قتلى جراء تدافع خلال توزيع تبرعات في باكستان

شرطي باكستاني يتفقد موقع الحادث في مدينة كراتشي بجنوب البلاد (إ.ب.أ)
شرطي باكستاني يتفقد موقع الحادث في مدينة كراتشي بجنوب البلاد (إ.ب.أ)
TT

قتلى جراء تدافع خلال توزيع تبرعات في باكستان

شرطي باكستاني يتفقد موقع الحادث في مدينة كراتشي بجنوب البلاد (إ.ب.أ)
شرطي باكستاني يتفقد موقع الحادث في مدينة كراتشي بجنوب البلاد (إ.ب.أ)

أعلنت الشرطة الباكستانية مصرع 11 شخصا على الأقلّ في مدينة كراتشي بجنوب باكستان أمس (الجمعة) في تدافع حصل عندما هرع حشد باتجاه مصنع يجري فيه توزيع تبرّعات غذائية بمناسبة شهر رمضان، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.
وصرح فداء جنواري المسؤول في شرطة بالديا تاون في غرب كراتشي بأنّ التدافع حدث عندما توافدت نساء محتاجات مع أطفالهن إلى مصنع في الحيّ يقوم بتوزيع تبرّعات غذائية. وأضاف «سادت حالة من الذعر وبدأ الناس يركضون».
وقالت فاطمة نور (22 عاما) التي لقيت شقيقتها مصرعها في التدافع «عندما فتح الباب الرئيسي اندفع الجميع إلى الداخل».
وذكر مسؤول في الإدارة المحلية أن بين 600 و700 شخص كانوا متجمعين في المجمع الصناعي الصغير.
وصرح المتحدث محمد فروخ بأن جثث ست نساء وثلاثة أطفال نقلت إلى المستشفى الحكومي الشهيد العباسي.
وأوضح مسؤول في جمعية «ريسكيو» لعمليات الإغاثة لوكالة الصحافة الفرنسية أنه تم نقل جثتين أخريين إلى مستشفى آخر.
وأكدت سمية سيد طارق الجراحة في الشرطة أن عدد القتلى بلغ 11 في ساعة متأخرة من مساء الجمعة.
https://twitter.com/aawsat_News/status/1642067522697707520?s=20
وبين القتلى جدة أسماء أحمد (30 عاما) وابنة شقيقتها. وقالت «نأتي إلى المصنع كل عام من أجل الزكاة». وأضافت «بدأوا بضرب النساء بعصي (الغولف) ودفعهن»، مشيرة إلى أن «الفوضى سادت في كل مكان».
وقال جنواري إن ثلاثة من موظفي الشركة أوقفوا لعدم إبلاغهم الشرطة بعملية التوزيع مسبقا مما أدى إلى فقدان السيطرة على الحشد.
والأسبوع الماضي، في اليوم الأول من رمضان، قُتل شخص وأصيب ثمانية آخرون بجروح في شمال غربي باكستان في تدافع للحصول على الدقيق.
وتشهد باكستان منذ أشهر أزمة اقتصادية حادة مع ارتفاع في أسعار المواد الغذائية الأساسية بمقدار النصف تقريباً وبلوغ التضخم مستويات قياسية.
وتفاقم الوضع بسبب أزمة الطاقة العالمية في أعقاب الحرب في أوكرانيا والفيضانات بسبب الأمطار الموسمية التي غمرت ثلث البلاد في 2022.
ويحاول رئيس الوزراء شهباز شريف تفعيل الشريحة التالية من برنامج قرض بقيمة 6.5 مليارات دولار أبرم في 2019 مع صندوق النقد الدولي.
لكن المؤسسة المالية الدولية تطالب بإصلاحات جذرية تشمل زيادات ضريبية وتخفيضا كبيرا في الإعانات قبل دفع الشريحة.


مقالات ذات صلة

إسلام آباد: «طالبان باكستان» قد تستهدف عمران خان

العالم إسلام آباد: «طالبان باكستان» قد تستهدف عمران خان

إسلام آباد: «طالبان باكستان» قد تستهدف عمران خان

ذكرت وسائل إعلام باكستانية أمس (الاثنين)، نقلاً عن تقرير سري لوزارة الدفاع، أن رئيس الوزراء السابق عمران خان وزعماء سياسيين آخرين، قد يجري استهدافهم من قبل تنظيمات إرهابية محظورة خلال الحملة الانتخابية. وذكر التقرير على وجه التحديد عمران خان، ووزير الدفاع خواجة آصف، ووزير الداخلية رنا سناء الله، أهدافاً محتملة لهجوم إرهابي خلال الحملة الانتخابية. وقدمت وزارة الدفاع تقريرها إلى المحكمة العليا في وقت سابق من الأسبوع الحالي.

عمر فاروق (إسلام آباد)
العالم 3 قتلى بقنبلة استهدفت مركزاً للشرطة في باكستان

3 قتلى بقنبلة استهدفت مركزاً للشرطة في باكستان

أسفر اعتداء بقنبلة استهدف اليوم (الاثنين) مركزا لشرطة مكافحة الإرهاب الباكستانية عن ثلاثة قتلى وتسبب بانهيار المبنى، وفق ما أفادت الشرطة. وقال المسؤول في الشرطة المحلية عطاء الله خان لوكالة الصحافة الفرنسية إن «قنبلتين انفجرتا» في مركز الشرطة «وأسفرتا عن مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل» في مدينة كابال الواقعة في وادي سوات بشمال غربي باكستان.

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد)
العالم باكستان: 358 قتيلاً بثلاثة شهور بسبب الإرهاب

باكستان: 358 قتيلاً بثلاثة شهور بسبب الإرهاب

تمكّن الجيش الباكستاني من القضاء على ثمانية مسلحين من العناصر الإرهابية خلال عملية نفذها في مقاطعة وزيرستان شمال غربي باكستان. وأوضح بيان صادر عن الإدارة الإعلامية للجيش اليوم، أن العملية التي جرى تنفيذها بناءً على معلومات استخباراتية، أسفرت أيضًا عن مقتل جنديين اثنين خلال تبادل إطلاق النار مع الإرهابيين، مضيفًا أنّ قوات الجيش صادرت من حوزة الإرهابيين كمية من الأسلحة والمتفجرات تشمل قذائف». ونفذت جماعة «طالبان» الباكستانية، وهي عبارة عن تحالف لشبكات مسلحة تشكل عام 2007 لمحاربة الجيش الباكستاني، ما يقرب من 22 هجوماً.

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد)
الاقتصاد باكستان تقترب من اتفاق مع صندوق النقد بعد تعهد الإمارات بمليار دولار

باكستان تقترب من اتفاق مع صندوق النقد بعد تعهد الإمارات بمليار دولار

قال وزير المالية الباكستاني، إسحق دار، اليوم (الجمعة)، إن الإمارات أكدت تقديم دعم بقيمة مليار دولار لإسلام أباد، ما يزيل عقبة أساسية أمام تأمين شريحة إنقاذ طال انتظارها من صندوق النقد الدولي. وكتب دار على «تويتر»: «مصرف دولة باكستان يعمل الآن على الوثائق اللازمة لتلقي الوديعة المذكورة من السلطات الإماراتية». ويمثل هذا الالتزام أحد آخر متطلبات الصندوق قبل أن يوافق على اتفاقية على مستوى الخبراء للإفراج عن شريحة بقيمة 1.1 مليار دولار تأخرت لأشهر عدة، وتعد ضرورية لباكستان لعلاج أزمة حادة في ميزان المدفوعات. ويجعل هذا التعهد الإمارات ثالث دولة بعد السعودية والصين تقدم مساعدات لباكستان التي تحتاج إل

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد)
العالم باكستان: مقتل أربعة رجال شرطة في معركة بالأسلحة النارية مع الإرهابيين

باكستان: مقتل أربعة رجال شرطة في معركة بالأسلحة النارية مع الإرهابيين

أعلنت الشرطة الباكستانية مقتل 4 رجال شرطة باكستانيين على الأقل في معركة بالأسلحة النارية مع الإرهابيين في مدينة كويتا في الساعات الأولى من الثلاثاء. وقال قائد شرطة العمليات في كويتا، كابتن زهيب موشين، لموقع صحيفة «دون» الباكستانية، إنه جرى شن العملية لتحييد الإرهابيين الذين شاركوا في الهجمات السابقة على قوات الأمن في كوتشلاك. وأضاف زهيب أن العملية أجريت بالاشتراك مع أفراد شرطة الحدود، حسب موقع صحيفة «دون» الباكستانية. وقال زهيب إن عناصر إنفاذ القانون طوقوا، خلال العملية، منزلاً في كوتشلاك، أطلق منه الإرهابيون النار على رجال الشرطة ما أدى إلى مقتل أربعة منهم.

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد)

معرض الراهبة الأميركية كوريتا يضيء باريس بثورة البهجة

كوريتا تعلق لوحاتها (أرشيف مركز كوريتا للفنون)
كوريتا تعلق لوحاتها (أرشيف مركز كوريتا للفنون)
TT

معرض الراهبة الأميركية كوريتا يضيء باريس بثورة البهجة

كوريتا تعلق لوحاتها (أرشيف مركز كوريتا للفنون)
كوريتا تعلق لوحاتها (أرشيف مركز كوريتا للفنون)

إنها المرة الأولى التي تستضيف فيها العاصمة الفرنسية معرضاً لراهبة أميركية يرى النقاد أنها حققت، من خلال لوحاتها، ثورة من البهجة وراء أسوار الأديرة. وبما أنه معرض لراهبة، فقد كان من المناسب أن يُقام في كلية الراهبات البرنارديات، وهو دير له نشاط ثقافي ملحوظ ما بين المعارض والمحاضرات والعروض السينمائية ومركز للحوار بين أصحاب التيارات الفكرية والفنية. ويفتح هذا المعرض أبوابه للزوّار مجاناً حتى أواخر العام.

كوريتا ولوحاتها في ستينات القرن الماضي (أرشيف مركز كوريتا للفنون)

اسم الفنانة كوريتا كينت (1918 - 1986) واشتهرت في بلادها باسم الأخت ماري كوريتا، وعنوان معرضها «الثورة البهيجة». ولعل السبب في ربط أعمالها بالبهجة والمرح هو أنها لوحات متحررة من الضوابط التشكيلية والمدارس والاتجاهات. إنها تعكس مسيرة الفنانة التي لم تكتفِ بعزلتها الدينية وراء الأسوار، بل كانت ناشطة اجتماعية ورسامة ومصورة فوتوغرافية وداعية سلام؛ تستلهم أعمالها مما تراه من التحولات الحديثة في مجتمعها. وبما أنها تسعى لتوصيل رسالة تربوية فإن من الصعب تصنيف النمط الفني الذي تقدمه وفق التصنيفات المعهودة. إنه مزيج من الفن الشعبي واللوحات الحروفية والملصقات واللافتات. لكن الرابط بين كل هذا التنوع هو تلك الألوان البهيجة التي تحيل لوحاتها إلى شموس صغيرة.

ما الذي يدفع صالة باريسية للعرض إلى تقديم لوحات لرسامة مجهولة غابت عن عالمنا قبل عقود؟ الدافع هو أن لوحات الأخت كوريتا تُعدّ شاهدة على الزمن الأميركي ما بين سنوات الخمسين من القرن الماضي وسنوات الثمانين. والتحوّلات هناك لم تتوقف، بل انتقلت إلى قارات أخرى، وما زال الجديد يدهشنا كل يوم، سواء في العلوم والتقنيات الحديثة أو في الفنون والآداب. وإذا كانت كوريتا غير معروفة كثيراً على الصعيد الأوروبي فإنها أنشأت في بلدها مركزاً للفنون يحمل اسمها.

ورشة في دير الراهبات (أرشيف مركز كوريتا للفنون)

لا يتجاوز عدد اللوحات المعروضة الثلاثين، وهي منجزة بتقنية «السيريغراف»، أي الطباعة التي سخرتها الفنانة لنشر المحبة والسلام والإيمان، وهذه هي رسائلها. وهي رسائل معارضة للحروب والنزاعات تراها من خلال القصاصات التي تقتطعها من الجرائد، وتزجّ بها في لوحاتها. وبهذا فإن زائر المعرض لا يتفرج فحسب، بل يقرأ اللوحات التي تتضمن أشعاراً ونصوصاً أدبية ودينية وشعارات وكلمات أغانٍ. وبفضل تقنية «السيريغراف» تمكّنت الفنانة من طبع نسخ عدة من أعمالها، ونشرها في أماكن كثيرة.

التحقت كوريتا، في الستينات، بحركات الانتفاضات الشبابية وتحرير المرأة، ورفض التمييز العنصري وتحدي الفقر والظلم الاجتماعي، وسخرت في لوحاتها من ثقافة الاستهلاك، وسارت عكس التيار، دافعة المتلقي إلى التفكير بدلاً من أن يكون فرداً في القطيع. فهل اشتغلت الراهبة في السياسة؟ ليس بالمعنى الحرفي، لكنها كانت مناضلة على طريقتها. قادت ورشة فنية للراهبات، ونجحت في تحويلها من بقعة صغيرة إلى مركز فعال في حركة التجديد التشكيلي، ونموذج في الالتزام الاجتماعي والاهتمام بحياة الآخرين.

معرض وسط الأعمدة (أرشيف مركز كوريتا للفنون)

تتأمل اللوحات وما تنطوي عليه من رسائل، وتتوقف أمام عمل بسيط يصرخ بعبارة: «أوقفوا القصف»، وتشعر بأن روح كوريتا ما زالت تتألم لأوضاع الزمن الحالي المُثقل بالقنابل والقصف والدمار.