«تشات جي بي تي» يتفوق على «بارد» في المساعدة الذكية

برامج آلية دُرّبت على توليد الجمل اللغوية بتلقائية مثل البشر

«تشات جي بي تي» يتفوق على «بارد» في المساعدة الذكية
TT
20

«تشات جي بي تي» يتفوق على «بارد» في المساعدة الذكية

«تشات جي بي تي» يتفوق على «بارد» في المساعدة الذكية

بات الجميع يعلم أنّ المساعدين الافتراضيين المدعومين بالذكاء الصناعي كـ«تشات جي بي تي»، (من تطوير شركة «أوبن إي آي».)، و«بارد» (من تطوير «غوغل») قادران على أداء مهام مبهرة، كالفوز في مسابقات الترميز، وتجاوز امتحانات نقابة المحامين، والاعتراف بالحبّ لصحافي متخصص بالتقنية.
ولكنّني تساءلت: ما هي درجة المساعدة التي قد تقدّمها هذه الروبوتات حقاً كمساعد تنفيذيّ؟
كان أمام «سيري» من «أبل» و«أليكسا» من «أمازون» أكثر من عقدٍ من الزمن للتطوّر والتحسّن، ولكنّهما تحوّلا أخيراً إلى مساعدين خمولين يُستخدمان لضبط المؤقتات وتشغيل الموسيقى.

- مساعدان تنفيذيان
في المقابل، يستخدم كلّ من «تشات جي بي تي»، و«بارد» ما يُسمّى بالنماذج اللغوية الكبيرة التي تتعرّف على النصوص وتولدها بالاعتماد على نسقات بيانية هائلة جُمعت من شبكة الإنترنت. وقد دُرّبت هذه البوتات (البرامج الآلية) لتشكيل الجمل بتلقائية مثل البشر؛ ما يوسّع على الأرجح مجالات استخدامهما كمساعد.
لاختبار هذه النظرية، وضعتُ لائحة بالمهام التي قد يطلب النّاس من المساعد البشري تأديتها.
وأخيراً، حدّدتُ المسؤوليات الأربع الأكثر شيوعاً للمساعد التنفيذي:
> المساعدة في التحضير للاجتماعات عبر البحث والتحقّق من خلفيات الأشخاص الذين يلتقي بهم المسؤول التنفيذي.
> وضع محاضر للاجتماعات وتدوين الملاحظات بصيغة منظّمة وسهلة المسح.
> التخطيط لرحلات العمل وتنظيم مسارات السفر.
> تنظيم جدول أعمال المسؤول التنفيذي عبر حجز أماكن الاجتماعات وإعادة جدولة المواعيد.
وأخيراً، توجّهت بالحديث لـ«تشات جي بي تي» ChatGPT و«بارد» Bard وطلبتُ منهما الافتراض أنني الرئيس التنفيذي لشركة ناشئة متخصصة بالذكاء الصناعي اسمها «أرتيفشل إنتلجنس» وأنّهما، أي البرنامجين، مساعداي التنفيذيان، وطلبتُ منهما المساعدة في المهام التالية:

- تحضير وإدارة الاجتماعات
> تحضير الاجتماع. بدأتُ بإعلام «تشات جي بي تي»، و«بارد» بأنّني سألتقي أحد المستثمرين المحتملين الأسبوع المقبل. اخترتُ بعشوائية سكوت فورستال، وهو تنفيذي سابق شهير في «أبل» سيرته المهنية متوفرة على شبكة الإنترنت. بعدها، طلبتُ من الروبوتين التحقّق من خلفية الرجل والمساعدة في جمع الأفكار لإقناعه بالاستثمار في شركتي الناشئة.
أدّى «تشات جي بي تي» وظيفته بشكلٍ مبهر، فقد عمد إلى تلخيص المعلومات التي جمعها عن فورستال من صفحة «ويكيبيديا»، حتّى أنّه اقترح عليّ استراتيجيات مساعدة لكسبه كمستثمر.
وقال «تشات جي بي تي»: «يجب أن تستعرضوا كيف أنّ شركتكم تجمع الذكاء الصناعي مع مجالات أخرى كعلم النفس الإدراكي، واللغويات أو علم الأعصاب، للخروج بحلول مبتكرة. هذه المقاربة المتعدّدة الاختصاصات قد تلقى صدى لدى سكوت على اعتبار أنّه يملك خلفية أكاديمية في اللغويات الحاسوبية». وأوصاني «تشات جي بي تي». أيضاً بمناقشة المخاوف الأخلاقية التي تحيط بالذكاء الصناعي وكيف أنّ شركتي ملتزمة باستخدام نظمه بشكلٍ مسؤول.
في المقابل، قدّم «بارد» تفاصيل أقلّ عن تاريخ عمل فورستال، فضلاً عن أنّ نصائحه المتعلّقة بإقناعه بالاستثمار لم تكن واضحة. الشيء الوحيد الواضح الذي قاله والذي لم يكن محفّزاً أصلاً هو التالي «لديك خطّة عمل قوية ورؤية واضحة لمستقبل شركتك».
وقد ناقشتُ هذا الاختبار ونتائجه مع فورستال في رسالة إلكترونية. وفي ردّه، وصف الأخير استجابة «بارد» بـ«المضحكة والعمومية»، بينما اعتبر أنّ توصيات «تشات جي بي تي»، كانت «مفصّلة ومقنعة بشكلٍ مذهل»، خصوصاً أنه تحدّث باستفاضة عن المخاوف الأخلاقية التي تحيط بنظم الذكاء الصناعي. وكتب فورستال «بشكلٍ عام، قدّم (تشات جي بي تي) خريطة طريق لكيفية بناء طرحٍ مخصص ومقنع يستهدفني أنا».
من جهتها، قالت شركة «غوغل»: إنّ مقاربة «بارد» المتواضعة في جمع المعلومات عن الأشخاص متعمّدة. وشرح جاك كراوكزيك، مدير المنتج في «بارد»، أنّ «غوغل» لا تزال تختبر بحذر مسألة تقديم معلومات عن النّاس.
> وضع محاضر للاجتماعات. في الخطوة التالية، طلبت من برنامجَي المحادثة تلخيص فحوى اجتماع تمّت خلاله مناقشة أزمة علاقات عامّة متخيّلة اعتقد فيها مستخدمو تقنية شركتي أنّ الروبوت واعٍ ويشعر.
في هذا السيناريو، تظاهرتُ أنّني التقيتُ كارن، رئيسة قسم التقنية، وهنري، المسؤول الإعلامي، وناقشتُ معهما إصدار بيان يشرح كيف أنّ نظام الذكاء الصناعي ليس واعياً لما يدور حوله.
في الاستجابة، قدّم «تشات جي بي تي» محضراً ذكر الأشخاص المتواجدين خلال الاجتماع وما الذي نوقش خلاله، ومن ثمّ وضع خطّة للتحرّك: اقترح أن يحضّر هنري البيان، وأن تراجعه كارن معي ونوافق عليه، على أن ينشر هنري التصريح في صباح اليوم التالي.
بدوره، وضع «بارد» محضراً مشابهاً للاجتماع ولكنّ خطّة العمل التي اقترحها كانت غريبة، فقد اعتبر أن الرئيس التنفيذي هو المسؤول عن تحضير التصريح رغم أنّ هذه الوظيفة تُسند عادة للمسؤول الإعلامي.

- الرحلات وجدول الأعمال
> تخطيط الرحلات. أخبرتُ «تشات جي بي تي»، و«بارد» أنّني مسافرٌ إلى تايبيه عاصمة تايوان، الشهر المقبل في رحلة عمل، وطلبتُ منهما أن يضعا مساراً يساعدني في الحصول على قسط كافٍ من الراحة قبل الاجتماع. وطلبتُ منهما أيضاً أن يختارا فندقاً في موقعٍ مركزي وأن يقترحا أماكن لتناول الطعام خلال الأسبوع. وأخيراً، قلتُ لهما إنّني أريد تمضية عطلة نهاية الأسبوع في تايبيه قبل العودة.
مرّة أخرى، قام «تشات جي بي تي»، بعملٍ رائع. فقد اقترح فندقاً في وسط المدينة، وعشاءً سريعاً في شارع «يونغ كانغ» الشهير بكثرة المطاعم. بعدها، قال لي إنّني أستطيع الاستراحة من لحظة الوصول وطوال يوم الاثنين من إرهاق الرحلة قبل اجتماعي يوم الثلاثاء. ملاحظتي الوحيدة على عمله كانت اقتراحه تناول الطعام في الشارع المذكور والذي يبعد ثلاثة أميال عن الفندق، رغم وجود أماكن أخرى أقرب.
أمّا «بارد»، فقد اقترح عليّ أن أستريح في اليوم الأوّل وأن أعقد اجتماعي في اليوم التالي؛ ما سيسبب لي الانهاك، فضلاً عن أنّه لم يكلّف نفسه عناء اقتراح فندق. كما فشل أيضاً في اقتراح أماكن لتناول الطعام. وعادت «غوغل» وقالت في تصريح: إنّ «بارد» لا يزال في مرحلة الاختبار.
> جدول الأعمال. عجز البرنامجان عن أداء أهمّ وظيفة للمساعد التنفيذي وهي التحقّق من التقويم والعثور على وقتٍ في جدول أعمالي لزيارة طبيب الأسنان. ويعود هذا العجز إلى عدم قدرة الروبوتات على الوصول إلى تقاويم النّاس، ولكنّها على الأرجح ستستطيع عمل ذلك في وقتٍ قريب.
>خلاصة غير مريحة. أوصلتني هذه الاختبارات إلى خلاصة غير مريحة حول نطاق تأثير هذه التقنية على الوظائف، لا سيّما تلك التي تشهد تكراراً في الأعمال ويمكن أتمتتها بسهولة.
يعدّ البشر اليوم مساعدين تنفيذيين أفضل من بوتات المحادثة – أفضل من «بارد» طبعاً – ولكنّ نظام الذكاء الصناعي بات قادراً على أداء عملٍ مبهر في الكثير من المهام الإدارية. هذا الانتشار الواسع لروبوتات المساعدة قد يؤدّي أخيراً إلى تغيير وجهة وظائف المساعدين التنفيذيين نحو حلّ المشاكل الاستراتيجية بدل القيام بالمهام المكتبية، أو حتّى إلى حلول هذه الروبوتات محلّ البشر بشكلٍ كامل.
وأخيراً، لا بدّ من القول إنّ وتيرة تطوّر وتقدّم هذه التقنيات تنذر بأنّنا قد نشهد قريباً على هذه المرحلة.
- خدمة «نيويورك تايمز»


مقالات ذات صلة

«الدفاع» السورية تعلن استعادة الأمن والاستقرار في مدن الساحل

المشرق العربي صورة نشرتها وكالة الأنباء السورية للتعزيزات الأمنية إلى منطقة الساحل play-circle

«الدفاع» السورية تعلن استعادة الأمن والاستقرار في مدن الساحل

أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع السورية استعادة الأمن والاستقرار في مدن الساحل السوري، فيما تجددت الاشتباكات بريف اللاذقية.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
يوميات الشرق قَلَبَ المعلِّقين بين المُزاح والرعب (غيتي)

ثعبان مُتجمِّد بقطعة «آيس كريم» في تايلاند

وجد تايلانديٌّ ثعباناً كاملاً متجمِّداً داخل قطعة من «الآيس كريم» كان قد اشتراها من عربة في الشارع، مما سبَّب صدمة كبيرة له ولروّاد الإنترنت.

«الشرق الأوسط» (لندن)
تكنولوجيا جهاز CL1 أُطلق خلال مؤتمر في برشلونة وُوصف بأنه «جسم في صندوق» (كورتيكال لابز)

«جسم في صندوق»... طرح أول كمبيوتر بالعالم يعمل بخلايا الدماغ البشرية للبيع

كشفت شركة ناشئة أسترالية عن أول كمبيوتر بيولوجي تجاري في العالم يعمل على خلايا دماغية بشرية حية.

«الشرق الأوسط» (كانبيرا)
أوروبا مجموعة القرصنة أعلنت عن الهجمات على وسائل التواصل الاجتماعي واستهدفت مواقع وزارات الدفاع والداخلية والنقل الإيطالية (رويترز)

قراصنة موالون لروسيا يهاجمون مواقع حكومية إيطالية

هاجمت مجموعة قراصنة مؤيدة لروسيا مواقع إلكترونية تابعة للحكومة الإيطالية اليوم الثلاثاء، في ما قالت إنه رد فعل على خطاب للرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا.

«الشرق الأوسط» (روما)
تكنولوجيا قال مطّلعون إن مكتب وزير الداخلية البريطاني قدَّم لشركة «أبل» وثيقة تسمى «إشعار القدرة الفنية» وأمرها بتوفير الوصول إلى الحسابات المشفرة بموجب قانون سلطات التحقيق الشامل ببريطانيا لعام 2016 (رويترز)

بريطانيا تأمر «أبل» بالسماح لها بالتجسس على المواد المشفرة كلها في أي بلد حول العالم

أمرت الحكومة البريطانية شركة «أبل» بالسماح لها بالتجسس على المواد المشفرة كلها، في أي بلد حول العالم، وفق تقرير لصحيفة «واشنطن بوست» الأميركية.

«الشرق الأوسط» (لندن)

«دِل» تعزز التحول الرقمي في السعودية عبر 3 عقود من الابتكار والشراكة

تلتزم شركة «دِل» بدعم التحول الرقمي للمملكة وتشكيل مستقبل الاقتصاد الرقمي في المنطقة (شاترستوك)
تلتزم شركة «دِل» بدعم التحول الرقمي للمملكة وتشكيل مستقبل الاقتصاد الرقمي في المنطقة (شاترستوك)
TT
20

«دِل» تعزز التحول الرقمي في السعودية عبر 3 عقود من الابتكار والشراكة

تلتزم شركة «دِل» بدعم التحول الرقمي للمملكة وتشكيل مستقبل الاقتصاد الرقمي في المنطقة (شاترستوك)
تلتزم شركة «دِل» بدعم التحول الرقمي للمملكة وتشكيل مستقبل الاقتصاد الرقمي في المنطقة (شاترستوك)

تقف المملكة العربية السعودية في ريادة الابتكار والطموح نحو التحول الرقمي، وتلعب شركة ( Dell) «دِل» دوراً مهماً من التطور التكنولوجي للمملكة على مدى أكثر من ثلاثة عقود. تعود علاقة «دِل» بالسعودية إلى أوائل التسعينات، وعلى مدى الـ34 عاماً الماضية، تطورت من شريك داعم إلى حجر أساس في البنية التحتية الرقمية للمملكة.

خلال حديث خاص لـ«الشرق الأوسط»، يتذكر أدريان ماكدونالد، رئيس شركة «دِل تكنولوجيز» في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا بدايات هذا التعاون وعمقه قائلاً إن ذلك مكّن «دِل» من الاندماج بعمق في نسيج المجتمع السعودي ودعم الأعمال التجارية والمبادرات الحكومية والبرامج التعليمية. وقد كانت الشركة نشطة بشكل خاص في تعزيز مهارات تكنولوجيا المعلومات بين المواطنين السعوديين، حيث قدمت دورات تدريبية بالتعاون مع الجامعات الرائدة وسهلت برامج التبادل التي تأتي بالشباب السعوديين إلى الولايات المتحدة للتدريب المتقدم في مجال تكنولوجيا المعلومات. ويؤكد ماكدونالد أن «دِل» تحاول جعل أكبر قدر ممكن من هذه المهارات التكنولوجية محلياً وسعودياً، وأن «هناك حاجة إلى الكثير من المهارات التكنولوجية في المستقبل».

أدريان ماكدونالد رئيس شركة «دِل تكنولوجيز» في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا متحدثاً إلى «الشرق الأوسط» (دل)
أدريان ماكدونالد رئيس شركة «دِل تكنولوجيز» في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا متحدثاً إلى «الشرق الأوسط» (دل)

استثمارات استراتيجية تتماشى مع «رؤية 2030»

أحدثت «رؤية المملكة 2030» أرضاً خصبة للابتكار التكنولوجي. ويكشف ماكدونالد، عن أن شركته ضاعفت في الأشهر الـ18 الماضية فقط، وجودها التشغيلي وأنشأت أول مركز لها للدمج والخدمات اللوجيستية في السعودية بمدينة الدمام مُصمم للتعامل مع ما يصل إلى 600 ألف وحدة سنوياً من جميع منتجات «Dell» في ظل نمو طلب العملاء. ويضم مركز الدمام أيضاً منشأة تصنيع ثانوية لتخصيص خوادم «دِل»، لضمان تلبية احتياجات العملاء المحددة. يقوم المركز بجعل الخوادم جاهزة للاستخدام، ويقلل من الوقت المستغرق لطرحها في السوق، ويعزز رضا العملاء.

كما قامت «دِل» بنقل مركز الشاشات المسطحة إلى هذه المنشأة الجديدة في الدمام لخدمة العملاء المحليين، حيث إنها توفر عمليات تسليم للشحنات في غضون يومين فقط، بما يقلل من أوقات التسليم ويعزز التميز التشغيلي للشركة. ويمثل افتتاح هذا المركز الجديد خطوة رئيسية في جهود «دِل» لتعزيز منظومة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في المملكة. كما أنه يعد خامس منشأة لشركة «دِل» في منطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، وهو يعكس التزام الشركة بـ«رؤية السعودية 2030»، لا سيما في مجال تعزيز التنوع الاقتصادي من خلال الابتكار التكنولوجي.

ويستند هذا الاستثمار الاستراتيجي إلى ترخيص المقر الإقليمي لشركة «دِل» لمزاولة أعمالها في المملكة العربية السعودية، وسوف يدعم المملكة من خلال خلق فرص عمل جديدة في قطاعات الخدمات اللوجيستية والتصنيع والتكنولوجيا إلى جانب تطوير الكفاءات الوطنية وترسيخ ثقافة الابتكار.

مركز «دِل» الجديد في الدمام يعزز من قدرات الشركة على تلبية احتياجات العملاء ويسرع من وقت الطرح في السوق (دل)
مركز «دِل» الجديد في الدمام يعزز من قدرات الشركة على تلبية احتياجات العملاء ويسرع من وقت الطرح في السوق (دل)

الذكاء الاصطناعي عاملاً محفزاً للتحول

بينما تعمل المملكة العربية السعودية على ترسيخ مكانتها قائدةً عالمية في مجال الذكاء الاصطناعي، تلعب «دِل» Dell دوراً محورياً في دفع هذا التحول. يسلط ماكدونالد الضوء على السرعة غير المسبوقة للتغيير في مجال الذكاء الاصطناعي، مشيراً إلى أن طموح المملكة لتصبح مركزاً عالمياً للذكاء الاصطناعي واقعياً وقابلاً للتحقيق. يقول: «نية المملكة العربية السعودية هي أن تكون قائدة عالمية في الذكاء الاصطناعي والتطورات الجديدة. نحن لا نرى استثماراتنا في المملكة فقط لدعم الأعمال المحلية، بل لبناء المملكة بصفتها مركزاً عالمياً لتطوير الذكاء الاصطناعي».

تقدم حلول «Dell» المدعومة بالذكاء الاصطناعي تأثيراً كبيراً عبر الصناعات. من التداول الكمي في القطاع المالي إلى الروبوتات المستقلة والرعاية الصحية، تقف الشركة في طليعة الابتكار في الذكاء الاصطناعي.

تمتد إمكانات الذكاء الاصطناعي إلى ما هو أبعد من الصناعات المتخصصة لتشمل المؤسسات الكبيرة، حيث يقوم الذكاء الاصطناعي التوليدي بثورة في العمليات وتقليل التكاليف. يذكر ماكدونالد أمثلة مثل المساعدة الرقمية في خدمة العملاء، حيث يمكن للذكاء الاصطناعي تقديم إرشادات في الوقت الفعلي للوكلاء؛ ما يضمن تفاعلات دقيقة وفعالة مع العملاء. يقول: «يمكنك تقليل التكاليف بشكل كبير وتقديم حلول أفضل للعملاء بسرعة كبيرة. يمكن للعملاء المؤسسيين تنمية أعمالهم، وتقديم تجربة عملاء أفضل، وتقليل التكاليف بنسبة تتراوح بين 10 و30 في المائة».

التغلب على التحديات واستغلال الفرص

بينما تكون إمكانات الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي هائلة، يعترف ماكدونالد بالتحديات التي تأتي مع تبني مثل هذه التقنيات المتقدمة. يقول إن «ثلثي هذا الأمر يتعلق بطرق جديدة لدفع العمليات وخدمة العملاء وتنظيم تدفق البيانات وتدريب الأشخاص. بينما الثلث الباقي فقط يتعلق بالتكنولوجيا».

للتغلب على هذه التحديات؛ تقدم «دِل» ما تطلق عليه اسم «بيت بحيرة البيانات» (Data Lake House) وهو نهج شامل يتم فيه تنظيف البيانات وجعلها متاحة للآلة بالطريقة الصحيحة. هذا أمر بالغ الأهمية لتمكين التغييرات الكبيرة في الأعمال.

ويؤكد ماكدونالد أيضاً على أهمية القيادة في عصر الذكاء الاصطناعي، معتبراً أنه «إذا لم يكن لديك ذكاء اصطناعي توليدي، فستكون في وضع تنافسي سيئ للغاية. الفائزون هم القادة. يمكنك البقاء مع القطيع، لكن لا يمكنك أن تكون في المؤخرة. إذا كنت في المؤخرة، فستكون خارج اللعبة».

تتماشى استثمارات «دِل» مع «رؤية المملكة 2030» وتدعم التنوع الاقتصادي من خلال الابتكار التكنولوجي (شاترستوك)
تتماشى استثمارات «دِل» مع «رؤية المملكة 2030» وتدعم التنوع الاقتصادي من خلال الابتكار التكنولوجي (شاترستوك)

تشكيل مستقبل الاقتصاد الرقمي للمنطقة

بالنظر إلى المستقبل، يبدو ماكدونالد متفائلاً بشأن إمكانات المملكة العربية السعودية لتصبح مركزاً إقليمياً وعالمياً لخدمات الذكاء الاصطناعي التوليدي. وينوه إلى «أن المملكة اتخذت موقعاً قيادياً كاشفة عن نية واضحة، وبناء منصات للنمو، ولديها الموارد والطموح لتحقيق تغيير جذري».

ويشير إلى أن إحدى المزايا الرئيسية للمملكة هي «الوصول إلى الطاقة منخفضة التكلفة؛ ما سيكون عاملاً رئيسياً في تشغيل بنية تحتية قوية للذكاء الاصطناعي.» ويشدد على أن المملكة «تمتلك أدنى تكاليف للطاقة في العالم. هذا، إلى جانب تركيزها على تطوير المهارات والتمويل، يؤهلها لتكون قائدة عالمية في الذكاء الاصطناعي».

في العامين إلى الأعوام الخمسة المقبلة، يتصور ماكدونالد اقتصاداً رقمياً أكثر مرونة وابتكاراً وقدرة على المنافسة. ويشدد على أن المملكة في وضع يسمح لها بأن تكون مركزاً إقليمياً، إن لم يكن عالمياً، لخدمات الذكاء الاصطناعي التوليدي. هذا سيدفع النمو الاقتصادي، ويخلق فرص عمل، ويضع المملكة قائدةً في العصر الرقمي».

تؤكد الاستثمارات الاستراتيجية لـ«دِل» في المملكة العربية السعودية، إلى جانب التزامها بابتكار الذكاء الاصطناعي، دور الشركة بصفتها شريكاً موثوقاً في رحلة التحول الرقمي للمملكة. من توطين الإنتاج وتعزيز الخدمات اللوجيستية إلى دفع تبني الذكاء الاصطناعي وتعزيز تطوير المهارات، تساعد «دِل» في تشكيل مستقبل تكون فيه المملكة العربية السعودية ليست مجرد مستهلك للتكنولوجيا، بل قائدة عالمية في ابتكارها.