عاد فيروس إنفلونزا الطيور «H3N8» إلى الواجهة من جديد، بعد 21 عاماً على اكتشافه، وذلك بعد تسجيل أول حالة وفاة بشرية بهذا الفيروس في الصين. واكتشف الفيروس في عام 2002. بعد ظهوره لأول مرة بالطيور المائية في أميركا الشمالية، ومنذ ذلك التاريخ، لم تحدث سوى إصابتين بشريتين غير قاتلتين بالفيروس في الصين، خلال أبريل (نيسان) ومايو (أيار) من العام الماضي، لكن جاءت وفاة سيدة صينية بالفيروس، لتعيد الاهتمام به من جديد.
وقالت «منظمة الصحة العالمية» في بيان أصدرته، أمس (الثلاثاء)، إن السيدة مرضت في 22 فبراير (شباط) الماضي، وأدخلت المستشفى بسبب التهاب رئوي حاد في 3 مارس (آذار) الماضي وتوفيت في 16 من الشهر نفسه.
وأوضحت المنظمة أن «المريضة كانت تعاني من عدة حالات أساسية، وكان لديها تاريخ من التعرض للدواجن الحية قبل ظهور المرض وتاريخ من وجود الطيور البرية حول منزلها». وأضافت أنه «لم تظهر عدوى أو أعراض مرضية على المخالطين عن قرب للحالة وقت الإبلاغ».
وفي حين أن التعرض لسوق الدواجن الحية قد يكون سبب العدوى، إلا أن المنظمة أكدت أنه «لا يزال من غير الواضح ما هو المصدر الدقيق لهذه العدوى وكيف يرتبط هذا الفيروس بفيروسات إنفلونزا الطيور الأخرى المنتشرة في الحيوانات»، ودعت المنظمة إلى مزيد من التحقيقات الحيوانية والبشرية.
وقالت المنظمة: «يبدو أن هذا الفيروس ليس لديه القدرة على الانتشار بسهولة من شخص لآخر، وبالتالي فإن خطر انتشاره بين البشر على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية يعتبر منخفضاً، ومع ذلك، نظراً للطبيعة المتطورة باستمرار لفيروسات الإنفلونزا يجب المراقبة العالمية المستمرة للكشف عن التغيرات الفيروسية والوبائية والسريرية المرتبطة بانتشار فيروسات الإنفلونزا التي قد تؤثر على صحة الإنسان أو الحيوان».
ومن جانبه، يقول محمد مهدي، أستاذ الأمراض المشتركة بكلية الطب البيطري جامعة أسيوط (جنوب مصر)، إنه تم الإبلاغ عن انتقال فيروسات إنفلونزا الطيور «H3N8» عبر الأنواع المختلفة من الثدييات، بما في ذلك الكلاب والخيول، ولكن أعداد الإصابات به بين البشر، تشير إلى أنها لا تملك فرصاً كبيرة للانتشار، حيث لا يبدو أنها تنتقل من إنسان لآخر عند الإصابة بها. ويضيف أنه «عادة ما تكون حالات إنفلونزا الطيور البشرية نتيجة التعرض المباشر أو غير المباشر للدواجن الحية أو النافقة المصابة أو البيئات الملوثة».
وتسبب عدوى إنفلونزا الطيور أمراضاً تتراوح بين التهاب الملتحمة أو أعراض خفيفة شبيهة بالإنفلونزا إلى أمراض الجهاز التنفسي الحادة أو حتى الموت. وقالت منظمة الصحة العالمية على موقعها الإلكتروني، إنه «تم الإبلاغ عن أعراض معدية معوية أو عصبية لكنها نادرة».
هل ينتشر فيروس إنفلونزا الطيور «H3N8» عالمياً؟
بعد تسجيل أول وفاة في الصين
هل ينتشر فيروس إنفلونزا الطيور «H3N8» عالمياً؟
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة