رئيس الأركان الأميركي يستبعد حرباً مع الصين «في السنوات القليلة المقبلة»

مع تصاعد التوتر وتبادل الاتهامات والتحذيرات، بين الصين والولايات المتحدة، على خلفية الأزمة مع تايوان، قال مصدر عسكري تايواني، إن الجزيرة تستعد لتسلم 400 صاروخ «جافلين» مضاد للدروع، تم شراؤها من الولايات المتحدة، في الفترة بين النصف الثاني من العام الجاري وأوائل عام 2024.
وعلى الرغم من تكاثر الحديث عن احتمال حصول صدام بين البلدين، فإن الجنرال مارك ميلي، رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة، قلل من إمكانية حصول ذلك: «على الأقل في السنوات القليلة المقبلة»، داعياً الجميع إلى «الهدوء» بشأن الحرب مع الصين. وعلى الرغم من تشكيكه في احتمال قيام الصين بغزو تايوان، شدد على وجوب أن تواصل بلاده «بشكل أسرع، إرسال شحنات الأسلحة إلى الجزيرة، ودعم قدراتها العسكرية، تحسباً لهذا الأمر».
وقال المسؤول التايواني إن الجيش سيتسلم 200 صاروخ هذا العام، على أن يتسلم الـ200 صاروخ المتبقية في وقت ما من عام 2024.
وتعد الصفقة جزءاً من صفقة أسلحة أكبر، أعلن عنها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، في يوليو (تموز) عام 2019، وتضمنت 1700 صاروخ موجه، وأجهزة تعقب بصرية، وأجهزة توجيه لاسلكية. وقالت وزارة الدفاع التايوانية في وقت سابق، إن صواريخ «جافلين» ستصنع في الولايات المتحدة، بعد تقارير عن اقتراح واشنطن تصنيعها في تايوان.
وتعد تلك الصواريخ مثالية لصد أي هجوم صيني من البحر، وإعاقة إنزال مدرعاتها على اليابسة، في ظل تضاريس صعبة للجزيرة.
وحذر الجنرال الأميركي من تصاعد الخطاب «المحموم» الذي يروج لحرب أميركية- صينية تلوح في الأفق؛ لكنه لم يستبعد في الوقت عينه احتمال حدوث «تصعيد أو احتكاك ما»، بشكل كلي. وقال في مقابلة مع مجلة «ديفنس وان»: «نرى كثيراً من التصريحات والأجواء التي تخلق تصوراً بأن الحرب على الأبواب، وأننا على شفا حرب مع الصين... ويمكن أن يحدث ذلك... أي من الممكن أن يقع حادث ما ويؤدي إلى تصعيد غير متحكم فيه... فهذا ليس مستحيلاً». لكنه أضاف أن «هذا السيناريو غير محتمل الوقوع الآن... الخطاب بحد ذاته يمكن أن يؤدي إلى تسخين الأمور وتوتيرها».
وقال: «إن الرئيس الصيني أعلن أنه يريد أن يكون (جيش التحرير الشعبي) مستعداً للاستيلاء على تايوان بالقوة إذا لزم الأمر، بحلول عام 2027، أي بعد 4 سنوات... لذا يجب التأكد من أنه يعرف أن تكلفة تلك الخطوة ستتجاوز المنفعة»، على حد قوله.
وأضاف أن تايوان «تحتاج إلى دفاع جوي وصواريخ (كروز) وألغام مضادة للسفن»؛ لكنه اعتبر أن «افتقار الصين إلى الخبرة يجعل الاستيلاء على تايوان أمراً غير محتمل». وقال إنه «من الصعب للغاية الاستيلاء على الجزيرة عبر عملية برمائية وجوية صينية».
وقال ميلي: «إن من واجب الولايات المتحدة الآن بناء جيش قوي بشكل خارق، وإرسال رسالة واضحة إلى الصين، مفادها أنها ستستخدمه إذا لزم الأمر... بدلاً من مناقشة التهديدات الصينية». وذكّر بقول للرئيس ثيودور روزفلت: «تحدث بهدوء، واحمل عصا كبيرة»، في إشارة إلى ضرورة الحفاظ على الخطاب الهادئ مع الصين، والاستعداد لأي طارئ.
وعن علاقة روسيا والصين، رأى ميلي أن المخاوف من التحالف الصيني- الروسي «سابقة لأوانها». وقال: «يجب أن يكون لدينا نهج جيواستراتيجي لا يدفع روسيا والصين إلى أحضان بعضهما البعض من أجل تشكيل تحالف عسكري فعلي».