شارع المعز التاريخي بالقاهرة يجتذب الآلاف في رمضان

جلسات التصوير بالأزياء التراثية تستقطب زائريه

نقوش سبيل محمد علي تجتذب الزوار (الشرق الأوسط)
نقوش سبيل محمد علي تجتذب الزوار (الشرق الأوسط)
TT

شارع المعز التاريخي بالقاهرة يجتذب الآلاف في رمضان

نقوش سبيل محمد علي تجتذب الزوار (الشرق الأوسط)
نقوش سبيل محمد علي تجتذب الزوار (الشرق الأوسط)

كان شارع المعز لدين الله الفاطمي، بقلب القاهرة التاريخية، مثل بقية الشوارع التي تضم آثاراً مغلقة ومهملة لا يكترث بها أحداً، قبل بداية الألفية الجديدة، يقصده العابرون من وإلى الجمالية وباب الشعرية، وجامعَي الأزهر والحسين، والدراسة؛ لكنه بات وجهة مفضلة لمحبي الآثار الإسلامية، وخصوصاً في شهر رمضان المبارك، خلال السنوات الأخيرة، وخصوصاً بعد تطويره وترميم عدد كبير من آثاره، ليكون متحفاً مفتوحاً غنياً بالآثار الإسلامية الفريدة في بداية الألفية الجديدة، عبر مشروع ترميم ضخم.

مصابيح الإضاءة تضفي أجواءً مميزة على الآثار الإسلامية (الشرق الأوسط)

ورصدت «الشرق الأوسط» زحاماً لافتاً بالشارع في ليالي رمضان؛ حيث يقصده آلاف كل ليلة للاستمتاع بأجوائه الدافئة، والتقاط الصور التذكارية مع مبانيه الأثرية التي تضفي عليها المصابيح الملونة أجواء ساحرة، كما تجتذب جلسات التصوير بالأزياء التراثية القديمة كثيراً من زواره، بينما ينتشر المصورون في أرجائه؛ حيث يعرضون تصوير الزبائن بمقابل مادي.
ومع غياب الموسيقيين المحترفين والفرق الرسمية عن مسرح شارع المعز الذي يستضيف حفلات مهرجان سماع للإنشاد الديني، وغيرها من الحفلات التراثية، فإن ثمة موسيقيين هواة يحاولون خلق أجواء احتفالية صاخبة.

حارة خان الخليلي تصل بين ساحة الحسين وشارع المعز (الشرق الأوسط)

ويضم شارع المعز التاريخي على جانبيه، بداية من «باب زويلة» جنوباً، وحتى «باب الفتوح» شمالاً، 38 أثراً نادراً تبرز جماليات العمارة الإسلامية على مدار 9 قرون، بداية من العصر الفاطمي، وحتى نهاية العصر العثماني.
وحسب وصف الدكتور رأفت النبراوي، أستاذ الآثار الإسلامية، فإن شارع المعز يعد أغنى شارع آثار إسلامية في العالم، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»: «يضم الشارع مجموعتين أثريتين فريدتين، هما: مجموعة السلطان قنصوه الغوري، ومجموعة السلطان قلاوون، كما يضم أسبلة مميزة، ومجموعة من المساجد العتيقة التي يذكر فيها اسم الله حتى الآن، ويُصلِّي فيها المسلمون الفروض الخمسة، وسط أجواء ونفحات إسلامية مميزة».

زحام كبير بالشارع في ليالي رمضان (الشرق الأوسط)

ويعزو النبراوي سبب الإقبال الضخم على شارع المعز إلى زيادة الوعي الأثري لدى المواطنين المصريين بشكل عام، والشباب بشكل خاص، خلال السنوات الأخيرة، مشيداً بالتجربة وبالإقبال الكثيف على الشارع؛ مطالباً في الوقت نفسه وزارة السياحة والآثار بسرعة ترميم الآثار التي تحتاج إلى تدخل سريع وترميم، على غرار أحد الأسبلة الموجودة بجوار «باب زويلة» في مدخل الشارع الجنوبي، بجانب تدخل الأجهزة المحلية لمنع كافة أشكال التعديات على الآثار من الباعة، ومنع سير مركبات «التوك توك» التي تشوه الشارع وهويته البصرية والأثرية.
وأنهت وزارة السياحة والآثار المصرية قبل عامين مشروعاً لتركيب وتحديث أنظمة الإضاءة الخاصة بالشارع التاريخي؛ حيث ركّبت مصابيح نوعية لواجهات وساحات البنايات الأثرية، لإبراز جمالياتها وأبعادها الفنية.
ويضم شارع المعز عدداً كبيراً من البنايات الأثرية الفريدة التي تحول بعضها إلى مراكز للإبداع الفني والثقافي، منها «بيت السحيمي»، ومجموعة السلطان قلاوون التي تضم مسجداً ومدرسة وقبة على الطراز الإسلامي المملوكي، و«باب الفتوح» أشهر أبواب القاهرة التاريخية، ومجموعة كبيرة من المساجد التاريخية، من بينها مسجد الحاكم بأمر الله، وجامع السلطان المؤيد، وجامع الأقمر.
وبينما يعد الجزء الشمالي من الشارع (شارع الأزهر: باب الفتوح) صاحب نصيب الأسد من اجتذاب الزوار؛ حيث يوجد بنواصيه وأركانه كثير من المقاهي السياحية، والبازارات، ومحال متخصصة في جلسات التصوير بالأزياء التراثية، فإن الجزء الجنوبي منه، والذي يبدأ من شارع الأزهر وحتى «باب زويلة»، لا يحظى بالإقبال ذاته، وفق ما رصدته «الشرق الأوسط»، فعلى الرغم من وجود عدد مهم من الآثار به، على غرار مسجد المؤيد، وسبيل محمد علي، فإن محاله التجارية تركز على بيع الملابس والأقمشة والمفارش، ويعاني زحام الدراجات النارية و«التوك توك». كما تحتاج بعض مبانيه الأثرية إلى الترميم والإضاءة الخارجية، على غرار مباني الجزء الشمالي من الشارع.
ويشتهر «باب زويلة» بكونه الباب الذي عُلّقت تحته رؤوس رسل هولاكو قائد التتار، وأعدم عليه أيضاً آخر السلاطين المماليك، طومان باي. أما «باب الفتوح» فقد بناه جوهر الصقلي سنة 1087، وجدده الأمير بدر الجمالي.


مقالات ذات صلة

«الإفطار الرمضاني» على لائحة «اليونيسكو» للتراث غير المادي

يوميات الشرق «الإفطار الرمضاني» على لائحة «اليونيسكو» للتراث غير المادي

«الإفطار الرمضاني» على لائحة «اليونيسكو» للتراث غير المادي

أدرجت منظمة «اليونيسكو» أمس (الأربعاء) «التقاليد الاجتماعية والثقافية» المرتبطة بالإفطار الرمضاني على لائحتها للتراث غير المادي، نزولاً عند طلب تقدّمت.

«الشرق الأوسط» (لندن - الرباط)
شمال افريقيا مهندس مصري يُجدد الجدل بشأن إلقاء النقود من الشرفة

مهندس مصري يُجدد الجدل بشأن إلقاء النقود من الشرفة

جدد مهندس مصري، صاحب شركة مقاولات، مقيم بحي الخليفة في القاهرة، الجدل بشأن إلقاء النقود من الشرفات في مصر، وفجّر ضجة واسعة عبر مواقع التواصل، بعدما ظهر في مقطع فيديو وهو يلقي «العيدية» على مواطني حي الخليفة وسط هتافات باسمه. ووزع المهندس حسن التونسي، آلاف الجنيهات في أول أيام عيد الفطر المبارك، وحسب سكان المنطقة فإن المهندس التونسي اعتاد توزيع العيدية بهذا الشكل كل عام، لإسعاد جيرانه وأهالي منطقته. وأعادت هذه الواقعة إلى الأذهان، حادثة مشابهة وقعت عام 2020، في مركز أوسيم بالجيزة (غرب القاهرة)، حيث ألقى مهندس متقاعد أوراقاً نقدية على المارة.

عبد الفتاح فرج (القاهرة)
الدراما الاجتماعية تتصدر «الماراثون» التلفزيوني مصرياً

الدراما الاجتماعية تتصدر «الماراثون» التلفزيوني مصرياً

من بين 30 عملاً درامياً مصرياً تم عرضها خلال ماراثون دراما رمضان 2023، تنوعت بين دراما اجتماعية وكوميدية، ووطنية، وتاريخية، تصدرت الدراما الاجتماعية السباق، بعدما حققت بعض المسلسلات التي تنتمي لها تفاعلاً كبيراً بين الجمهور، وإشادات نقدية لافتة. وشهد هذا الموسم ظواهر عديدة، منها زيادة عدد المسلسلات القصيرة، وتشابه الأفكار بين أكثر من عمل، وتصدر الفنانات لبطولات العديد من الأعمال، وعودة الدراما الدينية مع مسلسل «رسالة الإمام»، وطرح قضايا المرأة الشائكة، على غرار مسلسلات «تحت الوصاية، وعملة نادرة، وستهم»، كما أنتجت الشركة المتحدة عملين وطنيين يرصدان بطولات الجيش المصري في حربه ضد الإرهاب، وهما:

انتصار دردير (القاهرة)
طفل مصري ينافس على إيرادات «عيد الفطر» بـ«ساعة إجابة»

طفل مصري ينافس على إيرادات «عيد الفطر» بـ«ساعة إجابة»

ينافس الطفل المصري سليم مصطفى على إيرادات موسم عيد الفطر السينمائي بمصر، عبر فيلمه الجديد «ساعة إجابة»، وأقام صناع فيلم «ساعة إجابة»، عرضاً خاصاً للفيلم احتفالاً ببدء عرضه في مصر والوطن العربي، ضمن موسم أفلام عيد الفطر المبارك 2023 الذي يشهد منافسة بين نحو 7 أفلام محلية. فيلم «ساعة إجابة» فكرة أحمد شيكو، وتأليف ورشة «ورق عنب» لكتابة السيناريو، وإخراج مصطفى أبو سيف، ويشارك سليم مصطفى في بطولة الفيلم عدد من الفنانين المصريين والعرب أبرزهم غادة عادل، ونجلاء بدر، وآيتن عامر، وشريف سلامة، والفنان السوري فراس سعيد، والفنانة الأردنية فيدرا، والمطرب عمر كمال. تدور أحداث فيلم «ساعة إجابة» حول طفل في ال

محمود الرفاعي (القاهرة)
الخليج ملايين المصلين يشهدون ختم القرآن بـ«الحرمين الشريفين»

ملايين المصلين يشهدون ختم القرآن بـ«الحرمين الشريفين»

وسط أجواء يملؤها الخشوع والإيمان، احتشد ملايين المصلين من الزوار والمعتمرين، مساء الأربعاء، بين جنبات وساحات المسجد الحرام بمكة المكرمة والمسجد النبوي بالمدينة المنورة، لأداء صلاة العشاء والتراويح، وحضور ختم القرآن الكريم فيهما. وأتمّ قاصدو الحرمين الشريفين مناسكهم وعباداتهم، وهم ينعمون بوافر من الخدمات المتكاملة المتناغمة في أجواء روحانية يسودها الأمن والأمان والطمأنينة، حيث هيأت «رئاسة شؤون الحرمين» لهم جميع الخدمات، ضمن عمل تكاملي بتعاون ومشاركة العديد من الجهات الحكومية. وأعلن الدكتور عبد الرحمن السديس، الرئيس العام لـ«شؤون الحرمين»، عن نجاح الخطة التشغيلية المعدة لليلة 29 من رمضان 1444هـ،

«الشرق الأوسط» (المدينة المنورة)

«الحاجة ملحّة» لإصلاح أجهزة الجمارك والضرائب اللبنانية

وزير المالية يوسف الخليل أثناء لقاء في يونيو الماضي مع الممثل الدائم لصندوق النقد الدولي في لبنان فردريكو ليما ومسؤولة مكتب الصندوق في لبنان نجلا نخلة (إكس)
وزير المالية يوسف الخليل أثناء لقاء في يونيو الماضي مع الممثل الدائم لصندوق النقد الدولي في لبنان فردريكو ليما ومسؤولة مكتب الصندوق في لبنان نجلا نخلة (إكس)
TT

«الحاجة ملحّة» لإصلاح أجهزة الجمارك والضرائب اللبنانية

وزير المالية يوسف الخليل أثناء لقاء في يونيو الماضي مع الممثل الدائم لصندوق النقد الدولي في لبنان فردريكو ليما ومسؤولة مكتب الصندوق في لبنان نجلا نخلة (إكس)
وزير المالية يوسف الخليل أثناء لقاء في يونيو الماضي مع الممثل الدائم لصندوق النقد الدولي في لبنان فردريكو ليما ومسؤولة مكتب الصندوق في لبنان نجلا نخلة (إكس)

كشف تقرير دولي عن وجود «حاجة ملحّة» لتدخل حكومي يستهدف إصلاح أجهزة الجمارك والضرائب في لبنان، وإنقاذها من الحال التي انحدرت إليها بفعل الأزمات الحاضرة، مما أفضى إلى انحدار حاد في موارد الخزينة العامة.

وزارت لبنان بعثة خاصة من صندوق النقد الدولي بين 25 سبتمبر (أيلول) و6 أكتوبر (تشرين الأول) والتقت خلالها وزير المال يوسف الخليل ومديري الجمارك والإدارات المختصة بالضرائب، وخلصت إلى ضرورة القيام بسلسلة مبادرات عاجلة ومتدرجة من الأسهل إلى الأساسية لإحداث التغيير المنشود مع دعم مالي وتقني تتكفل به مؤسسات اقتصادية ومالية دولية، شرط توفر الإرادة الداخلية، مبيّنة أن الوضع القائم يتسبّب في انخفاض حاد في قدرات جباية الضرائب، مع تدهور نسبة الإيرادات الضريبيّة من الناتج المحلي الإجمالي من 21 في المائة في عام 2018 إلى 6.3 في المائة في عام 2022.

ويكتسب تقرير البعثة المنجز عقب مهمة خاصة وجولة بحث واستقصاءات دامت أسبوعين، بناء لطلب رسمي من قبل وزير المال يوسف الخليل، أهمية استثنائية لتزامنه مع استمرار مناقشة مشروع قانون الموازنة العامة للعام المقبل في سلسلة اجتماعات لجنة المال النيابية، ولا سيما لجهة ما أثارته من إشكاليات اتسمت بالحدة غالباً، وتساؤلات بشأن تدفق الإيرادات الحكومية عبر المنافذ الجمركية والضريبية.

وسلّط التقرير الضوء، حسب الملخص الذي تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه أعدّتها دائرة الأبحاث في مجموعة «الاعتماد اللبناني»، على الحالة السيئة لإدارات الضرائب والجمارك في لبنان، لا سيّما على صعيد الكادر البشري، والذي يعاني من تجميد التوظيف ومن استقالة الموظفين الحاليين الذين انخفضت قيمة رواتبهم بشكل كبير على خلفيّة التدهور الكبير في سعر صرف العملة المحليّة.

وبما يخص الموارد البشريّة أيضاً، ظهر أن الوضع أكثر حرجاً في قسم تكنولوجيا المعلومات، حيث لا يوجد سوى موظّف واحد في مديريّة تكنولوجيا المعلومات في إدارة الجمارك اللبنانيّة، ولا يوجد أي موظّف في المديريات الأخرى للضرائب.

دعم مشروط

بناءً على ذلك، لفت التقرير إلى الحاجة الملحّة للإصلاح، مشيراً إلى أن كثيراً من المانحين الدوليين مثل البنك الدولي والاتحاد الأوروبي وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي وصندوق النقد الدولي قد أعربوا عن استعدادهم للدعم المالي شريطة توافر إرادة لإحداث التغيير.

في التقرير، استعملت بعثة الصندوق النقد الدولي منهجيّة لتسليط الضوء على أولويات الإصلاح، تأخذ في الاعتبار النتائج التي سيحدثها هذا الإصلاح والتعقيد الفنّي المطلوب لتنفيذه. وبناءً على ذلك، قام صندوق النقد الدولي بتقسيم الإصلاحات إلى ثلاث فئات تتوزع بين المكاسب السريعة التي يمكن تحقيقها من خلال مبادرات سهلة نسبيّاً من شأنها أن تساعد في بناء الزخم للانتقال إلى حزمة المبادرات الأساسية التي تشكل الجزء الأكبر من برنامج الإصلاح، فضلاً عن إجراءات إضافية يجب دراستها بعناية قبل تنفيذها.

مكاسب سريعة

وفيما يتعلق بدائرة الضرائب، أشار التقرير إلى ثلاثة مكاسب سريعة، وهي الحاجة إلى البدء بتبادل البيانات مع إدارة الجمارك، ومعالجة التسّرب الضريبي من قبل كبار دافعي الضرائب، وإنتاج إحصاءات يمكن تحليلها لتعزيز تحصيل الضرائب.

وتالياً، تشمل المبادرات الأساسيّة معالجة مسألة استقالة الموظّفين وتوظيف أشخاص جدد، وخاصّة في دوائر تكنولوجيا المعلومات والتدقيق والتحصيل برواتب تتماشى مع أسعار السوق، وتحسين ظروف العمل، حيث إن المكاتب تعاني من انقطاع الكهرباء ومن نقص في الإمدادات وتجديد الهيكل التنظيمي الحالي الذي يقسّم مديريات الضرائب من خلال إنشاء إدارة ضريبية شبه مستقلة.

أما التدابير المضافة، فتشمل إعادة إطلاق مكتب كبار دافعي الضرائب، مع العلم بأنّ المعايير الحالية قد تآكلت بسبب التضخم، وتوسيعه ليشمل ضريبة القيمة المضافة أيضاً، وإنشاء مكتب إدارة الإصلاح لتنسيق الإصلاحات بين الإدارات المختلفة، ودمج دوائر الامتثال بين دائرتي الإيرادات وضريبة القيمة المضافة.

ودعت بعثة الصندوق إلى وضع استراتيجيّة امتثال خاصّة بالأزمة، ومعالجة التراكم في مكننة تقديم طلبات ضريبة الدخل الفردي مع التركيز على السنوات الأخيرة، وتحقيق استقرار في عمليّات تكنولوجيا المعلومات، واستئناف التبادل الدولي لضريبة الدخل الفردي، إضافة إلى أولويات القضاء على ازدواجية الوظائف من خلال حصر العمليّات في الإدارة المركزيّة، واستبدال نظام (SIGTAS) المعمول به، بواسطة نظام جديد لتكنولوجيا المعلومات يشمل الضرائب المباشرة وغير المباشرة.

وبما يتعلق بإدارة الجمارك، فإنّ المكاسب السريعة تتمحور حول تحقيق الاستقرار في دائرة تكنولوجيا المعلومات من خلال معالجة مشاكل التوظيف والتطبيق الصحيح للنظام الآلي للبيانات الجمركية (ASYCUDA) لمكافحة التلاعب في تقييم البضائع في الجمارك.

وعلق التقرير بالقول إنّ الأموال التي يستوجبها تحقيق الاستقرار في عمليات تكنولوجيا المعلومات يمكن توفيرها بسهولة، مشيراً في هذا الصدد إلى أن المجلس الأعلى للجمارك يدفع حاليّاً بدل إيجار بقيمة 340 ألف دولار، في حين لا يزال مبنى الجمارك المنشأ حديثاً في مرفأ بيروت شاغراً بسبب عدم وتوفير ما قيمته حوالي 30 ألف دولار من أثاث ومفروشات مكتبيّة وتوصيلات لشبكة الإنترنت لتجهيزه بالكامل.

مراجعة الرسوم

وتشمل المبادرات الأساسيّة إجراء مراجعة لرسوم الخدمات الجمركية، حيث إن كثيراً من الرسوم إما مجانيّة وإما بتكلفة أقل بكثير من تلك المطلوبة لتلبية هذه الرسوم، وتحديث قانون الجمارك ليتوافق مع المعايير الدولية، وإنشاء مكتب لإدارة الإصلاح ووحدة لإدارة المخاطر، وتعزيز عمليّات المراجعة التي تلي التخليص الجمركي.

وبخصوص التدابير المضافة، فهي توصي بحلّ مشاكل التوظيف، كما هي الحال مع إدارة الضرائب، وتحديث تنفيذ التعريفة الإلكترونية المستند حالياً إلى إصدار عام 2017، ليتحول إلى إصدار عام 2022، بينما توجب الأولويات إنشاء هيكل تنظيمي جديد، ونقل إدارة تكنولوجيا المعلومات الخاصة بنظام (ASYCUDA) التي تعمل حاليا تحت إشراف اللجنة العليا للجمارك إلى مدير عام الجمارك لتحسين الكفاءة وبعض الإصلاحات على جبهة الموارد البشرية.


في ذكرى تأسيسه الثامنة... «مسد» يدعو السوريين للجلوس على طاولة الحوار

اجتماعات أخيرة لمجلس «مسد» في مدينة الرقة السورية (الشرق الأوسط)
اجتماعات أخيرة لمجلس «مسد» في مدينة الرقة السورية (الشرق الأوسط)
TT

في ذكرى تأسيسه الثامنة... «مسد» يدعو السوريين للجلوس على طاولة الحوار

اجتماعات أخيرة لمجلس «مسد» في مدينة الرقة السورية (الشرق الأوسط)
اجتماعات أخيرة لمجلس «مسد» في مدينة الرقة السورية (الشرق الأوسط)

دعا «مجلس سوريا الديمقراطية» جميع الأطراف السورية للجلوس على طاولة الحوارات، والعمل على بلورة مشروع وطني ديمقراطي، والحفاظ على وحدة البلاد أرضاً وشعباً، والتمسك بالهوية الوطنية الجامعة، وفق دستورٍ عصري ونظام حكم لامركزي، لإنهاء الحرب والأزمة الدائرة منذ سنوات.

وقال المجلس في بيان نُشر على موقعه الرسمي، اليوم (الأحد)، بمناسبة مرور 8 سنوات على تأسيسه، إن «القوى الدولية المعنية بالملف السوري لم تتوافق بعد لحل الأزمة، لتتحّول سوريا إلى ساحة لتصفية الحسابات، وحروب بالوكالة، ومشاريع عابرة للجغرافيا ودخيلة على الهوية السورية».

من جهتها، تقول إلهام أحمد الرئيسة التنفيذية للمجلس لـ«الشرق الأوسط»، إن المطلوب من كل السوريين وبعد كل هذا العداء والإقصاء «الجلوس إلى طاولة الحوار طالما هناك يقين لدى كل القوى والأطراف السورية. إننا سنجلس يوماً ما على الطاولة نفسها، فلماذا نقصي بعضنا البعض، ونخلق كل هذا العداء؟». وحذرت من أن استمرار الحرب سيؤدي لمزيد من الدمار والخراب والتصدعات في جسم المجتمع السوري.

وشددت على أن «المفاوضات ستغلق الأبواب أمام سيناريوهات قد تكون كارثية أكثر مما عايشناه سابقاً، كما ستضع حداً للمأساة التي يعانيها السوريون أينما كانوا، سواء يعيشون بالداخل أو في الخارج».

تدريبات مشتركة لـ«قوات سوريا الديمقراطية» وقوات «التحالف الدولي» ضد «داعش» في ريف الحسكة (أ.ف.ب)

ويتبع المجلس تحالف «قوات سوريا الديمقراطية» العربية الكردية، التي تسيطر على مناطق في شمال وشمال شرقي سوريا، تدعمها قوات التحالف الدولية بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، في إطار مهامها لمحاربة تنظيم «داعش» شرقي سوريا.

وأكد البيان على أن قوات «قسد» تمكنت من تحرير مدن وبلدات الشمال والشمال الشرقي من البلاد، وشكلت هياكل مدنية تدير شؤونها، «في وقت تتعرّض فيها أجزاء من الشمال السوري للاحتلال التركي وسيطرة فصائل موالية لها ترتكب الجرائم بحق السوريين»، فيما ترزح بقية المحافظات السورية «تحت وطأة حكم مركزي مستبد»، في إشارة إلى المناطق الخاضعة لسيطرة النظام السوري.

يضم مجلس «مسد» 16 حزباً وتياراً سياسياً عربياً وكردياً ومن المكون السرياني الأشوري، إلى جانب شخصيات تكنوقراط. ولديه تفاهمات سياسية مع «هيئة التنسيق الوطنية» و«حزب الإرادة الشعبية». وأطلق العديد من المبادرات السياسية لوضع حد للحرب في سوريا، كما عقد جولات مباشرة مع ممثلين رسميين من الحكومة السورية في العاصمة دمشق منتصف 2018.

إلهام أحمد الرئيسة التنفيذية لمجلس سوريا الديمقراطية (الشرق الأوسط)

وعن موقفهم من النظام الحاكم، قالت القيادية الكردية إلهام أحمد: «دائماً كنا منفتحين على الحوار مع كل الأطراف السورية بما فيها النظام، شريطة أن تمتلك هذه الجهات قرارها السيادي»، لافتة إلى أن «النظام يتوهم بأنه سيعود لسابق عهده ساعياً لكسب الوقت، علماً بأن الظروف الدولية والإقليمية قد تغيرت». داعية دمشق إلى تقييم المبادرات السياسية السلمية والتجاوب معها لتشمل كل السوريين، بهدف التصالح والتوافق على مبادئ ضمان كرامة وحقوق الشعب السوري في إطار دستور جديد.

وحمّلت أحمد النظام الحاكم والمعارضة السورية، مسؤولية تجميد المحادثات الدولية الخاصة بحل النزاع السوري وعدم تطبيق القرار الأممي 2254، عازية السبب إلى «أن المسار الدولي قائم على الإقصاء. بمعنى آخر، هذه العملية لم تعد تجدي نفعاً بالنسبة لحل القضية السورية طالما أن هذا الإقصاء مستمر».

لقاء هيئة التفاوض السورية سبتمبر الماضي مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ومبعوثه إلى سوريا (حساب الهيئة)

وشددت إلهام على أن إصرار جميع الأطراف المشاركة بالعملية السياسية وتمسكها بالشكل القديم للمحادثات والآلية المتبعة في اختيار المنصات، «أديا بالمجمل إلى تجميد العملية السياسية وإفشال عمل اللجنة الدستورية. كما أن عدم تجاوب الطرفين (النظام والمعارضة) مع هذه العملية، نسف الجهود والمساعي الأممية».

وطالبت القيادية الكردية بضرورة إعادة هيكلية «هيئة التفاوض السورية» المعارضة، وإشراك جميع القوى والجهات السورية في العملية السياسية، وأخذ قرارات بما يتناسب مع الوضع الحالي، والضغط على حكومة دمشق للانخراط بشكل حقيقي وفعال في العملية السياسية، «لأنها لا تقبل بتغيير الدستور المعمول به حالياً». وشددت على أن الشعب الكردي جزء أصيل من الحالة الوطنية؛ مطالبة النظام والمعارضة «بعدم التعامل مع أكراد سوريا على أنهم جسم غريب، فنحن جزء أساسي من الحالة الوطنية، وننتمي لهذه الدولة، ونعيش على أرضنا منذ مئات السنين».

يذكر أن «مجلس سوريا الديمقراطية» تأسس بداية ديسمبر (كانون الأول) 2015، ويعد المظلة السياسية لقوات «قسد» التي تسيطر على ربع مساحة البلاد، لتكون ثاني قوى عسكرية مسيطرة على الأرض بعد قوات الجيش السوري، ولعبت رأس حربة وفاعلية في قتال تنظيم «داعش» خلال السنوات الأخيرة.

و«قسد» شريك رئيسي للتحالف الدولي وواشنطن في محاربة وملاحقة خلايا التنظيم النائمة.


توقف انقطاع الكهرباء خلال الانتخابات يثير تندر مصريين

رغم التوسع في إنشاء المحطات الكهربائية تواجه مصر أزمة في انتظام التيار الكهربائي (مجلس الوزراء المصري)
رغم التوسع في إنشاء المحطات الكهربائية تواجه مصر أزمة في انتظام التيار الكهربائي (مجلس الوزراء المصري)
TT

توقف انقطاع الكهرباء خلال الانتخابات يثير تندر مصريين

رغم التوسع في إنشاء المحطات الكهربائية تواجه مصر أزمة في انتظام التيار الكهربائي (مجلس الوزراء المصري)
رغم التوسع في إنشاء المحطات الكهربائية تواجه مصر أزمة في انتظام التيار الكهربائي (مجلس الوزراء المصري)

استقبل مصريون إعلان الحكومة، وقف العمل بخطة «تخفيف الأحمال» للتيار الكهربائي، خلال أيام الانتخابات الرئاسية، بسيل من التندر والسخرية عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة.

ومنذ أغسطس (آب) الماضي، تشهد مصر انقطاعات يومية بالتيار الكهربائي على خلفية نقص إمدادات الوقود المشغل لمحطات توليد الكهرباء، ما دفع الحكومة لإعلان خطة رسمية، تشمل معظم محافظات الجمهورية لتخفيف الأحمال لمدة ساعة أو ساعتين يومياً.

ومع انطلاق الانتخابات الرئاسية، الأحد، أوقفت الحكومة المصرية «قطع التيار عن المواطنين طوال فترة الانتخابات». ويستمر تصويت المصريين في الانتخابات حتى يوم الثلاثاء المقبل. وقال مصدر مسؤول بوزارة الكهرباء لـ«الشرق الأوسط»، إن «التعليمات الصادرة من مجلس الوزراء تتحدث عن إيقاف عملية تخفيف الأحمال بشكل كامل على مستوى الجمهورية اعتباراً من السبت (قبل الانتخابات بيوم) وحتى مساء الأربعاء المقبل، وهو الموعد المتوقع الانتهاء فيه من الفرز بمختلف اللجان».

وأكد المصدر أنه «لا توجد تعليمات بما إذا كان سيتم العودة لتخفيف الأحمال مرة أخرى أم لا».

وأعلن الإعلامي أحمد موسى عبر حسابه بموقع «إكس» الخبر، السبت، مبشّراً المواطنين بوقف انقطاع الكهرباء خلال الانتخابات.

ولاقت تدوينة موسى تفاعلاً كبيراً لمئات الآلاف من المتابعين، أبرزهم رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس، الذي تساءل عن عودة «ساعات الظلام» مرة أخرى بعد الانتخابات.

ودوّن حساب باسم «رنا» تعليقاً ساخراً على قصر وقف انقطاعات التيار الكهربائي خلال الانتخابات، قائلة: «ياريت تمددو الانتخابات 6 شهور».

وهي تدوينة تتشابه مع تعليق آخر لمحمود فتحي، الذي كتب يتحدث عن أمله في مد فترة التصويت.

وانتقدت المدونة أمل كمال نشر الخبر بهذه الطريقة.

لكن حساباً لسيدة تدعى شهيرة طاهرة، دافع عن القرار بالقول: «ينفع تروح لجنة تلاقي الكهربا قاطعة! 3 أيام الانتخابات ممنوع قطع الكهربا».

وهو المنطق الذي تبناه الفنان نبيل الحلفاوي في تدوينة كتبها عبر «إكس»، قائلاً: «يعني الناس تروح تنتخب يقولولهم الكهربا مقطوعة؟».

وشاركت مريم عبر حسابها في «إكس»، مؤكدة انتظام التيار الكهربائي من دون انقطاع، وأضافت: «الكهربا مقطعتش لتاني يوم على التوالي، أكيد أكيد ده من ضمن الدعاية للانتخابات بعدها هترجع تقطع».

ورغم توقع انتهاء الانقطاعات، في منتصف سبتمبر (أيلول) وفق تصريحات لرئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، مع بداية الأزمة، فإن تخفيف الأحمال تواصل حتى مطلع الشهر الحالي مع تفاوت في عدد ساعات انقطاع التيار، في وقت ساهم فيه فصل التيار الكهربائي لمدة ساعة يومياً بتوفير 300 مليون دولار قيمة الوفر في الوقود، وفق وسائل إعلام محلية.


السودان يطلب مغادرة 15 دبلوماسياً إماراتياً البلاد

قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان وقائد «قوات الدعم السريع» محمد حمدان حميدتي (أرشيفية)
قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان وقائد «قوات الدعم السريع» محمد حمدان حميدتي (أرشيفية)
TT

السودان يطلب مغادرة 15 دبلوماسياً إماراتياً البلاد

قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان وقائد «قوات الدعم السريع» محمد حمدان حميدتي (أرشيفية)
قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان وقائد «قوات الدعم السريع» محمد حمدان حميدتي (أرشيفية)

في مؤشر على أزمة دبلوماسية مرتقبة بين الخرطوم وأبوظبي، نقلت وكالة الأنباء السودانية الرسمية أن «وزارة الخارجية استدعت (الأحد) القائم بالأعمال بالإنابة لسفارة دولة الإمارات العربية المتحدة في السودان د. بدرية الشحي، وأبلغتها بقرار حكومة السودان إعلان 15 شخصاً من الدبلوماسيين العاملين في السفارة (أشخاصاً غير مرغوب فيهم)».

ووفق البيان، طلبت الخارجية السودانية من الدبلوماسية الإماراتية «إبلاغ حكومة بلادها قرار السودان، ومغادرة الدبلوماسيين الخمسة عشرة البلاد في غضون 48 ساعة».

وعلى صعيد آخر، وبعد يوم واحد من انعقاد القمة الطارئة لدول مجموعة الهيئة الحكومية للتنمية «إيغاد» المخصصة لبحث النزاع السوداني (السبت)، التي نقل بيانها الختامي تعهدات ببدء حوار سياسي ووقف غير مشروط للقتال، تجددت الاشتباكات والقصف بين الجيش و«قوات الدعم السريع» في أنحاء العاصمة الخرطوم. ووفق بيان «إيغاد» بشأن القمة التي عقدت في جيبوتي، فإن قائد الجيش، عبد الفتاح البرهان، وقائد «قوات الدعم السريع» محمد حمدان دقلو «حميدتي»، تعهدا بالاجتماع «وجهاً لوجه» في أقرب وقت ممكن، وقبولهما غير المشروط وقف إطلاق النار، وابتدار عملية سياسية تفاوضية لاستعادة «الانتقال المدني الديموقراطي». غير أن القتال بين طرفي الحرب تواصل (الأحد)، وشهدت بعض مناطق العاصمة الخرطوم عمليات قتال بري وقصفاً مدفعياً عنيفاً.

وقال البيان الختامي لقمة «إيغاد»، إن رئيس «مجلس السيادة الانتقالي» أعلن «التزامه غير المشروط، وحل النزاع بين الجيش و(قوات الدعم السريع) عبر الحوار السياسي». وللمرة الأولى، كشف البيان عن إجراء مكالمة هاتفية بين رؤساء دول «إيغاد» وقائد «قوات الدعم»، أبدى فيها الأخير قبوله «الوقف غير المشروط لإطلاق النار، ولقاء قائد الجيش البرهان وجهاً لوجه، وإنهاء النزاع عن طريق الحوار».

ووفقاً للبيان الختامي، «أقرت قمة (إيغاد) تشكيل آلية دولية موسعة، مهمتها استعادة التحول المدني الديموقراطي بعد وقف الحرب، ودعم (خريطة الطريق) الأفريقية المقترحة لوقف الاقتتال في السودان، التي تنص على دمج (منبر جدة) ورؤى (إيغاد) من أجل وقف الحرب، وابتدار العملية السياسية التي تنتقل بموجبها السلطة للمدنيين».

جانب من القمة الطارئة لمجموعة «إيغاد» (موقع إيغاد على منصة إكس)

من جهته، أكد السكرتير التنفيذي لـ«إيغاد» ورقني جبيهو، ما ورد في البيان الختامي، على صفحته بمنصة «إكس»، وأن القمة «حصلت على تعهدات الطرفين المتقاتلين في السودان بالجلوس إلى بعضهما البعض على الفور، ووقف إطلاق غير مشروط». وفي رسالة وجهها حميدتي للقمة اقترح «وقف الأعمال القتالية لمدة شهر قابلة للتجديد، حتى الوصول لوقف إطلاق نار دائم، بيد أنه اشترط تنفيذ تدابير بناء الثقة، وعلى رأسها (القبض على رموز النظام السابق الهاربين من السجون)».

مطالبات أميركية

ميدانياً، ذكرت مصادر وشهود عيان أن مناطق محيط القيادة العامة للجيش وسط الخرطوم، وقيادة «سلاح المدرعات» جنوباً، شهدت تبادل القصف المدفعي، وشوهدت ألسنة الدخان تغطي المكانين، فيما شهدت منطقة شمال أم درمان تبادلاً للقصف المدفعي والقذائف الصاروخية، تأثرت بها أحياء المدينة، ومناطق شمال الخرطوم بحري، فضلاً عن عمليات قتال بري واشتباكات عنيفة بين القوتين في منطقة أم بدة غرب الخرطوم، واستهداف الطيران الحربي لقوات الدعم السريع في منطقة الباقير جنوب الخرطوم. في غضون ذلك طالبت السفارة الأميركية في الخرطوم، في بيان (الأحد)، طرفي القتال، بوقفه، وضمان احترام حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي، ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات، والتقيد بالتزاماتهما بتقديم المساعدات الإنسانية والشروع في بناء الثقة من أجل وقف مستدام للأعمال العدائية.

من جهتها، انتقدت «الدعم السريع»، بشدة، في بيان (الأحد)، اتهامات أميركية لقواتها والميليشيات المتحالفة معها بارتكاب جرائم منها «ترويع النساء والفتيات، والعنف الجنسي»، مشيرة إلى أن هذه «الاتهامات والمزاعم» لا تستند إلى معلومات دقيقة.

وقالت «قوات الدعم» في بيان إنها «تتعامل بجدية مع المزاعم الأميركية، والتعاون مع أي لجنة تحقيق، وتوفير الحماية لها». ووصفت بيان الخارجية بأنه «تجاوز حقيقة أن عناصر (نظام المؤتمر الوطني الإرهابي) التي تسيطر على القوات المسلحة السودانية تقف وراء إشعال الحرب للعودة إلى السلطة، وقطع الطريق أمام الانتقال المدني الديمقراطي في البلاد».

الصليب الأحمر

على صعيد قريب، قالت القوات المسلحة السودانية (الأحد)، إن عدداً من موظفي «الصليب الأحمر» تعرضوا لإصابات جراء إطلاق نار على موكب مخصص لإخلاء مدنيين، من بينهم أجانب من جنسيات مختلفة من «كنيسة القديسة مريم» بمنطقة الشجرة جنوب العاصمة الخرطوم.

وأوضح البيان أن «ممثلي (الصليب الأحمر) لم يلتزموا بخط سير الموكب المتفق عليه والمحدد عبر عدد من النقاط وإلى نقطة التسليم»، وذكر أن «الموكب حضر برفقة عربة مسلحة تتبع للمتمردين (الدعم السريع) وعليها طاقم مدفع رشاش 712 ملم اقتربت من مواقعنا الدفاعية، مما أدى إلى تعرض الموكب لإطلاق النار، وحدوث عدد من الإصابات بين ممثلي المنظمة».

وأبدت «القوات المسلحة» أسفها لهذا الحادث الذي وقع «نتيجة لعدم التزام ممثلي المنظمة بنقاط التنسيق التي تم الاتفاق عليها». مشددة على «أهمية التقيد بأي ترتيبات مسبقة يجري الاتفاق حولها لتفادي تعريض حياة المعنيين للخطر».

من جهتها، أدانت «قوات الدعم» الهجوم الذي وصفته بـ«الإرهابي»، وقالت إن «(ميليشيا البرهان)، و(كتائب المؤتمر الوطني المتطرفة) أطلقت النار على وفد (اللجنة الدولية للصليب الأحمر)»، وقالت إنه أسفر عن «قتلى وجرحى حالة اثنين منهم خطرة، ومن بينهم سيدتان من جنسيات أجنبية».


التمديد لقائد الجيش اللبناني يهدد تحالف «حزب الله» - «الوطني الحر»

العماد جوزيف عون
العماد جوزيف عون
TT

التمديد لقائد الجيش اللبناني يهدد تحالف «حزب الله» - «الوطني الحر»

العماد جوزيف عون
العماد جوزيف عون

لم تشهد العلاقة بين «التيار الوطني الحر» و«حزب الله» عدم استقرار كالذي تشهده منذ انتهاء ولاية رئيس الجمهورية اللبنانية السابق ميشال عون، في أكتوبر (تشرين الأول) 2022؛ استحقاقات كثيرة خلال عام افترق خلالها الطرفان اللذان يُفترض أنه يجمعهما تفاهم سياسي متين منذ عام 2006، وآخرها استحقاق التصدي للشغور في قيادة الجيش، مع اقتراب موعد إحالة القائد الحالي، العماد جوزيف عون، إلى التقاعد.

فبعد أشهر من الصمت المطبق في مقاربة هذا الملف من قبل الحزب مقابل إعلان واضح وصريح من «التيار» برفض تمديد ولاية عون، يبدو واضحاً أن «حزب الله» يتجه لتغطية تأجيل التسريح الذي تؤيده معظم القوى السياسية الأخرى، والذي يُفترض أن يحصل خلال جلسة تشريعية تُعقد هذا الأسبوع؛ ما من شأنه أن يزيد الهوة بينه وبين «التيار» الذي صعّد كثيراً بوجه القائد الحالي في الآونة الأخيرة، علماً بأن الرئيس السابق ميشال عون هو الذي كان قد اقترح اسمه للقيادة، وساهم بإيصاله إلى اليرزة (مقر وزارة الدفاع اللبنانية).

إلا أن الخلافات المتمادية بين عون وباسيل أدَّت لتردي العلاقة بين الطرفين وصولاً لانقطاعها، وتحولهما عدوين لدودين، خصوصاً مع شغور سدة رئاسة الجمهورية وعدّ باسيل عون منافساً رئيسياً له لتولي سدة الرئاسة.

وتعدّ مصادر قريبة من الحزب أن «الخلاف الأساسي اليوم هو بين رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي يؤيد التمديد لعون، والنائب جبران باسيل الذي يرفضه تماماً. ونحن حاولنا الوصول إلى حل يرضي الجميع؛ سواء كان بالتعيين أو التمديد، إلا أن ذلك متعذَّر حتى الساعة»، لافتة في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أنه «مع ضيق المُهَل واقتراب موعد انتهاء ولاية العماد عون، يبقى تأجيل التسريح عبر المجلس النيابي الخيار الأخير للتصدي لشغور في قيادة الجيش نرفضه وترفضه كل القوى السياسية تماماً».

ويبدو أن الحوار والنقاش بين «التيار» والحزب في هذا الملف متوقّف؛ إذ يقول النائب في «تكتل لبنان القوي» جيمي جبور أن «موقف التيار من التمديد معلَن وواضح؛ بالرفض، ولا حاجة للحوار مع الأطراف السياسية المختلفة إلا في إطار إيجاد المخارج لعدم إيقاع قيادة الجيش في أي فراغ. ونحن سبق أن أعلنّا عن وجود حلول عديدة غير مخالفة للقوانين وتجاوز حد السلطة في فرض تمديد غير قانوني ولا يراعي مصلحة الجيش وضباطه وقيادته»، لافتاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أنه «بخصوص ما هو مطروح اليوم من عرض لاقتراحات قوانين متعلقة برفع سن التقاعد؛ فالأمر يعود بتُّه للمجلس النيابي في حال عرضه على جلسة عامة، وهذا لا يغير بموقفنا شيئاً، ما دمنا ملتزمين بعدم التشريع لمصلحة أشخاص محددين سلفاً».

من لقاء سابق بين النائب جبران باسيل ومسؤولين في «حزب الله» (مواقع التواصل)

وعن سبب تعاطي التيار مع معركة عدم التمديد بوصفها معركة وجودية، يوضح جبور أن «المسألة ليست معركة حياة أو موت، إنما هي موقف ومحطة عادية، وليست المرة الأولى والوحيدة التي نتباين فيها مع (حزب الله)، إنما سبقها، وقد يلحق بها، تباينات عديدة، حسب الرؤية والنظرة إلى الأمور، وللرأي العام الحكم لاحقاً على مواقف جميع القوى السياسية سلباً أم إيجاباً».

وتشير مصادر «الوطني الحر» إلى أنه «لو أراد الحزب حقيقة عدم التمديد؛ فهو قادر على عدم تأمين نصاب الجلسة التشريعية»، مشيرة في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «سيره بالتمديد أمر متوقَّع من قِبَلنا، وأصلاً لم نعد نتكل على الحزب، وباتت العلاقة معه بإطار تقاطع المصالح».

واتهم باسيل قائد الجيش قبل فترة بأنه «يخالف قوانين الدفاع والمحاسبة العمومية، ويأخذ بالقوة صلاحيات وزير الدفاع، ويتصرف على هواه بالملايين بصندوق للأموال الخاصة وبممتلكات الجيش». ويأخذ عليه أيضاً أداءه خلال «انتفاضة 17 تشرين» عام 2019، كما اتهمه بالتراخي والتلكؤ في فتح الطرقات، وحمَّله مسؤولية توسيع رقعة الاحتجاجات وإطالة أمدها، مما أدى إلى التضييق على العهد وإضعافه.

كذلك يتهم العونيون قائد المؤسسة العسكرية بخضوعه لضغوط غربية للتشدد بمكافحة عمليات التهريب التي تحصل انطلاقاً من الشواطئ اللبنانية إلى أوروبا، مقابل التراخي بضبط الحدود البرية سامحاً لآلاف النازحين السوريين بالانتقال من سوريا إلى لبنان، إلا أن مؤيدين وقريبين من العماد عون يضعون كل هذه الاتهامات في خانة محاولة باسيل تصفية حسابات شخصية، والسعي لتقليص حظوظه الرئاسية.


آلاف المغاربة شاركوا في مسيرة بالرباط لوقف العدوان على غزة وإنهاء التطبيع

من الشعارات التي رُفعت ضد التطبيع في المسيرة (الشرق الأوسط)
من الشعارات التي رُفعت ضد التطبيع في المسيرة (الشرق الأوسط)
TT

آلاف المغاربة شاركوا في مسيرة بالرباط لوقف العدوان على غزة وإنهاء التطبيع

من الشعارات التي رُفعت ضد التطبيع في المسيرة (الشرق الأوسط)
من الشعارات التي رُفعت ضد التطبيع في المسيرة (الشرق الأوسط)

شارك الآلاف من المغاربة، صباح الأحد، في مسيرة شعبية لإدانة العدوان على غزة. وانطلقت المسيرة من وسط العاصمة في منطقة باب الحد، لتمرّ عبر شارع محمد الخامس؛ حيث يوجد مقر البرلمان.

وردّد المتظاهرون، الذين قدموا من مدن مختلفة، شعارات تندِّد بالعدوان الإسرائيلي على غزة، وحملوا لافتات تدعو لوقف الحرب، في حين ردَّد مشاركون شعارات تطالب بوقف التطبيع.

من الشعارات التي رُفعت ضد التطبيع في المسيرة (الشرق الأوسط)

وشارك في المسيرة شخصيات من عدة هيئات سياسية ونقابية وحقوقية، منها «حزب العدالة والتنمية» (معارضة نيابية)، و«حزب فيدرالية اليسار الديمقراطي»، و«الحزب الاشتراكي الموحد» (يسار)، و«المبادرة المغربية للدعم والنصرة»، و«الكونفدرالية الديمقراطية للشغل»، و«الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب»، و«حركة التوحيد والإصلاح».

وأعلن عبد القادر العلمي، منسق «مجموعة العمل من أجل فلسطين»، خلال كلمة له في المسيرة، إطلاق مبادرة لجمع توقيعات المواطنين؛ «قصد مطالبة الحكومة بوقف اتفاقية التطبيع مع إسرائيل». ووضع المشاركون في المسيرة أماكن خاصة بالتوقيعات على العريضة، التي جرى وضعها في إطار القانون المتعلق بالعرائض والملتمسات، والذي ينص على إمكانية جمع 40 ألف توقيع على الأقل، قصد إيداع الطلب لدى رئيس الحكومة.

تظاهرة الرباط ضد العدوان على غزة ورفض التطبيع (الشرق الأوسط)

المسيرة التي رفعت شعار «ضد محرقة غزة... ومن أجل إسقاط التطبيع»، دعت لها «مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين»، بالتزامن مع «اليوم العالمي لحقوق الإنسان»، الذي يصادف 10 ديسمبر (كانون الأول) من كل عام.

وقالت المجموعة، في بيان، إن هذه المسيرة تأتي «ضد محرقة غزة، ومن أجل إسقاط تطبيع الدولة المغربية مع إسرائيل». واعتبرت المجموعة أن المسيرة «استكمال للفعاليات الشعبية التي تنظمها مجموعة العمل الوطنية من أجل دعم الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة في معركة طوفان الأقصى المجيدة».


موسكو: محادثات السلام بيد كييف

أقارب جنود أوكرانيين أسرتهم روسيا يحملون صورهم وملصقات تطالب بإطلاق سراحهم خلال تجمع وسط كييف الأحد (أ.ب)
أقارب جنود أوكرانيين أسرتهم روسيا يحملون صورهم وملصقات تطالب بإطلاق سراحهم خلال تجمع وسط كييف الأحد (أ.ب)
TT

موسكو: محادثات السلام بيد كييف

أقارب جنود أوكرانيين أسرتهم روسيا يحملون صورهم وملصقات تطالب بإطلاق سراحهم خلال تجمع وسط كييف الأحد (أ.ب)
أقارب جنود أوكرانيين أسرتهم روسيا يحملون صورهم وملصقات تطالب بإطلاق سراحهم خلال تجمع وسط كييف الأحد (أ.ب)

أكدت موسكو أن احتمال إجراء محادثات سلام لإنهاء الحرب مع كييف لا تزال «بيد الأوكرانيين»، وتحدثت في المقابل عن تكبيدها خسائر كبيرة في صفوف الجيش الأوكراني خلال الساعات الـ24 الماضية.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الأحد إن الغرب يحاول إنهاك روسيا في أوكرانيا، وإنه إذا جرت محادثات سلام فسيتعين على كييف تغيير مرسومها الرئاسي. وسئل لافروف عن الحرب فقال: «الأمر بيد الأوكرانيين لإدراك مدى عمق الحفرة التي وضعهم فيها الأميركيون». وفي رده على سؤال بشأن فرص الدبلوماسية في تحقيق وقف لإطلاق النار أو السلام، قال: «عليكم الاتصال بالسيد (الرئيس فولوديمير) زيلينسكي لأنه وقّع قبل عام ونصف العام مرسوما يحظر أي مفاوضات مع (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين»، حسبما نقل وكالة «رويترز».

وتطرّق لافروف إلى موقف الغرب الداعم لكييف منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير (شباط) 2022، فقال إن الغرب تجاهل كل ما حدث في أوكرانيا قبل فبراير 2022.

ميدانياً، ذكرت وزارة الدفاع الروسية، الأحد، أن القوات الروسية كبّدت القوات الأوكرانية خسائر بلغت نحو 60 جنديا وأسرت جنديين في منطقة خيرسون في إطار العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا خلال الـ24 ساعة الماضية. وقالت الوزارة، في بيان: «في اتجاه خيرسون، تكبدت أوكرانيا خسائر بلغت 40 جنديا وثلاث مركبات جراء الأضرار الناجمة عن القوة النارية المشتركة»، حسبما ذكرت وكالة أنباء «تاس» الروسية. وأوضح البيان أن «الجيش الروسي ألحق، بدعم من المدفعية والطيران، أضرارا في جانب العدو في منطقة خيرسون قرب مستوطنة جافريلوفكا». وأضاف البيان أن «خسائر العدو بلغت نحو 60 جنديا ومركبتين ومنظومة مدفعية ذاتية الدفع من طراز (فوزديكا)، فضلا عن استسلام جنديين أوكرانيين». ولم يتسن التحقق من هذه الأرقام من مصادر مستقلة.

بدورها، قالت القوات الأوكرانية إنها قصفت أراضي منطقة دونيتسك، المعلنة جمهورية شعبية من جانب واحد، 18 مرة خلال الـ24 ساعة الماضية، مما أدى إلى إصابة سبعة مدنيين في دونيتسك. وقالت بعثة دونيتسك التابعة للمركز المشترك للسيطرة على جرائم الحرب الأوكرانية وتنسيق القضايا المرتبطة بها، في بيان «على مدى الـ24 ساعة الماضية، سجلت البعثة 18 واقعة قصف أوكراني. وأصيب سبعة مدنيين في منطقتي كيروف وبيتروفسكي في دونيتسك»، وفقا لوكالة «تاس» الروسية. كما قصفت القوات الأوكرانية ثلاثة تجمعات سكنية في دونيتسك: جورلوفكا وياسينوفاتايا وماكييفكا. وتم إطلاق نحو 48 قذيفة من ذخائر مختلفة. ولحقت عدة أضرار بمبنيين سكنيين في منطقة كويبيشيفسكي في دونيتسك، بالإضافة إلى منشأة للبنية التحتية المدنية.

في سياق متصل، انتقدت الخارجية الروسية السفير الألماني، ألكسندر غراف لامبسدورف، بسبب إحيائه ذكرى ضحايا الحرب ودعوته للسلام، خلال حفل موسيقي أقيم في إحدى كنائس موسكو بمناسبة عيد الميلاد.

وكان السفير الألماني لدى روسيا ألكسندر غراف لامبسدورف قد انتهز مشاركته في حفل كبير أقيم في إحدى كنائس العاصمة الروسية موسكو بمناسبة عيد الميلاد للحديث عن ضحايا الحرب الروسية على أوكرانيا. وقال الدبلوماسي الألماني أمام مئات من حضور الحفل السبت إن عيد الميلاد الوشيك يعد مناسبة لتذكر ضحايا الحروب بغض النظر عن جنسياتهم ومعتقداتهم، ومن ذلك الحرب على أوكرانيا والحرب في الشرق الأوسط. وأضاف لامبسدورف «نعرف أن الحرب ليست حتمية، فالناس والشعوب والقوميات يمكنها أن تتوصل إلى اتفاق سلمي في القضايا الصعبة أيضا إذا توافرت الإرادة لهذا». وتابع: «يمكننا ويجب علينا أن نتوصل معا إلى حل سلمي رغم كل الاختلافات في المصالح والقناعات»، مشيرا إلى أن عيد الميلاد هو عيد السلام «ونحن عازمون على العمل من أجل السلام أيضا في العام المقبل».

وجاءت هذه التصريحات للسياسي الألماني خلال الحفل التقليدي الذي أصبح من الأحداث الكبرى النادرة التي لا يزال يلتقي فيها ألمان وروس، وأقيم الحفل في كاتدرائية «الحَبَل بلا دنس» للسيدة مريم العذراء. وأثارت تصريحات الدبلوماسي انتقادا حادا من المتحدثة باسم وزارة الشؤون الخارجية، ماريا زاخاروفا. وكتبت المتحدثة على حسابها على قناة «تلغرام»، الليلة الماضية «من المؤسف أن السفير الألماني نسي أن يشكر حكومته، على نقل الأسلحة بانتظام إلى أراضي الصراع الأوكراني». وكانت العلاقات الألمانية - الروسية تردت بسبب الحرب التي بدأت روسيا في شنها على أوكرانيا في فبراير 2022.

من جانبه، دعا كاهن أبرشية الروم الكاثوليك بالعاصمة الروسية كيريل جوربونوف إلى تعايش سلمي، لافتا إلى أنه لا ينبغي للألمان والروس أن يسمحوا للشر بأن يقسمهم.


«حرب غزة» حاضرة في الانتخابات المصرية

فريد زهران يدلي بصوته في الانتخابات وعلى كتفه «الشال» الفلسطيني (صفحة حملته على «فيسبوك»)
فريد زهران يدلي بصوته في الانتخابات وعلى كتفه «الشال» الفلسطيني (صفحة حملته على «فيسبوك»)
TT

«حرب غزة» حاضرة في الانتخابات المصرية

فريد زهران يدلي بصوته في الانتخابات وعلى كتفه «الشال» الفلسطيني (صفحة حملته على «فيسبوك»)
فريد زهران يدلي بصوته في الانتخابات وعلى كتفه «الشال» الفلسطيني (صفحة حملته على «فيسبوك»)

فرضت أحداث الحرب في غزة نفسها أمام مراكز الاقتراع في انتخابات الرئاسة المصرية التي انطلقت الأحد داخل مصر، وتستمر لمدة 3 أيام، عبر تصريحات، وحضور العلم والشال الفلسطيني أمام اللجان وداخلها.

وأدلى المرشح الرئاسي فريد زهران، رئيس حزب «المصري الديمقراطي الاجتماعي»، بصوته في الانتخابات، واضعاً الشال الفلسطيني على كتفه، ما جعله يتصدر «الترند» على «إكس»، وجاءت التعليقات على المشهد متنوعة، منها تعليق أحمد صالح، الذي نشر على صفحته بمنصة «إكس» صورة المرشح الرئاسي، وهو يدلي بصوته وعلى كتفه الشال الفلسطيني، وكتب: «فريد زهران داعماً لقطاع غزة، ذهب للتصويت بالشال... علم فلسطين».

كما أدلى المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، أحمد أبو زيد، بصوته في لجنة فرعية بحي العجوزة (غرب القاهرة) تقع - للمصادفة - في شارع يحمل اسم «خان يونس» (على اسم المنطقة الشهيرة التي تعرضت للقصف في قطاع غزة خلال الأيام الماضية). وذكر متحدث «الخارجية المصرية» أن «هذه المصادفة تعد تذكرة لنا جميعاً بمعاناة الشعب الفلسطيني الشقيق في قطاع غزة»، مشيراً إلى «حجم المأساة الإنسانية في القطاع»، مشدداً على «مسؤولية المجتمع الدولي عن وقف هذه الحرب والاعتداءات والانتهاكات اليومية للقانون الدولي ضد أبناء الشعب الفلسطيني»، وفق ما نقلت «وكالة أنباء الشرق الأوسط» الرسمية في مصر.

وعدّ نائب مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أيمن عبد الوهاب، أن «قضية غزة وما يحدث فيها من جرائم حرب، لها انعكاساتها المباشرة على المجتمع المصري». وأوضح لـ«الشرق الأوسط» أن «القضية تحمل تهديداً للأمن القومي المصري، ما يعزز من أهمية حضورها في المشهد الانتخابي»، مضيفاً أن «مرشحي الرئاسة تحدثوا عن (القضية) في برامجهم وحملاتهم الانتخابية»، وأكدوا على «ثبات الموقف المصري تجاه القضية الفلسطينية بشكل عام، وتجاه غزة بشكل خاص».

وتجرى انتخابات الرئاسة داخل مصر وفقاً للجدول الزمني المقرر من الهيئة الوطنية للانتخابات أيام 10 و11 و12 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، ويبدأ التصويت داخل اللجان من التاسعة صباحاً وحتى التاسعة مساء.

حطام يتناثر وسط انفجار خلال ما يقول الجيش الإسرائيلي إنها عملية في خان يونس قبل يومين (رويترز)

ويرى عضو هيئة الاستشاريين بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، عزت إبراهيم، أن «غزة حاضرة بقوة في الانتخابات المصرية؛ لأنها تمثل قضية أمن قومي، ورابطاً وجدانياً وقومياً بالقضية الفلسطينية على مدى 80 عاماً». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «الظرف الحالي واستمرار العدوان الإسرائيلي على القطاع يضع الأوضاع هناك في مقدمة أولويات المرشحين». وأوضح أنه «ليس مستغرباً أن يقوم زهران بارتداء الكوفية الفلسطينية؛ لأنه ينتمي إلى تيار يساري يعد القضية الفلسطينية ذات أولوية وطنية».

في السياق، رصدت وسائل إعلام محلية حضور العلم الفلسطيني أمام لجان الانتخابات في عدد من المحافظات المصرية، فأمام إحدى اللجان الفرعية ظهرت سيدة ترتدي علم مصر ورفعت علم فلسطين، بحسب ما نشره أحد المواقع المصرية، في حين نشر موقع آخر صورة لسيدة عجوز تحمل العلم المصري، وتمسك بعلم فلسطين مكتوب عليه: «فلسطين حرة».


قادة غرب أفريقيا يبحثون الانقلابات العسكرية والأزمة الأمنية

جانب من الاجتماع بين قادة «إيكواس» في أبوجا الأحد (أ.ف.ب)
جانب من الاجتماع بين قادة «إيكواس» في أبوجا الأحد (أ.ف.ب)
TT

قادة غرب أفريقيا يبحثون الانقلابات العسكرية والأزمة الأمنية

جانب من الاجتماع بين قادة «إيكواس» في أبوجا الأحد (أ.ف.ب)
جانب من الاجتماع بين قادة «إيكواس» في أبوجا الأحد (أ.ف.ب)

أجرى قادة المجموعة الاقتصادية لغرب أفريقيا (إيكواس) محادثات، في العاصمة النيجيرية أبوجا الأحد، بشأن منطقتهم التي تعاني أزمة متفاقمة بعد تولي عسكريين الحكم في أربع دول، وتزايد المخاطر بسبب الهجمات الإرهابية في منطقة الساحل، كما ذكرت وكالة «الصحافة الفرنسية».

وبعد الانقلابات في مالي وبوركينا فاسو وغينيا والنيجر منذ عام 2020، شهد البلدان العضوان في «إيكواس» سيراليون وغينيا بيساو محاولتين انقلابيتين في الأسابيع الأخيرة. كما أدّى الانسحاب العسكري الفرنسي من منطقة الساحل على طول الصحراء الكبرى إلى زيادة المخاوف بشأن توسع نشاط التنظيمات الإرهابية جنوبا إلى غانا وتوغو وبنين وساحل العاج الواقعة في منطقة خليج غينيا.

انقلاب النيجر

وانصبّ الاهتمام الدولي على الانقلاب الأخير في النيجر في يوليو (تموز)، بعد أن أطاح عسكريون الرئيس محمد بازوم، وفرضت المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا عقوبات صارمة عليها وأوقفت التجارة معها. وطالبت النيجر، فرنسا الشريك الرئيسي في الحرب ضد التنظيمات الإرهابية في منطقة الساحل، بمغادرة القوات المتمركزة في نيامي، في حين لا تزال للولايات المتحدة قوات في البلاد.

من جانبها، تدعو «إيكواس» إلى عودة بازوم فوراً إلى السلطة، لكنّ حكام النيجر أبقوا الرئيس المخلوع رهن الاحتجاز واقترحوا فترة انتقالية تصل إلى ثلاث سنوات قبل تسليم السلطة لمدنيين.

صورة جماعية لقادة «إيكواس» في أبوجا الأحد (أ.ف.ب)

وقال رئيس مفوضية «إيكواس»، عمر توراي، في مستهل القمة في أبوجا: «للأسف أبدت السلطات العسكرية القليل من الندم، بينما تتمسك بمواقفها التي لا يمكن الدفاع عنها، واحتجزت ليس فقط الرئيس بازوم وعائلته وأعضاء حكومته رهائن، بل كذلك شعب النيجر». وأضاف توراي أنّ المجموعة الاقتصادية تعترف بالوضع «الإنساني المتردي» في النيجر، لكنه اتهم حكام نيامي بالتدخل في إدارة المساعدات المسموح بدخولها إلى البلاد. وفي مؤشر محتمل إلى استمرار الموقف المتشدد تجاه نيامي، حضر رئيس وزراء النيجر المنفي أوحمدو محمدو قمّة أبوجا.

محاولة وساطة

وفي وقت سابق من هذا الشهر، قالت نيجيريا إنها طلبت من نظام النيجر إطلاق سراح بازوم والسماح له بالسفر إلى دولة ثالثة، تمهيدا لفتح محادثات بشأن رفع العقوبات. لكنّ القادة العسكريين في النيجر رفضوا البادرة، وطلبوا من رئيس توغو فور غناسينغبي التوسط في الخلاف. وقبل قمة «إيكواس»، قام القائد العسكري للنيجر الجنرال عبد الرحمن تياني وبعض وزرائه بزيارة توغو الجمعة لتعزيز العلاقات الثنائية. وقال مصدر دبلوماسي توغولي إن «تياني مستعد لبحث مدة الفترة الانتقالية ووضع بازوم». في الأثناء، لم تستبعد «إيكواس» خيار التدخل العسكري في النيجر، رغم أن المحللين يقولون إن ذلك يبدو مستبعدا.

خطط انتقال «واقعية»

ويتولى الرئيس النيجيري بولا أحمد تينوبو الرئاسة الدورية للمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، التي دعت إلى قمتها مساعدة وزير الخارجية الأميركي للشؤون الأفريقية مولي فيي، لمناقشة سبل دعم عودة النيجر إلى الحكم الديمقراطي وأمن منطقة الساحل.

انطلاق القافلة العسكرية الفرنسية من النيجر باتجاه تشاد في 10 أكتوبر الماضي (إ.ب.أ)

وتناقش القمة العادية أيضا عمليات الانتقال المؤجلة أو المعلقة إلى الحكم المدني، وإجراء الانتخابات، في كل من مالي وبوركينا فاسو وغينيا والنيجر. ودعا تينوبو إلى «إعادة التعامل مع الدول الخاضعة للحكم العسكري على أساس خطط انتقالية واقعية وقصيرة الأمد».

ومنذ أن بدأت القوات الفرنسية مغادرة المنطقة، عززت الأنظمة العسكرية في النيجر ومالي وبوركينا فاسو مواقفها، وأسست «تحالف دول الساحل». وقال تينوبو أمام القمة «يبدو أنّ هذا التحالف الوهمي يهدف إلى صرف الانتباه عن سعينا المشترك نحو الديمقراطية والحكم الرشيد». وفي الشهر الماضي، اقتحم مسلحون مواقع عسكرية وسجونا ومراكز شرطة في سيراليون، العضو في المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، فيما وصفته الحكومة بمحاولة انقلاب خلّفت 21 قتيلا. وبعد أسبوع، أعلنت غينيا بيساو أيضا إحباط محاولة انقلاب، بعد اشتباكات بين الحرس الوطني والقوات الخاصة التابعة للحرس الرئاسي.


«الصحة العالمية» تعتمد قراراً يدعو لإرسال مساعدات فورية لغزة

فلسطينيون أمام مركز أممي لتوزيع الطحين في غزة (أ.ب)
فلسطينيون أمام مركز أممي لتوزيع الطحين في غزة (أ.ب)
TT

«الصحة العالمية» تعتمد قراراً يدعو لإرسال مساعدات فورية لغزة

فلسطينيون أمام مركز أممي لتوزيع الطحين في غزة (أ.ب)
فلسطينيون أمام مركز أممي لتوزيع الطحين في غزة (أ.ب)

اعتمد المجلس التنفيذي لـ«منظمة الصحة العالمية»، الأحد، بالإجماع قراراً يدعو لإرسال مساعدات فورية إلى غزة؛ لمواجهة الوضع الصحي المتدهور في القطاع الفلسطيني.

وبعدما فشل «مجلس الأمن الدولي» في الدعوة لوقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحركة «حماس»، بعد استخدام الولايات المتحدة حقّ النقض، تبنّت الدول الـ34 الأعضاء في المجلس التنفيذي للمنظمة، بالإجماع قراراً يدعو إلى «مرور فوري ودون عوائق للمساعدات الإنسانية» إلى قطاع غزة.

وقال المدير العام للمنظمة، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، اليوم، إنه سيكون مِن شبه المستحيل تحسين الوضع الصحي «الكارثي» في غزة، حتى بعد إقرار مقترح عاجل للمنظمة بإدخال مزيد من الإمدادات والأطقم الطبية. وأضاف، في تصريحات أمام المجلس التنفيذي للمنظمة المكوَّن من 34 عضواً في جنيف، أن الاحتياجات الطبية في غزة ازدادت وتفاقم خطر الأمراض، بينما تقلَّص النظام الصحي إلى الثلث، مقارنة بما كان عليه قبل الصراع.

ولفت غيبريسوس إلى أنه سيكون من الصعب تلبية طلبات المجلس التنفيذي، في ظل الوضع الأمني على الأرض، وأضاف أنه يأسف بشدة؛ لأن «مجلس الأمن»، التابع للأمم المتحدة، لم يتمكن من الاتفاق على قرار بوقف إطلاق النار بعد استخدام الولايات المتحدة حق النقض «الفيتو». وتابع: «إعادة تزويد المرافق الصحية بالإمدادات أصبح صعباً جداً ومهدَّداً بشدة بسبب الوضع الأمني على الأرض، وعدم كفاية إعادة الإمداد من خارج غزة».