حرب السودان تستعر... وغموض في الميدان

صراع على مقر قيادة الجيش ومئات القتلى والجرحى > اتصال سعودي مع البرهان و{حميدتي} > القاهرة وجوبا تعرضان الوساطة

تصاعد ألسنة الدخان فوق المباني القريبة من مقر قيادة الجيش السوداني وسط الخرطوم مع احتدام القتال أمس للسيطرة عليه (أ.ف.ب)
تصاعد ألسنة الدخان فوق المباني القريبة من مقر قيادة الجيش السوداني وسط الخرطوم مع احتدام القتال أمس للسيطرة عليه (أ.ف.ب)
TT
20

حرب السودان تستعر... وغموض في الميدان

تصاعد ألسنة الدخان فوق المباني القريبة من مقر قيادة الجيش السوداني وسط الخرطوم مع احتدام القتال أمس للسيطرة عليه (أ.ف.ب)
تصاعد ألسنة الدخان فوق المباني القريبة من مقر قيادة الجيش السوداني وسط الخرطوم مع احتدام القتال أمس للسيطرة عليه (أ.ف.ب)

استعرت معارك الكر والفر بين الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع»، لليوم الثاني أمس، في مناطق استراتيجية متفرقة في العاصمة الخرطوم ومدن أخرى، فيما تشير المصادر إلى أن المعركة الأكثر أهمية واحتداماً تلك التي تدور حول مقر القيادة العامة للجيش في وسط العاصمة، والتي تعني السيطرة عليها، تاريخياً، انتصاراً كبيراً قد يحسم بقية المعارك في المواقع الأخرى.
وصاحبت المعارك حرب إعلامية وغموض ميداني، إذ تعلن بيانات كل طرف أنه يسيطر عسكرياً على الموقف. وقال بيان لـ«الدعم السريع» إنه سيطر على مقر قيادة الجيش والقصر الرئاسي، إلا أن رد الجيش جاء سريعاً بإعلان تنفيذه ضربة جوية ضد المقر الرئيسي لقوات «الدعم السريع» الواقع في قلب الخرطوم.

في هذه الأثناء، أجرى الأمير فيصل بن فرحان، وزير الخارجية السعودي، اتصالين هاتفيين مع كلٍ من رئيس مجلس السيادة قائد الجيش الفريق عبد الفتاح البرهان، ونائبه قائد قوات «الدعم السريع» الفريق محمد حمدان دقلو «حميدتي»، مؤكداً دعوة المملكة إلى «التهدئة وتغليب المصلحة الوطنية، ووقف كل أشكال التصعيد العسكري»، كما شدد على «أهمية العودة إلى الاتفاق الإطاري، الذي يضمن تحقيق الأمن والاستقرار للسودان».
كما أعرب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره رئيس دولة جنوب السودان سيلفا كير، أمس، عن استعداد البلدين لـ«القيام بالوساطة بين الأطراف السودانية»، منوهين خلال اتصال هاتفي بينهما بأن «تصاعد العنف لن يؤدي سوى إلى مزيد من تدهور الوضع، بما قد يخرج به عن السيطرة». وأكد الزعيمان أن ترسيخ الأمن والاستقرار هو الركيزة الضامنة لاستكمال المسار الانتقالي السياسي، وتحقيق التنمية في السودان.
وقتل العشرات وأصيب المئات من المدنيين بالرصاص العشوائي الذي يخترق مخابئهم ومنازلهم في العاصمة الخرطوم، وأطلقت نقابة الأطباء نداء استغاثة حثت فيه الأطباء للالتحاق بالمستشفيات لتقديم الخدمة للجرحى. واستجابة لذلك، وافق الجيش وقوات «الدعم السريع» على السماح مؤقتاً بفتح «مسارات آمنة للحالات الإنسانية». وأفاد بيان للجيش أمس بقبول «مقترح الأمم المتحدة بفتح مسارات آمنة للحالات الإنسانية، ولمدة ثلاث ساعات تبدأ من الساعة الرابعة عصراً».
وقُتل أول من أمس، ثلاثة موظفين تابعين لبرنامج الأغذية العالمي، أثناء اشتباكات بين الجيش وقوات «الدعم السريع» في منطقة «كبكابية» بولاية شمال دارفور أثناء قيامهم بواجبهم. وقال ممثل الأمم المتحدة في السودان فولكر بيترتس: «إنني أشعر بالانزعاج الشديد، من التقارير التي تفيد بأن مقذوفات أصابت منشآت الأمم المتحدة ومباني إنسانية أخرى، بالإضافة إلى تقارير عن نهب مباني الأمم المتحدة وغيرها من المباني الإنسانية في عدة مواقع في دارفور». وحذر فولكر من أن تُخِلّ أعمال العنف المتكررة بعمليات توزيع المساعدة المنقذة للحياة.

 



تحالف جديد في إقليم كردستان يعجّل تقارب «الديمقراطي» و«الوطني»

صورة نشرها موقع «الاتحاد الوطني الكردستاني» من لقاء قوباد طالباني ومسرور بارزاني
صورة نشرها موقع «الاتحاد الوطني الكردستاني» من لقاء قوباد طالباني ومسرور بارزاني
TT
20

تحالف جديد في إقليم كردستان يعجّل تقارب «الديمقراطي» و«الوطني»

صورة نشرها موقع «الاتحاد الوطني الكردستاني» من لقاء قوباد طالباني ومسرور بارزاني
صورة نشرها موقع «الاتحاد الوطني الكردستاني» من لقاء قوباد طالباني ومسرور بارزاني

في ظل التفاهم المتنامي بين «الحزب الديمقراطي الكردستاني» بزعامة مسعود بارزاني، و«الاتحاد الوطني الكردستاني» بقيادة بافل طالباني، بشأن التشكيلة الحكومية وتوزيع الحقائب الوزارية، يلوح في الأفق تحالف كردي جديد يستعد لمواجهة نفوذهما في الانتخابات البرلمانية المقبلة بعد أشهر.

وعُقدت الجولة الأولى من مفاوضات الحزبين في 17 أبريل (نيسان) الحالي، بين هوشيار زيباري (قيادي «الديمقراطي» ووزير الخارجية الأسبق) وقوباد طالباني عن «الاتحاد الوطني»؛ بهدف بلورة ملامح الحكومة العاشرة للإقليم. ويتوقع أن يحسم اجتماع، يوم الاثنين، بين رئيس الحكومة مسرور بارزاني ونائبه قوباد طالباني توزيع المناصب، مع استعداد الطرفين لخوض الانتخابات على مستوى العراق، بما يشمل المناطق المتنازع عليها مع بغداد.

توافقات وخلافات

مع انطلاق مشاورات عدد من الأحزاب الكردية المستقلة، يواصل «الديمقراطي» و«الوطني» استعداداتهما لتشكيل قائمة مشتركة في المناطق المتنازع عليها، ضماناً لتمثيل أقوى في هذه المناطق ذات الحساسية.

وبرمي «لقاء سد دوكان» بين مسرور بارزاني وقوباد طالباني إلى إنهاء المباحثات الحكومية والتفرغ للتحضيرات الانتخابية، التي ستحدّد نسبة مقاعد كل طرف وأثر ذلك على المناصب السيادية الثلاث: رئاسة الإقليم ورئاسة الحكومة (المحتكَرَتان منذ 25 عاماً من قِبل «الديمقراطي») ورئاسة البرلمان (حصة «الاتحاد الوطني»).

ولم يتوصل الحزبان، منذ انتخابات أكتوبر (تشرين الثاني) 2024، إلى اتفاق لتشكيل حكومة جديدة، فحكومة تصريف الأعمال برئاسة مسرور بارزاني ونائب الرئيس قوباد طالباني ما زالت مستمرة منذ انتهاء الولاية الأصلية عام 2022؛ مما دفع بالأخير إلى التراجع عن مهامه نائباً لرئيس الحكومة.

لقاء حاسم

رغم الأجواء التفاؤلية المحيطة بـ«اجتماع دوكان»، فإن هذا اللقاء يظل مفصلياً في ظل الخلافات المستمرة واقتراب الأحزاب الكردية الأخرى من تحطيم هيمنة الكتلتين الرئيسيتين، قبل العد التنازلي للانتخابات.

وأكد غياث السورجي، القيادي في «الاتحاد الوطني»، أن اللجان التفاوضية اختتمت 7 جلسات اتفقت خلالها على هندسة الحكم واستراتيجيات المرحلة المقبلة، موضحاً: «في (دوكان) نصل إلى مرحلة الحسم، حيث ستحدد المناصب وحصة كل حزب وفق نتائج الانتخابات، و(الاتحاد الوطني) لن يعوق التوافق أو يفرض شروطاً مسبقة».

حراك المعارضة

في موازاة ذلك، تشهد الساحة الكردية المعارضة حراكاً واسعاً، يجمع «جماعة العدل الكردستانية» و«الاتحاد الإسلامي الكردستاني» و«جبهة الشعب» في مشاورات لتأسيس ائتلاف انتخابي جديد. وقد أبدى كل من «حراك الجيل الجديد» و«تيار الموقف الوطني» موافقة مبدئية على الانضمام إلى هذا التحالف المرتقب.