سفن حربية صينية اقتربت من تايوان بعد لقاء مكارثي وتساي

رئيس مجلس النواب الأميركي يدعو إلى مواصلة دعم تايوان بالأسلحة لمنع الغزو الصيني للجزيرة

سفينة تتبع حرس السواحل التايواني تمر أمام سواحل الصين (أرشيفية - رويترز)
سفينة تتبع حرس السواحل التايواني تمر أمام سواحل الصين (أرشيفية - رويترز)
TT

سفن حربية صينية اقتربت من تايوان بعد لقاء مكارثي وتساي

سفينة تتبع حرس السواحل التايواني تمر أمام سواحل الصين (أرشيفية - رويترز)
سفينة تتبع حرس السواحل التايواني تمر أمام سواحل الصين (أرشيفية - رويترز)

أرسلت الصين حاملة طائرات عسكرية وسفنا حربية إلى المياه المحيطة بتايوان، متوعدة برد «حازم» بعد اللقاء بين رئيسة الجزيرة تساي أنغ وين ورئيس مجلس النواب الأميركي كيفين مكارثي مساء الأربعاء.
ونشرت بكين بعد ساعات من اللقاء حاملة طائرات وثلاث سفن في المضيق الفاصل بين الصين والجزيرة التي تتمتع بالحكم الذاتي، كما عبرت مروحية مضادة للغواصات منطقة الدفاع الجوي التايواني، ونشرت الصين سفنا لخفر السواحل لإجراء دوريات استثنائية.
وجاءت تلك التحركات ردا على اللقاء بين مكارثي وتساي، الذي وضع العاصمة التايوانية في حالة ترقب وتأهب عالية بعد تهديدات بكين برد حازم في حال إجراء اللقاء.
وقال وزير الدفاع التايواني شيو كوو سينغ إن الرد الصيني لم يرق إلى مستوى ما حدث العام الماضي بعد زيارة نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب الأميركية إلى تايوان، الذي ردت الصين عليه بإجراء مناورات عسكرية غير مسبوقة، لكنه أشار إلى أن تايبيه تواصل عمليات المراقبة والرصد، ولا تستبعد أي احتمالات، منها أن يكون هذا النشر العسكري الصيني مقدمة لمناورات عسكرية تقوم بها بكين.

https://twitter.com/aawsat_News/status/1643957652366544905?s=20

من جانبها، اتهمت الخارجية الصينية لقاء رئيسة تايوان مع مكارثي (الذي يعد ثالث أكبر مسؤول حكومي أميركي) بالترويج لاستقلال تايوان. وأكدت الناطقة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ الخميس: «ستتخذ الصين إجراءات حازمة وقوية للدفاع بعزم عن سيادتها الوطنية وسلامة أراضيها». ووصفت بكين اللقاء على الأراضي الأميركية بأنه يعد «تواطؤا خاطئا للغاية». وحثت بكين واشنطن على وقف الانخراط في طريق خطر.
وتعارض بكين أي اتصال رسمي بين تايوان ودول أخرى، وتصر على مبدأ الصين الواحدة، وتعد جزيرة تايوان جزءا لا يتجزأ من أراضيها، ولا تستبعد استعادتها بالقوة إذا لزم الأمر.

 تعهدات أميركية

وقد استقبل مكارثي وعدد من المشرعين من الحزبين، رئيسة تايوان تساي أنغ وين يوم (الأربعاء) في مكتبة الرئيس رونالد ريغان الرئاسية في سيمي فالي بكاليفورنيا. وخلال اللقاء وعد مكارثي بتقديم دعم ثابت لتايوان، التي وصفها بأنها تتعرض «لضغوط متزايدة من الصين»، داعيا إلى مواصلة بيع الأسلحة إلى تايوان، باعتباره السبيل الأفضل لمنع غزو صيني للجزيرة، كما لمّح مكارثي إلى إمكانية قيامه بزيارة لتايوان في المستقبل.
بينما قالت تساي إن الدعم الأميركي يؤكد لشعب تايوان «أننا لسنا وحدنا في وقت نشهد فيه تحديات غير مسبوقة وتتعرض فيه الديمقراطية للتهديد». وقد حضر اللقاء أكثر من 100 شخص من أنصار تايوان. فيما تظاهر مناصرون للصين خارج مكتبة ريغان، حاملين لافتات مكتوبا عليها «تايوان جزء من الصين».
وقبل اللقاء أرسلت السفارة الصينية رسالة تهديد بالبريد الإلكتروني إلى مكتب رئيس مجلس النواب وأعضاء آخرين في الكونغرس، وحذر مسؤول الاتصال بالسفارة لي شيانغ من عواقب كبيرة في رسالة من أربع صفحات، قال فيها إن «الصين لن تقف مكتوفة الأيدي في مواجهة هذا (الاستفزاز الصارخ) وستتخذ إجراءات حازمة ردا على هذا الموقف الذي ينتهك سياسة الصين الواحدة». وأضافت الرسالة أن اللعب بورقة تايوان سيؤدي إلى الإضرار بالعلاقات الصينية الأميركية.
وتنص سياسة الصين الواحدة التي تتبناها الولايات المتحدة على أن حكومة بكين هي الحكومة الشرعية الوحيدة للصين. وقد سبق للولايات المتحدة أن تعهدت بالدفاع عن تايوان في حالة حدوث غزو صيني، وكرر الرئيس الأميركي جو بايدن استعداده لإرسال جنود أميركيين إلى الجزيرة في حال تعرضها للغزو.
وعلق البيت الأبيض محاولا التهدئة وتخفيف الغضب الصيني، بأن زيارة رئيسة تايوان روتينية، وقالت كارين جان بيير المتحدثة باسم البيت الأبيض مساء (الأربعاء) إنه لا ينبغي للصين أن تستخدم زيارة تساي للأراضي الأميركية ذريعة لعدوان على تايوان. كما حذر وزير الخارجية أنطوني بلينكن الصين من القيام بأي إجراءات لتصعيد التوترات.

 وفد أميركي إلى تايبيه

وتزامن ذلك مع وصول وفد من الكونغرس الأميركي من الحزبين إلى تايوان صباح (الخميس) بعد زيارته لكل من كوريا الجنوبية واليابان. والتقى الوفد الأميركي مع وليام لاي نائب الرئيسة التايوانية الذي من المرجح أن يرشحه الحزب الديمقراطي التقدمي لخلافة تساي في الانتخابات الرئاسية مطلع العام المقبل.
وقال النائب مايكل ماكول رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، الذي يرأس الوفد الأميركي، إن «الولايات المتحدة تقف إلى جانبك وسوف تحميك». فيما أكد وليام لاي أن تايوان ستبذل قصارى جهدها لحماية نفسها والاستعداد للحرب من أجل تجنبها، وأضاف: «نحن بحاجة لأن نكون مستعدين للقتال حتى نستطيع وقف الحرب».
وتستمر زيارة المشرعين الأميركيين إلى يوم السبت، وسيناقشون العلاقات الأميركية التايوانية والأمن الإقليمي والتجارة والاستثمار.


مقالات ذات صلة

تقرير: القوات البحرية الأوروبية تحجم عن عبور مضيق تايوان

العالم تقرير: القوات البحرية الأوروبية تحجم عن عبور مضيق تايوان

تقرير: القوات البحرية الأوروبية تحجم عن عبور مضيق تايوان

شجّع مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، (الأحد) أساطيل الاتحاد الأوروبي على «القيام بدوريات» في المضيق الذي يفصل تايوان عن الصين. في أوروبا، تغامر فقط البحرية الفرنسية والبحرية الملكية بعبور المضيق بانتظام، بينما تحجم الدول الأوروبية الأخرى عن ذلك، وفق تقرير نشرته أمس (الخميس) صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية. ففي مقال له نُشر في صحيفة «لوجورنال دو ديمانش» الفرنسية، حث رئيس دبلوماسية الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أوروبا على أن تكون أكثر «حضوراً في هذا الملف الذي يهمنا على الأصعدة الاقتصادية والتجارية والتكنولوجية».

«الشرق الأوسط» (بيروت)
العالم لندن تحذّر من عواقب مدمّرة لحرب في مضيق تايوان

لندن تحذّر من عواقب مدمّرة لحرب في مضيق تايوان

دافع وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي عن الوضع القائم في تايوان، محذرا من عواقب اقتصادية مدمرة لحرب، في خطاب تبنى فيه أيضًا نبرة أكثر تصالحا حيال بكين. وقال كليفرلي في خطاب ألقاه مساء الثلاثاء «لن تكون حرب عبر المضيق مأساة إنسانية فحسب بل ستدمر 2,6 تريليون دولار في التجارة العالمية حسب مؤشر نيكاي آسيا». وأضاف «لن تنجو أي دولة من التداعيات»، مشيرا إلى أن موقعها البعيد لا يؤمن أي حماية مما سيشكل ضربة «كارثية» للاقتصاد العالمي والصين.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم الصين تحقق مع ناشر تايواني في جرائم متعلقة بالأمن القومي

الصين تحقق مع ناشر تايواني في جرائم متعلقة بالأمن القومي

أعلنت السلطات الصينية، الأربعاء، أن ناشراً تايوانياً، أُبلغ عن اختفائه، خلال زيارة قام بها إلى شنغهاي، يخضع لتحقيق في جرائم متعلقة بالأمن القومي. وقالت تشو فنغ ليان، المتحدثة باسم «المكتب الصيني للشؤون التايوانية»، إن لي يانهي، الذي يدير دار النشر «غوسا»، «يخضع للتحقيق من قِبل وكالات الأمن القومي، لشبهات الانخراط بأنشطة تعرِّض الأمن القومي للخطر». وأضافت: «الأطراف المعنية ستقوم بحماية حقوقه المشروعة ومصالحه، وفقاً للقانون». وكان ناشطون وصحافيون في تايوان قد أبلغوا عن اختفاء لي، الذي ذهب لزيارة عائلته في شنغهاي، الشهر الماضي. وكتب الشاعر الصيني المعارض باي لينغ، الأسبوع الماضي، عبر صفحته على «ف

«الشرق الأوسط» (بكين)
العالم رئيس غواتيمالا يبدأ زيارة لتايوان

رئيس غواتيمالا يبدأ زيارة لتايوان

وصل رئيس غواتيمالا أليخاندرو جاماتي الاثنين إلى تايوان في زيارة رسمية تهدف إلى تعزيز العلاقات الدبلوماسية مع هذه الجزيرة التي تعتبر بلاده من الدول القليلة التي تعترف بها دبلوماسياً. وسيلقي جاماتي كلمة أمام البرلمان التايواني خلال الزيارة التي تستمر أربعة أيام.

«الشرق الأوسط» (تايبيه)
العالم بكين تحتج لدى سيول إثر «تصريحات خاطئة» حول تايوان

بكين تحتج لدى سيول إثر «تصريحات خاطئة» حول تايوان

أعلنت الصين أمس (الأحد)، أنها قدمت شكوى لدى سيول على خلفية تصريحات «خاطئة» للرئيس يون سوك يول، حول تايوان، في وقت يشتدّ فيه الخلاف الدبلوماسي بين الجارين الآسيويين. وتبادلت بكين وسيول انتقادات في أعقاب مقابلة أجرتها وكالة «رويترز» مع يون في وقت سابق الشهر الحالي، اعتبر فيها التوتر بين الصين وتايوان «مسألة دولية» على غرار كوريا الشمالية، ملقياً مسؤولية التوتر المتصاعد على «محاولات تغيير الوضع القائم بالقوة».

«الشرق الأوسط» (بكين)

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

رجحت سلطات أرخبيل مايوت في المحيط الهندي، الأحد، مقتل «مئات» أو حتى «بضعة آلاف» من السكان جراء الإعصار شيدو الذي دمر في اليوم السابق قسماً كبيراً من المقاطعة الفرنسية الأفقر التي بدأت في تلقي المساعدات. وصرّح حاكم الأرخبيل، فرانسوا كزافييه بيوفيل، لقناة «مايوت لا بريميير» التلفزيونية: «أعتقد أنه سيكون هناك مئات بالتأكيد، وربما نقترب من ألف أو حتى بضعة آلاف» من القتلى، بعد أن دمر الإعصار إلى حد كبير الأحياء الفقيرة التي يعيش فيها نحو ثلث السكان، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أنه سيكون «من الصعب للغاية الوصول إلى حصيلة نهائية»، نظراً لأن «معظم السكان مسلمون ويدفنون موتاهم في غضون يوم من وفاتهم».

صور التقطتها الأقمار الاصطناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار «شيدو» فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وصباح الأحد، أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الإعصار الاستوائي الاستثنائي خلّف 14 قتيلاً في حصيلة أولية. كما قال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، إن «الأضرار طالت المستشفى والمدارس. ودمّرت منازل بالكامل. ولم يسلم شيء». وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، مما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل.

الأضرار التي سببها الإعصار «شيدو» في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

كانت سلطات مايوت، التي يبلغ عدد سكانها 320 ألف نسمة، قد فرضت حظر تجول، يوم السبت، مع اقتراب الإعصار «شيدو» من الجزر التي تبعد نحو 500 كيلومتر شرق موزمبيق، مصحوباً برياح تبلغ سرعتها 226 كيلومتراً في الساعة على الأقل. و«شيدو» هو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً، حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرانس-ميتيو). ويُرتقَب أن يزور وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، مايوت، يوم الاثنين. وما زالت المعلومات الواردة من الميدان جدّ شحيحة، إذ إن السّكان معزولون في منازلهم تحت الصدمة ومحرومون من المياه والكهرباء، حسبما أفاد مصدر مطلع على التطوّرات للوكالة الفرنسية.

آثار الدمار التي خلَّفها الإعصار (أ.ف.ب)

في الأثناء، أعلن إقليم لاريونيون الواقع أيضاً في المحيط الهندي ويبعد نحو 1400 كيلومتر على الجانب الآخر من مدغشقر، أنه جرى نقل طواقم بشرية ومعدات الطبية اعتباراً من الأحد عن طريق الجو والبحر. وأعرب البابا فرنسيس خلال زيارته كورسيكا، الأحد، تضامنه «الروحي» مع ضحايا «هذه المأساة».

وخفّض مستوى الإنذار في الأرخبيل لتيسير حركة عناصر الإسعاف، لكنَّ السلطات طلبت من السكان ملازمة المنازل وإبداء «تضامن» في «هذه المحنة». واتّجه الإعصار «شيدو»، صباح الأحد، إلى شمال موزمبيق، ولم تسجَّل سوى أضرار بسيطة في جزر القمر المجاورة من دون سقوط أيّ ضحايا.