قمة مصرية - قبرصية تبحث السد الإثيوبي ومستجدات «شرق المتوسط»

السيسي وخريستودوليدس أكدا أهمية إجراء الانتخابات الليبية في أقرب وقت

مباحثات السيسي ونظيره القبرصي في القاهرة (الرئاسة المصرية)
مباحثات السيسي ونظيره القبرصي في القاهرة (الرئاسة المصرية)
TT

قمة مصرية - قبرصية تبحث السد الإثيوبي ومستجدات «شرق المتوسط»

مباحثات السيسي ونظيره القبرصي في القاهرة (الرئاسة المصرية)
مباحثات السيسي ونظيره القبرصي في القاهرة (الرئاسة المصرية)

عقدت جولة مباحثات مصرية - قبرصية، في القاهرة، اليوم (الأربعاء)، تناولت قضية «سد النهضة» الإثيوبي، ومستجدات «شرق المتوسط». وأكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مجدداً «استمرار سعي بلاده من أجل التوصل إلى تسوية سياسية (عادلة) لقضية (سد النهضة) الإثيوبي».
وقال السيسي، خلال مؤتمر صحافي عقب لقائه نظيره القبرصي نيكوس خريستودوليدس، إنه «أطلع الرئيس القبرصي على جهود مصر المستمرة للتوصل إلى اتفاق (قانوني وملزم) لملء وتشغيل السد الإثيوبي، بما يحقق تطلعات جميع الشعوب في التنمية، جنباً إلى جنب مع الحفاظ على أمن مصر المائي الذي لا تفريط فيه». وبين مصر وإثيوبيا نزاع ممتد لأكثر من عقد بسبب السد الذي تبنيه أديس أبابا على الرافد الرئيسي لنهر النيل، وتخشى القاهرة أن يؤثر على حصتها من مياه النيل.
وتعد زيارة خريستودوليدس للقاهرة هي ثاني زيارة خارجية له، بعد اليونان، منذ توليه مهام منصبه رئيساً للبلاد. وفي هذا الصدد، أعرب الرئيس المصري عن «تقديره البالغ لأن تكون مصر هي الوجهة الإقليمية الأولى للرئيس القبرصي، ما يعكس تميز العلاقات بين البلدين».
ووفق بيان رئاسي مصري، فقد تناول لقاء السيسي وخريستودوليدس مختلف مسارات أوجه التعاون الثنائي بين البلدين. وقال السيسي إنه «تم الاتفاق على أهمية الإعداد الجيد للجولة الثانية من (اللجنة العليا المشتركة)، بهدف تحقيق نقلة نوعية في كافة جوانب التعاون الثنائي، وعلى رأسها التعاون في قطاع الطاقة، بما يشمل مشروع الربط الكهربائي، ونقل الغاز القبرصي لمحطتي الإسالة في مصر، أو التعاون في أطر جديدة مثل مشروعات الطاقة النظيفة والمتجددة، وكذا العمل على زيادة معدلات التبادل التجاري، ودعم التعاون في جميع المجالات التنموية والاقتصادية، فضلاً عن استمرار العلاقات العسكرية المتميزة».
وتوافقت مصر وقبرص على «استمرار التنسيق الوثيق على المستوى السياسي إزاء كافة القضايا ذات الاهتمام المشترك». وأكد الرئيس المصري «أهمية تحقيق الأمن والاستقرار في منطقة (شرق المتوسط)، عن طريق تأكيد التزام كافة الدول باحترام القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، خاصة مبادئ عدم التدخل في الشؤون الداخلية واحترام الحقوق السيادية والمياه الإقليمية لكل دول المنطقة»، مشدداً على موقف بلاده «الثابت» من القضية القبرصية.
وقال إن «القاهرة تدعم مساعي تسوية هذه القضية وفق مقررات الشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، ورفض اتخاذ خطوات أحادية من أي طرف بهدف خلق أمر واقع مستحدث بالمخالفة لقرارات مجلس الأمن».
وأشار السيسي إلى أنه «تم خلال اللقاء التأكيد على أهمية الشراكة الثلاثية بين مصر وقبرص واليونان، وما تمثله آلية التعاون الثلاثي بين الدول الثلاث من مثال يحتذى على جميع الأصعدة»، لافتاً النظر إلى أن مصر سوف تستضيف القمة المقبلة لآلية التعاون الثلاثي خلال العام الحالي.
وتناولت قمة السيسي وخريستودوليدس بحث القضايا الإقليمية محل الاهتمام المشترك. وتوافق البلدان على «أهمية إجراء الاستحقاقات الانتخابية في ليبيا في أقرب وقت، مع التأكيد على خروج كافة القوات الأجنبية والمرتزقة من الأراضي الليبية، بما يتسق مع استعادة ليبيا لسيادتها ووحدة أراضيها واستقرارها».
وأكد السيسي «ضرورة تضافر الجهود الدولية من أجل تجنب تصاعد العنف ووقف الاستيطان، ودفع جهود التسوية النهائية من أجل إحلال السلام وإقامة دولة فلسطينية مستقلة وفق قرارات الشرعية الدولية، على أساس حل الدولتين».
وبحسب المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، أحمد فهمي، فإن الرئيسين عقدا جلسة مباحثات ثنائية، أعقبتها جلسة مباحثات موسعة؛ حيث «ثمن الرئيسان التطور المستمر في العلاقات المصرية - القبرصية، وما شهدته الروابط التاريخية الممتدة بين البلدين الصديقين من تقدم مضطرد خلال السنوات الأخيرة على الأصعدة كافة، ولا سيما مجالات الطاقة من غاز طبيعي وربط كهربائي».
وقال متحدث الرئاسة المصرية إنه «تم التوافق على تدشين منتدى أعمال مشترك بين الجانبين، إلى جانب الاتفاق على تنفيذ كثير من المشروعات المشتركة، في إطار آلية التعاون الثلاثي التي تجمع بين مصر وقبرص واليونان».



اللجنة الدولية للصليب الأحمر تدعو إلى تخفيف المعاناة في الشرق الأوسط

آثار الدمار الذي سبّبته غارة إسرائيلية جنوب صيدا في لبنان (إ.ب.أ)
آثار الدمار الذي سبّبته غارة إسرائيلية جنوب صيدا في لبنان (إ.ب.أ)
TT

اللجنة الدولية للصليب الأحمر تدعو إلى تخفيف المعاناة في الشرق الأوسط

آثار الدمار الذي سبّبته غارة إسرائيلية جنوب صيدا في لبنان (إ.ب.أ)
آثار الدمار الذي سبّبته غارة إسرائيلية جنوب صيدا في لبنان (إ.ب.أ)

دعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، اليوم الأحد، إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لتخفيف المعاناة في الشرق الأوسط، عشية الذكرى السنوية الأولى للهجوم غير المسبوق الذي شنّته حركة المقاومة الإسلامية «حماس» على إسرائيل.

ووفق «وكالة الصحافة الفرنسية»، قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، في بيان: «خلال العام الماضي، شهدت المنطقة دماراً واسع النطاق وتجريداً للأشخاص من صفتهم البشرية»، داعية جميع الأطراف إلى «احترام كرامة كل شخص متضرّر من هذا النزاع... وتحمُّل مسؤولياتهم، بموجب القانون الإنساني الذي يوفّر إطاراً للحد من المعاناة أثناء النزاع».

وأضافت: «أصبح المدنيون مجرّد أعداد، إذ طغت الخطابات المتضاربة بشأن النزاع على طابعهم الفريد، لكنّ وراء هذه الأرقام أفراداً، أطفالاً وآباء وأشقاء وأصدقاء يكافحون الآن من أجل البقاء على قيد الحياة، ويواجهون، كل يوم، الحزن والخوف وعدم اليقين بشأن مستقبلهم».

وتابعت: «شهد هذا العام قلوباً محطَّمة وأسئلة بلا إجابات»، لافتة إلى أن «شمل العائلات تشتّت، ولا يزال كثير من أحبائها محتجَزين، رغم إرادتهم. وقُتل عشرات الآلاف، ونزح الملايين في جميع أنحاء المنطقة».

ويصادف الاثنين الذكرى السنوية الأولى للهجوم غير المسبوق الذي نفذته حركة «حماس» على الأراضي الإسرائيلية، والذي أدى إلى اندلاع حرب بين الحركة والدولة العبرية في قطاع غزة امتدّت إلى لبنان، حيث تشنّ إسرائيل حرباً ضد «حزب الله».

وقالت اللجنة الدولة للصليب الأحمر: «بينما نقترب من مُضي عام على الهجمات، التي وقعت في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، والتصعيد واسع النطاق للأعمال العدائية الذي أعقب ذلك، لا يزال الناس في المنطقة يعانون وطأة الألم والمعاناة والخسارة التي لا تُطاق وتتجاوز الحدود».

وكرّرت دعوتها جميع الأطراف إلى «تحمل مسؤولياتهم، بموجب القانون الدولي الإنساني»، مؤكدة أنّه من خلال الالتزام بهذا القانون «يمكن للأطراف المتحاربين أن يخفّفوا المعاناة الإنسانية، ويمهدوا لمستقبل أكثر استقراراً وسلاماً».