الأقدم على الإطلاق... اكتشاف هيكلي خفاشين يعودان لـ52 مليون عام

الأقدم على الإطلاق... اكتشاف هيكلي خفاشين يعودان لـ52 مليون عام
TT

الأقدم على الإطلاق... اكتشاف هيكلي خفاشين يعودان لـ52 مليون عام

الأقدم على الإطلاق... اكتشاف هيكلي خفاشين يعودان لـ52 مليون عام

كشف باحثون عن هيكلين عظميين لخفاشين يعودان لـ52 مليون عام تم اكتشافهما في وايومنغ غرب الولايات المتحدة هما الأقدم على الإطلاق وينتميان إلى نوع لم يسبق له مثيل. حيث تم اكتشاف الحفريات النادرة في تكوين النهر الأخضر جنوب غربي الولاية.
وكانت الأنواع المكتشفة حديثًا أصغر قليلاً من أقرب أنواع الخفافيش المعروفة، وهي «Icaronycteris index»؛ ويمكن أن تتناسب بسهولة مع يد الإنسان مع ثني أجنحتها على جسمها.
وفي توضيح أكثر لهذا الأمر، قال المؤلف الرئيسي للبحث الدكتور تيم ريتبرغن عالم حفريات الخفافيش مدير المجموعات بمركز «Naturalis» للتنوع البيولوجي في ليدن بهولندا «نظرًا لوجودهما في طبقات أدنى من طبقات الرواسب مقارنة بالخفافيش الأحفورية الأخرى، فإنهما يمثلان أقدم الهياكل العظمية». وذلك وفق ما نشر موقع «لايف ساينس» العلمي المتخصص.
وتطورت الخفافيش لأول مرة خلال عصر الإيوسين (56 مليون إلى 36 مليون سنة مضت). وحتى الآن، كانت أقدم الهياكل العظمية للخفافيش المسجلة هي البقايا الأحفورية التي يبلغ عمرها أكثر من 50 مليون عام من «I index» وأنواع بدائية أخرى تسمى «Onychonycteris finneyi»، والتي وصفها علماء الأحافير من رواسب تكوين النهر الأخضر.
ويضيف ريتبرغن «يعتبر غرين ريفر فورميشن أحد المواقع التي نجد فيها أفضل الهياكل العظمية المحفوظة».
وأدت الاكتشافات الجديدة، التي نشرت في دراسة يوم أمس (الأربعاء) بمجلة «PLOS One»، ما وصفت بأنها «أدت إلى تعديل وزاري في تصنيف الخفافيش المبكرة لتشمل الأنواع المكتشفة حديثًا في شجرة العائلة».
ولتحديد التاريخ التطوري أو نسالة الخفافيش، قارن الباحثون الحفريات الجديدة بهياكل عظمية سليمة من ستة أنواع من خفافيش الإيوسين، وكذلك مع أسنان معزولة من نوعين منقرضين آخرين وبهياكل عظمية من الخفافيش الحية. أشارت نتائجهم إلى أن الهياكل العظمية للخفافيش المكتشفة حديثًا تنتمي إلى نوع لم يسبق له مثيل من «Icaronycteris»، والذي أطلقوا عليه اسم «I. gunnelli» على اسم عالم الأحياء الراحل غريغ جونيل.
ويبيّن ريتبرغن أنه «بعد مقارنة القياسات مع الخفافيش الأخرى، برزت بوضوح على أنها نوع مختلف. لقد شعرت بالحماس الشديد وكنت أتساءل، ربما كان تنوع الخفافيش من أوائل الأيوسين أعلى بكثير مما كنا نظن».
جدير بالذكر، ان العلماء اكتشفوا أيضًا علاقة شقيقة مع الأنواع الوحيدة المسجلة الأخرى من Icaronycteris في أميركا الشمالية مؤشر I ، ما يعني أنها أقرب الأقارب المعروفة لبعضها البعض.
وتشير عمليات المسح التفصيلية للحفريات إلى أن وزن «I. Gunnelli» أقل من أونصة (22.5 إلى 28.9 غرام)، وهو نفس كتلة الجسم مثل مؤشر I. فيما قد يكون هناك تناقض بين الوزن المعاد بناؤه وطول الجناحين بسبب تشوه العظام أثناء التحجر، وفقًا للدراسة.
وفي هذا الاطار، تعتبر الأنواع الموصوفة حديثًا هذه واحدة من أقدم الهياكل العظمية للخفافيش المفصلية المعروفة، ما يوفر نظرة ثاقبة جديدة عن نسالة أقدم حفريات الخفافيش لدينا، وفق إيما تيلينج أستاذة علم الحيوان بجامعة كلية دبلن بآيرلندا والتي لم تشارك في البحث، التي تابعت «مع ذلك، لا تزال هناك أسئلة تتعلق بالتطور الوراثي لا يمكن حلها إلا من خلال استعادة المزيد من أحافير الخفافيش المحددة جيدًا والكاملة».
وبناءً على تحليلهم، يعتقد الباحثون أن خفافيش النهر الأخضر تطورت بشكل مستقل عن خفافيش الإيوسين الأخرى.
ويخلص ريتبرغن الى القول «لا يزال هناك الكثير مما لا نعرفه. وبمجرد أن تكون لدينا نظرة جيدة على تنوع الخفافيش، يمكننا دراسة التكيفات التطورية وربما العثور على تلميحات تقربنا من اكتشاف أسلاف الخفافيش».


مقالات ذات صلة

دراسة تكشف عن مذبحة وقعت في «عصور ما قبل التاريخ»

يوميات الشرق صورة أرشيفية لعظام هيكل عظمي بشري (رويترز)

دراسة تكشف عن مذبحة وقعت في «عصور ما قبل التاريخ»

قالت شبكة «سكاي نيوز» البريطانية إن دراسة جديدة حللت هياكل بشرية عثر عليها في حفرة بمقاطعة سومرست البريطانية كشفت عن وقوع مذبحة وحشية وأكل لحوم بشر في معارك.

يوميات الشرق صورة توضيحية لنوعين من الزواحف المجنحة من العصر الجوراسي الذي تم التعرف عليهما حديثاً من نوع «سكيفوسورا» (رويترز)

«ذيل السيف»... حفرية تكشف عن تاريخ زواحف طائرة عاشت قبل 147 مليون سنة

كشف العلماء عن حفرية محفوظة بحالة جيدة لهيكل عظمي من الزواحف الطائرة (التيروصورات).

«الشرق الأوسط» (برلين)
يوميات الشرق 77 مشروعاً بحثياً تنتشر في مختلف المناطق السعودية (هيئة التراث)

دلائل أثرية لاستيطان العصور الحجرية في مدينة الرياض ومحيطها الجغرافي

بدأت نتائج المسح الأثري في مدينة الرياض ومحيطها الجغرافي تظهر مبكراً مع إطلاق هيئة التراث بالسعودية أعمال المسح الميداني ضمن مشروع اليمامة.

عمر البدوي (الرياض)
يوميات الشرق فُسِّر اللغز لفكّ غموضه (مواقع التواصل)

هيكل عظمي لـ5 أشخاص تفصل بينهم آلاف السنوات

حلَّ علماء آثار لغز هيكل عظمي غريب من بلجيكا يتكوّن من عظام 5 أشخاص عاشوا قبل 2500 عام متفرِّقين... فكيف التقت هذه المجموعة المختلطة من العظام في هيكل واحد؟

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق تستهدف الندوة توسيع الفهم لأثر التنقل والترحال في تشكيل المجتمعات البشرية (هيئة العلا)

«ندوة العلا العالمية للآثار» تستكشف دور التنقل في تشكيل تاريخ البشرية

تهدف ندوة العلا العالمية إلى استكشاف الدور العميق للتنقل في تشكيل تاريخ البشرية، وتأمل السرديات حول القصص المتعددة عن أثر التنقل والترحال في حياة المجتمعات.

عمر البدوي (العلا)

عروض مسرحية ومعارض فنية احتفاء بـ«أديب نوبل» نجيب محفوظ

نجيب محفوظ (وزارة الثقافة المصرية)
نجيب محفوظ (وزارة الثقافة المصرية)
TT

عروض مسرحية ومعارض فنية احتفاء بـ«أديب نوبل» نجيب محفوظ

نجيب محفوظ (وزارة الثقافة المصرية)
نجيب محفوظ (وزارة الثقافة المصرية)

من وحي «الحرافيش» و«زقاق المدق» و«الكرنك» و«ثرثرة فوق النيل» و«بداية ونهاية» و«أحلام فترة النقاهة» تظهر أعمال فنية جديدة ما بين مسرح ومعارض فنية وورش للكتابة، في احتفالية خاصة تقيمها وزارة الثقافة المصرية لأديب نوبل نجيب محفوظ تحت عنوان «محفوظ... في القلب».

أعلنت وزارة الثقافة بدء الاستعداد لتنفيذ سلسلة من الأنشطة الثقافية في جميع مواقعها، في 16 أبريل (نيسان) المقبل، احتفاء بـ«أديب نوبل» نجيب محفوظ، وتمتد الأنشطة لتشمل عدداً من المواقع التابعة للوزارات والمؤسسات الأخرى؛ تقديراً لدوره البارز في تعزيز الهُوِيَّة المصرية. وفق بيان للوزارة، الاثنين.

تأتي هذه الاحتفالية امتداداً للمبادرة التي أطلقتها وزارة الثقافة لتعزيز الهوية المصرية، عبر الاحتفاء بالرموز الثقافية، بهدف تذكير الجميع بإسهاماتهم الفنية والثقافية، وأثرهم في إثراء الهُوِيَّة المصرية، وأعلنت الوزارة أنه تم الاحتفاء بـ«أديب نوبل» نجيب محفوظ، ليس فقط باعتباره مبدعاً مصرياً أقرَّ العالم بتفرُّده، بل لدوره البارز في تصوير المجتمع المصري في فترات مهمة من تاريخه، مما ساعد على فهم طبيعة الهُوِيَّة المصرية في مواجهة التغيرات الاجتماعية والسياسية.

ومن أعمال نجيب محفوظ التي تحول معظمها إلى أفلام سينمائية ومسلسلات تلفزيونية، ثلاثيته الشهيرة «بين القصرين» و«قصر الشوق» و«السكرية»، و«بداية ونهاية» و«الحرافيش» و«ميرامار» و«السمان والخريف» و«حديث الصباح والمساء» و«أفراح القبة».

العديد من أعمال نجيب محفوظ تحولت إلى أعمال سينمائية (وزارة الثقافة المصرية)

وذكر البيان أن أعمال محفوظ جسدت الهوية المصرية، وأكدت أن هذه الهوية ليست مجرد انعكاس لحضارة قديمة، بل هي مزيج معقد من تاريخ طويل وتواصل بين الأجيال، وساهمت أعماله الأدبية والفنية في تشكيل الوعي المصري، وظلَّت مصدر إلهام للأجيال الجديدة.

وحصل نجيب محفوظ على جائزة نوبل في الآداب عام 1988، ووصفت اللجنة، التي منحته الجائزة، أعماله بـ«الأصالة» وقالت إنه «أثرى المكتبة العربية بإنتاجه الغزير الذي تجاوز خمسين عملاً، وقد ترجم إلى معظم لغات العالم، بل تحول كثير منها إلى أعمال سينمائية».

ورحل محفوظ عن عالمنا في 30 أغسطس (آب) 2006، عن عمر يناهز 95 عاماً.

نجيب محفوظ في مكتبته (أرشيفية)

وكانت تلك السلسلة من الفعاليات قد احتفت من قبل بالمخرج الراحل شادي عبد السلام، في إطار نشاط أُطلق عليه «يوم شادي... لعزَّة الهوية المصرية»، كما تم الاحتفاء بالفنان صلاح جاهين في إطار نشاط أُطلق عليه «عمنا... صلاح جاهين».

وخلال الاحتفاليتين الماضيتين تم تنظيم عدد من المعارض الفنية ومعارض الكاريكاتير التي تحمل بصمة المخرج شادي عبد السلام وفيلمه «المومياء»، وكذلك أفلامه الأخرى التي تتناول الحضارة المصرية القديمة، كما تم تنظيم معرض وأكثر من احتفالية للشاعر والفنان الراحل صلاح جاهين، بعضها تضمنت رسوماته الكاريكاتورية، وكذلك عرض «الليلة الكبيرة» من تأليفه.