لبنان «يسجل» أعلى نسبة للتضخم... وعملته «الأسوأ عالمياً»

الليرة اللبنانية «الأسوأ عالمياً» (رويترز)
الليرة اللبنانية «الأسوأ عالمياً» (رويترز)
TT

لبنان «يسجل» أعلى نسبة للتضخم... وعملته «الأسوأ عالمياً»

الليرة اللبنانية «الأسوأ عالمياً» (رويترز)
الليرة اللبنانية «الأسوأ عالمياً» (رويترز)

تكفّلت الفواتير المضاعفة للهواتف المحمولة والمستحقة عن شهر مارس (آذار) الماضي، بتحديث واقعي ومؤلم للأعباء الثقيلة التي طرأت على أكلاف الخدمات العامة على المستهلكين في لبنان، بنتيجة قرارات احتساب أغلبها وفق سعر الدولار المعتمد على منصة «صيرفة»، مما سيضاعف تأثيرها في الارتفاعات القياسية المشهودة لأرقام موجات الغلاء المتتالية بوتيرة متسارعة في لبنان.
وشهدت تكلفة الاتصالات التي تعكس نسبة تثقيل تبلغ 4.5 في المائة من المؤشر العام للغلاء، ارتفاعات حادة خلال الأشهر الماضية بعد قرار احتسابها على سعر الدولار المعتمد على منصة «صيرفة». وبلغت نسبة الارتفاع التراكمية على أساس سنوي نحو 380 في المائة حتى نهاية شهر فبراير (شباط) الماضي. علماً بأن السعر المرجعي للدولار على المنصة ارتفع مجدداً من 70 ألف ليرة إلى نحو 90 ألف ليرة.
ويبلغ الحد الأدنى الساري حالياً لتكلفة الاتصالات في لبنان نحو 7 دولارات شهرياً، حيث يرتفع المتوسط العادي مع ضرورات إضافة تكلفة الاشتراك بالباقة الأدنى للإنترنت إلى نحو 15 دولاراً. وهو ما يعني أن الفواتير الجديدة لن تقل عن نحو 1.3 مليون ليرة. فيما تفرض ضرورات التواصل وجود خطين هاتفيين على الأقل لدى كل أسرة، أي بتكلفة شهرية تتعدّى 2.5 مليون ليرة.
وبالمثل، بدأ ورود فواتير الإمداد بالكهرباء العامة، ورغم اقتصارها على ما بين 4 و6 ساعات يومياً، انطلاقاً من حد أدنى سيقارب المليوني ليرة شهرياً، مقابل رسوم الاشتراك والتأهيل المحتسبة بنحو 12 دولاراً بالحدود الأدنى، ويضاف إليها احتساب 10 سنتات أميركية لكل كيلوواط من الاستهلاك لأوّل 100 كيلو، و27 سنتاً للاستهلاك الإضافي. وهو ما يعني أن الفاتورة الأدنى ستكون نحو 22 دولاراً وفق سعر «صيرفة».
وريثما تصدر الإحصاءات الموثقة لتطور مؤشر الغلاء للشهر الماضي، ومعها حصيلة الفصل الأول من العام الحالي، يمكن بسهولة استنباط الفوارق الطارئة على فواتير الاتصالات والكهرباء وسائر الرسوم الحكومية، ربطاً بتطور سعر صرف الليرة على المنصة التي يديرها البنك المركزي، الذي سجل انهيارات دراماتيكية متتالية ترجمها ارتفاع سعر الدولار المعروض من 38 ألف ليرة إلى 87 ألف ليرة حالياً، أي بارتفاع بلغ 49 ألف ليرة ونسبته نحو 129 في المائة.
وتظهر استطلاعات ميدانية، ارتفاعات مذهلة في التكلفة الشهرية للمعيشة في لبنان، وبما يتراوح بين 40 و70 مليون ليرة، بالحد الأدنى للأسرة المكونة من 4 أفراد، فيما لا تتعدى متوسطات المداخيل الواقعية والمدعومة بالزيادات أو المنح الطارئة والمساعدات الاجتماعية مجموع 20 إلى 25 مليون ليرة شهرياً للعاملين في القطاعين العام والخاص. مع التنويه بأن نحو 20 إلى 30 في المائة من إجمالي العاملين يتقاضون رواتبهم جزئياً أو كلياً بالدولار الأميركي، مما يمنحهم قوة توازن متكافئة مع تفاقم الأكلاف المعيشية.
وتثبت هذه الفجوات صدقية التقارير الدولية بأنّ 80 في المائة من سكّان لبنان يعيشون تحت خطّ الفقر وأنّ 70 في المائة من الأشخاص يواجهون صعوبات في التأقلم مع النفقات المتزايدة. كذلك أنّ ذوي الدخل المحدود هم الأكثر تأثّراً بالأزمة، في حين أنّ شبكة الأمان الاجتماعي تعاني من قصور في التمويل.
ومن شأن الأرقام المحدثة، أن تعزز تموضع لبنان في المرتبة الأولى لمؤشر التضخم في العالم، وبالمثل صدارة الليرة لقائمة «أسوأ» العملات على مستوى الأداء السلبي حول العالم، فيما ستنتج بالتوازي ارتقاء المؤشر التراكمي للغلاء إلى ما يتعدى ثلاثة آلاف في المائة بحصيلة سنوات الأزمات المتفاقمة.
وبالأسبقية، فقد سجّل لبنان أعلى نسبة تضخّم اسميّة في أسعار السلّة الغذائيّة حول العالم بالقياس السنوي المقارن حتى نهاية الشهر الأول من العام الحالي، محققاً رقم 139 في المائة نسبة تغيّر سنويّة في مؤشّر تضخّم أسعار الغذاء، ومتفوقاً بذلك على زيمبابوي التي سجلت نسبة 138 في المائة، لتتبعهما الأرجنتين بنسبة 103 في المائة، وإيران بنسبة 73 في المائة.
أمّا فيما خصّ نسبة التضخّم الحقيقيّ، التي تعكس، بحسب التقرير التحليلي الأحدث الصادر عن البنك الدولي، نسبة التضخّم الاسميّة في أسعار الغذاء ناقصا منها نسبة التضخّم الإجماليّة، فقد بلغت نسبة التغيّر السنويّة في أسعار الغذاء في زيمبابوي 45 في المائة في فترة المقارنة، تبعتها مصر ورواندا بنسبة متساوية بلغت 30 في المائة، وإيران بنسبة 20 في المائة، في حين بلغت هذه النسبة 15 في المائة في لبنان، وهي سابع أعلى نسبة في العالم.


مقالات ذات صلة

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

المشرق العربي رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

تُوفّي الموسيقار اللبناني إيلي شويري، عن 84 عاماً، الأربعاء، بعد تعرُّضه لأزمة صحية، نُقل على أثرها إلى المستشفى، حيث فارق الحياة. وأكدت ابنته كارول، لـ«الشرق الأوسط»، أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن تعلم به العائلة، وأنها كانت معه لحظة فارق الحياة.

المشرق العربي القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

وجّه المجلس التأديبي للقضاة في لبنان ضربة قوية للمدعية العامة في جبل لبنان القاضية غادة عون، عبر القرار الذي أصدره وقضى بطردها من القضاء، بناء على «مخالفات ارتكبتها في إطار ممارستها لمهمتها القضائية والتمرّد على قرارات رؤسائها والمرجعيات القضائية، وعدم الامتثال للتنبيهات التي وجّهت إليها». القرار التأديبي صدر بإجماع أعضاء المجلس الذي يرأسه رئيس محكمة التمييز الجزائية القاضي جمال الحجار، وجاء نتيجة جلسات محاكمة خضعت إليها القاضية عون، بناء على توصية صدرت عن التفتيش القضائي، واستناداً إلى دعاوى قدمها متضررون من إجراءات اتخذتها بمعرض تحقيقها في ملفات عالقة أمامها، ومخالفتها لتعليمات صادرة عن مرجع

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

رأى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن فرص انتخاب مرشح قوى 8 آذار، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، «باتت معدومة»، مشيراً إلى أن الرهان على الوقت «لن ينفع، وسيفاقم الأزمة ويؤخر الإصلاح». ويأتي موقف جعجع في ظل فراغ رئاسي يمتد منذ 31 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حيث فشل البرلمان بانتخاب رئيس، وحالت الخلافات السياسية دون الاتفاق على شخصية واحدة يتم تأمين النصاب القانوني في مجلس النواب لانتخابها، أي بحضور 86 نائباً في دورة الانتخاب الثانية، في حال فشل ثلثا أعضاء المجلس (86 نائباً من أصل 128) في انتخابه بالدورة الأولى. وتدعم قوى 8 آذار، وصول فرنجية إلى الرئاسة، فيما تعارض القوى المسيحية الأكثر

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

جدد سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان، وليد بخاري، تأكيد موقف المملكة من الاستحقاق الرئاسي اللبناني بوصفه «شأناً سياسياً داخلياً لبنانياً»، حسبما أعلن المتحدث باسم البطريركية المارونية في لبنان بعد لقاء بخاري بالبطريرك الماروني بشارة الراعي، بدأ فيه السفير السعودي اليوم الثاني من جولته على قيادات دينية وسياسية لبنانية. وفي حين غادر السفير بخاري بكركي من دون الإدلاء بأي تصريح، أكد المسؤول الإعلامي في الصرح البطريركي وليد غياض، أن بخاري نقل إلى الراعي تحيات المملكة وأثنى على دوره، مثمناً المبادرات التي قام ويقوم بها في موضوع الاستحقاق الرئاسي في سبيل التوصل إلى توافق ويضع حداً للفراغ الرئا

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

تأتي جولة سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا على المرجعيات الروحية والسياسية اللبنانية في سياق سؤالها عن الخطوات المطلوبة لتفادي الشغور في حاكمية مصرف لبنان بانتهاء ولاية رياض سلامة في مطلع يوليو (تموز) المقبل في حال تعذّر على المجلس النيابي انتخاب رئيس للجمهورية قبل هذا التاريخ. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر نيابية ووزارية أن تحرك السفيرة الأميركية، وإن كان يبقى تحت سقف حث النواب على انتخاب رئيس للجمهورية لما للشغور الرئاسي من ارتدادات سلبية تدفع باتجاه تدحرج لبنان من سيئ إلى أسوأ، فإن الوجه الآخر لتحركها يكمن في استباق تمدد هذا الشغور نحو حاكمية مصرف لبنان في حال استحال عل

محمد شقير (بيروت)

ربط انتخاب رئيس للبنان بغزة يفرمل تحرك سفراء «الخماسية»

من اجتماع لسفراء الخماسية في السفارة الفرنسية (السفارة الفرنسية)
من اجتماع لسفراء الخماسية في السفارة الفرنسية (السفارة الفرنسية)
TT

ربط انتخاب رئيس للبنان بغزة يفرمل تحرك سفراء «الخماسية»

من اجتماع لسفراء الخماسية في السفارة الفرنسية (السفارة الفرنسية)
من اجتماع لسفراء الخماسية في السفارة الفرنسية (السفارة الفرنسية)

اقتصر اجتماع سفراء «اللجنة الخماسية» في لبنان، بدعوة من سفيرة الولايات المتحدة الأميركية، ليزا جونسون، وحضور سفراء المملكة العربية السعودية، وليد البخاري، وفرنسا، هيرفيه ماغرو، ومصر، علاء موسى، وقطر، عبد الرحمن بن سعود آل ثاني، على تقويمهم لمروحة الاتصالات التي أجروها برؤساء الكتل النيابية لتسهيل انتخاب رئيس للجمهورية، لأن شراء الوقت لن يبدل من واقع الحال، وسيرفع منسوب التأزم الذي يؤدي حتماً إلى ترحيل انتخاب الرئيس، ما دام المعنيون بإنجاز الاستحقاق الرئاسي ليسوا في وارد التلاقي في منتصف الطريق والاستجابة للدعوات الإقليمية والدولية التي تحثهم على إنجازه، في مهلة أقصاها نهاية يونيو (حزيران) المقبل، قبل أن تنصرف الإدارة الأميركية الحالية، كما تقول مصادر دبلوماسية غربية لـ«الشرق الأوسط»، للتفرغ لخوض المعركة الانتخابية للرئيس جو بايدن وضمان عودته إلى البيت الأبيض في ولاية رئاسية ثانية.

لا جديد لدى «الخماسية»

وكشفت المصادر الدبلوماسية الغربية أن لا شيء جديداً لدى سفراء «الخماسية» يستدعي معاودة اتصالاتهم على نطاق واسع، أقله في المدى المنظور، ليس بسبب الانقسام بين الكتل النيابية الذي يعطل انتخاب الرئيس فحسب، وإنما لأن «حزب الله» يعطي الأولوية لوقف الحرب الإسرائيلية على غزة، الذي يُفترض أن ينسحب على جنوب لبنان، وبالتالي فهو يقفل الأبواب أمام إمكانية الفصل بين الجبهتين، للالتفات إلى انتخاب الرئيس، وهذا ما يدعو السفراء إلى فرملة تحركهم، ريثما تتوضح الصورة على الجبهة الغزاوية.

ولفتت المصادر إلى أن مهمة سفراء «الخماسية» تكمن في دعم الجهود المحلية لتسهيل انتخاب الرئيس؛ كونهم يشكلون مجموعة دعم ومساندة لإخراج انتخابه من دوامة التعطيل. وقالت إن السفراء أكدوا دعمهم للمبادرة التي أطلقتها كتلة «الاعتدال» النيابية، لكنها واجهت صعوبة في تذليل العقبات؛ سواء لجهة التباين في العمق بين المعارضة ومحور الممانعة حول مَنْ يدعو للحوار؟ ومن يرعاه؟ علماً بأن «حزب الله» يتمسك بموقفه، ويشترط أن يترأس رئيس المجلس النيابي نبيه بري طاولة الحوار.

ورأت المصادر نفسها أن هناك صعوبة في إحداث اختراق يعبّد الطريق أمام التلاقي والحوار بين الكتل النيابية، رغم أن هذه الكتل تعاطت بإيجابية مع مبادرة كتلة «الاعتدال»، من دون أن تقدم الدعم المطلوب لتفعيلها، وكأنها أرادت أن تعفي نفسها من مسؤولية التعطيل، من دون أن تتجاوب كما يجب.

لماذا لا يعلن الطامحون للرئاسة عن ترشيحهم؟

وسألت المصادر الدبلوماسية عن الأسباب الكامنة وراء عزوف المرشحين، باستثناء رئيس تيار «المردة» النائب السابق سليمان فرنجية، والوزير السابق جهاد أزعور، ورئيس حركة «وطن الإنسان» النائب نعمة أفرام، عن إعلان ترشحهم، وقالت إن لجنة السفراء تعكف الآن على إعداد تقريرها تمهيداً لرفعه إلى وزراء خارجية الدول الأعضاء في «الخماسية»، لعلهم يتقدمون بأفكار جديدة تتيح لهم استئناف تحركهم، لئلا يبقى تحت سقف الدوران في حلقة مفرغة، مع أن السفراء يتجنَّبون الدخول في أسماء المرشحين، حتى ولو من باب الاستفسار عنهم.

كما سألت المصادر: هل لدى «حزب الله» الجاهزية للدخول في تسوية تؤدي للتفاهم على رئيس توافقي؟ أم أنه وحليفه الرئيس بري لا يزالان يتمسكان بترشيح فرنجية؟ رغم أن الحزب يتعاطى مع انتخاب الرئيس من زاوية إقليمية، لارتباطه الوثيق، بالمفهوم السياسي للكلمة، بإيران التي لن تُفرط مجاناً بالورقة الرئاسية، وتراهن على أن الولايات المتحدة ستتصل بها لسؤالها: ما العمل لوقف الشغور في رئاسة الجمهورية؟ وهذا ما يسمح لها بأن تحجز مقعداً في التسوية الرئاسية.

ونفت المصادر نفسها كل ما يُشاع حول وجود خلاف بين واشنطن وباريس في مقاربتهما للملف الرئاسي، وقالت إنه لا مجال لدخولهما في منافسة، ولا مكان للنفور، بعد الزيارة التي قام بها المستشار الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان إلى العاصمة الأميركية، وأكدت أن موقف باريس حيال لبنان يبقى تحت المظلة الأميركية، وإن كانت الإدارة الأميركية لا تمانع أن تترك لها، من حين لآخر، حرية التحرك، انطلاقاً من علاقتها المميزة بلبنان الذي يعني لها الكثير، ولن تتركه وحيداً في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها.

هل يُرحّل انتخاب الرئيس إلى 2025؟

ومع أن هذه المصادر لا تبرر الدوافع التي أملت على «حزب الله» ربط التهدئة في جنوب لبنان بوقف إطلاق النار على الجبهة الغزاوية، فهي ترى أن مساندته لحركة «حماس» تأتي في سياق حفظ دور محور الممانعة بقيادة إيران في التسوية، في حال سمحت الظروف بإعادة تعويم الاتصالات لإنجازها.

وأضافت أن إمكانية الفصل بين غزة وجنوب لبنان تكاد تكون شبه مستحيلة، خصوصاً في ضوء تشدد الرئيس بري في ملاحظاته على الورقة الفرنسية بنسختها الثانية. وقالت إن تل أبيب تصطدم برفض أميركي، إذا أقدمت على توسعة الحرب في جنوب لبنان.


«يونامي»: العراق تحسن رغم «العثرات الهائلة»

رئيسة البعثة الأممية في العراق جينين بلاسخارت (أ.ف.ب)
رئيسة البعثة الأممية في العراق جينين بلاسخارت (أ.ف.ب)
TT

«يونامي»: العراق تحسن رغم «العثرات الهائلة»

رئيسة البعثة الأممية في العراق جينين بلاسخارت (أ.ف.ب)
رئيسة البعثة الأممية في العراق جينين بلاسخارت (أ.ف.ب)

في آخر إحاطة لها عن العراق في مجلس الأمن الدولي، قالت رئيسة بعثة «يونامي»، إن الوضع الأمني في البلاد تحسن كثيراً لكن «السلاح المنفلت وشعور طوائف بالتهميش والاستبعاد تشكل عثرات كبيرة».

وقالت جينين بلاسخارت، رئيسة بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق، الخميس، إن «الشعور بالاستبعاد والتهميش يتزايد بين المكونات العراقية، وإن لم يجد هذا حلاً فإننا قد نواجه إشعالاً للتوترات في داخل الطوائف وبينها».

وتابعت بلاسخارت: «نشير إلى محاولات للسطو على السلطة، واعتماد سياسات مجحفة وعقابية قد تعود بالفائدة إلى طائفة دون غيرها».

وكانت بلاسخارت تتحدث إلى ممثلي الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي، بعد أيام من إعلان الحكومة العراقية تحديد يناير (كانون الثاني) 2025 موعداً لإنهاء مهمة «يونامي»، وقالت إنها «لم تعد بحاجة إلى دورها السياسي».

وتأسست «يونامي»، وهي بعثة سياسية خاصة، عام 2003، بموجب قرار مجلس الأمن رقم 1500؛ بناءً على طلب حكومة العراق بعد إطاحة نظام الرئيس الراحل صدام حسين.

وقالت بلاسخارت إن «زيادة في عمليات الإعدام الجماعية غير المعلنة مسبقاً للمدانين بموجب قوانين مكافحة الإرهاب في الآونة الأخيرة تثير قلقاً كبيراً».

جينين بلاسخارت (يونامي)

وتابعت رئيسة البعثة الدولية: «لا يمكن إنكار المطالب المشروعة في مكافحة الفساد، والإفلات من العقاب، والطائفية، والتدخل في وظائف الدولة، والعناصر المسلحة الخارجة عن سيطرة الدولة؛ جميعها مشاكل تواجهها الدولة وتمثل عثرات هائلة».

لكن بلاسخارت قالت إن «العراق يشهد نهوضاً واضحاً في مجالات الخدمات والإعمار، معربة عن أمنياتها لاختيار رئيس لمجلس النوّاب خلال جلسة السبت المقبل»، كما دعت إلى «إجراء الانتخابات في إقليم كردستان بأسرع وقت ممكن، وأن تشمل الجميع، إضافة إلى كوتا الأقليات».

ونشرت «يونامي» نهاية أبريل (نيسان) الماضي، تقريراً لتقييم عملها في العراق، ووضعت فيه جملة حول التهديدات التي لا تزال قائمة في العراق، رداً على طلب تقدمت به الحكومة العراقية للبدء «بتخفيف» عمل البعثة، وصولاً إلى إنهاء أعمالها في غضون عامين.

وشدد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الأسبوع الماضي، على أن «القيادة العراقية إذا وجدت أنها لم تعد في حاجة إلى مساعدة (يونامي)، فيجب أن تستعد إلى تولي زمام الأمور، وينبغي للأمم المتحدة أن تبقى مستعدة للدعم».


«أموال الفلسطينيين» سبب في مواجهة جديدة بين تل أبيب وواشنطن

مزارعون فلسطينيون ينتظرون خلف بوابة أمنية للسماح لهم بدخول أراضيهم وقطف الزيتون في قرية سالم بالضفة الثلاثاء (أ.ب)
مزارعون فلسطينيون ينتظرون خلف بوابة أمنية للسماح لهم بدخول أراضيهم وقطف الزيتون في قرية سالم بالضفة الثلاثاء (أ.ب)
TT

«أموال الفلسطينيين» سبب في مواجهة جديدة بين تل أبيب وواشنطن

مزارعون فلسطينيون ينتظرون خلف بوابة أمنية للسماح لهم بدخول أراضيهم وقطف الزيتون في قرية سالم بالضفة الثلاثاء (أ.ب)
مزارعون فلسطينيون ينتظرون خلف بوابة أمنية للسماح لهم بدخول أراضيهم وقطف الزيتون في قرية سالم بالضفة الثلاثاء (أ.ب)

تصاعدت حدة أزمة جديدة بين واشنطن وتل أبيب على خلفية احتجاز وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، أموال العوائد الضريبية عن السلطة الفلسطينية، على رغم اتفاق سابق قريب، بتحويل جزء من هذه الأموال، ووضع البقية في عهدة النرويج إلى حين حل الخلافات حول حصة قطاع غزة.

وقالت هيئة البث الإسرائيلية، إن الإدارة الأميركية طالبت إسرائيل بتحويل أموال العائدات الضريبية التي تجبيها لصالح السلطة الفلسطينية، والمتفق عليها بقيمة 200 مليون شيقل تقريباً (نحو 54 مليون دولار).

وبحسب الهيئة، فان المسؤولين الأميركيين حذّروا نظراءهم الإسرائيليين من تفاقم الأزمة المالية التي تعانيها السلطة الفلسطينية أصلاً، وانعكاس ذلك على احتمال انهيارها وتصعيد الأوضاع الميدانية في الضفة الغربية.

وقالت مصادر، إن مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، الذي يزور إسرائيل، الأحد المقبل، لمناقشة مسألة العملية العسكرية في رفح، سيطرح قضية استمرار وزير المالية بتسلئيل سموتريتش في تأخير تحويل تلك العائدات. وبحسب قناة «كان»، فإن الطلب الأميركي يدشن مواجهة أخرى جديدة بين إسرائيل والولايات المتحدة.

وتتهم الولايات المتحدة سموتريتش بتعمد تأخير الأموال المستحقة للفلسطينيين، وهي عملياً تقاطعه ولا تتعامل معه ولا مع وزير الأمن القومي، المتطرف إيتمار بن غفير، باعتبارهما متطرفين يعملان ضد السلام مع الفلسطينيين، ويحرّضان المستوطنين على أعمال عنف في الضفة.

وردت أوساط مقربة من سموتريتش قائلة إن سبب تأخير تحويل الأموال هو الحراك الدبلوماسي والقانوني الذي تقوده السلطة الفلسطينية ضد إسرائيل في المؤسسات الدولية.

واعتبر المقربون من سموتريتش أنه نجح في منع تحويل مئات ملايين الشواقل إلى «الإرهابيين» في قطاع غزة، أما بخصوص بقية المبالغ، فإن الموضوع قيد الدراسة في أعقاب نشاطات السلطة الفلسطينية.

وكان سموتريتش قد شنّ هجوماً كبيراً على السلطة، أثناء مناقشات حكومية متعلقة بعضوية الدولة الفلسطينية في الأمم المتحدة، وقال إنه حان وقت انهيارها مالياً وسياسياً.

ومعروف عن سموتريتش عداؤه الكبير للسلطة ورفضه قيام دولة فلسطينية أو حتى بقاء السلطة قائمة، ولا يعترف بحقوق الشعب الفلسطيني.

وطالب سموتريتش في اجتماع الحكومة الأخير، بمحاربة وطرد كل من يدعم قيام دولة فلسطينية في الحكومة، وبسنّ قرار يمنع عودة السلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة.

ويخطط سموتريتش في ذروة الأزمة حول الأموال الفلسطينية، إلى مصادر جزء كبير من هذه الأموال المجمدة لدى إسرائيل، وكان أرسل الأسبوع الماضي، رسالة إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، هاجمه فيها لأنه يمنع هذه الخطوة، واتهمه بالمماطلة.

نتنياهو مع وزير المالية اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش خلال الاجتماع الأسبوعي للحكومة (أرشيفية - رويترز)

وقال سموتريتش «أنت تماطل وتؤجل الخطوة (إقرار قانون تم الاتفاق عليه بين الطرفين يقضي بمصادرة ثلاثة مليارات شيقل تابعة للسلطة الفلسطينية)». وأضاف: «خلافاً لالتزامك، فإنك تحجب مصدراً في الميزانية من المفترض أن يستخدم لتمويل نفقات إعادة إعمار منطقة تكوما (في الجنوب)، بحيث يتم استخدام أموال الإرهابيين لإصلاح الأضرار التي لحقت بها. وبهذه الطريقة سيتم تحرير ثلاثة مليارات شيقل مما سيسهل مكافحة غلاء المعيشة».

كما انتقد سموتريتش، نتنياهو، باعتبار أنه لا يمكن أن يكون الاهتمام بالسلطة الفلسطينية أكثر أهمية من مواطني إسرائيل. ووقّع سموتريتش على رسالة تطلب طرح القانون فور افتتاح الدورة الصيفية للكنيست.

وأكدت رسالة سموتريتش تقارير سابقة، أنه يخطط لقرصنة نحو 3 مليارات شيقل (835 مليون دولار) من الأموال الفلسطينية المحتجزة للتخفيف من غلاء المعيشة في إسرائيل.

خطوات سموتريتش تأتي في وقت تعاني فيه السلطة الفلسطينية وضعاً مالياً حرجاً في الضفة، اضطرت معه هذا الأسبوع إلى دفع راتب نصف شهر فقط لموظفيها، عن شهر مارس (آذار) الماضي؛ ما خلق حالة غضب شعبي كبير، وتساؤلات حول قدرة واشنطن على إلزام إسرائيل بالاستجابة إلى طلب صغير.

رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى يترأس جلسة مجلس الوزراء الأحد الماضي (وفا)

المعروف أن الحكومة الجديدة التي ترأسها محمد مصطفى، مدعومة أميركياً وأوروبياً، وتوقّع الفلسطينيون أن شيئاً ما سيختلف، لكن الحكومة الإسرائيلية لم تستجب.

ومنذ عامين، تدفع السلطة رواتب منقوصة للموظفين في القطاعين المدني والعسكري، بسبب اقتطاع إسرائيل نحو 50 مليون دولار من العوائد الضريبية، تساوي الأموال التي تدفعها السلطة لعوائل مقاتلين قضوا في مواجهات سابقة وأسرى في السجون الإسرائيلية، إضافة إلى بدل أثمان كهرباء وخدمات طبية. وعمّقت الحرب على غزة هذه الأزمة بعدما بدأت إسرائيل باقتطاع حصة غزة كذلك.

وبموجب اتفاق أوسلو، تجمع وزارة المالية الإسرائيلية الضرائب نيابة عن الفلسطينيين عند استيراد السلع من الخارج إلى السلطة الفلسطينية، وتقوم بتحويلات شهرية إلى السلطة الفلسطينية تشكل 65 في المائة من ميزانيتها السنوية، وتتراوح التحويلات ما بين 750 و800 مليون شيقل.

ويثير هذا الترتيب خلافات مستمرة، وصلت حد رفض السلطة بعد حرب غزة تسلم الأموال منقوصة من حصة القطاع، قبل أن تتدخل واشنطن وتضع حلاً وسطاً تقوم معه إسرائيل بتحويل أموال المقاصة إلى السلطة، على أن تبقى حصة غزة في عهدة الحكومة النرويجية، إلى حين تسوية الخلافات. ورغم ذلك، احتجزت إسرائيل هذا الشهر حتى الحصة التي لا تشمل مدفوعات القطاع.

اقرأ أيضاً


ما قصة الفلسطيني الذي اعتنق اليهودية وقتل برصاص جندي إسرائيلي؟

ديفيد بن أبراهام (أ.ب)
ديفيد بن أبراهام (أ.ب)
TT

ما قصة الفلسطيني الذي اعتنق اليهودية وقتل برصاص جندي إسرائيلي؟

ديفيد بن أبراهام (أ.ب)
ديفيد بن أبراهام (أ.ب)

استعرضت وكالة «أسوشييتد برس» الأميركية للأنباء قصة مقتل فلسطيني، على يد جندي إسرائيلي في الضفة الغربية بعدما عدّه تهديداً.

وقالت إنه في البداية، بدا الحادث وكأنه من حوادث إطلاق النار التي أصبحت شائعة جداً في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل، والتي تدور حول فلسطيني أثار الشبهات فقتله جندي إسرائيلي، ولكن بعد ذلك تم التعرف على القتيل على أنه ديفيد بن أبراهام، وهو فلسطيني اتخذ قراراً نادراً بالتحول من الإسلام إلى اليهودية قبل سنوات.

جنود إسرائيليون على طريق مؤدية إلى نابلس (أ.ب)

وذكرت الوكالة أن القتيل نظر إليه معظم الفلسطينيين على أنه منبوذ غريب الأطوار، في حين عامله كثير من الإسرائيليين باعتباره متحولاً غير مرحب به إلى دين لا يقوم بالتبشير. وفي لحظاته الأخيرة، نظر إليه مرة أخرى على أنه فلسطيني، ولكنه كان في المكان الخطأ، في وقت يسوده الغضب والشكوك على نطاق واسع.

وبحسب الوكالة، وُلد ديفيد بن أبراهام (سامح زيتون) في مدينة الخليل، التي يسكنها نحو 200 ألف فلسطيني، بالإضافة إلى مئات المستوطنين اليهود الذين يعيشون في جيوب تحرسها القوات الإسرائيلية، وسادت فيها التوترات على مدى عقود، وكثيراً ما تحولت إلى أعمال عنف، ولطالما اتهمت جماعات حقوق الإنسان مستوطني الخليل بمضايقة الفلسطينيين، وارتكب الفلسطينيون عدداً من هجمات الطعن وإطلاق النار ضد الإسرائيليين على مرّ السنين.

ووفقاً لنوعام أرنون، وهو مستوطن يهودي في الخليل أصبح صديقاً له، أجرى زيتون اتصالاته لأول مرة مع المستوطنين اليهود منذ أكثر من عقد من الزمن، طالباً المساعدة في التحول إلى اليهودية.

وقال إن زيتون استوحى أفكاره من قصص عائلية عن جده الذي كان يحمي اليهود عندما اندلعت أعمال الشغب عام 1929، عندما كانت الأراضي الفلسطينية تحت الحكم الاستعماري البريطاني، وقتل الفلسطينيون عشرات من السكان اليهود في المدينة.

وذكر أرنون: «لقد ذهب إلى أبعد من ذلك، ليس أن يعيش كجار جيد فقط، ولكن لينضم إلى المجتمع اليهودي».

وقال أرنون إن معظم المستوطنين في الخليل رفضوا قبول بن أبراهام، لكن أرنون وعددا قليلاً من الآخرين فقط تفاعلوا معه، وساعدوه في أوراق طلب التحول.

دورية للجيش الإسرائيلي في رام الله (أ.ف.ب)

والتحول الديني نادر، لكنه قانوني في المناطق التي تديرها السلطة الفلسطينية التي تتمتع بحكم شبه ذاتي، ومعظم حالات التحول الديني يقوم بها مسيحيون فلسطينيون يعتنقون الإسلام من أجل الزواج.

وفي إسرائيل، يتطلب التحول إلى اليهودية تقديم طلب إلى هيئة التحويل التي تديرها الحكومة.

وقدّم بن أبراهام طلبين في عام 2018، لكنه لم يستوفِ المتطلبات، وفقاً لمسؤول حكومي غير مخول بالتحدث مع وسائل الإعلام، وتحدث بشرط عدم الكشف عن هويته.

مع إغلاق هذا المسار، تحوّل بن أبراهام إلى المجتمع الأرثوذكسي المتطرف المعزول في إسرائيل، وفي نهاية المطاف أصبح تحوله رسمياً في عام 2020، وفقاً للوثائق المنشورة على الإنترنت.

وفي العام الذي سبق تحوله، تم اعتقال بن أبراهام من قبل وحدة المخابرات التابعة للسلطة الفلسطينية في الخليل، وفقاً لأرنون والناشط الفلسطيني عيسى عمرو.

ولم يتم الكشف عن سبب اعتقاله علناً أبداً، لكنهم يعتقدون أن تحوله وعلاقاته المفتوحة مع الإسرائيليين جذبا اهتماماً غير مرغوب فيه.

وقال بن أبراهام لموقع «تايمز أوف إسرائيل» إنه احتُجز لمدة شهرين في الحبس الانفرادي، وتعرض للضرب قبل إطلاق سراحه. وفي ذلك الوقت تقريباً، ظهر مقطع فيديو يظهره وهو يحمل ما يبدو أنه مصحف.

وقال أرنون وعمرو إن أقواله جاءت على الأرجح تحت الإكراه أثناء الاحتجاز.

وذكرت النيابة العامة التابعة للسلطة الفلسطينية أنه ليست لديها معلومات عن قضيته.

وبعد إطلاق سراحه، انتقل بن أبراهام للعيش مع حاييم باراج، وهو صديق يهودي كان يعيش في القدس، وعاد إلى الخليل بشكل غير متكرر بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة، وواصل دراساته اليهودية، وقال باراج: «لقد كان بمثابة الابن بالنسبة لي».

وذكر باراج أيضاً أنه التقى بزوجة بن أبراهام وبعض أبنائه، وأن كثيراً من أفراد الأسرة المقربين حافظوا على علاقة معه حتى بعد تحوله لليهودية.

ورفضت عائلة زيتون التحدث مع وكالة «أسوشييتد برس» خوفاً من الانتقام.

قوة من الجيش الإسرائيلي (رويترز - أرشيفية)

إطلاق النار

كان بن أبراهام ينتظر خارج مستوطنة بالضفة الغربية حافلة إسرائيلية تقلّه إلى شقة باراج في 19 مارس (آذار) عندما دخل في جدال باللغة العبرية مع جندي إسرائيلي.

وفي جميع أنحاء الضفة الغربية، يعيش المستوطنون اليهود منفصلين عن الفلسطينيين في مستوطنات خاضعة للحراسة حيث يخضعون لقوانين مختلفة.

ويُمنع الفلسطينيون بشكل عام من دخول المستوطنات، ما لم تكن لديهم تصاريح عمل.

وصرخ الجندي في أبراهام، بحسب مقطع فيديو انتشر على الإنترنت، ويبدو أنه تم تصويره بواسطة الكاميرا الموجودة على جسده: «هل أنت يهودي؟»

وأجاب بن أبراهام: «نعم، اسمي ديفيد»، ثم أمره الجندي بالابتعاد عن حقيبته على الأرض، ورفع يديه في الهواء، قبل أن يقول بسخرية: «يهودي!».

ويُظهر مقطع فيديو ثانٍ، يبدو أنه تم التقاطه من كاميرا أمنية قريبة، جنديين يطلقان النار على بن أبراهام من مسافة قريبة، بينما كان يتراجع إلى الخلف على الرصيف.

وقال الجيش إنه تم العثور على سكين صغيرة في حقيبة بن أبراهام بعد إطلاق النار، وإنه يحقق في حادث إطلاق النار، لكن جماعات حقوق الإنسان تقول إن الجنود نادراً ما يتعرضون للمساءلة في مثل هذه المواقف.

وقال باراج إنه أعطاه السكين للدفاع عن النفس، واتهم الجنود بالعنصرية، قائلاً إنهم نظروا لبن أبراهام بناءً على خلفيته، وليس معتقداته غير المتوقعة.

وكانت هوية بن أبراهام محل نزاع في الجنازة حيث طلب باراج وصديق إسرائيلي آخر من محكمة إسرائيلية تسليم الجثة لدفنه في مقبرة يهودية، وقدّما التماساً ضد أفراد عائلة زيتون، الذين أرادوا له جنازة إسلامية.

وقال بتسلئيل هوخمان، المحامي الذي يمثل الإسرائيليين، إن محكمة الأسرة في تل أبيب حكمت لصالحهما.

وبعد أن أثارت وفاته غضباً شعبياً، منحته وزارة الداخلية الإقامة الإسرائيلية، قائلة إنها تريد «تحقيق إرادة ورغبة المتوفى في أن يكون جزءاً من دولة إسرائيل».

وقال باراج إن بن أبراهام دفن في أبريل (نيسان) في مقبرة يهودية على سفح جبل جرزيم بالقرب من مدينة نابلس الفلسطينية، وإن أحداً من عائلة زيتون لم يحضر الجنازة.


حرب استنزاف في جبهة الجنوب اللبناني... وإسرائيل تسعى لـ«منطقة عازلة» عسكرياً

الدخان يتصاعد في جنوب لبنان إثر قصف إسرائيلي استهدف المنطقة (أ.ف.ب)
الدخان يتصاعد في جنوب لبنان إثر قصف إسرائيلي استهدف المنطقة (أ.ف.ب)
TT

حرب استنزاف في جبهة الجنوب اللبناني... وإسرائيل تسعى لـ«منطقة عازلة» عسكرياً

الدخان يتصاعد في جنوب لبنان إثر قصف إسرائيلي استهدف المنطقة (أ.ف.ب)
الدخان يتصاعد في جنوب لبنان إثر قصف إسرائيلي استهدف المنطقة (أ.ف.ب)

تحوّلت المواجهات بين «حزب الله» وإسرائيل إلى «حرب استنزاف» مع تصاعد المواجهات بشكل غير مسبوق وبوتيرة مرتفعة، مقارنة مع الأشهر الأولى للمواجهات من دون أن تصل إلى الحرب الشاملة.

وشهدت جبهة الجنوب تصعيداً كبيراً عبر قصف قام به «حزب الله» وإسرائيل، طال مناطق للمرة الأولى، وهو ما يصفه الخبير العسكري، العميد المتقاعد خليل الحلو، بـ«حرب استنزاف» تسعى خلاله إسرائيل لإنشاء «منطقة عازلة»، في ظل الواقع الذي يفرض على الطرفين عدم الدخول في حرب واسعة ووصول مفاوضات التهدئة إلى حائط مسدود.

ويقول الحلو لـ«الشرق الأوسط»: في ظل الضغوط الأميركية لمنع إسرائيل من عمل عسكري واسع في لبنان وسعي إيران و«حزب الله» بعدم الوصول إلى عملية كبيرة، في موازاة فشل مفاوضات التهدئة، سيبقى الوضع على ما هو عليه مع تصعيد وتدمير ممنهج تقوم به إسرائيل في جنوب لبنان في عمق بين 5 و7 كلم، بحيث تسعى لإنشاء المنطقة العازلة التي تفشل في إنشائها عبر المفاوضات، وذلك عبر استهداف المنازل عند الحدود الجنوبية، إضافة إلى مداخل أنفاق «حزب الله» ومراكز القيادة والذخيرة والمراكز القتالية.

ويضيف: «في حين لا يزال (حزب الله)، رغم تصعيد وتيرة عملياته، يختار أهدافه بدقة، ولا يستهدف مثلاً وسط إسرائيل بصواريخ بعيدة المدى، ولا منصات النفط والغاز في البحر، لعدم إعطاء تل أبيب ذريعة لتجاوز الضوء الأخضر، يبدو واضحاً أن إسرائيل ليس لها حدود للعمليات الجوية وهي تحوّل لبنان إلى مسرح عمليات يشبه مسرح العمليات السوري، حيث لا تزال تقصف أهدافاً سورية منذ 12 عاماً من دون اجتياح»، واصفاً ما يحصل بـ«الحروب الصغيرة بين حربين»... «وهي حروب ليس لها حدود ولا خسائر ولا تكلفة دبلوماسية، أو ثمن إعلامي على اعتبار أنها تستهدف المراكز والأهداف العسكرية بشكل أساسي».

وأخذت المواجهات بعداً جديداً، بعد العمليات العسكرية التي نفذها «حزب الله»، الأربعاء، وطالت 3 قواعد عسكرية إسرائيلية إحداها قرب طبريا؛ «ردّاً» على «اغتيالات» نفّذتها إسرائيل كان آخرها القائد الميداني حسين مكي، حيث ردّت الأخيرة بقصف هو الأعنف منذ بدء الحرب بين الطرفين، مستهدفة نقاطاً عدة في شرق لبنان، بينها معسكر تابع لـ«حزب الله»، ومناطق تستهدف للمرة الأولى، مثل «بريتال» و«النبي شيت». مع العلم أن الهجوم على غرب طبريا، هو الأعمق داخل إسرائيل منذ بدء الحرب، وقال الحزب إنه نفذه «بعدد من الطائرات المسيّرة الانقضاضية» واستهدف «جزءاً من منظومة المراقبة والكشف الشاملة لسلاح الجو».

وصباحاً، عاد «حزب الله» ورد على الرد، بهجوم بأكثر من 60 صاروخاً في الجولان السوري، وقال في بيان له إنه «ردّاً على اعتداءات العدو الإسرائيلي ليل أمس على منطقة البقاع، شنّ مجاهدو المقاومة (...) هجوماً صاروخياً بأكثر من ستين صاروخ كاتيوشا» على مواقع عسكرية إسرائيلية في الجولان.

واستمرت المواجهات بين الطرفين الخميس، حيث نفّذ الطيران الإسرائيلي غارة استهدفت سيارة على طريق الرمادية - قانا، ما أدى إلى «سقوط شهيدين»، وفق ما أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام»، مشيرة كذلك إلى جرح راعي ماشية نتيجة القصف الإسرائيلي على سهل مرجعيون.

وبعدما كانت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» قالت إن «صافرات الإنذار دوت الخميس في بلدة المطلة قرب الحدود اللبناني»، أعلن «حزب الله» أنه هاجم، الخميس، موقع المطلة ‏وحاميته وآلياته بمسيّرة هجوميّة مسلّحة بصاروخي «‏S5‏»، مشيراً إلى أنها أطلقت الصاروخين، ثم أكملت انقضاضها على الموقع المستهدف، علماً بأنها المرة الأولى التي يستخدم فيها الحزب هذا النوع من الطائرات التي تحمل الصواريخ التقليدية غير الموجهة.

وجاء هجوم «حزب الله» على الجولان بصواريخ الكاتيوشا، بعد ساعات على سلسلة غارات جوية استهدفت نقاطاً عدة في شرق لبنان، بينها معسكر تابع لـ«حزب الله»، وفق ما أفاد مصدر مقرّب من الحزب لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

طائرة مقاتلة إسرائيلية تطلق قنابل مضيئة فوق جنوب لبنان (أ.ف.ب)

وكان مصدر مقرّب من «حزب الله» أفاد لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» أنّ «غارات إسرائيلية استهدفت نقاطاً عدة في محيط بلدة بريتال، طالت إحداها معسكراً للحزب»، مضيفاً أنّ وتيرة هذه الغارات «هي الأعنف» منذ بدء التصعيد بين «حزب الله» وإسرائيل.

في المقابل، أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي، الخميس، بأن «حزب الله» اللبناني قصف الليلة الماضية موقعاً تابعاً لسلاح الجو وصفته بأنه «حساس للغاية» في شمال إسرائيل، مشيرة إلى أن طائرة مسيرة قصفت موقع «تل الشمايم» التابع لسلاح الجو بالقرب من مفرق جولاني في الجليل الأسفل.

وكانت هيئة البث الإسرائيلية نقلت في وقت سابق عن الجيش تأكيده بأن «حزب الله» أطلق طائرة مسيرة انفجرت بالقرب من موقع أمني حساس، على بعد عشرات الكيلومترات من الحدود مع لبنان.

واعترف الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي، الخميس، بأن طائرة مسيرة أطلقها «حزب الله»، أمس، استهدفت قاعدة عسكرية وأصابت منطاد المراقبة الذي تطلق عليه تسمية «طال شمايم» (طل السماء) قرب مفترق غولاني (مسكنة) في شمال إسرائيل. وقد حذر مسؤولون إسرائيليون من خطورة هذه العملية واعتبروها «تجاوزاً لخطوط حمراء أخرى». وطالب جنرالات سابقون من أنصار اليمين بالرد على ذلك بعملية حربية ضخمة تصل إلى حد تدمير الضاحية الجنوبية في بيروت وتدمير البنى التحتية في الجنوب، وقطع الماء والكهرباء عنه.

ووجهت «القناة 14»، التي تعتبر ناطقة بلسان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أصابع الاتهام إلى الإدارة الأميركية أيضاً بالمسؤولية عن هذه الضربة؛ كونها «تقيد أيدي إسرائيل وتمنعها من توجيه ضربة لـ(حزب الله) تؤدي إلى وقف حرب الاستنزاف التي يديرها ضد إسرائيل».

وقال يعقوب بردوغو، الذي يعتبر صديقاً مقرباً لعائلة نتنياهو، إن «إدارة بايدن تفرض إملاءات غير معقولة على إسرائيل أيضاً في الموضوع اللبناني ولا تتأثر من رؤية الخراب والدمار في بلدات الشمال».

وقال الجنرال رون طال إن «هناك ضرورة ملحة لتصعيد الضربات ضد (حزب الله). فهو يفرض على الشمال الإسرائيلي الرعب والفزع ويجعل إسرائيل تبدو ضعيفة ومهانة. وعلينا أن نرد بقوة على قصف (حزب الله)، ليس بالشكل البائس الذي يفعله الجيش اليوم، بل بتفعيل قدرات إسرائيل الجبارة وتوسيع القصف ليشمل بعلبك والضاحية الجنوبية في بيروت ورموزاً للدولة اللبنانية التي لا تفعل شيئاً لكبح (حزب الله)». واقترح تدمير البنى التحتية، وخصوصاً الماء والكهرباء، عن الجنوب اللبناني.

المعروف أن منطاد التجسس المتطور «سكاي ديو»، دخل إلى الخدمة في إسرائيل في شهر يناير (كانون الثاني) الماضي، بعد تحضير دام سنتين. وهو يستخدم لأغراض عسكرية بحتة، وفي مهام تجسسية ودفاعية، للمراقبة وجمع المعلومات، ويحلق على ارتفاعات شاهقة.


مقتل شخصين بقصف إسرائيلي على سيارة في جنوب لبنان

الدخان يتصاعد فوق قرية بجنوب لبنان بعد قصف إسرائيلي (أ.ف.ب)
الدخان يتصاعد فوق قرية بجنوب لبنان بعد قصف إسرائيلي (أ.ف.ب)
TT

مقتل شخصين بقصف إسرائيلي على سيارة في جنوب لبنان

الدخان يتصاعد فوق قرية بجنوب لبنان بعد قصف إسرائيلي (أ.ف.ب)
الدخان يتصاعد فوق قرية بجنوب لبنان بعد قصف إسرائيلي (أ.ف.ب)

قُتل شخصان، اليوم (الخميس)، جراء غارة إسرائيلية استهدفت سيارة في جنوب لبنان، وفق ما أوردت «الوكالة الوطنية للإعلام» ومسعفون من هيئة صحية مرتبطة بـ«حزب الله»، بعد ساعات من قصف الحزب مواقع إسرائيلية بأكثر من ستّين صاروخاً ردّاً على غارات ليلية طالت شرق لبنان.

ومنذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة «حماس» في قطاع غزة في السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، يتبادل «حزب الله» وإسرائيل القصف عبر الحدود بشكل شبه يومي. ويعلن الحزب في الأيام الأخيرة عن أسلحة يستخدمها للمرة الأولى منذ بدء التصعيد عبر الحدود.

وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية» في لبنان عن غارة نفّذتها مسيرة إسرائيلية على سيارة على طريق يربط بلدتي قانا بالرمادية في قضاء صور، ما أسفر عن «سقوط شهيدين».

وأبلغت غرفة العمليات في «الهيئة الصحية الإسلامية»، التابعة لـ«حزب الله»، «وكالة الصحافة الفرنسية» عن «استشهاد شابين، أحدهما من حزب الله، جراء الغارة على السيارة».

وجاء استهداف السيارة بعدما كان «حزب الله» شن «هجوماً صاروخياً بأكثر من ستين صاروخ كاتيوشا» على مواقع عسكرية إسرائيلية في الجولان السوري المحتل «ردّاً على اعتداءات العدو الإسرائيلي ليل أمس (الأربعاء) على منطقة البقاع».

وشّنت إسرائيل، ليل الأربعاء، وفق «الوكالة الوطنية»، خمس غارات استهدفت تخوم سلسلة جبال لبنان الشرقية في قضاء بعلبك، مشيرة إلى إصابة «مواطن بجروح طفيفة» ونشوب حرائق في المكان المستهدف.

وقال مصدر مقرّب من «حزب الله» لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» ليلاً إن إحدى الغارات الإسرائيلية استهدفت «معسكراً للحزب» في محيط بلدة بريتال، مضيفاً أنّ وتيرة الغارات كانت «الأعنف» منذ بدء التصعيد بين «حزب الله» وإسرائيل.

وأعقبت تلك الغارات هجمات شنّها الحزب على قواعد عسكرية إسرائيلية.

وفي وقت لاحق، الخميس، أعلن الجيش الإسرائيلي «رصد إطلاق نحو أربعين قذيفة صاروخية من الأراضي اللبنانية باتجاه منطقة هضبة الجولان»، مشيراً إلى «اعتراض قذائف صاروخية عدّة بنجاح» من دون تسجيل إصابات. وقال إنه رد على مصادر إطلاق النيران.

وأكد متحدث باسم الجيش الإسرائيلي، اليوم الخميس، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، «تنفيذ غارة جوية في عمق لبنان ضد هدف إرهابي تابع لحزب الله مرتبط بمشروع الصواريخ الدقيقة».

وأعلن الجيش كذلك تنفيذه ضربات على مبنيين تابعين لـ«حزب الله» في جنوب لبنان، في حين تبنى «حزب الله» استهداف خمسة مواقع على الأقل، آخرها موقع المطلة «بمسيّرة هجوميّة مسلّحة».


تركيا تكثف ضربتها في العراق ضد «العمال الكردستاني»

عناصر من حزب «العمال الكردستاني» في شمال العراق (أرشيفية - رويترز)
عناصر من حزب «العمال الكردستاني» في شمال العراق (أرشيفية - رويترز)
TT

تركيا تكثف ضربتها في العراق ضد «العمال الكردستاني»

عناصر من حزب «العمال الكردستاني» في شمال العراق (أرشيفية - رويترز)
عناصر من حزب «العمال الكردستاني» في شمال العراق (أرشيفية - رويترز)

​بينما تصعد القوات التركية ضرباتها ضد حزب العمال الكردستاني في شمال العراق، أكد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان أهمية الخطوات التي تتخذها بغداد وأربيل لمكافحة نشاط الحزب.

وقال فيدان إن «تركيا طورت تفاهماً مع أربيل وكذلك مع بغداد في إطار مكافحة الإرهاب، ومن المهم بالنسبة لنا الخطوات التي اتخذناها ضد المنظمة الإرهابية (العمال الكردستاني)».

وأضاف فيدان، أن زيارة الرئيس رجب طيب إردوغان إلى بغداد وأربيل، في أبريل (نيسان) الماضي كانت مهمة، مشيراً إلى أن العراق مر بعملية مؤلمة خلال السنوات العشرين الماضية، وكان هناك وضع مضطرب استغلته المنظمة الإرهابية (العمال الكردستاني).

وزير الخارجية التركي هاكان فيدان (أ.ف.ب)

خطوات ضد «الكردستاني»

وشدد فيدان، خلال مقابلة تلفريونية ليل الأربعاء – الخميس، على أن تركيا ليست لديها أطماع في أراضي أي بلد، قائلاً: «نمارس سيادتنا على أكمل وجه، وبينما لا يستطيع حزب العمال الكردستاني السيطرة على سنتيمتر واحد من تركيا، احتل العديد من المناطق في العراق وسوريا».

وتابع وزير الخارجية التركي: «الإرهاب يمنع تطور العراق، هناك مسافة قطعناها في الحرب ضد الإرهاب مع العراق، والعراق يمتلك النفط والموارد لكنه لا يستطيع حل مشكلاته الأساسية في مجال الطاقة والمياه والصحة والبنية التحتية، وليس من الممكن تحسين هذه الأمور في بلد تتفشى فيه الجماعات المسلحة، قلنا، إذا كنت معنا، فلندمر المنظمات الإرهابية معاً».

وقال فيدان: «المهم بالنسبة لنا الخطوات التي اتخذوها ضد (العمال الكردستاني)، تركيا دولة كبيرة، وقد تمكنت من حل مشكلة بنيتها التحتية في العشرين عاماً الماضية، كل هذه الدماء! الحرب يجب أن تتوقف الآن، لهذا، نحن بحاجة للذهاب إلى المشروعات المخطط لها، موارد الجغرافيا متوفرة، الناس يريدون هذا أيضاً، وفي أثناء القيام بذلك، لا نريد أن يساء فهمنا من قبل جيراننا ولا نريد الدخول في صراع معهم».

ووقع العراق وتركيا اتفاق إطار استراتيجياً تضمّن 26 مذكرة تفاهم للتعاون في مجالات الأمن والطاقة والاقتصاد ومشروع طريق التنمية، خلال زيارة الرئيس رجب طيب إردوغان إلى بغداد في 22 أبريل (نيسان) الماضي.

وأكد رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، أن بلاده لن تسمح باستخدام أراضيها منطلقاً للاعتداء على دول الجوار، ولن تسمح أيضاً بالاعتداء على سيادتها، لافتاً إلى أن أمن تركيا والعراق وحدة واحدة لا تتجزأ.

وقال إردوغان إنه ناقش مع السوداني الخطوات المشتركة التي يمكن أن يتخذها البلدان ضد مقاتلي حزب العمال الكردستاني، ورحّب بتصنيف العراق للحزب «جماعة محظورة».

وقال وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، إن «تركيا تعتزم تطوير التعاون مع العراق في مختلف المجالات بما فيها مكافحة الإرهاب».

تصعيد للضربات

وصعّدت تركيا من ضرباتها لمواقع «العمال الكردستاني» في شمال العراق عقب زيارة إردوغان، وبينما لم يعلن بشكل واضح عن إنشاء مركز مشترك للعمليات بين أنقرة وبغداد جرى الحديث عنه قبل الزيارة، قال وزير الدفاع التركي، يشار غولر، إن تركيا ستواصل عملياتها في إطار مفهوم جديد لمكافحة الإرهاب.

وعبر غولر عن ارتياحه لتعاون بغداد مع بلاده في مكافحة الإرهاب، رغم أنَّ الحكومة العراقية لم تصنّف بعد حزب العمال «منظمة إرهابية».

في السياق ذاته، قال مستشار العلاقات العامة والإعلام بوزارة الدفاع التركية، زكي أكتورك، في إفادة صحافية الخميس، إن القوات التركية تمكنت من القضاء على 931 من عناصر العمال الكردستاني في إطار عملية «المخلب – القفل» المستمرة في شمال العراق منذ 17 أبريل (نيسان) 2022، وقضت على 47 منهم في الأسبوع الأخير.

وأضاف أنه تم ضبط مغارة مكونة من 4 حجرات عائدة للإرهابيين (عناصر الكردستاني) في منطقة العملية شمال العراق، كانت تحوي مضادات طائرات ودبابات وقاذفات صاروخية وقنابل هاون وبنادق عادية ورشاشة وبندقية قناصة، إضافة إلى ذخائرها، وقنابل يدوية ومنظار وأجهزة اتصال لاسلكي.

عناصر من حزب «العمال الكردستاني» في شمال العراق (أرشيفية - رويترز)

في الوقت ذاته، كشفت المخابرات التركية عن القضاء على اثنين من عناصر العمال الكردستاني بمنطقة هاكورك شمال العراق، كانا يستعدان لشن هجوم على القوات التركية المشاركة في عملية «المخلب - القفل».

وقالت مصادر أمنية إن المخابرات تلقت معلومات تفيد بأن كلّاً من «أحمد بايار»، الملقب بـ«طوفان كوجر»، و«أحمد إبراهيم الأحمد»، الملقب بـ«مروان زارافان»، تلقيا تعليمات بالتسلل إلى منطقة وجود قواعد القوات المسلحة التركية، ونُفذت عملية أسفرت عن قتلهما.

ولفتت المصادر إلى أن «بايار» انضم إلى «العمال الكردستاني» عام 2012، وعمل في سوريا سابقاً، كما عمل حارساً شخصياً لأعضاء رفيعي المستوى في التنظيم، أما «الأحمد»، وهو سوري الجنسية، فانضم إلى «العمال الكردستاني» عام 2014، وتلقى تدريبات على الاغتيالات في معاقله بجبال قنديل عام 2017.


إصابة 3 جنود إسرائيليين في هجوم بطائرة مسيّرة أُطلقت من لبنان

مقاتلة إسرائيلية تطلق قنابل مضيئة فوق جنوب لبنان (أ.ف.ب)
مقاتلة إسرائيلية تطلق قنابل مضيئة فوق جنوب لبنان (أ.ف.ب)
TT

إصابة 3 جنود إسرائيليين في هجوم بطائرة مسيّرة أُطلقت من لبنان

مقاتلة إسرائيلية تطلق قنابل مضيئة فوق جنوب لبنان (أ.ف.ب)
مقاتلة إسرائيلية تطلق قنابل مضيئة فوق جنوب لبنان (أ.ف.ب)

أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم (الخميس)، إصابة 3 جنود بموقع «المطلة» في هجوم بطائرة مسيرة أطلقت من لبنان.

وقال الجيش في بيان إن إصابة أحد الجنود خطيرة للغاية، في حين كانت إصابة الجنديين الآخرين طفيفة، وفق ما نقلته «وكالة أنباء العالم العربي».

وفي وقت سابق (الخميس)، أعلن «حزب الله» أنه شن هجوماً بأكثر من 60 صاروخ «كاتيوشا» على قيادة الفرقة العسكرية الإسرائيلية بالجولان وثكنتين عسكريتين إسرائيليتين.

وقال الحزب في بيان إن الهجوم طال «قيادة فرقة الجولان ‌‏210 في نفح وثكنة الدفاع الجوي في كيلع وثكنة المدفعية لدعم المنطقة الشمالية في يوآف»، مشيراً إلى أن الهجوم جاء دعماً لقطاع غزة ورداً على هجمات إسرائيل ليل أمس على منطقة البقاع.

وفي وقت لاحق من اليوم، أعلن «حزب الله» قصف موقع «المطلة» الإسرائيلي مما أسفر عن مقتل وإصابة عدد من الجنود الإسرائيليين، مشيراً إلى أن مسيرة هجومية قصفت بصاروخين آلية إسرائيلية وعناصر تجمعوا حولها.

كان الجيش الإسرائيلي قد أعلن قصف منصة انطلقت منها الصواريخ صوب هضبة الجولان، لافتاً إلى إنه رصد إطلاق حوالي 40 قذيفة صاروخية من الأراضي اللبنانية خلال الهجوم.


سفراء «اللجنة الخماسية» يضعون خريطة طريق لانتخاب رئيس للبنان

رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري مستقبلاً سفراء «الخماسية» في مقر رئاسة النواب الشهر الماضي (مجلس النواب)
رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري مستقبلاً سفراء «الخماسية» في مقر رئاسة النواب الشهر الماضي (مجلس النواب)
TT

سفراء «اللجنة الخماسية» يضعون خريطة طريق لانتخاب رئيس للبنان

رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري مستقبلاً سفراء «الخماسية» في مقر رئاسة النواب الشهر الماضي (مجلس النواب)
رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري مستقبلاً سفراء «الخماسية» في مقر رئاسة النواب الشهر الماضي (مجلس النواب)

وضع سفراء «اللجنة الخماسية» خريطة طريق لانتخاب رئيس للجمهورية، داعين إلى مشاورات محدودة النطاق والمدة بين الكتل السياسية للاتفاق على مرشح أو قائمة قصيرة من المرشحين للرئاسة، على أن يذهب بعدها النواب إلى جلسة انتخابية مفتوحة في البرلمان، مع جولات متعددة حتى انتخاب رئيس جديد للبنان.

وجاء موقف السفراء بعد لقاءات عقدوها مع الأفرقاء السياسيين في لبنان، مؤكدين أن الكتل النيابية مستعدة للمشاركة في جهد متصل لتحقيق هذه النتيجة، وبعضها مستعد لإنجاز ذلك بحلول نهاية شهر مايو (أيار) الحالي.

وقال السفراء في بيانهم: «بعد أكثر من 18 شهراً من الفراغ الرئاسي في لبنان، يعيد سفراء مصر وفرنسا وقطر والمملكة العربية السعودية والولايات المتحدة التأكيد على الوضع الحرج الذي يواجه الشعب اللبناني والتداعيات، صعبة التدارك، على اقتصاد لبنان واستقراره الاجتماعي بسبب تأخير الإصلاحات الضرورية»، مشددين على أنه «لا يمكن للبنان الانتظار شهراً آخر، بل يحتاج ويستحق رئيساً يوحد البلد ويعطي الأولوية لرفاهية مواطنيه ويشكل تحالفاً واسعاً وشاملاً في سبيل استعادة الاستقرار السياسي، وتنفيذ الإصلاحات الاقتصادية الضرورية. كذلك، فإن انتخاب رئيس لهو ضروري أيضاً لضمان وجود لبنان بفاعلية في موقعه على طاولة المناقشات الإقليمية، وكذلك لإبرام اتفاق دبلوماسي مستقبلي بشأن حدود لبنان الجنوبية».

ولفت البيان إلى أن «الشهر الماضي، اختتم سفراء دول الخماسية اجتماعاتهم مع الكتل السياسية اللبنانية الكبرى لمناقشة الفراغ الرئاسي المستمر، وقد أظهرت المحادثات بأن هذه الكتل متفقة على الحاجة الملحّة إلى انتخاب رئيس للجمهورية، وهي مستعدة للمشاركة في جهد متصل لتحقيق هذه النتيجة، وبعضها مستعد لإنجاز ذلك بحلول نهاية شهر أيار 2024».

وبالتالي، يرى السفراء «أن مشاورات، محدودة النطاق والمدة، بين الكتل السياسية ضرورية لإنهاء الجمود السياسي الحالي. وهذه المشاورات يجب أن تهدف فقط إلى تحديد مرشّح متفق عليه على نطاق واسع، أو قائمة قصيرة من المرشحين للرئاسة، وفور اختتام هذه المشاورات، يذهب النواب إلى جلسة انتخابية مفتوحة في البرلمان، مع جولات متعددة حتى انتخاب رئيس جديد»، داعين النواب اللبنانيين إلى المضي قدماً في المشاورات والوفاء بمسؤوليتهم الدستورية لانتخاب رئيس للجمهورية.

وجدد السفراء تأكيدهم على موقف بلدانهم الموحد «لدعم حكومة وشعب لبنان، كما تم التعبير عنه في بيان الدوحة الصادر في يوليو (تموز) الماضي»، مشددين على «التزامهم باحترام سيادة لبنان ودستوره، ويواصلون جهودهم الصادقة والمحايدة لمساعدة لبنان على الخروج من أزماته الحالية، واستعادة عافيته السياسية والاقتصادية».

ويأتي موقف «سفراء الخماسية» بعد جولات ولقاءات عقدوها مع الأفرقاء اللبنانيين في موازاة مبادرة من تكتل «الاعتدال الوطني» التي كانت تتركز على لقاء تشاوري أو حوار يجمع الكتل النيابية للاتفاق على مرشح، ومن ثم عقد جلسة مفتوحة لانتخاب رئيس، بمعزل عن نتائج الحوار، لكنها اصطدمت باختلاف في وجهات النظر «الشكلية»، وتحديداً لجهة من سيترأس الحوار؛ إذ في حين يتمسك رئيس البرلمان بري بـ«حق الدعوة وترؤس الحوار»، ترفض الكتل المعارضة هذا الأمر.


مقتل 3 فلسطينيين في مداهمات إسرائيلية بالضفة الغربية

أقارب أحد الفلسطينيين الثلاثة الذين قُتلوا خلال غارة إسرائيلية في مستشفى طولكرم في مدينة طولكرم بالضفة الغربية... 16 مايو 2024 (إ.ب.أ)
أقارب أحد الفلسطينيين الثلاثة الذين قُتلوا خلال غارة إسرائيلية في مستشفى طولكرم في مدينة طولكرم بالضفة الغربية... 16 مايو 2024 (إ.ب.أ)
TT

مقتل 3 فلسطينيين في مداهمات إسرائيلية بالضفة الغربية

أقارب أحد الفلسطينيين الثلاثة الذين قُتلوا خلال غارة إسرائيلية في مستشفى طولكرم في مدينة طولكرم بالضفة الغربية... 16 مايو 2024 (إ.ب.أ)
أقارب أحد الفلسطينيين الثلاثة الذين قُتلوا خلال غارة إسرائيلية في مستشفى طولكرم في مدينة طولكرم بالضفة الغربية... 16 مايو 2024 (إ.ب.أ)

ذكرت وزارة الصحة الفلسطينية ومسؤولون فلسطينيون أن قوات إسرائيلية قتلت ثلاثة شبان خلال مداهمات في أنحاء متفرقة من الضفة الغربية، مساء الأربعاء وصباح الخميس شهدت تفتيش محال صرافة.

وأوضحت وزارة الصحة أن أيمن أحمد مبارك (26 عاما) وحسام عماد دعباس (22 عاما) ومحمد يوسف نصر الله (27 عاما) قتلوا في أثناء توغل قوات إسرائيلية في مدينة طولكرم وتمركزها في مناطق بوسط المدينة.

ومدينة طولكرم هي إحدى البؤر الساخنة في الضفة الغربية، حيث تزايدت بالفعل الاشتباكات العنيفة بين القوات الإسرائيلية والفلسطينيين قبل اندلاع الحرب في غزة في أكتوبر (تشرين الأول).

وأشارت سلطة النقد الفلسطينية في بيان إلى وقوع مداهمات في رام الله والخليل وجنين ونابلس وطوباس وقلقيلية شملت أكثر من 10 اعتقالات.

وينذر تزايد العنف في الضفة الغربية، وهي أكبر الأراضي الفلسطينية الخاضعة للاحتلال الإسرائيلي وأكثرها اكتظاظا بالسكان، بتصعيد أوسع نطاقاً في المنطقة مع احتدام الحرب في قطاع غزة.

ومنذ اندلاع الصراع بعد هجوم مسلحين فلسطينيين على إسرائيل في السابع من أكتوبر، شن الجيش الإسرائيلي مداهمات متكررة على جماعات مسلحة، فيما هاجم مستوطنون يهود قرى فلسطينية، كما شن فلسطينيون هجمات في الشوارع على إسرائيليين.

واعتُقل آلاف الفلسطينيين وقتل المئات خلال العمليات التي يقوم بها الجيش والشرطة الإسرائيليان. وكان كثير من القتلى أعضاء في جماعات مسلحة، فيما قُتل آخرون من الشباب الذين يرشقون القوات الإسرائيلية بالحجارة ومدنيين غير متورطين.

وأدانت سلطة النقد الفلسطينية في بيان مداهمة محال الصرافة كما استنكرت «الاستيلاء على مبالغ مالية واستجواب عدد من العاملين».

وجاء في البيان الصادر عن محافظ سلطة النقد فراس ملحم أن «محلات الصرافة... خاضعة لرقابة سلطة النقد، وتخضع لمعايير امتثال صارمة».

وقال هاني أبو مويس صاحب محلات «الخليج» للصرافة التي لديها 11 فرعا إن عددا من موظفيه اعتقلوا.

وتعد محال الصرافة ضمن المكونات الهامة في القطاع المالي بالضفة الغربية. ويفضل كثير من الفلسطينيين في المنطقة الدولار الأميركي أو الدينار الأردني في إجراء المعاملات المالية الكبيرة مثل شراء الأراضي أو المنازل أو السيارات رغم استخدام الشيقل الإسرائيلي في الحياة اليومية.

ولدى كثير منهم أيضا أقارب يعيشون ويعملون في الخارج ويستخدمون محال الصرافة لإرسال الأموال إلى بلدهم.