طالب وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن الاثنين بـ«وقف فوري» لإطلاق النار في السودان، بعد مقتل عشرات المدنيين في القتال بين القوات المسلحة من جهة و«قوات الدعم السريع» من الجهة الأخرى. وكان بلينكن يتحدث خلال اجتماع في اليابان مع وزراء خارجية مجموعة السبع للدول الصناعية الكبرى، فقال إن هناك «قلقاً عميقاً مشتركاً» في شأن العنف في السودان، مضيفاً أن «هناك أيضاً وجهة نظر راسخة بقوة بين جميع شركائنا حيال الحاجة إلى وقف فوري لإطلاق النار والعودة إلى المحادثات»، التي كانت «واعدة للغاية بوضع السودان على طريق الانتقال الكامل إلى حكومة بقيادة مدنية». ورأى أن «الناس يريدون عودة الجيش إلى ثكناته، ويريدون الديمقراطية، ويريدون حكومة يقودها مدنيون. السودان بحاجة للعودة إلى هذه الطريق».
وقال: «نحن على اتصال وثيق بشركاء في العالم العربي، وفي أفريقيا، وفي المنظمات الدولية»، موضحاً أن «هناك قلقاً بالغاً مشتركاً بشأن القتال والعنف الجاري في السودان والتهديد الذي يشكله على المدنيين والذي يفرضه على الأمة السودانية، وربما حتى على المنطقة». وذكر بلينكن خلال مؤتمر صحافي في فيتنام السبت أن الطرفين في السودان توصلا إلى اتفاق في شأن «إطار عمل مهم للغاية». وقال: «توصلت الأطراف الرئيسية في الخرطوم قبل بضعة أسابيع إلى اتفاق إطاري مهم للغاية في شأن كيفية المضي في الانتقال إلى حكومة مدنية». لكنه أضاف أن «هناك لاعبين آخرين ربما يدفعون ضد هذا التقدم. لكن هذه فرصة حقيقية للمضي في الانتقال بقيادة مدنية». وكرر بلينكن هذه الدعوة في بيان مشترك مع نظيره البريطاني جيمس كليفرلي. وقالا إنهما «يتشاوران عن كثب» في شأن القضية. وطالب كليفرلي «الجنرالات المنخرطين في هذا الصراع» إلى «إعطاء السلام أولوية، لإنهاء هذا القتال، والعودة إلى المفاوضات». وأضاف: «ندعو إلى وقف فوري لأعمال العنف، والعودة إلى مفاوضات تقود إلى تشكيل حكومة مدنية، وبالطبع هذه هي النتيجة النهائية المرغوبة».
وقبيل الإدلاء بكلمته في اجتماع كان مقرراً مسبقاً في مقر الأمم المتحدة حول تمويل التنمية، تحدث الأمين العام أنطونيو غوتيريش عن التطورات في السودان. وقال إن الوضع أدى إلى خسارة فادحة في الأرواح بما في ذلك بين الكثير من المدنيين. وشدد على أن أي تصعيد آخر قد يخلف آثاراً مدمرة على السودان والمنطقة. وحث كل من له تأثير على الوضع، على استخدامه من أجل السلام ودعم جهود إنهاء العنف واستعادة النظام والعودة إلى المسار الانتقالي. وقال الأمين العام إن الوضع الإنساني في السودان كان خطيراً بالفعل وأصبح الآن كارثياً. وأدان غوتيريش مقتل وإصابة مدنيين وعمال إغاثة واستهداف ونهب المنشآت.
وذكـّر جميع الأطراف بالحاجة لاحترام القانون الدولي بما في ذلك ضمان سلامة وأمن جميع موظفي الأمم المتحدة والأشخاص المرتبطين بها والعاملين في المجال الإنساني. وقد تحدث الأمين العام، يوم السبت، مع قائدي الجيش وقوات الدعم السريع. كما يتواصل بشكل نشط مع الاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية والقادة بأنحاء المنطقة. وجدد غوتيريش التأكيد على أن الأمم المتحدة تقف إلى جانب شعب السودان في هذا الوقت الصعب، بالدعم الكامل لجهوده لاستعادة الانتقال الديمقراطي وبناء مستقبل آمن وسلمي.