اتهامات للحوثيين بالسطو على مساعدات إنسانية في صنعاء والمحويت

يمني يمر أمام سفينة محمّلة بالقمح في ميناء الحديدة قبل نقله إلى المطاحن (رويترز)
يمني يمر أمام سفينة محمّلة بالقمح في ميناء الحديدة قبل نقله إلى المطاحن (رويترز)
TT

اتهامات للحوثيين بالسطو على مساعدات إنسانية في صنعاء والمحويت

يمني يمر أمام سفينة محمّلة بالقمح في ميناء الحديدة قبل نقله إلى المطاحن (رويترز)
يمني يمر أمام سفينة محمّلة بالقمح في ميناء الحديدة قبل نقله إلى المطاحن (رويترز)

اتهمت مصادر يمنية الميليشيات الحوثية بالاستيلاء على معونات إنسانية مخصصة للنازحين والفئات الأكثر ضعفا في محافظتي صنعاء والمحويت، وبيعها في الأسواق، بغية مضاعفة معاناة السكان القابعين في المدن تحت قبضتها.
وأوضحت المصادر أن قادة حوثيين حرموا مئات الأسر اليمنية الفقيرة والنازحة في محافظتي ريف صنعاء والمحويت من الحصول على معوناتهم الغذائية التي يتحصلون عليها كل فترة؛ حيث اقتطعت الجماعة عنوة نصف تلك المعونات وخصصت جزءا منها للأتباع، فيما عمدت إلى بيع الجزء الآخر في السوق السوداء بهدف التكسب غير المشروع.
وشكا فقراء مستفيدون من تلك المساعدات في ريف صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، من مصادرة علنية لكميات من المعونات الإنسانية المقدمة لهم من منظمات دولية، وأكدوا أنهم لم يتحصلوا خلال عملية التوزيع الأخيرة سوى على نصف المعونات التي تخصص لهم في كل مرة.
وأكد (مهدي. ع) وهو مواطن من مديرية مناخة بريف صنعاء، أن مشرفين حوثيين يتولون مهام توزيع المساعدات قاموا بخصم نصف سلة غذائية مخصصة له ولأسرته المكونة من ثمانية أشخاص.
وقال: «ليس من حق الميليشيات لا قانونيا ولا إنسانيا أن تنهب من كل فقير نصف معونته، وهو وأسرته بأشد الحاجة إليها، وتصرفها للموالين لها». مشيرا إلى أن المسؤولية الكبرى تقع على عاتق المنظمات الدولية المعنية بتقديم تلك المساعدات، التي دائما ما توكل إلى الميليشيات مهام توزيعها.
وتداول ناشطون يمنيون على منصات التواصل الاجتماعي مؤخرا صورا تظهر بيع أتباع الميليشيات لكميات من تلك المساعدات المقدمة للفئات الأشد احتياجا في اليمن.
وشملت بعض تلك المعونات الإغاثية والإنسانية التي حرم الانقلابيون آلاف الفقراء من الحصول عليها؛ الزيت، وأكياس القمح والأرز؛ حيث بيعت وعليها شعار برنامج الغذاء العالمي.
وكان تجار كُثر في مناطق سيطرة الميليشيات أبدوا اعترافهم بشراء مواد غذائية دولية متنوعة من قيادات ومشرفين ومسلحين انقلابيين وبمبالغ بسيطة؛ حيث يلجأ بعضهم – بحسب تقارير محلية - إلى بيعها فيما بعد للسكان بمبالغ مالية مضاعفة.
وبالانتقال إلى محافظة المحويت (111 كيلومترا غرب صنعاء) تحدثت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط»، عن قيام قيادات ومشرفين حوثيين منذ مطلع شهر رمضان بالاستيلاء على أكثر من 2200 سلة غذائية مخصصة للفقراء والنازحين والحالات الأخرى الأشد احتياجا بعدد من قرى ومديريات المحويت.
وباشرت الميليشيات في أعقاب ذلك ببيع أجزاء منها تباعا للتجار وفي أسواق سوداء فيما وزعت الجزء الآخر على أسر مقاتليها في الجبهات، ضمن عملية تجويع ممنهجة بحق الفقراء والمحتاجين في المحافظة.
واعتاد قادة الجماعة في المحويت منذ سنوات أعقبت الانقلاب على نهب الحصة الكبرى من تلك المساعدات الإنسانية، وتخصيص جزء منها لعناصر الميليشيات والموالين لها، وبيع الجزء الآخر في الأسواق، فيما لا يحصل المستحقون إلا على الفتات.
وشكا سكان في قرى بمدينة الجبل في المحويت لـ«الشرق الأوسط»، من استيلاء الجماعة للمرة التاسعة على التوالي على جزء من المساعدات الإنسانية الممنوحة لهم، وأفادوا بأنهم لم يتحصلوا على زيت الطهي؛ حيث تمت مصادرتها من قبل الجماعة لغرض بيعها.
وكانت حكومة الانقلابيين غير المعترف بها أقرت في أوقات سابقة بنهب المساعدات الإنسانية والتلاعب بها، وذلك عقب تهديد المنظمات الدولية العاملة بخفض مساعداتها في مناطق سيطرة الميليشيات.
وأقر رئيس حكومة الانقلاب الحوثي في رسالة بعثها إلى المنسقة السابقة للشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في اليمن، ليزا غراندي، بوجود نهب في مناطق سيطرتهم لمئات الأطنان من المعونات الإنسانية من مخزن تابع لبرنامج الأغذية العالمي بمدينة حجة شمال غربي صنعاء.
واتهم يحيى الحوثي شقيق زعيم الميليشيات، بوقت سابق القيادي في الجماعة عبد المحسن الطاووس، وأحمد حامد المُعين مديراً لمكتب حكم الانقلاب، بالتلاعب بالمساعدات الإنسانية التي تقدمها المنظمات الدولية.
وكشف موقع وزارة التربية في حكومة الانقلاب أن برنامج الغذاء العالمي، التابع للأمم المتحدة، أكد الاستيلاء على 2550 كيسا من العدس من مخازن البرنامج الموجودة في مديرية عبس بمحافظة حجة.
يشار إلى أن مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في اليمن أعلن بنهاية ديسمبر (كانون الأول) الماضي، عن تقديمه نحو 20 مليون دولار لدعم استجابة برنامج الأغذية العالمي في اليمن.
وقال البرنامج حينها إنه سيتمكن من سد الفجوات الحرجة في عمليات توفير المساعدات الغذائية المنقذة للحياة في ثلاث دورات توزيع في عام 2023، تجنباً لأي انقطاعات في العمليات والمساعدات الغذائية للفئات الأكثر ضعفاً.


مقالات ذات صلة

ماذا ينتظر اليمن في عهد ترمب؟

تحليل إخباري الجماعة الحوثية استقبلت انتخاب ترمب بوعيد باستمرار الهجمات في البحر الأحمر وضد إسرائيل (غيتي)

ماذا ينتظر اليمن في عهد ترمب؟

ينتظر اليمنيون حدوث تغييرات في السياسات الأميركية تجاه بلادهم في ولاية الرئيس المنتخب دونالد ترمب.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي رئيس الحكومة اليمنية أحمد عوض بن مبارك (سبأ)

وعود يمنية بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات الحكومية

وعد رئيس الحكومة اليمنية، أحمد عوض بن مبارك، بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات، ضمن خمسة محاور رئيسة، وفي مقدمها إصلاح نظام التقاعد.

«الشرق الأوسط» (عدن)
العالم العربي مسلحون حوثيون خلال حشد في صنعاء دعا إليه زعيمهم (إ.ب.أ)

الحوثيون يحولون المنازل المصادرة إلى معتقلات

أفاد معتقلون يمنيون أُفْرج عنهم أخيراً بأن الحوثيين حوَّلوا عدداً من المنازل التي صادروها في صنعاء إلى معتقلات للمعارضين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي بوابة البنك المركزي اليمني في صنعاء الخاضع لسيطرة الجماعة الحوثية (أ.ف.ب)

تفاقم معاناة القطاع المصرفي تحت سيطرة الحوثيين

يواجه القطاع المصرفي في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية شبح الإفلاس بعد تجريده من وظائفه، وتحولت البنوك إلى مزاولة أنشطة هامشية والاتكال على فروعها في مناطق الحكومة

وضاح الجليل (عدن)
الخليج جاسم البديوي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية (مجلس التعاون)

إدانة خليجية للاعتداء الغادر بمعسكر قوات التحالف في سيئون اليمنية

أدان جاسم البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، الاعتداء الغادر في معسكر قوات التحالف بمدينة سيئون بالجمهورية اليمنية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

«حماس» تُرحّب بمذكرتي توقيف نتنياهو وغالانت وتصفهما بخطوة «تاريخية»

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
TT

«حماس» تُرحّب بمذكرتي توقيف نتنياهو وغالانت وتصفهما بخطوة «تاريخية»

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)

رحبت حركة «حماس»، اليوم (الخميس)، بإصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت، معتبرة أنه خطوة «تاريخية مهمة».

وقالت الحركة في بيان إنها «خطوة ... تشكل سابقة تاريخيّة مهمة، وتصحيحاً لمسار طويل من الظلم التاريخي لشعبنا»، من دون الإشارة إلى مذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة بحق محمد الضيف، قائد الجناح المسلح لـ«حماس».

ودعت الحركة في بيان «محكمة الجنايات الدولية إلى توسيع دائرة استهدافها بالمحاسبة، لكل قادة الاحتلال».

وعدّت «حماس» القرار «سابقة تاريخية مهمة»، وقالت إن هذه الخطوة تمثل «تصحيحاً لمسار طويل من الظلم التاريخي لشعبنا، وحالة التغاضي المريب عن انتهاكات بشعة يتعرض لها طيلة 46 عاماً من الاحتلال».

كما حثت الحركة الفلسطينية كل دول العالم على التعاون مع المحكمة الجنائية في جلب نتنياهو وغالانت، «والعمل فوراً لوقف جرائم الإبادة بحق المدنيين العزل في قطاع غزة».

وفي وقت سابق اليوم، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت؛ لتورطهما في «جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب»، منذ الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وقال القيادي بحركة «حماس»، عزت الرشق، لوكالة «رويترز» للأنباء، إن أمر الجنائية الدولية يصب في المصلحة الفلسطينية.

وعدّ أن أمر «الجنائية الدولية» باعتقال نتنياهو وغالانت يكشف عن «أن العدالة الدولية معنا، وأنها ضد الكيان الصهيوني».

من الجانب الإسرائيلي، قال رئيس الوزراء السابق، نفتالي بينيت، إن قرار المحكمة بإصدار أمري اعتقال بحق نتنياهو وغالانت «وصمة عار» للمحكمة. وندد زعيم المعارضة في إسرائيل، يائير لابيد، أيضاً بخطوة المحكمة، ووصفها بأنها «مكافأة للإرهاب».

ونفى المسؤولان الإسرائيليان الاتهامات بارتكاب جرائم حرب. ولا تمتلك المحكمة قوة شرطة خاصة بها لتنفيذ أوامر الاعتقال، وتعتمد في ذلك على الدول الأعضاء بها.