يقاتل برايتون كل موسم لتحقيق حلم المشاركة في المسابقات الأوروبية، لكنه تعرض لضربة بالخسارة 2 - 1 من توتنهام في المرحلة الثلاثين من الدوري الإنجليزي الممتاز، لكن برايتون كان ضحية لأخطاء دفعت لجنة الحكام للاعتذار. حقق أستون فيلا انتفاضة مذهلة منذ تعيين أوناي إيمري مدرباً للفريق بدلاً من ستيفن جيرارد، لدرجة أن الفريق الذي بدا وكأنه يصارع على البقاء أصبح ينافس الآن على التأهل لبطولة أوروبية. «الغارديان» تستعرض هنا 10 نقاط جديرة بالدراسة من المرحلة:
1- اعتذار من لجنة التحكيم لبرايتون
كان لاعب برايتون، كاورو ميتوما، يستحق الحصول على ركلة جزاء بعدما تدخل عليه لاعب توتنهام بيير إميل هويبيرغ بشكل واضح داخل منطقة الجزاء، فلماذا لم تتم العودة إلى تقنية الفار واحتساب ركلة جزاء؟ ربما سقط ميتوما على الأرض بسهولة بعض الشيء، لكن هذه الواقعة جعلت مشجعي برايتون يقولون إن الحكام (وليس الفشل في القضاء على خطورة هاري كين ومنعه من إحراز هدف الفوز) كان سبب الهزيمة. ولولا هذه الأخطاء التحكيمية، كان من الممكن أن يصعد برايتون من المركز السادس إلى المركز الخامس في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز. ويوم الأحد، اعتذر هوارد ويب رئيس لجنة الحكام إلى نادي برايتون بالنيابة عن لجنة الحكام.
وقال المدير الفني لبرايتون، روبرتو دي زيربي، الذي تمكن من مشاهدة إعادة لعبة ميتوما في غرفة خلع الملابس بعدما حصل على بطاقة حمراء نتيجة اعتراضه على عدم احتساب تقنية الفار لهدف داني ويلبيك «أعتقد أن ركلة الجزاء كانت واضحة تماماً». وبعد فترة وجيزة، استغل هاري كين غياب تركيز لاعبي برايتون وأحرز هدف الفوز. من المؤكد والواضح للجميع أن برايتون فريق ممتاز، لكن من المؤكد أيضاً أنه سيتأثر بعدم وجود مديره الفني بجوار خط التماس، كما سيكون عليه الحال في مواجهات برايتون المقبلة. (توتنهام 2 - 1 برايتون).
2- خط الوسط الانسب لترينت ألكسندر أرنولد
قال الظهير الأيمن لليفربول، ترينت ألكسندر أرنولد، عندما سُئل عن دوره في الهدف الثاني الذي سجله آرسنال في مرمى فريقه «يجب أن تأتي الأهداف من أخطاء، فهذه هي الطريقة التي تعمل بها كرة القدم». غالباً ما يكون لدى صفوة الرياضيين ثقة هائلة بأنفسهم تساعدهم على تنفيذ مهارات صعبة تحت الضغط، لكن ترينت ألكسندر أرنولد يعاني دفاعياً لأن خط وسط ليفربول لا يمنحه الحماية اللازمة والتي تمكنه من الانطلاق للأمام واستغلال مهاراته الكبيرة في الثلث الأخير من الملعب. وكما رأينا أن ألكسندر أرنولد كان معرّضاً لارتكاب الأخطاء أمام آرسنال، فقد رأينا أيضاً أنه بارع في النواحي الهجومية، عندما تقدم لخط الوسط وقاد الهجمة وصنع هدف التعادل لفريقه.
قد يكون الوقت قد حان لانتقال ألكسندر أرنولد للعب في خط الوسط بشكل دائم، ويرجع السبب في ذلك جزئياً إلى أن ليفربول يعاني نقطة ضعف واضحة في خط الوسط، بالإضافة إلى أن اللعب في هذا المركز يعد مثالياً لألكسندر أرنولد لأنه سيخفي نقاط ضعفه الدفاعية - الافتقار إلى السرعة وعدم التفوق في المواجهات الفردية – بالإضافة إلى أنه سيساعده على استغلال مهاراته الهائلة المتمثلة في التمرير الدقيق والرؤية الثاقبة والكرات العرضية المتقنة. (ليفربول 2 - 2 آرسنال).
3- رحيم سترلينغ أصبح ظلاً لمستواه السابق
سجل رحيم سترلينغ أربعة أهداف وصنع هدفين في 21 مباراة مع تشيلسي هذا الموسم. وجد الجناح الإنجليزي الدولي صعوبة كبيرة في اللعب بشكل جيد وتقديم مستويات ثابتة تحت قيادة المدير الفني السابق للبلوز غراهام بوتر، لكن المدير الفني الجديد فرانك لامبارد غير طريقة اللعب إلى 4 - 3 – 3، وهو الأمر الذي خلق دوراً أكثر وضوحاً لسترلينغ في مركز الجناح الأيمن أمام ولفرهامبتون. ومع ذلك، لم يشكل سترلينغ خطورة تذكر، وظل مختفياً طوال فترات اللقاء. في الحقيقة، يتعين على لامبارد أن يساعد اللاعبين من أمثال سترلينغ على تقديم أفضل ما لديهم داخل الملعب إذا كان يريد حقاً تطوير أداء تشيلسي، الذي لا يزال عالقاً في منتصف جدول الترتيب.
وقال لامبارد بعد المباراة «أعتقد أنه لاعب رائع، فقد كان أحد أفضل الأجنحة في العالم لفترة طويلة، بل وكان يراه البعض أنه الأفضل في العالم في مركزه». وعلى الرغم من هذه الإشادة الكبيرة، فقد فشل سترلينغ منذ انتقاله إلى «ستامفورد بريدج» في الوصول إلى المستويات الرائعة التي كان يقدمها مع مانشستر سيتي، لكن تغيير المدير الفني قد يساعده على استعادة مستواه السابق. (ولفرهامبتون 1 - 0 تشيلسي).
4- بصمة إيمري تنعش آمال أستون فيلا الأوروبية
يقوم أوناي إيمري بعمل مذهل مع أستون فيلا، رغم تراجع أداء الفريق بعض الشيء في الآونة الأخيرة. فاز أستون فيلا على تشيلسي على ملعب «ستامفورد بريدج» في آخر مباراة لغراهام بوتر على رأس القيادة الفنية للبلوز، وبعد ذلك بأربعة أيام حقق أستون فيلا فوزاً آخر خارج ملعبه، وهذه المرة أمام ليستر سيتي. وفي المباراة الأخيرة، فاز أستون فيلا على نوتنغهام فورست بهدفين دون رد، وهي النتيجة التي زادت الشكوك المثارة حول مستقبل ستيف كوبر مع نوتنغهام فورست. وبعدما كان أستون فيلا يحتل المركز السادس عشر في جدول الترتيب وبفارق ثلاث نقاط فقط عن صاحب المركز الأخير عندما تولى إيمري المسؤولية في نوفمبر (تشرين الثاني)، صعد الفريق إلى المركز السادس ويلعب الآن من أجل احتلال أحد المراكز المؤهلة للبطولات الأوروبية الموسم المقبل.
وقال قائد أستون فيلا، جون ماكجين، عن تفادي الهبوط في اليوم الأخير من موسم 2019 - 2020 «أتذكر شعوري عندما كنا في حاجة إلى الحصول على سبع نقاط من أجل تجنب الهبوط قبل نهاية الموسم بأربع جولات. لم يكن هذا موقفاً جيداً على الإطلاق؛ لذا فمن الرائع أن تكون على الجانب الآخر تماماً هذا الموسم، خاصة في ظل الصراع الشرس الموجود حالياً في مؤخرة جدول الترتيب من أجل تجنب الهبوط هذا الموسم. لقد نجحنا في القيام بتحول رائع، ونأمل أن نتمكن من الاستمرار». (أستون فيلا 2 - 0 نوتنغهام فورست).
5- مارسيال قادر على تعويض غياب راشفورد
إذا نجح أنتوني مارسيال في الحفاظ على لياقته البدنية بشكل جيد حتى نهاية الموسم، فسيكون إضافة قوية للغاية إلى مانشستر يونايتد، جنباً إلى جنب مع كريستيان إريكسن الذي شارك أمام إيفرتون بعد غيابه عن الملاعب لمدة شهرين بسبب الإصابة التي تعرض لها في الكاحل، كما سيعود كاسيميرو للمشاركة في المباريات المحلية مرة أخرى بعد نهاية الإيقاف لمدة أربع مباريات. وفجأة، أصبح لدى المدير الفني لمانشستر يونايتد، إريك تن هاغ، ثلاثة لاعبين في الخط الأمامي لتدعيم صفوف الفريق خلال المواجهات القادمة. ويسعى مانشستر يونايتد لإنهاء الموسم الحالي ضمن المراكز الأربعة الأولى المؤهلة لدوري أبطال أوروبا، بعدما فاز بلقب كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة في فبراير (شباط) الماضي.
وبعد 11 دقيقة فقط من مشاركته أمام إيفرتون يوم السبت الماضي، نجح مارسيال في تسجيل هدفه السابع هذا الموسم في مشاركته السابعة عشرة، وهي نسبة رائعة بالنظر إلى غيابه عن الملاعب لفترات طويلة بسبب الإصابة. ومع خروج ماركوس راشفورد من المباراة مصاباً وعدم اتضاح الرؤية بشأن فترة غيابه عن الملاعب، أصبح مانشستر يونايتد في حاجة ماسة إلى مارسيال لقيادة خط هجوم الفريق خلال ما تبقى من الموسم. (مانشستر يونايتد 2 - 0 إيفرتون).
6- إيدي هاو يعاني من مشكلة ممتعة
يجد المدير الفني لنيوكاسل يونايتد، إيدي هاو، نفسه في مشكلة محيرة وممتعة في الخط الأمامي. فبعدما غيّر مركز كالوم ويلسون لكي يلعب كجناح في المباراة التي فاز فيها نيوكاسل يونايتد على وستهام في منتصف الأسبوع، عاد وأشرك ألكسندر إيزاك في مواجهة برينتفورد. وبعدما قدم نيوكاسل أداءً باهتاً وكئيباً في الشوط الأول، لجأ هاو مرة أخرى إلى ويلسون من على مقاعد البدلاء ليدفع بكلا اللاعبين معاً في الخط الأمامي، وهو الأمر الذي لم نره كثيراً هذا الموسم. وقدم الثنائي أداءً رائعاً، حيث صنع ويلسون هدفاً لإيزاك، وسجل هدفاً لم يحتسب بعدما لمست الكرة يده. إذا، ما الذي يحمله المستقبل لنيوكاسل؟ قال هاو «إنهما لاعبان على أعلى مستوى. هل يمكنهما اللعب معاً كل أسبوع؟ ربما لا يمكن القيام بذلك من الناحية التكتيكية، حسب وجهة نظرنا، لكن هل يمكنهما اللعب معاً في مباراة مثل مباراة اليوم؟ بكل تأكيد نعم». ومن المؤكد أن تألق اللاعبين بهذا الشكل يمنح هاو مزيداً من الخيارات الهجومية في الثلث الأخير من الملعب. (برينتفورد 1 - 2 نيوكاسل يونايتد).
7- روميو لافيا يظهر قدراته الكبيرة
تألق روميو لافيا بشكل لافت للأنظار خلال المباراة التي خسرها فريقه ساوثهامبتون أمام مانشستر سيتي بأربعة أهداف مقابل هدف وحيد. وكان اللاعب البالغ من العمر 19 عاماً قد أمضى عامين مع مانشستر سيتي، ثم انتقل الصيف الماضي إلى ساوثهامبتون مع ثلاثة لاعبين شبان آخرين. كان المدير الفني لمانشستر سيتي، جوسيب غوارديولا، يرغب في الإبقاء على خدمات اللاعب، لكنه لم يكن يريد أن يحرمه من المشاركة في المباريات بشكل منتظم في الدوري الإنجليزي الممتاز. وأشاد غوارديولا بلافيا قبل وبعد المباراة، وهو ما يشير إلى أن المدير الفني الإسباني قد يرغب في تفعيل بند إعادة شراء اللاعب مقابل 40 مليون جنيه استرليني.
كان لافيا هو اللاعب الوحيد الذي ظهر بشكل رائع في فريق ساوثهامبتون في تلك المباراة، حيث أظهر للجميع أنه يمتلك قدرات وفنيات هائلة ورؤية ثاقبة، خاصة خلال الشوط الأول الذي كان الأداء فيه متكافئاً إلى حد ما بين الفريقين، قبل أن يتحكم مانشستر سيتي في زمام الأمور تماماً في الشوط الثاني. وحتى لو تمكن ساوثهامبتون من البقاء في الدوري الإنجليزي الممتاز، فمن المؤكد أن اللاعب البلجيكي الشاب سوف ينتقل إلى مكان آخر الموسم المقبل، ولا يمكن استبعاد عودته إلى مانشستر سيتي، بل واللعب في التشكيلة الأساسية للسيتيزنز تحت قيادة غوارديولا. (ساوثهامبتون 1 - 4 مانشستر سيتي).
8- ليستر سيتي يواصل السقوط... فهل من منقذ؟
يبتعد ليستر سيتي عن مراكز الأمان بفارق نقطتين فقط، لكن الهزيمة على ملعبه أمام بورنموث - الخسارة السابعة في 10 مباريات بالدوري – تؤكد أن الفريق يعاني بشدة. ومن الواضح للجميع أن الفريق يفتقد للحافز والزخم. وتم تعيين دين سميث المدرب السابق لأستون فيلا ونوريتش سيتي مدرباً مؤقتاً له حتى نهاية الموسم بعد انفصاله عن بريندان رودجرز. وقال ليستر في بيان «يجلب سميث ثروة من الخبرة في التدريب والخبرة العامة إلى هذا المنصب».
وحتى لو كان بيان ليستر منطقياً، فمن الواضح أن ليستر سيتي يفتقر إلى اللاعبين القادرين على إخراج الفريق من كبوته، حيث لم ينجح الفريق في تعويض خسارة كاسبر شمايكل، سواء كحارس مرمى أو كقائد للفريق؛ كما تراجع مستوى جوني إيفانز وجيمي فاردي بشكل كبير ولم يعودا قادرين على تقديم المستويات السابقة نفسها؛ بالإضافة إلى أن يوري تيلمانس يغيب عن الملاعب كثيراً بداعي الإصابة. لذا؛ فعلى الرغم من أن جيمس ماديسون وهارفي بارنز يبذلان قصارى جهدهما لمساعدة الفريق، فإن الفريق لا يملك عناصر أخرى قادرة على صناعة الفارق. (ليستر سيتي 0 - 1 بورنموث).
9- وستهام يتجه نحو الأمان رغم المستوى السيئ
سجل وستهام ثلاثة أهداف في مبارياته الثلاث الماضية: هدفان من كرات ثابتة، والثالث هدف من نيران صديقة سجله لاعب فولهام هاريسون ريد في مرمى فريقه. وخلال هذه المباريات الثلاث، حصد وستهام ست نقاط ثمينة من الفوز على فولهام وساوثهامبتون بالنتيجة نفسها بهدف دون رد، لكنه تعرّض لهزيمة مذلة بين هاتين المباراتين من نيوكاسل يونايتد بخمسة أهداف مقابل هدف وحيد. بعبارة أخرى، يمكن لوستهام أن يحقق الفوز على الأندية متواضعة المستوى، لكنه يتعثر أمام الفريق الأقوى. قد يساعد ذلك وستهام على البقاء في الدوري الإنجليزي الممتاز، لكن هل هذا كافٍ بعد إنفاق نحو 160 مليون جنيه استرليني على تدعيم صفوف الفريق الصيف الماضي؟
وقد وجّه جمهور وستهام انتقادات لاذعة للمدير الفني للفريق، ديفيد مويز، خلال المباراة التي فاز فيها وستهام على فولهام بهدف دون رد، مشيراً إلى أن التحفظ الكبير الذي يلعب به المدير الفني الأسكتلندي هو الذي يعيق الفريق ويقيد قدرات اللاعبين. لكن بالطبع يمكن لمويز أن يؤكد أن النتائج هي أهم شيء بالنسبة لفريق يحاول الهروب من شبح الهبوط. لكن السؤال الحقيقي هو: هل كان يجب أن يكون وستهام مهدداً بالهبوط بعد كل الأموال التي أنفقها لتدعيم صفوفه؟ (فولهام 0 - 1 وستهام).
10- ليدز يونايتد يُحيي ذكرى ضحايا إسطنبول
كان هناك تصفيق لمدة دقيقة قبل انطلاق مباراة ليدز يونايتد أمام كريستال بالاس على ملعب «إيلاند رود» يوم الأحد، حيث كان الأربعاء الماضي يصادف الذكرى الـ23 لوفاة اثنين من مشجعي ليدز المتحمسين، كريستوفر لوفتوس وكيفن سبايت. ففي شهر أبريل (نيسان) 2000، سافر الثنائي إلى تركيا لمشاهدة فريقهم يلعب أمام غلطة سراي في نصف نهائي كأس الاتحاد الأوروبي لكنهما لم يعودا إلى الوطن مرة أخرى. ففي عشية المباراة، تعرضا للطعن حتى الموت في إسطنبول، وما زال قتلهما بطريقة وحشية يلقي بظلال حزينة على غرب يوركشاير.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، انضم المدير الفني لليدز يونايتد، خافي غراسيا، إلى كبار اللاعبين بما في ذلك ليام كوبر ولوك أيلينغ وستيوارت دالاس وباتريك بامفورد لوضع الزهور على قبر المشجعين والتحدث مع عائلاتهما خلال تكريم خاص أقيم في ملعب «إيلاند رود». وقال غراسيا يوم الأحد «بعد أن علمت بهذه المأساة بعد تعييني في منصبي، فإنني أقدم خالص التعازي للعائلتين. لن يُنسى كريستوفر وكيفن أبداً». (ليدز يونايتد 1 - 5 كريستال بالاس).