استئناف محاكمة نتنياهو بتهم الفساد وسط جهود لإبرام صفقة

انتقاد بطء المحاكمات... والقضاء يصر على «اعتزاله» مقابل إعفائه من السجن

متظاهرون في تل أبيب احتجاجاً على خطة الإصلاح القضائي إسرائيل السبت (رويترز)
متظاهرون في تل أبيب احتجاجاً على خطة الإصلاح القضائي إسرائيل السبت (رويترز)
TT

استئناف محاكمة نتنياهو بتهم الفساد وسط جهود لإبرام صفقة

متظاهرون في تل أبيب احتجاجاً على خطة الإصلاح القضائي إسرائيل السبت (رويترز)
متظاهرون في تل أبيب احتجاجاً على خطة الإصلاح القضائي إسرائيل السبت (رويترز)

استؤنفت (الاثنين) محاكمة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في المحكمة المركزية في القدس، بعد شهر من الانقطاع، بثلاث تهم فساد، هي تلقي الرشوة وممارسة الاحتيال وخيانة الأمانة، وتبلغ عقوبتها مجتمعة 13عاماً، بينما تجري محادثات من وراء الكواليس لإبرام صفقة ادعاء.
وعقدت الجلسة الجديدة، وسط انتقادات واسعة للقضاة الذين يديرون هذه المحاكمة ببطء شديد، وقرروا الخروج إلى عطلة للاستجمام. ولكن سكرتارية المحكمة أعلنت، أن القضاة يحاولون تقليص عدد الشهود وأقنعوا المحامين في الدفاع والنيابة بذلك. إلا أن الخبراء يقدرون بأن المحاكمة ستستمر نحو السنتين، على الأقل، إذا استمرت الجلسات على هذه الوتيرة. ويرون أنه في حال تمكن نتنياهو من الصمود في الحكم، فسيسعى لسن قوانين جديدة تمس بصلاحيات المحكمة وربما توقف المحاكمة أو تبطلها.
المعروف أن محاكمة نتنياهو بدأت عام 2020، وتعقد المحكمة جلساتها ثلاثة أيام في الأسبوع. لكنها شهدت حتى الآن خمس عمليات تأجيل، لأسباب تقنية واهية فرضها المحامون أو القضاة. وتورد لائحة الاتهام ثلاث قضايا تعرف بثلاثة أرقام: القضية 1000 والقضية 2000 والقضية 4000. في القضية 1000، يُتهم نتنياهو بالاحتيال وخيانة الأمانة، وأنه حصل هو وزوجته سارة دون وجه حق، على هدايا قيمتها نحو 700 ألف شيقل (نحو 200 ألف دولار)، من المنتج السينمائي أرنون ميلشان الإسرائيلي الجنسية الذي يعمل في هوليوود، ومن رجل الأعمال الأسترالي الملياردير جيمس باكر. والهدايا عبارة عن زجاجات شمبانيا وعلب سيجار من النوع الفاخر مقابل مساعدة نتنياهو لميلشان في تسيير أعماله. ولم توجه لباكر أو ميلشان أي اتهامات.
أما القضية 2000، فنتنياهو متهم فيها بالتفاوض على صفقة مع أرنون موزيس، صاحب جريدة «يديعوت أحرونوت» العبرية، من أجل تحسين تغطيته إخبارياً. وتقول لائحة الاتهام، إن رئيس الوزراء طرح في المقابل تشريعاً لإبطاء انتشار الجريدة المنافسة «يسرائيل هيوم» التي تعدّ ناطقة بلسان نتنياهو. ووُجهت لنتنياهو تهمة الاحتيال وخيانة الأمانة ولموزيس تهمة الرشوة.
وفي القضية 4000، اتُهم نتنياهو بتقديم مجاملات عبر قنوات تنظيمية في حدود 1.8 مليار شيقل (نحو 500 مليون دولار) لشركة «بيزك» الإسرائيلية للاتصالات. ويقول الادعاء، إنه طلب في المقابل تغطية إيجابية لنفسه وزوجته سارة على موقع «واللا» إلكتروني الإخباري الذي يملكه شاؤول إلوفيتش الرئيس السابق للشركة. وفي هذه القضية وُجهت لنتنياهو تهمة الرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة. كما وُجهت لإلوفيتش وزوجته إيريس تهم الرشوة وعرقلة العدالة، وينفي الاثنان ارتكاب أي خطأ.
وقد نفى نتنياهو التهم الموجهة له، وقال إنه «ضحية مؤامرة سياسية منظمة من جانب اليسار الذي يسيطر على الشرطة ووسائل الإعلام للإطاحة به من منصبه، وإن قبول الهدايا من الأصدقاء ليس مخالفاً للقانون».
وعمل خلال الأشهر الثلاثة الماضية على سنّ قانون يجيز له الحصول على هدايا حتى لو كانت نقوداً من أصدقاء لتمويل محاكمته أو علاجه مرضياً أو استجمامه. كما مرر في الكنيست قانوناً يمنع الإطاحة به من منصب رئيس حكومة. وهو يمارس ضغوطاً على المحكمة العليا بسن قوانين تضعف جهاز القضاء على أمل أن يرضخ ويوقف محاكمته. لكن الجهاز القضائي يرد بتشديد قبضته وموقفه ويصر على أنه في حال التوصل إلى صفقة، فإن أقل شيء توافق عليه المحكمة مقابل التنازل عن إصدار حكم بالسجن، هو أن يعترف بالتهم ويعتزل السياسة.


مقالات ذات صلة

غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

شؤون إقليمية غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

غانتس يؤيد صفقة مع نتنياهو تمنع حبسه وتضمن تخليه عن الحكم

في اليوم الذي استأنف فيه المتظاهرون احتجاجهم على خطة الحكومة الإسرائيلية لتغيير منظومة الحكم والقضاء، بـ«يوم تشويش الحياة الرتيبة في الدولة»، فاجأ رئيس حزب «المعسكر الرسمي» وأقوى المرشحين لرئاسة الحكومة، بيني غانتس، الإسرائيليين، بإعلانه أنه يؤيد إبرام صفقة ادعاء تنهي محاكمة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بتهم الفساد، من دون الدخول إلى السجن بشرط أن يتخلى عن الحكم. وقال غانتس في تصريحات صحافية خلال المظاهرات، إن نتنياهو يعيش في ضائقة بسبب هذه المحاكمة، ويستخدم كل ما لديه من قوة وحلفاء وأدوات حكم لكي يحارب القضاء ويهدم منظومة الحكم. فإذا نجا من المحاكمة وتم تحييده، سوف تسقط هذه الخطة.

نظير مجلي (تل أبيب)
المشرق العربي هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

هدوء في غزة بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية

سادَ هدوء حذِر قطاع غزة، صباح اليوم الأربعاء، بعد ليلة من القصف المتبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، على أثر وفاة المعتقل خضر عدنان، أمس، مُضرباً عن الطعام في السجون الإسرائيلية، وفقاً لوكالة «الأنباء الألمانية». وكانت وسائل إعلام فلسطينية قد أفادت، فجر اليوم، بأنه جرى التوصل لاتفاق على وقف إطلاق النار بين فصائل فلسطينية والجانب الإسرائيلي، وأنه دخل حيز التنفيذ. وقالت وكالة «معاً» للأنباء إن وقف إطلاق النار في قطاع غزة «مشروط بالتزام الاحتلال الإسرائيلي بعدم قصف أي مواقع أو أهداف في القطاع».

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد 75 عاماً على قيامها... إسرائيل بين النجاح الاقتصادي والفروقات الاجتماعية الصارخة

بعد مرور 75 عاماً على قيامها، أصبح اقتصاد إسرائيل واحداً من أكثر الاقتصادات ازدهاراً في العالم، وحقّقت شركاتها في مجالات مختلفة من بينها التكنولوجيا المتقدمة والزراعة وغيرها، نجاحاً هائلاً، ولكنها أيضاً توجد فيها فروقات اجتماعية صارخة. وتحتلّ إسرائيل التي توصف دائماً بأنها «دولة الشركات الناشئة» المركز الرابع عشر في تصنيف 2022 للبلدان وفقاً لنصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، متقدمةً على الاقتصادات الأوروبية الأربعة الأولى (ألمانيا والمملكة المتحدة وفرنسا وإيطاليا)، وفقاً لأرقام صادرة عن صندوق النقد الدولي. ولكن يقول جيل دارمون، رئيس منظمة «لاتيت» الإسرائيلية غير الربحية التي تسعى لمكافحة ا

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

مكارثي يتعهد دعوة نتنياهو إلى واشنطن في حال استمر تجاهل بايدن له

أعلن رئيس مجلس النواب الأميركي، كيفين مكارثي، في تل أبيب، امتعاضه من تجاهل الرئيس الأميركي، جو بايدن، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو وامتناعه عن دعوته للقيام بالزيارة التقليدية إلى واشنطن. وهدد قائلاً «إذا لم يدع نتنياهو إلى البيت الأبيض قريباً، فإنني سأدعوه إلى الكونغرس». وقال مكارثي، الذي يمثل الحزب الجمهوري، ويعدّ اليوم أحد أقوى الشخصيات في السياسة الأميركية «لا أعرف التوقيت الدقيق للزيارة، ولكن إذا حدث ذلك فسوف أدعوه للحضور ومقابلتي في مجلس النواب باحترام كبير. فأنا أرى في نتنياهو صديقاً عزيزاً.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

المواجهة في إسرائيل: شارع ضد شارع

بدأت المواجهة المفتوحة في إسرائيل، بسبب خطة «التعديلات» القضائية لحكومة بنيامين نتنياهو، تأخذ طابع «شارع ضد شارع» بعد مظاهرة كبيرة نظمها اليمين، الخميس الماضي، دعماً لهذه الخطة، ما دفع المعارضة إلى إظهار عزمها الرد باحتجاجات واسعة النطاق مع برنامج عمل مستقبلي. وجاء في بيان لمعارضي التعديلات القضائية: «ابتداءً من يوم الأحد، مع انتهاء عطلة الكنيست، صوت واحد فقط يفصل إسرائيل عن أن تصبحَ ديكتاتورية قومية متطرفة.

«الشرق الأوسط» (رام الله)

إردوغان بعد مذكرتي التوقيف بحق نتنياهو وغالانت: «قرار شجاع»

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (أ.ف.ب)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (أ.ف.ب)
TT

إردوغان بعد مذكرتي التوقيف بحق نتنياهو وغالانت: «قرار شجاع»

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (أ.ف.ب)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (أ.ف.ب)

رحّب الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، السبت، بإصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرتَي توقيف بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، مؤكداً أنه «قرار شجاع».

وقال إردوغان في خطاب بإسطنبول: «ندعم مذكرة التوقيف. نرى أن من المهم تنفيذ هذا القرار الشجاع من جانب كل الدول المعنية بالاتفاق (معاهدة روما) بهدف تجديد ثقة الإنسانية بالنظام الدولي».