طهران تتحدث عن فتح سفارتها في الرياض يوم 9 مايو

«الخارجية» الإيرانية: لقاء بن فرحان وعبداللهيان على جدول الأعمال ولم تتم تسمية السفراء بعد

كنعاني خلال مؤتمر صحافي (الخارجية الإيرانية)
كنعاني خلال مؤتمر صحافي (الخارجية الإيرانية)
TT

طهران تتحدث عن فتح سفارتها في الرياض يوم 9 مايو

كنعاني خلال مؤتمر صحافي (الخارجية الإيرانية)
كنعاني خلال مؤتمر صحافي (الخارجية الإيرانية)

تأمل إيران في إعادة فتح بعثاتها الدبلوماسية في السعودية بحلول 9 مايو (أيار) وفق الاتفاق الذي تم التوصل إليه في مارس (آذار)، والذي يهدف إلى استئناف العلاقات بين الرياض وطهران، على ما أعلن مسؤولان رفيعان في وزارة الخارجية الإيرانية.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني خلال مؤتمره الصحافي الأسبوعي، إن «اتفاقية بكين بن وزارتي خارجية الجانبين تسير بشكل جيد وبسرعة مقبولة وبحسب الاتفاق، كان من المقرر أن يقوم الجانبان بإعادة فتح سفارتي البلدين وقنصلياتهما في غضون شهرين من عقد الاجتماع الأول، أي حتى 9 مايو المقبل»، وفق ما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية نقلاً عن وكالة «إرنا» الرسمية.
وتابع كنعاني «العلاقات السياسية بين البلدين أقيمت بشكل مباشر ويمكننا القول إن العلاقات السياسية بين البلدين قد تم تفعيلها». وصرح «ليس لدينا أي قضايا غامضة أو عقبات في هذا الاتجاه. خاصة أن موسم الحج أمامنا».
وينص اتفاق بكين على إعادة افتتاح السفارات والقنصليات في غضون شهرين. وتأكيداً لهذه النقطة، قال عنايتي لوكالة أنباء «أرنا» الرسمية، إنه «حسب الاتفاق من المقرر إعادة افتتاح السفارتين في غضون شهرين، أي حتى 9 مايو وسيلتقى وزير الخارجية خلال هذه الفترة». وأضاف «قد التقى وزيرا الخارجية الإيراني والسعودي»، كما أشار إلى تبادل الطرفين وفوداً فنية لتنفيذ الاتفاق.
وبدأت السعودية وإيران ترتيبات إعادة فتح السفارات والقنصليات، بعد أول لقاء رسمي جمع وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان ونظيره الإيراني حسين أمير عبداللهيان في بكين، 6 أبريل (نيسان) الحالي، وذلك بعدما توسطت الصين في اتفاق لاستعادة العلاقات بين البلدين في 10 مارس الماضي.
وأكدت الرياض وطهران في بيان مشترك بعد لقاء الوزيرين «على أهمية متابعة تنفيذ اتفاق بكين وتفعيله، بما عزز الثقة المتبادلة ووسع نطاق التعاون، وأسهم في تحقق الأمن والاستقرار والازدهار في المنطقة».
وقطعت السعودية علاقاتها الدبلوماسيّة بإيران في يناير (كانون الثاني)، 2016 عندما هاجم متشددون إيرانيّون مقر البعثات الدبلوماسيّة السعودية في طهران ومشهد (شمال شرق).
وعن الزيارات المتبادلة لمسؤولي البلدين، قال كنعاني، إنه «فيما يتعلق بعملية تنفيذ الاتفاقات التي توصل إليها البلدان في بكين قدمت التوضيحات اللازمة في الاجتماع نفسه»، وكرر تصريحات إيرانية سابقة، عن تلقي الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي دعوة لزيارة السعودية.
تزامنت تصريحات كنعاني، مع مقابلة نشرتها وكالة «أرنا» الرسمية، مع المدير العام لدائرة شؤون دول مجلس التعاون بوزارة الخارجية الإيراني، علي رضا عنايتي، الذي تحدث عن إعادة السفارتين السعودية والإيراني حتى 9 مايو المقبل، وفقاً لاتفاق بكين.
وأعاد عنايتي مجمل ما قاله الأسبوع الماضي لوكالة «إيسنا» الحكومة، بشأن إجراءات الخارجية الإيرانية لتنفيذ الاتفاق الثلاثي. وقال «في الوقت الحاضر، أعلن استئناف العلاقات، ونحن نسعى لبداية نشاط السفارة، ونأمل أن نتمكن من إعادة افتتاح السفارة والقنصلية وفق الموعد الزمني المحدد في الاتفاق». وقال «نأمل أن تعيد السفارة نشاطها قبل ذلك الموعد نظراً لاقترانها مع توقيت العمرة».
وفي الأيام الأخيرة، زارت وفود من البلدين سفارتَي الرياض وطهران لبدء عملية إعادة فتحهما، وكذلك القنصلية الإيرانية في جدة والسعودية في مشهد.
ولفت عنايتي إلى أن الوفد السعودي، تفقد السفارة السعودية في طهران، قبل أن يتوجه الجمعة الماضية إلى مدينة مشهد للاطلاع على أوضاع القنصلية. وقال «حسبما أبلغونا، أنهم سيعودون للرياض وسيأتي وفد سعودي آخر لمناقشة كيفية افتتاح السفارة والقنصلية السعودية في إيران».
وعن زيارة الوفد الإيراني إلى السعودية، قال، إن رئيس الوفد الإيراني حسن زرنكار ابرقويي التقى نائب وزير الخارجية السعودي، مشيراً إلى اللقاء كان «بناءّ للغاية وتم خلاله التوصل إلى اتفاقيات تنفيذية جيدة»، مضيفاً أنه بدأ العمل في السعودية لإعادة فتح السفارة والقنصلية العامة هناك.
وأوضح المسؤول الإيراني، أن لقاءً آخر بين وزيرَي الخارجية «على جدول الأعمال ونأمل أن يجتمعا قريباً». وعن تبادل السفراء بين البلدين، قال، إن هذا الجزء من الاتفاق «سينفذ قريباً، إلا أنه في حاجة إلى أن تأخذ الأمور مجراها». وقال «لم تجر تسمية السفراء بين البلدين بعد».
والأسبوع الماضي، ذكرت وكالة «إيسنا» الحكومية، أن عنايتي أحد المرشحين لتولي منصب سفير بلاده في الرياض.
وتعليقاً على استئناف الرحلات الجوية المباشرة، أشار عنايتي إلى اتفاق «ساري المفعول» في مجال النقل الجوي بين البلدين، مشدداً على أن استئناف الرحلات بين جدة وطهران سيكون وفقاً لهذا الاتفاق.
من جهة ثانية، أشار عنايتي إلى زيارة مرتقبة لوزير الاقتصاد الإيراني، إحسان خانزداي للمشاركة في الاجتماع السنوي لمجموعة البنك الإسلامي للتنمية الذي يعقد بين 10 و13 من الشهر المقبل، في مدينة جدة. وقال عنايتي، إن الزيارة فرصة لعقد لقاءات ثناية مع المسؤولين السعوديين.
وتطرق عنايتي في جزء من مقابلته إلى تأثير الاتفاق بين السعودية وإيران على أمن المنطقة خصوصا الخليج. وقال «نحن نواجه خليجاً تتواجد فيه القوات الأجنبية بأشكال مختلفة من قوات وسفن وقواعد، وبالتأكيد يمكن أن يكون التعاون بين إيران والسعودية مكوناً لتحقيق الأمن المنبثق من داخل المنطقة».
واتهم عنايتي القوات الوافد من خارج المنطقة بالسعي لإثارة الانقسام بين شمال الخليج وجنوبه، معرباً عن اعتقاده بأن التعاون بين السعودية وإيران «من شأنه أن يحول دون هذه الانقسام الذي يحمل في طياته تنافس غير بناء بين البلدين، وأن يتقدما في مسار التعاون».


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
شؤون إقليمية باريس تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

باريس تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

نددت فرنسا باحتجاز البحرية التابعة لـ«الحرس الثوري» الإيراني ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع علم بنما في مضيق هرمز الاستراتيجي، وذلك صبيحة الثالث من مايو (أيار)، وفق المعلومات التي أذاعها الأسطول الخامس التابع للبحرية الأميركية وأكدها الادعاء الإيراني. وأعربت آن كلير لوجندر، الناطقة باسم الخارجية الفرنسية، في مؤتمرها الصحافي، أمس، أن فرنسا «تعرب عن قلقها العميق لقيام إيران باحتجاز ناقلة نفطية» في مياه الخليج، داعية طهران إلى «الإفراج عن الناقلات المحتجزة لديها في أسرع وقت».

ميشال أبونجم (باريس)
شؤون إقليمية منظمات تندد بـ«إصرار» فرنسا «على رغبتها بترحيل» إيرانيين

منظمات تندد بـ«إصرار» فرنسا «على رغبتها بترحيل» إيرانيين

قالت منظمات غير حكومية إن فرنسا احتجزت العديد من الإيرانيين في مراكز اعتقال في الأسابيع الأخيرة، معتبرة ذلك إشارة إلى أنّ الحكومة «تصر على رغبتها في ترحيلهم إلى إيران» رغم نفي وزير الداخلية جيرالد دارمانان. وكتبت منظمات العفو الدولية، و«لا سيماد»، و«إيرانيان جاستس كوليكتيف» في بيان الأربعاء: «تواصل الحكومة إبلاغ قرارات الترحيل إلى إيران مهددة حياة هؤلاء الأشخاص وكذلك حياة عائلاتهم». واعتبرت المنظمات أن «فرنسا تصرّ على رغبتها في الترحيل إلى إيران»، حيث تشن السلطات قمعاً دامياً يستهدف حركة الاحتجاج التي اندلعت إثر وفاة الشابة الإيرانية الكردية مهسا أميني في سبتمبر (أيلول)، أثناء احتجازها لدى شرط

«الشرق الأوسط» (باريس)
شؤون إقليمية قاآني: انتقمنا جزئياً لسليماني بطرد القوات الأميركية من المنطقة

قاآني: انتقمنا جزئياً لسليماني بطرد القوات الأميركية من المنطقة

قال مسؤول العمليات الخارجية في «الحرس الثوري»، إسماعيل قاآني، إن قواته انتقمت جزئيا من القوات الأميركية بطردها من المنطقة، مضيفا في الوقت نفسه «القدس ليست الهدف النهائي وإنما هدف وسط»، مشددا على ضرورة أن تجد إيران موقعها في انتقال القوة من الغرب إلى الشرق. ونقلت وكالة «فارس» التابعة لـ«الحرس الثوري» عن قاآني قوله خلال اجتماع الجمعية العامة لطلاب الحوزات العلمية في قم إن «أميركا وإسرائيل وحتى الناتو و... تقوم بالتعبئة لتخريب إيران». وقال قاآني «مثلما قال المرشد فإن إيران من المؤكد لن تبقى بعد 25 عاماً، وهم (الإسرائيليون) يستعجلون ذلك».

«الشرق الأوسط» (طهران)
شؤون إقليمية فرنسا تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

فرنسا تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

ندّدت فرنسا باحتجاز البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع عَلَم بنما، في مضيق هرمز الاستراتيجي، وذلك صبيحة الثالث من مايو (أيار)، وفق المعلومات التي أذاعها الأسطول الخامس، التابع لـ«البحرية» الأميركية، وأكدها الادعاء الإيراني. وأعربت آن كلير لوجندر، الناطقة باسم «الخارجية» الفرنسية، في مؤتمرها الصحافي، أمس، أن فرنسا «تعرب عن قلقها العميق لقيام إيران باحتجاز ناقلة نفطية» في مياه الخليج، داعية طهران إلى «الإفراج عن الناقلات المحتجَزة لديها في أسرع وقت».

ميشال أبونجم (باريس)

إسرائيل تمهد لضربة عسكرية لإيران بعد تدمير قدرات الجيش السوري

نتنياهو وغالانت في غرفة تحت الأرض يتابعان الضربة الموجهة لإيران يوم 26 أكتوبر 2024 (الدفاع الإسرائيلية)
نتنياهو وغالانت في غرفة تحت الأرض يتابعان الضربة الموجهة لإيران يوم 26 أكتوبر 2024 (الدفاع الإسرائيلية)
TT

إسرائيل تمهد لضربة عسكرية لإيران بعد تدمير قدرات الجيش السوري

نتنياهو وغالانت في غرفة تحت الأرض يتابعان الضربة الموجهة لإيران يوم 26 أكتوبر 2024 (الدفاع الإسرائيلية)
نتنياهو وغالانت في غرفة تحت الأرض يتابعان الضربة الموجهة لإيران يوم 26 أكتوبر 2024 (الدفاع الإسرائيلية)

إلى جانب الأهداف المتعددة، بما في ذلك الإقليمية والداخلية، التي حققتها الهجمات الإسرائيلية ضد القدرات العسكرية للجيش السوري، حقق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو خطوة كبيرة نحو التحضير لهجوم واسع على إيران. فالحلم الذي راوده منذ 13 عاماً بتوجيه ضربة للمشروع النووي الإيراني أصبح، من وجهة نظره، أمراً واقعاً. ولديه شريك مهم يشجعه على ذلك، وهو الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

كان نتنياهو، ومن خلفه الجيش والمخابرات، مقتنعين بأن توجيه ضربة قاصمة للمشروع النووي الإيراني هو مشروع ضخم يفوق بكثير قدرات إسرائيل.

لذلك، حاول نتنياهو خلال الحرب جرّ أقدام الولايات المتحدة للقيام بالمهمة، لكنه فشل. فالرئيس جو بايدن ظل متمسكاً بموقفه مؤيداً للحوار الدبلوماسي مع طهران. غير أن الهجوم الذي شنته إسرائيل على إيران في 26 أكتوبر (تشرين الأول) غيّر القناعات. فقد كانت نتائج الهجوم قاسية على القدرات الدفاعية الإيرانية، وإيران أول من يعلم بذلك لكنها تفضل الصمت. وإذا أضفنا إلى ذلك أن خطة طهران لتطويق إسرائيل بأذرع عسكرية فتاكة تلقت ضربة قوية، حيث تم تدمير 60 إلى 70 في المائة من قدرات «حماس» العسكرية في غزة والضفة الغربية، وتدمير نصف قوة «حزب الله» على الأقل، فإنها قلّمت أظافر «الحرس الثوري» الإيراني.

طائرة مقاتلة إسرائيلية في مكان غير محدد في صورة نشرها الجيش في 26 أكتوبر 2024 (أ.ف.ب)

ومع سقوط نظام بشار الأسد، أتيحت لإسرائيل فرصة مفاجئة ونادرة لضرب الجيش السوري، فاستغلتها دون تردد. وفي غضون أيام قليلة، دمرت سلاح الجو السوري وقواعده، وكذلك سلاح البحرية وموانئه، إلى جانب معظم الدفاعات الجوية وبطاريات الصواريخ. وكل ذلك دون أن تتعرض لإطلاق رصاصة واحدة، ليخرج الجيش الإسرائيلي من الهجوم بلا أي إصابة.

كما هو معروف، نفذ الجيش الإسرائيلي هذه العملية ليؤكد مكانته كأقوى جيش في المنطقة، ولإظهار أنه يرد على المساس به بمقاييس ضخمة غير مسبوقة في الحروب. كما كانت رداً على الانتقادات الداخلية في إسرائيل، خصوصاً بعد نقاط ضعفه التي ظهرت في 7 أكتوبر 2023 وخلال الحرب.

بالنسبة لنتنياهو، كانت العملية وسيلة لإثبات قوته السياسية لخصومه الذين يرونه «قائداً فاسداً ومحتالاً»، ولإظهار أنه يدير حرباً تحقق مكاسب هائلة. ومع سهولة انهيار نظام الأسد وتحطيم الجيش السوري، أصبحت هذه العملية تحقق مكسباً استراتيجياً لم تتوقعه أي مخابرات في العالم، ولم تتخيله أعتى الساحرات، حيث مهدت الطريق أمام نتنياهو للضربة التالية: إيران.

القبة الحديدية في إسرائيل تعترض الصواريخ الإيرانية (أرشيفية - رويترز)

اليوم، تناقلت جميع وسائل الإعلام العبرية تصريحات صريحة لمسؤولين كبار في الحكومة والجيش الإسرائيليَّيْن، يؤكدون فيها أن «الهدف المقبل للجيش الإسرائيلي هو توجيه ضربة لإيران». وذكر هؤلاء المسؤولون أن العمليات العسكرية الجارية في سوريا تهدف إلى «تنظيف الطريق، جواً وبراً»؛ لتمهيد الطريق لضربة مباشرة ضد إيران. كما أشار البعض إلى أن سلاح الجو الإسرائيلي يدرس توجيه ضربة قاصمة للحوثيين في اليمن كجزء من هذه الاستعدادات.

بالطبع، يعتقد الخبراء أن ضرب إيران «ليس بالمهمة السهلة. فهي لا تزال دولة قوية، تخصص موارد هائلة لتعزيز قدراتها العسكرية، وتتبع عقيدة لا تعترف بالهزيمة أو الخسارة».

بالنسبة لإيران، حسابات الربح والخسارة ليست محورية؛ إذ تحتفل بالنصر دون هوادة مهما كان الثمن الذي تدفعه باهظاً، خصوصاً عندما يكون الآخرون هم من يتحملون التكلفة.

وفي إسرائيل، كما في دوائر سياسية عديدة في الولايات المتحدة والغرب، يزداد الاقتناع بأن القيادة الإيرانية تدرك التحديات والأخطار المتراكمة ضدها. ويُعتقد على نطاق واسع أنها قد ترى الحل الوحيد أمامها يكمن في تسريع تطوير قدراتها النووية العسكرية، وصولاً إلى إنتاج قنبلتها الذرية الأولى.

صورة جوية تظهر سفناً للبحرية السورية استهدفتها غارة إسرائيلية في ميناء اللاذقية الثلاثاء (أ.ف.ب)

هذا الواقع يشجع إسرائيل على المضي قدماً في تدمير المنشآت النووية الإيرانية، ليس فقط دفاعاً عن نفسها، بل أيضاً نيابة عن دول الغرب وحماية لمصالحها المشتركة. تدعم دول الغرب هذا التوجه. وقد بدأت إسرائيل بطرح هذا الملف منذ عدة أشهر أمام حلفائها، لكنها تطرحه الآن بقوة أكبر بعد انهيار نظام الأسد وتدمير قدرات الجيش السوري.

رغم إعجاب الغرب بالقدرات الإسرائيلية وإشادته بجيشها، الذي استطاع قلب الموازين وتحقيق مكاسب عسكرية بعد إخفاقه المهين أمام هجوم «حماس» في 7 أكتوبر، حيث يُتوقع أن تصبح هذه المكاسب مادة دراسية في الكليات الحربية، فإن هناك تساؤلات ملؤها الشكوك: هل هذه الحسابات الإسرائيلية واقعية ودقيقة؟ أم أنها تعتمد بشكل كبير على الغرور والغطرسة أكثر من التحليل المهني والتخطيط الاستراتيجي؟

إعلان مناهض لإسرائيل في طهران يظهر صواريخ إيرانية أبريل الماضي (إ.ب.أ)

وماذا سيكون موقف إسرائيل إذا تبين أن القيادة الإيرانية بدأت بالفعل الاستعداد للتحول إلى دولة نووية منذ التهديدات الأولى لها، وقد تُفاجئ العالم اليوم بإعلان تجربة نووية ناجحة، على غرار ما فعلته كوريا الشمالية عام 2007؟

وفي الداخل الإسرائيلي، تُطرح تساؤلات صعبة؛ أبرزها: «هل نخوض مغامرة كهذه، نخدم فيها الغرب وكل خصوم إيران في المنطقة، بينما ندفع نحن الثمن كاملاً؟».