البحرية الأميركية تتحدث عن «عبور روتيني» للمدمرة «ميليوس» في مضيق تايوان

المدمرة الأميركية «يو إس إس ميليوس» في بحر الصين الجنوبي في 10 أبريل الحالي (رويترز)
المدمرة الأميركية «يو إس إس ميليوس» في بحر الصين الجنوبي في 10 أبريل الحالي (رويترز)
TT

البحرية الأميركية تتحدث عن «عبور روتيني» للمدمرة «ميليوس» في مضيق تايوان

المدمرة الأميركية «يو إس إس ميليوس» في بحر الصين الجنوبي في 10 أبريل الحالي (رويترز)
المدمرة الأميركية «يو إس إس ميليوس» في بحر الصين الجنوبي في 10 أبريل الحالي (رويترز)

أعلنت البحرية الأميركية، أن المدمرة «يو إس إس ميليوس» التابعة لها والتي تحمل صواريخ موجهة، أبحرت عبر مضيق تايوان في عملية «حرية ملاحة»، بعد أيام من إجراء الصين مناورات عسكرية حول الجزيرة.
وقال بيان صادر عن الأسطول السابع في البحرية الأميركية - ومقره في يوكوسوكا باليابان -، إن السفينة الحربية أجرت «عبوراً روتينياً لمضيق تايوان» الأحد في المياه «حيث تنطبق حرية الملاحة والتحليق في أعالي البحار بما يتماشى مع القانون الدولي». وأوضحت البحرية الأميركية، أن الغرض من العبور الروتيني هو إظهار التزام الإدارة الأميركية بحرية وانفتاح منطقة المحيطين الهندي والهادي.
وقال بيان البحرية الأميركية، إن «جيش الولايات المتحدة يطير ويبحر ويعمل في أي مكان يسمح به القانون الدولي، والولايات المتحدة ستواصل الدفاع عن حقوق وحرية الإبحار».
واحتجت الصين، أمس (الاثنين)، على عبور المدمرة الأميركية للمضيق بالقرب من جزر سبراتلي المتنازع عليها، واعتبرت أن المدرة الأميركية «اقتحمت بشكل غير قانوني المياه التي تتمتع فيها الصين بسيادة لا جدال فيها على الجزر في بحر الصين الجنوبي».
وقالت الخارجية الصينية في بيان، إن العبور الأميركي كان «ضجة عامة»، وإن قيادة المسرح الشرقي مستعدة في أي وقت لـ«حماية سيادة البلاد وسلامتها وسلامها واستقرارها الإقليميين بحزم».
وأعلن الجيش الصيني حالة التأهب القصوى قائلاً في بيان أصدره أمس، إنه يراقب من كثب ويتتبع المدمرة الأميركية خلال عبورها مضيق تايوان.
وقال المتحدث باسم قيادة الجانب الشرقي لجيش التحرير الشعبي الصيني، الكولونيل شي يي، إن القوات الصينية في حالة تأهب قصوى في جميع الأوقات وستحمي بحزم سيادة الصين الوطنية وأمنها والسلام والاستقرار الإقليمين.
وكانت الصين أنهت الأسبوع الماضي مناورات جوية وبحرية واسعة النطاق في المضيق رداً على اجتماع رئيسة تايوان تساي إنغ ون مع رئيس مجلس النواب الأميركي كيفين مكارثي في 5 أبريل (نيسان) في كاليفورنيا. وقالت الصين يوم الأربعاء، إن التدريبات التي تحاكي تطويق تايوان تهدف إلى أن تكون «تحذيراً جاداً» للسياسيين المؤيدين للاستقلال في الجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي ومؤيديهم الأجانب. وفرضت الصين عقوبات على النائب الأميركي مايكل ماكول الجمهوري من تكساس الذي يرأس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب بسبب زيارته تايوان الأسبوع الماضي.
وصعّدت الصين ضغوطها العسكرية على تايوان في السنوات الأخيرة، حيث أرسلت طائرات مقاتلة وسفناً تابعة للبحرية نحو الجزيرة بشكل شبه يومي. وبعد زيارة رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي لتايوان في أغسطس (آب) الماضي، أرسلت الصين المزيد من السفن العسكرية عبر خط الوسط لمضيق تايوان، وهو حد غير رسمي تم قبوله منذ عقود. وأعطى هذا الضغط المتزايد من الصين اهتماماً أكبر لتايوان على مستوى العالم.
وحذر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في يناير (كانون الثاني) الماضي في كلمته أمام جامعة شيكاغو من تضييق وتعطيل الملاحة عبر مضيق تايوان، وقال «إن خمسين في المائة من كل سفن الحاويات في جميع أنحاء العالم تمر كل يوم عبر مضيق تايوان و70 في المائة أو أكثر من رقائق الكمبيوتر المصنعة في العالم يتم تصنيعها في تايوان وإذا تعطل ذلك فإن الاقتصاد العالمي باسره سوف يعاني».
من ناحية أخرى، أكد الجيش التايواني عبور سفينة عسكرية تابعة للبحرية الفرنسية لمضيق تايوان ولم يثر ذلك احتجاجاً من جانب الجيش الصيني.
وخلال زيارة أريك بوثوريل، رئيس وفد من الجمعية الوطنية الفرنسية لتايوان، أكد عبور سفينة عسكرية فرنسية في بحر الصين، وقال للصحافيين «ما نريد أن نقوله لتايوان هو أنه إذا حدث شيء لتايوان، فسيغير العالم. هذا هو السبب في أننا لدينا سفينة عسكرية من فرنسا عبرت بحر الصين الأسبوع الماضي، نحن نعتبر أنه يتعين علينا الحفاظ على حرية السفر والتنقل في هذا الفضاء».
وقد عبرت سفن بحرية دولية - منها سفن أميركية - لمضيق تايوان بشكل منتظم خلال السنوات الأخيرة، بما في ذلك تسع مرات عام 2022 و12 مرة خلال عام 2021، لكن احتجاجات الصين تصاعدت منذ الصيف الماضي، وشكّك العسكريون في الحق القانون للسفن والطائرات الأجنبية في عبور مضيق تايوان من دون إذن صريح من الحكومة الصينية، وهو الأمر الذي اعتبره المسؤولون الأميركيون محاولة من بكين لتقويض المعايير الدولية لحرية الملاحة.


مقالات ذات صلة

تقرير: القوات البحرية الأوروبية تحجم عن عبور مضيق تايوان

العالم تقرير: القوات البحرية الأوروبية تحجم عن عبور مضيق تايوان

تقرير: القوات البحرية الأوروبية تحجم عن عبور مضيق تايوان

شجّع مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، (الأحد) أساطيل الاتحاد الأوروبي على «القيام بدوريات» في المضيق الذي يفصل تايوان عن الصين. في أوروبا، تغامر فقط البحرية الفرنسية والبحرية الملكية بعبور المضيق بانتظام، بينما تحجم الدول الأوروبية الأخرى عن ذلك، وفق تقرير نشرته أمس (الخميس) صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية. ففي مقال له نُشر في صحيفة «لوجورنال دو ديمانش» الفرنسية، حث رئيس دبلوماسية الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أوروبا على أن تكون أكثر «حضوراً في هذا الملف الذي يهمنا على الأصعدة الاقتصادية والتجارية والتكنولوجية».

«الشرق الأوسط» (بيروت)
العالم لندن تحذّر من عواقب مدمّرة لحرب في مضيق تايوان

لندن تحذّر من عواقب مدمّرة لحرب في مضيق تايوان

دافع وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي عن الوضع القائم في تايوان، محذرا من عواقب اقتصادية مدمرة لحرب، في خطاب تبنى فيه أيضًا نبرة أكثر تصالحا حيال بكين. وقال كليفرلي في خطاب ألقاه مساء الثلاثاء «لن تكون حرب عبر المضيق مأساة إنسانية فحسب بل ستدمر 2,6 تريليون دولار في التجارة العالمية حسب مؤشر نيكاي آسيا». وأضاف «لن تنجو أي دولة من التداعيات»، مشيرا إلى أن موقعها البعيد لا يؤمن أي حماية مما سيشكل ضربة «كارثية» للاقتصاد العالمي والصين.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم الصين تحقق مع ناشر تايواني في جرائم متعلقة بالأمن القومي

الصين تحقق مع ناشر تايواني في جرائم متعلقة بالأمن القومي

أعلنت السلطات الصينية، الأربعاء، أن ناشراً تايوانياً، أُبلغ عن اختفائه، خلال زيارة قام بها إلى شنغهاي، يخضع لتحقيق في جرائم متعلقة بالأمن القومي. وقالت تشو فنغ ليان، المتحدثة باسم «المكتب الصيني للشؤون التايوانية»، إن لي يانهي، الذي يدير دار النشر «غوسا»، «يخضع للتحقيق من قِبل وكالات الأمن القومي، لشبهات الانخراط بأنشطة تعرِّض الأمن القومي للخطر». وأضافت: «الأطراف المعنية ستقوم بحماية حقوقه المشروعة ومصالحه، وفقاً للقانون». وكان ناشطون وصحافيون في تايوان قد أبلغوا عن اختفاء لي، الذي ذهب لزيارة عائلته في شنغهاي، الشهر الماضي. وكتب الشاعر الصيني المعارض باي لينغ، الأسبوع الماضي، عبر صفحته على «ف

«الشرق الأوسط» (بكين)
العالم رئيس غواتيمالا يبدأ زيارة لتايوان

رئيس غواتيمالا يبدأ زيارة لتايوان

وصل رئيس غواتيمالا أليخاندرو جاماتي الاثنين إلى تايوان في زيارة رسمية تهدف إلى تعزيز العلاقات الدبلوماسية مع هذه الجزيرة التي تعتبر بلاده من الدول القليلة التي تعترف بها دبلوماسياً. وسيلقي جاماتي كلمة أمام البرلمان التايواني خلال الزيارة التي تستمر أربعة أيام.

«الشرق الأوسط» (تايبيه)
العالم بكين تحتج لدى سيول إثر «تصريحات خاطئة» حول تايوان

بكين تحتج لدى سيول إثر «تصريحات خاطئة» حول تايوان

أعلنت الصين أمس (الأحد)، أنها قدمت شكوى لدى سيول على خلفية تصريحات «خاطئة» للرئيس يون سوك يول، حول تايوان، في وقت يشتدّ فيه الخلاف الدبلوماسي بين الجارين الآسيويين. وتبادلت بكين وسيول انتقادات في أعقاب مقابلة أجرتها وكالة «رويترز» مع يون في وقت سابق الشهر الحالي، اعتبر فيها التوتر بين الصين وتايوان «مسألة دولية» على غرار كوريا الشمالية، ملقياً مسؤولية التوتر المتصاعد على «محاولات تغيير الوضع القائم بالقوة».

«الشرق الأوسط» (بكين)

نداء مشترك أميركي-أوروبي-عربي «لوقف مؤقت لإطلاق النار» في لبنان

وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو خلال كلمته أمام مجلس الأمن الدولي (رويترز)
وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو خلال كلمته أمام مجلس الأمن الدولي (رويترز)
TT

نداء مشترك أميركي-أوروبي-عربي «لوقف مؤقت لإطلاق النار» في لبنان

وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو خلال كلمته أمام مجلس الأمن الدولي (رويترز)
وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو خلال كلمته أمام مجلس الأمن الدولي (رويترز)

أصدرت الولايات المتّحدة والاتحاد الأوروبي وعدد من الدول الغربية والعربية، الأربعاء، نداء مشتركا لإرساء "وقف مؤقت لإطلاق النار" في لبنان حيث يهدّد النزاع الدائر بين إسرائيل وحزب الله بجرّ المنطقة إلى حرب واسعة النطاق.
وقال الرئيسان الأميركي جو بايدن والفرنسي إيمانويل ماكرون في بيان مشترك "لقد عملنا معا في الأيام الأخيرة على دعوة مشتركة لوقف مؤقت لإطلاق النار لمنح الدبلوماسية فرصة للنجاح وتجنّب مزيد من التصعيد عبر الحدود"، مشيرين إلى أنّ "البيان الذي تفاوضنا عليه بات الآن يحظى بتأييد كلّ من الولايات المتّحدة وأستراليا وكندا والاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر".

وكان وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو كشف خلال جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي، الأربعاء، عن اقتراح مشترك مع الولايات المتحدة لإرساء وقف لإطلاق النار لمدة 21 يوما في لبنان لمنع تطور النزاع الراهن بين إسرائيل وحزب الله إلى حرب شاملة.

وقال بارو خلال الجلسة التي عُقدت بطلب من بلاده إنّه "في الأيام الأخيرة، عملنا مع شركائنا الأميركيين على وقف مؤقت لإطلاق النار لمدة 21 يوما لإفساح المجال أمام المفاوضات". وأضاف أنّ هذا المقترح "سيتم الإعلان عنه سريعا ونحن نعوّل على قبول الطرفين به".

وشدّد الوزير الفرنسي على أنّ اندلاع حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله "ليس حتميا" بشرط أن تنخرط كل الأطراف "بحزم" في إيجاد حلّ سلمي للنزاع. وحذّر بارو من أنّ "الوضع في لبنان اليوم يهدّد بالوصول إلى نقطة اللاعودة". وأضاف أنّ "التوترات بين حزب الله وإسرائيل اليوم تهدّد بدفع المنطقة إلى صراع شامل لا يمكن التكهن بعواقبه". وإذ ذكّر الوزير الفرنسي بأنّ لبنان يعاني منذ ما قبل التصعيد الراهن من حالة "ضعف كبيرة" بسبب الأزمة السياسية والاقتصادية التي يتخبط فيها، حذّر من أنّه في حال اندلعت فيه "حرب فهو لن يتعافى منها".

ويبدو الوضع الحالي بين حزب الله وإسرائيل وكأنه وصل إلى طريق مسدود، إذ يشترط الحزب المسلح المدعوم من إيران وقف الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة لكي يوقف هجماته على الدولة العبرية التي تشترط من جهتها انسحابه بعيدا عن حدودها لكي توقف هجماتها ضدّه.وفي كلمته أمام مجلس الأمن الدولي، قال الوزير الفرنسي "فلنستفد من وجود العديد من القادة في نيويورك لفرض حلّ دبلوماسي وكسر دائرة العنف". وتأتي هذه المبادرة الفرنسية-الأميركية بعد مباحثات مكثفة جرت على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وبعد لقاء ثنائي بين الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون.

وأعلن البيت الأبيض أنّ بايدن التقى ماكرون في نيويورك "لمناقشة الجهود الرامية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله اللبناني ومنع حرب أوسع نطاقا". وأتى هذا اللقاء بعدما حذّر بايدن من أنّ اندلاع "حرب شاملة" في الشرق الأوسط هي "أمر محتمل"، بينما دعا ماكرون "إسرائيل إلى وقف التصعيد في لبنان وحزب الله إلى وقف إطلاق النار".

وقال الرئيس الفرنسي من على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة "نحضّ إسرائيل على وقف هذا التصعيد في لبنان، ونحضّ حزب الله على وقف إطلاق الصواريخ على إسرائيل. نحضّ كل من يزوّد (حزب الله) الوسائل اللازمة للقيام بذلك على التوقف"، معتبرا في الوقت نفسه أنّه لا يمكن للدولة العبرية "أن توسّع عملياتها في لبنان من دون عواقب". وشدّد ماكرون في كلمته على أنّه "لا يمكن أن تكون هناك حرب في لبنان".

وتزامنت هذه التحذيرات مع إعلان الجيش الإسرائيلي الأربعاء أنّه يستعد لشنّ هجوم برّي محتمل على لبنان لضرب حزب الله الذي يزيد يوما تلو الآخر وتيرة قصفه للأراضي الإسرائيلية. والأربعاء اعترضت الدفاعات الجوية الإسرائيلية صاروخا بالستيا أطلقه حزب الله باتجاه تل أبيب، في سابقة من نوعها منذ بدء النزاع بين الطرفين قبل حوالى عام، إذ لم يسبق للحزب المدعوم من إيران أن قصف الدولة العبرية بصاروخ بالستي كما أنها المرة الأولى التي يوجّه فيها نيرانه إلى تل أبيب.

وفي مستهلّ جلسة مجلس الأمن، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إنّ التصعيد الراهن بين إسرائيل وحزب الله "يفتح أبواب الجحيم في لبنان"، مؤكدا أنّ "الجهود الدبلوماسية تكثفت للتوصل إلى وقف مؤقت لإطلاق النار".

من ناحيته، حذّر وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي قبيل بدء الاجتماع من أنّ الشرق الأوسط "على شفير كارثة شاملة"، مؤكدا أنّ بلاده ستدعم لبنان "بكل الوسائل". بالمقابل، قال السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة داني دانون إنّ الدولة العبرية تفضّل استخدام القنوات الدبلوماسية لتأمين حدودها الشمالية مع لبنان، لكنها ستستخدم "كل الوسائل المتاحة" إذا فشلت الدبلوماسية في التوصل إلى اتفاق مع حزب الله.