إيطاليا: ابنة برلوسكوني تتطلع لتعزيز دورها السياسي

مارينا برلوسكوني لدى وصولها إلى المستشفى حيث يعالج والدها في ميلانو 6 أبريل (أ.ب)
مارينا برلوسكوني لدى وصولها إلى المستشفى حيث يعالج والدها في ميلانو 6 أبريل (أ.ب)
TT

إيطاليا: ابنة برلوسكوني تتطلع لتعزيز دورها السياسي

مارينا برلوسكوني لدى وصولها إلى المستشفى حيث يعالج والدها في ميلانو 6 أبريل (أ.ب)
مارينا برلوسكوني لدى وصولها إلى المستشفى حيث يعالج والدها في ميلانو 6 أبريل (أ.ب)

يخضع رئيس الوزراء الإيطالي الأسبق وزعيم حزب «فورزا إيطاليا» سيلفيو برلوسكوني، البالغ من العمر 86 عاماً، لعلاج كيميائي مكثّف منذ الخميس الماضي في أحد مستشفيات مدينة ميلانو، حيث تمّ نقله يوم الأربعاء إثر إصابته بالتهاب رئوي ناجم عن سرطان الدم الذي يعاني منه منذ فترة.
وأفاد بيان صادر عن إدارة مستشفى «سانا رافايلي»، بأن برلوسكوني موجود في قسم العناية الفائقة، وأن البوادر الأولى تشير إلى تجاوبه مع العلاج. وقال طبيبه الخاص إن الداء الذي يعاني منه أصبح مزمناً منذ أشهر، وهو نوع من السرطان الذي ينشأ في بعض الخلايا الدموية المنتجة للنخاع الشوكي. وقال وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني، الذي يتولّى منصب منسق حزب «فورزا إيطاليا»، إن برلوسكوني أمضى ليلة هادئة أمس بعد أن تلقّى عدداً من الاتصالات، وأن حالته مستقرة. وكان برلوسكوني قد استقبل يوم دخوله المستشفى عدداً من قيادات حزبه ومعظم أفراد عائلته؛ حيث صرّح شقيقه باولو قائلاً: «إنه كالصخرة، وسيخرج معافى أيضاً هذه المرة».
وكان الناطق بلسان حزب «فورزا إيطاليا» في البرلمان باولو باريلّي، قد أكّد أنه اتصّل ببرلوسكوني، الذي أبلغه أنه «يريد استمرار أنشطة الحزب كالمعتاد، وعدم التوقف بانتظار الأنباء عن صحته». ونفى باريلّي أن تكون هناك أي نيّة للدعوة إلى عقد مؤتمر استثنائي للحزب، كما أشيع في الأوساط السياسية والإعلامية بعد أن تأكدت خطورة مرض برلوسكوني.
وجاء في بيان صدر عن الحزب، بتوجيه من ابنة برلوسكوني الكبرى مارينا، التي تعد ذراعه اليمنى، أن «برلوسكوني استمع إلى قيادات الحزب، وطلب من الجميع أقصى الالتزام بأنشطة البرلمان والحكومة، لأن البلاد بحاجة إلينا»، وأن الجميع أكّدوا له «ولاءهم وحرصهم على التقيّد بتوجيهاته، وأعربوا له عن أملهم في أن يتعافى قريباً ويعود مناضلاً كعادته».
ويشكّل حزب «فورزا إيطاليا» الركيزة الثالثة للحكومة الائتلافية التي ترأسها جيورجيا ميلوني زعيمة حزب «إخوان إيطاليا» اليميني المتطرف، وكان برلوسكوني قد شارك في المفاوضات لتأليف الحكومة وفي الحملة الانتخابية التي أسفرت عن فوز كاسح للتحالف اليميني. وكان يطمح إلى تولّي رئاسة مجلس الشيوخ الذي طرد منه منذ تسع سنوات بعد صدور حكم قضائي يدينه بالتهرب من دفع الضرائب، واكتفى بالعودة إليه عضواً فيما يعتقد أنه آخر منصب سياسي يتولاه.
وكان برلوسكوني، الذي يعد من كبار أثرياء إيطاليا، قد بنى إمبراطورية إعلامية تضمّ أربع قنوات للتلفزيون، وعدة صحف يومية ومجلات أسبوعية وكبرى دور النشر الإيطالية «موندادوري». وإلى جانب توليه رئاسة الوزراء ثلاث مرات، اشتهر بكثرة الفضائح التي أحاطت بحياته السياسية والشخصية، وأدّت إلى إحالته إلى المحاكمة عشرات المرات. وقد تعرّض لعدة انتكاسات صحية في السنوات الأخيرة، حيث خضع لعمليتين جراحيتين في القلب، كما أصيب بـ«كوفيد - 19» خلال الأشهر الأولى من الجائحة.
ومنذ الإعلان عن دخول برلوسكوني قسم العناية الفائقة في المستشفى، وخضوعه للعلاج الكيميائي، كثر الحديث في الأوساط السياسية والإعلامية عن مصير الحزب الذي أسسه ويتحكم بجميع قراراته ويفرض تعيين قياداته، خصوصاً أن عدداً من الوجوه البارزة فيه كان قد انشقوا عنه بعد تحالفه في الانتخابات الأخيرة مع «إخوان إيطاليا» و«الرابطة».
وتتجّه الأنظار بشكل خاص إلى ابنته مارينا، التي ترأس شركة «فينينفست» المالكة لمعظم مؤسسات برلوسكوني، والتي كانت أعلنت مراراً في السابق أن لا نية لديها في خوض المعترك السياسي بعد انكفاء والدها. لكن لوحظ في الأيام الأخيرة أن مارينا هي التي كانت صاحبة الكلمة الفصل في كل ما يتعلق بدخول والدها المستشفى، حيث كانت هي التي تقرر من يسمح له بالدخول إلى غرفة العناية الفائقة من قيادات الحزب ومعاونيه، وتشرف على مضامين البيانات التي تصدر عن إدارة المستشفى والحزب. وتقول أوساط مطلعة إنها كانت وراء التعديلات الأخيرة المفاجئة التي أجراها برلوسكوني في عدد من المناصب الحساسة داخل الحزب.
ويتحدث البعض عن تقارب حصل مؤخراً بين ابنة برلوسكوني ورئيسة الوزراء جيورجيا ميلوني، الأمر الذي رأى فيه البعض مؤشراً على احتمال اتجاه مارينا، ربما بإيحاء من والدها، إلى تجيير تركة الحزب الذي أسّسه برلوسكوني على صورته، لزعيمة «إخوان إيطاليا»، ما قد يمهّد لانضمام هذا الحزب إلى «الحزب الشعبي الأوروبي»، وابتعاده عن التكتل اليميني المتطرف الذي ينتمي إليه «حزب الرابطة» ورئيس الوزراء المجري فكتور أوروبان.
لكن ثمة من لا يستبعد أن يكون وجود امرأة للمرة الأولى في رئاسة الحكومة الإيطالية، وأيضاً في زعامة المعارضة، ما يغري مارينا برلوسكوني بخوض المعترك السياسي بعد والدها.


مقالات ذات صلة

باريس «تأمل» بتحديد موعد قريب لزيارة وزير الخارجية الإيطالي

العالم باريس «تأمل» بتحديد موعد قريب لزيارة وزير الخارجية الإيطالي

باريس «تأمل» بتحديد موعد قريب لزيارة وزير الخارجية الإيطالي

قالت وزارة الخارجية الفرنسية إنها تأمل في أن يُحدَّد موعد جديد لزيارة وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني بعدما ألغيت بسبب تصريحات لوزير الداخلية الفرنسي حول سياسية الهجرة الإيطالية اعتُبرت «غير مقبولة». وكان من المقرر أن يعقد تاياني اجتماعا مع وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا مساء اليوم الخميس. وكان وزير الداخلية الفرنسي جيرار دارمانان قد اعتبر أن رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني «عاجزة عن حل مشاكل الهجرة» في بلادها. وكتب تاياني على «تويتر»: «لن أذهب إلى باريس للمشاركة في الاجتماع الذي كان مقررا مع الوزيرة كولونا»، مشيرا إلى أن «إهانات وزير الداخلية جيرالد دارمانان بحق الحكومة وإي

«الشرق الأوسط» (باريس)
العالم ألمانيا تشن حملة أمنية كبيرة ضد مافيا إيطالية

ألمانيا تشن حملة أمنية كبيرة ضد مافيا إيطالية

في عملية واسعة النطاق شملت عدة ولايات ألمانية، شنت الشرطة الألمانية حملة أمنية ضد أعضاء مافيا إيطالية، اليوم (الأربعاء)، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية. وأعلنت السلطات الألمانية أن الحملة استهدفت أعضاء المافيا الإيطالية «ندرانجيتا». وكانت السلطات المشاركة في الحملة هي مكاتب الادعاء العام في مدن في دوسلدورف وكوبلنتس وزاربروكن وميونيخ، وكذلك مكاتب الشرطة الجنائية الإقليمية في ولايات بافاريا وشمال الراين - ويستفاليا وراينلاند – بفالتس وزارلاند.

«الشرق الأوسط» (برلين)
يوميات الشرق إيطاليا ترفع الحظر عن «تشات جي بي تي»

إيطاليا ترفع الحظر عن «تشات جي بي تي»

أصبح برنامج «تشات جي بي تي» الشهير الذي طورته شركة الذكاء الاصطناعي «أوبن إيه آي» متاحا مجددا في إيطاليا بعد علاج المخاوف الخاصة بالخصوصية. وقالت هيئة حماية البيانات المعروفة باسم «جارانتي»، في بيان، إن شركة «أوبن إيه آي» أعادت تشغيل خدمتها في إيطاليا «بتحسين الشفافية وحقوق المستخدمين الأوروبيين». وأضافت: «(أوبن إيه آي) تمتثل الآن لعدد من الشروط التي طالبت بها الهيئة من أجل رفع الحظر الذي فرضته عليها في أواخر مارس (آذار) الماضي».

«الشرق الأوسط» (روما)
العالم إيطاليا في «يوم التحرير»... هل تحررت من الإرث الفاشي؟

إيطاليا في «يوم التحرير»... هل تحررت من الإرث الفاشي؟

في الخامس والعشرين من أبريل (نيسان) من كل عام تحتفل إيطاليا بـ«عيد التحرير» من النازية والفاشية عام 1945، أي عيد النصر الذي أحرزه الحلفاء على الجيش النازي المحتلّ، وانتصار المقاومة الوطنية على الحركة الفاشية، لتستحضر مسيرة استعادة النظام الديمقراطي والمؤسسات التي أوصلتها إلى ما هي عليه اليوم. يقوم الدستور الإيطالي على المبادئ التي نشأت من الحاجة لمنع العودة إلى الأوضاع السياسية التي ساهمت في ظهور الحركة الفاشية، لكن هذا العيد الوطني لم يكن أبداً من مزاج اليمين الإيطالي، حتى أن سيلفيو برلوسكوني كان دائماً يتغيّب عن الاحتفالات الرسمية بمناسبته، ويتحاشى المشاركة فيها عندما كان رئيساً للحكومة.

شوقي الريّس (روما)
شمال افريقيا تعاون مصري - إيطالي في مجال الاستثمار الزراعي

تعاون مصري - إيطالي في مجال الاستثمار الزراعي

أعلنت الحكومة المصرية عن عزمها تعزيز التعاون مع إيطاليا في مجال الاستثمار الزراعي؛ ما يساهم في «سد فجوة الاستيراد، وتحقيق الأمن الغذائي»، بحسب إفادة رسمية اليوم (الأربعاء). وقال السفير نادر سعد، المتحدث الرسمي لرئاسة مجلس الوزراء المصري، إن السفير الإيطالي في القاهرة ميكيلي كواروني أشار خلال لقائه والدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء المصري، (الأربعاء) إلى أن «إحدى أكبر الشركات الإيطالية العاملة في المجال الزراعي لديها خطة للاستثمار في مصر؛ تتضمن المرحلة الأولى منها زراعة نحو 10 آلاف فدان من المحاصيل الاستراتيجية التي تحتاج إليها مصر، بما يسهم في سد فجوة الاستيراد وتحقيق الأمن الغذائي». وأ

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

السجن 4 سنوات لأميركي باع أجزاء من أسلحة بشكل غير قانوني لأشخاص في إسرائيل

أسلحة (أ.ب)
أسلحة (أ.ب)
TT

السجن 4 سنوات لأميركي باع أجزاء من أسلحة بشكل غير قانوني لأشخاص في إسرائيل

أسلحة (أ.ب)
أسلحة (أ.ب)

قالت شبكة «فوكس 32 شيكاغو» إن رجلاً من مدينة بالوس هيلز الأميركية حُكم عليه بالسجن لمدة أربع سنوات تقريباً بتهمة شحن أجزاء من أسلحة بشكل غير قانوني إلى أفراد في إسرائيل في ثلاث مناسبات عام 2022.

وكان أمين بيتوني، 37 عاماً، أقر بالذنب في وقت سابق من هذا العام بتهمة تصدير أجزاء أسلحة نارية عن علم في انتهاك للقوانين واللوائح وحُكم عليه بالسجن لمدة 46 شهراً، وفقاً للمدعين الفيدراليين.

وقال المدعون إنه وضع معلومات كاذبة على ملصقات الشحن وأخفى أجزاء البنادق في عبوات تحتوي على أجزاء سيارات أو شوايات.

وخلال تفتيش منزله، عثرت الشرطة على أكثر من 1200 طلقة من الذخيرة المتنوعة، وبندقية صيد، وبندقية، ومسدس، وثلاثة أجهزة معروفة باسم «مفاتيح جلوك»، التي تمكن البنادق من إطلاق طلقات متعددة بضغطة واحدة على الزناد.

وقال القائم بأعمال المدعي العام باس كوال في بيان: «إن انتهاكات ضوابط التصدير مهمة للغاية لأنها تقوض القوانين واللوائح التي تسعى إلى حماية الأمن الدولي وسيواصل مكتب المدعي العام العمل مع شركائنا في إنفاذ القانون لملاحقة أولئك الذين يسعون إلى استغلال قوانين ضوابط التصدير لتحقيق مكاسب مالية بلا هوادة».