إطلاق سراح أميركيين اتهموا في «قضية التنصير» بطرابلس

صورة متداولة لجوازات سفر الأميركيين المتهمين في «قضية التنصير» بالعاصمة الليبية طرابلس
صورة متداولة لجوازات سفر الأميركيين المتهمين في «قضية التنصير» بالعاصمة الليبية طرابلس
TT

إطلاق سراح أميركيين اتهموا في «قضية التنصير» بطرابلس

صورة متداولة لجوازات سفر الأميركيين المتهمين في «قضية التنصير» بالعاصمة الليبية طرابلس
صورة متداولة لجوازات سفر الأميركيين المتهمين في «قضية التنصير» بالعاصمة الليبية طرابلس

قالت مصادر في حكومة الوحدة الليبية «المؤقتة» برئاسة عبد الحميد الدبيبة، إن «المواطنين الأميركيين المتهمين في (قضية التنصير) غادروا مطار معيتيقة الدولي في العاصمة طرابلس، على متن طائرة خاصة في طريق عودتهم إلى الولايات المتحدة عبر مالطا».
ولم تصدر حكومة الدبيبة أي بيان بهذا الشأن؛ لكن مصادر في حكومة الوحدة - تحفظت في ذكر اسمها - أكدت صحة ما نشرته وسائل إعلام محلية عن مغادرة 4 أميركيين بعد إطلاق سراحهم في وقت سابق مساء الجمعة.
وأشارت إلى أن «العملية تمت بطلب من حكومة الدبيبة بالتنسيق مع السلطات الأميركية».

ولم يصدر أي بيان رسمي من جهاز الأمن الداخلي بشأن هذه التفاصيل، إلا أن مصدراً مسؤولاً في الجهاز أكد لـ«الشرق الأوسط»، أن «الأميركيين كانوا محتجزين كرهائن وليس كموقوفين بتهم، قال إنها متعلقة بالأمن القومي الليبي».
وتابع المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه: «تم إحالة المقبوض عليهم إلى النيابة، ودور أي جهاز أمني ينتهي عند الإحالة للنيابة».
ولم يعلن الصديق الصور، النائب الليبي العام، أي قرار بشأن هذا، فيما التزمت السفارة الأميركية الصمت، ولم تعلق على هذه التطورات.
وكان جهاز الأمن الداخلي، قد بث فيديو لأميركي الجنسية، قدمه فقط بالحروف الأولى من اسمه، وقال إنه «عمل كمساعد لمدير مركز لتدريس اللغة الإنجليزية بالعاصمة طرابلس»، لافتاً إلى أنه اتضح «أنه يعمل وزوجته ضمن فريق تابع لمنظمة أميركية لنشر المسيحية».
كما أعلن الجهاز توقيف عدد من الأجانب من بينهم شخص باكستاني، بالإضافة إلى بعض الليبيين، قال إنهم «ضمن خلية نشطة تمارس أنشطة هدامة».

وكان متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية قد أكد أن «(الخارجية) مطلعة على احتجاز مواطن أميركي من جانب ميليشيا - لم يحددها - في العاصمة الليبية طرابلس».
وأضاف المتحدث في تصريحات أن «أولوية وزارته هي سلامة وأمن مواطني الولايات المتحدة في الخارج».
لكن وفد حكومة الدبيبة في اللجنة العسكرية المشتركة (5+5) دافع في المقابل عن جهاز الأمن الداخلي باعتباره مؤسسة أمنية تتبع الدولة الليبية.
وقال إن «ما يقوم به من إجراءات هي ذات صبغة قانونية ومن اختصاصه»، رافضاً وصفه بـ«الميليشيا المسلحة».
وتضع الخارجية الأميركية ليبيا في المستوى الرابع لتعليمات السفر، وتحذر مواطنيها من السفر إلى هناك بسبب «انتشار الجريمة، والإرهاب، والاضطرابات الأهلية، والاختطاف، والنزاع المسلح».
في سياق آخر، دعا رمضان أبو جناح، نائب الدبيبة ووزير الصحة المكلف، الشركات الأميركية المتخصصة في الجانب الصحي للعمل في ليبيا.
ولفت رمضان خلال اجتماعه مساء الجمعة مع رئيس «غرفة التجارة الأميركية - الأفريقية» سكوت إيسنر، وعدد من ممثلي كبرى الشركات المصنعة للأدوية والمستلزمات الطبية، بحضور السفير والمبعوث الأميركي الخاص ريتشارد نورلاند، إلى خطط حكومته بشأن «أهمية إنشاء شركات التطوير والتنمية ضمن خطة عودة الحياة التي أعلنها الدبيبة».
وأوضح أن الاجتماع بحث «تعزيز التعاون بين وزارة الصحة الليبية والشركات الأميركية المتخصصة في تصنيع الإمدادات الطبية».
إلى ذلك، أكد عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب، «ضرورة تسييل المبالغ المطلوبة لحكومة الاستقرار الموازية برئاسة فتحي باشاغا لتنفيذ برامجها».
وقال علي القطراني، نائب باشاغا، إنه ناقش مع صالح، في مدينة القبة، كيفية حلحلة المشاكل التي تواجه دعم القطاع الحكومي، والوزارات، بالإضافة إلى دعم توزيع الأعلاف، ودور الحكومة واللجنة المختصة.
وأكد القطراني الانتهاء من الإجراءات النظامية اللازمة لانتخابات البلديات، لافتاً إلى «إتمام العملية خلال الفترة المقبلة وفق جدولها الزمني».


مقالات ذات صلة

تشكيل أول كتلة نيابية في البرلمان التونسي الجديد

العالم العربي تشكيل أول كتلة نيابية في البرلمان التونسي الجديد

تشكيل أول كتلة نيابية في البرلمان التونسي الجديد

أعلن النائب التونسي ثابت العابد، اليوم (الثلاثاء) تشكيل «الكتلة الوطنية من أجل الإصلاح والبناء»، لتصبح بذلك أول كتلة تضم أكثر من 30 نائباً في البرلمان من مجموع 151 نائباً، وهو ما يمثل نحو 19.8 في المائة من النواب. ويأتي هذا الإعلان، بعد المصادقة على النظام الداخلي للبرلمان المنبثق عمن انتخابات 2022 وما رافقها من جدل وقضايا خلافية، أبرزها اتهام أعضاء البرلمان بصياغة فصول قانونية تعزز مصالحهم الشخصية، وسعي برلمانيين لامتلاك الحصانة البرلمانية، لما تؤمِّنه لهم من صلاحيات، إضافة إلى الاستحواذ على صلاحيات مجلس الجهات والأقاليم (الغرفة النيابية الثانية)، وإسقاط صلاحية مراقبة العمل الحكومي. ومن المنت

المنجي السعيداني (تونس)
العالم العربي مصر تبدأ تحريكاً «تدريجياً» لأسعار سلع تموينية

مصر تبدأ تحريكاً «تدريجياً» لأسعار سلع تموينية

بدأت مصر في مايو (أيار) الحالي، تحريكا «تدريجيا» لأسعار سلع تموينية، وهي سلع غذائية تدعمها الحكومة، وذلك بهدف توفير السلع وإتاحتها في السوق، والقضاء على الخلل السعري، في ظل ارتفاعات كبيرة في معدلات التضخم. وتُصرف هذه السلع ضمن مقررات شهرية للمستحقين من أصحاب البطاقات التموينية، بما يعادل القيمة المخصصة لهم من الدعم، وتبلغ قيمتها 50 جنيهاً شهرياً لكل فرد مقيد بالبطاقة التموينية.

محمد عجم (القاهرة)
العالم العربي «الوطنية للنفط» في ليبيا تنفي «بشكل قاطع» دعمها أطراف الحرب السودانية

«الوطنية للنفط» في ليبيا تنفي «بشكل قاطع» دعمها أطراف الحرب السودانية

نفت المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا «بشكل قاطع»، دعمها أياً من طرفي الحرب الدائرة في السودان، متوعدة بتحريك دعاوى قضائية محلياً ودولياً ضد من يروجون «أخباراً كاذبة»، وذلك بهدف «صون سمعتها». وأوضحت المؤسسة في بيان اليوم (الاثنين)، أنها «اطلعت على خبر نشره أحد النشطاء مفاده أن المؤسسة قد تتعرض لعقوبات دولية بسبب دعم أحد أطراف الصراع في دولة السودان الشقيقة عن طريق مصفاة السرير»، وقالت: إن هذا الخبر «عارٍ من الصحة». ونوهت المؤسسة بأن قدرة مصفاة «السرير» التكريرية «محدودة، ولا تتجاوز 10 آلاف برميل يومياً، ولا تكفي حتى الواحات المجاورة»، مؤكدة التزامها بـ«المعايير المهنية» في أداء عملها، وأن جُل ترك

جمال جوهر (القاهرة)
العالم العربي طرفا الصراع في السودان يوافقان على تمديد الهدنة

طرفا الصراع في السودان يوافقان على تمديد الهدنة

أعلن كلّ من الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع» تمديد أجل الهدنة الإنسانية في السودان لمدة 72 ساعة إضافية اعتباراً من منتصف هذه الليلة، وذلك بهدف فتح ممرات إنسانية وتسهيل حركة المواطنين والمقيمين. ولفت الجيش السوداني في بيان نشره على «فيسبوك» إلى أنه بناء على مساعي طلب الوساطة، «وافقت القوات المسلحة على تمديد الهدنة لمدة 72 ساعة، على أن تبدأ اعتباراً من انتهاء مدة الهدنة الحالية». وأضاف أن قوات الجيش «رصدت نوايا المتمردين بمحاولة الهجوم على بعض المواقع، إلا أننا نأمل أن يلتزم المتمردون بمتطلبات تنفيذ الهدنة، مع جاهزيتنا التامة للتعامل مع أي خروقات». من جهتها، أعلنت قوات «الدعم السريع» بقيادة م

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
العالم العربي «السفر عكس التيار»... سودانيون يعودون إلى الخرطوم رغم القتال

«السفر عكس التيار»... سودانيون يعودون إلى الخرطوم رغم القتال

في وقت يسارع سودانيون لمغادرة بلادهم في اتجاه مصر وغيرها من الدول، وذلك بسبب الظروف الأمنية والمعيشية المتردية بالخرطوم مع استمرار الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع»، يغادر عدد من السودانيين مصر، عائدين إلى الخرطوم. ورغم تباين أسباب الرجوع بين أبناء السودان العائدين، فإنهم لم يظهروا أي قلق أو خوف من العودة في أجواء الحرب السودانية الدائرة حالياً. ومن هؤلاء أحمد التيجاني، صاحب الـ45 عاماً، والذي غادر القاهرة مساء السبت، ووصل إلى أسوان في تمام التاسعة صباحاً. جلس طويلاً على أحد المقاهي في موقف حافلات وادي كركر بأسوان (جنوب مصر)، منتظراً عودة بعض الحافلات المتوقفة إلى الخرطوم.


إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.