دعوات عربية ودولية إلى التهدئة في السودان

السعودية تحض على تغليب لغة الحوار... وأميركا تطالب بتجنب التصعيد... وروسيا مع وقف النار

لقطة من شريط فيديو خلال المواجهات بين الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع» في الخرطوم أمس (رويترز)
لقطة من شريط فيديو خلال المواجهات بين الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع» في الخرطوم أمس (رويترز)
TT

دعوات عربية ودولية إلى التهدئة في السودان

لقطة من شريط فيديو خلال المواجهات بين الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع» في الخرطوم أمس (رويترز)
لقطة من شريط فيديو خلال المواجهات بين الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع» في الخرطوم أمس (رويترز)

شددت مواقف عربية ودولية، أمس، على ضرورة التهدئة وتغليب لغة الحوار في السودان في أعقاب المواجهات بين قوات الجيش و«الدعم السريع». وتلقى الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله، وزير الخارجية السعودي، أمس، اتصالاً هاتفياً من الشيخ ‏عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية الإماراتي، وأنتوني بلينكن وزير خارجية أميركا. وجرى خلال الاتصال بحث الأوضاع الراهنة في السودان مع التأكيد على أهمية وقف التصعيد العسكري، والعودة إلى الاتفاق الإطاري، بما يضمن أمن واستقرار السودان وشعبه الشقيق. وجاء الاتصال في وقت عبّرت وزارة الخارجية السعودية عن قلقها البالغ مما يحصل في السودان. ودعت في بيان المكون العسكري وجميع القيادات السياسية إلى «تغليب لغة الحوار وضبط النفس والحكمة وتوحيد الصف سعياً لاستكمال الاتفاق الإطاري الذي يستهدف التوصل لإعلان سياسي يتحقق بموجبه الاستقرار السياسي والتعافي الاقتصادي».
وطلبت الخارجية السعودية من المواطنين الموجودين في السودان أخذ الحيطة والحذر. كما دعت السفارة السعودية في الخرطوم السعوديين المقيمين في السودان إلى البقاء في منازلهم.
وفي أبوظبي، قالت وكالة أنباء الإمارات إن السفارة في الخرطوم «تتابع بقلق بالغ الأحداث الجارية في السودان الشقيق وتؤكد على موقف دولة الإمارات الثابت المتمثل في ضرورة خفض التصعيد والعمل على إيجاد حل سلمي للأزمة بين الأطراف المعنية». كما قال الدكتور أنور قرقاش مستشار رئيس الإمارات الدبلوماسي «قلوبنا مع أهل السودان الشقيق، فالعنف لا يولد لإلا العنف ولا بديل عن ضبط النفس والحوار بين المتحاربين». وأضاف «لا خيار الا الانتقال السلمي وفتح صفحة جديدة تليق بهذا البلد العريق بعد طول معاناة».
من جانبها، حضت وزارة الخارجية القطرية جميع الأطراف على وقف القتال فوراً وممارسة أقصى درجات ضبط النفس وتغليب المصلحة العامة وتجنيب المدنيين تبعات القتال.

ودعت وزارة الخارجية الكويتية إلى الوقف الفوري للتصعيد والقتال وتغليب صوت الحكمة والحوار لتجاوز الخلافات.
وعبّر الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي جاسم البديوي عن قلقه البالغ، داعياً إلى التهدئة وضبط النفس.
كما دعا الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، حسين إبراهيم طه، إلى الوقف الفوري لإطلاق النار والعودة إلى مسار الحوار وتغليب صوت العقل.
وعبّر الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط عن القلق والانزعاج إزاء الوضع في السودان، مؤكداً استعداد الأمانة العامة للجامعة للتدخل مع الأطراف لتحقيق ذلك.
وفي القاهرة، دعت الخارجية المصرية الأطراف السودانية إلى «ممارسة أقصى درجات ضبط النفس... وإعلاء المصالح العليا للوطن». كما قال متحدث باسم الجيش المصري إن الجيش يتابع عن كثب الوضع في السودان وينسق مع السلطات السودانية المعنية لضمان تأمين القوات المصرية.
بدوره، قال رئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية وزير الخارجية الأسبق محمد العرابي لـ«الشرق الأوسط» إن «طرفي الاشتباكات في السودان خاسران، وما يجري بمثابة (قفزة في الظلام) عبر العمل العسكري الذي لن يثمر شيئا في النهاية، وسيدفع الشعب السوداني ثمناً كبيراً إذا استمرت الأوضاع على هذا النحو».
من جهتها، قالت الدكتورة، أماني الطويل، مستشار «مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» والخبيرة في الشؤون الأفريقية، لـ«الشرق الأوسط»، إن «المقاربة المصرية للتفاعل مع ما يجري في السودان تتمحور حول عدم التورط في صراع داخلي يجري بين أطراف سودانية».
وفي الجزائر، قالت رئاسة الجمهورية في بيان: «تدعو الجزائر جميع الأطراف السودانية إلى وقف الاقتتال وتغليب لغة الحوار لتجاوز الخلافات مهما بلغت درجة تعقيدها».
- مواقف دولية
وفي المواقف الدولية، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في بيان إلى وقف القتال فوراً وبدء الحوار لحل الأزمة، محذرا من أن أي تصعيد في القتال سيكون له تأثير مدمر على المدنيين ويزيد من تفاقم الوضع الإنساني غير المستقر بالفعل في البلاد. كما دعا الدول الأعضاء في المنطقة إلى دعم الجهود المبذولة لاستعادة النظام والعودة إلى المسار الانتقالي في السودان.
وقال مارتن غريفيث، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، إن «المزيد من العنف لن يؤدي سوى إلى تفاقم الأمور».
وفي موسكو، قالت وزارة الخارجية الروسية إن «الأحداث المؤسفة في السودان تثير قلقاً عميقاً في موسكو. ندعو أطراف الصراع إلى إظهار إرادة سياسية وضبط النفس واتخاذ إجراءات عاجلة لوقف إطلاق النار».
من جهته، عبّر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن عن بالغ قلقه، وكتب على «تويتر»: «نحث جميع الأطراف على وقف العنف فوراً وتجنب المزيد من التصعيد أو تعبئة القوات ومواصلة المحادثات لحل القضايا العالقة». وكان السفير الأميركي في الخرطوم جون غودفري اعتبر أن القتال المباشر أمر «خطير للغاية»، داعياً القادة العسكريين إلى وقف القتال.
وفي بروكسل، دعا مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل القوى السودانية إلى وقف العنف فوراً، محذراً من أن التصعيد لن يؤدي إلا إلى «تفاقم الوضع».
وفي أديس أبابا، قال رئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد إن حكومته تتابع بقلق شديد الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، مضيفاً أن بلاده مستعدة للوساطة في النزاع.
وبينما حث رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي القوى المتقاتلة على الوقف الفوري «لتدمير البلاد وترويع سكانها»، حذرت الهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد) من أن تصاعد الأحداث سيتسبب في «انتكاسة» وسيؤدي إلى انعدام الأمن بشكل خطير، وعدم الاستقرار في السودان والمنطقة كلها.


مقالات ذات صلة

الرياض تكثف اتصالاتها لوقف التصعيد في السودان

شمال افريقيا الرياض تكثف اتصالاتها لوقف التصعيد في السودان

الرياض تكثف اتصالاتها لوقف التصعيد في السودان

كثَّفت المملكة العربية السعودية، جهودَها الدبلوماسية لوقف التصعيد في السودان، إلى جانب مساعداتها لإجلاء آلاف الرعايا من أكثر من مائة دولة عبر ميناء بورتسودان. وأجرى وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، أمس، اتصالات هاتفية، مع الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، ووزير الخارجية الجيبوتي محمود علي يوسف، بحث خلالها الجهود المبذولة لوقف التصعيد العسكري بين الأطراف السودانية، وإنهاء العنف، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين، بما يضمن أمنَ واستقرار ورفاه السودان وشعبه.

شمال افريقيا «أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

نقلت سفينة «أمانة» السعودية، اليوم (الخميس)، نحو 1765 شخصاً ينتمون لـ32 دولة، إلى جدة، ضمن عمليات الإجلاء التي تقوم بها المملكة لمواطنيها ورعايا الدول الشقيقة والصديقة من السودان، إنفاذاً لتوجيهات القيادة. ووصل على متن السفينة، مساء اليوم، مواطن سعودي و1765 شخصاً من رعايا «مصر، والعراق، وتونس، وسوريا، والأردن، واليمن، وإريتريا، والصومال، وأفغانستان، وباكستان، وأفغانستان، وجزر القمر، ونيجيريا، وبنغلاديش، وسيريلانكا، والفلبين، وأذربيجان، وماليزيا، وكينيا، وتنزانيا، والولايات المتحدة، وتشيك، والبرازيل، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وهولندا، والسويد، وكندا، والكاميرون، وسويسرا، والدنمارك، وألمانيا». و

«الشرق الأوسط» (جدة)
شمال افريقيا مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

بعد 3 أيام عصيبة قضتها المسنة السودانية زينب عمر، بمعبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان، وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على غر

شمال افريقيا الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

أعلنت الأمم المتحدة، الخميس، أنها تحتاج إلى 445 مليون دولار لمساعدة 860 ألف شخص توقعت أن يفروا بحلول أكتوبر (تشرين الأول) المقبل من القتال الدامي في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع. وأطلقت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين هذا النداء لجمع الأموال من الدول المانحة، مضيفة أن مصر وجنوب السودان سيسجّلان أكبر عدد من الوافدين. وستتطلب الاستجابة للأزمة السودانية 445 مليون دولار حتى أكتوبر؛ لمواجهة ارتفاع عدد الفارين من السودان، بحسب المفوضية. وحتى قبل هذه الأزمة، كانت معظم العمليات الإنسانية في البلدان المجاورة للسودان، التي تستضيف حالياً الأشخاص الفارين من البلاد، تعاني نقصاً في التمو

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شمال افريقيا الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

وجّه الصراع المحتدم الذي يعصف بالسودان ضربة قاصمة للمركز الرئيسي لاقتصاد البلاد في العاصمة الخرطوم. كما عطّل طرق التجارة الداخلية، مما يهدد الواردات ويتسبب في أزمة سيولة. وفي أنحاء مساحات مترامية من العاصمة، تعرضت مصانع كبرى ومصارف ومتاجر وأسواق للنهب أو التخريب أو لحقت بها أضرار بالغة وتعطلت إمدادات الكهرباء والمياه، وتحدث سكان عن ارتفاع حاد في الأسعار ونقص في السلع الأساسية. حتى قبل اندلاع القتال بين طرفي الصراع في 15 أبريل، عانى الاقتصاد السوداني من ركود عميق بسبب أزمة تعود للسنوات الأخيرة من حكم الرئيس السابق عمر البشير واضطرابات تلت الإطاحة به في عام 2019.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)

«الجنائية الدولية» تعيد سيف الإسلام القذافي إلى واجهة الأحداث في ليبيا

سيف الإسلام القذافي خلال تقدمه بأوراقه للترشح في الانتخابات الرئاسية في 14 نوفمبر 2021 (رويترز)
سيف الإسلام القذافي خلال تقدمه بأوراقه للترشح في الانتخابات الرئاسية في 14 نوفمبر 2021 (رويترز)
TT

«الجنائية الدولية» تعيد سيف الإسلام القذافي إلى واجهة الأحداث في ليبيا

سيف الإسلام القذافي خلال تقدمه بأوراقه للترشح في الانتخابات الرئاسية في 14 نوفمبر 2021 (رويترز)
سيف الإسلام القذافي خلال تقدمه بأوراقه للترشح في الانتخابات الرئاسية في 14 نوفمبر 2021 (رويترز)

بعد تأكيدات المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان، الأسبوع الماضي، باستمرار سريان مذكرة التوقيف التي صدرت بحق سيف الإسلام، نجل الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي عام 2011، عاد اسم سيف الإسلام ليتصدر واجهة الأحداث بالساحة السياسية في ليبيا.

وتتهم المحكمة الجنائية سيف الإسلام بالمسؤولية عن عمليات «قتل واضطهاد ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية» بحق مدنيين، خلال أحداث «ثورة 17 فبراير»، التي خرجت للشارع ضد نظام والده، الذي حكم ليبيا لأكثر من 40 عاماً.

* تنديد بقرار «الجنائية»

بهذا الخصوص، أبرز عضو مجلس النواب الليبي، علي التكبالي، أن القوى الفاعلة في شرق البلاد وغربها «لا تكترث بشكل كبير بنجل القذافي، كونه لا يشكل خطراً عليها، من حيث تهديد نفوذها السياسي في مناطق سيطرتها الجغرافية». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «رغم قلة ظهور سيف منذ إطلاق سراحه من السجن 2017، فإن تحديد موقعه واعتقاله لن يكون عائقاً، إذا ما وضعت القوى المسلحة في ليبيا هذا الأمر هدفاً لها».

صورة التُقطت لسيف الإسلام القذافي في الزنتان (متداولة)

وفي منتصف عام 2015 صدر حكم بإعدام سيف الإسلام لاتهامه بـ«ارتكاب جرائم حرب»، وقتل مواطنين خلال «ثورة فبراير»، إلا أن الحكم لم يُنفَّذ، وتم إطلاق سراحه من قبل «كتيبة أبو بكر الصديق»، التي كانت تحتجزه في الزنتان. وبعد إطلاق سراحه، لم تظهر أي معلومات تفصيلية تتعلق بحياة سيف الإسلام، أو تؤكد محل إقامته أو تحركاته، أو مَن يموله أو يوفر له الحماية، حتى ظهر في مقر «المفوضية الوطنية» في مدينة سبها بالجنوب الليبي لتقديم ملف ترشحه للانتخابات الرئاسية في نوفمبر (تشرين الثاني) 2021.

وأضاف التكبالي أن رفض البعض وتنديده بقرار «الجنائية الدولية»، التي تطالب بتسليم سيف القذافي «ليس لقناعتهم ببراءته، بقدر ما يعود ذلك لاعتقادهم بوجوب محاكمة شخصيات ليبية أخرى مارست أيضاً انتهاكات بحقهم خلال السنوات الماضية».

* وجوده لا يشكِّل خطراً

المحلل السياسي الليبي، محمد محفوظ، انضم للرأي السابق بأن سيف الإسلام «لا يمثل خطراً على القوى الرئيسية بالبلاد حتى تسارع لإزاحته من المشهد عبر تسليمه للمحكمة الدولية»، مشيراً إلى إدراك هذه القوى «صعوبة تحركاته وتنقلاته». كما لفت إلى وجود «فيتو روسي» يكمن وراء عدم اعتقال سيف القذافي حتى الآن، معتقداً بأنه يتنقل في مواقع نفوذ أنصار والده في الجنوب الليبي.

بعض مؤيدي حقبة القذافي في استعراض بمدينة الزنتان (متداولة)

وتتنافس على السلطة في ليبيا حكومتان: الأولى وهي حكومة «الوحدة» المؤقتة، التي يرأسها عبد الحميد الدبيبة، وتتخذ من طرابلس مقراً لها، والثانية مكلفة من البرلمان برئاسة أسامة حماد، وهي مدعومة من قائد «الجيش الوطني»، المشير خليفة حفتر، الذي تتمركز قواته بشرق وجنوب البلاد.

بالمقابل، يرى المحلل السياسي الليبي، حسين السويعدي، الذي يعدّ من مؤيدي حقبة القذافي، أن الولاء الذي يتمتع به سيف الإسلام من قبل أنصاره وحاضنته الاجتماعية «يصعّب مهمة أي قوى تُقدم على اعتقاله وتسليمه للمحكمة الجنائية الدولية»، متوقعاً، إذا حدث ذلك، «رد فعل قوياً جداً من قبل أنصاره، قد يمثل شرارة انتفاضة تجتاح المدن الليبية».

ورغم إقراره في تصريح لـ«الشرق الأوسط» بأن «كل القوى الرئيسية بالشرق والغرب الليبيَّين تنظر لسيف الإسلام بوصفه خصماً سياسياً»، فإنه أكد أن نجل القذافي «لا يقع تحت سيطرة ونفوذ أي منهما، كونه دائم التنقل، فضلاً عن افتقاد البلاد حكومة موحدة تسيطر على كامل أراضيها».

ورفض المحلل السياسي ما يتردد عن وجود دعم روسي يحظى به سيف الإسلام، يحُول دون تسليمه للمحكمة الجنائية، قائلاً: «رئيس روسيا ذاته مطلوب للمحكمة ذاتها، والدول الكبرى تحكمها المصالح».

* تكلفة تسليم سيف

من جهته، يرى الباحث بمعهد الخدمات الملكية المتحدة، جلال حرشاوي، أن الوضع المتعلق بـ(الدكتور) سيف الإسلام مرتبط بشكل وثيق بالوضع في الزنتان. وقال إن الأخيرة «تمثل رهانات كبيرة تتجاوز قضيته»، مبرزاً أن «غالبية الزنتان تدعم اللواء أسامة الجويلي، لكنه انخرط منذ عام 2022 بعمق في تحالف مع المشير حفتر، ونحن نعلم أن الأخير يعدّ سيف الإسلام خطراً، ويرغب في اعتقاله، لكنهما لا يرغبان معاً في زعزعة استقرار الزنتان، التي تعدّ ذات أهمية استراتيجية كبيرة».

أبو عجيلة المريمي (متداولة)

ويعتقد حرشاوي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن الدبيبة يتبع أيضاً سياسة تميل إلى «عدم معارضة القذافي». ففي ديسمبر (كانون الأول) 2022، سلم المشتبه به في قضية لوكربي، أبو عجيلة المريمي، إلى السلطات الأميركية، مما ترتبت عليه «تكلفة سياسية»، «ونتيجة لذلك، لا يرغب الدبيبة حالياً في إزعاج أنصار القذافي. فالدبيبة مشغول بمشكلات أخرى في الوقت الراهن».