أوستن يشيد بوحدة الحلفاء وتصميمهم على دعم أوكرانيا «مهما استغرق الأمر»

«الناتو» يدعو لإجراء مزيد من المباحثات حول توريد مقاتلات لكييف

وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي رازنيكوف يشارك في اجتماع وزراء دفاع «مجموعة الاتصال بشأن أوكرانيا» في رامشتاين (أ.ف.ب)
وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي رازنيكوف يشارك في اجتماع وزراء دفاع «مجموعة الاتصال بشأن أوكرانيا» في رامشتاين (أ.ف.ب)
TT
20

أوستن يشيد بوحدة الحلفاء وتصميمهم على دعم أوكرانيا «مهما استغرق الأمر»

وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي رازنيكوف يشارك في اجتماع وزراء دفاع «مجموعة الاتصال بشأن أوكرانيا» في رامشتاين (أ.ف.ب)
وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي رازنيكوف يشارك في اجتماع وزراء دفاع «مجموعة الاتصال بشأن أوكرانيا» في رامشتاين (أ.ف.ب)

قال وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، للصحافيين أمس الجمعة، إن الولايات المتحدة وحلفاءها سيبحثون مسألة تزويد أوكرانيا بمزيد من معدات الدفاع الجوي والذخيرة، وذلك خلال اجتماع وزراء دفاع «مجموعة الاتصال بشأن أوكرانيا»، المنعقد حالياً في قاعدة رامشتاين الجوية بألمانيا. وقال أوستن في بداية الاجتماع إن الحلفاء ملتزمون بدعم أوكرانيا «مهما استغرق الأمر» ويرفضون ما وصفها بجهود الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الرامية إلى خلق مناطق نفوذ بقوة السلاح.
وقال الأمين العام لـ«حلف شمال الأطلسي (الناتو)»، ينس ستولتنبرغ، إنه «يتعين الاستعداد لالتزامات طويلة المدى فيما يتعلق بآفاق الحرب الدائرة في أوكرانيا. إنه يجب إجراء مزيد من المناقشات حول تسليم الحلفاء طائرات مقاتلة غربية»، مضيفاً: «لا يمكن التنبؤ بالحروب. لا يستطيع أحد أن يقول اليوم متى ستنتهي هذه الحرب»، موضحاً: «لأنه حتى لو انتهت الحرب، فستظل أوكرانيا بحاجة إلى الدعم لضمان أنها قوية عسكرياً بما يكفي لعدم مهاجمتها مرة أخرى، ومن المهم لذلك الحفاظ على الوحدة في دعمها»، مستبعداً مجدداً، بشكل غير مباشر، انضمام أوكرانيا إلى «الناتو» في أوقات الحرب.
وقال ستولتنبرغ، أمس الجمعة، إنه «يجب إجراء مزيد من المناقشات حول تسليم الحلفاء هذه الطائرات». وذكر ستولتنبرغ أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أخبره خلال اجتماعه معه في كييف، الخميس، بأن أوكرانيا بحاجة إلى مزيد من الأسلحة، من بينها طائرات وأنظمة دفاع جوي. وحتى الآن لم تتلق أوكرانيا من الغرب سوى طائرات مقاتلة سوفياتية من طراز «ميغ29». غير أن القوات المسلحة الأوكرانية تريد طائرات من الطراز الغربي للدفاع عن نفسها ضد روسيا، مثل طائرات «إف16» المصنعة في الولايات المتحدة.
وأوضح ستولتنبرغ أنه يعدّ النقاش حول توريد مزيد من الأسلحة أكثر أهمية في الوضع الحالي من خطط أوكرانيا للانضمام إلى «الناتو»، وقال في إشارة إلى الاجتياح الروسي: «الأمر المهم الآن هو انتصار أوكرانيا؛ لأنه إذا لم تؤكد أوكرانيا نفسها بصفتها دولة مستقلة ذات سيادة في أوروبا، فلا فائدة من مناقشة العضوية».
ودعا الرئيس الأوكراني دول «الناتو» إلى تمهيد الطريق لبلاده للانضمام إلى الحلف الغربي خلال قمة «الناتو» المقبلة. وقال زيلينسكي؛ في خطابه اليومي عبر الفيديو مساء الخميس، إن غالبية الشعوب في أوكرانيا وأوروبا و«حلف شمال الأطلسي» لن تتفهم الأمر إذا لم تتلق كييف «دعوة مستحقة» للانضمام إلى «الناتو».
وذكر وزير الدفاع الألماني، بوريس بيستوريوس، أن مسألة انضمام أوكرانيا إلى «حلف شمال الأطلسي (الناتو)» أو الاتحاد الأوروبي لن تناقش خلال اجتماع مجموعة الاتصال الدفاعية بشأن أوكرانيا. وقال الوزير، الخميس، في تصريحات للقناة الثانية في التلفزيون الألماني «زد دي إف» إن المشاورات؛ التي سيجريها وزراء الدفاع ومسؤولون عسكريون رفيعو المستوى من كثير من البلدان في رامشتاين، ستدور بشكل أساسي حول تمويل مراكز صيانة الأسلحة التي جرى تسليمها بالفعل إلى أوكرانيا، إلى جانب قضايا أخرى مثل زيادة تعزيز الدفاع الجوي الأوكراني وتسليم طائرات مقاتلة.
وقال أوستن: «لقد مر نحو عام منذ أن اجتمعت هذه المجموعة لأول مرة؛ هنا في رامشتاين... وسمعت أن كثيراً منكم يشير إلى هذا على أنه (منتدى رامشتاين). لذلك؛ يبدو من الصواب أننا عدنا إلى هنا للتأكيد من جديد على وحدتنا المشتركة وتصميمنا». وذكّر أوستن الحاضرين بأن جهودهم المشتركة في العام الماضي لتقديم المساعدة الأمنية لأوكرانيا عززت بشكل كبير قدرة هذا البلد على القتال والاحتفاظ بسيادته في مواجهة الاجتياح الروسي غير القانوني. وقال: «لقد أحدثت جهودنا المشتركة فرقاً كبيراً لدى المدافعين الأوكرانيين في ساحة المعركة، وهم يؤكدون مدى سوء تقدير الكرملين. اعتقد بوتين أنه يمكن بسهولة إطاحة حكومة كييف المنتخبة ديمقراطياً. كان يعتقد أن العالم الأوسع سيسمح له بالتخلي عن دعمها. كان يعتقد أن وحدتنا سوف تنقسم. لكنه كان مخطئاً في كل حالة».
وأوضح أوستن أن الدعم الدولي لأوكرانيا ما زال «قوياً وراسخاً» بعد أكثر من عام على الاجتياح الروسي. وقال إن الاجتماع «سيركز على 3 قضايا رئيسية: الدفاع الجوي، والذخيرة، وعناصر الدعم»، مشيراً إلى الدعم اللوجيستي وغير ذلك مما يسمح بعمل الوحدات العسكرية. وقال إن أعضاء مجموعة الاتصال قدموا مساعدات أمنية لأوكرانيا تتجاوز قيمتها 55 مليار دولار، جاء أكثر من 35 مليار دولار منها من الولايات المتحدة. ويوم الأربعاء، أعلنت الولايات المتحدة عن 325 مليون دولار مساعدات أمنية إضافية لأوكرانيا، من مخزونات وزارة الدفاع، بموجب السحب الرئاسي. وتابع أوستن: «نرفض رؤية بوتين القاتمة لعالم يتيح للطغاة مهاجمة جيرانهم المسالمين»، مضيفاً: «سنضمن معاً امتلاك أوكرانيا ما تحتاجه للعيش بحرية».
في خطوة كبيرة من شأنها أن تعزز جهود الولايات المتحدة وتسرع تسليح أوكرانيا، قال مسؤولون دفاعيون أميركيون، إن 31 دبابة «أبرامز»، وعدت واشنطن بتقديمها، يمكن أن تصل إلى ساحات القتال في أوكرانيا بحلول الخريف، في وقت أقرب بكثير مما كان متوقعاً. وأضافوا أن القوات الأوكرانية ستخضع خلال أسابيع لبرنامج تدريبي على تلك الدبابات في ألمانيا من المتوقع أن يستغرق 10 أسابيع، وهو ما يعدّ خطوة كبيرة في تسليح كييف لشن هجومها المضاد المتوقع، في إطار مساعيها لاستعادة الأراضي التي احتلتها روسيا. كما أعلنت هولندا والدنمارك عن شراء 14 دبابة من طراز «ليوبارد2» الألمانية، وأنها ستسلَّم لأوكرانيا في «أسرع وقت ممكن».
وأعلن وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، أن مجموعة الاتصال الدفاعية الأوكرانية قدمت، خلال الأشهر الماضية، المعدات والتدريب اللذين سمحا ببناء 9 ألوية مدرعة إضافية في أوكرانيا. وقال في بداية اجتماع وزراء دفاع المجموعة في قاعدة «رامشتاين» بألمانيا، إن ذلك «عزز بالفعل موقف أوكرانيا في ساحة المعركة». وأضاف أن كلاً من الدول الأوروبية والولايات المتحدة تبرعت بالدبابات للأوكرانيين؛ بما في ذلك التزام الولايات المتحدة بتقديم ما مجموعه 31 دبابة «أبرامز»، من المتوقع تسليمها قبل نهاية العام الحالي.
ويعدّ هذا الجدول الزمني تسريعاً كبيراً لتوقعات البنتاغون السابقة، مما يعني أن دبابات «أبرامز» يمكن أن تصل إلى أوكرانيا في «الوقت المناسب» لتلعب دوراً في الهجوم المضاد الذي من المتوقع أن تشنه أوكرانيا في غضون أسابيع، لمساعدة القوات الأوكرانية في السيطرة على الأراضي المحتلة، على حد قول أحد المسؤولين. وسيتعين على القوات الأوكرانية التي تتدرب على دبابات «أبرامز» الخضوع لاختبارات التأهيل والتدريب على الصيانة والتدريبات على كيفية تشغيل دبابة القتال الأميركية المتقدمة. كما سيتعين عليهم تعلم كيفية تنسيق مناورات الدبابات مع الوحدات العسكرية الأخرى، فيما يسميها الجيش الأميركي مناورات «الأسلحة المشتركة».
وأعلنت هولندا مع الدنمارك أنهما ستشتريان 14 دبابة مجددة من طراز «ليوبارد2» الألمانية لأوكرانيا بقيمة 165 مليون يورو. وقال بيان مشترك من الدولتين، يوم الخميس، إن دبابات القتال الرئيسية هذه ستسلم إلى أوكرانيا في أقرب وقت ممكن، بعد إجراء إصلاح شامل، على أن تصل في بداية عام 2024. وستتقاسم هولندا والدنمارك تكاليف شراء تلك الدبابات، بالإضافة إلى مساهمة هولندا في مبادرتين تهدفان إلى الشراء المشترك لذخيرة مدفعية من عيار 155 ملم؛ الأولى بقيمة 130 مليون يورو لـ«وكالة الدفاع الأوروبية»، والأخرى بقيمة 130 مليون يورو لـ«المبادرة الألمانية لشراء المعدات بشكل مشترك».


مقالات ذات صلة

ترمب: توقيع اتفاقية المعادن بين أوكرانيا وأميركا الخميس المقبل

أوروبا الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال اللقاء العاصف في البيت الأبيض (أ.ف.ب)  play-circle

ترمب: توقيع اتفاقية المعادن بين أوكرانيا وأميركا الخميس المقبل

قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، اليوم (الخميس)، إنه من المقرر أن توقع اتفاقية المعادن مع أوكرانيا الخميس المقبل.

«الشرق الأوسط» (كييف )
أوروبا اجتماع موسع في قصر الإليزيه ضم الوفود الفرنسية والأوكرانية والأميركية وممثلين من بريطانيا وألمانيا )إ.ب.أ)

اجتماعات باريس تعيد الأوروبيين طرفاً في مفاوضات أوكرانيا

اجتماعات باريس تعيد الأوروبيين طرفاً في مفاوضات أوكرانيا، ويأملون أن تضع حداً للأحادية الأميركية

ميشال أبونجم (باريس)
وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو (رويترز)

موسكو تتهم برلين بالتورط مباشرة في الحرب من خلال تزويد كييف بصواريخ «توروس»

موسكو تتهم برلين بالتورط مباشرة في الحرب من خلال تزويد كييف بصواريخ «توروس» وتقول إن الأوروبيين يريدون «استمرار الحرب» في أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (كييف - موسكو)
الاقتصاد صورة عامة لمقر البنك الوطني الأوكراني في كييف (رويترز)

أوكرانيا تُثبت الفائدة عند 15.5 % وتحذّر من تباطؤ التعافي

أبقى البنك المركزي الأوكراني سعر الفائدة الرئيسي دون تغيير عند 15.5 في المائة، يوم الخميس، متوقعاً أن يبدأ معدل تضخم أسعار المستهلك في التراجع خلال الصيف.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف (د.ب.أ)

الكرملين: مبعوث ترمب سيطلع الأوروبيين على جهود السلام في أوكرانيا

قال الكرملين، اليوم (الخميس)، إن اجتماعاً بين الولايات المتحدة وأوكرانيا ودول أوروبية في باريس يشكل فرصة للمبعوث الأميركي الخاص لإطلاعهم على الوضع في أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو )

ترمب متأكد 100 % من إبرام اتفاق جمركي مع الاتحاد الأوروبي

من اجتماع الرئيس الأميركي دونالد ترمب مع رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني (أ.ف.ب)
من اجتماع الرئيس الأميركي دونالد ترمب مع رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني (أ.ف.ب)
TT
20

ترمب متأكد 100 % من إبرام اتفاق جمركي مع الاتحاد الأوروبي

من اجتماع الرئيس الأميركي دونالد ترمب مع رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني (أ.ف.ب)
من اجتماع الرئيس الأميركي دونالد ترمب مع رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني (أ.ف.ب)

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الذي يستقبل، الخميس، رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، أنه واثق بنسبة «100 في المائة» من أنه سيتم التوصل إلى اتفاق بشأن الرسوم الجمركية مع الاتحاد الأوروبي، وهو ما أكدته أيضاً جورجيا ميلوني، واصفة الولايات المتحدة بـ«الشريك الموثوق»، وفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية».

ويلتقي المسؤولان بينما تشهد العلاقات بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي توتراً منذ شن الرئيس الأميركي حرباً تجارية وفرض رسوماً جمركية.

وقالت جورجيا ميلوني للصحافيين: «أنا متأكدة من أننا نستطيع التوصل إلى اتفاق، وأنا هنا للمساعدة في تحقيق ذلك». بدوره، قال ترمب إنه واثق بأنه يمكن لواشنطن وبروكسل التوصل إلى اتفاق، لكنه أضاف أنه يجب أن يكون «اتفاقاً عادلاً».

وجورجيا ميلوني التي وصفها ترمب بأنها «مسؤولة ممتازة» تشاركه عدداً من وجهات النظر المحافظة، هي أول مسؤول أوروبي يلتقي ترمب منذ بدء حربه التجارية مع الاتحاد الأوروبي.

وقالت رئيسة الوزراء الإيطالية إنها تؤمن بـ«الوحدة» رغم التوترات التجارية. وأضافت: «إذا لم أكن أعتقد أنها (الولايات المتحدة) شريك موثوق لما كنت هنا اليوم».

وكان مسؤولون أميركيون قد قالوا في وقت سابق إن جورجيا ميلوني وترمب تربطهما «علاقة خاصة»، مضيفين أنها قد تُشكّل صلة الوصل لاتفاق بشأن الرسوم الجمركية بين أوروبا وواشنطن.

وفي سياق موازٍ، أكد ترمب أنّ الولايات المتحدة ستتوصل أيضاً إلى «اتفاق جيد جداً مع الصين» بشأن الرسوم الجمركية.

وردّاً على سؤال أحد الصحافيين عمّا إذا كان يجب على الولايات المتحدة أن تقلق من تقارب بين حلفائها والصين نتيجة رسومه الجمركية، قال ترمب: «أعتقد أننا سنُبرم اتفاقاً جيداً جداً مع الصين».