أناقة رمضان في الهند... عينها على الشرق الأوسط وأقدامها راسخة في التقاليد

التطريز الغني وأسلوب الطبقات المتعددة أكثر ما يُميزها

لا تستغني المرأة عن اللمسات التقليدية التي تُميزها (خاص) - الألوان الهادئة هي المفضلة للرجل (ميستاي) - زي مطرز بسخاء من (إثنيك تراندز)
لا تستغني المرأة عن اللمسات التقليدية التي تُميزها (خاص) - الألوان الهادئة هي المفضلة للرجل (ميستاي) - زي مطرز بسخاء من (إثنيك تراندز)
TT

أناقة رمضان في الهند... عينها على الشرق الأوسط وأقدامها راسخة في التقاليد

لا تستغني المرأة عن اللمسات التقليدية التي تُميزها (خاص) - الألوان الهادئة هي المفضلة للرجل (ميستاي) - زي مطرز بسخاء من (إثنيك تراندز)
لا تستغني المرأة عن اللمسات التقليدية التي تُميزها (خاص) - الألوان الهادئة هي المفضلة للرجل (ميستاي) - زي مطرز بسخاء من (إثنيك تراندز)

نجح شهر رمضان الكريم في وضع اسمه على الجداول الزمنية لفعاليات الموضة، وبات المصممون يحرصون على طرح مجموعات رمضانية في كل عام آخذين بعين الاعتبار الفصل.
تقول ناديرا علي، المصممة المقيمة في دلهي: «الزينة تكتمل حقاً هذا العام، فنظراً لأننا في بداية الصيف، فإن أول ما ينبغي الانتباه له عند اختيار الملابس خلال موسم الأعياد هذا، التخلي عن أي قطع تجعلك تشعرين بعدم الارتياح. عليك اختيار أقمشة خفيفة، مثل القطن والكتان وحرير الرايون، مع اختيار الألوان الخفيفة البراقة».
من جانبها، تُعلق المصممة رينو تاندون، التي تتلقى الكثير من الطلبات من زبائنها من الشرق الأوسط: «من أجل رمضان، صممنا فساتين طويلة تمزج الطابع الغربي والتطريزات التقليدية، نظراً لميل النساء إلى مزج خطوط الموضة العالمية مع التراث وتلك اللمسات التقليدية».
وتقترح المصممة ارتداء «القفطان والعباءات المزدانة بالزهور والسترات الفضفاضة والقمصان كبيرة الحجم مع سراويل ضيقة والسترات الطويلة، باعتبارها تمزج ما بين تيارات الموضة التقليدية والحديثة. أما أناركالي كورتاس (أناركالي عبارة عن سترة طويلة تصل إلى الأرض)، وسلوار كاميز (يتكون من بنطال خفيف فضفاض به ثنيات، ينتهي بدائرة ضيقة حول الكاحل)، فعادة ما ترتديه الآسيويات أسفل قميص طويل، وهما من التصميمات المفضلة طوال الوقت»، حسب قولها.
وتضيف علي أنها صممت الكثير من القطع الخاصة بهذه المناسبة، منها فساتين طويلة وسترات طويلة مزدوجة الطبقات وشيكانكاري كورتاس، وهي تصميمات تضمن التميز كما تمتاز بخفتها.
وبخلاف المتاجر الكبرى والمجموعات التي تحمل توقيع كبار المصممين، تعتبر دلهي القديمة مركزاً لتسوق كل ما يتعلق بأناقة رمضان. فالكثير من متاجرها تعرض ملابس تتميز بالطراز العربي.
في هذا السياق، تقول شيراز، وهي صاحبة متجر يحمل اسم «كاترا بازار»: «بفضل شبكات التواصل الاجتماعي، يطلع الناس اليوم على أحدث تيارات الموضة في الشرق الأوسط، ويحاولون تطبيق الموضة ذاتها هنا، لكن بلمسة هندية». من ناحية أخرى، أعرب مصمم المشاهير سانجاي ديفيد عن اعتقاده بأن الاحتفالات تشكل الوقت الأمثل لارتداء شيء جديد ومختلف عن المعتاد. وأضاف: «الملابس الجديدة ليست صديقة للبيئة فحسب، وإنما تضفي كذلك مسحة من الرقي بعيدة عن الابتذال والمبالغة. ويمكن تجريب ارتداء أناركالي ودوباتا (إيشارب طويل) خفيف، مع ألوان هادئة». لدى كل من أبو جاني وسنديب خوسلا، وهما من المصممين المتعاونين مع كبار المشاهير على الساحتين العالمية والهندية، مجموعة خاصة لتصميمات «شيكنكاري كورتاس» مدمجة مع بنطال مخطط للنساء ومجموعة أخرى مشابهة للرجال.
الشيكنكاري عبارة عن أسلوب تطريز تقليدي تمتاز به الهند، وهو تطريز يدوي دقيق يجري تطبيقه على مجموعة متنوعة من المنسوجات، مثل الموسلين والحرير والشيفون والأورجانزا والتول، وما إلى ذلك. وتقوم فكرة تطريز الشيكنكاري على تطريز خيط أبيض على خلفية ظلال هادئة من قماش الموسلين فاتح اللون وملابس قطنية، إلا أنه في الوقت الحاضر، يجري صنع تطريز شيكنكاري باستخدام خيوط حريرية ملونة، من أجل مواكبة الاتجاهات الحديثة بعالم الموضة.
اللافت أن أساليب التطريز، مثل العقد الفرنسية و«أبليكه» والطي والتطريز المعدني، على سبيل المثال لا الحصر، قد رسخت وجودها داخل دوائر الموضة الهندية للرجال والنساء معاً، بل وخارجها أيضاً.
من جهته، يرى المصمم بهارات جوبتا، أنه «عند ارتياد حفلات الإفطار، يميل الرجال عموماً نحو الاختيارات الكلاسيكية، مثل الباثاني وشيكنكاري كورتاس». ومن أجل إضفاء لمسة عصرية، يقول إنه «بإمكانهم ارتداء سترة بألوان العاج والكريمي والبيج وألوان الباستيل أو الألوان الهادئة، إلا أن هذا لا يمنع من الاستعانة بدرجات أعمق من الأزرق والأخضر في المناسبات الرسمية».
ورغم ذلك، يعتقد باراغ غوسوامي، الأستاذ المساعد بمجال تصميم الأزياء وتصميم الصور في أحد المعاهد الرائدة بمجال الموضة، أن الشعور بالراحة هو العنصر الأهم، خصوصاً «تجنب الملابس الملتصقة بالجسم. كما ينبغي الانتباه إلى أن نسيج القماش وملمسه يسهم في الارتقاء بالمظهر ككل. وهنا، تعتبر القمصان المغزولة يدوياً والسترات الكورتا أو القرطق الرهان الأفضل».
أما المصمم هاشمي، فأكد أن «رمضان شهر البساطة والروحانيات، وبالتالي يتعين على المرء النأي عن الألوان الصارخة والتزام اللون الأبيض باعتباره يرمز إلى النقاء والسلام». وهنا، تعتبر سترة الكورتا المصنوعة من نسيج الموسلين اختياراً شائعاً. وغالباً ما تقترن برداء متعدد الطبقات، في صورة أكبر مرونة عن التصميم الآخر المستقيم والضيق.
ومع ذلك، أوضح هاشمي أنه يفضل الكورتا المصنوعة من حرير توسار، منبهاً إلى أن التطريز على الرقبة يعكس المكانة الاجتماعية.
من ناحية أخرى، مال كونال راوال، خريج كلية لندن للموضة، وواحد من أصغر المصممين في الهند، نحو التصميمات الكلاسيكية، مثل كورتا وباندغالا برقبة مغلقة، وسترات مع تطريز متناسق ويدوي ثلاثي الأبعاد، مع ظلال ثقيلة من البيج والأزرق.
جدير بالذكر أن راوال تعاون بالفعل مع الكثير من نجوم «بوليوود»، ومنهم أنيل كابور وشاهيد كابور وأرجونكابور ورانبير كابور وفارون داوان، وغيرهم الكثير.
أما عشاق البساطة، فيمكنهم اختيار كورتا قصيرة مع سراويل، وهي إطلالة مثالية للنزهات شبه الرسمية خلال رمضان. كما أنها تسهم في إضفاء لمسة تقليدية على المظهر.
عن ذلك، قالت المصممة جوي ميترا: «أعتقد أن هذا أمر لا ينتبه إليه غالبية الرجال، لكن الكورتا القصيرة يمكن أن تكون أكثر قطع الملابس تنوعاً في خزانة ملابسك، ويمكن ارتداؤها مع البنطال، ما يمنحك إطلالة ليست تقليدية بشكل كامل، ولا رسمية تماماً في الوقت ذاته».


مقالات ذات صلة

5 قطع لن تخسري إذا استثمرتِ فيها حالياً

لمسات الموضة الجينز لا يزال يتصدر منصات الموضة العالمية مثل عرض «ليبرتين» خلال أسبوع نيويورك الأخير (إ.ب.أ)

5 قطع لن تخسري إذا استثمرتِ فيها حالياً

مهما تغيرت المواسم والأذواق، هناك قطع من الموضة تتحدى الزمن وتعتبر بمثابة استثمار سعره فيه.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة اعتمد المصمم على التفاصيل الجريئة حتى يمنح كل زي ديناميكية خاصة (خاص)

فؤاد سركيس يرسم لوحة ملونة بالالوان والتفاصيل في مجموعته لـ 2025

في أحدث مجموعاته لموسم خريف وشتاء 2025، يعيد المصمم فؤاد سركيس رسم هوية جديدة لمعنى الجرأة في الموضة. جرأة اعتمد فيها على تفاصيل الجسم وتضاريسه. تتبعها من دون…

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة مصممة الأزياء التراثية علياء السالمي (الشرق الأوسط)

علياء السالمي... تحمل تقاليد الماضي إلى الحاضر

من قلب المملكة العربية السعودية؛ حيث تتلاقى الأصالة والحداثة، تبرز مصممة الأزياء التراثية علياء السالمي واحدةً من ألمع الأسماء في عالم تصميم الأزياء.

أسماء الغابري (جدة)
لمسات الموضة كانت روح ماريا تحوم في قصر غارنييه بكل تجلياتها (ستيفان رولان)

من عاشقة موضة إلى مُلهمة

كل مصمم رآها بإحساس وعيون مختلفة، لكن أغلبهم افتُتنوا بالجانب الدرامي، وذلك التجاذب بين «الشخصية والشخص» الذي أثَّر على حياتها.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة لم تحتج الدار يوماً إلى مدير إبداعي يرسم معالمها... لأن «نجمها الأول وعملتها الذهبية» هي أنسجتها (لورو بيانا)

«لورو بيانا»... تحتفل بمئويتها بفخامة تستهدف أصحاب الذوق الرفيع

لم تحتج الدار يوماً إلى مدير إبداعي يقودها ويحدد اتجاهاتها... فشخصيتها واضحة، كما أنها تمتلك نجماً ساطعاً يتمثل في أليافها وصوفها الملكي.

جميلة حلفيشي (لندن)

المحلات الشعبية تستعين بالنجوم لاستقطاب الزبائن

تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)
تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)
TT

المحلات الشعبية تستعين بالنجوم لاستقطاب الزبائن

تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)
تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)

إذا كنتِ مداومة على التسوق في محلات «زارا» لأسعارها ونوعية ما تطرحه، فإنكِ قد تتفاجئين أن تعاونها الأخير مع العارضة البريطانية المخضرمة كايت موس سيُكلَفكِ أكثر مما تعودت عليه. فهناك معطف قصير على شكل جاكيت من الجلد مثلاً يقدر سعره بـ999 دولاراً أميركياً، هذا عدا عن قطع أخرى تتراوح بين الـ200 و300 دولار.

تفوح من تصاميم كايت موس رائحة السبعينات (زارا)

ليست هذه المرة الأولى التي تخوض فيها كايت موس تجربة التصميم. كانت لها تجربة سابقة مع محلات «توب شوب» في بداية الألفية. لكنها المرة الأولى التي تتعاون فيها مع «زارا». ويبدو أن تعاون المحلات مع المشاهير سيزيد سخونة بالنظر إلى التحركات التي نتابعها منذ أكثر من عقد من الزمن. فعندما عيَنت دار «لوي فويتون» المنتج والمغني والفنان فاريل ويليامز مديراً إبداعياً لخطها الرجالي في شهر فبراير (شباط) من عام 2023، خلفاً لمصممها الراحل فرجيل أبلو؛ كان الخبر مثيراً للجدل والإعجاب في الوقت ذاته. الجدل لأنه لا يتمتع بأي مؤهلات أكاديمية؛ كونه لم يدرس فنون التصميم وتقنياته في معهد خاص ولا تدرب على يد مصمم مخضرم، والإعجاب لشجاعة هذه الخطوة، لا سيما أن دار «لوي فويتون» هي الدجاجة التي تبيض ذهباً لمجموعة «إل في إم إتش».

فاريل ويليامز مع فريق عمله يُحيّي ضيوفه بعد عرضه لربيع وصيف 2024 (أ.ف.ب)

بتعيينه مديراً إبداعياً بشكل رسمي، وصلت التعاونات بين بيوت الأزياء الكبيرة والنجوم المؤثرين إلى درجة غير مسبوقة. السبب الرئيسي بالنسبة لمجموعة «إل في إم إتش» أن جاذبية فاريل تكمن في نجوميته وعدد متابعيه والمعجبين بأسلوبه ونجاحه. فهي تتمتع بماكينة ضخمة وفريق عمل محترف يمكنها أن تُسخِرهما له، لتحقيق المطلوب.

صفقة «لوي فويتون» وفاريل ويليامز ليست الأولى وإن كانت الأكثر جرأة. سبقتها علاقة ناجحة بدأت في عام 2003 بين لاعب كرة السلة الأميركي الشهير مايكل جوردان وشركة «نايكي» أثمرت عدة منتجات لا تزال تثير الرغبة فيها وتحقق إيرادات عالية إلى الآن.

كان من الطبيعي أن تلفت هذه التعاونات شركات أخرى وأيضاً المحلات الشعبية، التي تعاني منذ فترة ركوداً، وتشجعها على خوض التجربة ذاتها. أملها أن تعمَّ الفائدة على الجميع: تحقق لها الأرباح باستقطاب شرائح أكبر من الزبائن، وطبعاً مردوداً مادياً لا يستهان به تحصل عليه النجمات أو عارضات الأزياء المتعاونات، فيما يفوز المستهلك بأزياء وإكسسوارات لا تفتقر للأناقة بأسعار متاحة للغالبية.

الجديد في هذه التعاونات أنها تطورت بشكل كبير. لم يعد يقتصر دور النجم فيها على أنه وجه يُمثلها، أو الظهور في حملات ترويجية، بل أصبح جزءاً من عملية الإبداع، بغضّ النظر عن إنْ كان يُتقن استعمال المقص والإبرة أم لا. المهم أن يكون له أسلوب مميز، ورؤية خاصة يُدلي بها لفريق عمل محترف يقوم بترجمتها على أرض الواقع. أما الأهم فهو أن تكون له شعبية في مجال تخصصه. حتى الآن يُعد التعاون بين شركة «نايكي» ولاعب السلة الشهير مايكل جوردان، الأنجح منذ عام 2003، ليصبح نموذجاً تحتذي به بقية العلامات التجارية والنجوم في الوقت ذاته. معظم النجوم حالياً يحلمون بتحقيق ما حققه جوردان، بعد أن أصبح رجل أعمال من الطراز الأول.

من تصاميم فكتوريا بيكهام لمحلات «مانغو»... (مانغو)

المغنية ريهانا مثلاً تعاونت مع شركة «بوما». وقَّعت عقداً لمدة خمس سنوات جُدِّد العام الماضي، نظراً إلى النقلة التي حققتها للشركة الألمانية. فالشركة كانت تمر بمشكلات لسنوات وبدأ وهجها يخفت، لتأتي ريهانا وترد لها سحرها وأهميتها الثقافية في السوق العالمية.

المغنية ريتا أورا، أيضاً تطرح منذ بضعة مواسم، تصاميم باسمها لمحلات «بريمارك» الشعبية. هذا عدا عن التعاونات السنوية التي بدأتها محلات «إتش آند إم» مع مصممين كبار منذ أكثر من عقد ولم يخفت وهجها لحد الآن. بالعكس لا تزال تحقق للمتاجر السويدية الأرباح. محلات «مانغو» هي الأخرى اتَّبعت هذا التقليد وبدأت التعاون مع أسماء مهمة مثل فيكتوريا بيكهام، التي طرحت في شهر أبريل (نيسان) الماضي تشكيلة تحمل بصماتها، تزامناً مع مرور 40 عاماً على إطلاقها. قبلها، تعاونت العلامة مع كل من SIMONMILLER وكاميل شاريير وبيرنيل تيسبايك.

سترة مخملية مع كنزة من الحرير بياقة على شكل ربطة عنق مزيَّنة بالكشاكش وبنطلون واسع من الدنيم (ماركس آند سبنسر)

سيينا ميلر و«ماركس آند سبنسر»

من هذا المنظور، لم يكن إعلان متاجر «ماركس آند سبنسر» عن تعاونها الثاني مع سيينا ميلر، الممثلة البريطانية وأيقونة الموضة، جديداً أو مفاجئاً. مثل كايت موس، تشتهر بأسلوبها الخاص الذي عشقته مجلات الموضة وتداولته بشكل كبير منذ بداية ظهورها. فهي واحدة ممن كان لهن تأثير في نشر أسلوب «البوهو» في بداية الألفية، كما أن تشكيلتها الأولى في بداية العام الحالي، حققت نجاحاً شجع على إعادة الكرَّة.

فستان طويل من الساتان المزيَّن بثنيات عند محيط الخصر يسهم في نحت الجسم (ماركس آند سبنسر)

موسم الأعياد والحفلات

بينما تزامن طرح تشكيلة «مانغو + فيكتوريا بيكهام» مع مرور 40 عاماً على انطلاقة العلامة، فإن توقيت التشكيلة الثانية لسيينا ميلر التي طُرحت في الأسواق في الأسبوع الأول من شهر نوفمبر (تشرين الثاني)، أيضاً له دلالته، بحكم أننا على أبواب نهاية العام. فهذه تحتاج إلى أزياء وإكسسوارات أنيقة للحفلات. لم يكن الأمر صعباً على سيينا. فإلى جانب أنها تتمتع بأسلوب شخصي متميِز، فإنها تعرف كيف تحتفل بكل المناسبات بحكم شخصيتها المتفتحة على الحياة الاجتماعية.

وتعليقاً على هذا الموضوع، أعربت الممثلة عن سعادتها بالنجاح الذي حققته قائلةً: «أحببت العمل على التشكيلة الأولى ويملؤني الحماس لخوض التجربة مرة أخرى. فالتشكيلة الثانية تتسم بطابع مفعم بالمرح والأجواء الاحتفالية، إذ تضم قطعاً أنيقة بخطوط واضحة وأخرى مزينة بالفرو الاصطناعي، بالإضافة إلى فساتين الحفلات والتصاميم المزينة بالطبعات والنقشات الجريئة والإكسسوارات التي يسهل تنسيق بعضها مع بعض، إلى جانب سراويل الدنيم المفضلة لديّ التي تأتي ضمن لونين مختلفين».

فستان ماركس سهرة طويل من الحرير بأطراف مزينة بالدانتيل (ماركس آند سبنسر)

دمج بين الفينتاج والبوهو

تشمل التشكيلة وهي مخصصة للحفلات 23 قطعة، تستمد إلهامها من أسلوب سيينا الخاص في التنسيق إضافةً إلى أزياء مزينة بالترتر استوحتها من قطع «فينتاج» تمتلكها وجمَعتها عبر السنوات من أسواق «بورتوبيلو» في لندن، استعملت فيها هنا أقمشة كلاسيكية بملمس فاخر. لكن معظمها يتسم بقصَّات انسيابية تستحضر أسلوب «البوهو» الذي اشتهرت به.

مثلاً يبرز فستان طويل من الحرير ومزيَّن بأطراف من الدانتيل من بين القطع المفضلة لدى سيينا، في إشارةٍ إلى ميلها إلى كل ما هو «فينتاج»، كما يبرز فستانٌ بقصة قصيرة مزين بنقشة الشيفرون والترتر اللامع، وهو تصميمٌ يجسد تأثرها بأزياء الشخصية الخيالية التي ابتكرها المغني الراحل ديفيد بوي باسم «زيجي ستاردست» في ذلك الوقت.

طُرحت مجموعة من الإكسسوارات بألوان متنوعة لتكمل الأزياء وتضفي إطلالة متناسقة على صاحبتها (ماركس آند سبنسر)

إلى جانب الفساتين المنسابة، لم يتم تجاهُل شريحة تميل إلى دمج القطع المنفصلة بأسلوب يتماشى مع ذوقها وحياتها. لهؤلاء طُرحت مجموعة من الإكسسوارات والقطع المخصصة للحفلات، مثل كنزة من الدانتيل وبنطلونات واسعة بالأبيض والأسود، هذا عدا عن السترات المفصلة وقمصان الحرير التي يمكن تنسيقها بسهولة لحضور أي مناسبة مع أحذية وصنادل من الساتان بألوان شهية.

أرقام المبيعات تقول إن الإقبال على تشكيلات أيقونات الموضة جيد، بدليل أن ما طرحته كايت موس لمحلات «زارا» منذ أسابيع يشهد إقبالاً مدهشاً؛ كونه يتزامن أيضاً مع قرب حلول أعياد رأس السنة. ما نجحت فيه موس وميلر أنهما ركَزا على بيع أسلوبهما الخاص. رائحة السبعينات والـ«بوهو» يفوح منها، إلا أنها تتوجه إلى شابة في مقتبل العمر، سواء تعلق الأمر بفستان سهرة طويل أو جاكيت «توكسيدو» أو بنطلون واسع أو حذاء من الجلد.

رغم ما لهذه التعاونات من إيجابيات على كل الأطراف إلا أنها لا تخلو من بعض المطبات، عندما يكون النجم مثيراً للجدل. ليس أدلَّ على هذا من علاقة «أديداس» وعلامة «ييزي» لكيني ويست وما تعرضت له من هجوم بسبب تصريحات هذا الأخير، واتهامه بمعاداة السامية. لكن بالنسبة إلى ريهانا وفيكتوريا بيكهام وسيينا ميلر وكايت موس ومثيلاتهن، فإن الأمر مضمون، لعدم وجود أي تصريحات سياسية لهن أو مواقف قد تثير حفيظة أحد. كل اهتمامهن منصبٌّ على الأناقة وبيع الجمال.