تظهر نتائج البحوث والدراسات أنه في الأيام التي يكون فيها النوم جيدًا مقارنة بالنوم السيئ يؤدي الموظفون أداءً أفضل في مهام عملهم الأساسية، ويكونون أكثر انخراطًا في العمل ويزيد احتمال دعمهم لزملائهم. وفي الوقت نفسه، فإن قلة النوم تجعل الموظفين أكثر عرضة للمماطلة والانخراط في سلوك غير أخلاقي مثل ادعاء الفضل بعمل شخص آخر.
وقد وجدت إحدى الدراسات أنه بعد أيام من حصول المديرين على نوم أقل جودة، أبلغ موظفوهم عن تكرار حالات الإشراف المسيء مثل الإدلاء بملاحظات سلبية عنهم أمام زملائهم الآخرين، وذلك وفق تقرير جديد نشره موقع «ساينس إليرت» العلمي المتخصص نقلا عن The Conversation.
قلة النوم تؤثر على قوة الإرادة
النوم مهم بشكل خاص للمهارات الإدراكية عالية المستوى التي نستخدمها للتحكم بأفكارنا وسلوكنا وتنسيقها. ومن المهارات الإدراكية الحيوية التي تعتمد بشكل خاص على النوم الجيد ضبط النفس أو قوة الإرادة. إذ يتطلب الكثير مما نقوم به في العمل قوة الإرادة. نحن بحاجة إلى قوة الإرادة للتحكم بدوافعنا وعواطفنا لإكمال المهام الأقل إمتاعًا أو غير السارة تمامًا، ولمقاومة الانحرافات أثناء العمل.
قد تتضمن الأمثلة على المواقف التي تتطلب قوة الإرادة في العمل شخصًا ما في دور يواجه العملاء ويقدم الخدمة بابتسامة على الرغم من أنه ليس في حالة مزاجية إيجابية حقًا، أو شخصا يعمل عن بُعد يركز على مهمة صعبة بينما يلعب أطفاله في الخلفية.
نصائح للعمل بشكل جيد بعد ليلة نوم سيئة
هناك الكثير من الأبحاث التي تسلط الضوء على أهمية النوم الجيد وتقدم توصيات لتحسين النوم، مثل الامتناع عن استخدام الهواتف الذكية قبل النوم. لكن من وقت لآخر، سيظل معظمنا يمضي ليلة سيئة، خاصة إذا كنا نشعر بالتوتر. إذن كيف يمكننا العمل بشكل جيد في اليوم التالي؟
1. كن استراتيجيًا بشأن المهام التي تعمل عليها
إذا أمكن، يجب أن تتجنب مهام العمل التي تتطلب قوة الإرادة في الأيام التي لم تنم فيها جيدًا في الليلة السابقة. وبدلاً من ذلك، اعمل على مهام بسيطة لا تتطلب الكثير من التفكير أو الاهتمام.
وإذا كنت لا تستطيع تجنب المهام التي تتطلب قوة الإرادة، فقم بجدولتها في وقت مبكر من اليوم حيث من المحتمل أن يكون لديك المزيد من الطاقة العقلية.
2. أعد النظر في طريقة تفكيرك
تظهر الأبحاث أن الطريقة التي يفكر بها الناس في قوة الإرادة تشكل قدرتهم على الانخراط فيها.
وتشير إحدى النظريات إلى أن ممارسة قوة الإرادة تستنزف طاقتنا العقلية، ما يجعلنا أقل رغبة وقدرة على ممارسة المزيد من قوة الإرادة.
غير أن الأشخاص الذين يؤمنون بقوة بأن قوة الإرادة تعتمد على موارد عقلية محدودة يشعرون بأنهم أكثر استنزافًا بعد ممارسة قوة الإرادة مقارنة بالأشخاص الذين يعتقدون أن قوة الإرادة تعتمد على موارد غير محدودة يمكن استردادها بسهولة.
ووفقًا لبحث فإن أداء الموظفين الذين يعتقدون أن قوة الإرادة تعتمد على موارد غير محدودة بهذه الطريقة أفضل في العمل في الأيام التي يفتقرون فيها إلى النوم. لذلك، على الرغم من أن الباحثين لا يزالون يعملون لفهم حدود قوة الإرادة، فقد تحاول إعادة النظر في وجهة نظرك حول مدى قوة الإرادة التي تستنفد طاقتك العقلية.
3. إذا كنت لا تستطيع تغيير نفسك فقم بتغيير وضعك
إذا كنت تتبع نظامًا غذائيًا، فمن الأسهل عدم شراء الشوكولاتة من السوبر ماركت في المقام الأول من أجل الامتناع عن تناولها في كل مرة تفتح فيها خزانة المطبخ. فقد أظهرت الأبحاث أن الأشخاص الذين يجيدون ممارسة قوة الإرادة يحاولون بالفعل تجنب المواقف التي تتطلب ذلك.
وفي إحدى التجارب، عندما يُمنح خيار العمل بمهمة في غرفة بها القليل مقارنة بالعديد من عوامل التشتيت، فإن الأشخاص الذين كانوا أفضل في ممارسة قوة الإرادة كانوا أكثر ميلًا لاختيار الغرفة التي بها مصادر تشتيت أقل. لذا وبشكل خاص في الأيام التي عانيت فيها من قلة النوم ليلاً، يمكن للاستراتيجيات التي تتجنب الحاجة إلى ممارسة قوة الإرادة تمامًا أن تساعدك على أن تكون أكثر إنتاجية وتكمل مهام عملك.
4. شاهد فيديو مضحكا
يمكن أن تساعد المشاعر الإيجابية في استعادة طاقتنا العقلية لأنها تتصدى للآثار الضارة للمشاعر السلبية. ففي دراسة حديثة وجد أن مشاهدة مقطع فيديو مضحك أثناء النهار يمكن أن يقلل من الآثار العقلية الضارة لمتطلبات العمل التي تتطلب قوة الإرادة، وبالتالي تعزيز فعالية الموظفين. لذلك في الأيام التي لا تنام فيها جيدًا، قد تجد أنه من المفيد تشتيت انتباهك لفترة وجيزة من خلال مشاهدة مقطع فيديو مضحك عندما تشعر أن طاقتك العقلية منخفضة. لكن كن حذرًا حتى لا تتورط.