ارتفعت موجة التحذيرات المتبادلة بين الصين والولايات المتحدة مرة أخرى، وزادت مستويات التوتر، على خلفية اجتماع مرتقب بين رئيس مجلس النواب الأميركي ورئيسة تايوان، اليوم الأربعاء، في كاليفورنيا، ومع اتفاق جديد يسمح للولايات المتحدة باستخدام أربع قواعد عسكرية في الفلبين، في خطوة عدّتها بكين تهدد السلام والاستقرار الإقليميين، متعهدة بـ«الدفاع بحزم عن سيادتها».
يأتي اجتماع مكارثي ورئيسة تايوان تساي إينغ وين، اليوم الأربعاء، ليثير موجة كبيرة من التوتر في العلاقات.
ومن المقرر أن تتوقف رئيسة تايوان في الولايات المتحدة، في طريق عودتها من جولة دبلوماسية في أميركا الوسطى.
وقالت الناطقة باسم الخارجية الصينية ماو نينغ، «ستراقب الصين الوضع عن كثب بشدة وستدافع بحزم عن سيادتها الوطنية ووحدة أراضيها».
وأضافت ماو: «تعارض الصين بقوة ترتيب الولايات المتحدة لمرور تساي عبر أراضيها، وتعارض بقوة اللقاء بين رئيس مجلس النواب كيفن مكارثي، المسؤول الأميركي الثالث، وتساي إنغ وين».
ورأت أمام صحافيين أن اللقاء «ينتهك بشكل خطر مبدأ الصين واحدة والبيانات الصينية الأميركية المشتركة الثلاثة، ويقوض بشكل خطر سيادة الصين ووحدة أراضيها».
في أغسطس (آب) الفائت، توجهت الرئيسة السابقة لمجلس النواب الأميركي الديمقراطية نانسي بيلوسي، إلى تايوان، مثيرة غضب الصين التي ردت بإجراء تدريبات عسكرية واسعة النطاق حول الجزيرة.
وعلى الرغم من التحذيرات الصينية، أكد مكارثي أنه سيلتقي رئيسة تايوان في كاليفورنيا اليوم. وأوضحت مصادر أن مكارثي دعا عشرة أعضاء من الحزبين لـ«حضور اللقاء مع رئيسة تايوان في مكتبة رونالد ريغان الرئاسية خارج مدينة لوس أنجليس».
لكن القنصلية الصينية في لوس أنجليس قالت إن تساي تشارك في اجتماعات رسمية من أجل «استعراض سياسي» يؤذي بشدة مشاعر الشعب الصيني، ويؤثر على الأسس السياسية للعلاقات الصينية - الأميركية.
قواعد الفلبين
وارتفع الغضب الصيني بعد اتفاق جديد يسمح للولايات المتحدة باستخدام أربع قواعد عسكرية إضافية في الفلبين.
وقالت الناطقة باسم الخارجية الصينية ماو نينغ، الثلاثاء، «يجب أن تفكر الدول في المنطقة بعمق حول ما هو ملائم ومفيد للجميع، من أجل اتخاذ خيارات مفيدة حقاً لمصالحها وأيضاً للسلام والاستقرار الإقليميين».
كانت الفلبين أعلنت الاثنين تحديد أربع قواعد عسكرية إضافية يمكن للولايات المتحدة استخدامها، إحداها قريبة من بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه، وأخرى غير بعيدة من تايوان. وواشنطن ومانيلا حليفتان منذ عقود، وتربط بينهما معاهدة دفاعية أبرمت عام 2014، وتُعرف باسم «اتفاق التعاون الدفاعي المعزز».
منطاد التجسس
كذلك، أثار منطاد التجسس الصيني جدلاً واسعاً بعد أنباء عن أنه كان قادراً على جمع معلومات عن المواقع العسكرية الأميركية الحساسة حينما حلق في سماء الولايات المتحدة، لمدة أسبوع، في فبراير الماضي، قبل أن تسقطه الطائرات الأميركية في المحيط الأطلسي. وقالت وزارة الدفاع الأميركي (البنتاغون)، إن الخبراء لا يزالون يقومون بتحليل الخطام الذي تم جمعه من البالون بعد إسقاطه في الرابع من فبراير الماضي.
وذكرت وزارة الخارجية الصينية، الثلاثاء، أن بكين أوضحت أن المنطاد المدني غير المأهول الذي حلّق فوق الأراضي الأميركية كان «حدثاً غير متوقع ومعزولاً».
وقال المتحدث ماو نينغ، في إفادة صحافية، إن «الصين ترفض التشويه والتضخيم في هذا الحادث».
وقلل المسؤولون الأميركيون من أهمية تأثير المنطاد على الأمن القومي، قائلين إنه اتخذت إجراءات للحد من قدرته على جمع المعلومات عن المواقع الأميركية الحساسة.