توترات عسكرية متصاعدة بين بكين وواشنطن حول تايبيه

الصين تعلن نجاح مناوراتها عند مضيق تايوان والولايات المتحدة تنشر مدمرة بحرية

زورق لحرس الشواطئ بالصين يبحر باتجاه منطقة المناورات أمس (أ.ف.ب)
زورق لحرس الشواطئ بالصين يبحر باتجاه منطقة المناورات أمس (أ.ف.ب)
TT

توترات عسكرية متصاعدة بين بكين وواشنطن حول تايبيه

زورق لحرس الشواطئ بالصين يبحر باتجاه منطقة المناورات أمس (أ.ف.ب)
زورق لحرس الشواطئ بالصين يبحر باتجاه منطقة المناورات أمس (أ.ف.ب)

أعلنت الصين، الاثنين، أنها أنجزت بنجاح مناوراتها العسكرية في محيط تايوان التي استمرت ثلاثة أيام، قامت خلالها بإجراء تدريبات بالذخيرة الحية تحاكي «ضرب طوق» حول الجزيرة، واشتركت فيها فروع عسكرية متعددة في إطار اختبار مدى الجهوزية للحرب في محيط الجزيرة في ظروف قتال فعلية.
وقال الجيش الصيني إن المناورات العسكرية التي تشمل قوات جوية وبحرية، تستهدف القيام بمحاكاة «تطويق كامل» للجزيرة البالغ عدد سكانها 23 مليون نسمة.
وجاءت التدريبات بعد يوم من عودة رئيسة تايوان ساي إنغ - وين بعد رحلة خارجية لأميركا الوسطى استغرقت عشرة أيام، التقت خلالها رئيس مجلس النواب الأميركي كيفن مكارثي يوم الأربعاء الماضي في كاليفورنيا.
ودخلت روسيا على خط تشجيع ومساندة الصين ومهاجمة الولايات المتحدة، حيث أيد الكرملين المناورات العسكرية الصينية، معتبراً أن بكين تتعرض لاستفزازات من جانب الولايات المتحدة التي تدعم تايوان.
وقال الناطق باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف لصحافيين إن الصين تمتلك الحق السيادي في التحرك رداً على هذه التصرفات الاستفزازية لا سيما عبر إجراء مناورات.

عملية السيف المشترك
خلال عطلة نهاية الأسبوع، قامت طائرات مطاردة وسفن حربية صينية بمحاكاة عمليات قصف محددة الأهداف في تايوان في إطار عملية سميت «جوينت سورد» (السيف المشترك).
وأوضحت قيادة المنطقة الشرقية في الجيش الصيني أن حاملة الطائرات «شاندونغ» شاركت في مناورات الاثنين. وتملك الصين حاملتي طائرات فقط.
وجرت التدريبات بالذخيرة الحيّة في مضيق تايوان قرب ساحل مقاطعة فوجيان شرق الصين، المواجهة للجزيرة، على بعد 80 كيلومتراً جنوب أرخبيل ماتسو و190 كيلومتراً عن تايبيه، حول جزيرة بينغتان، وهي أقرب نقطة بين الصين وتايوان.
وقال المتحدث باسم الجيش الصيني شي يي إن المناورات تعد «تحذيراً جدياً إزاء التواطؤ بين القوى الانفصالية الساعية إلى استقلال تايوان، والقوى الخارجية وإزاء أنشطتها الاستفزازية أيضا».
فيما قال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ وينبين خلال إحاطة إعلامية إن «استقلال تايوان والسلام في مضيق تايوان نقيضان»، مضيفا «إذا أردنا حماية السلام والاستقرار في مضيق تايوان، فعلينا أن نعارض بحزم أي شكل من أشكال الانفصال المؤدي إلى استقلال تايوان».

استعراض قوة أميركي
في المقابل، سعت الولايات المتحدة التي طلبت من بكين «ضبط النفس»، إلى استعراض القوة العسكرية. وأرسل البنتاغون المدمرة الأميركية «ميليوس» الاثنين في عملية لحماية «حرية الملاحة» في منطقة بحر الصين الجنوبي.
وقال الأسطول الأميركي السابع إن المدمرة «يو إس إس ميليوس» من فئة أرلي بيرك المجهزة بصواريخ موجهة «دي دي جي 69» توجهت إلى المنطقة بالقرب من جزر سبراتلي التي تقع على بعد 800 ميل من تايوان، في مهمة حماية حرية الملاحة. وأثار انتشار المدمرة الأميركية المزيد من الغضب من جانب الصين، التي اتهمت المدمرة الأميركية بالاقتحام غير القانوني للمياه الإقليمية الصينية.
ورد الأسطول الأميركي مؤكداً على الحقوق والحريات البحرية في بحر الصين الجنوبي بالقرب من جزر سبراتلي، بما يتفق والقانون الدولي.

تنديد تايواني
ونددت وزارة الخارجية التايوانية بالاستفزازات الصينية، قائلة إنها تتحدى بشكل صارخ النظم الدولية، وتقوض السلام والاستقرار في مضيق تايوان والمنطقة.
وأكدت الخارجية التايوانية أن زيارات الرئيسة التايوانية لدول أخرى لأغراض دبلوماسية هو حق أساسي لدولة ذات سيادة، قائلة إن الصين ليست في وضع يسمح لها بالتدخل في هذا المجال.
ورصدت وزارة الدفاع التايوانية 59 طائرة مقاتلة و11 سفينة للجيش الصيني. واجتازت 39 طائرة خط الحدود البحرية في مضيق تايوان، ودخلت المجال الجوي والمناطق المحيطة به بجنوب غربي تايوان، وهي منطقة فاصلة بين الدولة - الجزيرة، والصين. وأكدت وزارة الدفاع التايوانية أن جيشها في حالة تأهب قصوى.

قلق لدى المشرعين
وحذر النائب الجمهوري مايكل ماكول رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الذي قام بزيارة العاصمة التايوانية تايبيه الأسبوع الماضي، من أن الصين ستحاول الاستيلاء على تايوان والتدخل في الانتخابات المقبلة للجزيرة، مشيراً إلى أن عام 2024 سيشهد جهوداً صينية متزايدة للسيطرة على تايوان.
واقترح ماكول أن يقوم الجيش الأميركي بتكثيف التدريب القتالي للجيش التايواني.
فيما أوصي السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام بإرسال مزيد من الأسلحة إلى تايوان، خصوصاً طائرات «إف 16» كنوع من الردع لتجنب اندلاع حرب.
ويقول المحلل كارل شوستر، المدير السابق للعمليات في مركز الاستخبارات المشتركة التابع للقيادة الأميركية في المحيط الهادي، إن الجيش الصيني يعمل على تحسين التنسيق الجوي والعمليات المشتركة المطلوبة لبدء حصار على الموانئ والممرات الجوية في تايوان، بحيث يحقق الحصار الصيني لتايوان خنقاً في الإمدادات القادمة للجزيرة، بما في ذلك أي مساعدات عسكرية أو شحنات من الولايات المتحدة أو شركائها.


مقالات ذات صلة

زيلينسكي يطلب مساعدة الرئيس الصيني لإعادة أطفال أوكرانيين من روسيا

العالم زيلينسكي يطلب مساعدة الرئيس الصيني لإعادة أطفال أوكرانيين من روسيا

زيلينسكي يطلب مساعدة الرئيس الصيني لإعادة أطفال أوكرانيين من روسيا

أدلى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بمزيد من التصريحات بشأن مكالمة هاتفية جرت أخيراً مع الرئيس الصيني شي جينبينغ، في أول محادثة مباشرة بين الزعيمين منذ الغزو الروسي لأوكرانيا. وقال زيلينسكي في كييف، الجمعة، بعد يومين من الاتصال الهاتفي، إنه خلال المكالمة، تحدث هو وشي عن سلامة الأراضي الأوكرانية ووحدتها «بما في ذلك شبه جزيرة القرم (التي ضمتها روسيا على البحر الأسود)» وميثاق الأمم المتحدة.

«الشرق الأوسط» (كييف)
العالم الصين ترفض اتهامها بتهديد هوية «التيبتيين»

الصين ترفض اتهامها بتهديد هوية «التيبتيين»

تبرأت الصين، اليوم (الجمعة)، من اتهامات وجهها خبراء من الأمم المتحدة بإجبارها مئات الآلاف من التيبتيين على الالتحاق ببرامج «للتدريب المهني» تهدد هويتهم، ويمكن أن تؤدي إلى العمل القسري. وقال خبراء في بيان (الخميس)، إن «مئات الآلاف من التيبتيين تم تحويلهم من حياتهم الريفية التقليدية إلى وظائف تتطلب مهارات منخفضة وذات أجر منخفض منذ عام 2015، في إطار برنامج وُصف بأنه طوعي، لكن مشاركتهم قسرية». واكدت بكين أن «التيبت تتمتع بالاستقرار الاجتماعي والتنمية الاقتصادية والوحدة العرقية وموحّدة دينياً ويعيش الناس (هناك) ويعملون في سلام». وأضافت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ، أن «المخاوف المز

«الشرق الأوسط» (بكين)
العالم البرلمان الياباني يوافق على اتفاقيتي التعاون الدفاعي مع أستراليا وبريطانيا

البرلمان الياباني يوافق على اتفاقيتي التعاون الدفاعي مع أستراليا وبريطانيا

وافق البرلمان الياباني (دايت)، اليوم (الجمعة)، على اتفاقيتين للتعاون الدفاعي مع أستراليا وبريطانيا، ما يمهّد الطريق أمام سريان مفعولهما بمجرد أن تستكمل كانبيرا ولندن إجراءات الموافقة عليهما، وفق وكالة الأنباء الألمانية. وفي مسعى مستتر للتصدي للصعود العسكري للصين وموقفها العدائي في منطقة المحيطين الهادئ والهندي، سوف تجعل الاتفاقيتان لندن وكانبيرا أول وثاني شريكين لطوكيو في اتفاق الوصول المتبادل، بحسب وكالة كيودو اليابانية للأنباء. ووافق مجلس المستشارين الياباني (مجلس الشيوخ) على الاتفاقيتين التي تحدد قواعد نقل الأفراد والأسلحة والإمدادات بعدما أعطى مجلس النواب الضوء الأخضر لها في وقت سابق العام

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
يوميات الشرق الصين تُدخل «الحرب على كورونا» في كتب التاريخ بالمدارس

الصين تُدخل «الحرب على كورونا» في كتب التاريخ بالمدارس

أثار كتاب التاريخ لتلاميذ المدارس الصينيين الذي يذكر استجابة البلاد لوباء «كورونا» لأول مرة نقاشاً على الإنترنت، وفقاً لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي). يتساءل البعض عما إذا كان الوصف ضمن الكتاب الذي يتناول محاربة البلاد للفيروس صحيحاً وموضوعياً. أعلن قادة الحزب الشيوعي الصيني «انتصاراً حاسماً» على الفيروس في وقت سابق من هذا العام. كما اتُهمت الدولة بعدم الشفافية في مشاركة بيانات فيروس «كورونا». بدأ مقطع فيديو قصير يُظهر فقرة من كتاب التاريخ المدرسي لطلاب الصف الثامن على «دويين»، النسخة المحلية الصينية من «تيك توك»، ينتشر منذ يوم الأربعاء. تم تحميله بواسطة مستخدم يبدو أنه مدرس تاريخ، ويوضح

«الشرق الأوسط» (بكين)
العالم تقرير: القوات البحرية الأوروبية تحجم عن عبور مضيق تايوان

تقرير: القوات البحرية الأوروبية تحجم عن عبور مضيق تايوان

شجّع مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، (الأحد) أساطيل الاتحاد الأوروبي على «القيام بدوريات» في المضيق الذي يفصل تايوان عن الصين. في أوروبا، تغامر فقط البحرية الفرنسية والبحرية الملكية بعبور المضيق بانتظام، بينما تحجم الدول الأوروبية الأخرى عن ذلك، وفق تقرير نشرته أمس (الخميس) صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية. ففي مقال له نُشر في صحيفة «لوجورنال دو ديمانش» الفرنسية، حث رئيس دبلوماسية الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أوروبا على أن تكون أكثر «حضوراً في هذا الملف الذي يهمنا على الأصعدة الاقتصادية والتجارية والتكنولوجية».

«الشرق الأوسط» (بيروت)

فريق ترمب يريد الوصول إلى «ترتيب» بين روسيا وأوكرانيا من الآن

عناصر من خدمة الطوارئ الأوكرانية تخمد حريقاً شب في مبنى نتيجة قصف روسي على دنبيرو (خدمة الطوارئ الأوكرانية - أ.ب)
عناصر من خدمة الطوارئ الأوكرانية تخمد حريقاً شب في مبنى نتيجة قصف روسي على دنبيرو (خدمة الطوارئ الأوكرانية - أ.ب)
TT

فريق ترمب يريد الوصول إلى «ترتيب» بين روسيا وأوكرانيا من الآن

عناصر من خدمة الطوارئ الأوكرانية تخمد حريقاً شب في مبنى نتيجة قصف روسي على دنبيرو (خدمة الطوارئ الأوكرانية - أ.ب)
عناصر من خدمة الطوارئ الأوكرانية تخمد حريقاً شب في مبنى نتيجة قصف روسي على دنبيرو (خدمة الطوارئ الأوكرانية - أ.ب)

أعلن مايك والتز، المستشار المقبل لشؤون الأمن القومي الأميركي، في مقابلة تلفزيونية، الأحد، أن فريق الرئيس المنتخب دونالد ترمب يريد العمل منذ الآن مع إدارة الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن، للتوصل إلى «ترتيب» بين أوكرانيا وروسيا، مبدياً قلقه بشأن «التصعيد» الراهن.

ومنذ فوز الملياردير الجمهوري في الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني)، يخشى الأوروبيون أن تقلّص الولايات المتّحدة دعمها لأوكرانيا في هذا النزاع، أو حتى أن تضغط عليها لتقبل باتفاق مع روسيا يكون على حسابها.

واختار الرئيس المنتخب الذي سيتولّى مهامه في 20 يناير (كانون الثاني)، كل أعضاء حكومته المقبلة الذين لا يزال يتعيّن عليهم الحصول على موافقة مجلس الشيوخ.

وفي مقابلة أجرتها معه، الأحد، شبكة «فوكس نيوز»، قال والتز إنّ «الرئيس ترمب كان واضحاً جداً بشأن ضرورة إنهاء هذا النزاع. ما نحتاج إلى مناقشته هو مَن سيجلس إلى الطاولة، وما إذا كان ما سيتمّ التوصل إليه هو اتفاق أم هدنة، وكيفية إحضار الطرفين إلى الطاولة، وما الذي سيكون عليه الإطار للتوصل إلى ترتيب».

وأضاف، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» أنّ «هذا ما سنعمل عليه مع هذه الإدارة حتى يناير، وما سنواصل العمل عليه بعد ذلك».

وأوضح والتز أنّه «بالنسبة إلى خصومنا الذين يعتقدون أنّ هذه فرصة لتأليب إدارة ضد أخرى، فهم مخطئون»، مؤكّداً في الوقت نفسه أن فريق الإدارة المقبلة «قلق» بشأن «التصعيد» الراهن للنزاع بين روسيا وأوكرانيا.

وفي الأيام الأخيرة، صدر عن مقرّبين من الرئيس المنتخب تنديد شديد بقرار بايدن السماح لأوكرانيا بضرب عمق الأراضي الروسية بصواريخ بعيدة المدى أميركية الصنع.

وخلال حملته الانتخابية، طرح ترمب أسئلة كثيرة حول جدوى المبالغ الهائلة التي أنفقتها إدارة بايدن على دعم أوكرانيا منذ بداية الغزو الروسي لهذا البلد في 2022.

ووعد الملياردير الجمهوري مراراً بإنهاء هذه الحرب بسرعة، لكن من دون أن يوضح كيف سيفعل ذلك.

وبشأن ما يتعلق بالشرق الأوسط، دعا المستشار المقبل لشؤون الأمن القومي للتوصّل أيضاً إلى «ترتيب يجلب الاستقرار».

وسيشكّل والتز مع ماركو روبيو، الذي عيّنه ترمب وزيراً للخارجية، ثنائياً من الصقور في الإدارة المقبلة، بحسب ما يقول مراقبون.

وكان ترمب وصف والتز، النائب عن ولاية فلوريدا والعسكري السابق في قوات النخبة، بأنه «خبير في التهديدات التي تشكلها الصين وروسيا وإيران والإرهاب العالمي».