قفزة غير متوقعة للناتج الصناعي الألماني

قطارات «أيس» فائقة السرعة متوقفة في هامبورغ خلال مظاهرة احتجاجية للنقابات الألمانية الشهر الماضي (رويترز)
قطارات «أيس» فائقة السرعة متوقفة في هامبورغ خلال مظاهرة احتجاجية للنقابات الألمانية الشهر الماضي (رويترز)
TT

قفزة غير متوقعة للناتج الصناعي الألماني

قطارات «أيس» فائقة السرعة متوقفة في هامبورغ خلال مظاهرة احتجاجية للنقابات الألمانية الشهر الماضي (رويترز)
قطارات «أيس» فائقة السرعة متوقفة في هامبورغ خلال مظاهرة احتجاجية للنقابات الألمانية الشهر الماضي (رويترز)

قال مكتب الإحصاء الاتحادي الألماني أمس (الخميس)، إن الناتج الصناعي في البلاد ارتفع أكثر بكثير من المتوقع في فبراير (شباط) الماضي، بزيادة 2.0% عن الشهر السابق، وعزا الزيادة جزئياً إلى صناعة السيارات.
وكان محللون قد توقعوا في استطلاع أجرته «رويترز» زيادة طفيفة بنسبة 0.1%، كما عدل المكتب الرقم الخاص بشهر يناير (كانون الثاني) إلى زيادة بواقع 3.7%، ارتفاعاً من 3.5%. وعلى أساس سنوي، ارتفع الناتج الصناعي 0.6% في فبراير. وزاد الإنتاج في معظم القطاعات الاقتصادية في فبراير، لكنّ تصنيع السيارات، وهو أكبر قطاع صناعي في ألمانيا، شكّل جزءاً كبيراً من الزيادة.
ومقارنةً بشهر فبراير من العام الماضي فقط، تم تسجيل تطور إيجابي أيضاً، حيث ارتفع الإنتاج في قطاع الصناعة بنسبة 0.6% خلال هذا الشهر، مقارنةً بالشهر ذاته من العام الماضي، حسب مكتب الإحصاء.
وأضاف المكتب الاتحادي للإحصاء أن أغلب القطاعات الاقتصادية زادت من إنتاجها في فبراير الماضي، وكان للسيارات نصيب كبير في زيادة الإنتاج الكلي، حيث زاد الإنتاج في قطاع صناعة السيارات، وهو أكبر قطاع صناعي في ألمانيا بنسبة 7.6% خلال فبراير الماضي، مقارنةً بالشهر الذي يسبقه.
لكن في مقابل الطفرة الصناعية، سجل عدد حالات إفلاس الأفراد والشركات في ألمانيا ارتفاعاً في الفترة الأخيرة. وأعلن معهد «لايبنيتس لأبحاث الاقتصاد» (آي دبليو إتش)، ومقره مدينة هاله، أمس (الخميس)، أن إجمالي عدد هذه الحالات وصل في مارس (آذار) الماضي إلى 959 حالة بارتفاع بنسبة تزيد على 15% مقارنةً بفبراير الماضي وبنسبة 24% مقارنةً بمارس من عام 2022.
وذكر خبراء المعهد أن عدد حالات الإفلاس يصل بذلك إلى مستوى أدنى بقليل من مستواه في سنوات ما قبل جائحة «كورونا». وقال شتيفن مولر، من المعهد، إن «فترات الأعداد المنخفضة غير المعتادة لحالات الإعسار ولّت في الوقت الحالي»، لكنه استبعد حدوث ارتفاع جديد لحالات الإعسار خلال الشهور المقبلة.
وأوضح المعهد أن أغلب حالات الإفلاس (213 حالة) تم تسجيلها في ولاية شمال الراين ويستفاليا، لكن ولاية شلزفيغ - هولشتاين سجّلت أقوى نسبة زيادة في هذه الحالات، حيث نوّه المعهد إلى أن عدد حالات الإفلاس في الولاية ارتفع في أول ثلاثة أشهر من هذا العام بنسبة تزيد على 60% مقارنةً بمتوسط قيمتها في نفس الفترة من العام الماضي.
ووفقاً للمعهد، فإنه يعتمد في تحليلاته على حالات إشهار الإفلاس الحالية من جانب محاكم التسجيل الألمانية ويربطها بأرقام الميزانيات العمومية للشركات المعنية. ويقوم المكتب الاتحادي للإحصاء في مدينة فيسبادن أيضاً بمسح أعداد حالات الإفلاس، وكان المكتب قد أعلن منتصف الشهر الماضي أن المحاكم الابتدائية سجّلت العام الماضي 14 ألفاً و950 حالة إفلاس شركات.
من جهة أخرى، قال مكتب الإحصاء الاتحادي الألماني، يوم الأربعاء، إن السلطات أنفقت مبالغ قياسية على الرعاية الصحية بسبب جائحة فيروس «كورونا». وحسب بيانات مكتب الإحصاء، أنفقت برلين ما بين الاختبارات والتطعيمات نحو 474.1 مليار يورو (516.8 مليار دولار) على الصحة في عام 2021، وقال مسؤولون إن المبلغ بلغ نحو 5699 يورو للشخص الواحد.
وأضاف المكتب: «ارتفع الإنفاق الصحي بالنسبة إلى الفرد، والإنفاق الصحي بشكل عام ارتفع بنسبة 7.5% مقارنةً بالعام السابق، وهي أقوى زيادة منذ بدء الإحصاءات في عام 1992». وبشكل عام، كان الإنفاق الصحي في عام 2021 أكبر بمقدار 33.1 مليار يورو مما كان عليه الأمر في عام 2020، وهو العام الأول للجائحة، حيث بلغ نحو 13.2% من إجمالي الناتج المحلي. وقال المسؤولون إن أكثر من نصف هذه النفقات تحملها التأمين الصحي القانوني.
وكلفت حملة التطعيم في ألمانيا 7 مليارات يورو في عام 2021، أي نحو 23% من إجمالي المبلغ الذي تم إنفاقه. وكشفت الإحصاءات أن مراكز التطعيم واللقاحات نفسها تكلف نحو نصف الإنفاق في هذا المجال.
ويتوقع المسؤولون أن يكون الإنفاق على الرعاية الصحية أكبر في عام 2022، حيث يقدّرون النفقات بنحو 498.1 مليار يورو. وإذا تأكد ذلك الرقم، فسيصبح أكبر بنحو 24 مليار يورو مما كان عليه الأمر في عام 2021، بزيادة مقدارها 5.1%.


مقالات ذات صلة

«الحرب» الكورية الجديدة تعيد إلى الأذهان ما جرى في 25 يونيو 1950

تحليل إخباري رجل يقف أمام الشرطة ويحمل لافتة كُتب عليها: «يون سوك يول... ارحل» في سيول (أ.ف.ب)

«الحرب» الكورية الجديدة تعيد إلى الأذهان ما جرى في 25 يونيو 1950

فجأة اصطخبت مياه البحيرة الكورية الجنوبية وعمّت الفوضى أرجاء سيول وحاصر المتظاهرون البرلمان فيما كان النواب يتصادمون مع قوات الأمن.

شوقي الريّس (بروكسل)
أوروبا روسيا تعتزم تنظيم أكبر احتفال في تاريخها بمناسبة الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية (رويترز)

روسيا تنظم «أكبر احتفال» بالذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية

أعلنت روسيا اليوم (الثلاثاء) أنها تعتزم تنظيم «أكبر احتفال في تاريخها» بمناسبة الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية، في سياق تمجيد القيم الوطنية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أميركا اللاتينية «لاهوت التحرر» يفقد مؤسّسه الكاهن الكاثوليكي البيروفي غوستافو غوتيرّيس عن 96 عاماً

«لاهوت التحرر» يفقد مؤسّسه الكاهن الكاثوليكي البيروفي غوستافو غوتيرّيس عن 96 عاماً

مطلع العقد السادس من القرن الماضي شهدت أميركا اللاتينية، بالتزامن مع انتشار حركات التحرر التي توّجها انتصار الثورة الكوبية.

شوقي الريّس (هافانا)
أوروبا رجل يلتقط صورة تذكارية مع ملصق يحمل صورة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يقول: «لماذا نريد مثل هذا العالم إذا لم تكن روسيا موجودة فيه؟» (رويترز)

«فليحفظ الرب القيصر»... مؤيدون يهنئون بوتين بعيد ميلاده الثاني والسبعين

وصف بعض المؤيدين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ«القيصر»، في عيد ميلاده الثاني والسبعين، الاثنين، وقالوا إنه أعاد لروسيا وضعها، وسينتصر على الغرب بحرب أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم جندي أوكراني يجلس داخل دبابة ألمانية الصنع من نوع «ليوبارد 2 إيه 5» بالقرب من خط المواجهة (أ.ف.ب)

هل انتهى عصر الدبابات «ملكة المعارك» لصالح الطائرات المسيّرة؟

رغم أن الدبابات ساعدت أوكرانيا في التقدم داخل روسيا، تعيد الجيوش التفكير في كيفية صنع ونشر هذه الآليات القوية بعد أدائها المتواضع خلال الفترة الأخيرة.

«الشرق الأوسط» (لندن)

صربيا تحذر من عقوبات أميركية على شركة تمدها بالغاز مدعومة من روسيا

مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)
مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)
TT

صربيا تحذر من عقوبات أميركية على شركة تمدها بالغاز مدعومة من روسيا

مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)
مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)

كشف الرئيس الصربي ألكسندر فوسيتش أن الولايات المتحدة تخطط لفرض عقوبات على المورد الرئيسي للغاز لصربيا الذي تسيطر عليه روسيا.

وقال الرئيس الصربي ألكسندر فوسيتش لهيئة الإذاعة والتلفزيون الصربية إن صربيا أُبلغت رسمياً بأن قرار العقوبات سيدخل حيز التنفيذ في الأول من يناير (كانون الثاني)، لكنه لم يتلقَّ حتى الآن أي وثائق ذات صلة من الولايات المتحدة، وفق «رويترز».

تعتمد صربيا بشكل شبه كامل على الغاز الروسي الذي تتلقاه عبر خطوط الأنابيب في الدول المجاورة، ثم يتم توزيع الغاز من قبل شركة صناعة البترول الصربية (NIS)، المملوكة بحصة أغلبية لشركة احتكار النفط الحكومية الروسية «غازبروم نفت».

وقال فوسيتش إنه بعد تلقي الوثائق الرسمية، «سنتحدث إلى الأميركيين أولاً، ثم نذهب للتحدث إلى الروس» لمحاولة عكس القرار. وأضاف: «في الوقت نفسه، سنحاول الحفاظ على علاقاتنا الودية مع الروس، وعدم إفساد العلاقات مع أولئك الذين يفرضون العقوبات».

ورغم سعي صربيا رسمياً إلى عضوية الاتحاد الأوروبي، فقد رفضت الانضمام إلى العقوبات الغربية ضد روسيا بسبب غزوها أوكرانيا، ويرجع ذلك جزئياً إلى شحنات الغاز الروسية الحاسمة.

وقال فوسيتش إنه على الرغم من التهديد بالحظر، «لست مستعداً في هذه اللحظة لمناقشة العقوبات المحتملة ضد موسكو».

وعندما سئل عما إذا كان التهديد بفرض عقوبات أميركية على صربيا قد يتغير مع وصول إدارة دونالد ترمب في يناير، قال فوسيتش: «يجب علينا أولاً الحصول على الوثائق (الرسمية)، ثم التحدث إلى الإدارة الحالية، لأننا في عجلة من أمرنا».

ويواجه الرئيس الصربي أحد أكبر التهديدات لأكثر من عقد من حكمه الاستبدادي. وقد انتشرت الاحتجاجات بين طلاب الجامعات وغيرهم في أعقاب انهيار مظلة خرسانية في محطة للسكك الحديدية في شمال البلاد الشهر الماضي، ما أسفر عن مقتل 15 شخصاً في الأول من نوفمبر (تشرين الثاني). ويعتقد كثيرون في صربيا أن الفساد المستشري والمحسوبية بين المسؤولين الحكوميين أديا إلى العمل غير الدقيق في إعادة بناء المبنى، الذي كان جزءاً من مشروع سكة ​​حديدية أوسع نطاقاً مع شركات حكومية صينية.