هناك جزيئات في البروكلي تتفاعل مع بطانة الأمعاء الدقيقة لتحميها (أ.ب)
نيويورك:«الشرق الأوسط»
TT
20
نيويورك:«الشرق الأوسط»
TT
دراسة: البروكلي يحمي الأمعاء ويمنع تطور الأمراض
هناك جزيئات في البروكلي تتفاعل مع بطانة الأمعاء الدقيقة لتحميها (أ.ب)
اكتشف العلماء أن هناك جزيئات في البروكلي تتفاعل مع بطانة الأمعاء الدقيقة لتحميها وتمنع تطور الأمراض. ووفقاً لصحيفة «الإندبندنت» البريطانية، فقد قام الباحثون بإطعام مجموعة من الفئران بنظام غذائي يتكون 15 في المائة منه من البروكلي في حين تم إطعام مجموعة أخرى بنظام غذائي لا يحتوي على هذا الخضار. ووجدت الدراسة، والتي نُشرت مؤخراً في مجلة Laboratory Investigation، أن هناك جزيئات في البروكلي ترتبط بمستقبلات في أمعاء الفئران تسمى مستقبلات أريل الهيدروكربونية؛ الأمر الذي ينتج منه تفاعلات تؤثر على وظائف الخلايا المعوية، حيث تحمي بطانة الأمعاء الدقيقة. ومن المعروف أن جدران الأمعاء الدقيقة تسمح بمرور المواد المفيدة مثل الماء والمغذيات إلى الجسم مع منع دخول جزيئات الطعام والبكتيريا التي يمكن أن تسبب الضرر. وتساعد بعض الخلايا الخاصة في الأمعاء - مثل الخلايا المعوية والخلايا الكأسية وخلايا بانيت في الحفاظ على هذا التوازن الصحي. وهذا يعني أن البروكلي قد يمنع تطور مختلف الأمراض بالجسم، وفقاً للدراسة الجديدة. وقال غاري بيرديو، مؤلف الدراسة، والأستاذ بجامعة ولاية بنسلفانيا في الولايات المتحدة «لقد وجدنا أن صحة القناة الهضمية للفئران التي لم تتغذَ على البروكلي تعرضت للخطر من خلال مجموعة متنوعة من الطرق المعروفة بأنها مرتبطة بالمرض». وأكد بيرديو، أن هذه النتائج تقدم دليلاً قوياً على ضرورة أن يكون البروكلي جزءاً من نظامنا الغذائي اليومي. يذكر أن هناك عدداً كبيراً من الدراسات السابقة أظهر الفوائد الصحية لتناول البروكلي، بما في ذلك الحد من مخاطر الإصابة بأمراض مثل أنواع مختلفة من السرطانات ومرض السكري من النوع الثاني.
جوان خضر: لا تجوز المنافسة ضمن المسلسل الواحدhttps://aawsat.com/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82/5131338-%D8%AC%D9%88%D8%A7%D9%86-%D8%AE%D8%B6%D8%B1-%D9%84%D8%A7-%D8%AA%D8%AC%D9%88%D8%B2-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%86%D8%A7%D9%81%D8%B3%D8%A9-%D8%B6%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D9%84%D8%B3%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%A7%D8%AD%D8%AF
يجعل النصّ وكيفية تناوله دوراً يسطع أكثر من سواه بالنسبة إلى الممثل السوري جوان خضر. تتأكد حالة السطوع بتوفّر عناصر فنّية مُساعِدة تلتحقُ بجودة الورق وإتقان بناء الشخصيات. يَذكُر المُخرجَ أولاً، ويتبعه فريق متكامل من مدير إضاءة وتصوير، وكل مَن يُجمِّلون الدور.
لفت أداؤه شخصية «المقدَّم فجر» في مسلسل «تحت سابع أرض» الرمضاني من بطولة تيم حسن. يُصارح «الشرق الأوسط» بأنها من الشخصيات المُنصِفة؛ فقد بيَّنت أدواته وقرّبته من جمهور ممتدّ على مساحة خرائط. يشاء عدَّ مقوّمات النجاح قبل أيّ حديث عن نفسه. يبدأ من نصّ عمر أبو سعدة الذي يعدُّه من أهم كتّاب الدراما العربية، وكاميرا سامر البرقاوي «أحد ألمع المخرجين؛ صاحب مسلسلات تواكب التقنية الصوَرية»، فإنتاج شركة «الصبّاح أخوان» التي «تُشبع العمل لتُحقّق الإبهار». ثم يشيد باحتراف الكاست وقنوات العرض المُشاهَدة: «وجد (فجر) نفسه وسط معادلة مكتملة. ذلك لا يعني تقصيراً في أدوار سبقت، لكنّ الدور لقي الرواج لبلوغ العناصر الفنّية أعلى مستوياتها».
وجدت الشخصية نفسها وسط معادلة مكتملة (لقطة من المسلسل)
تسلَّل مذاقٌ آخر للنجاح وهو يقرأ دوره على الورق. يقول: «ثمة دائماً مؤشرات. في النهاية، يؤدّي الممثل المطلوب والنتيجة توفيق من الله. العام الماضي، حللتُ ضيفاً في مسلسل (تاج). بـ4 مَشاهد فقط تضمّنتها الحلقة الأولى لتُبنى عليها الأحداث، نلتُ أصداء لا أحصدها أحياناً في أدوار بطولة. ذلك لأؤكد أهمية النصوص المُتقَنة وعملية الإخراج والجماهيرية. يبقى اختبار الممثل لأدواته قبل بدء التصوير، وكيفية صقل استعداده للقاء المُشاهد. بتحقُّق الاجتهاد، يعبُر من الظلّ إلى الضوء، فيتلقّاه الجمهور. هذا مساري في (تحت سابع أرض)».
أتقن رَسْم ملامح «فجر» وقدَّم مشهديات صامتة أغنت الحوار. نطق بعينيه. شخصية مُركَّبة حملت أكثر من تفسير. تراءت في البداية انتقامية على المستوى الشخصي لمراكمتها الشحن حيال شخصية «المقدَّم موسى» (تيم حسن). وبعدها سقط الاحتمال أمام تعاطُف صادق أبداه «فجر» تجاه «موسى» المطروح على الأرض إثر نوبة دماغية سبَّبتها شظية قديمة. يتطلّع جوان خضر إلى شخصيته على أنها اختزال للعدالة. اختبرت مطبّات، وحيَّرت متلقّيها بين مجموعة احتمالات. ففعلُ الانتقام هنا أجّجته الخيبة العاطفية لأذى ألحقه به زميل المهنة. ثم تاه أمام أشكال الثأر: لنفسه أولاً، أم للعدالة؟ للقانون أم للدولة؟ امتلك جميع الأدلّة النفسية على إدانة ضابط في القسم الجنائي، وظلّ حائراً بخلفية الانتقام.
تسلَّل مذاقٌ آخر للنجاح وهو يقرأ دوره على الورق (لقطة من المسلسل)
تُبهره العين بكونها أعمق أدوات الممثل. يقول: «في يومياتنا، نتواصل مع الآخرين بالنظرة. الـ(آي كونتاكت) تُخبر عما قد نُخبّئه. أحياناً، لا يهمّ الكلام مقارنةً بتعبير العينين. ارتكزتُ بأداء شخصية (فجر) على هذه الحقيقة».
لنتحدّث عما تُحرّكه المنافسة بين الزملاء. فجوان خضر قدَّم مع تيم حسن مشهديات حلا انتظارها. يُجيب: «لستُ أحبّذ عدَّها منافسة. فهذه قد تجوز بين مسلسلنا ومسلسل آخر مثلاً، أو بيني وبين ممثل في عمل منفصل. ضمن المسلسل الواحد، ينبغي أن تُستَبعد. نحن هنا في وضعية شراكة. تماماً كما قوام لعبة كرة القدم. فالحارس لا يُنافس المُهاجم. مَهمّته صدّ الكرة المُصوَّبة نحو مرماه. والمُهاجم وظيفته الهدف. هذا هو التشارُك».
قدَّم جوان خضر شخصية مُركَّبة حملت أكثر من تفسير (لقطة من المسلسل)
تُصعِّب كلُّ شخصية تروق الناس حضورَ مؤدّيها في دور مقبل. يقرُّ بفضل «فجر»: «عرَّف فئة كبرى من الجمهور عليَّ، وشكَّل صخرة صلبة أستند إليها للصعود. أعبُر درجي خطوةً خطوة، وهذه الشخصية كانت الخطوة الأكبر».
أطلَّ في الحلقة الأخيرة من «تحت سابع أرض» بوجه مُشوَّه اختزل مصير العدالة. يدرك أنّ بعضاً يصرُّ على التمسُّك بالمبادئ، وآخرين ينجرفون بفعل المتغيّرات. كان «فجر» ممَّن شملهم الجَرْف، لتحوّله شاهداً على الانقلاب ضدّ الحق: «يتعذّر العدل وسط الواقع الفاسد. ففي دولة اللاقانون، يصبح تطبيق القوانين لا منطقياً لانتفاء أدواته. لذا اختارت الشخصية الاقتصاص الشخصي. ذلك يُشبه ما نعرفه عن (الكارما) أو مبدأ (كما تُدين تُدان). فالعدالة، وإنْ فقدت مقوّماتها على الأرض، ستجد مَخرجاً للتحقّق بمشيئة السماء».
لا يُحبّذ جوان خضر المنافسة ضمن المسلسل الواحد (لقطة مع تيم حسن من المسلسل)
وأطلَّ بشخصية غير مُتوقَّعة في مسلسل «ليالي روكسي» الرمضاني. لكنّ العمل حُصر بمُشاهدة ضيِّقة. أخبر جوان خضر مُخرجه محمد عبد العزيز بأنّ هذا الشكل الدرامي لا يُشبهه ولا يُحاكي كيفية تقديمه لنفسه. نصحه بالتجربة: «اقتنعتُ بكلامه. أرادني خارج نمطٍ تمثيلي اعتادني عليه الجمهور. أما لماذا تضاءل حضور المسلسل، فذلك لأسباب منها ما أتحفَّظ عنه، ومنها الواقع السوري الأخير. فبسقوط النظام، لم تُكمل شخصياتٌ دورها. العناصر الفنّية اكتملت تقريباً، لكنه تطلَّب الصبر وتأثَّر بالأحوال».
ولعلّه مرَّ بما يختبره كلُّ ممثل حين يطلّ في دور لا يؤمن به لتحقيق حضور وكسب عيش. يُنهي بمقاربة مسألة الأدوار المُستَحقَّة وتلك «المفروضة» لأسباب وظروف: «قلّما ينجو ممثلٌ من أدوار لا تُعادل توقّعاته. بعضٌ يجعلها تطول في المدّة لتصبح قدراً يحكُم حياته المهنية، وقد يتقاعد من دون أن يبلغ ترف رفض شخصية. سيختار له أقداراً أخرى بالاجتهاد والحظوظ والعلاقات، والأهم، بكيفية تقديم النفس».