أعلن الأمين العام للحلف الأطلسي (ناتو)، ينس ستولتنبرغ، أمس، أن علم فنلندا قد يرفع أمام مقر الحلف في الأيام المقبلة، بعد ساعات من مصادقة تركيا على انضمامها. وعبّر ستولتنبرغ عن أمله في التمكن من استقبال السويد «في أقرب وقت ممكن».
وصادق البرلمان التركي على البروتوكول المتعلق بانضمام فنلندا في «الناتو» في ساعة متأخرة من ليل الخميس إلى الجمعة، بعد جلسة استغرقت ساعات.
وأثنى الرئيس الفنلندي ساولي نينيستو، ورئيسة الوزراء الفنلندية سانا مارين، على الخطوة التركية، وقالا إنهما ينتظران انضمام السويد أيضاً إلى «الناتو»، ويتطلعان للترحيب بها في عضوية الحلف في أقرب وقت ممكن. وقالت الحكومة الفنلندية في بيان عقب تصويت البرلمان التركي، إن عضوية حلف شمال الأطلسي «ستعزز أمن فنلندا، وتحسن الاستقرار والأمن في منطقة بحر البلطيق وشمال أوروبا».
ومن جهته، كتب ستولتنبرغ في تغريدة: «أتطلّع إلى رفع علم فنلندا في مقرّ الحلف الأطلسي خلال الأيام المقبلة»، وذلك قبل اجتماع وزراء خارجية الحلف في الرابع والخامس من أبريل (نيسان) في بروكسل، مؤكداً أن «انضمامها سيجعل فنلندا أكثر أماناً، والحلف الأطلسي أقوى». وقال إن «فنلندا لديها قوات ذات كفاءة كبيرة جداً، وتمتلك قدرات متقدمة، ومؤسسات ديمقراطية قوية. بالتالي، فإنها ستقدم الكثير لحلفنا». وأعلنت فنلندا عن استثمارات عسكرية كبرى منذ بدء الحرب في أوكرانيا، ويعدهما حلف شمال الأطلسي حصناً قوياً على ضفته الشمالية الشرقية.
وتحدّث ستولتنبرغ عن أمله في «أن أستقبل في أقرب وقت ممكن السويد بصفتها عضواً كامل العضوية في حلف شمال الأطلسي». وطلبت كل من السويد وفنلندا الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، لكن تركيا والمجر لا تزالان تعرقلان انضمام الأولى.
وتقول تركيا إن السويد لم تتخذ الإجراءات اللازمة ضد من تصفهم بـ«الإرهابيين»، في إشارة إلى أنصار حزب العمال الكردستاني، وحركة «الخدمة» التابعة لفتح الله غولن، المتهمة من جانب أنقرة بتدبير محاولة انقلاب فاشلة في 15 يوليو (تموز) 2016. وتقول تركيا إنها لا تعارض توسّع الحلف. وتعد عضوية فنلندا هي أول توسيع للحلف منذ انضمام مقدونيا الشمالية إليه في عام 2020.
وترتبط فنلندا بحدود بطول 1340 كيلومتراً مع روسيا، وتمتلك واحدة من أقوى الترسانات من قطع المدفعية في أوروبا الغربية. وقرّرت التخلي عن حيادها والانضمام إلى «الناتو» رداً على الاجتياح الروسي لأوكرانيا. وبالمثل، تخلّت السويد أيضاً عن التزامها الطويل بالحياد من خلال تقديم طلب للانضمام إلى «الناتو»، لكنها لا تمتلك حدوداً مشتركة مع روسيا.