجاءت نهاية العمل «غير السعيدة» بإيداع «حنان» وهي الشخصية الرئيسية التي تؤدي دورها منى زكي، السجن بعد اتهامها بسرقة «المركب» الذي ورثه أبناؤها بعد وفاة زوجها، رغم أنها حاولت الحفاظ عليه بشتى الطرق، فقد كان عمهم لها بالمرصاد.
ويقول الكاتب المصري خالد دياب مؤلف المسلسل، إن نهاية أحداث المسلسل «الحزينة والصادمة للبعض» جاءت «عكس التوقعات والنهايات السعيدة التي اعتادها الناس»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط”، أن هدف القصة هو «التشجيع والدعوة إلى تغيير القوانين نوعاً ما».
وحقق المسلسل الذي عُرض في النصف الثاني من شهر رمضان، مشاهدات كبيرة، وهو من بطولة منى زكي، وأحمد خالد صالح، ومحمد دياب، ورشدي الشامي، ومن تأليف شيرين دياب وخالد دياب وإخراج محمد شاكر خضير.
وتدور أحداث المسلسل حول شخصية «حنان»، وهي امرأة في منتصف الثلاثينات من عمرها، يموت زوجها، وتصبح المسؤولة عن طفليها، فتلجأ للعمل بمهنة الصيد.
وعبّر دياب عن سعادته بردود الفعل الإيجابية حول العمل وقضيته، وطالب بألا تتوقف القضية عند هذا الحد بعد نهاية العرض، قائلاً: «أتمنى ألا نتحدث عن المسلسل بقدر ما نتحدث عن قضية (قانون الوصاية)، والإشارة لها بجدية».
وتحدثت صحيفة «الغارديان» البريطانية عن أحداث العمل وتوابعه، خصوصاً بعدما طالب نائبان مصريان بـ«مراجعة» قانون الوصاية في مصر.
وقدم كل من أميرة العادلي ومحمد إسماعيل، طلبات منفصلة إلى رئيس مجلس النواب المصري ووزير العدل، لفحص تأثير القانون على السيدات، وشدد إسماعيل في كلمة أمام البرلمان على ضرورة تشكيل لجنة لبحث ومواجهة الأثر التشريعي لقانون عمره 70 عاماً، بينما طلبت العادلي من وزير العدل إطلاع البرلمان على الموضوع.
كما أشادت رئيسة «المجلس القومي للمرأة» مايا مرسي بصنّاع العمل، وكتبت عبر «فيسبوك»، أن «الفن حينما يقدم رسالة إنسانية تحاكي واقعاً، يستطيع بها تغيير مجتمع».
وأضافت: «شاهدنا دراما واقعية وعملاً فنياً صادقاً، نقل الواقع بحرفية عالية»، مشيرة إلى أن «الأم يجب أن تؤتمن على أموال أولادها ويحاسبها القانون».
وتصدرت الفنانة المصرية منى زكي «ترند» مواقع التواصل الاجتماعي، وحصدت إشادات بالغة وتعليقات إيجابية على أدائها، وتفاعل الناس مع قصة العمل كونها تجسد شخصية «أرملة» تعول طفليها بعد وفاة زوجها.
كما أبدى المشاهدون إعجابهم بالموسيقى، وأماكن التصوير الطبيعية، والإضاءة، وتفاصيل المخرج محمد شاكر خضير الذي قدم من قبل عدة أعمال نالت إشادات كبيرة، ومنها «طريقي»، و«لا تطفئ الشمس»، و«جراند أوتيل».
وترى الناقدة الفنية حنان شومان أن «النهايات المريحة للمشاهد تنهي القضية التي يناقشها المسلسل عادة»، مشيرة إلى أن «الكاتب الذكي لا يعطي حلاً، بل يترك الأمر للمسؤول، وكل كاتب له مدرسة، وأعتقد أن مؤلف المسلسل كان يقصد ذلك»، مشددة على أن ذلك يؤكد أن «للفن وظائف أخرى بجانب وظيفته الرئيسية المتمثلة في التسلية والإمتاع».


مقالات ذات صلة

«رقم سري» يناقش «الوجه المخيف» للتكنولوجيا

يوميات الشرق لقطة من مسلسل «رقم سري» (الشركة المنتجة)

«رقم سري» يناقش «الوجه المخيف» للتكنولوجيا

حظي مسلسل «رقم سري» الذي ينتمي إلى نوعية دراما الغموض والتشويق بتفاعل لافت عبر منصات التواصل الاجتماعي.

رشا أحمد (القاهرة )
يوميات الشرق زكي من أبرز نجوم السينما المصرية (أرشيفية)

مصر: تجدد الجدل بشأن مقتنيات أحمد زكي

تجدد الجدل بشأن مقتنيات الفنان المصري الراحل أحمد زكي، بعد تصريحات منسوبة لمنى عطية الأخت غير الشقيقة لـ«النمر الأسود».

داليا ماهر (القاهرة)
يوميات الشرق تجسّد شخصية «دونا» في «العميل» (دانا الحلبي)

دانا الحلبي لـ«الشرق الأوسط»: لو طلب مني مشهد واحد مع أيمن زيدان لوافقت

تُعدّ تعاونها إلى جانب أيمن زيدان إضافة كبيرة إلى مشوارها الفني، وتقول إنه قامة فنية كبيرة، استفدت كثيراً من خبراته. هو شخص متعاون مع زملائه يدعم من يقف أمامه.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق آسر ياسين وركين سعد في لقطة من المسلسل (الشركة المنتجة)

«نتفليكس» تطلق مسلسل «موعد مع الماضي» في «القاهرة السينمائي»

رحلة غوص يقوم بها بعض أبطال المسلسل المصري «موعد مع الماضي» تتعرض فيها «نادية» التي تقوم بدورها هدى المفتي للغرق، بشكل غامض.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق مسلسل «6 شهور»   (حساب Watch IT على «فيسبوك»)

«6 شهور»... دراما تعكس معاناة حديثي التخرّج في مصر

يعكس المسلسل المصري «6 شهور» معاناة الشباب حديثي التخرج في مصر عبر دراما اجتماعية تعتمد على الوجوه الشابة، وتحاول أن ترسم الطريق إلى تحقيق الأحلام.

نادية عبد الحليم (القاهرة )

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
TT

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)

قررت بيكا زيغلر البالغة 24 عاماً، تجميد جثتها في برّاد بعد وفاتها عن طريق مختبر في برلين، على أمل محدود بإعادة إحيائها مستقبلاً.

وقّعت هذه المرأة الأميركية التي تعيش وتعمل في العاصمة الألمانية، عقداً مع شركة «توموروو بايوستيتس» الناشئة المتخصصة في حفظ الموتى في درجات حرارة منخفضة جداً لإعادة إحيائهم في حال توصّل التقدم العلمي إلى ذلك يوماً ما.

وعندما تتوفى زيغلر، سيضع فريق من الأطباء جثتها في حوض من النيتروجين السائل عند حرارة 196 درجة مئوية تحت الصفر، ثم ينقلون الكبسولة إلى مركز في سويسرا.

وتقول زيغلر، وهي مديرة لقسم المنتجات في إحدى شركات التكنولوجيا في كاليفورنيا، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «بشكل عام، أحب الحياة ولدي فضول لمعرفة كيف سيبدو عالمنا في المستقبل».

ولم يعد علم حفظ الجسم بالتبريد الذي ظهر في ستينات القرن العشرين، مقتصراً على أصحاب الملايين أو الخيال العلمي كما ظهر في فيلم «ذي إمباير سترايكس باك» الذي تم فيه تجميد هان سولو، وفيلم «هايبرنيتس» حين يعود رجل تحرر من الجليد القطبي، إلى الحياة.

توفّر شركات في الولايات المتحدة هذه الخدمة أصلاً، ويُقدّر عدد الأشخاص الذي وُضعت جثثهم في التبريد الأبدي بـ500 فرد.

50 يورو شهرياً

تأسست «توموروو بايوستيتس» عام 2020 في برلين، وهي الشركة الأولى من نوعها في أوروبا.

وفي حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، يقول إميل كيندزورا، أحد مؤسسي الشركة، إن أحد أهدافها «هو خفض التكاليف حتى يصبح تبريد الجثة في متناول الجميع».

إميل كيندزورا أحد مؤسسي «توموروو بايوستيتس» يقف داخل إحدى سيارات الإسعاف التابعة للشركة خارج مقرها في برلين (أ.ف.ب)

ولقاء مبلغ شهري قدره 50 يورو (نحو 52.70 دولار) تتقاضاه من زبائنها طيلة حياتهم، تتعهد الشركة الناشئة بتجميد جثثهم بعد وفاتهم.

يضاف إلى الـ50 يورو مبلغ مقطوع قدره 200 ألف يورو (نحو 211 ألف دولار) يُدفع بعد الوفاة - 75 ألف يورو (نحو 79 ألف دولار) لقاء تجميد الدماغ وحده - ويمكن أن يغطيه نظام تأمين على الحياة.

ويقول كيندزورا (38 سنة) المتحدر من مدينة دارمشتات في غرب ألمانيا، إنه درس الطب وتخصص في الأبحاث المتعلقة بالسرطان، قبل أن يتخلى عن هذا الاختصاص بسبب التقدم البطيء في المجال.

وتشير «توموروو بايوستيتس» إلى أنّ نحو 700 زبون متعاقد معها. وتقول إنها نفذت عمليات تبريد لأربعة أشخاص بحلول نهاية عام 2023.

ويلفت كيندزورا إلى أنّ غالبية زبائنه يتراوح عمرهم بين 30 و40 سنة، ويعملون في قطاع التكنولوجيا، والذكور أكثر من الإناث.

عندما يموت أحد الزبائن، تتعهد «توموروو بايوستيتس» بإرسال سيارة إسعاف مجهزة خصيصاً لتبريد المتوفى باستخدام الثلج والماء. يتم بعد ذلك حقن الجسم بمادة «حفظ بالتبريد» ونقله إلى المنشأة المخصصة في سويسرا.

دماغ أرنب

في عام 2016، نجح فريق من العلماء في حفظ دماغ أرنب بحال مثالية بفضل عملية تبريد. وفي مايو (أيار) من هذا العام، استخدم باحثون صينيون من جامعة فودان تقنية جديدة لتجميد أنسجة المخ البشري، تبين أنها تعمل بكامل طاقتها بعد 18 شهراً من التخزين المبرد.

لكنّ هولغر رينش، الباحث في معهد «آي إل كاي» في دريسدن (شرق ألمانيا)، يرى أنّ الآمال في إعادة شخص متجمد إلى الحياة في المستقبل القريب ضئيلة جداً.

ويقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «نشكّ في ذلك. أنصح شخصياً بعدم اللجوء إلى مثل هذا الإجراء».

ويتابع: «في الممارسة الطبية، إنّ الحدّ الأقصى لبنية الأنسجة التي يمكن حفظها بالتبريد هو بحجم وسمك ظفر الإبهام، والوضع لم يتغير منذ سبعينات القرن العشرين».

ويقرّ كيندزورا بعدم وجود ضمانات، ويقول: «لا نعرف ما إذا كان ذلك ممكناً أم لا. أعتقد أن هناك فرصة جيدة، لكن هل أنا متأكد؟ قطعاً لا».

بغض النظر عما يمكن أن يحدث في المستقبل، تقول زيغلر إنها متأكدة من أنها لن تندم على قرارها. وتضيف: «قد يبدو الأمر غريباً، لكن من ناحية أخرى، البديل هو أن يضعوك داخل تابوت وتأكلك الديدان».