قتيلان في قصف تركي شمال العراق

صورة من شريط فيديو وزعته وزارة الدفاع التركية لموقع استهدفه الطيران التركي في العراق العام الماضي (أرشيفية - رويترز)
صورة من شريط فيديو وزعته وزارة الدفاع التركية لموقع استهدفه الطيران التركي في العراق العام الماضي (أرشيفية - رويترز)
TT

قتيلان في قصف تركي شمال العراق

صورة من شريط فيديو وزعته وزارة الدفاع التركية لموقع استهدفه الطيران التركي في العراق العام الماضي (أرشيفية - رويترز)
صورة من شريط فيديو وزعته وزارة الدفاع التركية لموقع استهدفه الطيران التركي في العراق العام الماضي (أرشيفية - رويترز)

أعلن مسؤول عراقي، اليوم الأحد، مقتل شخصين على الأقل وجرح اثنين آخرين في قصف لطائرات مسيّرة نسبه إلى قوات تركية، استهدف منطقة جبلية في إقليم كردستان العراق الشمالي، الذي يتمتع بحكم ذاتي.
واستهدف القصف الذي وقع في ساعة متأخرة من مساء (السبت) قرب بلدة بنجوين التي تقع قرب الحدود الإيرانية، سيارة تقل مقاتلين من «حزب العمال الكردستاني» الكردي التركي، حسبما أفاد مسؤول محلي طالباً عدم الكشف عن اسمه.
وعلى مدى عقود، امتد إلى شمال العراق القتال بين تركيا و«حزب العمال الكردستاني» الذي تصنفه أنقرة وحلفاؤها الغربيون منظمة «إرهابية»، ويقيم الجانبان مواقع عسكرية أو قواعد خلفية في الإقليم العراقي، وفق ما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية.
من جانبه، أعرب هفال أبو بكر محافظ السليمانية، حيث تقع بنجوين، في اتصال هاتفي مع رئيس وزراء إقليم كردستان مسرور بارزاني، عن «قلقه» من «الهجمات» التي تستهدف هذه المنطقة.
ونقل بيان تناقلته مواقع التواصل الاجتماعي، عن المحافظ قوله «حسب التحقيقات الأولية قتل شخصان وجرح اثنان أخران، جراء هذه الهجمات»، من دون الكشف عن هوية الضحايا أو انتمائهم المحتمل لـ«حزب العمال الكردستاني».
بدوره، ذكر المسؤول المحلي، الذي لم يكشف عن اسمه، أن «الضحايا من عناصر (حزب العمال الكردستاني)»، الذي يتم استهدافه بشكل متكرر في العراق بعمليات جوية وبرية من قبل القوات التركية.
ففي 7 أبريل (نيسان)، استهدفت ضربات بطائرات مسيرة نُسبت إلى تركيا موقعاً قريباً من مطار السليمانية الدولي، ثاني مدن إقليم كردستان شمال العراق، بالتزامن مع وجود جنود أميركيين وقائد «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد). ونفت وزارة الدفاع التركية أي مسؤولية عن القصف.
وتعد تركيا «قوات سوريا الديمقراطية» ومكونها الرئيسي «وحدات حماية الشعب» امتداداً لـ«حزب العمال الكردستاني»، وتصفها بـ«الإرهابية».
وفي يوليو (تموز) 2022، استهدفت ضربات مدفعية نُسبت إلى أنقرة منطقة ترفيهية في كردستان العراق، وأودت بتسعة مدنيين من بينهم نساء وأطفال. ونفت تركيا أي مسؤولية عن القصف، واتهمت «حزب العمال الكردستاني».


مقالات ذات صلة

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

المشرق العربي الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

حثت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة لدى العراق، جينين هينيس بلاسخارت، أمس (الخميس)، دول العالم، لا سيما تلك المجاورة للعراق، على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث التي يواجهها. وخلال كلمة لها على هامش فعاليات «منتدى العراق» المنعقد في العاصمة العراقية بغداد، قالت بلاسخارت: «ينبغي إيجاد حل جذري لما تعانيه البيئة من تغيرات مناخية». وأضافت أنه «يتعين على الدول مساعدة العراق في إيجاد حل لتأمين حصته المائية ومعالجة النقص الحاصل في إيراداته»، مؤكدة على «ضرورة حفظ الأمن المائي للبلاد».

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

أكد رئيس إقليم كردستان العراق نيجرفان بارزاني، أمس الخميس، أن الإقليم ملتزم بقرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل، مشيراً إلى أن العلاقات مع الحكومة المركزية في بغداد، في أفضل حالاتها، إلا أنه «يجب على بغداد حل مشكلة رواتب موظفي إقليم كردستان». وأوضح، في تصريحات بمنتدى «العراق من أجل الاستقرار والازدهار»، أمس الخميس، أن الاتفاق النفطي بين أربيل وبغداد «اتفاق جيد، ومطمئنون بأنه لا توجد عوائق سياسية في تنفيذ هذا الاتفاق، وهناك فريق فني موحد من الحكومة العراقية والإقليم لتنفيذ هذا الاتفاق».

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أن علاقات بلاده مع الدول العربية الشقيقة «وصلت إلى أفضل حالاتها من خلال الاحترام المتبادل واحترام سيادة الدولة العراقية»، مؤكداً أن «دور العراق اليوم أصبح رياديا في المنطقة». وشدد السوداني على ضرورة أن يكون للعراق «هوية صناعية» بمشاركة القطاع الخاص، وكذلك دعا الشركات النفطية إلى الإسراع في تنفيذ عقودها الموقعة. كلام السوداني جاء خلال نشاطين منفصلين له أمس (الأربعاء) الأول تمثل بلقائه ممثلي عدد من الشركات النفطية العاملة في العراق، والثاني في كلمة ألقاها خلال انطلاق فعالية مؤتمر الاستثمار المعدني والبتروكيماوي والأسمدة والإسمنت في بغداد.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»، داعياً الشركات النفطية الموقّعة على جولة التراخيص الخامسة مع العراق إلى «الإسراع في تنفيذ العقود الخاصة بها». جاء ذلك خلال لقاء السوداني، (الثلاثاء)، عدداً من ممثلي الشركات النفطية العالمية، واستعرض معهم مجمل التقدم الحاصل في قطاع الاستثمارات النفطية، وتطوّر الشراكة بين العراق والشركات العالمية الكبرى في هذا المجال. ووفق بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء، وجه السوداني الجهات المختصة بـ«تسهيل متطلبات عمل ملاكات الشركات، لناحية منح سمات الدخول، وتسريع التخليص الجمركي والتحاسب الضريبي»، مشدّداً على «ضرورة مراعا

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

بحث رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني مع وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروسيتو العلاقات بين بغداد وروما في الميادين العسكرية والسياسية. وقال بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي بعد استقباله الوزير الإيطالي، أمس، إن السوداني «أشاد بدور إيطاليا في مجال مكافحة الإرهاب، والقضاء على عصابات (داعش)، من خلال التحالف الدولي، ودورها في تدريب القوات الأمنية العراقية ضمن بعثة حلف شمال الأطلسي (الناتو)». وأشار السوداني إلى «العلاقة المتميزة بين العراق وإيطاليا من خلال التعاون الثنائي في مجالات متعددة، مؤكداً رغبة العراق للعمل ضمن هذه المسارات، بما يخدم المصالح المشتركة، وأمن المنطقة والعالم». وبي

حمزة مصطفى (بغداد)

«حماس» توافق على الوثيقة المصرية... وغزة تبتهج بالزغاريد وإطلاق الرصاص

نازح من رفح قبيل التهديد ببدء عملية عسكرية (رويترز)
نازح من رفح قبيل التهديد ببدء عملية عسكرية (رويترز)
TT

«حماس» توافق على الوثيقة المصرية... وغزة تبتهج بالزغاريد وإطلاق الرصاص

نازح من رفح قبيل التهديد ببدء عملية عسكرية (رويترز)
نازح من رفح قبيل التهديد ببدء عملية عسكرية (رويترز)

أعلنت حركة «حماس» رسمياً موافقتها على المقترح المصري لوقف إطلاق النار في قطاع غزة. وجاء في بيان أصدرته الحركة، أن رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية، أبلغ كلاً من رئيس حكومة قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ومدير المخابرات المصرية عباس كامل، في اتصالين هاتفيين، موافقة حركته على المقترح.

وجاء إعلان «حماس» بعد تبادل اتهامات مع إسرائيل بإفشال الاتفاق.

وقالت مصادر في الحركة لـ«الشرق الأوسط»، إن توجه «حماس» كان إيجابياً منذ البداية، ولم تكن تنوي عرقلة المفاوضات.

وأضاف: «بعد أخذ ردود مصرية وقطرية واضحة بشأن استفسارات ومخاوف الحركة، وبعد مشاورات بين الخارج والداخل تم إعلان الموافقة».

وأكدت مصادر «الشرق الأوسط» أن «كتائب القسام أسهمت بشكل مباشر في الرد الإيجابي».

وفور إعلان «حماس» انطلقت زغاريد في كل أنحاء القطاع، وعبر غزيون عن فرحهم بإطلاق النار في الهواء.

لكن في إسرائيل شككوا في رد «حماس»، وقال مصدر مسؤول بحسب إذاعة «كان»، إن «حماس» وافقت على ورقة مصرية أحادية الجانب تختلف عن تلك التي وافقت عليها إسرائيل. وأضاف: «سنرد عندما تتسلم الورقة».

وقال مسؤولون كبار للقناة 12 إن الحديث يدور عن اقتراح بعيد المدى غير مقبول بالنسبة لإسرائيل.

وقال مسؤولون آخرون للقناة 13 الإسرائيلية إن «حماس» وافقت على «مسودة مصرية مخففة وهي غير مقبولة لدى إسرائيل».

وزعم مصدر في «كابينت الحرب» أن «حماس» تناور وتريد تأخير عملية رفح وتقوم بخدعة تستهدف إظهار إسرائيل كأنها تعرقل الاتفاق.

ونقلت «رويترز» عن مسؤول في «حماس»، قوله إن الحركة وافقت على مقترح يفي بعدة مطالب منها وقف إطلاق النار وإعادة الإعمار وإعادة النازحين واتفاق لتبادل الأسرى، وإن وفداً من الحركة سيزور القاهرة قريباً لبحث اتفاق وقف إطلاق النار والخطوات التالية.

وكانت جهات إقليمية ودولية رفيعة حذرت من مخاطر عملية عسكرية في رفح. وأكدت السعودية في بيان لوزارة خارجيتها، مساء الاثنين، تحذيرها من مخاطر استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي لمدينة رفح ضمن حملتها الدمويّة الممنهجة لاقتحام جميع مناطق قطاع غزة وتهجير سكانه نحو المجهول، وذلك في ظلّ انعدام الملاذات الآمنة بعد الدمار الهائل الذي تسبّبت به آلة الحرب الإسرائيلية.

كما أكدت السعودية رفضها القاطع لمواصلة قوات الاحتلال انتهاكاتها السافرة لجميع القرارات الدولية الداعية لوقف هذه المجازر، وانتهاكها القوانين الدولية من دون رادع بما يفاقم الأزمة الإنسانية، ويحدّ من جهود السلام الدولية.

وجددت «الخارجية» السعودية عبر البيان مطالبة المملكة، المجتمع الدولي، بالتدخل فوراً لوقف عمليّات الإبادة الجماعية التي تقوم بها قوات الاحتلال بحق المدنيّين العُزّل في الأراضي الفلسطينية المحتلة.


«هدنة غزة»: موافقة «حماس» تُجدد الآمال بشأن اتفاق يؤجل اجتياح رفح

عناصر من «الإطفاء المصرية» تساعد في السيطرة على حريق اندلع جراء استهدافٍ لمخازن المساعدات في الجانب الفلسطيني من معبر رفح (القاهرة الإخبارية)
عناصر من «الإطفاء المصرية» تساعد في السيطرة على حريق اندلع جراء استهدافٍ لمخازن المساعدات في الجانب الفلسطيني من معبر رفح (القاهرة الإخبارية)
TT

«هدنة غزة»: موافقة «حماس» تُجدد الآمال بشأن اتفاق يؤجل اجتياح رفح

عناصر من «الإطفاء المصرية» تساعد في السيطرة على حريق اندلع جراء استهدافٍ لمخازن المساعدات في الجانب الفلسطيني من معبر رفح (القاهرة الإخبارية)
عناصر من «الإطفاء المصرية» تساعد في السيطرة على حريق اندلع جراء استهدافٍ لمخازن المساعدات في الجانب الفلسطيني من معبر رفح (القاهرة الإخبارية)

في ظل أجواء متوترة تُنذر بتنفيذ إسرائيل تهديداتها بتنفيذ عملية عسكرية واسعة في مدينة رفح الفلسطينية جنوب قطاع غزة، أعلنت حركة «حماس» قبولها مقترح الهدنة في غزة، مما جدد الآمال في أن تُسفر المفاوضات المستمرة منذ عدة شهر عن اتفاق يقلل من معاناة سكان القطاع، ويؤجل اجتياحاً محتملاً لرفح.

وقالت حركة «حماس»، في بيان صحافي، الاثنين، إن رئيس مكتبها إسماعيل هنية، أجرى اتصالاً هاتفياً مع كلٍّ من رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ورئيس المخابرات المصرية اللواء عباس كامل أبلغهم خلاله «موافقة الحركة على مقترحهم بشأن اتفاق وقف إطلاق النار».

تأتي موافقة «حماس» على المقترح، بعد تصريحات لمصدر مصري رفيع المستوى، الاثنين، أشار خلالها إلى «اعتزام وصول وفد من (حماس) إلى القاهرة، الثلاثاء، لاستكمال مفاوضات وقف إطلاق النار»، وفق «القاهرة الإخبارية».

كما تتزامن مع تهديدات إسرائيلية باجتياح رفح، حيث دعت إسرائيل، الاثنين، سكان مناطق في شرق رفح الفلسطينية بأقصى جنوب غزة، إلى «الإخلاء الفوري»، والتوجه نحو وسط القطاع، وهو ما بدا إشارة إلى عزم إسرائيل على تنفيذ تهديدها باجتياح رفح، رغم التحذيرات الأممية.

ونقلت «هيئة البث الإسرائيلية» عن مسؤولين أمنيين، الاثنين، قولهم إن «إسرائيل أبلغت مصر بتنفيذ عملية إجلاء للنازحين من مناطق بشرق رفح الفلسطينية». وأشارت إلى أن «تل أبيب أكدت للقاهرة أن عملية الإجلاء ستكون محدودة، وتقتصر على مناطق شرق رفح».

وأضافت أن «إسرائيل ترى أنه من المهم إبلاغ القاهرة بالنشاط في رفح، لا سيما أن مصر لها حدود مشتركة مع غزة، وتخشى تدفق أعداد كبيرة من سكان غزة إلى أراضيها».

وحذرت مصر، الاثنين، من مخاطر عملية عسكرية إسرائيلية محتملة في منطقة رفح الفلسطينية، جنوب قطاع غزة، لما ينطوي عليه هذا العمل التصعيدي من «مخاطر إنسانية بالغة تهدد أكثر من مليون فلسطيني في تلك المنطقة»، وفق إفادة رسمية لوزارة الخارجية.

وطالبت مصر إسرائيل بـ«ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، وتجنب مزيد من التصعيد في هذا التوقيت بالغ الحساسية في مسار مفاوضات وقف إطلاق النار، وحقناً لدماء المدنيين الفلسطينيين الذين يتعرضون لكارثة إنسانية غير مسبوقة منذ بدء الحرب على قطاع غزة».

وأكدت القاهرة أنها «تواصل اتصالاتها على مدار الساعة مع كل الأطراف من أجل الحيلولة دون تفاقم الوضع أو خروجه عن السيطرة».

وسبق أن حذَّرت مصر مراراً من تداعيات عملية عسكرية في رفح، وأكدت رفضها «تهجير الفلسطينيين داخل أو خارج أراضيهم»، وعدّ الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ذلك «تصفية للقضية الفلسطينية».

وانعكس التصعيد الأخير على المفاوضات، ونقلت قناة «القاهرة الإخبارية» المصرية، الاثنين، عن مصدر رفيع المستوى، لم تسمه، قوله إن «قصف حركة (حماس) منطقة كرم أبو سالم تسبب في تعثر مفاوضات الهدنة».

كانت «كتائب عز الدين القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس»، قد قالت، الأحد، إنها أطلقت صواريخ على تجمعات للجيش الإسرائيلي في منطقة كرم أبو سالم، وردَّت إسرائيل بقصف منصة لإطلاق القذائف وهدف عسكري في رفح بجنوب قطاع غزة.

وأشار المصدر رفيع المستوى إلى أن «الوفد الأمني المصري يكثف اتصالاته لاحتواء التصعيد الحالي بين إسرائيل و(حماس)»، وفق ما نقلته قناة «القاهرة الإخبارية».

وأكد المصدر أن «مصر حذّرت الأطراف من خطورة التصعيد الحالي في غزة، ودعت إلى العودة للمفاوضات وما تحقق من تقدم كبير فيها».

كان القيادي في حركة «حماس»، عزت الرشق، في بيان الاثنين، إن أي عملية إسرائيلية في رفح «ستضع المفاوضات في مهب الريح»، وفق «رويترز».

واستضافت القاهرة، يومي السبت والأحد، الماضيين جولة مباحثات مع وفد من «حماس»، بحضور ممثلين عن قطر والولايات المتحدة، شهدت وفق تسريبات إعلامية مصرية «تقدماً إيجابياً»، ووصلت إلى «صيغة توافقية» بشأن معظم نقاط الخلاف بين إسرائيل وحركة «حماس»، وإن لم تعكس التصريحات الصادرة من طرفي المفاوضات هذا التقدم، حيث بدا كل طرف متمسكاً بمطالبه، ومحملاً الطرف الآخر المسؤولية عن «فشل الاتفاق».

كان مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير حسين هريدي، قد أبدى تشاؤمه من إمكانية وقف حرب غزة، رغم التسريبات المتعلقة بتقدم المفاوضات. وأوضح لـ«الشرق الأوسط»، أن «الجانب الإسرائيلي غير مهتم بوقف الحرب، والخط الاستراتيجي لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، يركز على استمرار الحرب، مع تحقيق مكاسب تكتيكية، إما بالإفراج عن بعض الرهائن وإما بالإيحاء بأنه مهتم بصفقة تبادل الأسرى».

وقال هريدي إن «نتنياهو يتلاعب منذ البداية بورقة المفاوضات»، مشيراً إلى أنه «حتى حال الاتفاق على هدنة مرحلية مؤقتة، فإن هذا الاتفاق لن يصمد طويلاً، وإن كان قد يؤجل اجتياحاً حتمياً لرفح بعض الوقت». وأضاف: «من الواضح جداً أن نتنياهو عازم على اجتياح رفح، وتصريحاته وسط المفاوضات، وقبل عملية كرم أبو سالم، تؤكد ذلك، وتنسف أي جهد لإنجاز الاتفاق».

ولم ترسل إسرائيل وفدها إلى القاهرة، للمشاركة في المفاوضات، راهنةً مشاركتها بتلقيها رداً من «حماس» بشأن مقترح الهدنة. وأعلن نتنياهو، الأحد، رفضه تنفيذ مطالب «حماس»، وعدَّ ذلك «استسلاماً»، متعهداً بـ«استمرار القتال حتى تحقيق جميع الأهداف». وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي في وقت سابق عزمه تنفيذ هدفه القضاء على «حماس»، سواء جرى الاتفاق على هدنة أم لا.

من جانبه، قال الوزير الفلسطيني الأسبق وعضو طاقم مفاوضات «أوسلو» مع إسرائيل حسن عصفور، لـ«الشرق الأوسط» إن «حرب غزة لم تكن رد فعل على هجوم من حركة (حماس)، بل هي عملية سبق التخطيط لها لإعادة ترتيب المنطقة واحتلال القطاع».

وأضاف: «في الجانب الآخر، قبول (حماس) بأي مقترحات لا تتضمن إنهاء الحرب يعني هزيمتها».

ومنذ يناير (كانون الثاني) الماضي يسعى الوسطاء في مصر وقطر والولايات المتحدة إلى إنجاز هدنة مؤقتة في قطاع غزة، تصاعدت الآمال بعقدها في رمضان الماضي، قبل أن تُخفق الجهود وتصل المباحثات إلى طريق مسدودة، ثم تجدد الأمل مرة أخرى مع زيارة وفد أمني مصري إلى إسرائيل حاملاً مقترحاً جديداً بدعم من واشنطن.

وقال عصفور إن «تل أبيب لن تقْدم على إيقاف الحرب دون دخول رفح»، مشيراً إلى أنها «وجدت في عملية كرم أبو سالم ذريعة لتنفيذ مخططها»، واصفاً الهجوم على «كرم أبو سالم» بـ«الغباء السياسي».

ورجح السياسي الفلسطيني أن «تكون العملية العسكرية الإسرائيلية في رفح محدودة دون مجازر بحجم تلك التي تمت في خان يونس، نظراً لتكدس المدينة بالسكان». وتابع أن «تل أبيب ستعمل إلى تقسيم رفح إلى مربعات وتنفيذ عمليات نوعية محددة نظراً لحساسية وضع المدينة كونها ملاصقة للحدود المصرية».

ويثير تنفيذ عملية عسكرية واسعة في رفح مخاوف من وقوع خسائر بشرية كبيرة، كما يثير قلقاً دولياً بشأن احتمال أن يدفع هذا الهجوم الفلسطينيين تجاه الحدود المصرية، وهو ما ترفضه مصر.

وفي محادثات مع نظيره الأميركي، ربط وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، عملية الإخلاء التي أمر بها الجيش الإسرائيلي، الاثنين، بـ«الجمود في الجهود الدبلوماسية غير المباشرة»، محمِّلاً «حماس» المسؤولية عن هذا الجمود، وفق ما نقلته «رويترز». وقالت وزارة الدفاع الإسرائيلية في بيان: «خلال المباحثات مع وزير الدفاع الأميركي، ناقش غالانت الجهود المبذولة لإطلاق سراح الرهائن، وأشار إلى أن (حماس) ترفض في هذه المرحلة المقترحات المطروحة».

وأكد غالانت أن «العمل العسكري مطلوب، بما في ذلك في منطقة رفح، في ظل عدم وجود بديل»، وفق البيان.


تنفيذ حكم الإعدام بحق 11 شخصاً أدينوا بتهمة «الإرهاب» في العراق

علَم العراق (إ.ب.أ)
علَم العراق (إ.ب.أ)
TT

تنفيذ حكم الإعدام بحق 11 شخصاً أدينوا بتهمة «الإرهاب» في العراق

علَم العراق (إ.ب.أ)
علَم العراق (إ.ب.أ)

أعدمت السلطات العراقية اليوم (الاثنين) 11 مداناً بـ«جرائم إرهابية»، وفق ما أفادت مصادر أمنية وصحية لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، لتكون المجموعة الثانية التي يُحكم عليها بالإعدام منذ أواخر أبريل (نيسان).

وأكد مصدر أمني، طلب عدم الكشف عن هويته، أن عمليات الإعدام تمّت في سجن «الحوت» في مدينة الناصرية جنوباً في محافظة ذي قار حيث أُعدم الشهر الماضي 11 شخصاً آخرين أُدينوا أيضاً بـ«جرائم إرهابية».


الرئاسة تحذّر من أكبر إبادة جماعية في «رفح» وتطالب واشنطن بالتدخل

طفلة نازحة تستعد مع عائلتها للنزوح بطلب من الجيش الإسرائيلي استعداداً لهجوم بري على رفح جنوب قطاع غزة (رويترز)
طفلة نازحة تستعد مع عائلتها للنزوح بطلب من الجيش الإسرائيلي استعداداً لهجوم بري على رفح جنوب قطاع غزة (رويترز)
TT

الرئاسة تحذّر من أكبر إبادة جماعية في «رفح» وتطالب واشنطن بالتدخل

طفلة نازحة تستعد مع عائلتها للنزوح بطلب من الجيش الإسرائيلي استعداداً لهجوم بري على رفح جنوب قطاع غزة (رويترز)
طفلة نازحة تستعد مع عائلتها للنزوح بطلب من الجيش الإسرائيلي استعداداً لهجوم بري على رفح جنوب قطاع غزة (رويترز)

اتهمت الرئاسة الفلسطينية إسرائيل بإطلاق أكبر عملية إبادة جماعية محتملة في رفح أقصى جنوب قطاع غزة، مع إجبار الجيش الإسرائيلي آلاف الغزيين على إخلاء مناطق واسعة شرق المدينة، وفي حين حذّرت حركة «حماس» بأن الهجوم الإسرائيلي لن يكون نزهة وسيوقف مفاوضات التبادل، قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إنها ستبقى هناك ولن تشارك في أي عمليات إجلاء.

وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، إن اجتياح رفح يعني أن مليون ونصف المليون مواطن فلسطيني سيتعرّضون لمذبحة إبادة جماعية ومحاولات تهجير، محذراً من أن سلطات الاحتلال بدأت فعلياً التمهيد لارتكاب أكبر جريمة إبادة جماعية.

الرئيس الفلسطيني محمود عباس مستقبلاً وزيرة خارجية سلوفينيا تانيا فايون والوفد المرافق لها في رام الله مساء الأحد (وفا)

وحمّلت الرئاسة الفلسطينية الإدارة الأميركية مسؤولية اجتياح رفح كونها توفر الدعم المالي والعسكري للاحتلال، وتقف بوجه المجتمع الدولي لتمنع تطبيق قرارات الشرعية الدولية ووقف العدوان، وتشجع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وقادته بالاستمرار بمجازرهم ضد الشعب الفلسطيني سواء في قطاع غزة أو في الضفة الغربية.

وأعلنت الرئاسة أنها تُجري اتصالات مكثفة مع الأطراف الإقليمية والدولية خاصة الأميركية، لوقف مجزرة اجتياح رفح. وأضافت في بيان ثانٍ: «نطالب الإدارة الأميركية بالتدخل الفوري لمنع وقوع هذه المجزرة التي نحذر من تداعياتها الخطيرة».

وجدّدت الرئاسة التأكيد، على أن السلام والأمن في المنطقة بأسرها، لن يتمّا من دون حل عادل للقضية الفلسطينية وقيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس بمقدساتها الإسلامية والمسيحية.

وجاءت بيانات الرئاسة الفلسطينية بعدما بدأ الجيش الإسرائيلي فعلياً إجبار عشرات آلاف الفلسطينيين على مغادرة مناطق واسعة شرق رفح، وقد شوهدت عائلات فلسطينية تغادر فعلاً هذه المناطق، تحت وقع قصف إسرائيلي وبيانات تطالبهم بذلك قبل شن هجوم محتمل.

الجيش الإسرائيلي، أسقط، الاثنين، منشورات في شرق رفح، وأرسل رسائل نصية وأجرى مكالمات هاتفية مع فلسطينيين قاطنين هناك؛ لإبلاغهم بمغادرة المنطقة وبالطرق التي يجب اتباعها للذهاب إلى مناطق محددة.

ويستهدف الجيش الإسرائيلي أكثر من 100 ألف فلسطيني يقيمون في الأحياء الشرقية لرفح. وقال الجيش في بيان إنه «وفقاً لموافقة المستوى السياسي، يدعو الجيش الإسرائيلي السكان الخاضعين لسيطرة (حماس)، إلى الإخلاء مؤقتاً من الأحياء الشرقية لرفح إلى المنطقة الإنسانية الموسعة».

فلسطينيون يفرّون يوم الاثنين من رفح باتجاه المواصي بخان يونس بطلب من الجيش الإسرائيلي قبل الهجوم البري (رويترز)

وحدد الجيش في خرائط مرفقة «بلوكّات» يجب مغادرتها إلى منطقة «المواصي»، حيث «تم توسيع المنطقة الإنسانية لتشمل مستشفيات ميدانية وخياماً وكميات كبيرة من المواد الغذائية والمياه والأدوية ومستلزمات أخرى». وأضاف البيان: «هذا الأمر سوف يتقدم بشكل تدريجي وفقاً لتقييمات الوضع المستمرة التي ستجري في كل وقت».

في شأن متصل، قال الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، الاثنين، إن أمر إسرائيل للمدنيين بإخلاء رفح في جنوب غزة «غير مقبول».

وقال بوريل في تغريدة على منصة «إكس»: «إن أوامر الإخلاء الإسرائيلية للمدنيين في رفح تنذر بالأسوأ، ألا وهو المزيد من الحرب والمجاعة. إنه أمر غير مقبول ويجب على إسرائيل (التخلي) عن شنّ أي هجوم بري على المدينة». واستطرد قائلاً: «يمكن للاتحاد الأوروبي، بل وينبغي عليه، العمل مع المجتمع الدولي، لمنع حدوث مثل هذا السيناريو».

فلسطينيون يغادرون مناطق في شرق رفح بعد أمر الجيش الإسرائيلي بإخلائها (رويترز)

طريق مسدودة

التحرك الإسرائيلي شرق رفح، جاء ساعات بعد وصول المفاوضات حول هدنة إنسانية وصفقة تبادل إلى طريق شبه مسدودة. وتبادلت إسرائيل و«حماس» الاتهامات، يوم الاثنين، بإفشال المفاوضات.

ورفض رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بشدة «ادعاء مسؤول إسرائيلي»، أشار إلى أن رئيس الوزراء كان مسؤولاً عن نسف الجولة الأخيرة من المحادثات مع حركة «حماس» في القاهرة، بشأن صفقة رهائن وهدنة محتملة.

وجاء في بيان صادر عن مكتب نتنياهو، أن هذه التلميحات «كذب مطلق وتضليل متعمد للجمهور».

نازحة فلسطينية على كرسي متحرك في منطقة المواصي بخان يونس تفرّ مع عائلتها من رفح بعد أن إجلاء الجيش الإسرائيلي المدنيين من جنوب مدينة غزة الاثنين (رويترز)

وتابع البيان الصادر عن مكتب نتنياهو: «(حماس) هي التي تخرب أي صفقة من خلال عدم التحرك مليمتراً واحداً عن مطالبها المتطرفة التي لا يمكن لأي حكومة إسرائيلية قبولها، على رأسها، انسحاب إسرائيل من غزة وإنهاء الحرب».

وكان المسؤول الإسرائيلي الذي لم يذكر اسمه، قد أشار لصحيفة «نيويورك تايمز»، إلى أن تصريحات نتنياهو يوم الأحد بشأن المضي قدماً في الهجوم البري في رفح، أدت إلى تشديد «حماس» موقفها في محادثات الرهائن والهدنة.

وقال المسؤول للصحيفة في وقت متأخر من يوم الأحد، إن المفاوضات أصبحت الآن في «أزمة» وإن «حماس» تستخدمها لمحاولة ضمان عدم قيام القوات الإسرائيلية بشن هجوم بري في المدينة الواقعة جنوب غزة.

واتهم زعيم «حماس»، إسماعيل هنية، نتنياهو «بتخريب» المحادثات، مؤكداً أن الحركة حريصة على التوصل إلى وقف إطلاق نار شامل ينهي العدوان الإسرائيلي، ويضمن انسحاب إسرائيل من غزة، ويحقق صفقة جدية للتبادل.

وحمّل هنية، رئيس الوزراء الإسرائيلية مسؤولية «استمرار العدوان وتوسيع دائرة الصراع، وتخريب الجهود المبذولة عبر الوسطاء ومختلف الأطراف».

طائرات إسرائيلية ألقت منشورات على منطقة رفح تدعو السكان للمغادرة بشكل فوري باتجاه ما أسمته «المنطقة الإنسانية الموسعة في المواصي» (أ.ب)

وردّد موسى أبو مرزوق، المسؤول الكبير في «حماس»، أقوالاً مماثلة في تصريحات لـ«نيويورك تايمز»، قائلاً: «كنا قريبين جداً، لكن ضيق الأفق لدى نتنياهو أجهض التوصل إلى اتفاق».

النقطة التي أدت إلى انهيار كبير، كانت متعلقة بوقف الحرب. وأكد مسؤول فلسطيني مطلّع لـ«الشرق الأوسط»، أن كل القضايا متفق عليها بشكل كبير، لكن الوصول إلى صيغة مقبولة لدى «حماس» وإسرائيل بشأن وقف الحرب، كان معقداً وفجّر المحادثات.

وقال مسؤول إسرائيلي كذلك لموقع «تايمز أوف إسرائيل»، إن إصرار «حماس» المتكرر على موافقة إسرائيل على إنهاء الحرب تسبب في انهيار الجهود الأخيرة. وزعم المسؤول إن ««حماس» تريد إعلان النصر، وهذا هو هدفها الكامل في المحادثات. من المستحيل أن توافق إسرائيل على ذلك».

وفي حين تحاول الولايات المتحدة ومصر وقطر، «إنقاذ» المفاوضات، وبينما مكث مدير وكالة المخابرات الأميركية (سي آي إيه) وليام بيرنز، في قطر يوم الاثنين كذلك؛ لمنع المحادثات من الانهيار، بدلاً من أن يصل إلى إسرائيل كما كان مخططاً، أبلغ وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت نظيره الأمريكي لويد أوستن، أنه لم يعد أمام إسرائيل «أي خيار» سوى بدء عملية عسكرية في رفح؛ لأن «(حماس) ترفض في هذه المرحلة أي اقتراح» لصفقة الهدنة وإطلاق سراح المختطفين.

أطفال فلسطينيون بانتظار الإجلاء من رفح (أ.ف.ب)

في السياق، أكد مصدر إسرائيلي الاثنين لـ«i24NEWS»، أن «هناك تشاؤماً كبيراً بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاقات في المفاوضات؛ ولذلك، الاتجاه هو التقدم بالعملية في رفح. وقد أبلغت الولايات المتحدة الليلة الماضية، بقرار إخلاء السكان من المنطقة».

وأكد مصدر في كابينت حكومة الحرب لـ«القناة13» الإخبارية، أن القرار بتنفيذ العملية اتخذ بالإجماع متوقعاً أن تبدأ الأسبوع الحالي.

لكن «حماس» حذّرت إسرائيل من أن أي هجوم على رفح «لن يكون نزهة وسيعني إنهاء المحادثات». وقال القيادي في «حماس» عزت الرشق، إن «أي عملية عسكرية للاحتلال في رفح ستضع المفاوضات في مهب الريح ولن يكون نزهة للعدو».

أحد موظفي «أونروا» خلال توزيع أجولة الطحين على النازحين في غزة (حساب أونروا على إكس)

وأكدت «حماس» في بيان أن «المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها (كتائب القسام)، على أتَمِّ الاستعداد للدفاع عن شعبنا ودحر هذا العدو وإجهاض مخططاته وإفشال أهدافه». ودعت «حماس» «المنظمات والهيئات الإنسانية، وعلى رأسها وكالة (أونروا)، إلى البقاء في أماكنها في مدينة رفح وعدم مغادرتها».

وأكدت وكالة «أونروا» أن طواقمها لن تغادر مدينة رفح لأطول فترة ممكنة، وأنها لن تشارك في الإجلاء القسري للسكان في رفح أو في أي مكان آخر في قطاع غزة.

وقالت الوكالة إن الحياة في رفح محفوفة بالمخاطر والظروف المعيشية رهيبة بالفعل، ويمكن أن تتفاقم أكثر.

وأن التهديد الذي يلوح في الأفق بالنزوح الإضافي، قد يدفع المجتمع إلى تجاوز نقطة الانهيار مما يزيد من المخاطر على مئات الآلاف من السكان. وأكدت «أونروا» أن العواقب ستكون مدمرة على 1.4 مليون فلسطيني بالمدينة.


«حماس» توافق على مقترح مصري-قطري لوقف النار... وإسرائيل تتحدث عن «خدعة»

الدخان يتصاعد في أعقاب غارة إسرائيلية على قطاع غزة 6 مايو 2024 (رويترز)
الدخان يتصاعد في أعقاب غارة إسرائيلية على قطاع غزة 6 مايو 2024 (رويترز)
TT

«حماس» توافق على مقترح مصري-قطري لوقف النار... وإسرائيل تتحدث عن «خدعة»

الدخان يتصاعد في أعقاب غارة إسرائيلية على قطاع غزة 6 مايو 2024 (رويترز)
الدخان يتصاعد في أعقاب غارة إسرائيلية على قطاع غزة 6 مايو 2024 (رويترز)

أعلنت حركة «حماس» (اليوم) الاثنين، إنها وافقت على مقترح وقف إطلاق النار من مصر وقطر.

وقالت الحركة في بيان إن رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية أجرى «اتصالاً هاتفياً مع رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ومع وزير المخابرات المصرية السيد عباس كامل، وأبلغهم موافقة حركة (حماس) على مقترحهم بشأن اتفاق وقف إطلاق النار». ولم ترد تفاصيل حتى الآن عن مضمون الاتفاق.

من جهته قال مسؤول في حماس لوكالة الصحافة الفرنسية إن الكرة باتت الآن "في ملعب الاحتلال الإسرائيلي" للموافقة على إعلان هدنة في غزة، بعد أن أبلغت حركة حماس موافقتها للوسيطين القطري والمصري. وقال المصدر مفضلا عدم ذكر اسمه لأنه غير مخول الإدلاء بتصريحات علنية عن المفاوضات، "بعد موافقة حماس على اقتراح الوسطاء لوقف النار، الكرة الان في ملعب الاحتلال الاسرائيلي ما اذا كان الاحتلال سيوافق على اتفاق وقف النار ام انه سيعطله".

في سياق متصل نقلت وكالة «رويترز» للأنباء عن مسؤول إسرائيلي قوله إن المقترح الذي وافقت عليه «حماس» يشمل تنازلات كبيرة لا يمكن لإسرائيل القبول بها. وقال المسؤول الإسرائيلي إن الهدنة التي أعلنت حركة حماس موافقتها عليها هي نسخة "مخففة" من اقتراح مصري يتضمن استنتاجات "بعيدة المدى" لا يمكن لإسرائيل قبولها. وأضاف المسؤول الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته "هذه خدعة على ما يبدو تهدف إلى جعل إسرائيل تبدو وكأنها الجانب الذي يرفض الاتفاق".

وفي وقت سابق، هددت «حماس» ، بتعليق مشاركتها بالمفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل في حال وسعت الأخيرة عمليتها العسكرية في مدينة رفح جنوب قطاع غزة.وجاءت تهديدات «حماس» المفاجئة عقب طلب الجيش الإسرائيلي من السكان المحليين بالمناطق الشرقية بضرورة إخلاء منازلهم تمهيداً لشن عمليةعسكرية «محدودة» ضد أهداف تتبع «حماس» ، وفق تصريحات الجيش.


«هدنة غزة»: المفاوضات إلى «مصير مجهول» وسط ترقب لاجتياح رفح

فلسطينيون يغادرون مناطق في شرق رفح بعد أمر الجيش الإسرائيلي بإخلائها (رويترز)
فلسطينيون يغادرون مناطق في شرق رفح بعد أمر الجيش الإسرائيلي بإخلائها (رويترز)
TT

«هدنة غزة»: المفاوضات إلى «مصير مجهول» وسط ترقب لاجتياح رفح

فلسطينيون يغادرون مناطق في شرق رفح بعد أمر الجيش الإسرائيلي بإخلائها (رويترز)
فلسطينيون يغادرون مناطق في شرق رفح بعد أمر الجيش الإسرائيلي بإخلائها (رويترز)

مرة أخرى تعثرت المفاوضات الرامية لتحقيق «هدنة» في قطاع غزة، وسط حالة ترقب يعيشها سكان مدينة رفح الفلسطينية خوفاً من اجتياح إسرائيلي وشيك للمدينة التي باتت الملاذ الأخير لنحو 1.5 مليون نازح. وبينما تواصل القاهرة اتصالاتها لاحتواء التصعيد الأخير بين إسرائيل وحركة «حماس»، لا يبدو أن هناك أفقاً واضحاً لسير المباحثات التي تواجه «مصيراً مجهولاً»، وفق خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط».

وحذرت مصر، الاثنين، من مخاطر عملية عسكرية إسرائيلية محتملة بمنطقة رفح الفلسطينية جنوب قطاع غزة، لما ينطوي عليه هذا العمل التصعيدي من «مخاطر إنسانية بالغة تهدد أكثر من مليون فلسطيني يوجدون في تلك المنطقة»، وفق إفادة رسمية لوزارة الخارجية.

وطالبت مصر إسرائيل بـ«ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، وتجنب مزيد من التصعيد في هذا التوقيت بالغ الحساسية في مسار مفاوضات وقف إطلاق النار، وحقناً لدماء المدنيين الفلسطينيين الذين يتعرضون لكارثة إنسانية غير مسبوقة منذ بدء الحرب على قطاع غزة».

وأكدت القاهرة أنها «تواصل اتصالاتها على مدار الساعة مع كل الأطراف من أجل الحيلولة دون تفاقم الوضع أو خروجه عن السيطرة».

وفي تصعيد للأحداث، دعت إسرائيل، الاثنين، سكان مناطق في شرق رفح الفلسطينية بأقصى جنوب غزة، إلى «الإخلاء الفوري»، والتوجه نحو وسط القطاع، ما بدا إشارة إلى عزم إسرائيل تنفيذ تهديدها باجتياح رفح، رغم التحذيرات الأممية.

ونقلت «هيئة البث الإسرائيلية» عن مسؤولين أمنيين، الاثنين، قولهم إن «إسرائيل أبلغت مصر بتنفيذ عملية إجلاء للنازحين من مناطق بشرق رفح الفلسطينية». وأشارت إلى أن «تل أبيب أكدت للقاهرة أن عملية الإجلاء ستكون محدودة، وتقتصر على مناطق شرق رفح».

وأضافت أن «إسرائيل ترى أنه من المهم إبلاغ القاهرة بالنشاط في رفح، لا سيما أن مصر لها حدود مشتركة مع غزة، وتخشى تدفق أعداد كبيرة من سكان غزة إلى أراضيها».

وسبق أن حذرت مصر مراراً من تداعيات عملية عسكرية في رفح، وأكدت رفضها «تهجير الفلسطينيين داخل أو خارج أراضيهم»، وعدّ الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ذلك «تصفية للقضية الفلسطينية».

وانعكس التصعيد الأخير على المفاوضات، ونقلت قناة «القاهرة الإخبارية» المصرية، الاثنين، عن مصدر رفيع المستوى، لم تسمه، قوله إن «قصف حركة (حماس) منطقة كرم أبو سالم تسبب في تعثر مفاوضات الهدنة».

وكانت «كتائب عز الدين القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس»، قد قالت، الأحد، إنها أطلقت صواريخ على تجمعات للجيش الإسرائيلي في منطقة كرم أبو سالم، وردت إسرائيل بقصف منصة لإطلاق القذائف وهدف عسكري في رفح بجنوب قطاع غزة.

وأشار المصدر رفيع المستوى إلى أن «الوفد الأمني المصري يكثف اتصالاته لاحتواء التصعيد الحالي بين إسرائيل و(حماس)»، وفق ما نقلته قناة «القاهرة الإخبارية».

وأكد المصدر أن «مصر حذّرت الأطراف من خطورة التصعيد الحالي في غزة، ودعت إلى العودة للمفاوضات وما تحقق من تقدم كبير بها».

واستضافت القاهرة، يومي السبت والأحد، الماضيين جولة مباحثات مع وفد من «حماس»، بحضور ممثلين عن قطر والولايات المتحدة، شهدت وفق تسريبات إعلامية مصرية «تقدماً إيجابياً»، ووصلت إلى «صيغة توافقية» بشأن معظم نقاط الخلاف بين إسرائيل وحركة «حماس»، وإن لم تعكس التصريحات الصادرة من طرفي المفاوضات هذا التقدم، حيث بدأ كل طرف متمسك بمطالبه، ومحملاً الطرف الآخر المسؤولية عن «فشل الاتفاق».

وفي وقت لاحق، الاثنين، أشار مصدر مصري رفيع المستوى إلى «اعتزام وصول وفد من (حماس) إلى القاهرة، الثلاثاء، لاستكمال مفاوضات وقف إطلاق النار»، وفق «القاهرة الإخبارية».

يأتي ذلك بينما قال القيادي في حركة «حماس»، عزت الرشق، في بيان الاثنين، إن أي عملية إسرائيلية في رفح «ستضع المفاوضات في مهب الريح»، وفق «رويترز».

وبدوره، أكد مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير حسين هريدي، لـ«الشرق الأوسط»، أنه «لم يكن متفائلاً بإمكانية الوصول إلى هدنة في غزة، رغم التسريبات المتعلقة بتقدم المفاوضات». وأوضح أن «الجانب الإسرائيلي غير مهتم بوقف الحرب، والخط الاستراتيجي لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يركز الاستمرار الحرب، مع تحقيق مكاسب تكتيكية، إما بالإفراج عن بعض الرهائن وإما بالإيحاء أنه مهتم بصفقة تبادل الأسرى».

وقال هريدي إن «نتنياهو يتلاعب منذ البداية بورقة المفاوضات»، مشيراً إلى أنه «حتى حال الاتفاق على هدنة مرحلية مؤقتة، فإن هذا الاتفاق لن يصمد طويلاً». وأضاف: «من الواضح جداً أن نتنياهو عازم على اجتياح رفح وتصريحاته وسط المفاوضات، وقبل عملية كرم أبو سالم، تؤكد ذلك، وتنسف أي جهد لإنجاز الاتفاق».

ولم ترسل إسرائيل وفدها إلى القاهرة، للمشاركة في المفاوضات راهنة مشاركتها بتلقيها رداً من «حماس» بشأن مقترح الهدنة. وأعلن نتنياهو، الأحد، رفضه تنفيذ مطالب «حماس»، وعدَّ ذلك بمثابة «استسلام»، متعهداً بـ«استمرار القتال حتى تحقيق جميع الأهداف». وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي في وقت سابق عزمه تنفيذ هدفه بالقضاء على «حماس»، سواء جرى الاتفاق على هدنة أم لا.

ومن جانبه، قال الوزير الفلسطيني الأسبق وعضو طاقم مفاوضات «أوسلو» مع إسرائيل حسن عصفور، إنه «لا جدوى من المفاوضات». وأوضح لـ«الشرق الأوسط» أن «حرب غزة لم تكن رد فعل على هجوم من حركة (حماس)، بل هي عملية سبق التخطيط لها لإعادة ترتيب المنطقة واحتلال القطاع».

وأضاف: «في الجانب الآخر فقبول (حماس) بأي مقترحات لا تتضمن إنهاء الحرب يعني هزيمتها».

ومنذ يناير (كانون الثاني) الماضي يسعى الوسطاء في مصر وقطر والولايات المتحدة إلى إنجاز هدنة مؤقتة في قطاع غزة، تصاعدت الآمال بعقدها في رمضان الماضي، قبل أن تخفق الجهود وتصل المباحثات إلى طريق مسدودة، ثم تجدد الأمل مرة أخرى مع زيارة وفد أمني مصري إلى إسرائيل حاملاً مقترحاً جديداً بدعم من واشنطن، لكن الأمل تضاءل مرة أخرى مع تمسك الطرفين بمطالبها.

وقال عصفور إن «تل أبيب لن تقدم على إيقاف الحرب دون دخول رفح»، مشيراً إلى أنها وجدت في عملية كرم أبو سالم ذريعة لتنفيذ مخططها»، واصفاً الهجوم على كرم أبو سالم بـ«الغباء السياسي».

ورجح السياسي الفلسطيني أن «تكون العملية العسكرية الإسرائيلية في رفح محدودة دون مجازر بحجم تلك التي تمت في خان يونس، نظراً لتكدس المدينة بالسكان». وتابع أن «تل أبيب ستعمل إلى تقسيم رفح إلى مربعات وتنفيذ عمليات نوعية محددة نظراً لحساسية وضع المدينة كونها ملاصقة للحدود المصرية».

ويثير تنفيذ عملية عسكرية واسعة في رفح مخاوف بوقوع خسائر بشرية كبيرة، كما يثير قلقاً دولياً بشأن احتمال أن يدفع هذا الهجوم الفلسطينيين تجاه الحدود المصرية، وهو ما ترفضه مصر.

وفي محادثات مع نظيره الأميركي، ربط وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت عملية الإخلاء التي أمر بها الجيش الإسرائيلي الاثنين، بـ«الجمود في الجهود الدبلوماسية غير المباشرة»، محملاً «حماس» المسؤولية عن هذا الجمود، وفق ما نقلته «رويترز». وقالت وزارة الدفاع الإسرائيلية في بيان: «خلال المباحثات مع وزير الدفاع الأميركي ناقش غالانت الجهود المبذولة لإطلاق سراح الرهائن، وأشار إلى أن (حماس) ترفض في هذه المرحلة المقترحات المطروحة».

وأكد غالانت أن «العمل العسكري مطلوب، بما في ذلك في منطقة رفح، في ظل عدم وجود بديل»، وفق البيان.


«يونيسيف»: كارثة جديدة وشيكة تهدد 600 ألف طفل في رفح

توجه «يونيسيف» تحذيراً بشأن كارثة وشيكة جديدة للأطفال في رفح (رويترز)
توجه «يونيسيف» تحذيراً بشأن كارثة وشيكة جديدة للأطفال في رفح (رويترز)
TT

«يونيسيف»: كارثة جديدة وشيكة تهدد 600 ألف طفل في رفح

توجه «يونيسيف» تحذيراً بشأن كارثة وشيكة جديدة للأطفال في رفح (رويترز)
توجه «يونيسيف» تحذيراً بشأن كارثة وشيكة جديدة للأطفال في رفح (رويترز)

حذّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف» اليوم (الاثنين)، من أن نحو 600 ألف طفل في رفح مهددون بـ«كارثة وشيكة جديدة»، داعية إلى عدم «إجلائهم بالقوة»، في وقت أطلقت فيه إسرائيل عملية إجلاء في المدينة التي يصر الجيش الإسرائيلي على شن هجوم بري عليها.

وبحسب وكالة «الصحافة الفرنسية»، قالت المنظمة: «بسبب تركز عدد كبير من الأطفال في رفح، وبعضهم في حالة ضعف قصوى، وبالكاد هم قادرون على الصمود، ونظراً إلى حجم أعمال العنف المتوقع مع ممرات إجلاء تنتشر فيها الألغام والذخائر غير المنفجرة والمنشآت والخدمات المحدودة في المناطق التي سينقلون إليها، توجه (يونيسيف) تحذيراً بشأن كارثة وشيكة جديدة للأطفال».

وحذّرت المنظمة في بيان، من أن «العمليات العسكرية قد تؤدي إلى سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين وإلحاق دمار كامل في الخدمات والبنى التحتية الأساسية التي يعتمدون عليها في استمراريتهم».

وأكدت مديرة المنظمة كاثرين راسل: «رفح الآن مدينة أطفال، وليس لأطفالها أي مكان آمن يلوذون به ضمن غزة، وإذا بدأت عمليات عسكرية واسعة، فلن يتعرض الأطفال لخطر العنف فحسب، بل أيضاً للفوضى والذعر، وهم منهكون جسدياً وعقلياً بالأصل».

وتشدد «يونيسيف» التي طالبت مرة جديدة بوقف إطلاق النار، خصوصاً لوجود 78 ألف رضيع دون سن الثانية، و175 ألف طفل دون الخامسة (9 من كل 10 أطفال) يعانون من مرض أو عدة أمراض معدية.

ودعا الجيش الإسرائيلي اليوم (الاثنين) سكان المناطق الشرقية في مدينة رفح بجنوب قطاع غزة، إلى إخلائها، بعد أسابيع من التهديد بهجوم بري على المدينة.

وأعلن الدفاع المدني والهلال الأحمر في قطاع غزة أن طائرات إسرائيلية قصفت منطقتين في رفح سبق أن طلب الجيش صباحاً من السكان إخلاءهما.

واندلعت الحرب في قطاع غزة مع شن «حماس» في 7 أكتوبر (تشرين الأول) هجوماً غير مسبوق على جنوب إسرائيل، أسفر عن مقتل أكثر من 1170 شخصاً، معظمهم مدنيون.

وخطف أكثر من 250 شخصاً ما زال 129 منهم محتجزين في غزة، توفي 35 منهم، وفق مسؤولين إسرائيليّين.

وردت إسرائيل متوعدة بـ«القضاء» على «حماس»، وهي تنفذ حملة قصف مدمرة وعمليات برية في قطاع غزة، ما تسبب بسقوط 34735 قتيلاً غالبيتهم مدنيون، وفق وزارة الصحة التابعة لـ«حماس».


بغداد: الإطاحة بأكثر من 1800 متهم بجريمة الاتجار بالبشر والتسول

الأوساط الحقوقية العراقية تتحدث عن وجود ما لا يقل عن 500 ألف متسول (أ.ف.ب)
الأوساط الحقوقية العراقية تتحدث عن وجود ما لا يقل عن 500 ألف متسول (أ.ف.ب)
TT

بغداد: الإطاحة بأكثر من 1800 متهم بجريمة الاتجار بالبشر والتسول

الأوساط الحقوقية العراقية تتحدث عن وجود ما لا يقل عن 500 ألف متسول (أ.ف.ب)
الأوساط الحقوقية العراقية تتحدث عن وجود ما لا يقل عن 500 ألف متسول (أ.ف.ب)

أعلنت السلطات العراقية، اليوم الاثنين، أنها تمكنت من إلقاء القبض على أكثر من 1800 متهم بالجريمة المنظمة، والاتجار بالبشر، والتسول خلال عام 2024، كما أعلنت الإطاحة بتسعة أشخاص يحملون الجنسية الباكستانية متهمين بقضايا خطف، وسرقة، وابتزاز.

وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية العميد مقداد ميري في كلمة له خلال مؤتمر صحافي بشأن ظاهرة الاتجار بالبشر: إن «الحكومة العراقية قامت بتشكيل لجنة برئاسة وزير الداخلية عبد الأمير الشمري، حيث رافقت الوزارة بأدائها في هذا الجانب بمجال مكافحة الاتجار بالبشر عدة دوائر، ووزارات».

وأضاف أن «جميع الجهات تعمل على شكل لجنة تترأسها وزارة الداخلية لمكافحة هذه الجريمة العالمية الحديثة العابرة للحدود التي تشكل خطراً دولياً، والتي تعاقب عليها القوانين الدولية».

وأتى الإعلان الحكومي بعد بضعة أيام من قيام السلطات الأمنية بشن حملة «فرض القانون» في حي البتاويين الشعبي وسط بغداد، وأسفرت عن اعتقال مئات المطلوبين، والمتهمين بالسرقة، وترويج المخدرات، والمتاجرة بالمواد الممنوعة.

وذكر ميري أن وزارته «أطلقت حملة إعلامية واسعة للحد من التسول والاتجار بالبشر، وأن وزارة الداخلية شكلت لجنة خاصة للحد من ظاهرة الاتجار بالبشر».

وتتحدث بعض الأوساط الحقوقية عن وجود ما لا يقل عن 500 ألف متسول في البلاد، أعداد غير قليلة منهم تحمل الجنسيات السورية، والإيرانية، والبنغالية.

وأشار ميري إلى أن «العراق يتعاون مع الإنتربول للحد من الاتجار بالبشر، إذ بلغ عدد المحكومين بهذه الجريمة 204 أشخاص، وأن عدد المتسولين الذين تم إلقاء القبض عليهم بلغ 316 متسولاً».

وغالباً ما يرتبط المتسولون الذي يتواجدون في الأسواق ومفارق الطرق بعصابات، وشبكات تسول توفر لهم السكن والحماية عبر دفع الرشى لبعض الضباط والمنتسبين.

ولفت ميري إلى أنه تم «ضبط أكثر من 1800 متهم بالجريمة المنظمة، والتسول، والاتجار بالبشر خلال الأشهر الخمسة الماضية، وتعد السمسرة والدعارة جزءاً من عملية الاتجار بالبشر».

وأضاف أن «قوات الأمن، وضمن عملية واسعة، ألقت القبض على عصابة بأحد فنادق البتاويين تتاجر بالأطفال من أجل التسول، كما جرى اعتقال شخص في محافظة الأنبار أراد بيع ابنه مقابل 20 مليون دينار، وتمكنا من القبض على شبكات اتجار بالبشر لها ارتباطات دولية».

ويعد حي البتاويين خلال عقود الأربعينات والخمسينات من القرن الماضي من بين أرقى أحياء العاصمة بغداد، وكانت تسكنه أغلبية سكانية من المسيحيين واليهود، قبل أن يتحول إلى حي لبيع المشروبات الكحولية، والمخدرات، وتجارة الجنس.

وتمنع القوانين العراقية ظاهرة التسول، وتصل عقوبتها إلى السجن مدة لا تزيد على ثلاثة أشهر لكل من أكمل 18 سنة من العمر، ومارس التسول في الطرق العامة.

ويشير بعض المختصين بالشأن الاجتماعي إلى أن ضعف القوانين والبطالة الناجمة عن تراجع فرص العمل أسهما بشكل مباشر في تنامي ظاهرة التسول في السنوات الأخيرة، إلى جانب «الإغراء» الذي يمثله الحصول على مبالغ كبيرة من ظاهرة التسول التي أضحت بمثابة مهنة ثابتة لبعض الأشخاص.

من جهة أخرى، أعلنت المديرية العامة للاستخبارات والأمن، قبل يومين، عن الإطاحة بعصابة خطف وابتزاز من جنسيات أجنبية.

وقالت المديرية عبر بيان إن العملية جاءت عبر معلومات استخبارية دقيقة، وبعد استحصال الموافقات القضائية اللازمة «تمكنت مفارز مديرية استخبارات وأمن بغداد التابعة إلى المديرية العامة للاستخبارات والأمن بوزارة الدفاع من إلقاء القبض على عصابة متخصصة بعمليات الخطف والابتزاز بمنطقة الشعب ببغداد، تتكون العصابة من 9 متهمين، وهم من جنسيات باكستانية».

وكانت العصابة تقوم بحسب المديرية بـ«خطف الأشخاص من جنسيات أجنبية أخرى، وابتزازهم مقابل مبالغ مالية، حيث تمت إحالتهم إلى الجهات ذات الاختصاص أصولياً لإكمال أوراق التحقيق».

وخلال الشهر الماضي، ألقت السلطات القبض على باكستاني أطلق النار على عناصر من فوج طوارئ منطقة الأعظمية في بغداد.

وتواجه قضية العمالة الخارجية في العراق الكثير من التحديات المتعلقة بشرعية وصولهم ودخولهم إلى البلاد، حيث أعلنت وزارة العمل في فبراير (شباط) الماضي عن حملة واسعة ضد المتواجدين بصورة غير شرعية من العمال الأجانب في بغداد وبقية المحافظات. وكشفت الوزارة في ذلك التاريخ عن أن «عدد المسجلين في منصة مهن الإلكترونية خلال العام الماضي بلغ 12 ألفاً و227 عاملاً أجنبياً مخالفاً».


وزير إسرائيلي: تعمدنا إغلاق «الجزيرة» في اليوم العالمي لحرية الصحافة

إخلاء مكاتب قناة «الجزيرة» من فندق إمباسادور في القدس (رويترز)
إخلاء مكاتب قناة «الجزيرة» من فندق إمباسادور في القدس (رويترز)
TT

وزير إسرائيلي: تعمدنا إغلاق «الجزيرة» في اليوم العالمي لحرية الصحافة

إخلاء مكاتب قناة «الجزيرة» من فندق إمباسادور في القدس (رويترز)
إخلاء مكاتب قناة «الجزيرة» من فندق إمباسادور في القدس (رويترز)

كشف وزير الاقتصاد الإسرائيلي، نير بركات، الاثنين، أن اختيار يوم حرية الصحافة العالمي لاتخاذ قرار بإغلاق مكاتب قناة «الجزيرة» وحجب بثها، لم يكن صدفة، بل تم بوعي كامل. وجرى الحديث عنه خلال البحث في الحكومة.

وفسر بركات، «الحكمة» من وراء اتخاذ هذا القرار في هذا الموعد بالذات، أنه «يوجه رسالة إلى العالم بأن إسرائيل لا تسمح بحرية الرأي لمن يدعو لإبادتها». وقال: «نحن نحيي اليوم ذكرى ضحايا الهولوكوست (المحرقة النازية) ومهم أن يعرف العالم أن اليهود لن يسمحوا بتكرار المحرقة. واليوم توجد لهم دولة قوية تحميهم».

وكانت قوات الشرطة الإسرائيلية، وبعد ساعات فقط من قرار الحكومة إغلاق قناة «الجزيرة»، اقتحمت مساء الأحد، مع مراقبي وزارة الاتصالات، مكان طاقم «الجزيرة الإنجليزية» في إحدى غرف فندق إمباسادور في حي الشيخ جراح بالقدس الشرقية، وقاموا بتفتيش الغرفة وفحص المعدات، وصادروا الكاميرات والمعدات الأخرى. وأبلغ هؤلاء الطاقم أن قرار الحكومة إغلاق المكاتب، سيكون ساري المفعول لمدة 45 يوماً قابلة للتمديد لفترة مشابهة. ويشمل ذلك سحب بطاقة الصحافة من طواقم القناة في إسرائيل ومنعهم من البث المباشر وإجراء اللقاءات والتحرك الحر في البلاد.

كذلك تضمن القرار وقف بث القناة في شبكات الكوابل الإسرائيلية والتشويش على التقاط البث داخل إسرائيل بواسطة الإنترنت. وصرح وزير الاتصالات شلومو قرعي، بأنه يسعى لاستصدار أمر عسكري من الجيش الإسرائيلي لكي يتم حجب القناة أيضاً في الضفة الغربية.

لكن أوساطاً غير قليلة في إسرائيل رفضت القرار وعدّته سخيفاً، ويدل على تحكم الروح الانتقامية في عقول الوزراء؛ وفي مقدمتهم رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو. فإذا كان الهدف هو التعتيم على خبايا العدوان الإسرائيلي في القطاع، خصوصاً في حال تنفيذ اجتياح في رفح، فإن هذه حجة كاذبة. فهناك عدد كبير من القنوات العربية التي تغطي الأحداث في غزة على مدار اليوم، وليست «الجزيرة» وحدها، ومنها قنوات «العربية» و«العربية الحدث» و«الغد» و«الشرق» و«المشهد» و«سكاي نيوز العربية» و«القاهرة الإخبارية» و«قناة فلسطين الرسمية»، وكثير من القنوات الأخرى. كلها تبث من قلب غزة.

رسالة إلى قطر

إذا كانت إسرائيل تسعى إلى إسكات مراسلي «الجزيرة» في إسرائيل، فهم يستطيعون البث من أماكن أخرى. لذلك يرى المنتقدون أن قرار الإغلاق هو في الواقع جاء لممارسة الضغط على قطر، والرسالة منه أن هذا أول الغيث، بالإضافة إلى كونه يشكل انتقاماً من «الجزيرة» وتحذيراً لبقية القنوات.

مراسل قناة «الجزيرة» الإنجليزية زين بصراوي في بث مباشر من مكاتب القناة في رام الله (أ.ب)

وتجدر الإشارة إلى أن البث لم ينقطع لدى من يمتلك صحناً لالتقاط الفضائيات، إذ إن «الجزيرة» تظهر على جميع الشبكات والأقمار العربية والعالمية، مثل «نايل سات»، و«يورو سات»، و«هوت بيرد»، و«عرب سات»، وغيرها. وقد تم حجب «الجزيرة» (بالعربية) في الإنترنت داخل إسرائيل، لكن القناة الإنجليزية لم تحجب. أي أن المواطن الإسرائيلي الذي يتقن الإنجليزية ويريد ذلك يستطيع مشاهدة «الجزيرة». وفقط المواطنون العرب (فلسطينيو 48) سيحرمون منها. إلا أن هؤلاء يشاهدونها عادة عبر الأقمار الاصطناعية وليس الإنترنت. وعملياً لم تقطع قناة «الجزيرة» عمن هو معني بمشاهدتها في إسرائيل.

لهذا، فإن الإعلان الدرامي عن قرار الحكومة، والقانون الذي سبق القرار وتم سنه في الكنيست قبل أسبوعين، والهجوم على غرفة القناة في فندق إمباسادور، قصة استعراضية تدل على تحكم العقلية الانتقامية على أصحاب القرار.

وقد ذكرت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية «كان» أن شبكة «الجزيرة» ستقدّم استئنافاً للمحكمة العليا على قرار إغلاقها، وأن جمعية حقوق الإنسان الإسرائيلية أيضاً تنوي التوجه إلى المحكمة نفسها بدعوى مماثلة.


إطلاق الصواريخ يرفع أسعار المواد الأساسية ويعزز المخاوف من عملية عسكرية

دخان جراء قصف إسرائيلي على شرق مدينة رفح (د.ب.أ)
دخان جراء قصف إسرائيلي على شرق مدينة رفح (د.ب.أ)
TT

إطلاق الصواريخ يرفع أسعار المواد الأساسية ويعزز المخاوف من عملية عسكرية

دخان جراء قصف إسرائيلي على شرق مدينة رفح (د.ب.أ)
دخان جراء قصف إسرائيلي على شرق مدينة رفح (د.ب.أ)

لا يفهم الغزيون النازحون إلى رفح ماذا حدث في وقت قصير. فبعدما كانوا يتجهزون للعودة إلى منازلهم في مناطق شمال قطاع غزة، أطلقت «حماس» صواريخ من رفح المكتظة على موقع عسكري قرب معبر كرم أبو سالم، فردت إسرائيل بعدة غارات عنيفة، مع قرار بإغلاق المعبر، قبل أن تتضاعف أسعار المواد الأساسية هناك، ثم بدأت (إسرائيل) حملة من أجل إخلاء مناطق في رفح إيذاناً ببدء عملية عسكرية محتملة.

ودعت إسرائيل، الاثنين، عشرات آلاف الفلسطينيين في منطقة شرق رفح إلى المغادرة فوراً؛ لأن الجيش سيصعد بقوة ضد «حماس» في تلك المنطقة، في تطور لافت وخطير.

خوف وغضب

قال هشام إسماعيل (53 عاماً) النازح من مخيم جباليا شمال قطاع غزة إلى مدينة رفح جنوباً: «مش فاهمين شو صار».

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» قائلاً: «كنا نخطط للعودة. لكن فوجئنا بإطلاق الصواريخ من رفح. المنطقة مكتظة. ما في مجال لحد يتنفس. ثم بدأت الأخبار تتوالى. تم إغلاق المعبر ثم قالوا إن المحادثات تنهار، واليوم بدأوا بإخلاء الناس».

ولم يخف إسماعيل أنهم غاضبون من عملية إطلاق الصواريخ من قبل «حماس».

وتابع قوله: «لا أريد القول إنهم السبب. لا. لكن كنا نخشى ذلك. عملية إطلاق الصواريخ المفاجئة غير مبررة في الوقت الحالي. على الأقل قلبت الوضع في رفح رأساً على عقب. انظر إلى الخوف انظر إلى الأسعار. بعد الإطلاق مباشرة تهافت الناس على المحال التجارية استعداداً لهجوم واسع، ورفع التجار الأسعار مرة واثنتين وثلاث مرات».

ويشتكي الناس في رفح من ارتفاع جنوني في الأسعار، تفاقم أكثر مع إعلان إغلاق معبر كرم أبو سالم.

واتهم إسماعيل، من وصفهم بـ«تجار الحروب» باستغلال عذابات الناس.

وأضاف: «يبدو أننا سنعيش تجربة مجاعة مثلما حدث في الشمال. ما يحدث يدل على غياب المسؤولية. ولا أريد أن أقول أكثر من ذلك».

وكانت إسرائيل أغلقت معبر كرم أبو سالم بين إسرائيل وقطاع غزة، الذي يستخدم لتفتيش المساعدات الإنسانية التي تمر من مصر قبل دخولها للقطاع، ما أدى إلى ارتفاع جنوني في أسعار المواد الغذائية الأساسية في مدينة رفح المكتظة بأكثر من مليون و400 ألف فلسطيني، غالبيتهم من النازحين.

وتذرعت إسرائيل بأن إغلاق المعبر جاء بسبب إطلاق الصواريخ من رفح باتجاه موقع كرم أبو سالم العسكري الذي يضم عدداً كبيراً من الجنود الإسرائيليين، والذي من خلاله يتم تأمين المعبر إلى جانب تأمين الحدود المشتركة ما بين إسرائيل وقطاع غزة ومصر، وهي عملية تبنتها «كتائب القسام» الجناح المسلح لـ«حركة حماس»، بإعلانها إطلاق عدة صواريخ «رجوم»، ما أدى لمقتل 4 جنود، وإصابة 9 بجروح متفاوتة، وفق إعلان عسكري رسمي من تل أبيب.

غزيون نازحون إلى رفح يعيدون تهيئة خيامهم وأمتعتهم استعداداً لنزوح جديد (رويترز)

من المستفيد من عملية كرم أبو سالم؟

وقالت نهال أبو محسن (36 عاماً) من سكان مدينة رفح: «بقدرة قادر قفز سعر كيلو السكر من 12 (نحو 3 دولارات ونصف) إلى 50 شيقلاً (نحو 14 دولاراً)، وكيس الدقيق من 5 شواقل فقط (ما يزيد على دولار واحد قليلاً)، إلى 100 شيقل (نحو 26 دولاراً)، وكل ذلك بعد ساعة فقط من إطلاق الصواريخ».

وأضافت لـ«الشرق الأوسط»: «من المستفيد من إطلاق هذه الصواريخ حالياً، ومن المتضرر؟ نحن المتضررون دائماً. المواطنون الغلابة والمسحوقون دائماً يدفعون الثمن من دمهم وعذاباتهم. من جهة في الحرب مع إسرائيل، ومن جهة ثانية من تجار الحروب. كلهم يحاربوننا ويحاربون الحياة».

وارتفاع أسعار المواد الغذائية في رفح مستمر بسبب التطورات التي شملت استمرار عمليات القصف الجوي والمدفعي في المدينة منذ مساء الأحد، التي خلفت مزيداً من الضحايا والجرحى، وطلب الجيش صباح الاثنين، من نحو 100 ألف نسمة، من الفلسطينيين القاطنين في مناطق شرق رفح، بإخلاء بعض المربعات السكنية والأحياء، باتجاه مناطق غرب المدينة، وتحديداً في منطقة المواصي التي تمتد من جنوب غرب دير البلح، وحتى شمال غربي مدينة رفح.

وجاءت هذه التطورات على وقع التقارير المرتبطة بتعثر مفاوضات القاهرة، في ظل تشديد «حماس» لمطلبها بالحصول على ضمانات لوقف الحرب، بينما لا تزال إسرائيل ترفض ذلك، وتصر على اقتحام المدينة بادعاء أنها ستعمل على تفكيك ما تبقى من كتائب فيها.

وقال تامر صقر النازح من مخيم الشاطئ إلى مدينة رفح: «واضح أن الدور وصلنا».

وأضاف: «لا توجد مسؤولية. نحن متروكون للموت. هناك شيء غلط. شيء غير طبيعي. كل شيء في رفح تغير بسرعة غير مفهومة، بعد إطلاق الصواريخ، وكأن إطلاقها كان رسالة للاحتلال بأن يدخل المدينة، ومنحه مبررات لارتكاب مجازر جديدة، وتهجيرنا من جديد... مش فاهمين شو بيصير».

وانتقد الكثيرون في غزة إطلاق «حماس» الصواريخ من المدينة المكتظة بالنازحين في هذا الوقت.

وقالت فرح عبد الله (29 عاماً) من سكان مدينة رفح لـ«الشرق الأوسط»: «شعرت وكأن من أطلقها هم التجار لأجل رفع الأسعار وكسب مزيد من المال، وليس المقاومة الواعية التي اعتدنا في كثير من المواقف على نضوجها».

وأضافت: «مستغربة ومش فاهمة. من المسؤول عن حياة أكثر من مليون و200 ألف مواطن، ومن أطلق الصواريخ لماذا لم يحسب حسابهم، خاصة وأن هناك ضغوطاً دولية على الاحتلال على الأقل تمنعه من بدء عملية دون إخلاء رفح. متوقع أن يقول نتنياهو: رأيتم الصواريخ يجب أن ندخل رفح».

وهاجم نازحون آخرون لم يرغبوا في نشر أسمائهم إطلاق الصواريخ.

وقال أحدهم لـ«الشرق الأوسط»: «يقولون إنهم مؤتمنون على الناس. أي ناس؟ الذي يطلق صواريخ من بين مليون ونصف هل يؤتمن فعلاً».

وكانت «حماس» أعلنت أن إطلاق الصواريخ جاء في سياق التأكيد على جهوزية المقاومة للتصدي لأي عملية عسكرية في رفح. وقال أسامة حمدان القيادي في «حماس»: «عملية كرم أبو سالم رسالة للاحتلال بأن عواقب أي مغامرة قد يرتكبها جيشه لن تكون كما يتصور، وأن المقاومة قادرة على الاستمرار أكثر مما يتصور».