أكد الأمين العام لـ«حلف شمال الأطلسي» (ناتو)، ينس ستولتنبرغ، أثناء زيارة غير معلنة إلى كييف، أمس (الخميس)، أن أولوية التكتل العسكري الغربي تتمثل بضمان «تغلب» أوكرانيا في الحرب على روسيا، مشيراً إلى أنه سيتم بحث خطة انضمامها لـ«الناتو»، خلال قمة في يوليو (تموز).
وأبدى ستولتنبرغ دعم التحالف العسكري لأوكرانيا مع استعدادها لشن هجوم مضاد خلال الربيع، مع دخول الاجتياح الروسي شهره الرابع عشر. وقال ستولتنبرغ في مؤتمر صحافي بكييف إن «مستقبل أوكرانيا داخل العائلة الأوروبية الأطلسية مستقبل أوكرانيا في (الناتو)، يتفق جميع الحلفاء على ذلك». وأشار إلى أن «مسألة العضوية» ستحتل «أولوية على جدول أعمال» قمة «الناتو» المرتقبة في فيلنيوس هذا الصيف.
ووصل ستولتنبرغ إلى كييف في زيارة هي الأولى له منذ اندلاع الحرب في فبراير (شباط) من العام الماضي. ويمتنع كثير من المسؤولين الغربيين عن الإعلان مسبقاً عن زياراتهم إلى كييف لأسباب أمنية.
وقالت مصادر في الحلف إن الاجتماعات المقررة له ستظل سرية لأسباب أمنية. وقال مسؤول في الحلف إن «الأمين العام لـ(الناتو) موجود في أوكرانيا. سننشر المزيد من المعلومات في أقرب فرصة».
ولم يعلن القادة الأوكرانيون أو مسؤولو «حلف شمال الأطلسي» عن أي شيء يخص الزيارة بعد.
ودعا الرئيس فولوديمير زيلينكسي، أمس (الخميس)، ستولتنبرغ لمساعدة كييف على «تجاوز تحفظات» بعض الدول الأعضاء على تقديم أسلحة بعيدة المدى إلى كييف. وقال زيلينسكي في مؤتمر صحافي مع ستولتنبرغ: «وجهت إلى الأمين العام طلباً لمساعدتنا على تجاوز تحفظ شركائنا فيما يتعلق بإيصال أسلحة معينة، تحديداً تلك بعيدة المدى والطيران الحديث والمدفعية والمدرعات». وأضاف الرئيس الأوكراني أن «الوقت حان» للحلف لدعوة كييف إلى الانضمام لصفوفه، مضيفاً: «الآن بينما تدعم غالبية الأشخاص في دول (الناتو) وغالبية الأوكرانيين انضمام بلدنا إلى التحالف، حان الوقت لاتخاذ القرار الملائم».
جدير بالذكر أن ستولتنبرغ يُعتَبر، منذ اندلاع الحرب الروسية، داعماً دؤوباً لأوكرانيا، وظل يدافع باستمرار عن توفير شحنات جديدة من الأسلحة للقوات المسلحة الأوكرانية. ومن المقرر أن يحضر ستولتنبرغ، اليوم (الجمعة)، اجتماعاً بقيادة الولايات المتحدة للدول التي تقوم بتزويد أوكرانيا بالأسلحة في قاعدة رامشتاين الجوية بألمانيا. وكان ستولتنبرغ قال في مطلع أبريل (نيسان): «سيقف (الناتو) إلى جانب أوكرانيا مهما استغرق الوقت». ودعا ستولتنبرغ الرئيس زيلينسكي، للمشاركة في قمة «الناتو» المقبلة المقررة في ليتوانيا. وسوف تُعقد القمة في العاصمة الليتوانية، في 11 و12 من يوليو المقبل. ولا يزال من غير الواضح ما إذا كان زيلينسكي سوف يحضرها. ومن الموضوعات التي ستتم مناقشتها في فيلنيوس، زيادة الإنفاق العسكري لأعضاء «الناتو». وقد تعهد حلفاء «الناتو» بإنفاق 2 في المائة من إجمالي الناتج المحلي على الدفاع بأنفسهم، ولكن لا يلبي ذلك الهدف إلا عدد قليل فقط من الدول الأعضاء.
قال الرئيس التشيكي بيتر بافيل إن بلاده و«حلف شمال الأطلسي» مستعدان لدعم أوكرانيا على المدى الطويل في رحلتها إلى نهاية الحرب، وأعمال التجديد في فترة ما بعد الحرب وعضوية الحلف.
وأفاد موقع «راديو براغ إنترناشونال» بأن بافيل أدلى بالتصريح في مقر «الناتو» في اليوم الأول من زيارة تستمر 3 أيام لبروكسل. وقال للصحافيين إن الغرب ليس أمامه أي بديل سوى دعم أوكرانيا عقب الاجتياح الروسي الشامل للبلاد. ومن المقرر أن يجري الرئيس التشيكي محادثات مع رئيس اللجنة العسكرية بـ«الناتو» روب باور. وهو نفسه شغل المنصب في الماضي.
وعقب وصول ستولتنبرغ لأوكرانيا، أكدت روسيا أن هدفها منع كييف من الانضمام لـ«الناتو». كما رفض «الكرملين» ما رددته أوكرانيا بشأن أن شبيهاً للرئيس الروسي فلاديمير بوتين هو الذي زار القوات على الأرض مؤخراً، وليس بوتين بنفسه. ونقلت وكالة «إنترفاكس» الروسية للأنباء عن المتحدث باسم «الكرملين»، ديمتري بيسكوف، القول، أمس (الخميس)، إن «روسيا ترى نفسها معرضة للخطر جراء احتمالية انضمام أوكرانيا لـ(الناتو)، لأن ذلك يجلب خطراً حقيقياً وكبيراً لبلادنا وأمنها». وعلق بيسكوف أيضاً على مزاعم كييف بأن الرئيس فلاديمير بوتين يستخدم بديلاً، قائلاً: «هذه مزاعم (غريبة للغاية)». كان بيسكوف يشير إلى مزاعم تفيد بأن الزيارة التي أجراها بوتين للخطوط الأمامية في منطقتي خيرسون ولوهانسك خلال الأيام الماضي كانت لشخص شبيه له وليس بوتين الحقيقي.
ستولتنبرغ: على «الناتو» ضمان «تغلب أوكرانيا» في الحرب ضد روسيا
زيلينسكي يدعو الحلف إلى مساعدة كييف في تجاوز «تحفظات» بعض الأعضاء على الأسلحة الثقيلة
ستولتنبرغ: على «الناتو» ضمان «تغلب أوكرانيا» في الحرب ضد روسيا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة