فرنجية معلناً ترشحه للرئاسة اللبنانية: أرفض التعرض لأي دولة عربية

التقى الراعي وأكد استعداده لتولي المسؤولية «من دون كيدية»

البطريرك الراعي مستقبلاً فرنجية أمس (الوكالة الوطنية)
البطريرك الراعي مستقبلاً فرنجية أمس (الوكالة الوطنية)
TT

فرنجية معلناً ترشحه للرئاسة اللبنانية: أرفض التعرض لأي دولة عربية

البطريرك الراعي مستقبلاً فرنجية أمس (الوكالة الوطنية)
البطريرك الراعي مستقبلاً فرنجية أمس (الوكالة الوطنية)

أعلن رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية ترشيحه لرئاسة الجمهورية من منبر البطريركية المارونية، مؤكداً أنه سيمارس صلاحيات الرئيس «بمسؤولية لا كيدية سياسية».
وغازل فرنجية معارضي ترشيحه، كما حاول تقديم تطمينات للدول العربية بإعلانه رفض «التعرض لأي دولة عربية» كما أبدى استعداده للحوار مع الجميع، داعياً للالتحاق بقطار التسوية في المنطقة. وأعلن من جهة أخرى أنه «مع مناقشة استراتيجية دفاعية (لسلاح «حزب الله») تصب في مصلحة لبنان وتزيل هواجس الجميع».
وجاءت مواقف فرنجية، مرشح «الثنائي الشيعي» («حزب الله» وحركة «أمل») للرئاسة، بعد لقائه البطريرك الماروني بشارة الراعي فيما بدا وكأنها ضمانات وتطمينات لمعارضيه. وأكد فرنجية: «لا نقبل التعرض لأي دولة عربية وليس لدينا أي نظرة عدائية لأي بلد، ونحن خُلقنا في بيت عروبي».
وعن زيارته الأخيرة إلى فرنسا حيث التقى مسؤولين، وأشارت المعلومات إلى أنه طُلب منه تقديم ضمانات، قال فرنجية: «زرت باريس وأجبت على أسئلة الفرنسيين وهم على تواصل مع السعودية، ومن البديهي أن نسير بالإصلاحات وندعم الاتفاق مع صندوق النقد الدولي، ونحن ندعم أي حكومة لديها برنامجها الإصلاحي». وقال: «أنا مستعد للحوار مع الجميع ويجب الالتحاق بقطار التسوية في المنطقة».
وعن علاقته مع الرئيس بشار الأسد و«حزب الله» قال إنه يسخّر علاقته مع الرئيس السوري وحزب الله لمصلحة البلد، لافتاً إلى أن «موضوع النازحين السوريين وضع على سكة صحيحة ومعالجته بطريقة سليمة ستؤدي لإعادتهم إلى سوريا».
وشكّك فرنجية في موقف بعض الأفرقاء السياسيين، قائلاً: «ما نراه في الإعلام غير مطابق للحقيقة ومحوَّر... التسويات بدأت في المنطقة والمتخاصمون سيتصالحون واللعبة تغيّرت، وهذا الأمر سينعكس على لبنان، وأدعو جميع السياسيين ليقرأوا إلى أين تتجه الأوضاع».
وشدد على تمسكه بصلاحيات رئاسة الجمهورية قائلاً: «لا أتخلّى عن واحد في المائة من صلاحيات رئيس الجمهورية إنما أمارسها بمسؤولية لا كيدية سياسية، ونحن مستعدون للحوار مع كل مَن لديه أي هواجس، ولا إحراج لدي تجاه أحد، ورفض الحوار مشكلة».
ولفت إلى أن هدفه ليس السلطة «إنما الوصول إلى رئاسة الجمهورية لترك بصمة في البلد وعلينا أن نكون موجودين داخل قطار التسوية في المنطقة لا خارجه على خلاف ما حصل في العامين 1989 – 1990 عندما بقي بعضهم خارج التسوية ودفّعوا المسيحيين الثمن».


مقالات ذات صلة

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

المشرق العربي رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

تُوفّي الموسيقار اللبناني إيلي شويري، عن 84 عاماً، الأربعاء، بعد تعرُّضه لأزمة صحية، نُقل على أثرها إلى المستشفى، حيث فارق الحياة. وأكدت ابنته كارول، لـ«الشرق الأوسط»، أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن تعلم به العائلة، وأنها كانت معه لحظة فارق الحياة.

المشرق العربي القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

وجّه المجلس التأديبي للقضاة في لبنان ضربة قوية للمدعية العامة في جبل لبنان القاضية غادة عون، عبر القرار الذي أصدره وقضى بطردها من القضاء، بناء على «مخالفات ارتكبتها في إطار ممارستها لمهمتها القضائية والتمرّد على قرارات رؤسائها والمرجعيات القضائية، وعدم الامتثال للتنبيهات التي وجّهت إليها». القرار التأديبي صدر بإجماع أعضاء المجلس الذي يرأسه رئيس محكمة التمييز الجزائية القاضي جمال الحجار، وجاء نتيجة جلسات محاكمة خضعت إليها القاضية عون، بناء على توصية صدرت عن التفتيش القضائي، واستناداً إلى دعاوى قدمها متضررون من إجراءات اتخذتها بمعرض تحقيقها في ملفات عالقة أمامها، ومخالفتها لتعليمات صادرة عن مرجع

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

رأى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن فرص انتخاب مرشح قوى 8 آذار، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، «باتت معدومة»، مشيراً إلى أن الرهان على الوقت «لن ينفع، وسيفاقم الأزمة ويؤخر الإصلاح». ويأتي موقف جعجع في ظل فراغ رئاسي يمتد منذ 31 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حيث فشل البرلمان بانتخاب رئيس، وحالت الخلافات السياسية دون الاتفاق على شخصية واحدة يتم تأمين النصاب القانوني في مجلس النواب لانتخابها، أي بحضور 86 نائباً في دورة الانتخاب الثانية، في حال فشل ثلثا أعضاء المجلس (86 نائباً من أصل 128) في انتخابه بالدورة الأولى. وتدعم قوى 8 آذار، وصول فرنجية إلى الرئاسة، فيما تعارض القوى المسيحية الأكثر

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

جدد سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان، وليد بخاري، تأكيد موقف المملكة من الاستحقاق الرئاسي اللبناني بوصفه «شأناً سياسياً داخلياً لبنانياً»، حسبما أعلن المتحدث باسم البطريركية المارونية في لبنان بعد لقاء بخاري بالبطريرك الماروني بشارة الراعي، بدأ فيه السفير السعودي اليوم الثاني من جولته على قيادات دينية وسياسية لبنانية. وفي حين غادر السفير بخاري بكركي من دون الإدلاء بأي تصريح، أكد المسؤول الإعلامي في الصرح البطريركي وليد غياض، أن بخاري نقل إلى الراعي تحيات المملكة وأثنى على دوره، مثمناً المبادرات التي قام ويقوم بها في موضوع الاستحقاق الرئاسي في سبيل التوصل إلى توافق ويضع حداً للفراغ الرئا

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

تأتي جولة سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا على المرجعيات الروحية والسياسية اللبنانية في سياق سؤالها عن الخطوات المطلوبة لتفادي الشغور في حاكمية مصرف لبنان بانتهاء ولاية رياض سلامة في مطلع يوليو (تموز) المقبل في حال تعذّر على المجلس النيابي انتخاب رئيس للجمهورية قبل هذا التاريخ. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر نيابية ووزارية أن تحرك السفيرة الأميركية، وإن كان يبقى تحت سقف حث النواب على انتخاب رئيس للجمهورية لما للشغور الرئاسي من ارتدادات سلبية تدفع باتجاه تدحرج لبنان من سيئ إلى أسوأ، فإن الوجه الآخر لتحركها يكمن في استباق تمدد هذا الشغور نحو حاكمية مصرف لبنان في حال استحال عل

محمد شقير (بيروت)

موسكو تدير التوتر لتفادي توسع الحرب إلى سوريا

عنصرا أمن يتفقدان الأضرار في حي المزة بعد غارة إسرائيلية الخميس (إ.ب.أ)
عنصرا أمن يتفقدان الأضرار في حي المزة بعد غارة إسرائيلية الخميس (إ.ب.أ)
TT

موسكو تدير التوتر لتفادي توسع الحرب إلى سوريا

عنصرا أمن يتفقدان الأضرار في حي المزة بعد غارة إسرائيلية الخميس (إ.ب.أ)
عنصرا أمن يتفقدان الأضرار في حي المزة بعد غارة إسرائيلية الخميس (إ.ب.أ)

أغارت إسرائيل مجدداً على حي المزة في دمشق، اليوم الجمعة، مستهدفة موقعاً في محيط مطار المزة العسكري. فيما تحدثت مصادر عن اتباع روسيا سياسة «إدارة التوتر»؛ لمنع انجراف سوريا في الحرب الإقليمية.

وقالت مصادر محلية إن الاستهداف كان على المتحلق الجنوبي خلف فندق «ياسمين روتانا» نهاية أوتوستراد المزة، حيث يقع تجمع مساكن الزهريات العسكرية. وقد تصدت الدفاعات الجوية السورية في مطار المزة العسكري القريب من موقع الاستهداف للهجوم الإسرائيلي الذي جاء بعد 24 ساعة من هجوم مماثل استهدف بناءين سكنيين في حي المزة ومبنى في ضاحية قدسيا، أدى إلى مقتل نحو 23 شخصاً، بينهم سبعة مدنيين وإصابة 21 آخرين.

عناصر أمن يتفقدون الأضرار في حي المزة بعد غارة إسرائيلية الخميس (إ.ب.أ)

وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن سيارات الإطفاء والإسعاف توجهت إلى الموقع الاستهداف آخر المتحلق الجنوبي، الجمعة، وسط أنباء عن وقوع خسائر بشرية، كما تم فرض طوق أمني حول الموقع المستهدف بشكل كامل.

إلى ذلك، كشف سعي دمشق لاحتواء التوترات في مدينة البوكمال، شرق سوريا على الحدود مع العراق، بين العشائر وميليشيا تتبع إيران، عن محاولة تحييد دمشق نفسها عن أي تصعيد ضد الوجود الإيراني في سوريا قد يجرها إلى حرب واسعة، فيما تلعب موسكو دوراً حساساً في «إدارة التوترات»؛ لئلا تنفلت الأمور.

وتفيد المعلومات الواردة من شرق سوريا بالتوصل إلى اتفاق تهدئة بين عشيرة «الحسون» وميليشيات «الفوج 47» التابعة لـ«الحرس الثوري» الإيراني عقب اشتباكات امتدت لأسبوع، حيث عُقد اجتماع في المربع الأمني التابع للقوات الحكومية السورية بالبوكمال، حضره زعماء ووجهاء من العشائر في المنطقة، وقادة من الميليشيات المحلية التابعة لإيران ورؤساء الأفرع الأمنية السورية ومسؤولون أمنيون. ويقضي الاتفاق بإبعاد العناصر المسيئة من البوكمال ومحاسبة المتورطين في الأحداث الأخيرة، ومنع أي تصرفات استفزازية تهدد الأمن والسلم الأهلي، وطي صفحة الخلافات. وفق ما ذكرته مصادر محلية وإعلامية متقاطعة.

ضربات إسرائيلية تستهدف جسوراً في منطقة القصير قرب الحدود السورية - اللبنانية (المرصد السوري)

جاء ذلك وسط تواصل التصعيد بين الميليشيات التابعة لإيران، وقوات التحالف الدولي بقيادة أميركا، المتمركزة في دير الزور والحسكة، وأيضاً تزايد الاحتكاكات بين الميليشيات التابعة لإيران و«قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) في دير الزور، وذلك بينما تواصل إسرائيل تكثيف ضرباتها على أهداف إيرانية داخل الأراضي السورية في ريف حمص الغربي وريف دمشق.

مدير «المرصد السوري» رامي عبد الرحمن أشار، اليوم الجمعة، إلى أن القوات الروسية لا تقوم بردع الضربات الإسرائيلية التي ازدادت بشكل كبير، وأن روسيا لم تتحرك حتى دبلوماسياً من أجل إيقاف إسرائيل. وقال عبد الرحمن إن موسكو هي «المسؤولة» عن التفاهم مع إسرائيل لوقف ضرباتها في سوريا، والتعهد بعدم السماح بمرور الـسـلاح عبر الأراضي السورية. مع التأكيد على أن «إسرائيل تبلغ موسكو مسبقاً بالغارات التي تنفذها في سوريا».

اتفاق تهدئة بين عشيرة «الحسون» وميليشيات «الفوج 47» التابعة للحرس الثوري الإيراني في البوكمال (المرصد السوري)

وذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» أن إسرائيل تسعى بمساعدة من القوات الروسية بسوريا لمنع «حزب الله» من تجديد مخزون أسلحته بالتهريب.

مصادر متابعة في دمشق قالت لـ«الشرق الأوسط» إنه يوجد تفاهمات روسية - إسرائيلية، حول الوضع في سوريا، مشيرة إلى أنه ورغم وجود ميليشيات تتبع لإيران و«حزب الله» على الجبهة الجنوبية مع إسرائيل، فإن هذه لا تزال باردة ولا تتعرض للاستهداف الإسرائيلي كالمناطق الأخرى التي توجد فيها الميليشيات الإيرانية، في حمص ودمشق ودير الزور وحتى الساحل، وذلك لأن هناك تفاهماً روسياً - إسرائيلياً على ضبط جبهة الجولان، حيث تنشر القوات الروسية هناك أكثر من 17 نقطة عسكرية على الخط الفاصل بين الأراضي السورية والأراضي المحتلة من قبل إسرائيل. كما يوجد تفاهم حول ضرورة تحييد دمشق عن الانخراط المباشر في نشاط الميليشيات التابعة لإيران و«حزب الله»، وتركز موسكو على «إدارة التوتر»؛ لمنع توسع الحرب و«تحجيم» الوجود الإيراني في سوريا، مع التأكيد على أن هذا الوجود لا يزال قوياً ومتجذراً، و«لا يمكن لدمشق إضعافه».

مقاتلة روسية تقلع في سوريا (أرشيفية - المرصد السوري)

ووجهت إسرائيل سلسلة ضربات متزامنة، الخميس، على أبنية في حي المزة بدمشق وضاحية قدسيا ومنطقة السيدة زينب بريف دمشق، وعلى عدة جسور وحواجز عسكرية في منطقة القصير بريف حمص. وذلك بعد يوم من كشف المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا ألكسندر لافرينتيف عن أن روسيا وجهت تحذيراً لتل أبيب بعدما ضرب الجيش الإسرائيلي هدفاً سورياً قرب قاعدة «حميميم» الروسية في اللاذقية، وقال في مقابلة مع «روسيا اليوم»: «موقفنا كان دائماً الرفض الكامل لهذه الأنشطة الإسرائيلية التي تخرج عن أطر القانون الدولي، ويتم على أراضي دولة ذات سيادة». وأنه وعبر القنوات ذات الصلة، منها وزارتا الخارجية والدفاع، نتحدث عن ذلك بشكل مستمر، و«نحذر الجيش الإسرائيلي من أن هذه الأنشطة يمكن أن تؤدي إلى عواقب وخيمة للغاية».