لصحة أفضل... ما كمية السكر التي يجب تناولها يومياً؟

العلماء وجدوا روابط ضارة بين استهلاك السكر و10 نتائج صحية للقلب (رويترز)
العلماء وجدوا روابط ضارة بين استهلاك السكر و10 نتائج صحية للقلب (رويترز)
TT

لصحة أفضل... ما كمية السكر التي يجب تناولها يومياً؟

العلماء وجدوا روابط ضارة بين استهلاك السكر و10 نتائج صحية للقلب (رويترز)
العلماء وجدوا روابط ضارة بين استهلاك السكر و10 نتائج صحية للقلب (رويترز)

أوصى الباحثون في دراسة جديدة بتقليل استهلاك السكريات المضافة والحد من المشروبات المحلاة بالسكر.
وكانت منظمة الصحة العالمية قد اقترحت في وقت سابق تقليل استهلاك السكريات المضافة إلى أقل من 10 في المائة من إجمالي مدخول الطاقة اليومي بعد أن أظهرت الأبحاث أن الإفراط في تناول السكر يمكن أن يكون له آثار سلبية على الصحة، وفقاً لصحيفة «إندبندنت».
توصي المراجعة البحثية الجديدة بتقليل استهلاك السكريات المضافة إلى نحو 6 ملاعق صغيرة يومياً والحد من المشروبات المحلاة بالسكر إلى أقل من حصة واحدة في الأسبوع.
ووجدت الدراسة ارتباطات ضارة كبيرة بين استهلاك السكر والعديد من النتائج، بما في ذلك الربو والسكري والسمنة وأمراض القلب والاكتئاب وبعض أنواع السرطان.

أجرى باحثون، بمن فيهم من جامعة سيتشوان في الصين، «مراجعة شاملة» للدراسات التي سبق تحليلها.
وأوضح العلماء أن مثل هذه المراجعات تجمع الدراسات البحثية السابقة لتقديم ملخص رفيع المستوى للأبحاث حول موضوع معين.
تضمن التحليل الأخير 73 مراجعة بحثية من 8601 مقالة تغطي 83 نتيجة صحية لدى البالغين والأطفال.
ووجد الباحثون ارتباطات ضارة كبيرة بين استهلاك السكر الغذائي و18 نتيجة ترتبط بالتمثيل الغذائي، بما في ذلك مرض السكري والنقرس والسمنة.
ووجدوا أيضاً روابط ضارة بين استهلاك السكر و10 نتائج صحية للقلب، بما في ذلك ارتفاع ضغط الدم والنوبات القلبية والسكتة الدماغية، بالإضافة إلى 7 نتائج للسرطان، بما في ذلك سرطان الثدي والبروستاتا والبنكرياس.
كما وجد التحليل روابط لـ10 نتائج أخرى مثل الربو وتسوس الأسنان والاكتئاب والموت.
كما ارتبط استهلاك المشروبات المحلاة بالسكر بشكل كبير بزيادة وزن الجسم.
واقترحت النتائج الجديدة، جنباً إلى جنب مع إرشادات منظمة الصحة العالمية والصندوق العالمي لأبحاث السرطان والمعهد الأميركي لأبحاث السرطان، تقليل استهلاك السكريات المضافة إلى أقل من 25 غراماً في اليوم.
يوصي العلماء بــ«تقليل استهلاك السكريات الحرة أو السكريات المضافة إلى أقل من 25 غراماً باليوم (نحو 6 ملاعق صغيرة / يوم) والحد من استهلاك المشروبات المحلاة بالسكر إلى أقل من حصة واحدة في الأسبوع (نحو 200-355 مل/ أسبوع) لتقليل التأثير الضار للسكريات على الصحة».


مقالات ذات صلة

«فوبيا الطعام»... أكثر رعباً مما تتخيل

صحتك يقول المتخصص في الفوبيا كريستوفر بول جونز إن فوبيا الطعام هي خوف أو قلق شديد يتم تحفيزه بواسطة أطعمة معينة (رويترز)

«فوبيا الطعام»... أكثر رعباً مما تتخيل

تشعر كلير دي بالرعب من البرتقال، لا تستطيع لمسه، أو الاقتراب منه. تقول كلير البالغة من العمر 39 عاماً، وأم لطفلين: «ليست فقط الرائحة؛ بل الأمر كله».

صحتك بعض الأطعمة يسهم في تسريع عملية الشيخوخة (رويترز)

أطعمة تسرع عملية الشيخوخة... تعرف عليها

أكدت دراسة جديدة أن هناك بعض الأطعمة التي تسهم في تسريع عملية الشيخوخة لدى الأشخاص بشكل ملحوظ، داعية إلى تجنبها تماماً.

«الشرق الأوسط» (روما)
صحتك كبار السن الذين يعيشون بمفردهم أكثر عرضة لانخفاض مستويات العناصر الغذائية الرئيسية في نظامهم الغذائي (أ.ف.ب)

الوحدة تخفض مستويات العناصر الغذائية الأساسية بأجسام كبار السن

قال علماء إن كبار السن الذين يعيشون بمفردهم أو المعزولين اجتماعياً هم أكثر عرضة لانخفاض مستويات العناصر الغذائية الرئيسية في نظامهم الغذائي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم العربي طفل يعاني سوء تغذية في مستشفى «ناصر» بخان يونس يوم 10 يوليو 2024 (أ.ف.ب)

«يونيسيف» تحذر: 77 مليون طفل في الشرق الأوسط يعانون سوء التغذية

حذَّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) من أن ما لا يقل عن 77 مليون طفل ويافع في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، يعانون شكلاً من أشكال سوء التغذية.

«الشرق الأوسط» (عمان)
يوميات الشرق المستشار الألماني أولاف شولتز تناول الطعام مع فريق بلاده في القرية الأولمبية بباريس (أ.ف.ب)

أطعمة صديقة للبيئة وأثاث غير مريح يثيران الانتقادات في القرية الأولمبية بباريس

للطعام الفرنسي سمعة شهية تخطت الحواجز والثقافات، ولذلك عندما يشتكي الرياضيون المشاركون في أولمبياد باريس من مستوى الطعام، يصبح الأمر مثاراً للتعجب. فعلى الرغم…

«الشرق الأوسط» (باريس)

التلسكوب «جيمس ويب» يلتقط «زِينة شجرة ميلاد مُعلَّقة في الكون»

ألوانُها كأنه العيد في الفضاء (ناسا)
ألوانُها كأنه العيد في الفضاء (ناسا)
TT

التلسكوب «جيمس ويب» يلتقط «زِينة شجرة ميلاد مُعلَّقة في الكون»

ألوانُها كأنه العيد في الفضاء (ناسا)
ألوانُها كأنه العيد في الفضاء (ناسا)

التقط التلسكوب الفضائي «جيمس ويب» التابع لوكالة «ناسا»، للمرّة الأولى، صورة لِما بدت عليه مجرّتنا في الوقت الذي كانت تتشكَّل فيه؛ جعلت علماء الفضاء يشعرون بسعادة غامرة. وقالت عالِمة الفلك الملكية في اسكوتلندا، البروفيسورة كاثرين هيمانز، لـ«بي بي سي»: «أحبُّ المجرّة البراقة والمتألِّقة بأضواء عيد الميلاد، كأنّ هذه ما كان عليه الكون وهو يبلغ من العمر 600 مليون عام فقط». تُظهر الصورة 10 كرات من النجوم بألوان مختلفة، تبدو مثل زِينة شجرة ميلاد مُعلَّقة في الكون. وهذه المرّة الأولى التي شاهد فيها العلماء كتلاً من النجوم تتجمَّع لتُشكل مجرّة مثل «درب التبانة»، فأطلقوا على المجرّة البعيدة اسم «اليراعة المتألّقة»، لتشابُهها أيضاً مع سرب من اليراعات متعدِّد اللون.

من مداره في الفضاء، من دون عوائق من الغلاف الجوّي للأرض، أظهر لنا أقوى تلسكوب على الإطلاق، مزيداً من المجرّات الأبعد، وبالتالي الأقدم؛ لكنها ليست مثل مجرّتنا في المراحل المُبكرة من التشكيل. ووفق الدكتورة لاميا ماولا، من كلية «ويليسلي» في ماساتشوستس، المُشاركة في قيادة البحث، فإنّ «البيانات الخاصة بما حدث في هذه المرحلة من الكون ضئيلة جداً». وأضافت: «هنا نُشاهد مجرّة وهي تتشكَّل حجراً بحجر. فالمجرّات التي نراها عادة حولنا تشكَّلت بالفعل، لذا فإنها المرّة الأولى التي نشهد فيها هذه العملية».

ووصفت البروفيسورة هيمانز، عالِمة الفلك الملكية في اسكوتلندا، والمستقلّة عن فريق البحث، الاكتشاف بأنه «رائع، ومهمّ علمياً وبالغ الاحتفاء»؛ وقالت: «مدهش أن يبني البشر منظاراً يتيح التطلُّع إلى الماضي البعيد جداً، فنرى هذه المراحل الوليدة جداً من المجرّة بطريقة احتفالية جميلة كهذه».

لغز الكون وعجائبه (ناسا)

وتختلف ألوان العناقيد النجمية باختلاف مراحل تكوينها، وفقاً للدكتورة ماولا: «إنها جميلة لأنّ الحياة الباكرة للمجرّة نشطة جداً. نجوم جديدة تولد، ونجوم ضخمة تموت، وكثير من الغاز والغبار حولها، وكثير من النيتروجين والأكسجين... بسبب الحالة التي هي فيها، تتراءى هذه الألوان الجميلة». عندما صادفت ماولا المجرّة، لم ترَ قط كتلاً من النجوم بمثل هذه الألوان الزاهية والمتنوّعة. قادها ذلك للاعتقاد بأنّ ثمة شيئاً مختلفاً حول هذا النظام، لذا تحقّقت من مدى بُعد ذلك. لدهشتها تبيَّن أنه يبعد أكثر من 13 مليار سنة ضوئية.

النور الآتي من «اليراعة المتألّقة» استغرق أكثر من 13 مليار سنة ليصل إلينا. صغير جداً وبعيد جداً، حدَّ أنه لم يكن بإمكان تلسكوب «جيمس ويب» رؤيته، لولا حظوظ المصادفة الكونية. وكان هناك تجمّع من المجرّات بين «اليراعة المتألّقة» وتلسكوب «جيمس ويب»، شوَّهت الزمكان لتمدُّد الضوء من المجرّة البعيدة، وتعمل بفعالية مثل عدسة مكبرة عملاقة.

يٌسمّي علماء الفلك هذه العملية «عدسة الجاذبية»، التي، في هذه الحالة، مكَّنت الباحث المُشارك الدكتور كارثيك أيير من جامعة «كولومبيا» في نيويورك، وأعضاء آخرين من الفريق، من أن يروا للمرّة الأولى، تفاصيل مذهلة لكيفية تكوُّن المجرّات الأولى مثل مجرتنا «درب التبانة». وقال: «إنها تأخذ الضوء الآتي من اليراعة وتثنيه وتضخّمه حتى نتمكن من رؤيته بتفاصيل رائعة».