دراسة: السيناريوهات المحفوفة بالمخاطر لغزو صيني لتايوان

جنود صينيون خلال عرض عسكري في 30 يوليو 2017 بمقاطعة منغوليا الداخلية في الصين (رويترز)
جنود صينيون خلال عرض عسكري في 30 يوليو 2017 بمقاطعة منغوليا الداخلية في الصين (رويترز)
TT

دراسة: السيناريوهات المحفوفة بالمخاطر لغزو صيني لتايوان

جنود صينيون خلال عرض عسكري في 30 يوليو 2017 بمقاطعة منغوليا الداخلية في الصين (رويترز)
جنود صينيون خلال عرض عسكري في 30 يوليو 2017 بمقاطعة منغوليا الداخلية في الصين (رويترز)

بينما يستعد الجيش الصيني لعمليات بحرية وبرمائية، حيث يتوسع بشكل كبير ببناء أسطوله، يبدو أن نوعاً من العد التنازلي بدأ قبل التدخل الصيني ضد جزيرة تايوان التي وعد الرئيس الصيني شي جينبينغ بإعادة احتلالها، بما في ذلك باللجوء إلى القوة، وفق تقرير نشرته أمس صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية.

أشار التقرير إلى أن الكولونيل السابق مارك كانسيان، الباحث في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (Csis) ومركزه واشنطن، أعد دراسة طويلة نشرها في يناير (كانون الثاني) حول سيناريوهات الغزو الصيني الذي حدد له «العديد من المسؤولين الأميركيين فترة 2026-2027 بأنها فترة خطر كبير (احتمال للهجوم)».

* غزو الجزر القريبة من البر الصيني
أوضح التقرير أن السيناريو الأول يمكن أن يكون لهجوم صيني يستهدف الجزر التايوانية الأقرب إلى البر الرئيسي للصين مثل كينمن أو ووتشيو أو ماتسو. يمكن للهجوم أن يتقدم في أرخبيل جزر بيسكادوريس. لكن الصعوبة الرئيسية ستتمثل في الهبوط في تايوان نفسها لأن هذه العملية محفوفة بالمخاطر ضد «القنفذ» التايواني، المزود بأنظمة دفاع متطورة قدمتها الولايات المتحدة. ويشير لوني هينلي، الخبير في جامعة جورج واشنطن، إلى أن ذلك «سيتطلب أكبر هبوط في التاريخ، يتجاوز حجم عملية إنزال الحلفاء في النورماندي» في الحرب العالمية الثانية. ويرى أنه أمر محفوف بالمخاطر للغاية.

يعود المثال الأخير لعملية برمائية إلى حرب فولكلاند عام 1982 (بين بريطانيا والأرجنتين)، ويجب أن يبدأ باختيار نقاط الإنزال. وهو أمر صعب في ساحل تايوان، حيث يوضح مصدر عسكري فرنسي متخصص في البرمائيات أن «الساحل في تايوان شديد الانحدار وحضري».

ولفت التقرير إلى أن القتال في منطقة حضرية (المدن) يضاعف الميزة الدفاعية. لهذا السبب تركز أفضل الخيارات الصينية على المناطق الأقل كثافة سكانية جنوب الجزيرة، بدلاً من الشمال، حيث العاصمة محمية، إضافة إلى أن الحصول على المعلومات الاستخبارية... فمن الضروري تحديد مواقع دفاعات العدو، وأماكن الألغام على السواحل أو تحديد انحدار الشاطئ للسماح للمركبات التي هبطت بالوصول إلى البر.

* هجوم الصواريخ
يشير التقرير إلى أن إنزال القوة العسكرية (الصينية في هذه الحالة) على الأرض (تايوان) يتم فقط عندما يتم استيفاء الشروط، وعندما يتم تقليل المخاطر التشغيلية للوصول إلى مسرح العمليات. يجب أن يكون دفاع الخصم قد تم تدميره قبل الهبوط، ما يشكل لحظة ضعف للدفاع. لذلك ستبدأ عملية صينية بوابل من الصواريخ من البر الرئيسي، بما في ذلك صواريخ باليستية من نوع دونغفنغ القادرة على تدمير البنية التحتية الرئيسية لجزيرة تايوان، وضرب قواعدها الجوية، وتعطيل معظم أسطول الطائرات التايوانية.

* الإنزال البرمائي
ورأى التقرير أن فشل أو نجاح التدخل الصيني يعتمد على المقاومة التايوانية، قبل أي سيناريو، وعلى الدعم الأميركي لمواجهة الهجوم. فتايوان وحدها يمكنها المقاومة لمدة شهرين فقط، وفق ما يقولون في الدوائر العسكرية. كل يوم تأخير في رد الفعل الغربي (تجاه الهجوم الصيني) يزيد من ميزان القوى لصالح الصين. تقول هذه الدوائر، حسب التقرير، إن «تايوان ليست أوكرانيا». لن تكون الجزيرة قادرة على الحصول على الإمداد على المدى الطويل، وينصحون بتقديم وسائل دفاع للجزيرة مسبقاً.

* استراتيجية طويلة المدى
للدفاع عن نفسها، تمتلك تايوان صواريخ «كروز» قادرة على الرد على شنغهاي أو بكين. ووعدت واشنطن بتسليم صواريخ «هاربون» المضادة للسفن، على الرغم من أن مواعيد التسليم لا تزال غير مؤكدة.

في هذا السياق، وفق التقرير، قد تكون عملية حصار طويلة الأمد، مصحوبة بعملية حرب نفسية تهدف إلى تثبيط عزيمة سكان الجزيرة الديمقراطية على المدى الطويل، هي الاستراتيجية التي تفضلها بكين، حسب العديد من الخبراء.


مقالات ذات صلة

زيلينسكي يطلب مساعدة الرئيس الصيني لإعادة أطفال أوكرانيين من روسيا

العالم زيلينسكي يطلب مساعدة الرئيس الصيني لإعادة أطفال أوكرانيين من روسيا

زيلينسكي يطلب مساعدة الرئيس الصيني لإعادة أطفال أوكرانيين من روسيا

أدلى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بمزيد من التصريحات بشأن مكالمة هاتفية جرت أخيراً مع الرئيس الصيني شي جينبينغ، في أول محادثة مباشرة بين الزعيمين منذ الغزو الروسي لأوكرانيا. وقال زيلينسكي في كييف، الجمعة، بعد يومين من الاتصال الهاتفي، إنه خلال المكالمة، تحدث هو وشي عن سلامة الأراضي الأوكرانية ووحدتها «بما في ذلك شبه جزيرة القرم (التي ضمتها روسيا على البحر الأسود)» وميثاق الأمم المتحدة.

«الشرق الأوسط» (كييف)
العالم الصين ترفض اتهامها بتهديد هوية «التيبتيين»

الصين ترفض اتهامها بتهديد هوية «التيبتيين»

تبرأت الصين، اليوم (الجمعة)، من اتهامات وجهها خبراء من الأمم المتحدة بإجبارها مئات الآلاف من التيبتيين على الالتحاق ببرامج «للتدريب المهني» تهدد هويتهم، ويمكن أن تؤدي إلى العمل القسري. وقال خبراء في بيان (الخميس)، إن «مئات الآلاف من التيبتيين تم تحويلهم من حياتهم الريفية التقليدية إلى وظائف تتطلب مهارات منخفضة وذات أجر منخفض منذ عام 2015، في إطار برنامج وُصف بأنه طوعي، لكن مشاركتهم قسرية». واكدت بكين أن «التيبت تتمتع بالاستقرار الاجتماعي والتنمية الاقتصادية والوحدة العرقية وموحّدة دينياً ويعيش الناس (هناك) ويعملون في سلام». وأضافت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ، أن «المخاوف المز

«الشرق الأوسط» (بكين)
العالم البرلمان الياباني يوافق على اتفاقيتي التعاون الدفاعي مع أستراليا وبريطانيا

البرلمان الياباني يوافق على اتفاقيتي التعاون الدفاعي مع أستراليا وبريطانيا

وافق البرلمان الياباني (دايت)، اليوم (الجمعة)، على اتفاقيتين للتعاون الدفاعي مع أستراليا وبريطانيا، ما يمهّد الطريق أمام سريان مفعولهما بمجرد أن تستكمل كانبيرا ولندن إجراءات الموافقة عليهما، وفق وكالة الأنباء الألمانية. وفي مسعى مستتر للتصدي للصعود العسكري للصين وموقفها العدائي في منطقة المحيطين الهادئ والهندي، سوف تجعل الاتفاقيتان لندن وكانبيرا أول وثاني شريكين لطوكيو في اتفاق الوصول المتبادل، بحسب وكالة كيودو اليابانية للأنباء. ووافق مجلس المستشارين الياباني (مجلس الشيوخ) على الاتفاقيتين التي تحدد قواعد نقل الأفراد والأسلحة والإمدادات بعدما أعطى مجلس النواب الضوء الأخضر لها في وقت سابق العام

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
يوميات الشرق الصين تُدخل «الحرب على كورونا» في كتب التاريخ بالمدارس

الصين تُدخل «الحرب على كورونا» في كتب التاريخ بالمدارس

أثار كتاب التاريخ لتلاميذ المدارس الصينيين الذي يذكر استجابة البلاد لوباء «كورونا» لأول مرة نقاشاً على الإنترنت، وفقاً لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي). يتساءل البعض عما إذا كان الوصف ضمن الكتاب الذي يتناول محاربة البلاد للفيروس صحيحاً وموضوعياً. أعلن قادة الحزب الشيوعي الصيني «انتصاراً حاسماً» على الفيروس في وقت سابق من هذا العام. كما اتُهمت الدولة بعدم الشفافية في مشاركة بيانات فيروس «كورونا». بدأ مقطع فيديو قصير يُظهر فقرة من كتاب التاريخ المدرسي لطلاب الصف الثامن على «دويين»، النسخة المحلية الصينية من «تيك توك»، ينتشر منذ يوم الأربعاء. تم تحميله بواسطة مستخدم يبدو أنه مدرس تاريخ، ويوضح

«الشرق الأوسط» (بكين)
العالم تقرير: القوات البحرية الأوروبية تحجم عن عبور مضيق تايوان

تقرير: القوات البحرية الأوروبية تحجم عن عبور مضيق تايوان

شجّع مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، (الأحد) أساطيل الاتحاد الأوروبي على «القيام بدوريات» في المضيق الذي يفصل تايوان عن الصين. في أوروبا، تغامر فقط البحرية الفرنسية والبحرية الملكية بعبور المضيق بانتظام، بينما تحجم الدول الأوروبية الأخرى عن ذلك، وفق تقرير نشرته أمس (الخميس) صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية. ففي مقال له نُشر في صحيفة «لوجورنال دو ديمانش» الفرنسية، حث رئيس دبلوماسية الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أوروبا على أن تكون أكثر «حضوراً في هذا الملف الذي يهمنا على الأصعدة الاقتصادية والتجارية والتكنولوجية».

«الشرق الأوسط» (بيروت)

أزمة في الكونغرس بسبب «الحمامات» مع وصول أول نائبة متحولة جنسياً

مبنى الكابيتول في واشنطن (أ.ف.ب)
مبنى الكابيتول في واشنطن (أ.ف.ب)
TT

أزمة في الكونغرس بسبب «الحمامات» مع وصول أول نائبة متحولة جنسياً

مبنى الكابيتول في واشنطن (أ.ف.ب)
مبنى الكابيتول في واشنطن (أ.ف.ب)

بعد أن وافق رئيس مجلس النواب الأميركي، مايك جونسون، على تشريع قدمته النائبة الجمهورية نانسي ماس مؤخراً يحظر على النساء المتحولات جنسياً استخدام حمام النساء داخل الكونغرس، وقال إنه سينفذه لأن «الرجل رجل، والمرأة امرأة، ولا يمكن للرجل أن يصبح امرأة، وأعتقد أيضاً أننا نعامل الجميع بكرامة»؛ وصفت النائبة الديمقراطية المنتخبة سارة ماكبرايد سبب تركيز الجمهوريين على الحمام الذي ستستخدمه في الكونغرس، بأنه «محاولة لصرف الانتباه عن أفعالهم».

يذكر أن ماكبرايد على وشك أن تصبح أول عضو متحول جنسياً في الكونغرس الأميركي.

ووفقاً لصحيفة «بوليتيكو»، قالت ماكبرايد في مقابلة مع المذيعة مارغريت برينان في برنامج «Face the Nation» على قناة «CBS»: «في كل مرة نسمعهم يقولون كلمة متحول جنسياً، انظروا إلى ما يفعلون بيدهم اليمنى... انظروا إلى ما يفعلونه لسرقة جيوب العمال الأميركيين، ونهب كبار السن بخصخصة الضمان الاجتماعي والرعاية الطبية... انظروا إلى تقويض العمال».

وأضافت: «الوقت والطاقة المستخدمان لتحويل انتباه الحكومة الفيدرالية لملاحقة الأشخاص المتحولين جنسياً هو وقت وطاقة لا يركزان على معالجة تكلفة المعيشة للناخبين، وعلينا أن نكون واضحين بشأن التكلفة الحقيقية التي يتحملها العامل الأميركي».

استمر هذا الجدل طوال أسبوع، وتجاهلت ماكبرايد المناقشة، مشيرة إلى حقيقة أنها تخطط للتركيز على القضايا التي أرسلها ناخبوها إلى الكابيتول. وأضافت أنها تأمل في العمل مع زملائها في الكونغرس الذين يريدون العمل على هذه القضايا الخطيرة.